عرض مشاركة واحدة
قديم 01-09-20, 10:28 AM   #89

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


//

الفصل الواحد والعشرون
البارت الثاني

خرج من داره وهاتفه بإذنه يناديها لكن لايبدو أنها تسمعه ..
اغلق الخط وهم بالاتصال على ياسمين : وين ارجوان ؟
ياسمين : مدري قالت بتطلع تصحيك .
اغلق الخط مجدداً عاقداً حاجبيه ، لم يسمع اي طرق على بابه ، عاود الاتصال بأرجوان لكنه سرعان ما انزل هاتفه وهو يسمع صوت الرنين صادر من .... غرفة بدر !!!
توقف عقله عن التفكير للحظات واسرع بخطواته إلى الغرفة .. وجد الاضاءات مضاءة وهي تمسك بهاتفها وكأنها كانت تحاول الرد ، ازدادت عقدة حاجبيه : ايش تسوي هنا ؟
وقفت بفزع وهي تخفي شيئاً خلفها وتغلق درج الخزانه بركبتها : ولا شيء .
تميم اقترب منها : ايش تسوي بغرفة بدر ؟ ايش اللي داسته وراك ؟
بلعت ريقها بقلق : ياسمين قالت انها غرفتك وانا دخلت مالقيت احد .
تميم مد يده : وايش وراك ؟
ارجوان : ولااااا شيء .
تميم : ارجوااااااااان .
مدت يدها بإستياء كانت تخفي كيس بلاستيكي شفاف به مجموعة من السي دي ، عقد تميم حاجبيه اكثر وهو ياخذ الغلاف منها : هذا ايش ؟
: ارجوااااان اكلمك هذا ايش وايش مجلسك هنا ؟
شعر بإرتفاع صوته وسكت للحظات ، القى ما بيده على سرير بدر وامسك يدها ليخرجا من الغرفة ، حينها خرجت عن صمتها بتوسل : الله يخليك بااااخذهم .
تميم : وانا سألتك ايش فيها هالسيديهات ؟
ارجوان ودموعها تنهمر : كل مواعيدي اللي رحتها لبدر ماهي موجودة بتأكد انها مو هذي ، انا ما قدرت اثبت اني كنت اروح له ماعندي مواعيد ولا التسجيلات موجودة ، الله يوفقك يا تميم بشوفها .
تميم : انتِ ليش مصره ؟ كم مرة قلتلك انسي موضوعه وشوفي تقفلت القضية لان ماعندك ولااا دليل ليش مصره تنبشي وراه !!
ارجوان بغضب : انتَ ليش تتكلم وكأن انا الغلطانه ؟ ليش مو راضي تفهم اني محروووقة من بدر ولا راح يهدالي باال الا لما ينسجن ..
تميم : ايش راح تستفيدي اذا انسجن طيب !
ارجوان : ابغى حقي يرجع لي ولا ابغاه يضر ولا وحدة بعدي ، انت تتكلم وكأن الموضوع مايعنيك لأنك ما حسيت باللي احس فيه .. ما حسيت بشعور العاااار اللي حسيته لماا عرفت اني فعلاً كنت ازورك ومطاوعتك بكل شيء برغبتي بس لأن اخوك الزفت مخليني فار تجارب .. (رصت على اسنانها بغيظ عندما لم تجد حروفاً مناسبة لتعبر عما تشعر) والله احس بصدري نااااار ما راح تنطفي الا وبدر مسجون .. هو ليش سوا فيا كذا ليش ما فكر بشعوري طيب ؟ ليش ماحط احتمال انك ممكن تــ....
قطع كلامها بكاؤها المُر ، تميم : بس انا ما سويت شيء وما كنت راح اضرك ابداً ...
ارجوان : بس هذا مايلغي حقيقة انك حاولت ، يعني انا لو ما منعتك وقتها ايش كان صار ؟ ما اعرف انت ليش قاعد تحاول تتحجج لبدر ؟ ليش رافض اني اقاضيه ؟
تميم : والله يا ارجوان مو عشانه مو عشانه بس محد يدري انك انتِ وايرام شخص واحد ، تخيلي ايش بتكون نظرتهم اذا عرفوا انك نفسها إيرام ؟ انا ما ابغى افكارهم تتغير عنك ولا ابغى احد يظلمك ، ارجوان افهميني ....
قاطعته : انـــــــت اللي افهمنـــــــي انت من لما خطبتني قلتلك اني راح اقاضي بدر وايش قلتلي وقتها ؟ قلت خلينا نعقد عشان حتى لو صارت اي مشكلة بينك وبين اهلي بكون ضامنك ، ليــــــش غيرت رأيك دحيـــــن ؟ ولا هذاك بس كان كلااااام

*****

لن أتنازلَ عن قصتنا
مهما طالَ سياجُ غيابِكْ
سوف أظلّ أحبّكِ علّي
يوماً أجثو في محرابِكْ
سوف أظلّ أحبّك رغماً
عنّي رغماً عن أسبابِكْ

مر اسبوع منذ عودتها إلى المنزل .. لم يحدث أي شيء مهم خلال الاسبوع كانت الايام روتينيه ممله وبعض الأحيان تزورها جنى برفقة طفلها حمني .. او تزورها سارة برفقة العنود ، ومرة فقط زارتها تمارا .. اما بالنسبة للمدرسة فقد كان الوضع عادياً جداُ بالنسبة لها ، لم تكوّن صداقات كثيرة بل اكتفت بالتعرف على اثنتين فقط تقضي وقت فراغها معهم .
في يومٍ ما عادت من الخارج بعد ان قضت يومها برفقة العنود ، دخلت إلى الفيلا وهي تعبث بالهاتف وتضحك بتركيز شديد .. هلعت بشدة عندما سمعت صوت رجولي يقول : وين كنتِ ؟
قفزت بخفه وفزع وسقط هاتفها وتكسّر ، لكنها لم تستوعب ماحدث في غمضة عين نظرت مباشرة إلى مصدر الصوت برعب لتجد رعد يقف امامها ..
وضعت يدها على قلبها بخوف شديد هل هذا رعد فعلاً ام نسخه من عالم اخر ؟ اخذت تحرك شفتيها وهي تقرأ اذكارها والمعوذات ..
اقترب رعد عندما رآها تصنمت في مكانها تنظر إليه ، لكنه بمجرد ان بدأ يخطو تجاهها اخذت تتراجع للخلف والخوف يزداد على ملامحها حتى بدأت تصرخ بصوت عال قائله : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم اعووووذ بالله من الشيطان الرجيم ...
حينها استوعب رعد خوفها ولم يتمالك ضحكته ، انحنى والتقط هاتفها ومده لها اغلقت عينيها بقوة ومازالت تتعوذ بصوت عال على امل ان يختفي : ياعبيطه انا رعد .
فتحت عينيها ببطء عندما شعرت به يمسك يدها ليطمئنها : انا رعد رعد .
روان : متى رجعت ؟
رعد مبتسماً : قبل يومين ومريت العصر هنا اتطمن عليك بس مالقيتك ..
تجهم وجهها ، سحبت هاتفها من يده وهي تنظر إلى الهاتف بغضب تمتمت ساخطه : لاعادها من تطمين ، كسر جوالي الله يكسر راس العدو .
اخذت تمشي متجاهلةً إياه وهو يقول : آسف والله ماكان قصدي افجعك .
روان وهي في آخر عتبات الدرج : آسفك بيصلح الجوال يعنـــــي ؟؟
ثم اكملت بخطوات غاضبه إلى دارها .
تحدثت إلى والدتها ليلاً بعد ان اخذت حمام منعش لمدة ساعة كااامله: ليش ماقلتيلي ان رعد راجع ؟؟؟
سما : ليش اقولك ؟ بتستقبليه بالاحضان يعني ؟؟
روان : طبــــــــعاً لا بس على الاقل اكون متوقعه شوفته بأي لحظة مو كذا يطيّح قلبي احسبه جني .
ضحكت سما : ما جا على بالي اقولك احسبك تعرفي متى حيرجع .
روان بتهكم : ايوه صح عشان هوا مرة يهمني .
سما بتهكم اكثر : لو مايهمك ما دقيتي ..
طرق الباب بخفوت ومشت روان لتفتحه ، روان : لإيش تلمحي لو سمحتي ؟
سما : روان حسألك لآخر مرة تحبي رعد ؟
فتحت روان الباب قائلة : لااااااا طبـ...
بترت كلامها عندما سقطت عينيها عند موضع قدمها .. علبة مربعة مزيّنه بالورد الاحمر المرتب بعناية ثم في المنتصف علبة هاتف لأحدث الإصدارات .. وبطاقة اهداء ..
سما : الوووو وين رحتي ؟
روان : دقيقه دقيقه ..
التقطت روان الكرت " آسف مرة ثانيه واقبلي التعويض "
لأول مرة تتلقى منه هدية إعتذار .. واول هدية تتلقاها منه أصلاً بغض النظر عن الباقة التي اهداها رعد لروان عندما تشاجرت سهام معه وتركت باقتها بالسيارة ..
خالجها شعور ما ، لكنها عقدت حاجبها بإستياء : رعد لسه متأمل !!
سما : يمكن يحبّك من جد !
روان : ما ابغى التخمين أبغى الأكيد .
سما : واذا عرفتي الأكيد حترجعي له ؟
زفرت روان بضيق : والله لو يبقى الوحيد بالكوكب إني ما حرجع له ، ثلاثة شهور وانا اعاااااني ، أصلاً كيف بيكون عندي قلب اثق فيه من جديد ، ولا حتى كيف بقدر اعيش معاه من جديد .. انتو ليش تتكلموا بالموضوع وكأنه سهل لهالدرجة ، نتطلق ونرجع .. ليش محد حاسس إنه كسرني ! كيف هان عليك تشوفيني اتقطع بكا قدامك على صدمتي برعد واستغفاله لي ، واهاناته لي وتواسيني , وتجيني دحين بكل برود تسأليني اذا لسه أحبه !!! حتى لو أحبه ايش يعني ؟ كيف اقدر احب واحد كسّر قلبي لهالدرجة حسبالك إني هيّنه بعين نفسي عشان استرخصها وارجع لواحد ما قدّرني ؟
سما : انا آسفه والله مو قصدي ، ما حفتح معاك الموضوع ثاني طالما انتِ مو قادرة تنسي .
روان : انا ما عاد ابغى غير اني اتخرج من المدرسة بنسبة حلوة ادخل فيها تخصص حلو ، ما ابغى لا الزواج ولا طاريه على الاقل لحد ما اتخرج من الجامعه .
صباحاً ..
فتح عينيه بكسل واغلق المنبه ، ظل ينظر إلى السقف للحظات ، اخذ يعبث بهاتفه وعندما انقلب على شقه الايمن لفت نظره شيء احمر موضوع فوق الخزانه الصغيرة التي بجانب الباب .. واستاء وجهه عندما استوعب أنها اعادت له هديته .
خرج من داره بعد ان بدل ملابسه واستعد لذهابه للعمل ..
مر على الصالة المفتوحه ووجدها على طاولة الطعام تتناول افطارها ، فقرر إزعاجها قبل ان يذهب : صباح الخير .
اكملت مضغ الطعام بهدوء دون ان تجيب او ان تتكبد عناء تحريك رأسها تجاهه ، تصرفت وكأنها لا تسمع .
رعد اغلق ازرار كُم ثوبه وجلس : ليش رجعتي الجواال ؟ انا اشتريته تعويض عن اللي انكسر بما إنه انكسر بسببي .
عندما لاحظ عنادها في موقفها قال : الله لهالدرجة ما تبغي تكلميني .
: على الاقل كلميني زيي زي اي واحد من عيال خالك ! (يقصد اخوته رواد وريان)
: طيب ليش ما ناديتيني للفطور؟
مل من صمتها وعندما رآها ترفع شوكتها التي تحمل قطعه صغيرة من " البان كيك " سحب الشوكه من يدها وتناول اللقمه .. تاركاً يدها معلقه بالهواء إثر صدمتها بما حدث .. استدارت تنظر إليه ليقوم هو بدوره بسحب الصحن من امامها ويتناول منه ، روان بغضب : بينقص منك شيء لو مر يوم بدون ما تنكد ؟
رعد : انا مو قاعد انكد قاعد اشاركك فطورك اللذيذ هذا .
دفعت الكرسي وقامت ساخطه على هذا الوضع وعلى تصرفات رعد الغريبة ، وكأنه قطع عهداً على نفسه ألا يدعها وشأنها .
\\
في ذلك اليوم أيضاً انتهز فرصة خروجه من عمله قبل الموعد المعتاد ، مر بمدرستها الجديدة ليقلها اثناء العودة .. عندما نادى الحارس بإسم والدها وخرجت لتجد رعد متكئ على باب سيارته ...
تخيلوا انها تجاهلته واخذت تنظر يمنه ويسره علّها تجد السائق في مكانٍ ما .. ورعد يشير لها مستاءً لكنها مصره على تجاهله ، كادت ان تعود إلى المدرسة لكن رعد امسك بيدها قبل ان تدخل : حرام عليك بتلطعيني ...
لم يكمل كلمته الا وحارس المدرسة يبعده عنها وهو في حالة عدوانية ظناً منه أنه يتحرش في روان ..
نشب شجار بين الحارس ورعد حتى وصلت المشكله إلى إدارة المدرسة .. لم يصدق الحارس أنه قريبها لأن اسم عائلة روان مختلفه عن اسم عائلة رعد ..
تورط الاثنان في الأمر كاد الموضوع أن يصل بإحالة رعد إلى الهيئة ، وروان المديرة ممسكة بها وتسمعها سيل من التوبيخ والمواعظ والنصائح وثقة اهلها فيها وروان تبكي بقهر من الموقف الذي وضعت فيه ، المديرة : بالله ايش اقول لامك انا ؟ اقولها بنتك تطلع مع شباب تعالي شوفيها ولا ايش اقول ؟ حطيتينا بموقف صعب يا روان كيف ما فكرتي بنفسك !! ...
روان باكيه : ولد خالي اقسم بالله اتصلي على امي وقوليلها هي تعرفه , لا تجلسي تشكّكي فيّا كذا وتظلميني !! تأكدي بنفسك .
بعد نصف ساعة عندما تأكدوا من قرابتهم فعلاً بعد ان اتصلوا بعائلتهم ، ترك الحارس رعد وخرجت روان وهي مازالت تبكي بغبن على ما حدث .. لم يكن رعد ايضاً بمزاج جيد بعد ما تعرض له من المساءلات والتشكيك والتحقيق ونظرات الاستحقار ..
صعد الاثنان إ^لى السيارة ، لم يجري اي حوار بينهما لأنها كانت تبكي ولم تتفوه بحرف وهو خاف ان يزيد الامر سوءاً لكنه في نفس الوقت يشعر انها لو لم تتجاهله لما حدث كل هذا .. اوقف سيارته عند احد اكشاك العصائر الطبيعية وطلب مشروبين ..
مد واحده لروان لكنها لم تأخذها بل ظلت تبكي بصمت ، رعد : خلاص والله آسف .
روان : الله يلعنك انت والآسف اللي اشغلتني فيه تعتذر وتجيب بقعة ثانية اكبر من الاولى (اكملت بإنهيار) ما كفاك كاسرلي قلبي وجوالي ما كفاااك جاي مكمّل على نظرة الناس لي !! مشكك بسمعتي ، انا حتى محد يعرفني بالمدرسة ودحين كلهم عرفوني بفضلك وليتها شهره بسمعة كويسة !!! رعد خلاااص خلاااص ايش تبغى مني!!!! خلاص موتني وفكني اذا منت قادر تعيش وانت تشوفني رايقه والله تعبتني انا ايش سويتلك ؟؟؟ ليش ماتقدر تخليني بحالي ؟؟
ظل صامتاً حائراً للحظات ثم تنهد : انا ما اقدر احس إنك بعيدة عني ، خلينا نكسر البُعد طيب ونرجع وتخلص كل هالمشاكل ..
روان بعصبية : المشكله ان انت هي المشكله ، كمل الطريق وانت ساكت احسن لأني من جد ما ابغى ازيد اليوم كآبه و اتكلم ..
لم ينصع رعد لرغبتها بسكوته ، بل ظل يحاول التبرير ، الإعتذار وهي صااامته فقط تبكي ..
رعد سكت للحظات ثم قال مستاءً : ياخي ما اشتقتي لي عالاقل ؟
رصت على اسنانها بغيظ : انا اكرهـــــــــك اكـــــــــرهــــــك اكــــــــــرهك من كل قلبــــــي , فيه احد يشتاق لاحد يكرهه ؟؟ ما اطيق اشوف وجهك كل ما شفتك ينقبض قلبي واتشاااااءم احس فيه مصيبة بتصيــــر بسببك افهــــــــم انا ما عاااد اطيقك اكرهك واكره وجودك واكره اشوفنا مع بعض ، انا اكرهك لأني مو عااااارفه اكــــــرههك ..
سكتت وبكاؤها يزداد ..
بينما رن هاتف رعد برقم دولي ورد : هلا
سما : ايش مسوي انت ؟
زفر رعد بضيق : ولا شيء كنت باخذ روان من المدرسة بس بنتك ما قصرت فضحتنا بالشارع ..
روان : كـــــــــــــــــذاااااب الف مرة اقولك ذا الانسان معـــــــــــــتوه مايقدر يشوفني بحاااالي ....
قاطعها رعد : انتِ المعتوهه اجلسي .
سما : هي معاك ؟
رعد : ايوة طلعوها بعد ما طلعوا روحي .
سما : عارفه المديرة اتصلت علي ..
رعد : اي واتصلوا على ابوي عشان يتأكدوا انكم اخوان من جد .
سما : لا حول ولا قوة إلا بالله بسس ، والسواق وينه ليش انت اللي رحت تاخذها ؟
رعد : بالبيت بس يعني انا كان نفسي اطلع اتغدى معاها يمكن تطيّح اللي براسها بس ..
ضحكت سما بشدة : بعد الموقف اللي حطيتها فيه ، اتوقع لو تنساها افضل .
نظر رعد إلى روان قائلاً : أحبّها ، أحب بنتك حتى لو هي كرهتني انا أحبّها .

لم يتقابلا بعدها بالرغم من وجودهما في منزل واحد لكن روان ظلت تتحاشاه جداً ، لم تعد تريد التصادم معه ولا رؤيته ، فلم تكن تخرج من دارها إلا إذا علمت أنه ليس بالمنزل .. لكنها كانت تجد يومياً وردة واحدة امام بابها ببطاقه لم يُكتب فيها سوى " آسف " لاتعلم كم من الوقت سيصمد وهو يرسل هذه الورود كل يوم مع اسفه .
لم تفعل شيئاً سوى انها قررت جمع الورد في مزهرية لتعرف كم يوماً صمد .

*****

قبل سنوات ...
في شقته الصغيرة وهو يرتب اغراضه في حقيبته الكبيرة بسرعة ليغادر المكان .
فتح الباب ليخرج لكنه صدم من وجود شخص غريب بالخارج ، عقد حاجبيه بإستغراب : انت ميـ..
سقط قبل ان يكمل كلمته إثر لكمه قوية جداً وجهها الشخص الغريب لوجهه ، وبمجرد أن افقده توازنه وضع قطعة قماشية على انفه افقدته وعيه .
فتح عينيه دفعة واحدة بهلع عندما شعر أن جسده مربوط على السرير وهناك شخص ما يبدو مألوفاً عليه ، يقف أمامه ، وبمجرد ان شعر بإستيقاظه استدار إليه : صحيت !
قال بخفوت : جاابر !! (ثم ارتفع صوته وهو يحاول تحرير نفسه) ليـــــش رابطني فكني فكـــــني .
جابر : لا تصرخ محد راح يسمعك هنا .
هو : جابر وش فيك ليش رابطني ؟ تكفى خليني اروح لا تفوتني الرحله .
جابر صرخ بوجهه : الرحله لوين ؟ عشان تقتل غيرهم ؟ عشان تعذبهم يا خسيــــــس احنا وثقنا فيـــك وعاملناك وكأنك واحد منا انت كيف كان لك قلب تقتلهم!! .
هو : ايش قاعد تقول ؟ اقتل مين ؟ لا انت الظاهر العمى اثر على عقلك !!!
جابر اقترب منه بغضب وهو يجره من ياقة قميصه : اسمع يا واطي من حسن حظك وحظي اني صرت اعمى عشان ما اوسخ يدي بدمك بس هذا مايعني انك ماراح تذوق من نفس الالم اللي ذوقتهم اياه .. محمد واللي خلقني راح انهيــــــــــك ، واطلع دم امي وابوي من عيونك .
محمد : انت تدور احد تحط عليه اللوم انا فاهم ، وعارف ان الموضوع صعب عليك ، صعب انك ما تلقى القاتل اللي تسبب بموت اعز اثنين عليك ، بس صد....
صفعه جابر بقوة : اســـــــــكت لا تنبس بحرف ، انت اللي قاتلهم ولا تسوي نفسك طااالع منها انا مو غبي ولا مجنون وعندي ادلة تكفي وترسلك للموت ، لكن تدري انا ما ابغى اسجنك عارف ليش ؟ لانك ما كنت لوحدك .. ولا ابغى القانون يتطبق عليك لأن هذا ما راح يشفي دمي .. انا لو ما اخذت حقهم بيدي ما راح ارتاح صدقني ..
محمد : انا مالي ذنب ولا ادري عن ايش تتكلم صدقني والله مو انا اللي ذابح اهلك ....
شد قبضته على رقبة محمد بقوة ، ومحمد يحاول المقاومة لكن يداه مربوطتان ، يحاول لفظ انفاسه بصعوبة ووجهه بدا يميل للزرقه ، وجابر يقول : فكر قبل لا تموت يمكن تطلع قاتلهم بس ناسي ..
محمد : جابر فكني ، والله والله بتكلم بس فكني ..
جابر : واذا كذبت بكلمة وحدة والله ما تعيــــــش .
محمد : بتــــــكلم والله بتكلم بس فكني .
ارخى قبضة يده لكن فاجأه محمد وهو يوجه ضربة قوية بركبته على بطن جابر جعلته يسقط على الارض وهو يتألم بشدة ، ليقول محمد : انت يالبزر الاعمى بتاخذ حق اهلك مني ؟ خذ حق نفسك اول ، انت باليالله تمشي ههههههههههههه
لم يكمل كلمته الا وجابر يوجه إليه لكمه قوية جعلت سنّه يسقط : انت الظاهر بتتعبني معااك ...
اخذ يضربه ويضربه ويضربه بثأر مجنون وسط استنجادات محمد إلا ان جابر لم يكترث به ، ظل يوجه إليه لكمات متتابعه ولا يعطيه فرصة حتى ليلتقط انفاسه .. نزف انفه ، فمه ، اثر اللكم بدأ يتضح تحت عينه ، جُرح خده من الخاتم الذي كان يرتديه جابر متجاهلاً توسلات محمد له بأن يعتقه من الضرب وانه سيخبره بالحقيقه لكن جابر لم يصدقه ..
سحب عصاته ورفعها بالهواء يريد اسقاطها على رأس محمد وينهي شعور المعاناة التي يعيشها كلّ يوم ويطفئ النار المشتعله في صدره ، لكن محمد اغمض عينيه بقوة صارخاً : موووووو انا اللي قتلتهم والله مو بإرادتي انا كنت مأمور ، انا لو ما قتلتهم كانو حيقتلوني انا .. هما اللي عذبوهم هما اللي اغتصبوا امك انا بس ذبحتهم ، والله والله ما كان هاين علي بس هما اقوى مني ، انا تورطت فيهم ، تكفى يا جابر خليني اعيش ، والله بدلك عليهم واثبت لك بس خليني انت ما حتستفيد لو قتلتني لأني مجرد عبد مأمووور وتخلي المجرم حر طليق .. جابر تكفى اسمعني والله راح اتكلم بس لا تقتلني .
القى عصاته وعاد يجره من ياقته : تكلـــــم مين اللي طلب منك تقتلهم أبوي ما عمره عادى أحد ! .
محمد : انا تورطت بعصابه من .. من السوق السوداء كنت احسب الموضوع طقطقه وانهم قروب يطقطقوا علي .. وقلتلهم اني بنضم لهم واني معجب بطريقتهم بالقتل ببثوثهم .. انا كنت احسب كل شيء تمثيل ومقاطعهم ماهي حقيقية ولا توقعتهم بيردوا علي .... لكن بنفس الوقت تهكر جهازي اللي دخلت منه عالدارك ويب وبعدها بيوم وصلتني مكالمة .. انا ما عطيتهم رقمي ولا عطيتهم اي معلومة عني ولا ادري كيف عرفوا يوصلولي وهما مخترقين جهاز لابتوب .. طلبوا مني دليل يثبت اني صادق ، وهددوني اني لو كنت كذاب واستهبل ما حيرحموني ....
لم يتركوه حينها .. كان دائماً يشعر بأن شخص ما يتتبعه كظله بالضبط .. ويراقب كل تحركاته ، ظن انه واهم إلى ان جاء ذلك اليوم المشؤوم .. اليوم الذي استيقظ فيه من نومه ليتفاجأ بوجود شخص يقف عند رأسه : اصحى ، وراك حساب ما انتهينا منه .
فز من نومه وهو يقعد برعب : انت مين ؟ وكيف دخلت ؟؟؟
الشخص : حسبالك ان اللي يلعب معنا بيفلت ؟ ، قررنا يكون مقطعنا الجاي عليك .
محمد وعرقه يتساقط من جبينه : تكفى الله يرحم اهلك والله ما كنت اقصد ازعجكم والله كنت احسبكم تستهبلون مااا ..
وجه إليه المسدس بحركه بطيئة جداً ثم قال : بس احنا ما نستهبل لسوء حظك .
محمد : والله بسوي اللي تبونه والله بس خلوني ..
انزل مسدسه وقال : عندك مهله اسبوع ، راح نعطيك مهمه وطريقة التنفيذ عليك ، ومبدئياً انت راح تختار الاشخاص اللي تنفذ عليهم مهمتك .. احنا نحذرك اذا حاولت تبلغ او تكيد لنا محد راح يخسر غيرك ، تأكد ان كل معلوماتك عندنا ، نعرفك ونعرف كل شخص له علاقة فيك .. اي غلطة راح تفقد فيها اهلك واحد واحد .. راح توصل لك رسالة اليوم ، اقراها بتمعن ونفذها بحذافيرها بدون نقص ...
خرج واختفى اثره وكأن الارض انشقت وابتلعته ..

اكمل وجبينه يتصبب عرقاً ونظرات الرعب بعينيه وارتجاف صوته واضح جداً : كانت الرسالة بدون رقم لانهم يستخدموا برنامج حماية لاجهزتهم ، محتوى الرسالة انهم يبوني اجرب القتل بالسكين اذا تحملت منظر الدم وقدرت اتمالك نفسي راح يعلموني الرمايه بالرصاص ..
جابر على الرغم من تكذيبه لهذه الهرطقات إلا أنه قال : ليش اخترت اهلي ؟ (صرخ بقوة) ليــــــــش ؟
محمد : لأني ما اعرف غيرهم .. مستحيل اسويها بأهلي ولا اقاربي ، انتو الوحيدين اللي اعرفكم بس غريبين عني .
جابر : ليش مو انا ؟ ليش ما قتلتني انا ليش اخترت امي وابوي !!
السائق : انت كنت هدفي اصلاً مو ابوك ، وامك ما كانت فبالي لكنها شافت الجريمه وماخلوها تروح ...
امسكه جابر من قميصه بشدة : حسبالك لما نفذت اللي يبونه يعني فلتت منهم ؟ صدقني والله لاعيّشك بجحيــــــــم ماعمره خطر حتى بكوابيسك .. محمد ببكاء وتوسل : والله العظيم قلتلك مالي ذنب ما كان عندي خيار ثاني محد يعول اهلي غيري اذا قتلوني هما , اهلي حيضيعوا .. جابر والله اني ما كذبت حتى شوف التسجيلات ، هماا صوروا مقطع لاهلك ..
جابر : اشوف ؟؟
محمد : مدري مدري بس والله مو انااا اللي ذبحتهم بالنهاية والله انا عندي نسخه من المقطع منسوخ على جهازي خذه واسمعه يمكن تصدقني ...

ثم من هنا بدأت القصه فعلاً ...
شاهد جابر المقطع او بالأحرى استمع إليه وهو يتخيّل ما يدور .. صوت صدمة والده واستغرابه واستنكاره عندما رأى اناس غريبين بإنتظاره مع سائقه الخاص بملابس مريبه ، ثم بعد ذلك صوته وهو يقول : ايش تبغوا مني ؟
صوت يشبه التكبيل وسط محاولات والده المستميته بالإفلات من يد من يمسكه ، بعد ذلك بدأ يصرخ في وجههم ووجه السائق ، يشتم ثم يتحول شتمه للتوسل ، ثم المقايضه : اعطييكم المبلغ اللي تبونه بس خلوني .
صوت يقول : ومين قال اننا نلهث ورى فلوسك ؟
صرخات اخرى همهمات كثيرة .. توسلات ، محاولات ضرب لا يدري من منهم يضرب الاخر ، لكن الاصوات تشابكت واعتلت .. صوت اختراق السكين في جسد والده الذي سكت على اثر الطعن الأول وبكاء صامت ، تلته طعنات متتاليه .. صرخه انثوية .... جعلت الهدوء يعم بالمكان سوى من صوتها الذي يصرخ بقوة .. انقطعت صرخاتها وكأن احد ما وضع يده على فمها لتسكت ، صوتها مكتوم تحاول التملص .. لتُربط هي الاخرى وهي تصرخ بقوة مجدداً وتبكي : ايش سويــــــتوا فيه حرااام عليكم ايش تبغوا مننا أيـــ....
انقطع صوتها اثر صفعة ، وصفعة اخرى وصفعات متتاليه .. صوت يقول : شرايك نبث ؟
صوت اخر مبتسم : نقتلها عالهوى ؟
الاول : نـ#### عالهوى .
السائق بصوت مصدوم : لالالا هذا مو اتفاقنا اتفاقنا تقتلوه هو وبس هي مالها دخل .
نظر الاثنان إليه : سكّت ضميرك .
كان يستمع إلى باقي المقطع وقلبه يرتعد من صوت والدته التي كانت تستنجد ، يشعر بالغيظ بالقهر بالإهانه بالغدر بكل شعور سوداوي وسيء على وجه الارض كيف لم يسمع كل هذه الصرخات في ذلك اليوم ؟ كيف لم يصله نواحها .. كيف اغتُصبت والدته امام الكاميرا بقلب بارد وهي تبكي بحرقه هكذا !!! ايّ نوع من البشر هم ؟؟ لم يحتمل ان يكمل المقطع ، صوت والدته وهي تتعذب يؤلمه ويعذب قلبه ..
نزلت دموعه بألم واغلق الحاسوب ، اتجه لمحمد وهو يضربه بلا رحمه ويبكي يبكي وقلبه يغلي من القهر يشتم ، ويبصق في وجه محمد الذي يتوسل إليه ، جابر من بين دموعهم : تبيني ارحمك وانتم مارحمتوهـــــــم !!!
محمد وقد امتلا وجهه بالدم : تكفى الله يخليك والله لاسوي اللي تطلبه مني اي شيء بس خليني تكفى ..
دفعه جابر بقوة وخرج وهو يترك الباب مفتوحاً .. ظن محمد للحظات أنه قد نجى وان جابر قرر تركه لكن سرعان ما تبددت افكاره عندما دخل رجل غليظ البُنيه الجسميه يرتدي بدلة سوداء .. ربط عيني محمد بقماش اسود وحمله للسيارة بعد ان قام بتخديره

*****

وردتها اتصالات كثيرة جداً منه لكنها اغلقت هاتفها لا تريد التحدث إليه .. من وقت عودتها إلى ظهر هذا اليوم كلما تذكرت جدالهم بالأمس تبكي ، تشعر بالغبن على موقف تميم ، والوِحدة ، والضعف ومشاعر أخرى لاتزيدها إلا لوعة .. مستلقيه على سريرها ودموعها لم تجف رغم تساؤل لورا عن السبب الا أنها فقط قالت أنها صدمت من انفتاح عائلة تميم .. وشعرت بالغيرة والقلق
في هذه الأثناء ، الساعة الخامسة عصراً
طُرق الباب ، ظنت أنها لورا عادت من موعدها واتت لتناديها لكي تتناول معها الغداء ، او أن الخادمة تريد اخذ الملابس المتسخه ..
فنحت باب غرفتها وزاد عبوسها وهي ترى تميم واقف امامها امال برأسه لليمين قليلاً : لهالدرجة زعلانه ؟
اشاحت عنه دون رد ودخلت إلى دارها ، لم تتوقع مجيئه ..
دخل وهو يضع باقة الورد على الطاولة المكتظه بالالوان ، أخذ ينظر حوله هذه المرة الأولى التي يدخل فيها إلى غرفتها ، ظهرت على شفتيه طيف ابتسامه : كم مرة ناوية ترسميني ؟
انتبهت حينها على اللوحة التي كانت فوق الطاولة لم تكن مكتملة لكن من الواضح جداً انها لتميم ..
قلبت اللوحة بضيق ولم تجبه أيضاً .. امسك بخاصرتها وهي تمشي ، لكنه اوقفها حين امسك بها ، حاولت الافلات منه : وخر عني أحسنلك .
لكنه شد عليها إلى أن عانقها من الخلف : انا آآآآآسف .
انحنت للامام محاولة التخلص من يده ، ضربت يده عدة مرات : فكنــــــي . شدها بإحتضانه لها إلى ان اصبح جسدها ملاصقاً له : اهدي وبفكك .
تجمعت دموعها بعينيها مجدداً بقهر : والله مو رايقـــــه وخر عني .
تميم : ارجوان انا آسف ما كان قصدي أحسسك إني مو مهتم أو إني واقف ضدك او إني كنت أكذب عليك .
ارجوان : اسفك يعني غيرت رأيك ؟
تميم : لا .
ارجوان : اجــــــــل وفره ما ابغاااه وفكني .
انحنت قليلاً عندما شعرت أنه لا يريد تركها تريد عض يده .. لكنه سرعان ما رفعها عن الارض ، صرخت بقهر : نزلنــــــي يا تميـــــم .
تميم : لماااا تسمعيني زي الاوادم وتخلي عنادك بنزلك وافكك .
مشى وهو يحملها وسط صراخها وتوسلها وبكائها بقهر بأن يتركها .. لكنه جلس وهي بحجره : يا مجنـــــــونه خلااااص مو ماكلك انا بس اسمعييني . كان مندهشاً من مقاومتها الشرسة له ألهذه الدرجة غاضبه ؟ بينما ارجوان كانت تشعر بالرهبه والخجل من تصرفاته التي لم تعتد عليها بعد ..
سكنت عندما شعرت بأطراف اصابعه على عنقها يحاول ابعاد خصلات شعرها عنه : انا يمكن ما وصلت لك فكرتي بشكل مناسب بس ..
ارجوان : تقدر تكلمني وانت سايبني .
تميم ضحك وضمها أكثر : لا انا عاجبني كذا .
زفرت بقوة : تميــــ..
قطع كلامها وهو يسحب قدميها ويجعلهما ايضاً على السرير ليصبح جنبها الايمن ملاصق لصدره ويرى وجهها ، كتمت انفاسها عندما شعرت بقربها منه لهذا الحد ، اغمضت عينيها بقوة وهي تخفض رأسها وسط ضحكات تميم على خجلها الواااااضح : ايرام كانت اجرأ من كذا .
رصت على اسنانها بغيظ ونظرت إليه : ماااا كاااانت بوعيـــــها .
تميم : هههههههههههههههههه اوووووكِ .
ارجوان : والله مااااااا كنت بوعيي .
تميم : آمنــــــت بالله ، المهم يا حبيبتي انا جيت اوضحلك سووء التفاهم اللي صار امس .. انا والله اكيد يعني برضو زعلت من تصرف بدر بس طول ما انتِ معاديته بهالشكل الواضح انتِ عمرك ما حتلاقي عليه دليل بالعكس كل مازادت عدوانيتك له كل ما زاد حذره ناحيتك .. وبدر خبيث يا ارجوان ممكن يقلب كل شيء عليك ..
ارجوان : وقصدك انسى موضوع القضية برضو ؟
تميم : تثقي فيّا ولا لا ؟
ارجوان سكتت .
تميم : تثقي ولا لا ؟
ارجوان : انت ليش مااا تحط نفسك مكاني ؟
تميم : ارجوان لو تثقي فيا خليه اصرفي نظرك عنه وخلي الموضوع علي .
ارجوان : تسكتني ؟
تميم : لا والله ما اسكتك بالعكس هذا حقك بس طريقتك غلط انتِ راح تتضرري اكثر مما تستفيدي ، بس اسمعي كلامي واوثقي فيا هالمرة جونيي .
لم يعجبها ما قاله لكنها حاولت تخفيف حدة شعورها قائلة : وهل فكرت بموضوع امس ؟
تميم : فيه موضوع غير هذا ؟
ارجوان : بنااااات اعمااامك .
ضحك تميم : اشبهم .
ارجوان : قلت ما راح تشوفهم طول عمرك .
تميم : طيب وانا وافقت .
ارجوان : مدري ماني متطمنه عالموافقه السريعة هذي .
تميم : هههههههههههههههههههههههه ان وافقت بسرعة ما عجبك وان جادلتك ما عجبك ايش تبيني اسوي ؟
ارجوان : تميـــــم والله اني اتكلم من جدي ما ابغاك تشوفهم ، مو شغلي انت على ايش متعود عند اهلك بس انت دحين حقيي .
تميم ضمها إلى صدره بشدة : حرااام عليـــــك انا بالقوة صاابر عنك .
رفعت رأسها تنظر إليه : محد قالك .
تميم اتسعت ابتسامته : ايش قصدك ؟
كانت مبتسمه إلى ان شعرت بلمسات يديه على جسدها ضربت يده بقوة : مووووووو كذا .
ضحك لكنه سرعان ما قرب وجهها إليه .. قُبلة تلتها أخرى وأخرى .. عانقته وكأنها بدأت تفقد وعيها وتنغمس في الوقت ..
شعرت به وهو يضعها على السرير وينغمسا بالوقت أكثر ..... لكن ...
تجمد كل شيء فجأة ، فتحت عينيها بقوة حين ابتعد عنها وجلس وهو يبعد يديه عن جسدها أيضاً .. احترق وجهها بإحراااااااج من صوت لورا التي تقف عند الباب : ار.... اووه اسسفه ما كنت ادري انك هناا .
وفي نفس الوقت لم تفتها نظرة لورا الجامدة .. خرجت واغلقت الباب .. جلست ارجوان بتوتر حينها قال تميم مازحاً : قهــــــر قطعت علي ..
رمقته ارجوان بنظرة وقامت : خلاص روح .
وقف تميم : طرده ؟
ارجوان : لالا بس .... ياااربي وجهي بااارد من الفشله كيف بقابلها .
تميم : عاااااادي لا يكون حسبالك هي ماتدري عن ....
رمته بفرشة ألوان لتسكته : خلااااص ..
ضحك مقترباً منها : اخر وحدة وبمشي ... يلاااا .
وبعد وقت من إصراره اقتربت منه ، لكنه وبخبث تعمّد أن تكون قُبلته الأخيرة في منتصف عنقها

*****

مرت الأيّام حتى انتهى شهر محرّم .. وتحديداً خامس أيّام شهر صفر
الموافق 16-10-2018م

واضعاً يديه على عينيها وهو يساعدها على المشي .. هي : هيّا عاد ايش الطريق الطويل ذا ماوصلنا ؟
امسك بيدها لتنزل من الدرج : اصبري باقي شويه .


وبمجرد ان لامست قدمها الأرض , أبعد يده عن عينيها : سبرايــــــــــــز.
فتحت عينيها تنظر إلى المكان بإعجاب شديد وانبهار ودهشه الورد المنثور على الأرض الخشبي ليشكّل عبارة " happy birth day lady"
يتخلل بتلات الورد الأحمر الكثير من الشموع الدائرية الصغيرة ..
مزهريات زجاجية شفافه موزعه بالمكان بكل مزهريه وردة واحدة حمراء ...
طاولة دائرية موضوعة بجانب الباب الزجاجي المطل على المسبح والشموع الطويلة تزيّن منتصفها وكعكة اسطوانية باللون الأبيض يسيل منها بشكل منظم اللون الذهبي .. الورد الاحمر أيضاً يزيّن الكعكه , اعلى الطاولة بلالين الهيليوم شفافه بوسطها بلالين أخرى حمراء .. ثم ثلاث بلونات هيليوم مربوطة على كل كرسي حول الطاولة والتي عددها كرسيين فقط .
وبتلات حمراء منثورة بشكل عشوائي على الطاولة أيضاً ..
نظرت إليه بحب وهو قادم تجاهها بعد ان شغّل موسيقى صااااخبــــه لأصوات اطفال يغنون اغنيه عيد الميلاد ..
ضحكت بشدة حين ضحك وهو يقول : معليش ما اقدر احتفل بميلاد احد بدون ذي الأغنيه .
عانقته بحب وهو يبادلها العناق قائلاً : كل عام وانتِ بخيـــر ..
ميهاف : وانت بخيـر يا رووووحــــي , والله فاجأتني متى مداك تسوي كل هذا ؟
زياد : اكيد ماسويتها بنفسي !!
ميهاف شعرت بغباء سؤالها وضحكت .. زياد امسك بيدها : تعالــي نجلس .
ميهاف : بس بالله صك الأغنيه ذي ازعجتني .
وبينما هما يجلسان حول الطاولة يتبادلان الأحاديث بهدوء وحالميه , امسك بيدها قائلاً : فيه مفاجأة ثانية بس مو مني من أمي , مع إنها وصتني ما أجيبلك سيرة لا إنتِ ولا رند بس مو قادر ابلع الكلام واسكت .
ميهاف : ههههههههههههههههه وايش هي المفاجأة ؟
زياد : لالا ما بقولك راح اخربها عليك إذا قلتلك .
ميهاف : هيّـــــا بلا هباله انت قلتها خلاص كملها .
زياد : ليتني سااااكت والله اني مو وجه اسرار , ماعلينا ماعلينا بعطيك هديتي أول بعدين يصير خير .
ميهاف : لا تصرفني .
زياد : خلاص عاد لا تزنّي علي واضعف واقول .
ميهاف : طيب خليني اصور الكيكه وبعديـــن جيب لي هديّتك .
التقطا عدة صور للمكان والكعكه ولهما سوياً .. قطعت الكعكه وسط تشجيعه الساخر لها .. امسك يدها بحماس وهو يمشي معها إلى أحد زوايا الديوانية : يلا يلا تعالي شوفي الهدية .
وتحديداً على الطاولة المستطيلة التي تتوسط الأرائك ليفاجئها بعدد غير قليل من الهدايا التي تغطي الطاولة بأكملها نظرت إليه : هذي كلها لي ؟
زياد : لا لجدتي شرايك ؟
ضربته بخفه : لكيــــع .
إبتسم : افتحيها دحين وحدة وحدة .
ميهاف ضمته مجدداً وهي تبكي : يازيــــــــاد والله مــــرة أحبّــــك ليش ليـــــش تبكيني .
وبينما هي جالسه تفتح الهدايا واحدة تلو الأخرى وزياد يوثق اللحظة بكاميرا التصوير , تبدي رأيها بفرحة تخالطها الدموع كلما فتحت واحدة تنظر إليه بعيون عاجزة عن التعبير : يــــاربي انت ليه ذويـــق كذا ؟
زياد بضحكه : بالله حلوه ولا تسلكي ؟
ميهاف وهي تنظر إلى الساعة : مــــــرة تجنن .
هدية اخرى عبارة عن فستان سماويّ اللون هذا ماظنته للوهلة الأولى إلى أن فردته بالهواء كان عبارة عن (افرول) يبدو قصيراً جداً لمنتصف الفخذ او أقصر عقدت حاجبيها وهي تنظر إلى العلبة من جديد لتجد أنه طقم كامل اسباني (افرول قصير لمنتصف الفخذ بأكمام طويلة إلى حدٍ ما بكتف عاري + وطقم بكيني)
اكتسى وجهها بالحمره عندما قال زياد : تراني مخطط ان ذا الطقم تاخذيه معاك لشهر العسل بشوفه عليك ..
رمقته بنظره جعلته يضحك بشدة , اعادته إلى العلبة واغلقته : يصير خير .
فتحت كيس آخر من ديور بوسطه علبة عطر استنشقت العطر ورشت منه على فستانها الذي ترتديه : الله مرة حلو ..
زياد ضاحكاً : بعدين بقولك هذا عطر لإيش .
ميهاف تجهم وجهها مجدداً : يا دين الله انت الظاهر مو مشتري شيء لله , كل شيء له وقت ونية .
زياد : ههههههههههههههههههههههههه ههه .
اغلق الكاميرا : الا والله فيه هدية واحدة بس جبتها بنية كويسه .
ميهاف : الحمدلله يارب , أي وحدة ؟
جلس بجانبها وهو ينظر إلى الطاولة للحظات , ثم بعد ذلك سحب ظرف أبيض من بين الهدايا ومد الظرف لها : شوفي بنفسك .
عقدت حاجبها بإستغراب وهي تفتح الظرف وآلاف الأفكار تدور في رأسها , إلى أن أخرجت ورقة وقرأتها وكلما تعمقت بالقراءة اتسعت ابتسامتها أكثر , اغلقت الورقة وهي تنظر إليه بعيون مليئة بالدموع : انت ناوي علي اليوم !! يا زياد والله انها هدية تكفيني عن كل الهدايا من جد الله لا يحرمني منك مرة مرة مرة فرحتني كيف فكرت فيها ؟
زياد : والله بالصدفة شفت اعلان وجيتي فبالي , وحسيت اليوم انسب يوم أقولك عنها .
عانقته بقــــوة وهي تتنهد : الله لا يحرمــــــــني والله إني محظوظـــه لأنك حبيبي ولأني حبيبتك و...
قاطعها هامساً : مع عطر الإثارة ذا , كِملت .
ابتعدت عنه بسرعة : تمـــــــــوت لو ماخربت علي .
احترق وجهها بخجل عندما رأت نظراته الحالمه وقالت بتوتر : شكلك ماتكذب .
وضع باطن كفه على خدها : انتِ وينك من زمان ؟
تنهد : كل مرة اتذكر فيها إنك كان ممكن تكوني لغيري اتضـــــايـــق , ليش ما كنت أنا الاول بحياتك ؟
ميهاف : ايش جاب هالسيرة ؟
زياد : أعبرلك عن شعوري بس .
ميهاف قبّلت باطن يده التي يضعها على خدها : مايهمني تكون الأول قد مايهمني إنك جيت بالوقت الصح بالوقت اللي قاعدة أحبّك فيه بكل شعوري بدون ما أخاف ولا أتردد ولا أحس اني ممكن ألاقي شخص أحسن منك , أنا لو أقدر أعطيك قلبي بالمعنى الحرفي والله ما يغلى عليك .
اقترب منها واقتربت منه ولم تبقى إلا مسافة شعره واحدة بينهما فقط , اغمضت عينيها واغمض عينيه ولكن ......
ضحكه عاليه صخبت بالمكان جعلتهما يلتفتان معاً على مصدر الصوت , زياد عض شفته السفلى بغيظ : انتِ وبعديــــــــن معاك ؟
رنـد وهي تحمل بيدها هدية وتكتم ماتبقى من ضحكتها : سوري سوري والله هالمرة بالذات مو قصدي أخرب عليكم ..
ميهاف : انا ربـــي باليني فيك تدري ؟
رند رفعت حاجبيها بتهكم : لاااااا والله دحيــــــن انا صرت بلا ؟؟؟ كلها عشان كم مرة بس خربت عليك او يمكن دايماً أخرب , بس برضو ما اسمحلك تعتبريني بلا .
زياد : دحين انتِ ليش جايه ؟
رند : اوه صح جيت أعطي أختي وحبيبتي وروحي وفلذة عيوني وكبدتي ميهاف هدية ميلادها , ولو انها تعتبرني بلا بس كل واحد يتعامل بأخلاقه .
ميهاف قامت إليها وهي تعانقها بحب : والله انك غبيـــــه بس أحبّك مـــــرة .
رند وهي تبادلها العناق : والله محظوظ زياد حضنك حلو قهر بيصبح ويمسي على ذا الحضن .
زياد : والله مرة قـــــاطه تراك خلاص انقلعي .
رند وهي تشد بعناقها لميهاف : خليني اتهنى طالما حتاخذها للأبد .
زياد : رنــــــدوه .
رند : شوف حتى هي مابتفكني .
ضحكت ميهاف : والله حشتاقلك يا رنـــد كلها أسبوع وحتتزوجي وتسافري وتنسيني .
رند : يا الله عاد لا تذكريني بالقوة وقفت بكا واحزان .
تجمعت الدموع بعيني رند بلا مقدمات : فوق هذا ماما لسه ما رجعت لا هي ولا بابا , وانا زواجي مو باقي عليه الا اسبوع .. والله لو ماحضروا زواجي لا أفصل عليهم .
شعرت بدموع رند تبلل كتفها ابتعدت عنها بصدمه وهي تراها تبكي عانقتها مجدداً بصدمه : رنـــد اكيد حتجي بكرة هي قالتلك انهم حيوصلوا بكرة ان شاء الله , ليش البكا؟
زياد : هيّا يا دراما ايش يعني باقي اسبوع على زواجك تراك منتِ طايــره بالنهاية حتعيشي جنبنا .
نظرت رند إلى زياد بلا استيعاب : حتى ولو حعيش جنبكم بس مو معاكم .
زياد : شكلي بقول المفاجأة لأن انا مصدع من كتمانها .
رند : مفاجأة ايش ؟
ميهاف : هههههههههههههه له ساعة يقول امك مسوية مفاجأة لنا بس مو راضي يقول ايش هي !
رند تركت ميهاف وذهبت لزياد : ايش ايش ايش هي المفاجأة تكلّم غش انت تعرف وانا لأ .
زياد حرك حاجبيه بإستفزاز : حتى رشاد يعرف وانتِ لأا .
رند : لااا والله من بدايتها أسرار .
زياد : مو سر , مفاجأة .
رند : طيب قول .
زياد : لأ .
رند : بليـــــــــــــز .
دفعها عنه بخفه : لا تعطيني نظرات البراءة ذي تنرفزني .

\\

في ليلتها المميّزة .. تلك الليله التي أنارت فيها كالبدر في غسق الدجى .. لتزف أخيراً إلى رشاد .
زفه أثارت دموع الجميع وتحديداً فجر التي لم تتوقف إطلاقاً عن البكاء بحرارة ، عانقت رند آلاف المرات لينتهي المطاف برند بااكيه هي الأخرى : والله والله لو ما سكتي مااا راح ارجع الا معاك شوفيني قلتلك .
فجر : حسبالك كذا بتسكتيني يعني ؟ انا اصلاً غيرت رأيي ما ابغاك تروحي عني .
رند مسحت دموع والدتها : والله مايهوووون لاتخليني اكنسل هالليلة ، بعدين اصلاً مسوية حزينه عليّا وانتِ لك اسبوع راجعه وساحبه علي ، طبعاً خلاااااص حبيب القلب عندك ، انا صرت كخه .
ضربت فجر يد رند بخفه : اذا هو حبيب القلب انتِ بنت حبيب القلب يختي ، قال كخه قال .
طلبت منهم الفوتوغرافيه أن تقفا بطريقة محددة لتلتقط لهما بعض الصور ..

*****

في يومٍ ما .. جلست في المدرسة بقلق ، لم يأتِ أحد ليقلّها من المدرسة إلى المنزل ، هل نسيتها جنى ؟
انتظرت نصف ساعة حتى فرغت المدرسة من الطالبات ..
قامت العنود والقلق متمكن منها وطلبت من الإدارة أن تتصل بأهلها لكي يقلّوها من المدرسة .. اتصلت بجنى .. الرقم الوحيد الذي تحفظه غيباً ، بعد عدة رنات ردت جنى بصوت ناعس : الوو .
العنود : السلام عليكم ، جنى انا العنود انتِ ماداومتي اليوم ؟
جنى جلست بفزع وكأنها للتوّ تذكرت العنود : لا ما داومت ، رجعتي ؟
العنود : لا انا داقة بجوال المدرسة محد جاني ..
جنى : يا عمرررري اسفه والله راحت علي نومه والله مرة مرة آسفه نسيت اوصي رواد يكلم السواق ، خلاص بكلمه دحين .
اغلقت العنود الخط بإستياء وجلست مجدداً بساحة المدرسة ..

//

عند جنى وهي تتحدث لرواد عبر الهاتف : بس نص ساعة يرجعها ويرجعلك طيب !
رواد : والله ما اظن حيمديه يمرها لأن تو ارسلته ف على مايخلص ويرجع ثاني بياخذ ساعة .
جنى بإستياء : رواد بليـــــز البنت ملطوعة بالمدرسة من اول .
رواد : خلاص حبيبتي بشوف سواق اهلي اذا فاضي يمرها ..
اغلقت جنى الخط واتصل رواد بسائق عائلته مرة واثننين لكنه لم يجب هو الآخر .. اغلق الخط وهم بالاتصال برقم آخر .. ثوان بسيطه حتى اتاه صوته الناعس : هااه .
رواد : عايش موجود ؟
ريان : شدراني مصحيني عشان تسأل عنه اتصل عليه .
رواد : ما يرد .. بالله شوفه لي اذا صاحي خليه يمر مدرسة ال## ياخذ عنود اذا وصل هناك خليه ينادي بإسم " مشاري ال### "
جلس ريان بتركيز : عادي اروح انا ؟
استوعب رواد انه يتحدث عن العنود ، ابتسم : لا تتأخر عليها طيب .
قام بسرعة البرق من سريره يخلع ملابسه بسرعة لم يلبث دقيقه واحدة وهو يستحم حتى خرج يرتدي ملابسه بسرعة .. حذاءه .. ساعته .. اغرق نفسه بالعطر ، نظر بسرعة خاطفه إلى انعكاسه على المرآه ، ثم اخذ نظارته الشمسية وغادر بسرعة ..
وصل إلى المدرسة خلال عشر دقائق ، وقبل ان ينزل من سيارته تأكد الف مرة من وسامته وابتسامته ، هذب لحيته الخفيفه بيده ونزل لينادي بإسم " مشاري الـ#### " وعاد إلى السيارة مجدداً ..
خرجت العنود بحواجب معقوده ساخطه على هذا اليوم الذي مكثت فيه بالمدرسة ساعة كامله عوضاً عن توبيخ معلمة المناوبة لها وتأففها على تأخير العنود ..
نظرت إلى الحارس متسائلة : وين اللي نادى ؟
اشار لها الحارس إلى سيارة جمس عائلية رمادية ..
ذهبت إلى السيارة ، فتحت الباب الخلفي وصعدت واغلقت وهي تزفر بضيق ، لكن سرعان ما اختنقت برائحة العطر عقدت حاجبيها وهي تنظر إلى السائق .. صُدمت من الشاب الجالس ينظر إليها من خلف نظارته الشمسية .. لم تستوعب من يكون لكن اول شيء طرأ في بالها أنها اخطأت بالسيارة ، توقفت نبضاتها للحظات وهي تهمّ بفتح الباب معتذرة : آسسفة شكلي غلطاانه .
ريّان اغلق ازرار الابواب ، كتمت انفاسها برعب عندما لم يفتح الباب ، نظرت إليه مجدداً والدموع تتدافع لعينيها وآلاف الافكار السوداء تجتاح رأسها وبصوت متهدج : لو سمحت الباب تقفل ممكن تفتحه .
نطق أخيراً : نازلة وين رايحه ؟
بهتت ملامحها عندما خلع نظارته الشمسيه ونظر إليها : رياان .
اتسعت ابتسامته : عيووووووون ريّااان .
التصقت بالباب برعب أكبر : ايش جاابك ؟ جنى قالت بترسل السواق مو انت .
ريان : سمعتي بإنتهاز الفرص ؟
العنود اشاحت تنظر إلى النافذة وقلبها يخفق برعب ، لم تجبه ولا تريد التحدث أصلاً ، ظلت تتوعد جنى في سرّها على هذه المفاجأة المرعبه جداً بالنسبة إليها ..
ريان وهو يمشي بالطريق ببطء شديد بعكس سباق الزمن الذي أوصله للمدرسة خلال 10 دقائق : بتروحي لبيتكم ولا لجنى ؟
العنود : بيتنا .
ريان : ليش مو عند جنى ؟
العنود : بيتنا اقرب .
ريان وهذا مايريده ان تطول المسافة اكثر ، وبكذبة : بس رواد قالي اوديك لجنى تبغاك تتغدي عندها .
سكتت العنود مجدداً .. مضى الوقت بهدوء ، لكن ريان لا يستطيع تحمّل صمتها هذا تساءل بفضول : عنود ايش صار على ولد عمك اللي كنتِ تكلميه ؟
صُعقت العنود من سؤاله ، لعنت تمارا ، تعلم ان لا احد سيفضحها غير تمارا !!! بلعت ريقها ولم تجب ، مما اضطر ريّان إلى الالتفات ليتأكد من انها مستيقظه وتسمع ما يقول : اكلمك انا .
العنود : ماعندي رد .
ريّان : ايش اللي ماعندك رد ؟ يعني انتِ لسه تكلميه ؟
العنود : لا .
لم تفتها ابتسامته بعد ان زفر براحه : احسن .. طيب عنووود .
لا رد
اكمل :أكيد تمارا او روان جابولك سيرة إني ....
قاطعته العنود بتجهم : لو سمحت ياليت تخفف ميانه .
ضحك ريان : طيب بس بعرف رأيك بنفسي .
العنود : لماااا تكلم أمك بتعرف رأيي .
ريّان : طيب يعني انتِ ما عندك مشكلة مع فرق العمر صح ؟
العنود نظرت بالطريق : ذا مو طريق بيتنا .
ريان : ادري بوديك لجنى .
العنود زفرت بضيق ، ريان كرر سؤاله .. العنود : مدري .
سكتوا لدقيقه ، قطع صمتهم يدها الممدوده له وهي تمد له حلوى .
ريان اخذها بإستغراب ظل ينظر بالحلوى لثوان طويلة ثم وضعها في جيبه ، تساءلت العنود : ما تاكل ؟
ريان : إلا بس هذي بحتفظ فيها هاتِ وحدة ثانيه .
رمشت بصدمه ما هذه الاريحيه التي يتحدث بها ريان !! شعرت برغبة في الضحك .. مدت واحدة اخرى .
بمجرد ان وضعها في فمه شعر بطعمها الاذع ، منذ زمن طويل لم يأكل الحلويات ، لكن الآن يشعر أنها ألذ حلوى أكلها في حياته .. ساد الصمت مجدداً ، شعرت أن الطريق طال أكثر من العادة نظرت إلى الطريق مجدداً : كم باقي ونوصل ؟
ريان : ساعة ..
العنود : ليش ساعة ، وين ساكنه جنى ، برابغ ؟
ضحك ريان : بتروحي لجنى ولا بترجعي لبيتكم ؟
العنود : اي مكان عادي .
ريان : لا حددي .
العنود : مو قلت بتوديني لجنى ؟
ريان : بس حسيتك ما تبغي تروحيلها .
العنود : لاعادي .
ريان : امم شكلي حرجعك لبيتك .
العنود : براحتك .
ريان بإبتسامه واسعة : ياااا حياتي .
انخرست العنود بخجل وصدمه من رده ..
بعد طريق دام لمدة نصف ساعة أخرى ، بعد ان توقف ريان بمحطتين ، الاولى لتعبئة وقود السيارة ، المحطه الثانية توقف فيها ونزل .. اختفى لبضع لحظات ثم عاد يحمل بيده كيس بلاستيكي ازرق اللون ..
صعد إلى السيارة واستدار يمد الكيس للعنود : خذي .
نظرت إلى الكيس المليء بالحلويات حرفياً ملــــــيء بالحلويات وكأنه اخذ كل ما يوجد في البقّالة ، العنود لم تتمالك دهشتها : انت بتشبّك وحدة بالابتدائية؟؟؟
ريّان : لا بس اللي بالثانوية كيف تتشبّك ؟
كبحت ابتسامتها وهي تأخذ الكيس من يده : مدري يمكن برضو بالحلويات .
ضحك ريان : يازيـــــنك .
واخيــــــراً اعادها لمنزلها ، اغلقت باب المنزل بقدمها وهي مبتسمه تحمل بيدها كيس الحلويات .. ما لا يعرفه ريان أن العنود تابعته في كل مواقع التواصل الاجتماعي عندما علمت برغبته فيها ، ارادت ان تتقصى عنه اولاً .. وما لايعرفه أيضاً ان قلبها رقّ له ..
امسكت بهاتفها ووجدت عدة رسائل من جنى تجهم وجهها وهي تقول : ليش ما قلتي بترسلي ريان ؟
جنى : اما ريااان ؟ رواد قالي بيرسل عايش سواق اهله .
العنود : لا والله ما جاني الا ريااان .
جنى : ههههههههههههههههههههه امااانه ايش قال ؟
العنود : ولا شيء فوق لطعة المدرسة لطعني الاخ بالطريق ، يمااااااطلني اقوله رجعني البيت قال بوديك عند جنى ولما قربنا من بيتك غيّر رأيه .
جنى : وما قالك شيء طيب ؟
العنود صورت لها كيس الحلويات : شوفي ايش جايبلي حسباله اني بزره وانا فعلاً بزره لأني اعطيته حلاوة وفجأة جابلي كيس حلوياااات .
جنى بسخريه : يا حياااتي قصة حب من اول كيس حلاوة .
العنود : ههههههههههههههههههههههههه اخخ لا البجيح تخيلي ايش سألني !! يقولي انتِ لسه تكلمي ولد عمك قصده سراج بس اوك والله لاوريها تمارا محلاها رايحه تنشر غسيلي عند ريان .
ضحكت جنى بشدة : والله جريء بشكل يخوف .
العنود : لااا فيه شيء يفشـــــل قلته انا .
جنى : ايش هو ؟
العنود : كان بيسألني ان تمارا وروان قالولي عن انه بيخطبني ، ف قلتله لما تكلم امك بتعرف رأيي وربي يع يالرد يارب مايحسبني مشفوحه عالزواج .
جنى : ههههههههههههههههههههههههه ههه بالعكس احسن يمكن يتحمس ومن جد يكلم امه !!

\\

عاد ريان والابتسامة الواااسعة تزيّن شفتيه ، دخل إلى المنزل وهو يغني بمجرد ان قابلته تمارا العائدة للتو من الجامعه : يالله ظهر خير ايش عندك مروق مع ذا الحر .
ريان شد خدها بخفه : تدري انك احلى اخت بالوجود ؟ وينها امي مصنع هذا الكيك ماشفتها اليوم .
رفعت تمارا حاجبيها بدهشه : لا بالله الولد جاته ضربة شمس ..
ريان وهو ينادي بصوت عال : مااام ، ماميي ، ماما ، ماااي ليـــــدي .
خرجت ميار من المطبخ بعد ان اعطت الطباخه وصفة جديدة لتطهوها لغداء ميار : ها يا امي ايش تبغى ؟ وين كنت رحت غرفتك ما لقيتك .
ريان جلس على احدى الارائك : كنت بجولة عاطفيه .
والدته : نعم ؟ جولة ايش ؟ وين ؟ بعز الظهر جولة عاطفيه .
ربت على المكان بجانبه : تعالي اجلسي يا ست الكل ابغى اكلمك بموضوع ضروووري .
جلست ميار : ان شاء الله خير !
ريان : صراحه بدون مماطله وتمطيط ابغى اتزوج .
اتسعت ابتسامة ميار : والله ؟؟
ليكمل ريان استعدل بجلسته وهو يستعد للرفض : ابغى عنووووووود صحبة تمارا .
سكتت ميار للحظات وكأنها تحاول تذكر العنود ، تساءلت بعدها : قصدك هذيك اللي مع جنى وروان ؟
ريان : ايوه هي بعينها .
ميار اتسعت ابتسامتها : ياااا قلبي زيـــــــن ما اخترت يا زينها بس مو كأنها صغيرة عليك ؟
دهش من رد والدته : لا عادي .
ميار : اذا عادي والله من عيونــــــي يا عمري العنود ما تدري قد ايش احبها وتكسر خاطري تمارا دايم تحكيلي عنها والله لو ما رعد متزوج روان قبل كان زوجته عنود .
ريان : دحين ليش بتزوجيها رعد وانا اللي طالبها ؟
ميار : لا يعني هذي كانت افكاري بس ، وطالما انت تبغاها ابشر بكلم جنى عليهاا ..
قامت والدته تاركةً إيّاه في ذهول : بــــــس ؟ بهذي البساطه ؟

//

لم يستغرق الموضوع سوى يوماً واحداً حتى ذاع الخبر بالعائلة بسرعة البرق بعد ان تحدثت ميار إلى جنى متسائلة : اهل عنود موجودين ؟ انا بخطبها لريان .
جنى : امم عمها اللي كان وصي عليها موجود اتوقع .
ميار بكرهه : مو هو نفسه اللي حطها بالاحداث ؟
جنى سكتت للحظات : ايوه .
ميار : هذا كيف قلبه طاوعه ، حرام صغيرة والله كيف سمحله ضميره يئذيها ، والله إن قلوب الناس أقسى من الحجر من جد ...
على الرغم من استغراب جنى من موقف ميار الذي لم يتوقعه أحد إلا أنها لاحظت أن ميار على علم بتفاصيل كثيرة في حياة العنود ولا عجب طبعاً في ذلك ما دامت تمارا صديقة العنود ، ابنتها ..
بعد ثلاثة أيّام بالضبط
لم تستطع حتى أن تلتقط أنفاسها من الرهبة ، لم تتوقع أن يأتي هذا اليوم بهذه السرعة ، على الرغم من أنها كانت تنتظره كثيراً لكنها الآن ودّت لو أنه لم يأتي ويسبب لها هذا القلق والتوتر والخوووف ..
امسكت بيد روان ووضعت يدها الأخرى على صدرها لتتنفس : روان خاااايفه قلبي بيوقف من الخوف .
روان : يا عمري ياعنود تنفسي تنفسي خذي شهيق وزفييير ، تبي اجيبلك مويه ؟ اكلتي شيء اصلاً ؟
العنود : مالي نفس بشيء مصدعه واحس بخفقان مو طبيعي ، بالله خلونا نكنسل الشوفه احس مابيمدي اشوفه الا وقلبي متوقف .
ضربت كتفها بخفه : تفاولي خير .
مر الوقت ونادتها جنى لتدخل ..
بكل ما تحمله الكلمة من معنى لم يبقى في جسدي شيء لم يرتجف .. اطرافي باااارده وقلبي يخفق بشدة حتى ظننته سيكسر قفصي الصدريّ ! حاولت تمالك خطوتي والإتزان والتركيز حاولت تهدئة نفسي واقناعي بأن الجميع يمر بهذه اللحظة ولستُ الوحيدة ، حاولت إقناعي بأنها ليست المرة الاولى التي يراني فيها ريّان فلا بأس لا شيء يستدعي كل هذا الخوف !
فتحت الباب .. دخلت إلى الغرفة .. انصبت انظارهم عليْ .. ميار ، وريان ، وجنى ، وتمارا وجوانا وحتى روان وسما ..
زادت ضربات قلبي ، ثقلت انفاسي اكثر ، لم تعد تحملني قدماي .. ما هذا الخوف يا الله !!! ثم ..
غطى على عيني السواد و لم اشعر بشيء بعدها .....

استيقظت على صوت هامس وضربات خفيفه جداً على خدي : عنووود ..
فتحت عيني لوهله حتى وجدته بالقرب مني ، وجهه مقابل وجهي بالضبط ، ينادي بإسمي ، فتحت عيني بقوة وجلست لأستوعب ماحدث .. نظرات القلق مرتسمه على وجه الجميع إلى أن رأوني قد افقت ، زفروا بارتياح .. التفت إليه مجدداً حين قال ساخراً : لهالدرجة ما تحملتي جمالي واغمى عليك ؟

قال تعالى : ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12) )

كتابة : حنان عبدالله .
حُرّر يوم السبت الموافق :
10-1-1442هجري
29-9-2020ميلادي



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس