عرض مشاركة واحدة
قديم 11-09-20, 01:30 AM   #53

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي



بعد أن انتهى من نوبة عمله الصباحية, كنادل بأحد المطاعم جيدة السُمعة,

عاد للمنزل حاملاً بعض الطعام, يود أن يتناوله, ويرتاح قليلاً ليواصل النوبة المسائية,

مبتسمًا بسعادة جلية حين تذكر مكالمته مع ليليان منذ قليل,
تُطلعه فيها عما يحدث بمنزلها, وتستفيض بالحديث بضحكات صاخبة أطربت قلبه,
كم اشتاق إليها؛ رُغم رحيلها منذ أيام قليلة,

أثناء صعوده للدرج, تناهى إلى مسامعه صوت بكاء مكتوم, جعله يلتفت , ليرى أوليفيا تصعد خلفه, تبكي, مطرقة الرأس, دون أن تراه,

عبس بتلقائية يدقق النظر لكتفيها المتهدلين بشقاء لا يُناسب عمرها, وشهقاتها المكتومة, وهي مستمرة بالصعود,

فهتف باسمها حين كادت ان تصطدم به:" انتبهي أوليفيا.."

شهقت ترفع وجهها ناظرة إليه بعينين حمراوين, ووجه أحمر منتفخ من كثرة البكاء, هامسة:" صُهيب.."

رقت نظراته أكثر كعادته كلما نظر إليها, يسألها بلطف:" لماذا تبكين؟.. ماذا حدث؟.."

ارتعشت شفتها السفلى, عيناها الزرقاوين الواسعتين تنظران إليه بأسى, تجيبه:" لقد فقدت وظيفتي.."

مطرقة برأسها مُجددًا, تبكي معتصرة جفنيها بقوة, قبل أن تجلس بجسد مُتهالك على الدرج,
دافنة وجهها بين ذراعيها المستندين على ركبتيها,

دون شعور منه, جلس بجوارها, واضعًا الطعام أرضًا, يربت على ظهرها بحنان,
هامسًا:" لا بأس.. لا تبكي عزيزتي.. ليس الأمر بذلك السوء.."

هزت رأسها نفيًا دون أن ترفعه, ترد عليه من بين شهقاتها
بصوت مكتوم:" بل هو كذلك.. لقد خسرت عملي الذي وجدته بصعوبة.. وسيعاقبني أبي.."

ازداد اهتزاز جسدها ببكائها, لتزداد نظرة الأسى بعينيه لأجلها, يده تمسد ذراعها بتلقائية,
قائلاً:" أولي لا تبكي.. هيا.. اخبريني كيف فقدتِ عملكِ, ولماذا؟.."
تشبثت بوضعها, لا تستطيع أن تستجيب لطلبه, شاعرة بالقهر الشديد, بل بالتقزز والإهانة,
لقد طُردت من عملها لأنها دافعت عن نفسها, هي لم تُخطئ, فقط قامت بما عليها فعله حين يتطاول عليها أحدهم..

زمت شفتيها بقوة, وتلك الذكرى تعود لها, حين كانت تعمل بذلك المقهى الرديء, والذي وافق على عملها به, رُغم صِغر سنها, تقدم المشروبات لرواد المكان,

حين اصطدم بخصرها كف أحدهم, لم تبالي بادئ الأمر, فقد ظنته مُجرد حادث غير مقصود, متابعة عملها,

لكن بعد ذلك تكرر الأمر, ولم يكتفي بلمس خصرها, بل تجرأت اليد ولمست مؤخرتها بطريقة مقززة,

جعلتها تشهق قافزة بوقفتها, تنظر لذلك الرجل الجالس باسترخاء مع نظراته الوقحة المتفرسة لها, فرمقته بنظرة غاضبة,

تحذره بخفوت:" توقف.."

تركته راحلة بخطوات ساخطة, مغمغمة بكلمات غير مفهومة, تستقبل باقي الطلبات, ثم تعود للجزء الخلفي كي تأخذ منه ما تم طلبه, ثم تعود لتقديمها,

وأثناء مرورها تلك المرة, عادت اليد لتلمسها, فالتفتت إليه بحدة, مُسقطة بعض الكؤوس من يدها,

وانسكب بعضها على الرجل, الذي انتفض هادرًا:" ما الذي فعلتِه أيتها الحمقاء؟.."

لاهثة, رمته بنظرة غاضبة, تهدر بوجهه:" ابعد يدك عني أيها القذر.."

وصوتها الغاضب جذب صاحب المكان, الذي هرول سريعًا, مستفهمًا:" ما الذي يحدث؟.."


فغرت اوليفيا شفتيها لتتحدث، لكن ذلك الرجل سبقها،
هاتفًا بحدة:" تلك الحمقاء أسقطت المشروبات على ملابسي.. ثم صرخت بوجهي.."

رماها صاحب المقهى بنظرة غاضبة، متوعدة، قبل أن يبتسم بوجه الرجل,

معتذرًا:" آسف سيدي.. إنها جديدة بالمكان و......"

لكن الرجل لم يكترث لحديث صاحب المقهى,
وصاح بحدة:" لا أهتم.. لقد أفسدت تلك الغبية ملابسي.. كيف سأمشي بهذا الشكل؟.."

مشيرًا إلى قميصه وبنطاله المبللين بالمشروبات، فيعود صاحب المقهى ينظر لـ أوليفيا بغيظ،

فتقول بتظلم:" لم أفعل ذلك قصدًا.. هو من تسبب بذلك.."
فيعلو صوت الرجل بغضب مُكذبًا:" أيتها الساقطة هل تتبلين عليَّ؟.."

_بل فعلت.. لقد تحرشت بي ولمستني..
وكلماتها الغاضبة بقهر, مع عينيها المبللتين بدموع تنذر بالسقوط،

جعلت جسد الرجل يتحفز يكاد يهاجمها، صادحًا بصوت جذب جميع أنظار من بالمكان ليراقب ما يحدث:" كاذبة.. بل أنتِ من فعلتِ.. كلما مررتِ من جواري ألقيتِ إليَّ نظرة, وابتسمتِ بطريقة موحية، وحين لم اتجاوب معكِ سكبتِ المشروبات على ملابسي.."

هبطت دموعها تزم شفتيها بقوة تلهث بقوة، قبل أن تهتف بانفعال:" سأبلغ عنك السلطات واتهمك بالتحرش بي.. وأنا قاصر.."

اتسعت عينا الرجل بذعر حقيقي ينظر إليها من أعلى رأسها لأخمص قدميها، هامسًا:" قاصر.."

لم يكن يحسب حساب ذلك الأمر, الفتاة قاصر ويمكنها أن تشكوه ويتم سجنه بعقوبة مشددة،

دار بعينيه بالمكان وعقله يفكر بطريقة كي يخرج من المأزق،
فهتف بغضب مفتعل يداري به خوفه:" هذا سخيف.. أنا سأرحل من هنا، ولن أعود لهذا المكان الرديء مرة أخرى.. والذي يوظف ساقطات قاصرات.."

بخطوات سريعة غاضبة هرب الرجل من المكان,
تاركًا أوليفيا تنظر بأثره بغضب متألم، تود لو ركضت خلفه كي تبلغ عنه السلطات،

إلا أن صوت صاحب المقهى باسمها جعلها تتبعه دون أن تستطيع السيطرة على دموعها..

حين دلفت خلفه لمكتبه، وقف أمامها بصمت للحظات،
قبل أن يقول بجمود:" أنا مستاء منكِ وبشدة.."

بصوت خافت أخبرته:" لقد تحرش بي.. ويكذب.."

_وإن كان فعل.. ما كان عليكِ أن تتصرفي بمثل هذه الطريقة..

ارتفع رأسها سريعا تنظر إليه بعينين متسعتين بذهول،
مرددة:" ماذا؟.."

زفر بضيق، قبل أن يجيبها بنزق:" استمعي إليَّ أوليفيا هذا المكان مكان رزقي..
لا أستطيع خسارة زبائن بهذا الشكل.."

فغرت شفتيها مبهوتة، تخبره:" لقد تحرش بي.. هل أدعه يفعل ذلك!.."

هز كتفه ببساطة يخبرها ببرود, وكأنه شيء طبيعي:" هذا يحدث بكثير من الأحيان مجرد لمسات من بعض الزبائن لا تزيد أو تسبب أذى.. لكن ما فعلتِه سبب لي خسارة.."

اتسعت عيناها أكثر، من حديثه، هو يريدها أن تتركهم يلمسونها بصمت صاغرة,

عاد صاحب المقهى يتحدث باقتضاب:" وما قلتِه أيضًا بشأن أنكِ قاصر.. هذا سيسبب لي المشاكل.. قد يُبلغ عني أحدهم.."

زفر بشدة مُستاءً, يعاتبها:" لقد أتيتِ إليَّ تتوسلين العمل, ووافقت ظنًا مني أنكِ ستنفذين أوامري بطاعة عمياء, لكن ما حدث اليوم لا أستطيع التغاضي عنه, لن تعملي هنا مُجددًا أوليفيا.. ارحلي.."

مصدومة شهقت بقوة, تحرك شفتيها محاولة الحديث:" ولـ.. ولكن أنا.."

رفع يده يوقف حديثها قائلاً بما لا يحتمل النقاش:" انتهينا.. ارحلي.."

_ولكن سيدي أنا أحتاج لهذا العمل.. فأنا.....

قاطعها مُجددًا بنبرته الجامدة:" وأنا أحتاج لزبائني.. وأنتِ لن تتغاضي عما يفعلونه كغيركِ.. ارحلي.."

بكتفين متهدلين رحلت من المكان تبكي بشدة, تبكي كرامتها المهدورة, وفقدانها لعملها,
تبكي رعبًا من والدها الذي سيجن جنونه وسيُنزل عليها عقابًا قاسيًا,

وها هي الآن تجلس باكية بقلة حيلة, وبجوارها صهيب يحاول تهدئتها,

تربيته الحنون عليها لو بظرف آخر لكانت طارت من السعادة, ولكن الآن هي خائفة بشدة,
أن تصعد لوالدها دون مال, ماذا ستفعل؟..

صوت صهيب أخرجها من رثاء النفس,
وهو يهدئها برقة:" يكفي أولي.. ستجدين وظيفة أخرى.. لا داعي لهذا البكاء.."

ببطء رفعت رأسها تنظر إليه بحزن, هامسة:" أبي سيغضب كثيرًا.."

نظرة عينيه لها أسرتها, بما فيها من رقة, يرفع يده ماسحًا دموعها بلطف,
فتغمض هي عينيها متنعمة بملمس يده, وكأنه كافٍ ليربت على جراحها, وما ستناله من والدها,
وصوته يصلها:" لا بأس.."

أبعد يده عن وجنتها, فشعرت بالحزن, تفتح عينيها ناظرة للدرجات بأسى, حين وجدته يمد يده لها ببعض المال, فرمقته باستفهام,

أجابه هو:" اعطيهم لوالدكِ حتى تجدين عملاً آخر.."

هزت رأسها نفيًا مرارًا, تخبره:" لا.. صهيب أنت........"

لكنه دس المال بيدها, يصر عليها:" لا عليكِ.. فقط اعطه هذا المال لتتجنبي غضبه.."

انحنت زاويتا عينيها بأسى شديد, جعله يربت على رأسها كطفلة صغيرة:" لا تعبسي هكذا أولي.."

تتغير نبرته بتنهيدته المتثاقلة:" كنت أتمنى لو كنت بحالٍ أفضل لكنت ساعدتكِ دومًا.."

ابتسمت بوجهه, تميل برأسها قليلاً, هامسة بنعومة:" شكرًا لك صُهيب.."

ابتسم بدوره لها, يمد يده للطعام بجانبه, يسألها:" هل تناولت طعامكِ اليوم؟.."

هزت رأسها نفيًا, وعيناها تطبعان ملامحه بحب كعادتها, فيعطيها شطيرة, تتناولها منه مستسلمة,

وهو يأخذ أخرى يأكلها, مع قوله المرح لها:" بعد أن تتناولي الطعام, اذهبي قليلاً وتمتعي بيومكِ حتى انتهاء موعد عملك, وعودي لوالدك.."

غامزًا إياها بتآمر,
جعلها تتنهد بحالمية, وقد نست ما مرت به اليوم..
*******************
يتبع



pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس