عرض مشاركة واحدة
قديم 05-09-20, 09:43 PM   #95

رحمة غنيم

? العضوٌ??? » 475679
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 431
?  نُقآطِيْ » رحمة غنيم is on a distinguished road
افتراضي

اخذت تتكئ بكفها على حائط ذلك الممر
الطويل و هى تحاول التحامل على جسدها
المتهالك كتهالك روحها و عقلها يعصف بعنف

لم يعد من الممكن ان تتحرر من ذلك البئر المظلم حاولت ان تحبس هذه العبرات التى اصبحت تخنقها و هى تتخيل المستقبل ... كيف سوف يحدث ذلك الأمر ؟! .... انها تنزلق بشكل بشع الى القاع .... لو كانت تحلم ان أردال سوف يساعدها من قبل ... فالآن !! ...... لم يكتمل تفكيرها لتشوق تلك الشهقة صدرها و هى تشعر بذراع تسحبها نحو الحائط و نبرات كرهتها بشكل اثار غثيانها تصدح

( نارفين علينا ان نتحدث بالله عَلَيْكِ )

أرتفعت نظراتها التى مثلت الدونية بحق و هى تقابل عيون آسر الذى شعر وكان نصل حاد ينغرس بصدره بينما كان يطالع تلك العيون التى كانت تأسره بنظراتها العاشقة تمقته على هذا النحو الأن ليهمس بنبرات تختنق كروحه

( هل اصبحت تلك النظارات تخصني ؟! )

ابتسمت بالم و هى لا تزال تطالعه بذات النظرات التى تقتله لتقول بعدها بنبرات كرها حتى النخاع

( لم يعد هناك شئ يخصك عندى آسر !)

أغمض عينه و هو يزدرد ريقه و انفاسه تأبى ان تغادر رئتيه ليقترب منها أكثر و أكثر حتى اصبحت ملتصقة بالحائط من تراجعها و هدوئها بذلك الشكل يقتله ... عدم ذوبانها بين ذراعيه بالرغم من تقاربهم يجعله يحترق أين ذهبت نارفين .... اين ذهبت حبيبته !

أغمضت عينيها و عضلات فكها تتشنج بقهر و هى ترى كفه التى امتدت نحو خصرها لتزحف نحو بطنها ..... ارتعشت بعنف و هى تشعر بكفه تتلمس بطنها برقة و انفاسه تقترب باشتعال من ملامحها ... أخذت تغلق عينيها بعنف و كل لمسه منه تشعرها بالنفور ، تجعل أكثر الذكريات قهر و بؤس بحياتها تتضفق الى مخيلتها حتى استمعت لنبراته المتحجرشة و هو يردف أمام ملامحها المتألمة

( هل ايضاً هذا لا يخصني نارفين .... أنتِ تحملين طفلي ام نسيتي ...... هل اصبحت الأن أنفاسك و روحك التى كنتِ ترددي لى مراراً وتكراراً بأننى امتلكهم أصبحوا لا يخصوني الأن هل تحاولي إيصال ذلك لي ؟! )

دفعته بقهر و شعور بالغثيان تسلل اليها و هى تتذكر هذه اللحظات التى يتحدث عنها لتجعلها تكره نفسها أكثر و أكثر مع تلك المشاهد التى أخذت تتتابع داخل مخيلتها لتقول بانفاس متسارعة مُشمئزة من نفسها قبل ان يكون منه

( نحن ندافع عن الأشياء التى تخصنا آسر )

حاول الاقتراب منها مجدداً لكن كفها التى امتدت أمامه أوقفته ليستمع بعدها الى نبراتها المُعذبة و عبراتها تتحرر معها بقهر

( توقف لا تقترب .... كم اصبحت اكره نفسى بسببك .... كم أصبحت اشعر بالغثيان و انا اتصادف مع زوجتك .... كم اشعر بالاشمئزاز من كل شئ و انا اتذكر كذبك .... لم أستطيع ان استوعب كيف لك ان تكون شخص خائن لتجعلني خائنة معك بذلك الشكل المقزز ..... هل كنت ترانى رخيصة الى هذه الدرجة ؟! .... لماذا سعيت نحوى بكل هذا الإصرار ..... لماذا يا آسر لماذا ؟! ..... أنا ... )

اختنقت نبراتها و هى تسارع انفاسها أمامه .... بينما رفع هو راسه لترى نارفين عبراته التى تسكنها باهتزاز لكنها لم تُحرك اى شئ بداخلها سوى الحقد نحوه !

تراجعت و هى تستمع بعدها الى همساته المخنوقة و كلماته التى يناجيها حبه بها لتبتسم هى أقبح ابتسامة رآها من بين شفتيها الى هذا اليوم لتقول باستهزاء قبل ان تلتفت لتغادر مع روحه

( هل الحب فى قاموسك هو ان تسلمني عروس بيديك لابن عمك ..... ياااله من حب يثير الغثيان !! )

***

أخذ يطالع سقف الغرفة بشرود و هو يُلقى بجسده المنهك على تلك الأريكة الضيقة و نحيبها الخافت التى تظن انها تمنعه من الوصول اليه يُبعد عن اجفانه النوم و يعذبه

لا يعلم ما الذى سوف يفعله الأن فلن ينكر ان عمه اصبح يقاتل أمامه بحقارة ..... أغمض عينيه بعنف و هو يحاول منع ذكرى بعيدة و قريبه بذات الوقت عن مخيلته ..... حينما أخذت تتحدث جميع الصحف بحقارة عن هجر تاليا له .... لم يكن يتخيل ان عمه سوف يستخدم ذات السكين ليقتله بها .... يعلم انه يستطيع ان يفعل اى شئ ليحافظ على مصلحته الشخصية لكنه علم جيداً كيف يلاعبه لن ينكر !!

اجفل و تلك الخطوات السريعة الأقرب للركض تمر من جانبه ليتبعها صوت إغلاق باب الحمام المصاحب للغرفة .... ليستمع بعدها الى نحيبها الذى ارتفع و هو يصاحب أصوات عنيفة و كانها تتقيأ !! .... انكمشت كفه بعنف قبل ان يمسح بها محيا وجهه و ملامحه ... يصارع هذا الشعور بالغضب الذى انصب جميعه حول عمه و ...... و آسر انها المرة الاولى الذى يشعر بكل ذلك الغضب يعتل داخله نحو آسر ..... زفر بقوة و هو يعتدل جالساً على حافة الأريكة يستمع الى شهقات معذبه تتسلل لتاخذ صداها بصدره .... هب واقفاً و هو يصارع ذلك الشعور الذى يحثه ان يتدخل ليساعدها.

نهض ليتقدم نحو باب الحمام لكنه تسمر للحظات و عقله يناجيه الا يفعل !!

انتظر للحظات قليلة مرت عليه بالكثير و هو ينتظر ان يخف صوت نحيبها الخافت لكنه لم يحدث ، فقد توقفت أصوات تقيؤها لكن نحيبها لا

أطرق برأسه قليلاً و هو يشعر بهدوء نحيبها بعد عدة لحظات قليلاً .... لكنه تفاجأ بصوته يعود مجدداً و بشكل اعنف .... تحركت قدماه و كفه يقبض على الباب ليفتحه حينها اصطدم ببشاعة المشهد من أمامه و الذى شعر بان نبضة خائنة من قلبه تخفق له !!!

فقد رآها تفترش الارض بجانب المرحاض و وجهها ملطخ بدموعها الممزوجة ببقايا ما كانت تفرغه من أحشائها و الذى طال خصلات شعرها الأمامية ايضاً

أزدرد ريقه بقوة و هو يرى ارتجاف كفها المتشبثة على بطنها و ثوبها الذى اتسخ موضع صدرها هو الاخر ... لا يعلم هل حقاً همس باسمها ام نظراتها ارتفعت لتقابل وجهه وحدها دون ان يتحدث هو !!

تقدمت قدميه خطوة الى الداخل ليأتيه صوتها بصعوبة تهمس بخجل من حالتها

( لا تقترب المكان متسخ )

تقدم ليجثو على ركبتيه أمامها بهدوء يتنافى تماماً مع عنف نبضاته التى شعر بها تثور على كل هذا الوضع و مع ذلك المشهد تحديداً

تنحنح ليسترجع نبراته التى غادرت احباله الصوتية قبل ان يقول بهدوء لا يمت لشعوره الحقيقى بصلة

( هل أنتِ بخير ؟!! ... اعتقد اننا يجب ان نذهب للمشفى )

شاهد عبراتها التى هطلت بصمت قبل ان ترتفع كفها مجدداً نحو فمها لتحبس تقيؤها للحظات قبل ان تسمح له بالتحرر و هى تضع وجهها داخل المرحاض ...... مسح على وجهه بعنف و هو يرى الارتجاف الطفيف الذى تسلل الى أنامله و الذى اندهشت له جميع أوصاله !

تنفس بعمق قبل ان تمتد كفه نحو خصلات شعرها لتحبسها للخلف بعيداً عن ملامح وجهها و كفه الاخرى تسارع عقله و هى تمتد نحو ظهرها المتشنج ... لحظات من الصراع الذى انتصرت به كفه اخيراً لتمسد ظهرها بهدوء

لحظات شعر بها ببركان يثور داخله و جملة واحده فقط تتكرر بشكل أقوى و اعنف فى كل مرة حتى نطق بها و اخرجها من سجن أفكاره بنبرات تنبهت لها جميع حواس نارفين

( سوف احررك نارفين ... يوم العرس هو يوم حريتك أعدك بذلك !! )

نهاية الفصل السادس...

اتمنى متبخلوش عليا بتعليقاتكم الجميلة ❤


رحمة غنيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
كاتبة بقصص من وحى الاعضاء