عرض مشاركة واحدة
قديم 07-09-20, 03:23 PM   #944

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتربت الشمس من المغيب فأضاء إياد أضواء الحديقة الجانبية والأضواء الصغيرة المحيطة بالأشجار وعاد ليجلس مع أخوته وزوجاتهم بينما الاطفال جميعا يشاهدون حلقة من برنامج المسابقات الخاص بالأطفال الموهوبين في الغناء
جلس إياد بجوار شقيقيه وقال باهتمام لفريدة التي تجلس بجوار تيمور من الجهة الأخري:"هل هناك أي تطورات يافريدة بشأن الأولاد هل تصرف والدهم أي تصرف؟.." قالت له بهدوء:"حتي الان لم يصدر منه أي رد فعل يا اياد فلا أعرف حقيقة هل هناك نية لأي رد فعل أم لا.."
قال لها بجدية:"حسناً إذا جد أي جديد أخبريني..."
ابتسمت له بمودة بينما قلبها ينقبض قائلة :"بإذن الله ..."
قال لهم شهاب :"أنا أريد الذهاب لم أذهب للصيدلية اليوم.."
قال له إياد وهو يتثائب :"وأنا اليوم كنت في المحكمة طوال اليوم أريد أن ارتاح فعلا ..."
فقال له:"حسنا هيا ..."
أخذ كل منهما زوجته وابناؤه وبعد أن صافحوا تيمور وفريدة انصرفوا وبعد أن أغلق تيمور باب الحديقة عاد ليجد فريدة تجلس مع الاولاد أمام التلفاز فجلس بجوار عبدالرحمن فقالت سمر وهي تنظر بانبهار للبنات المتسابقات:"هل ترين أمي أصواتهم ليست بقوة صوتي وفزن ثم أردفت برجاء:أريد أن أقدم أمي بالله عليكِ وافقي..."
نظرت إليها فريدة متفاجئة لا تعرف بماترد عليها فقالت لها أخيراً:"ولكن هذه المسابقة في بلد أخري ياسمر وليست هنا..."
قفزت في لحظة واحدة حتي أصبحت فوق حجرها قائلة وهي تتعلق في رقبتها :"ومالمشكلة أنتِ ستأتي معي ..." نظرت فريدة إلي تيمور لاتدري ماذا تقول لها فقال هو :"حسناً حبيبتي ربما فيما بعد تكون والدتك رتبت نفسها فأمر السفر هذا لابد له من تأشيرات وموافقات .."
عادت بخيبة أمل إلي مقعدها بجوار عبدالرحمن فضربها علي مؤخرة رأسها قائلاً:"إلي جانب أن صوتك من الأساس ليس بهذه الجودة التي تتشدقين بها.."
نظرت إليه بألم والتمعت الدموع في عينيها فقالت له شمس مدافعة عنها:"بالعكس صوتها أجمل من أصواتهم جميعا ياعبدالرحمن..."
خرجت عليهم شيري في هذه اللحظة وهي تفرك عينيها من أثر النعاس حيث كانت نائمة بجوار جدتها عايدة في غرفة تيمور .. ترتدي منامة منقوش عليها رسومات كارتونية وكانت تمسك في يديها شيء وما أن اقتربت منهم حتي رفعته قائلة لوالدها ببراءة:"ماهذا أبي وجدته في خزانتك؟"
نظر تيمور إلي المجسم القديم الذي كان يخصه أيام الدراسة الذي يشبه الوسائل التعليمية قائلاً:"من أين أتيتِ به؟"
قالت له وهي تجلس علي ساقيه:"قلت من خزانتك..." نظر عبدالرحمن الي المجسم الكرتون للنصف العلوي من جسم الانسان داخليا وخارجيا قائلاً بانبهار:"ماهذا أنا أول مرة أري مُجسما بهذه الدقة ..."
قال له تيمور باهتمام:"هذا ماكنا نذاكرعليه قديما أما الأن فهناك أشكال أحدث بكثير .."
قال له عبدالرحمن وهو يتحسسه بيده باعجاب :"رائع ..."
نظر تيمور إلي أصابع عبدالرحمن التي تتحسس المجسم وقال له باعجاب:"أعتقد انك حين يكرمك الله وتدخل الطب سيكون مناسب لك الجراحة... أصابعك ماهرة ولديك هدوء أعصاب وثبات انفعالي .."
ابتسم عبدالرحمن علي إطراء تيمور وأخذ يسأله علي كل شيء في المجسم بعدما تناوله ومسكه بيديه باعجاب وأخذ تيمور يرد عليه بشكل عملي ويشرح لهم جميعا مايريدون معرفته فأصابهم جميعا الفضول والتفوا بانبهار وفضول حول تيمور الذي اندمج مع أكثر شيء يحبه في الحياة وكان حديثه شيقاً وهو يشرح ويوضح أما فريدة فلم تكن منتبهة لما يقال، كانت تنظر إليهم جميعا نظرة حانية وتدعوا الله أن يؤلف بين قلوبهم وتساءلت في نفسها :"لما لم تقابل تيمور منذ سنوات وكان كل هؤلاء الاطفال اطفالهما معا؟؟ "
أغمضت عينيها قائلة لنفسها :"بالتأكيد هناك حكمة لله في كل شيء ... "
بعد أن أنهي تيمور حديثه مع الأولاد سمع المؤذن يؤذن لصلاة المغرب فنظر إلي عبدالرحمن قائلاً:"هيا لنصلي في المسجد.."
فقال عبدالرحمن بحماس:" هيا"
توضأ كل منهما وما أن خرجا أمام العمارة حتي وجدا فادي يغلق باب سيارته بعصبية وما أن رأهما حتي قال:"إلي أين تذهبان؟"
قال تيمور وهو يضع يديه في جيبي بنطاله الرياضي:"سنصلي المغرب تعال معنا...."
قال له :"حسنا فالنفسية تحتاج للصلاة في المسجد حقا.."

****************
اليوم التالي في الصباح


دلفت فدوي إلي غرفة حماتها ترتدي بنطال رياضي انيق بلون رمادي غامق وبلوزة قطنية بنفس اللون ولكن درجته أفتح وعلي صدر البلوزة قلب بلون وردي ،تصفف شعرها القصير بشكل أنيق يخطف الأعين كما خطف عين سامر صباحا قبل أن يذهب إلى العمل
تحمل في يديها صينية عليها المشروبات التي أعدتها لوالدة سامر وأختيه وابنة خالته اللذين أتوا بعد ذهابه للعمل للاطمئنان علي والدتهم

وضعت فدوي الصينية وقالت بعفوية:"تفضلن لقد أعددت عدة أنواع وكل واحدة تختار ما تريد بينما أخذت كوبا من العصير الذي تعرف أن حماتها تحبه وكانت تضع به سكرا قليلاً ليناسب حالتها الصحية وأعطته لها بابتسامة حلوة،، قالت لها رحمة التي تجلس في الفراش بجوار والدتها وتضع صغيرتها بجوارها"سلمت يداكِ حبيبتي "
قالت لها فدوي وهي تتقدم منها :"اختاري أنتِ ماتريدين واتركِ لي دودو قليلاً "
قالت ضاحكة:"ولماذا قليلاً خذيها كثيرا حبيبتي"
مدت فدوي يديها وحملت الصغيرة الضاحكة التي لا تهاب الكبار وجلست بها علي المقعد المجاور لمقعدي دنيا ومني تمشط شعرها الناعم الطويل بيديها ،مدت مني يدها وأخذت كوبا من العصير المثلج وقالت لفدوي بتساءول:"لمن هذا النعناع الساخن؟"
قالت فدوي بإحراج :"لي فمعدتي تؤلمني قليلاً"
هزت مني رأسها علامة علي التفهم و قالت وفاء لدنيا :"لماذا لم تحضري الاولاد حتي أراهم كل مرة تأتي من غيرهم"
قالت دنيا وهي ترفع حاجبيها معا :"هل أنا لا أحضرهم أم هم من كبروا ولايحبون الخروج معي ؟ تفرق كثيراً "
قالت مني لخالتها :"هذه ميزة أخذناها من زواجنا المبكر خالتي ثم نظرت إلي فدوي توجه كلامها اليها قائلة:أبناءنا كبروا ونحن مازلنا صغار بفضل الله فنحاول أن نعيش حياتنا قليلاً بدون ضغوطهم "
قالت دنيا وهي تنظر إلى أمها:"نعم أمي فالوقت الذي نقضيه صباحاً وهم نائمون أو في المدرسة ونخرج ونتسوق أو نذهب إلي النادي يفرق كثيراً معنا "
قالت وفاء لمني بتساءول:"ماذا فعل والدك مع رباب بشأن العريس؟"
وضعت مني كوبها علي الصينية وقالت لخالتها بضيق:"يمضي قدما في الأمر ولكن لن يفعل شيء رسمي إلا بعد انتهاء عمي من بناء شقة ابنه "
قالت وفاء:"ورباب اقتنعت بالأمر؟"
مطت شفتيها قائلة بضيق:"رباب تقول أنها أتمت السادسة والعشرين وتقول أنها لاتريد أن تتأخر في الزواج أكثر من ذلك ثم نظرت إلى فدوي المتابعة للحوار وهي تهدهد الصغيرة قائلة بنبرة عادية:أنا أري أنها مازالت صغيرة.. ماذا كانت ستفعل إذا كانت قد تجاوزت الثلاثين بعدة أعوام "
رفعت دنيا الكوب من علي فمها وهي تلكزها في ذراعها بصورة خفية بينما فغرت وفاء شفتيها وهي تشعر بالغيظ من ابنة اختها أما فدوي فلم تنطق
هي منذ تزوجت وهي تشعر أن لا خالة سامر ولا بناتها يحبونها ولم تكن تعرف السبب والحقيقة لم تهتم مادامت والدته تعاملها جيدا وإخوته أيضا

حين قالت وفاء لفدوي أن تدعوها أمي لم تكن تدعوها من فراغ بل من احساس الام الذي نبع من داخلها لها ولذلك لم تكن أما لتترك ابنتها وهي تشعر أن لسانها معقود ولا تستطيع الرد على سخافات ابنة اختها طويلة اللسان منذ الصغر فلم يكن سكوت وفاء سوي ثانيتين بعد حديث مني لتقول لها بهدوء شديد وبنبرة ناصحة أمومية ظاهريا موبخة أمومية في باطنها:"الأمر ليس بالعمر ياابنتي ولا يقاس بمن تزوجت أولا وأنجبت أولا وكبر أبناءها أولا... بل يقاس بالراحة "
اتجهت كل الأنظار إليها وهي تجلس هكذا متربعة في منتصف فراشها تملأ الغرفة بهالة كنور الشمس الذي يملأ غرفتها وتعقد وشاحها للخلف كأي أم عربية أصيلة فأردفت بصوت رزين موجهة حديثها لمني:"أنتِ مثلا تزوجتِ صغيرة وانجبتِ صغيرة ولكن لا تشعرين بالراحة مع زوجك وسبب هروبك الدائم من المنزل هو زوجك ماذا فعل لك الاولاد والزواج المبكر اذن؟ثم أردفت وهي ترفع سبابتها عاليا كأنها محامي يترافع في ساحة القضاء:وسبب إصرار والدك علي زيجة اختك هو عقدته التي تكونت من زيجتك فلك أن تتخيلي ماترتب علي ذلك "
نظرت مني بدهشة لا تصدق أن خالتها من تقول لها ذلك فقالت لها بحنق مكبوت:"ماذا تقصدين خالتي؟"
قالت وفاء ببراءة:"لا أقصد شيء سوي ألا تضغط رباب علي نفسها للزواج تحت وطأة السن ثم أردفت وهي تشيح بيدها بامتعاض:تشعروني أن من تزوجت صغيرة أخذت نيشان وأنتم جميعاً أصابتكم آلام المفاصل مبكراً "
نظرت فدوي إلي حماتها بإعجاب وبابتسامة رائعة بينما نظرت إليها مني بغيظ ودنيا بإحراج مما تفوهت به أما رحمة فكانت فخورة بما قالته أمها
فقالت وهي تنظر إلى الثلاثة الجالسات وكل منهن علي وجهها وفي قلبها شعور يختلف تماما عن الأخري وقالت لهن :"أمي لديها كل الحق في كل ما قالته ليتنا ماتزوجنا صغارا وعشنا حياتنا أولاً قبل هذه الالتزامات "
ابتسمت فدوي من دفاع حماتها ورحمة واستقامت واقفة وقالت لهن بأدب:"أعتذر منكن أريد الراحة قليلاً لأني متعبة"
قالت لها وفاء وهي تعرف أن معدتها تؤلمها منذ الصباح حيث أتتها عادتها الشهرية
فقالت لها وفاء:" ارتاحي حبيبتي"
فقالت هي لرحمة:"اتركي دودو معي يبدو انها ايضا تريد النوم"
قالت لها رحمة:"هي لم تنم جيداً بالفعل بالأمس"
أما مني فقالت لفدوي وهي تشير إلي كوب النعناع:"ألن تشربي النعناع الساخن ؟"
ابتسمت لها فدوي نصف ابتسامة قائلة:"لا فقد برد"
ثم أخذت الصغيرة ودلفت إلي حجرتها

****************

وقفت فريدة في مطبخها الصغير في شقتها الصغيرة التي تشعر وهي بها أنها تجاور السحاب لارتفاعها العالي. كانت ترتدي ثوب قصير من الدانتيل المفرغ باللون الاحمر القاني الذي يعشقه عليها بحمالات رفيعة تتدلي أسفل الكتفين فتبرز كتفيها الخمريين باغراء واضح وشعرها الناعم المموج يتناثر علي ظهرها وحول كتفيها وهي تعد فنجانين من القهوة وتدندن بصوت عذب مقطع صغير لأغنية لأم كلثوم فتسلل صوتها الدافئ إلي أذنه كما تسللت رائحة القهوة إلي أنفه فابتسم تلقائيا وهو يتذكر كيف كانت تعد القهوة أثناء العمل بشكل متقن وكيف كان لايستطيع مقاومة هذا الاتقان

صبت القهوة في الفناجين واقتربت منه تتهادي في مشيتها حتي لاتنسكب القهوة ووضعتها علي المنضدة أمامه ثم جلست بجواره مباشره علي أريكة غرفة المعيشة وقالت له وهي تنظر في الساعة :"باقي ساعتين علي عودة الأولاد إلي المنزل ياتيمور"
قال لها بوجه هاديء:"لم أشعر بالوقت "
قالت له وهي تبتسم :"أنا معك منذ الصباح "
قال لها وهو يمد يده بفنجان القهوة ويعطيه لها:" وماعلاقة ذلك بما أقوله ربما يمر يوم أو أسبوع أو شهر ولا أشعر بالوقت هذا يعني أنكِ ماهرة في مجالك ولا تشعريني بالوقت"
قهقهت ضاحكة وهي تنظر إليه نظرة حانية و رشفت رشفه من فنجانها ثم قالت :"أتمني أن يكون هذا هو شعورك دائما ولا يتغير حين نكون معا في بيت واحد "
رفع حاجبيه قائلاً وهو يأخذ فنجان القهوة من يدها :"هل تظنين مجرد ظن أن مشاعري قادرة علي التغير؟ "
قالت له وهي تثبت عينيها في عينيه :"أنا أتمني ألا يحدث "
رشف رشفتين من فنجانها ثم وضعه علي الصينية و جذبها نحوه حتي الصقها به ورفع وجهها اليه لينظر إليها من مستوى أعلي قائلا بعينين يذوب العسل فيهما من حرارة وصدق مشاعره:"أنت حبيبة عمري يافريدة ضعي هذه الحقيقة أمام عينيكِ دائما .."
أغمضت عينيها وهي تغمر وجهها كله في ذقنه الخشنة كقطة ناعمة فقطع صوت رنين هاتفه عليهما لحظتهما التي لم تكن الأولي منذ حضورهما صباحاً فتناوله من علي المنضدة ليجد المشفي فرد وكان أحد الأطباء فقال له تيمور باهتمام بعد أن استمع إليه :"ارسل لي كل التقارير الان يادكتور وأنا سأفحصها وأرد عليك "
ابتعدت عنه قليلا حتي تتركه يتابع عمله وأخذت فنجان القهوة الاخر وارتشفته بسرعة حيث كان قد برد وفتح هاتفه الواتساب ما أن أغلق مع الطبيب حتي يرد علي التقارير ولكنه وجد رسالة من شركة الxxxxات ففتحها وما أن قرأ الرسالة حتي قال لها:"فريدة هناك فيلا مساحتها جيدة جداً أرسلوا صورها لي من الشركة"
قفزت بجواره مرة أخرى حتي تشاهد الصور التي فتحها وكل منهما تلتصق وجنته بوجنة الآخر وعيونهما في الهاتف ... بعد أن شاهدا كل الصور قالت فريدة بخيبة أمل :"ولكنها خارج المدينة ياتيمور ونحن كل ارتباطاتنا هنا من مدارس ومشفي وكل شيء"
قال لها بجدية:"هي علي بعد نصف ساعة من هنا يافريدة ليست بعيدة للدرجة ثم أردف قائلا:تعالي في الغد نشاهدها ربما اختلف رأيك حين تري المكان علي أرض الواقع "
أومأت له برأسها وابتعدت عنه قليلاً وهي تتفحص جدران الشقة بعينيها فلاحظ ذلك وقال لها وهو يدقق في ملامحها الشاردة:"إلي أين وصلتي بذهنك؟"
ابتسمت قائلة:"كنت أفكر لو كانت هذه الشقة شقتنا من البداية ولو كنت أنا قابلتك منذ سنوات وتزوجتك "
قال مازحا وبالنسبة لأطفالنا أين كانوا سيذهبوا حقيقة أنا لا أتخيل الحياة بلا أي منهم "
أردفت وهي تضحك:"كانوا سيكونون أطفالي منك ثم أردفت بزفرة حارة: ألم تكن الحياة وقتها بلا تعقيد "
ربت علي كتفها قائلاً :"إنه القدر حبيبتي قدري أن أراكِ في هذا التوقيت وأمر بما مررت به وقدرك أن تخوضي هذه التجربة وفي النهاية نتقابل ...لاحظ التماع عينيها بالدموع فقال بسخرية: حبيبتي لو لم تمري بكل خطوة مررتي بها لم تكوني لتصلي لبيتنا وتتعرفين علي أبي ثم أنا بعده "
تحولت لمعة الدموع الي لمعة شقاوة وقالت له:"كنت سأقابلك أيضا ربما كنت سأكون مريضة وأغامر للكشف عند طبيب شاب حديث التخرج وتكون أنت أو كنت سأعمل بعد تخرجي في نفس المشفي التي كنت تعمل بها المهم أنني كنت سأقابلك "
ضمها إليه وأخذ يمرر أصابعه بين خصلات شعرها قائلا :"المهم أننا في النهاية التقينا.."
رن هاتفه يستقبل عدة رسائل متتالية ففتحه ليجد الملفات التي طلبها قد وصلت بالفعل فطبع قبلة علي جبهتها قائلا:"سأرد علي بعض الرسائل الخاصة بالمشفي "
ابتعدت قليلاً عنه وهبطت بجسدها كله وهي تستلقي علي الأريكة وتضع رأسه في حجره قائلة وهي تنظر تجاه شاشة التلفاز المفتوح أمامهما بصوت منخفض :"تابع عملك حبيبي وأنا سأنام قليلاً "
أخذ يتفحص التقارير الطبية ويرسل تعليقاته عليها وغفت هي قليلاً

بعد قليل

كان تيمور قد أنهي مابيده ووجدها نائمة فتركها تغفو قليلا وهو يمسد علي شعرها بحنان جعل جسدها يستجيب للاسترخاء بشكل أكبر فرن هاتفها وما أن سمعت رنينه حتي انتفضت... فهناك عند كل أم جهاز استشعار دقيق يعمل دائما حين يكون أولادها ليسوا في الجوار بحيث أن أي إشارة حولها تشعرها أن هناك شيء يخصهم حتي لو لم يكن يخصهم فمهما كانت في مراحل النوم العميق إلا أنها تنتبه لأي منبه خارجي لذلك اعتدلت بعد رنة الهاتف الأولي والتقطت هاتفها ولكنه كان رقما غير مسجل ولكن تطبيق معرفة اسم المتصل أسعفها حين وجدت مكتوب إسم (أستاذة شيماء حجازي)
لم يكن الاسم غريباً عليها ولكن ذاكرتها لم تسعفها فاستجابت قائلة :"السلام عليكم من معي"
جاءها الصوت الأنثوي من الجهة الأخري قائلة:"أهلا مدام فريدة بالطبع لاتتذكريني انا شيماء حجازي كنا نعرف بعض من أيام الجامعة"
تذكرت أنها كانت صديقة بالفعل ولكن لعمر، كانت صديقته نفس دفعته ولكن كانت هي في كلية الحقوق وكان يستعين بها في أي مشكلة قانونيه بعد تخرجهم...فارتجف قلبها وسرت الرعشة في يديها فوضع تيمور الذي كان يجلس بجوارها مباشرة يده علي يدها وقال لها :"من؟"
ردت عليها قائلة بثبات:"أهلا أستاذة شيماء كيف حالك؟"
قالت لها الأخري:"الحمد لله، أنا أحدثك بصفتي موكلة الدكتور عمر وأريد تحديد موعد سريع للأهمية هل أستطيع أن أمر عليكِ بعد ساعة؟"
شحب وجه فريدة وصمتت للحظة ثم قالت لها:"هل لي بنبذة عن الموضوع "
ورغم أن الأمر لم يكن يحتاج إلي أي نبذات ولكن الأمل هو من دفعها لقول هذا فقالت لها شيماء:"حين أمر عليكِ ستعرفين... لا أعرف أن استفيض في الهاتف، ساعة باذن الله وأكون عندك فدكتور عمر أعطاني العنوان"
أغلقت فريدة معها ومازال وجهها شاحباً بل ازداد علي الشحوب جمود
فشعر بها تيمور وقد خمن مضمون المكالمة من ردودها وقال لها بثقة:"لا تقلقي هيا لنذهب ونحدث إياد ليأتي إلينا"

****************
جلس عمر بجوار والدته في فراشها يستند بظهره علي ظهر الفراش كما تستند هي بالضبط ،ملامحه تشبه ملامحها الفارق الوحيد تغضن وجهها من آثار الزمن الذي طبع علاماته عليها ...
قالت له بعد فترة صمت طويلة شعرت خلالها أنه لايريد سوي الجلوس هكذا بجوارها دون كلام:"لماذا لا تريد استقبال الأولاد عندك ياعمر؟ هل ستحاسبهم هم علي مافعلت أمهم؟"
قال لها بفتور :"بالطبع لا ليس هذا هدفي .."
قالت له وهي تنظر إلي وجهه بتمعن:"ماهو هدفك إذن؟.."
قال لها بجدية:"اسمعيني أمي أنا أحتاج مساعدتك.."
قالت له :"كيف؟"
قال بجدية شارحاً:"أنا أريد أن أكسب وقت... لو فريدة أكملت زواجها فلن يكون هناك رجعة لذلك هذه هي فرصتي... أنا سأحاول هذه الفترة الضغط عليها بالأولاد سأطالب بهم حتي تنتبه إلي مافعلت وأعطيها فرصة للتراجع قبل فوات أوان التراجع..."
قالت له بعدم فهم :"كيف ستاخذهم وهم في حضانتها؟" قال لها وعينيه تتقدان :"هم ليسوا في حضانتها بشكل رسمي نحن حين الطلاق تركتهم لها بشكل ودي لايوجد ورق معها يثبت انني تنازلت عن الحضانة إلي جانب ان بزواجها سقطت عنها الحضانة من الأساس ..."
قالت له :"ولكنها لن تصمت ولن تتركهم لك بسهولة .."
قال لها بجدية :"أنا قبل أن آتي إلي هنا كنت عند المحامية وعرفت منها كل ماقلته لكِ... عامة كل ماسأفعله هذه الفترة سيكون لردعها أما إذا لم ترتدع فسأسير فيما أنتويه بالفعل.."
شعرت كريمة انها تائهة فقالت له بعدم فهم:"أنا بماذا سأساعدك في كل هذا؟"
قال لها بتركيز وهو يثبت عينيه في عينيها:"أنتِ ستقومين بعمل توكيل للمحامية وترفعين دعوي لضم الأطفال بما أنكِ جدتهم..."


نهاية الفصل السابع والعشرون



Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس