عرض مشاركة واحدة
قديم 01-09-20, 10:30 AM   #90

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الواحد والعشرون
البارت الثالث

استوعبت انني سقطت عندما دخلت ، شعرت بالإحراج ، اشحت عنه وانا اسحب يدي من بين يديه ، ضممتها لصدري لأهدئ من روعي .. ضحك : عنوووود .
يناديني بطريقة مميّزة جداً ، لكنني لم اجرؤ على النظر إليه ، مد لي كوب الماء : والله إني كيوت ما آكل .
ميار : يااا ولد خلي البنت تستوعب ، من حقها يغمى عليها وانت مفجوع عليها كذا .
ريان اخذ الكوب من يدي مجدداً حين انتهيت من شربه : طالعيــــــــني .
لا اعلم هل هو عديم المشاعر لهذه الدرجة ؟ الا يشعر بالخوف على الاقل ؟ نظرت إليه رغماً عني عندما رفع وجهي إليه ، عقدت حاجبي مستاءة من جرأته وراحته الفظيعة بتصرفاته ..
ابتسم : هذا وانتِ شايفتني قبل ثلاثة ايام !
اتسعت احداقي بصدمة ، دفعت يده عني وبدفاع : ويــــــن .
مد لي كيساً ، وللمرة الثانية كان أيضاً مليئاً بالحلويات ، اردت البكاء ساخطه على هذا الوضع هل يعتبرني طفله ؟
وأخيراً نطقت جنى وهي تمد لي صحن المعجنات : عنود خذي كلي شويه شكلك ما اكلتي شيء من اول .
سبقني ريان وهو يأخذ الصحن منها : وليـــــش ما اكلتي شيء من اول ؟ حرام عليك شكلك ما تبغيني الحق اتهنى فيك .
حينها سقطت عيني على روان التي كانت تضحك بلا صوت واضعةً يدها على فمها ، نظرت إلى ريان الذي مد يده لفمي بقطعة من المعجنات ، نطقت أخيراً بهلع : مالي نفس .
قرب يده أكثر : مو على كيفك .
اشحت بنظري عنه انظر إليه بتوسل اريدهم ان يخلصوني من هذا المجنون ..
لكنه سرعان ما اعاد الصحن على الطاولة امامهم وقال : ليش ما تخلونا لوحدنا شكلها مستحيه منكم .
بسرعة وبلا وعي : لا ، انت اللي روح .
ريان : انا ؟ بس لسه ما تكلمنا وتعرفتي علي .
جوانا : خلعت قلبها ودوبك تتذكر انك ما تعرفت عليها ؟
ريان : انا اعرفها بس يمكن هي ماتعرفني .. يلا اسأليني .
عنود : كم مدة الشوفة ؟
ضحك الجميع على سؤالها العفوي ، ريان : افاااااااااا قاعدة تصرفيني ؟
عنود امسكت يده بقوة وهي تشعر بالدوار : لا .
ريان ابتسم على مسكة يدها له : لاتخافي ماراح اسيبك يا عمري .
لم استوعب ما حصل بعد ذلك لكن ما اتذكره ان جميع من بالغرفة خرجوا سوانا انا وريان حينها استدار بكامل جسده علي يتحدث بأريحيه ، قاطعته فجأة وانا اتساءل بحيره : انت من متى تعرفني ؟
ريّان : من سنه بالضبــــــط .
العنود : بس انا ما اتذكر إني شفتك .
ريان : إلاا بعمارتكم انا كنت نازل وانتِ طالعه صدمتي فيّا .
لم تتذكر ، لكنها عقدت اصابعها قائلة : ايش بتعرف عني .
ريان : ولا حاجه , اعرف كل شيء عنك ، انتِ اللي ايش بتعرفي ؟
العنود : كم مرة سافرت ولوين ؟
ضحك : كثير ، ايطاليا ، اسبانيا ، لندن ، نيويورك ، النرويج ، بالي ، نيوزيلندا ، كيبتاون ، هاواي ، النمسا ... و امممم
العنود : والمغرب والبحرين ، ليش ؟
ضحك أكثر : ترى طبيعة المغرب حلوة .
العنود : والبحرين ؟
ريان : فضول ..
لا تشعر بالإقتناع لكنها سكتت ..
ريّان : اعرف الموضوع ممكن يكون مربك ومشكوك فيه بالنسبة لهالدولتين بس يعني انا بتــ##
عقدت حاجبيها لم تفهم معنى الكلمة ، حاول شرح المعنى لكن وجهها تجهم اغلقت اذنيها : خلااااص .
ضحك بشدة : بس اطمنك إنها المرة الاولى لي زي ما هي المرة الاولى لك .
نظرت إليه بجدية قائلة : انا ما راح اتطمن كذا ..
ريان : وكيف راح تتطمني ؟
العنود سكتت لا تعرف كيف تخبره بالأمر ، حينها اخذ الكيس الورقي ذا اللون الكحلي الذي امامه واخرج منه علبة امسك بيدها وهو يلف حول معصمها اسورة ويعقدها قائلاً : اذا بخاطرك اي شيء تقولينه لي لا تترددي .
قبّل يدها : بالله ردي بسرعة ها لا تتلكعي بالرد .

عرف ريان بعد ذلك أن العنود تريد أن تطمئن من خلال إجراء ريان فحص شامل قبل الزواج ..
على الرغم من قول جنى لها : ما تخافي يزعل اذا قلناله ان هذا شرطك قبل ما تردي ؟
العنود : مافي شيء يزعل انا من حقي اتطمن انه ما يعاني من شيء ، واذا كان بيرفض ويزعل فمع السلامه الله يستر عليه .
ابتسمت جنى : امووووت بالأذكياء المثقفين يا ناااس .
لكن ريان أصلاً لم يعارض لأنه إلى حد ما كان يفكر في طريقة تجعل العنود تثق به قبل ان يبدآ حياة جديدة معاً .
وطالما أنها اختارت ما تريده أن يفعل لتتأكد من صحة كلامه ، فلن يمانع هو..

******

في النرويج ليلاً .. وتحديداً داخل إحدى المطاعم ، اغلقت هاتفها وهي تضحك بشدة ، نظر إليها وهو يضحك معها : اشبك ؟
هي وهي تهم بتناول الطعام : لازم نخلص بسرعة ولا والله بيفتري فينا سلطان ، متورط بالبنت ، متصل مو عارف يغير حفاظتها .
خالد : مو قلتلك نخلي عندها بيبي سيتر ..
بيان : هو مسوي فزعة وقال ما يحتاج ولا تشيلي هم انا اعرف واذا فيه شيء ما عرفته بسأل الخدم واخرتها متصل يسبني ههههههههههههههههههههه
خالد : ومتى حضرتك تخلصي الاربعين ؟
بيان عضت على الملعقة بأسنانها وفردت اصابعها تعد بتفكير : باقي لي 14 يوم يعني اسبوعين ، ليش تسأل ؟
ابتسم بعذوبة : وحشتيني مايبيلها .
ابتسمت : اسبوعين اسبوعين حيمروا بسرعة ان شاء الله ..
خالد : من دحين بقولك بعد اسبوعين نشوف لنا بيبي سيتر تجلس مع النونو ..
بيان عقدت حاجبها : مدري احس صغيرة على إني اخليها لحالها ! سلطان ما حيكون موجود وما اقدر اخلي بنتي مع وحدة غريبة لوحدهم .
خالد : يوم واحد عادي .
بيان : لا مو عادي بنتي ، مو جايبتها من البقاله تخيل لو سوت لها شيء !
خالد بإستياء : يعني ؟
بيان : عادي ناخذها معانا ، حتكون نايمه ، بس ما نخليها قلبي ما يطاوعني .
خالد حك حاجبه : شكلي من جد لازم استوعب إن فيه فرد جديد بيشاركني فيك في كل دقيقه .

عندما عادا من المطعم ، اخذت طفلتها منه وهو يقول : بالقوة نامت وما رضيت تشرب الحليب ، يمكن ما كان دافي كفايه لاني شربته كان طعمه كويس مو خربان بس شكله كان بارد عليها .
ظلت تنظر إليه للحظات ثم قالت : شربته ؟
سلطان : ايوة ليش مو عادي ؟
ضحك خالد بشدة : من جدك ؟ شربت حليب البنت ؟
سلطان بإستغراب : ايوة شفتها ما بتشربه قلت يمكن خربان لانك مسويته من اول ف ذقته عشان اشوف .
ازداد ضحك خالد بينما عضت بيان شفتها العلويه وهي تكبح ضحكتها ، سلطان بقلق : ايش لا يكون فيه شيء ؟
خالد : لا بس باقيلك 4 شربات وتصير ولدي بالرضاعة .
ضحكت بيان حينها ، سلطان بصدمه : اماااا ما كان حليب جاهز ؟
بيان : لا ، انا قلت انك مو وجه اطفال بس مو لهالدرجة مناشبها حتى عالحليب .
سلطان : ويـــــــع شدرااااني انتِ وبنتك ماااقلتيلي الله يقطع ابليسك .
بيان : وانا شدراااني انك حتشرب !!!!
سلطان بتهكم : بس طعمه يجي يعني ...
قاطعته وهي تصرخ : روح عني يا حمار .
ابتعد ضاحكاً عندما همت بضربه واكمل ساخراً : قهر الحين بيشملك البر ما اقدر احارشك صرتي امي هههههههههههههههههههه

//

في يومٍ ما .. على مائدة الإفطار وهي تحمل طفلتها وتهزها بخفه وتداعبها ، اتى سلطان وجلس : صباح الخير ماما .
رمقته بإستياء : خلاص عاد مصختها .
ضحك : وينه ابوي ؟
بيان : سلطان والله انك حمار خلاص .
سلطان : خير الواحد ما يسأل عن ابوه بالرضاع .
أتى خالد وهو يجلس بعد ان ألقى السلام .. سلطان اعتدل بجلسته عندما قالت بيان ساخره : ولدك له ساعة يسأل عنه .
خالد : ذا العااااق خلاني افرغ موية المسبح لحالي .
سلطان بضحكه : كيف تبيني اساعدك ان شاء الله ؟ اشفط الموية بدال التصريف ؟
خالد : الا قول لي متى طيارتك ؟
سلطان : افااااا خلاص مليت مني ؟ تبي الفكه !! ماهقيتها منك يبه .
خالد : انا لو بيدي رميتك بدار ايتام على ذي النشبه
سلطان : يمه شوووووووفيــــه .
بيان تخاطب خالد : ليتك ترميه بدار العجزة افضل لذا القرد لانه بيفجع الايتام
سلطان : ههههههههههههههههههههههههه هه طبعاً صرت انا القرد الحين بس اوك لما اوصل جدة لا تتصلين وتبكين وحشتني ياسلطان ووحشتني .

*****

تغيّبت اليوم أيضاً عن عملها بسبب الإرهاق والخمول الملازمين لها منذ اسبوع ، لا تشعر أنها بمزاج جيّد للعمل .. لذا فضّلت البقاء في المنزل اليوم أيضاً .. خرجت من غرفتها بعد ان قضت نهارها في النوم ، أخذت حماماً بارداً علّها تستعيد نشاطها .. خرجت وارتدت ملابسها لتستعد لعودة رواد وعبدالرحمن .
رأت الخادمة تبخر المنزل كعادتها اليوميه قبل عودة رواد لأن رواد يحب أن تستقبله رائحة البخور .. ماهي إلا دقائق حتى عاد الاثنان من دوامهم .. بمجرد ان دخل عبدالرحمن جرى سريعاً وهو يعانق جنى التي انحنت لتصبح في مستواه .. لكن بمجرد احتضانها له عبست بوجهها واختفت ابتسامتها قائلة : حمني ايش ذي الريحه ؟ وين لعبت انت ؟
عبدالرحمن ابتعد عنها : مدري .
كشرت أكثر : روح تروش وغير ملابسك ..
عبدالرحمن وهو يريد الاسترسال بالحديث عن يومه ، لكنها اصرت عليه : تروش بعدين تعال .
عبدالرحمن بإستياء : ليش انا معفن ؟
ضحك رواد لكن جنى بلا سابق انذار اعتلى صوتها بغضب : عبدالرحــــمن قلتلــــــــك روووح تروووش .
ذهب عبدالرحمن عاقداً حاجبيه والضيق قد بدى عليه .
استغرب رواد منها لأول مرة يعلو صوتها اصلاً : اشبك فيه حاجه مضايقتك ؟
جنى بإشمئزاز : مــدري فيه ريحه غريـــــبة مووو طبيعية مو قادرة اركز معاه ، انت ما انتبهت ؟ كذا ريحة غباااار بسس .. ما ادري ما ادري .
رواد : لا والله ما انتبهت .
لم يكن بالأمر الجلل لكن بمجرد ان عاد عبدالرحمن وهو يغطي جسده الصغير بالمنشفة والماء يقطر منه : ماااما انا خلصت ..
تجهم وجه جنى مجدداً : انت تروشت بالصابون ولا لا ؟
عبدالرحمن : ايوة سويت رغوة بهذاك الصابون ..
امسكت بيده : طيب تعال نلـ... يااااربي حمنــــــي ادخل الحمااام .
جعلته يستحم 3 مرات إلى ان قال بإستياء : يا مااااما خلااااص راحت كل الجراثيـــــــــم شوفي صرت ابيض .
لكنها ما زالت تشعر ان الرائحة لم تزل ، لم تستطع التحمل وخرجت من الخلاء قائلة : رواااد .
دخلت الى الغرفة تبحث عن رواد المتمدد على السرير : هيّا ما خلص ولدك انا بموت جوووع .
جنى : روح لبّسه انا مو قااادره اتنفس الريحه مو راااضية تروووح منه .
جلس رواد عاقداً حاجبيه : حرام عليك بعد ما روشتيه عشر مرات وتقولي لسه فيه ريحة ؟؟
جنى : روووح لبسه طيب لو سمحت .
رواد : خلي ل...
جنى بعناد : لااااا انت روح .
انتابه العجب من حالها لم تكن بمزاج جيد طوال اليوم وخصوصاً مع عبدالرحمن ، وكأنها تبدلت معه تماماً ، حتى عندما تريد التحدث إليه نبرة صوتها ليست كالمعتاد رقيقه ودافئة ، بل جااافه جداً حتى انها تتظر إليه بإشمئزاز غريب ، تحاول تحاشيه بطريقه غريبة .. لم ينحصر الامر بهذا اليوم فقط بل تكرر الامر طوال الاسبوع ...
في يومٍ ما ليلاً ، دخل إلى جناحهم لينام لكن وجدها تجلس على السرير تبكي جلس بجانبها : جنى ، اشبك ؟ صاير شيء ؟
رفعت رأسها ودموعها تهل على وجنتيها : بكّيته خليته ينام زعلاان ، رواد قالي انه يكرهني لأني ضربته ، والله ما كان قصدي بس هوّ عصبني ما يسمع الكلام ..
رواد : اشبك انتِ عليه ؟ ايش اللي صار شايفك كم يوم مو طبيعيه معاه .
جنى : ما ادري يا رواد ما ادري كل ما شفته احس نفسي مو طايقته مو طايقه اشوفه اخاف اكون حاامل وجالسه اتوحم عليه ايش اسوي رواااد ما ابغاه يكرهني بس والله مو بيدي ..
جلس رواد ينظر إليها لوهلة : حامل ؟
جنى : ما اعرف ما حللت ...
قطع حوارهم رنين هاتف رواد ، تركها وخرج من الغرفة للغرفة الأخرى المفتوحه على غرفة نومهم وهو يجيب على هاتفه ، ضاقت أكثر واستشاظت غيظاً ، قامت سااااخطه على تصرفه وقفت عند الباب متكتفه عاقدةً حاجبيها سمعته يقول : خلاص خلاص انا برسل لك بعدين ... مع السلامه ..
اغلق الهاتف ، جنى : ميــــــــــــن كنت تكـــــــــلم ؟
رواد : وحده بـ...
قاطعته وهي تصرخ : وهالوحـــــــدة مهمه لدرجة اني اكلمك تخليني وتمشي !!
بكت بغيظ وهي تسحب هاتفه من يده : ميـــــــن ليلى ؟
رواد : ليلي مو ليلى .
جنى : اللي هووو الزفته هذي ميــــن ؟
رواد : جنى ممكن تعطيني جوالي ؟
جنى : اكلمك انا هذي ميــــــــن ؟ ولييش داقه ذا الوقت وليش تخليـــــني عشان ترد عليـــــها ؟ (اكملت باكيه ساخره) سكرتيرتك الجديدة ؟؟؟؟؟
لا يعلم لمَ ينظر إليها بذهول كانت تتحدث ساخطه صارخه باكيه لم يستوعبها الا عندما امسكت قميصه من ناحية صدره : ميــــــــــن هذي يا روااااد لا تجنني .
ماهذه النظرة التي ترمقه بها ؟ أهي نظرة الغيره ؟ القلق من ان تكون هناك أخرى في حياته ؟ ما هذا الاصرار ؟ ما هذا الغضب ؟ لمَ تبكي بهذا الشكل .. ضمّها لصدره وهو يشعر بإرتجافها : وخر وخر وخر تكلم قول لي مين هذي .
ابتسم : مشرفة النظافة بالشركة ، جديدة دقت تطلب رقم المشرفة الاولى .. وانتِ لازم تحللي ..
ظلت تبكي ، دفنت وجهها بصدره : انت ما تكذب !!
رواد : ما اكذب .
رفعت رأسها تنظر إليه بوجه محمر ودموع لا تتوقف : هذي الغيرة اللي كنت تبغاني احس فيها ؟ ماااااهي حلــــوة ليش تحسسني فيها يعني ؟؟؟؟

صباح اليوم التالي ..
عندما همّ بإرتداء ثوبه ، وهي جالسه على السرير تنظر إليه : لا تروح .
رواد : ليش ؟
جنى : كذا لا تروح ، احس قلبي ناغزني ما ابغاك تروح .
رواد جلس على السرير : قلتلك كانت مشرفة النظافة بسس .
جنى : مو عشااانها بس لاتروح .
عندما يأست من اقناعه : مو قلت باقيلك اسبوعين معاي اجل لاتروح خذ اجازة ، حتى اناا ما بروح .
رواد : جنى ..
جنى بإصرار : يا رواااد خلاااص لا تروووح الدوام مو طااااير ولا فجأة صرت تحب الدواام ؟
رواد : يا عمري انتِ ليش معصبه طيب ؟
بكت فجأة : قلتلك لا تروووح وخلاااص ايش عندك بالدوام يعني !!!!
في هذه اللحظه ظن أنها مصره على بقائه بسبب المكالمه التي وردته بالأمس ، ربما ما زالت تشعر بالغيرة او الشك لا يدري ..
رواد زفر : طيب بوصل عبدالرحمن وارجع ، وبآخذلك موعد ب...
جنى : لا ، ما حيبين بالاسابيع الأولى .. مر الصيدلية وجيبلي جهاز اختبار منزلي احسن .
خرج الاثنان من الغرفة ارادت ان ترى طفلها عبدالرحمن قبل ان يذهب إلى روضته ، رأته جالساً يأكل وجبته المفضله " كورنفليكس "
حين رآها تجهم وجهه واشاح عنها .. حاولت تجاهل نفورها منه ورغبتها بالبكاء بلاسبب ..
حاولت التودد إليه : ماما حمني ..
قوس شفتيه للأسفل : نعم .
مسحت على رأسه بوِد : انا آسفه ما كان قصدي اعورك ولا اضربك ولا اعصب عليك .
عبدالرحمن : بس انتِ كل يوم تخاصميني ماااااصرتي تحبيني .
جنى قبّلت يده : سااامحني يا روحي والله أحبّك مرة أحبّك بس انا تعبانه شوية .
عبدالرحمن وضع يده على رأسها : مو مسخنه .
ابتسمت : طيب سامحتني ؟
عبدالرحمن قرب خده منها : بوسيني بقوة .
قبّلت خده : كذا ؟
اشار لزنده : بوسيني هنا كمااان مكان ما ضربتيني .
قبّلت مكان اشارته ، وعانقته : ها تسامحنا ؟
عبدالرحمن ابتسم : ايــــوا .

//

بعد ساعة ونصف تقريباً دخلت إليه وتنهدت ، رفع بصره إليها بإبتسامه واسعة : بشري ايش النتيجه ؟
جنى : ايجابية ، يعني حامل .
لم تستوعب نفسها الا وقدميها مرفوعة عن الارض ، عانقها بقووووة : مبــــــــــــــــروووووو ووووك يااااا عمـــــــــري .
جنى بضحكه : الله يبارك فيك ..
تركها رواد واختفت ابتسامته : يوووووووه بيجي واحد ثاني يناشبني عليك غير عبدالرحمن .
انكسرت ابتسامتها ، زمت شفتيها بإستياء : روااد قاعدة احاااول بس مو قاادرة مو قااادرة احس بنفور مو طبيعي منه انا خاايفه .
مر وقت ، ذهب فيه عبدالرحمن إلى منزل العنود ليقضي بعض الوقت هناك عندما زااادت حالة جنى تجاه عبدالرحمن ولم تعد تستطيع مقاومة نفورها الشديد منه ، المشكله هي انها كلما وبخته تبكي هي والامر الآخر أن وحامها لم يكن على عبدالرحمن فقط بل أيضاً رواد لكنها أحبت رواد لدرجة أنها لا تريده ان يذهب الى أي مكان ، وكلما غاب عنها وعاد يجدها تقضي وقتها بالبكاء !!!! وبعد اصرار شديد جداً منها ونقاشات كثيرة قرر أخيراً اخذ اجازة من عمله ليبقى معها ..
في يومٍ ما وهو يشرب قهوته ويشاهد التلفاز .. أتت إليه وتوسدت فخذه لتنام ، وضع كوبه على الطاولة أمامه واخذ يبعثر شعرها مازحاً : ما قد توقعت بيجي يوم تكرهي فيه مفارقتي لهالدرجة .
جنى : هذي شكلها دعواتك او إنك طقيتنا عين انا وحمني .
ضحك رواد بشدة : لا والله الظاهر ولدي جاي ينصفني وياخذ حقي منكم .
ابتسمت جنى وهي تمسك بيده وتضعها على بطنها : وحشوني البنات مرة بس مالي نفس اطلع حتى .
لم يجبها رواد بل ظل شارداً بذهنه ، جنى : بإيش سرحان ؟
رواد : جنى بإيش توحمتي وانتِ حامل بعبدالرحمن ؟
جنى بتفكير : ما اتذكر .
رواد بتردد : يعني مااا توحمتي على ناس ؟
جلست جنى : على ناس ؟ مين يعني ؟ ما كان عندي احد ، اتذكر اني طوال حملي كنت لوحدي ما احتك بأحد عشان اتوحم على احد .
رواد : ولا على سطام ؟
ظلت تنظر إلى رواد للحظات ، اقتربت منه : بتغار من واحد توفى ؟
رواد اشاح عنها : بس اسأل .
جنى : واذا قلت ايوة ؟
رواد بضيق : نفس وحامك علي ولا على حمني ؟
ضحكت جنى وطبعت قبلة عميقه على خده : امزح ، انا ماعمري اعتبرته موجود عشان اتوحم عليه اصلاً .
رواد : الله يرحمه .
اكملت جنى وهي تضع رأسها على صدره : انت روحي يا رواد رووووحي واول واحد أحبّه بعمري انا مبسسوووطه لأني معاك .
رواد : انا لو ادري ان الحمل بيخليك تعبري كذا كان دعيت انك تحملي من اول دقيقه ولا تضيعي علينا سفرة ايطاليا .

*****

مضى الوقت وانقطع عن ارسال الورد بعد ان جمعت منه 15 ورده .. بعدها بأيّام بسيطة عادت سما إلى الفيلا بمفردها وسلطان لم يعد وحتى رعد اختفى عن الانظار لم تعد روان تراه فلا تعلم هل مازال موجوداً في الفيلا ام رحل !
ذات يوم وهي تجلس مع والدتها التي ظلت تلعب بخصلات شعرها .. تسائلت روان فجأة وبذهن شارد : ليش تطلقتوا ؟
سما عقدت حاجبيها : ايش ؟
روان : انتِ وبابا الله يرحمه ايش كان سبب طلاقكم ؟
سما : ليش بتعرفي ؟
روان : لأنهم دايماً يقولو حظ البنت من حظ امها ف بعرف هل اسبابنا تتشابه عشان اصدق ذا الكلام ؟
سما : لا ابداً والله يعلم ان أبوك كان روحي ولا قد زعلني بحرف بس ربي ما كتب لنا نستمر .
روان : طيب ليش ؟ هو اللي قرر الطلاق ولا انتِ ؟
سما : قرار مشترك ..
روان : طيب ليش ؟
سما : بسبب أخته .. غاليه
روان بكرهه : مو ذي نفسها اللي حطتني بالميتم ؟
سما : إيوه هي ، من لما تزوجت أبوك وهي ما وقفت أذيه ، حياتي مع ابوك كانت هادية وحلوة بس هي كانت منغصه علينا ..
روان : وتطلقتوا بسببها ؟ هي حرشت بينكم صح ؟
سما : لا ، هي حاولت تحرش أكثر من مرة بس ابوك كان يعرفني ويعرفها ويعرف طبعها فما كان يهتم ، لدرجة انها لما شافت ان اخوها ما يسمع لشكاويها علي قالتله لازم يروح لشيخ لاني اكيد ساحرته .
روان : طيب ليش انفصلتوا ؟ طالما انتم متفاهمين وواثقين ف بعض وحياتكم حلوة .
سما : لأن غاليه وحدة ماتخاف الله
تنهدت سما مجدداً : على قد ما نتجاهلها هي واذيتها لنا إلا إنها كانت حالفه ماتخلينا ، ما اعرف ايش كان يقهرها ف كوننا نحب بعض , بس فيه ناس كذا سبحان الله يحاربوا الحب .. عمتك حاولت تسحرني وحطت السحر تحت مخدتي ما تدري اني يومياً اغيّر فرشات السرير ولقيت السحر .. ابوك جاب شيخ للبيت يرقيه ويفك السحر اللي لقيناه بس احنا لقينا اكثر من سحر موزع بالبيت .. ما بقولك ان السحر ما اثر علي الا اثر ومرة اثر انا جلست فترة تعبانه واحس بضيقه وبس ابكي وما ابغى اشوف ابوك .. المهم اننا لقينا سحرين بالبيت ، صح ان ابوك واجهها واعترفت وماقدر يسويلها شيء لانها اخته ومالها غيره بالنهايه .. بس وقتها قررنا نتطلق ، طالما الموضوع وصل للسحر ف ايش بتسوي بعد كذا !! وبس هذا اللي خلانا نتطلق .. الله يرحمه .
نظرت إلى والدتها : كيف كيف انتهى الموضوع بكل بساطة كذا ؟ ايش يعني مايقدر يسويلها شيء لأنها أخته ؟ انتِ ليش ما اخذتي حقك منها وبلغتي عليها عالأقل ؟ كيف وصل الموضوع للسحر والشيء الوحيد اللي سويتوه انكم تطلقتوا وبس ؟ وخوالي كيف رضيوا وسكتوا طيب ؟
سما : محد يدري , إلى يومك هذا محد يدري عن سبب الطلاق , انا قلت اننا ما اتفقنا وبس , والله عمري ما سامحتها بس ما كان بيدي شيء وما حبيت أضغط عليه لما شفته محتار بيني وبينها ..
سكتت روان للحظات وكأن الكلام لم يعجبها أبداً , وبعدها قالت بهدوء : بس حتى لما تطلقتوا كنتِ تحبيه صح ؟ ماتبدلت مشاعرك لانه خلاك صح ؟
سما ذرفت دموعها وهي تقول : ولا عمرها تبدلت ولا عمري كرهته انا حبيته ولسه أحبّه ، أبوك انا عجزت أحب بعده أحد ، يمكن لاني كنت عارفه انه كمان يحبني بس الظروف اكبر مننا ، وانا ما اقدر اقوله طلع اختك من حياتنا هي اخته .. بس كمان ما كنت اقدر اتحمل اذيتها لي طول عمري ، خصوصاً اني وقتها حملت فيك ف كنت خايفه ان الاذية توصل لك انتِ كمان .
روان : بس للاسف وصلت .. هي اللي فرقتني عنك الله لا يوفقها ولا يهنيها بحياتها انا ما شفتها بس اكرهها اكرهها كل مرة اتذكر انها السبب اللي خلاني اعيش بعيدة عنك .. وهي السبب بإنفصالكم .
مسحت سما دموعها : الله يتولاها وحسبي الله ونعم الوكيل عليها ، انتِ ليش تسألي ؟ ايش جاب الموضوع فبالك ؟
روان اشاحت وجهها عن والدتها : ما اعرف ، بس انا كنت احسب ان المشاعر تموت لما ننفصل عن الشخص .. وتتبدل او تنتهي ، ما اعرف .. بس لما جربت حسيت انها مو شرط تتغير اصلاً .. يعني احنا نكره اذيتهم لنا بس ما نكرههم هما .. كنت ابغاك تطمنيني ان المشاعر تتغير مع الايام بس الظاهر ان المشاعر معقدة اكثر مما نتصور .
سما بإستغراب : معقوله ماتغيرت مشاعرك ناحيته ؟ بس انتِ دايماً تقولي ان....
روان : ما اعرف انا اول ما طلقني كرهته واول مادريت انه متزوج كرهته اكثر ، ما ادري .... بكل مرة اقول انا اكرهه لايمكن نرجع بس لما اشوفه احس بشعور غير ، يمكن لان رعد قاعد يحاول يتوددلي ويعتذر ما ادري بسس لا تقوليله اني قلتلك كذا انا ما ابغى يتأمل فيّا ...
انهمرت دموعها من عينيها ، سما : وليش تبكي ؟ انا والله ما حقوله شيء
روان : ما ابغى ارجع لرعد يا ماما ما ابغى .
سما : طيب والله محد حيغصبك .
روان بكت اكثر : انا خايفه ، خايفه اضعف .. ما ابغى ارجع ..
سما : طيب ليش ماتبغي ؟
روان : لاني راح اخليه يستقل باللي سواه ويحس اني راح اسامحه دايماً ، اخاف يتمادى ، اخاف يستهين باللي صار .. اخاف يكرر نفس الشيء ، ما اعرف بس انا خايفه احس انو فيه شيء بيننا انكسر مستحيل يتصلح .
ضمتها سما لصدرها : الله يكتبلك اللي فيه الخير ولا يحيّرك يا عمري

مرت أيّام وأيّام حتى انقضى اسبوع آخر .. والحال كما هو عليه لم تعد تراه إطلاقاً الغريب أنها شعرت بشعور غريب اقرب للقلق على اختفائه المفاجئ حتى ان سما لم تعد تتحدث عنه امام روان ، وروان لا تتجرأ على السؤال عنه ..

*****

مرت الأيّام أيضاً على رند ورشاد في زيلامسي " النمسا "
يقضوون شهرهم الأول سوياً هناك .. السعادة لاتفارقهم ، الحب ، والحياة التي تشع من عينيهم ..
لم يكن يتخيّل أحدهما أنهما سيصبحان معاً بعد هذه السنوات التي تخللت بالعداوة والنفور والكرهه الظاهر ، وقمع كل مشاعر الحب التي يكنانها لبعضهما .. وقفت على اطراف النهر تمسك قبعتها بيدها لكي لا تطير مع الهواء ، اغمضت عينيها وهي تتنفس بعمق : حتى ريحة الهواء عندهم حلووووه .
رشاد اقترب منها ضاحكاً : بالغتي ، كأنك اول مرة تسافري .
رند نظرت إليه : ما ادري هل زيلامسي حلوة لهالدرجة ولا هي احلوت بعيني لأنك معايا .
امسك بخاصرتها وقربها منه جداً : أنا اميل للإجابة الثانية ..
رند : لا ما احس احس الأولى افضل ..
ضحكت عندما رمقها بنظرة ، قال بعدها : جربتي لحم الغزال ؟
رند : لا ، طِعم ؟
رشاد : مدري بس هالمطعم مشهورين بلحم الغزال ، نجرب ؟
سكتت تفكر للحظات : مدري انا بشكل عام ما احب اللحم .. بس عادي نجرب ايش ورانا .
بالفندق ..
مضت ربع ساعة وهي في الخلاء يسمع صوتها وهي " تستفرغ " وتبكي ..
رشاد وهو يقف عند باب الخلاء : طيب افتحي الباب لا تخوفيني .
رند فتحت الباب ودموعها على خديها ، سحبت المنشفه من يده ومسحت الماء من وجهها : كله من غزالتك غثتني .
رشاد : قلتلك اذا ما عجبتك لا تاكليها .
رند : بس عجبتني ! بس برضو لوعت كبـــــــدي غثتني ، بطني يووووجعني .
رشاد : يمكن عجبتك انتِ بس البيبي لا .
رند : ياااااربي متى اطلعه من بطني .
رشاد : مين هو ؟
رند : النونو ، خلاص تعبني كل يوم يخليني منغثه .
رشاد : شفيك قرفانه منه كذا ؟ حرام عليك هذا وهو لسه ما جا .
رند : تعال جرب الحمل بعدين تفلسف .
رن هاتفها ، اشار رشاد حينها على الهاتف قائلاً : امك من اول تتصل .
رند اخذت هاتفها من السرير : ليش ما رديت ؟
رشاد : قلت اكيد تبغى تكلمك انتِ ، ما اتصلت علي .
: هلا هلاا يا ماما .
فجر : يا روح ماما كيفك ؟ كيف زيلامسي اليوم ؟ وكيف بنتي وحفيدي؟
رند زمت شفتيها : لااااااايعه كبدي كل ما اكلت شيء استفرغ ، طبيعي ؟
فجر : عادي طبيعي ، بس مافي شيء محدد تتوحمي عليه ؟
رند : لا ، الا الا (ثم قالت بصوت يائس) القهــــوة ابغى قهوة عربية وهيل بس هنا ماااافي .
فجر : هههههههههههههههههههه ، ارجعي بس وبقول لفتحيه تسويلك نافورة قهوة ارجعي والله وحشتيني ، متى حترجعوا ؟
رند : والله واحشتني اكثر ، باقي اسبوعين ونرجع ..
فجر : يا سلااام يعني بعد اسبوعين حتعرفي هدية زواجك ، بس صراحه عندي مفاجأة ثانية بقولها لك ومحتارة اقولها دحين ولا لما ترجعي .
رند : غير هدية زواجي ؟
فجر : يسس
رند : قوليــــها دحيـــــن جننتوني بمفاجآتكم ، ابغى اعرف دحين يا هدية زواجي با مفاجأتك الثانية .
فجر : لا ياروحي هدية زواجك لما ترجعي جدة بتاخديها ، اما المفااجأة التانية بيصير عندك اخ او اخت .
ابتسمت فجر بينما اختفت ابتسامة رند وحلّت محلّها الصدمه : انتِ حااامل ؟
فجر بضحكه : ايوه .
رند : كيـــــــــف ؟
فجر : ايش كيف ؟ زي ما حملتي انتِ .
رند : لااا اقصد كيف يعني مو خطر عليك ؟ ماماا مو خطر عالنونو طيب ؟
فجر : لاتخافي مو خطر لأني ما اعاني من شيء (اكملت بتهكم) ولاااا قصدك انا كبرت وخلاص راحت علي محد المفروض يصير ام دحين الا انتِ ؟
رند : عادي يعني يكون الطفل سليم مافيه ولا شيء ؟ وانتِ اكيد ما حيصيرلك شيء ؟
فجر : يا عمري انتِ قلتلك عااادي والله الدكتورة قالتلي بس انتبه لنفسي واكلي وصحتي وماا اشيل شيء ثقيل ولا اتحرك كثير ، وطمنتني انه ان شاء الله كل شيء حيكون تمام والطفل بإذن الله سليم ومعافى (ثم اكملت بهدوء) حتى لو ما كان كذا انا ابغاه .
اغمضت رند عينيها بقوة ذكرى طلال تنهال على عقلها : متأكدة حتى لو ما كان كذا تبغيه ؟ ما حتحسي انه ناااقص ويفشلك ؟
فجر : رند ! مافي ام تتفشل من ولدها مهما كان ...
قاطعتها رند : وطلاال ؟
سكتت فجر للحظات : انتِ مو فرحانه لأني حامل ؟
رند : وطلال يا ماما ؟
فجر : الله يرحمه ..
رند : انتِ اللي موتيـــــــــه !!!
تدافعت الدموع لعيني فجر : مو انا , كم مرة اقولك مو انا ، خلاص لاتفرحي لي بس لانكسري فرحتي ! ليش تحاولي تذكريني بطلال ؟ رند حرام عليك انا ما صدقت انساه ، لو بيدي يرجع الوقت ما كان خليــــــته افهمي .
رند هدأت قائلة : مبروك ، اهتمي بنفسك وفيه ، بس بليز ماما اذا كان الموضوع خطر على احد فيكم لا تكملي .
فجر : خير ان شاء الله .. مع السلامه .
اغلقت فجر الخط قبل ان ترد رند ، تركت هاتفها تنظر إلى الفراغ بعيون دامعه ، ذكرى طلال مازالت ترعبها ، فكرة أن والدتها هي التي امرت بحبسه مازالت تؤرقها ، نظر رشاد إليها : ليش متضايقه ؟
رند ارتمت بحضنه واجهشت بالبكاء : انا خاايفه ، خايفه تضر نفسها او النونو .. هي مو صغيرة هي عمرها تعدى ال40 ، خايفة انها بس قاعدة تحاول تكفر اللي صار بطلال بذي الطريقة .
رشاد مسح على شعرها برفق : ايش جاب طاري طلال رنوود .
رند : ما ادري ما ادري ، اخااف يطلع النونو فيه شيء بسبب عمرها .. مدري يا رشاد انا خفت اكثر مما فرحت .
رشاد : تفاولي خير وبعدين امك ماشاء الله بصحتها كأنها اختك ما كأنها أمك ، وطالما قالتلك الدكتورة طمنتها ف انتِ لا تشغلي بالك .
رفعت رأسها تنظر إليه ، فاجأته بسؤال : تتوقع هذا الشعور غيره ؟ معقوله بغار على ماما ، كم لي متعودة اني العنقودة وفجأة تصدمني انها بتجيبلي اخ او اخت اصغر مني .. والله قهر حتى لو اني تزوجت انا ما مت !!! هي ليش قررت تحمل ؟ توقعتها خلاص ما تبغى .
ضحك رشاد : اهااااا غيـــــــــره وتعلقيها بطلال الله يرحمه يعني ! مو كأنك كبرتي المفروض عالغيره ؟
رند : لا ما كبرت 18 سنه متعودة اني عنقودة فجأة بيجي عنقود جديد .
رشاد : عااادي اعتبريه ولدك او بنتك بيكونوا بنفس العمر يا ماما رند .
رند وضعت يدها على بطنها : صح ما حعتبره اخوي ، يارب ما تجيب بنت والله لأغير من جد .
رشاد : صارت عندك حياة ثانية بتغاري على اهلك لسه ليش ؟
رند : تخيل امك تقولك انها حامل مو قهر ؟ ماحتصير وحيدها .
رشاد : بالعكس عادي عشان انا رحت وحتصير لوحدها ف بفرح ان بيجيها طفل يسليها .
رند دفنت وجهها بصدره : خلاص اسكت بس ماعندك مشاعر .

*****

نظر إليها بإستياء : طيب انا ايش اسوي دحين ؟ حيرتيني أجيبه ولا ما أجيبه ؟
هي ودموعها بعينيها : قلبي يعورني مو عااااارفه أخاف ما أجيبه ويحسبني أكرهه ، وأخاف أجيبه وما أتحمله ويكرهني هو .. رواد قلبي يعورني مو عارفه ايش اسوي ، يحسبني وديته للعنود لأني كرهته وما عاد أحبه ، خلاص جيبه ما أبغى يجلس بعيد عني انا لازم اتعود على وضعي هذا واتحمل .
رواد : والجنين ما يصير فيه شيء ؟
جنى : ايش بيصير فيه ؟ بتطلعله وحمه على شكل عبدالرحمن مثلاً ؟ لا إن شاء الله مو صاير شيء .

//

دخلت إلى الشقة وهي تبحث بعينيها عنه بعد ان رحبت بها العنود : وينه ؟
العنود : بالغرفة يتجهز (ثم نادته بصوت مرتفع) حمني تعال ماما جات .
خرج عبدالرحمن من الغرفة مبتسماً لكنه ظل واقفاً امام الباب لم يقترب والابتسامه مرسومه على وجهه ..
عنود : تعال اشبك .
جنى جلست على ركبتيها وهي تفتح ذراعيها : ما بتسلم على ماما ؟ ما وحشتك ؟
اقترب من العنود وهو يقول : شميني ..
عقدت العنود حاجبها : ايش ؟
عبدالرحمن : ريحتي حلوة ؟ اذا مو حلوة ما حتخليني اسلم عليها .
نظرت العنود إلى جنى : عقدتيـــــــــــــه .
جنى : حمني تعال لا تحسسني بتأنيب اكثر ، تعال يا ماما .
اقترب منها بتردد لكنها جرته وهي تحتضنه بقوة : وحشتني وحشتني مرة ، وأنا أحبّك مرة بس جبتك عند عنود عشان تغيّر جو وتشتاقلي بس ، ما اشتقتلي ؟
عبدالرحمن : إلا مرة ، عادي ابوسك ؟
ضحكت جنى وهي تقرب خدها له ، قبّلها بقوة : ماما عنود قالت فيه نونو في بطنك من جد ؟
جنى هزت رأسها بإيجاب ، ليقول عبدالرحمن : ليش اكلتيه ؟
جنى ضاحكه : ما اكلته بس ، اممم تعال (جلست على الاريكه واجلسته بحضنها) هو دحين صغير ، وهو قاعد في بطني عشان يكبر وبعد ما يكبر نطلعه من بطني .
عبدالرحمن : يعني اكلتيه عشان يكبر ؟


العنود : لااا ماما ما اكلته بس قاعد في بطنها ، شفت اممم لما مثلاً الارنب يصير في بطنه ارنب صغير لما يكبر شوية يطلع من بطنها ؟ زي كذا .
عبدالرحمن : احنا كان عندنا ارنب في الحوش ياكل الاعشاب ، بعديين جابت الام ارنبين صغاااار مرة لونهم احمر عريانيين ماعندهم شعر .
عنود : ايــــــوا بالضبط زي كذا ، ماما حتجيب نونو صغييير برضو ، انت تصير أخوه .
عبدالرحمن : ايش اسمو ؟
جنى : ايش تبغى نسميه ؟
عبدالرحمن : نسميه لؤي ؟
جنى : تبغى اسم لؤي ؟
عبدالرحمن : ايوة صاحبي لؤي .
جنى : واذا بنت ؟
عبدالرحمن : نسميها إلسا لالا نسميها جوودي .
جنى : إلسا عرفناها ، بس مين جودي ؟
عبدالرحمن : جووودي اللي في الفيلم مع الثعلب .
عنود : قبل كم يوم شاف فيلم زوتوبيا ، الارنبه اسمها جودي ، ومعجب فيها .
جنى ابتسمت : جودي .. حبيبي انبسطت عند خاله عنود ؟
عبدالرحمن : لا يع طفش عندها
اتسعت احداق العنود بصدمه : نعــــــم طفش يااا جاااحد ؟ هذا واحنا كل يوم نلعب واخليك تجلس عالايباد طول اليوووم !!!
جنى : وليش تخليه عالايباد طول اليوم ؟
حمني صرخ بغيظ : قلتلك هذا سسسسسر ليش تقولي !!!
العنود : احسن مين قالك تقول يع طفش عندي ، روح عند امك مااا حتخليك تلعب بأيبادك ولا راح تخليك تاكل حلويات قبل النوم ولا راح تخليك تولع شمعة ..
جنى اتسعت احداقها بصدمه : تخليه يولع شمعة ؟ مجنونه انتِ ؟ اذا صار حريق لا سمح الله ...
قاطعتها العنود : عادي اعلمه بس ولا تبي ولدك جاهل .
عبدالرحمن : وعلمتني اطفي الشمعه بأصباعي .
جنى : عنوووووووود !!
العنود ببراءة ساذجه : عادي ما يعور .
جنى : يااااربي انا الغلطانه احط بزر عند بزر ، تعال اجلس قول لي كيف الروضه ؟
عبدالرحمن : ابله شيماء خلتني انا الدئب في المسرحيه .
جنى : عندكم مسرحيه ؟
عبدالرحمن : ايوة يوم الربوع الجي عندنا حفلة ومسرحيه الدئب وليلى ، وابله شيماء اعطتني بطاقة قالت اعطيه ماما .
نزل من الاريكه وهو يجري مسرعاً إلى حقيبته ، أخرج البطاقه وعاد إليها ليعطيها : شوووفي ، رح تجي صح ؟
جنى وهي تقرأ بطاقة الدعوة : ان شاء الله .. وكيف عنود تعرف تحل معاك واجباتك (وبتهكم) ولا انا احسن منها ؟
حينها نظر عبدالرحمن الى العنود التي اشارت له بأن يصمت لكن هيهاااات عبدالرحمن : عنووود ما تحل معايا تخليني احل من النت ، ماما ليش مو دايماً احل من النت أسهل , مو لازم افكر .
رمقت جنى العنود التي قالت بسرعة : انا عندي اختبارات ما كنت فاضيه ، اذاكر .
عبدالرحمن : كدااااابه ما كانت تزاكر كانت مع ريّاااان ، ماما تعرفي ان ريان يجي هنا ؟
العنود بغضب : ولدك ذا فتاااااان احسن انك بتاخذيه يهب ما يفوته شيء .
ضحكت جنى : قولي ما شاء الله .
العنود : لاااا مو ماشاء الله فضيــــــــــحه يا لطيف .

عاد من عمله ووجدها نائمة على السرير وبجانبها عبدالرحمن النائم على معصمها ، عقد حاجبيه هل انتهى الوحم أخيراً ؟ اقترب من السرير بعد ان بدل ملابسه مد يديه ليحمل عبدالرحمن ويعيده إلى غرفته لكن جنى شدت بعناقها لعبدالرحمن وفتحت عينيها الناعستين قائلة : خليه .
رواد : وانا وين انام ان شاء الله ؟
جنى زحفت قليلاً وهي تعانق عبدالرحمن اكثر ، رواد : خلص وحامك خلاص ؟
جنى اغمضت عينيها وهي تتنفس بعمق ثم تزفر ولم تجبه .

رآها تقوم بسرعة للخلاء وهي تتقيأ .. كانت تحاول جاهدة تقبّل عبدالرحمن ، كبح نفورها منه ، كانت تحاول وتحاول وينتهي بها المطاف بالخلاء كثيراً ..
في يومٍ ما عندنا خرجت من الخلاء ، مسحت دموعها اليائسة ، رواد : مو لازم تضغطي على نفسك كذا .. مو لازم طيب تخليه ينام عندك كل يوم .
جنى : يا الله والله تعبت خلاص خلاااااص مو عارفه ايش اسوي .. كم بجلس بهالحاله معقولة تسعة شهور ؟؟
اندفع الباب ودخل عبدالرحمن مسرعاً إليها وهو يريها جهاز الأيباد لمقطع عن الجنين داخل رحم والدته ، ابتسامه واااسعه تزيّن شفتيه : ماما شوفي كيف نايم النونو في بطن امه ، يعني كمان النونو نايم كدا في بطنك ؟
جنى : لسه ، لما يكبر بطني ينام النونو زي كذا .
عبدالرحمن : طيب ماما هو كيف جا في بطنك ؟
ابتسم رواد بينما سكتت جنى لبرهه : ملقوف مو لازم تعرف .
نظر عبدالرحمن الا رواد : ايش دخلك ؟
جنى : عيب يا ماما مايصير تقول كذا .
عبدالرحمن : هو يتلقف انا ما سألته .
جنى : برضو عيب ما يصير تقول كذا .
عقد حاجبيه بإعتراض لكنه قال : اسف ، ما قلتي كيف جا فبطنك ؟
جنى : اممممم
عبدالرحمن : ايــــــــــواااا عرفت ..
جنى : عرفت ايش ؟
عبدالرحمن ابتسم بخبث بريء : عشااااان اول رواد ينام جنبك صح ؟
رواد : شدراك ؟
عبدالرحمن : يعني صح ؟
ظلت جنى صامته بوجه متجهم .
اكمل عبدالرحمن : يعني لوتي ما تكذب !
رواد : ليش ايش قالتلك لوتي ؟
عبدالرحمن : اول لما انت سافرت مع ماما كنا عند عمو سليمان هما ناموا عندنا وريم كانت بتنام جنبي ، لوتي قالتلها ممنوع عشان لما البنت والولد ينامو جنب بعض تصير حامل !
جنى : خطأ لا تسمع كلامها .. هي تألف عليك .
عبدالرحمن : طيب كيف ؟
جنى : ربّنا حط النونو في بطني .
عبدالرحمن : كيف ؟
جنى : اممم شفت انا لما لبست فستان ابيض كبييير .
عبدالرحمن : ايوة !
جنى : وبعدين سافرنا انا ورواد لإيطاليا ..
عبدالرحمن : ايوه .
جنى : هناك انا دعيت انو يصير فيه نونو في بطني وجا النونو .
عبدالرحمن : من ايطاليا ؟
جنى : لاا يعني ...
قاطعها رواد لينهي هذا الحوار : صح كلام لوتي حمني ، بس ماما تحب التعقيــــــد
نظرت جنى إلى رواد الذي قال بخفوت : لاتطالعيني كذا ايش بيفهمه هو !!! انشغل عبدالرحمن يشاهد المقطع .. بينما قالت جنى : محد مخرب افكار حمني الا عيال واحفاد خوالك ، اطفال بسسس افكارهم تخوف !!!!
رواد : متفتحين بزيادة .
جنى : اكره اشوفهم مع حمني خصوصاً لوتي ذي .
عبدالرحمن : ماما عادي اناديه لؤي ؟ هوا يسمعني صح ؟
جنى ابتسمت : بس يمكن بنت مو ولد !
رواد : لايكون قصدكم لؤي ولدي يعني ؟؟؟
عبدالرحمن : لا النونو اللي في بطن ماما اسمه لؤي ازا كان ولد وازا بنت جودي .
رواد : ومين ان شاء الله اللي اختار الأسماء ذي ؟
عبدالرحمن : انااا .
رواد : مع نفسسسسك اذا ولد نسميه قُصيْ .
عبدالرحمن : مو على كيفك انا قلت لماما لؤي .
رواد : مو على كيفك انت انا بسميه قصي هو ولدي .
عبدالرحمن : مو ولدك مو على كيفك لما يجي في بطنك يصير ولدك وسميه على كيفك .
رواد : طيب هو مو في بطنك انت عشان تسميه .
عبدالرحمن بغضب : بسسسسس انا قلت لماما تسميه لؤي .
رواد : لا والله ما تسموه لؤي .
ظلت جنى تنظر إلى جدال رواد وعبدالرحمن على الإسم ، وعبدالرحمن يصرخ بغضب معترضاً على اعتراض رواد .. ورواد الغاضب من اختيار عبدالرحمن لإسم لؤي ، كل واحد يحاول فرض رأيه ، لا تعلم لمَ يتجادل رواد مع عبدالرحمن هكذا كأن جميعهم اطفال !!! إلى أن قال عبدالرحمن بعد ان انفجر باكياً : والله انا راح اموته ازا اسمه كصي يع .
رواد : والله اذا لمست ولدي لأعلقك عند الباب .
جنى بضجر : خلاااااص انت وهو فجرتوا راسي اطلعوا برا خلوني أنام .
عبدالرحمن وقف على السرير وهو يمسك وجه جنى بيديه ، زم شفتيه وعيونه مليئة بالدموع : راح نسميه لؤي صح ؟ لا تسمعي كلام رواد مو حلو كصي .
نظرت جنى إلى رواد الذي رفع حاجبيه قائلاً : تراه ولدي واسم لؤي مو حلو .
عقد عبدالرحمن حاجبيه أكثر وهو يوشك على البكاء ، امسكت بكفه وهي تقبلها له قائلة : لما نعرف بنت ولا ولد نسوي قرعة طيب ؟ انت تكتب الاسم اللي تبغاه في ورقة ورواد يكتب الاسم اللي يبغاه في ورقة وانا اسحب ، اتفقنا ؟
رواد : حتى لو بنت اسم جودي مرفووووووض .
جنى : خلاااص قلنا نختار بالقرعة بعدين .

*****

جمع المستندات من جديد قائلاً : خلينا نعيد ترتيب الأحداث ..
قاطعه : خلاص يا سلطان عايدينه 3 مرات .
سلطان : ما ابغى ولا شيء يفوتني ولا شيء ينقص ما ابغى ولا ثغره .
هاني بإستياء : ويعني ؟
سلطان : نعيده للمرة الأخيرة .
هاني : وكل هالإعادات ليش انا قربت أحفظ التفاصيل يا رجال .
سلطان : انت عارف ان الجلسه القضائية راح تكون بعد اسبوعين .
هاني زفر بضيق : ياسلطان سويت اللي عليك وزيادة ، الباقي عالمحامي .
سلطان : بس فكر إذا بتطلع لمياء من هالقضية نهائياً لازم يكون فيه بديل !!
هاني : لا عاد اكيد ما تلمح انك تورط أحد عشان تطلع لمياء من القضية كلها !!
سلطان : أكيد لأ ، بس فكر إن لمياء تورطت بقضايا قتل وتجارة أعضاء ، وطالما الدكتور النفسي اثبت انها معتله نفسياً برضو هذا تقرير ما راح يطلعها من تجارة الأعضاء لأن مافي ولا وحدة مجنونه بتحترف بتجارة الأعضاء !! ماني عااااارف كيف اثبت صلة شخص ثاني بالموضوع إذا كان بتّال حلقة الوصل مختفي ! خلينا نعيد الترتيب .
هاني وهو يهم بترتيب الصور على الطاولة التي أمامه من جديد ، وضع صورة لجثة أمين : الضحيه الأولى أمين توفى إثر طعنه مباشرة للقلب بعد ما خضع لعملية استئصال للكليه وجزء كيير من بصيلات الشعر ، قبل يومين من موعد قتله .. عثرت الشرطه على جثته بعد ثلاثة اسابيع من اختفائه بواسطة مجموعة شباب بلغوا عن جثه لقوها بالصحراء وبعد الفحص والتحليل الجنائي تبيّن ان الجثه للمفقود أمين
اكمل سلطان وهو يرى السجل : الشباب اللي لقوا الجثه : نور - هايل - عبدالهادي .. ما تربطهم بالجثه أي صلة وبعد التحقيق تمت تبرئتهم .
هاني نظر إلى الصور مجدداً ووضع صورة أخرى على الطاولة : يحيى اختفى بتاريخ ##### بلغوا اهله عن اختفاءه بعد ثلاثة أيّام ، استمر البحث عنه لمدة اسبوع وبعدها وصلت لاهله مكالمه مجهولة المصدر يطالبوا فيها بمبلغ مالي بقيمة ربع مليون مقابل رجوع يحيى ، بعد تتبع الشرطة لمصدر المكالمة المجهولة وصلنا لفريد ، شخص بال19 من عمره وينتمي لنفس عائلة يحيى بعد التحقيق والتحريات تم التأكد من إن المكالمة مجرد استغلال لغياب يحيى لكن ما كانت تربط فريد اي صلة للخطف ، تم حبس فريد بتهمه ازعاج السلطات والابتزاز ، اسقطوا عنه تهمة الإبتزاز لأن عائلة يحيى تنازلت لكنه تم بالحبس شهرين وطلع ..
قاطعه سلطان : افكر ارجع اقابل فريد يمكن له علاقة بجابر او ممكن يفيدنا بشيء !
هاني : وعلى اي اساس بتقدم طلب بالتحقيق معاه ؟
سلطان : مين قال بقدم ؟ ماراح يسمحولي طالما مافي قضيه ولا تهمه لفريد ، بس افكر اتعرف عليه .
هاني ظل يرمق سلطان بنظراته المستاءة مكملاً : جثة يحيى غُلّفت وانرسلت كطرد بريدي لشركة أبوه ، كانت الشكوك بإن الخاطف شخص على عداوة بالعائلة لكن بعد التحري والتقصي انلغت كل الشكوك بعد إثبات براءة كل المتهمين بهذاك الوقت ، عجز الطب الشرعي يلقى اي بصمه او أثر للفاعل ، ركزنا بحثنا أكثر على الأطباء اللي لهم علاقة بعائلة يحيى ، لأن اثر عملية الاستئصال اللي خضع لها يحيى كانت متقنه والواضح إنها أجريت له عن طريق طبيب جراحي متخصص بالعمليات الباطنية .. لكن بهذاك الوقت ما كنا نعرف إن فيه رابط بين امين ويحيى خصوصاً ان عائلة يحيى ما كانوا يعرفوا اصحابه من الأساس .. ظلت القضيتين مفتوحه إلى أن سُجّل بلاغ ثالث بإختفاء يزيد ، تمّ العثور على يزيد مع شخص بعمر ال16 سنه من عمره ، تم نقل يزيد للمستشفى إثر دخوله في غيبوبه ، تكتمت الشرطه عن وجود يزيد بالمستشفى خوفاً من إن الأشخاص اللي حاولوا قتله يلاقونه .. تم يزيد فترة بالمستشفى لكنه انقتل متسمم .. خضعوا الممرضات والأطباء المشرفين على حالته للاستجواب والتحقيق ، اتضح فيما بعد ان السم كان بالمغذي والممرضه اللي حطت له المغذي ما لها يد بالموضوع لأن كاميرات المراقبة تدل على انها اخذت المغذي من مكانه المخصص بدون ما تتلاعب بشيء وهذا اللي اثبت براءتها ..
سلطان : وإذا فكرنا بالموضوع شوي ، بعمليات الإستئصال .. بقدرة القاتل على الدخول والخروج من المستشفى بدون محد يشك فيه وبحريّة تامه ، على الرابط بين الثلاث ضحايا وكلام لمياء اللي خلانا نوصل بالنهاية لإن بتال هو ورى العمليات ، وهو الوحيد اللي يقدر يدخل للمستشفى بحرية بما إنه طبيب جراحي .. مافي حاجه تثبت براءته بس مافي حاجه تثبت نظرياتنا إلا إنه ساعد لمياء بإستخراج هويتها تحت إسم فيصل ، بس وش دخل جابر برضو ؟
هاني : شوف على الرغم من إعتراضي الشديد جداً بمحاولاتك الجادة في خروج لمياء الا إني متأكد إنها صادقه بإنها ما تدري عن تجارة الأعضاء ، رغم إنها ذكية لكنها غبيــــــه بنفس الوقت ، كيف فاتتها غرز العمليات ؟ كيف ما شكت ؟ لهالدرجة الحقد عاميها لهالدرجة كانت تحب بدر ؟؟؟
سلطان حاول كظم غيظه من هاني : لا تخلط المواضيع بذي الطريقة ، ركز على إن لمياء ماهي قضيتنا الوحيدة .. يمكن تكون نظريتنا الأولى أصح ، بإننا نواجه عصابة بس لمياء كانت واجهه تسترهم بدون ما تحس هي ! الأكيد إنهم استغلوا حقدها ورغبتها بالإنتقام لبدر !
هاني : انا معاك بإن بتّال طرف مهم جداً بالقضايا لأن الأكيد ماراح يوقفوا نشاطاتهم بس عشان لمياء اللي ماتدري عن تجارتهم هذي أصلاً .
القى ما بيده على الطاولة وقام قائلاً بحيره : احنا لازم نلقى بتّال .

//

: احنا لازم نلقى بتّال .
عماد : هو لسه بجدة ، إلا لو كان طلع منها بخط التهريب هذا شيء ثاني .
جابر : اي خط تهريب هذول زي الجن ولا انت ناسي الطرق اللي تحت الأرض ؟
عماد : لكني متأكد إن بتّال ما طلع ، حتى لو كان بيطلع من جدة بالطرق الداخليه ف احنا بيكون عندنا خبر .
جابر : طول ما بتّال بعيد عني انا ما اقدر ارتاح ، عماد بعتمد عليك في هذي محد بيقدر يلقاه لي غيرك ، طلبتك .
عماد : بدون ما تطلب ، خلال هاليومين ان شاء الله بيكون عندك ، بس ممكن اعرف شمعنى بتال ؟
جابر : لأن هو الوحيد اللي تعرفه لمياء وتعرف اسمه ، واكيد الشرطه تدور عليه عشان كذا اختفى .
عماد : بس برضو حتى لو طاح بيد الشرطه ، بتال لا يمكن يتكلم لأنه عارف حتى وهو بالسجن لو نطق بحرف ما راح يفلت منهم ، حتى لو كان تحت عيون الشرطه ..
ظل جابر شارداً بذهنه دون أن يجيب ، شعر عماد بالريبه ، يعلم أن هناك شيئاً يُخفيه جابر عنه لكن سينتظر أكثر ، ليرى ما نهاية تخبطات جابر هذه ؟

*****

وطأت قدماي أرض جدة ، اغمضت عيني استنشق رائحة هذه الأرض ، استقبلني طقسها الدافئ ، لم يكن حاراً للغايه كما توقعت لأننا في شهر نوفمبر وها قد اقتربنا من فصل الشتاء ..
لكن يبدو أن طفلتي لم يعجبها هذا الدفئ حتى بدأت بالبكاء بمجرد أن لامس الهواء جلدها الناعم ..
عانقتها بحب واخذت اهزها قليلاً لتهدأ وانا اقول : يا روحي شوفينا جينا لبلدنا ، معليش يا مامتي حتتعودي عالجو .
اقترب منها خالد : تبي اشيلها عنك ؟
بيان : لا ، اسبقني عشان تشوف اغراضنا .
فردت ذراعها وهي تضمها بلهفه : وحشتيـــــــــــني .
بيان : حبيبي روااان والله وحشتيني أكثر ، كيف حالك ؟
روان : اكيــــــــــــد بخيـــــر أخيراً شرفتي انتِ وماريا (مدت يدها لخالد لتأخذ منه ماريا) اخ اخ اخ يا حبيبتي والله وحستيني يا فلاوله (قبلت يدها الصغيرة) لايكون نسيتيني ؟
بيان : سما ما جات ؟
روان : نوو ، ما كانت بالبيت وانا ما قلت لها انك جايه توقعتها تدري .
لم تكمل كلمتها الا وبيان تنظر خلفها بوجه متهلل وابتسامه وااااسعة ، تخطتها وعانقت الذي كان خلفها بحب شديد : يا حبيبـــــــــي .
ريان : والله نورت جدة بأهل النرويــــج .
بيان : منوره بأهلها ، وييين نووودي لايكون ما جبتها !
ريان بتهكم : لا طبعاً ما جبتها ما ابغى تشوفيها .
بيان : والله من جد ليش ما جبتها ؟
ريان : عندها اختبار بس وصتني اسلم عليك .
بيان : الله يوفقها (ضربت كتفه بإبتسامه خبيثه) والله وأخيـــــراً يا ريان أخيـــــراً صارت عنود لك .
زفر خالد بضيق ثم نظر إلى روان : انا بسبقكم للسيارة اذا خلصت بيان تعالوا .
روان : انا السواق يستناني .
خالد : اوك قولي لبيان اني استناها بالسيارة .
غادر دون ان ينتظر ردها ، عادت تنظر إلى ريّان وبيان التي لم تنتبه لمغادرة خالد بل ظلت تتحدث إلى ريان بحماس شديد ..
بكت ماريا ، حاولت روان اسكاتها لكنها لم تتوقف عن البكاء ، حينها انتبهت بيان لروان واخذت طفلتها منها : اووه اووه يا ماما ليش تبكي ، معليــــــش روان تعبتك .
ريان : يووه هذي بنتك .. طالعه تشبهلك .
بيان : بلا كذب نسخة خالد .
ريان : وينه خالد ؟
بيان بحثت عنه بنظرها لتقول روان : قال بيستناك بالسيارة .
ابتسم ريان ساخراً : لهالدرجه حتى ما يبغى يرحب بوجودي .
بيان : انت اللي ترحب فينا مو احنا اللي نرحب فيك ، يا قليل الأدب ما سلمت عليه انت !

انحنى ليرى وجه خالد من نافذة السيارة : كيف حالك يابو خلّووود .
بيان : اسمها ماريا .
ضحك ريان وقال خالد : بخير عساك بخير .. ألف مبروك العقد .
ريان : الله يبارك فيك ، وعقبال بنتك .
بيان : اجل استعجل انت وجيب لها عريس .
ريان : لااااا ويـــــــن ازوج ولدي لبنتك البكايه الله لا يقولها .
بيان : كل تبن من زيـــــــن اللي بتجيبه يعني .
خالد : ما حددت زواجك ؟
ريان : لا للحين ، قد ايش راح تجلسون بجدة ؟
خالد : شهرين تقريباً .. راح نرجع بيناير ان شاء الله اذا خلصت اوراقنا بدري .
ريان بتهكم : والله وصارت عندي عمه نرويجيه ، عقبال ما اصير انا بريطاني .
بيان : ايش فرقت ايطاليا عن بريطانيا ..
ريان : المشكله حتى الجنسية الايطاليه ماهي عندي الله يسامح جدي ، بس يلا عادي يكفي العرق ، صح قبل ما انسى غداكم بكره عندنا لاتنسون ترى الوالد ما يقبل الاعذار ، اللهم بلغت اللهم فاشهد .
//
باليوم التالي .. في وقت الظهيرة وتحديداً الساعة الواحده ظهراً .. اجتمعنا في منزل سليمان ، الجميع موجود .. سليمان وعائلته بإستثناء رعد
- سما وروان - بيان وخالد - جنى وعبدالرحمن الجميع موجود بالصالة المفتوحه الواسعة في قلب الفيلا ..
في زاويةٍ ما خالد يجلس مع سليمان ورواد يتبادلون اطراف الحديث وايضاً سلطان ، حتى عاد ريان من عمله وانضم لهم ..
في زاوية أخرى من الصالة كانت تجلس بيان بجانبها روان التي ما إن حضرت بيان حتى أخذت ماريا منها كالعادة .. وجنى التي تراها بيان لأول مرة هي وعبدالرحمن الذي كان مبهوراً جداً من الطفله ولم يبرح من جانب روان ..
وسما وميار وتمارا وكذلك جوانا .. يتحدثون ، يتساءلون ، يهنئونها على الجنسيه النرويجيه التي حصلوا عليها مؤخراً .. خاضوا في أحاديث عدة دون ان تشاركهم روان التي كانت مشغولة البال ، الجميع موجود بإستثناء رعد ..
ينتابها الفضول حياله ، هل سيأتي أم لا ؟ هل هو موجود بالفيلا أصلاً ؟ ، لقد توقعت رؤيته اليوم لكنها لم تراه .. وهي تعلم بالتأكيد أنه ليس في منزل سما كذلك ، هل من المعقول أنه لم يعد من دوامه بعد !!
نظرت إلى ساعتها " الثانيه الا ربع " من المفترض انه قد أنهى دوامه منذ قرابة النصف ساعة ..
انتبهت على تساؤل عبدالرحمن وهو يمسك بيد ماريا : روااان ليش ماعندها سنون ؟ كيف تاكل ؟
روان : لسه صغيره هيّا بس تشرب حليب .
عبدالرحمن : بس حليب زي البساس ، اش اسمها ؟
روان بضحكه : اسمها ماريا (ثم عصرت خد ماريا) الفلااااااوله .
عبدالرحمن اقترب من ماريا وهو يشم خدها : ريحتها حلوة .
حركت الطفله وجهها بإتجاه عبدالرحمن وهي تفتح فمها الصغيره ، ابتسمت روان : شكلها جيعانه ..
قطع حوارهم تحدث بيان إليه : حمني تعرفني ؟
عبدالرحمن : ايوه ام هذي النونو .
ضحكت بيان وهي تمد يدها له ليأتي ، عانقته وهي تجلسه في حجرها : اسمي عمه بيان .
نظر عبدالرحمن إليها ، ثم نظر إلى روان ثم انحنى ليرى جنى قائلاً : ماما ذي البنت عيونها زي روان ورعد ، خضرا .
بيان رمشت : طيب حلوة عيوني يعني ولا لا ؟
عبدالرحمن بتفكير : كيف صارت خضرا ؟ ليش انا اسود ؟
بيان : اممم هذا من ربنا .
عبدالرحمن : تقدري تغيري لون عيونك زي ماما والبنات ؟ ولا بس هما يقدروا ؟
عقدت بيان حاجبيها لوهله وقالت روان : قصده عدسات .
بيان : ليش مو حلو الاخضر ؟
عبدالرحمن : الا حلوووو ، حتى انتِ حلوة .
ضحكت بيان بإعجاب من جرأته بالتحدث وطلاقته على الرغم من أنها مقابلتهم الأولى : حبيبـــــــــي انت الحلو .
عبدالرحمن : هذي البنت كانت في بطنك ؟
بيان : ايوة كيف عرفت ؟
عبدالرحمن : حتى ماما فيه فبطنها نونو اسمه لؤي .
رواد من بعيد : قلنا لأ .
تجهم وجه عبدالرحمن وهو يرمق رواد بنظرات حاقده ثم نظر إلى بيان قائلاً : هذا الرجال مزعج كل شيء لا ، مدري ليش يتلقف ويعيش معانا مع انو هنا بيته .
ضحك الجميع إثر سخط عبدالرحمن ، بينما قالت جنى : حمني عيـــــب .
رواد الذي قام من مكانه وهو يمشي إلى عبدالرحمن يدعي الغضب : انا اتلقف واعيش معاكم ؟؟؟
لم يكمل كلمته الأخيرة الا وعبدالرحمن يصرخ بإستنجاد عندما حمله رواد من قدميه : مين الملقوف ؟
عبدالرحمن صارخاً : نزلنـــــــي .
ظل يصرخ باكياً ، جنى : حرام عليك لاتشيله كذا بيتعور .
مر الوقت والجميع على مائدة الغداء ، تساءلت سما أخيراً : رعد وينه ؟
سليمان : والله هالولد محد يدري وين يختفي كنت احسبه عندك !
سما عقدت حاجبيها : لا ، من لما رجعت ما شفته الا مرتين .
تمارا : اشوفه يجي يبدل ملابسه وينام ويطلع ومايرجع الا اخر الليل وهكذا ، يعاملنا معاملة الفندق .
فجأة تحولت نظراتهم لروان التي ارتبكت : ايش ؟
اشاحوا بنظراتهم عنها ، سلطان : يمكن يجلس في بيته ؟ غريبه سما ماتدرين عنه .
سما : الا يكلمني بس كنت احسبه قاعد عند ابوه ، طيب ما كلمتوه يجي اليوم ؟
ريان : عنده خبر بس شكله يتغلى .
روان ظلت تدعي اللامبالاة بينما الحيره والشك يقتلانها ، هل يقصدون بيته الذي كان يسكن فيه مع سهام ؟؟ هل هذا يعني أنه أعادها ، لا لا يبدو الأمر كذلك .. لكن ما الذي يدور في رأسه ؟؟ لمَ لم يأتِ اليوم ؟ هل يتحاشى رؤيتها ؟ هل يفكر في شيء ما ليجعل سيرته تغيب عنها لمدة اسبوعين ؟ او ربما ثلاثه ؟
دارت الأفكار في رأسي كثيراً حيال رعد ، لكن سرعان ما وقفت بفزع عندما سمعت صوت ماريا تبكي بصراخ شديد ..
ذهبت اركض تجاه صوتها بذعر خشيت من أنها سقطت ، كأنني شعرت لوهله ان قلبي سقط من الخوف ، كما لوو أنني اعتبر ماريا طفلتي أنا .. لكني توقفت وتحولت ملامحي الفزعة إلى صدمه عندما رأيت عبدالرحمن بالقرب منها وبيده كوب من الحليب البارد ، ووجهها مليء بالحليب : عبدالرحمن ايـــــش سويــــــت ؟
عبدالرحمن : كنت بشربها حليب ...
حملتها بسرعة وانا امسح وجهها وهي مازالت تبكي بغضب على إجرام هذا الصبيّ فيها .. سمعت جنى توبخه ، وضعتها على صدري لتهدأ لكنها تأبى إلا أن تبكي صارخه ..
اخذتها بيان مني وهي تربت عليها : والله اسفه اسفه اسفه يا ماما معليش ما كان يقصد ...
تركتها وانا اذهب لجنى التي كان عبدالرحمن يقف امامها باكياً بعد ان وبخته بشده ، يقول من بين دموعه : هي كانـ ـت جيعـ ـانه انا بس شربـ ـتها حليب ، روان قالت هي بس تشـ ـرب حليب ..
قامت جنى عنه وهي تعتذر لبيان وتمسح على وجه الطفله التي هدأت أخيراً .
عبدالرحمن بعد ان هدأ قليلاً : انتِ مو قلتي هي تشرب حليب ؟ ليش يخاصموني ؟
روان : حبيبي مو هذا الحليب ، هذا يعور لها بطنها وكمان باارد (ثم اشارت له) شوف زي كذا ترضع من امها او برضاعة الأطفال .. ماما لما تجيب نونو انت راح تتعلم ، غلط تعطيها حليب بالكاسه هي ماتعرف ..
لم ينفك وقتها عن مراقبة ماريا وهي تشرب الحليب ، بيان : ايش قاعد تشوف بالضبط ؟
جنى : حمني وخر عنها ازعجتها .
عبدالرحمن : ماما انا زعلان منك بس بسأل سؤال ، انا لما كنت صغير كنت زيها ؟
جنى : وليش زعلان ان شاء الله ؟
عبدالرحمن : اول شيء جاوبي عليّا .
جنى : ايوة كنت زيها .
عبدالرحمن : طيب مين كان يرضعني انا ؟
سكتت جنى للحظات ، لا يعلم أن سؤاله اعادها لأيام لاتود تذكرها .. أيّام من الألم ، والمعاناة والوحدة .
اجلسته فوقها وهي تعانقه : انا عشان انا أمك .
عبدالرحمن : ما اتذكر .
جنى : لانك كنت صغيــــــــر مرة قدها .
عبدالرحمن : بس انتِ ماكنتِ عندنا وانا صغير !!
انقطع كل هذا الحوار عن تركيزي عندما سمعت صوت الباب ، استدرت بنظري لأرى الداخل ، وكان هو ، هو رعد الذي انتظرت رؤيته طوال الوقت ، اردت الإطمئنان على حاله وسبب اختفائه عني ، لم انقطعت وروده التي يرسلها مع اعتذاراته كل يوم ؟ تعلقت عيوني عليه وهو يرحب بخالد ، تحدثا قليلاً وتحدث مع والده قليلاً ، ابتسم ابتسامه صفراء كمجامله لوالده ، يبدو انه قال شيئاً لم يعجبه ..
وجهه شاحب ليس كما رأيته آخر مرة ! رأيته يمشي تجاهي لوهله ظننته قادم إليّ ، أشحت بنظري للأسفل وأنا أعقد اصابعي بإرتباك .. لكنه تعداني .. استوعبت حينها أنه أتى ليسلم على بيان عندما سمعته يرحب بها ويخاطبها ، رحب بوالدتي أيضاً .. وألقى التحية على جنى كذلك ، لكنه لم يعرني أي اهتمام .. لا أظن أنه رآني او نظر إليْ ! رفعت بصري نحوه ، وجدته واقفاً امام سما تسأله عن حاله ، وضعت يدها على خده : انت تعبان ؟ وجهك ليش باهت كذا ؟
رعد : لا تعبان ولا شيء بس مضغوط شويه هالايام .
جوانا مازحه : شكل فيه زواجه ونكبه ثالثه بالطريق هذا اللي ضاغطه .
رمقها بنظرة ساخره : هاهاها ظريفة .
بيان : وينك ما جيت تغديت معانا ؟
رعد : راحت علي نومة .
سما : يعني ما كنت بالدوام ؟
رعد : لا اليوم دوامي بالمغرب .
بيان : والله فاااااااتك اطعم وألذ مندي بالعالم .
نظرة خاطفه منه إليْ ، جعلت قلبي يرتعد : بالعافيه عليكم .
جلس بجانب والدتي التي ارغمته على الجلوس وهي تطمئن عليه ، فعلاً لا يبدو أنه بخير .. وجهه شاحب ومنطفئ جداً وباهت ، كأن الحياة سُرقت منه .. بالكاد يبتسم ، او يضحك .. انتبهت عليه وهو يفتح ازرار ثوبه ، عقدت حاجبيّ ، لا يفعل هذه الحركه الا عندما يكون منزعج من شيء او مرتبك او ربما متوتر ، بالرغم من انه فعلها هذه المرة وهو يضحك بوجه سما ، يبدو أن لا أحد يلاحظ تصرفات رعد التي ألحظها أنا ! لا عجب لم يعش معه سواي ، 5 اشهر مضت وانا معه تحت سقف واحد أحاول حفظ تصرفاته وتقلباته المزاجيه ، أحاول احتواء مشاعره بلا استثناء ، احاول فهمه ، وتقبّله وحبّه على سجيته كما يبدو بالضبط .. لا أحد سواي كان يقضي ساعات وساعات في تأمل رعد وملاحظة أدق ما يفعل لفهم حالته النفسيه والمزاجيه ايضاً ..
لا اعلم هل نظر إليّ مرة أخرى ، لكنني شعرت أن عيني التقت بعينيه للتو وسرعان ما اشاحها وقام قائلاً : بجيك والله هاليومين ..
سما : طيب وين رايح ؟
رعد : بجلس معاهم .
ذهب رعد وانضم إلى الرجال .. بينما تنهدت روان بلا وعي منها ، قامت من مكانها بسرعة عندما شعرت أن شعورها اختل توازنه ، وربما ستبكي ..

\\

وفي يومٍ ما ..
بغرفة روان وهي مستلقية على الاريكة وبيدها كتاب "مئة عام من العزله" للكاتب غابرييل غارسيا ..
تقرأ بكامل تركيزها لكن بدأ النوم يداعب اجفانها لتقوم بقلب الصفحات سريعاً وهي تقول : يوووه باقي كثير .
قطع عليها صوت طرق الباب لتجيب بصوتٍ عال : مين .
ولكن لامُجيب .. تجاهلت الطرق ، ولكنه عاد مجدداٌ وقفت بتملل وهي تسحب خطواتها لكي تصل إلى الباب فتحت الباب بهدوء لتجد الخادمة تقف خلف الباب قائلة بنبرة قلق : سنيور روان ...

وقفت روان بوسط الصالة المفتوحه بطابقها لكنها لم تجد شيئاً ولم تفهم ما الذي تبحث عنه الخادمة بالضبط لتجلبها إلى هنا .. نظرت روان الى الخادمة عاقدة حاجبيها : يابنت الناس ايش مضيعة بالضبط طيب ؟ او مين اللي مضيع مافهمت انا على ايش ادوّر !
لتنتبه أنّ ملامح الخادمة تغيرت فجأة إلى القلق وغادرت المكان تاركه روان تنظر بإستغراب إليها ولكن سرعان ماقطع صوته جلّ افكارها وهو خلفها على بعد سنتيمترات : روان



قال تعالى : (
فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12)
)

كتابة : حنان عبدالله .
حُرّر يوم الأحد الموافق :
11-1-1442هجري
31-9-2020ميلادي




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس