[زاهره]

اليوم السابع عشر
مي مي الخبرة

- تصدق ياد يا مرعي اليوم مكانش ليه طعم من غيرك.
- ربنا يخليكي يا ماما.
- بقولك إيه يا حبيبي أنا عارفه إنك قايم تعبان خصوصا بعد مشوار إمبارح بس كنت عاوزاك تروح تجيبلي شوية حاجات من سوق كفر البدماص.
- حاضر يا ماما... أساساً الدنيا هتكون حر أوي عليكي.
بقوة و من الأعماق:
- ربنا يبارك فيك يا ابني.
بعاكسها:
- خلاص بقه يا ست نجاة بطلي أمور السحاته دي....اكتبيلي اللي إنتي عاوزاه في ورقة.
طارت زي الحمامة على أوضتها و مفيش دقيقه رجعت بالقايمة بتاعتها أخدتها منها...طماطم،خيار، فلفل، بتنجان، ليمون، كرنب، خضرة محشي...إلخ:
- يااااه يا ماما...كل ده؟
- يلا بقه علشان منعوزش أي خضار الإسبوع ده.
- حاضر يا ست الكل...أي تعليمات تانية؟
- لا يا روحي.... بس إوعى تنسى و إنت بتجيب الكرنبه تكون...
قاطعتها:
- عيب عليكي يا ماما ده انا بقيت خبرة.... سلام.

*****************************

- الكرنبايه دي بكام يا حاجه؟
- بـ 13 جنيه يا أستاذ.
- ليييييييييييه؟
- من غير ليه...عاجبك عاجبك مش عاجبك سيبها من إيدك و بطل تفعيص ف قلب الكرنبه يا أستاذ.
إيه المعاملة التعبانه دي؟ و لا علشان بكلمها باحترام؟، رميت الكرنبه من ايدي و مشيت و طبعا مسلمتش من لسانها اللي زي المبرد:
- شوفو هبد الكرنبايه إزاي؟ إلهي تتهبد ف قلبك يا بعيد.
اتهبد ف قلبي؟ يا ساتر يا رب...الحمد لله اني مشتريتش من الوليه الشر دي...بقها بيبخ سم على الخضار بتاعها.
لفيت جبت كل الطلبات و قلت أخلي الكرنب لآخر حاجه...فعلا الرجاله اللي بتخلص الأمور... يعني مثلاً بتاع العنب و الجوافه و التين مناحاش معايا خالص و كان مهاود أما بتاعت خضرة المحشي كانت خضرتها دبلانه و مصممه تديني الربطه بنص جنيه...كتها كسر نصها آل نص جنيه آل...أما بقه البت اللي كانت واقفه على الليمون فدي كانت عسليه يادوب اديتها نظرتين دُبّلي ادتني الليمون الكبير الأخضر بسعر الليمون الأصفر اللي قرب ينشف و يبوظ_سحري و تأثيره بقه_ و كده معدش إلا الكرنب.
صولاتي و جولاتي في السوق علمتني إن شراية الكرنب فن و الست العويلة تتعرف من كرنبتها على طوووول...احم احم أنا قلت الست مش قصدي عليا يا كباتن...نرجع للموضوع... آآآه:
- ايه يا عم مش تحاسب.
اتلفتلي هضبة... لا ده مش هضبه ده شبه سلسلة جبال الألب:
- معلش يا استاذ.
بلعت ريقي:
- و لا يهمك يا ريس.
لميت الحاجه اللي وقعت مني و كملت طريقي في البحث عن كرنب عليه القيمة...شراية الكرنب بقه ليها 3 معايير... الأولاني (تكون تقيله) و التاني (لما نضغط عليها تكون قوية و متماسكه...جامدة) و التالت (يكون ورقها طازة و منعنع... يعني أطرافه لا تشوبها الصفره)....ايوه هناك أهي واحدة، حطيت الحاجات ف جنب و مسكت الكرنبه، البياعه:
- هتاخد دي يا استاذ؟
- لحظه يا حاجه.
قعدت أعمل إختبارات الكرنب الخاصه بيا (أنا خايف أقلب من كتر مشاوير السوق دي):
- ممممم دي كويسه.
- كل الكرنب بتاعي كويس.
- بكام دي؟
- سبعه جنيه.
- كتير أوي أنا...
قاطعتني:
- الله و كيل يا ابني واقفه عليا بسبعه إلا ربع.
لا يا شيخه، على مي مي الكلام ده؟ ده أنا خبرة:
- اربعه جنيه يا جاحه.
- سته جنيه و منز...
- يبقى اربعه و نص على بركة الله.
- طب هزّها يا استاذ...خلينا نمسك العصايه من النص...كف مريم و يبقى إنت كده نصفتني.
- لا يا حاجه خمسه جنيه كتير عليها... و بعدين إنتي عاوزه حماتي تقول إني عويله.
الست تضحك:
- إنت واد دمك شربات... مش هزعلك.
- شكراً...ملاقيش عندك كيس.
كنت متوقع تشتمني أو ترمي الفلوس ف شي... كيس إيه اللي هلاقيه عندها، بصراحة إتفاجئت لما نادت على ست قاعدة جنبها بتبيع فلفل:
- يا أم حماده... بت ياا أم حمااااااااده
أم حماده:
- إيه ياختي؟
- معلش هاتيلي كيس من معاكي.
الظاهر إن سحري عمل عمايله تاني، حطتلي الكرنبه في الكيس و ناولتهولي:
- لو عزت أي كرنب تاني إنت عرفت مكاني...أنا اسمي أم فاروق.
- متحرمش منك يا أم فاروق... مسائك عسل.
- مساءك قشطه يا ضنايا.
روحت لماما بكل اللي كانت كاتباه في الورقه و كمان رجعتلها 10 جنيه:
- شفتي التوفير يا نوجه؟
بصّت للعشرة جنيه:
- لا يا مرعي ... إنت بتتكلم جد؟ اتبقى عشرة جنيه؟
- ايوه.
- يعني مدفعتش من جيبك حاجه.
- و انا من إمته بعملها.
- يا واد ده انا حاسبه الفلوس بتاعت الحاجه بعد الفصال.
نفخت اوداجي:
- إتعلموا بقه من أستاذكم الخبرة.
بابا خارج من أوضته:
- لم كتافك و بلاش نفخه يا ولد.
ماما باعتزازها المعتاد:
- سيبه براحته يا حاج ده جابلي كل حاجه نقاوة عشرة على عشرة و فوق ده كله موفر 10 جنيه.
عينيه وسعت من الدهشه:
- توفير؟ مين؟ مرعي؟
- ايوه يا بابا..
رقيه القرده:
- يا بابا مي مي خلاص ...وصصصصل ف موضوع السوق.
عليّه:
- ده بقه....
سكتت و بصت لرقيه و عليه و قالوا ف صوت واحد:
- خبررررررررررررة.
- ههههه ماشي يا فزاليك...ايوه بقيت خبره و بالعند فيكم... ماما أنا داخل انام.
بصيت لماما بصة مشفرة (2639al723ص ه ج802) يعني (داخل أتكفى ابعدي عني بابا لغاية المغرب)
طبعاً مش محتاجين تعرفو إيه اللي حصل بعد كده لأن بعد ما فطرنا محشي كبس على مراوحنا كلنا قعدنا و متنقلناش من البيت... ده حتى الحاج عرب صلا الترويح ف البيت و قعّادي
اشوفكم بكره
مفيش مانع يا رجاله نكتسب بعض الخبرة ف الأسواق...و متخافوش يا رجاله السوق مش وحش...ده حتى مليان حاجات حلوه.... زي البت اللي بتبيع الليمون...قصدي زي الليمون فيه فيتامين سي و يقضي على البرد قوام....سلام