عرض مشاركة واحدة
قديم 09-09-09, 12:41 AM   #5

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

أنك حتى لم تصغي حتى مجرد أصغاء ,بعد أن أحدثت كل هذه الجلبة".
" كنت أصغي أليك, لكن لماذا كل هذا الأنزعاج , أذا كانت زميلتك تريد أن ترفه عن شخص دون وجودك فيمكنك بالتأكيد أن تمضي الليل مع أحد الأصدقاء أو تذهبي الى فندق لهذا الغرض".
" الفنادق تكلف المرء نقودا".
فهز كتفيه , وهو يعجب لماذا يهتم بأن يقدم لها الأقتراحات , الأفضل أن يتخلص منها ويجمع مذكراته دون أن يبدد المزيد من الوقت , وسحب مفاتيحه وأتجه ليفتح الدرج الأعلى من المكتب , فقالت له دون مواربة:
" أننا في آخر الشهر , وأنا مفلسة وأنت لم تزل غير مدرك للأمر".
" يا آنسة ميك , هل هناك ما يتعين أدراكه سوى أن لك موهبة مرموقة في أن تعطي لنفسك حريات فاضحة؟".
لم تحر جوابا ولكنه رأى ظلا عبر مكتبه فرفع عينيه ورآها متجهة ألى النافذة , حيث نظرت محدقة الى تلك السجادة اللامعة من أضواء لندن التي تمتد الى السماء السوداء, وقالت ببطء:
" زميلاتي سيشتركن في حفل من نوع خاص يرغبن مني المشاركة فأعتذرت ولهذا أنا هنا".
وهنا بدا وجهه متجهما , في صوتها الصريح شيء جعله يتجهم , ورغما عنه شعر للمرة الثانية بأنه غير مستريح , أي شيطان ساق اليه هذه الفتاة ؟ وسألها:
" ماذا تعنين ؟ نوع خاص من الحفلات؟".
وأحس بآهتها قبل أن يسمعها , وكان أول ما تبادر الى ذهنه أنه حفل لتعاطي المخدرات , لكنه قبل أن يصرح بظنونه قالت له في يأس:
" أنك تعتبر الأمر شيئا مسلما به ولا يثير الفضول , وكل من لا يسير في ركاب هؤلاء القوم يعتبر جبانا ورجعيا".
فأجابها بحدة:
" أذا كنت تقصدين ما أعتقد أنك تعنيه- وهو المخدرات_ فأنني لا أقبل ذلك ولا أسلم به , وأذا كان هذا هو ما يجري في شقتك وتريدين أن تبتعدي عنه , فأبتعدي ولا تبالي بما يقال عنك".
لا بد أن كلماته كشفت عن أشمئزازه على نحو لم يتوقعه هو, فقد أدارت رأسها وبدأت تتأمله وأبتسامة الأجهاد على شفتيها وهي تقول:
" أليس هذا هو ما فعلته؟ فلم كل هذه الجلبة؟ أنها لم تكن حفلة مخدرات هذه المرة يا سيد ستيل , أنما حفلة حب".
" هل أنت رجعية يا آنسة ميك؟".
" لا أعتقد أنه يعنيك ما أكون , وأنني لأتساءل هل كل هذا الوقت الذي ضيعناه لا جدوى منه , لا أقصد وقتي بل وقتك".
ووقفت صامتة يختلط القلق والفضول على وجهها كما لو كانت تنتظر الأذن منه لكي تهرب , ثم أضافت :
" أنا... أنا لا أستطيع أن أبقى هنا الآن , ولذلك أذا كنت...".
وأبدت أشارة تدل على رغبتها في الأنصراف , وأحس هو فجأة بالرغبة في الخروج من المبنى , ونظر الى ساعته وأدهشه أن ساعات أنقضت وليس فقط عشرين دقيقة منذ أن دخل المبنى , ووضع الأوراق في حافظته ونظر الى أعلى ليرى أن الفتاة لم تتحرك , كانت واقفة بلا حراك تحملق فيه فقال لها:
" تعالي , تناولي بعض الطعام".
" ماذا؟".
" قلت تعالي تناولي بعض الطعام".
" معا؟ ليس ذلك ضروريا".
" ولم لا , هل هناك شيء منفر يبرز من أذني؟".
وهزت رأسها في يأس قائلة:
" كلا , لكن ... أعتقد...".
" أوه , بحق السماء كفي عن الجدل , لا تخشي أن آكلك".
" نعم , أعرف ذلك , لكن... لكنني لا أفهم".
" لست مجبرة على الفهم , أنا جوعان , ولا أحب أن آكل لوحدي".
فتقدمت للأمام غير واثقة , ثم توقفت وقالت:
" ليس لي أن أعتقد أنك أردت أن تأكل معي".
تنهد جاسون وكظم غيظه وهو يقول:
" أسمعي يا فتاتي , لا أعتقد أنك في وضع يسمح لك بالتفكير , أما أن تفعلي ما أقوله أو أدعو الحارس ليلقي بك الى الخارج , ماذا تختارين؟".
" لم تترك لي الخيار , حسنا , لكن ملابسي لا تتناسب مع الأماكن الراقية التي أعتقد أنك تتردد عليها".
" لن أتردد على أي منها الليلة, سنذهب الى حانة صغيرة هادئة".
ألتقطت حقيبتها وسارت نحوه وهي تقول متشككة:
" هل هناك حانات هادئة؟".
أصطحبها الى الخارج قبل أن يطفىء النور وهو يقول:
" الصحبة وليس المكان, هي التي تحدث الضجة".
بقيت بعيدة عنه تنظر الى اللوحة المضيئة والمصعد يهبط بسرعة وهدوء للطابق الأرضي.
ونظر اليهما الحارس الليلي قبل أن ينظر الى زميله , وأدرك جاسون أن التكهنات ستكثر بعد رحيلهما ورأت ميك كلب الحارس فقالت:
" أي كلب رائع هذا!".
" لا أعتقد أن هذا سيكون رأيك لو أنك أصطدمت به خلال الليل".
" لا , لا أظن".
وأنتابه وهو يفتح السيارة الأحساس الذي شعر به في المصعد وأخذ يتساءل عما يدور في رأسها؟ هل هي متحجرة فعلا كما تبدو؟ أم أن تلك تمثيلية أخرى فحسب؟.
أتجه الى الجنوب الغربي , كان في منتصف الطريق الى مكانه المختار عندما أتخذ للمرة الثانية في الليلة نفسها قراره المفاجىء والغريب , ففي التقاطع التالي أتجه يمينا وتجاوز غرين بارك متجها الى حي سوهو.
ولم تتخل عن صمتها وهي تنزل من السيارة , لكنها للمرة الأولى أقتربت منه قليلا وهما يقتربان من مدخل المطعم , وحياه البواب بأسمه . وفتح لهما الباب , وأحسا بالجو الدافىء العبق , ونظرت اليه الفتاة مرة أخرى وهو يصطحبها نازلين عبر سلالم حلزونية ضيقة , وكبت جاسون تكشيرة أوشكت أن ترتسم على وجهه عندما بدأ يستعيد ذكرياته في هذا المكان.
كان الوقت ما يزال مبكرا , وهناك عدد من الوجهاء وعدد أقل من الصبية يتناولون العشاء , وكان الحائط المخملي الأسود يشكل خلفية تبرز الملابس الملونة , خاصة الأكثر غرابة.
وعندما جلسا وجهت ميرندا نحوه عينين تنطقان باللوم وهي تقول:
" قلت أننا سنذهب الى حانة هادئة ".
" غيرت رأيي ".
" ملابسي لا تتناسب مع مكان مثل هذا".
" هراء , فهنا تستطيعين أن تلبسي أي شيء".
" ربما, لكنني أود لو لم أكن بملابس العمل".
فقال وعيناه تجولان في ملامحها:
" أنت تبدين في خير هيئة , وفي أية حال لا أجد فرقا كبيرا بين ملابس العمل التي ترتديها الكثيرات من الموظفات العاملات معنا وملابسهن في الأماكن الأخرى , هناك فتاة واحدة فقط في الحسابات تبدو دوما كأنها في طريقها الى السهرة".
" أوه ...أنها الآنسة هارفي , ذوقها رائع في الملابس , لكنها تعمل مساعدة رئيس الحسابات , ومن ثم تستطيع أن تمتع نفسها".
" في أية حال , فأنا نفسي ما زلت بملابس العمل".
" أنت مختلف".
شعر بالسرور ولم يستطع أن يقاوم الأغراء الدائم بالحصول على ثقة النساء, فقال:
" كيف ؟ لماذا أختلف عن ذلك عن ذلك العدد اللانهائي من رجال الأعمال في المدينة؟".
" هل تود حقا أن تعرف؟".
جعله الصوت الهاديء والأمانة البادية في عينيها الجادتين يخجل من رغبته الخفية في الحصول على أعجاب النساء , وقال بصراحة:
"مركز الأنسان في القمةأمر له مساوئه كما تعرفين , فأذا حدث خطأ ما في العمل فعليه هو أن يتحمل المسؤولية بينما المساهمون في الخطأ لا يرحمون".
" أنك مختلف لأنك تستطيع أن تذهب لأي مكان في العالم , وأذا أشرت لتاكسي فأنه سيقف والغرسون يراك دوما لحظة دخولك , وأذا أعطيت أمرا فلن يكون عليك أن تنتظر لترى ما أذا كان سينفذ , أنه ينفذ دائما , الناس يطيعونك غريزيا لأن لك سيماء السلطة , تلك هبة , أعتقد ذلك , وهي الهبة التي يترتب عليها الفرق بين النجاح والفشل في الحياة , وهذا هو السبب في أنك مختلف".
قال جاسون مندهشا:
" يا للسماوات , من أين جئت بكل هذا , أنت لا تعرفينني حتى مجرد معرفة ".
" ليس من الضروري أن تعرف شخصا لتحكم على قدراته ".
رفع جاسون ذقنه قليلا وهو ينظر بلا تركيز الى الطعام الذي وضعه الغرسون أمامهما وقال:
" هكذا يبو الأمر".
وأخذ يتساءل هل تفكيرها عميق حقا , أم أن موقفها المحافظ هذا ليس سوى رد فعل للتهديدات التي وجهها اليها عندما وجدها في مكتبه؟ هل كانت هاربة حقا من الحب أو ما يسمونه هذه الأيام الأنغماس في المجون؟
وأستعاد آليا طبيعته الساخرة الأخاذة التي أصبحت طبيعة ثانية يستدعيها عندما يجالس النساء , ونادرا ما خذلته هذه الطبيعة , والآنسة ميرندا لا تشذ عن ذلك , أذ بدا أن رهبتها منه ضاعت, وأن تجاوبها يتزايد وترد على أسئلته فورا وأن كان بحياء وخجل , وبدأت تتكون في مخيلته وتكتمل صورة عنها , ولم يندهش عندما أكتشف أنها يتيمة وأنها نشأت منذ كان عمرها عامين في كنف عمة لها , ولم يستغرق الأمر وقتا طويلا ليعرف أن تربية هذه العمة وأسمها هيستر كانت حازمة متزمتة وحانية في الوقت نفسه, وقال معلقا على حديثها حول عمتها:
" أعتقد أنك بذلت جهدا مضنيا لتحصلي منها على حريتك , فالحارس الصارم يمكن أن يكون أكثر تشددا من الأبوين".
" عمتي هيستر لم تكن صارمة".
" أصحيح أنها لم تكن كذلك؟".
" ماتت منذ أربعة شهور".
" شيء يؤسف له".
وساد السكون لحظة , وبدأ يخشى أن تبكي , لكنها هزت رأسها وقالت بصورة أدهشته:
" يبدو أنني أسرفت في ذكر حماقات كثيرة عن نفسي".
" كلا , أطلاقا , أشرحي لي كيف أحسست عندما أصبحت فجأة تتحملين مسؤولية حريتك , بعد تلك التربية المتزمتة والحازمة".
ردت بهدوء:
"كان الأمر مرعبا في البداية , فقدت القريب الوحيد لي بين الأحياء وفقدت بيتي , وفي الوقت نفسه أيقنت أنني أستطيع أن أفعل ما يحلو لي , كنت أحيانا أحس بالذنب , أعني أنني كنت أحب عمتي كثيرا , لكنني لم أكن أستطيع أن أتركها وحيدة".
" ولا حتى لكي تتزوجي؟".
وترددت برهة وبدا التفكير في عينيها وقالت:
" غريب أن تقول هذا , من فضلك لا تضحك , لكن...".
فقاطعها قائلا :
" لماذا هو غريب؟".
" كان حلم طفولتي أن أصبح عازفة بيانو , لكن العمة هيستر لم توافق على أي شيء يربطني بأعمال ترفيهية , وقالت أن عليّأن أفكر في أمر أكثر أمنا ويعول عليه مستقبلي, مثل العمل بالسكرتارية أو التعليم".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس