عرض مشاركة واحدة
قديم 14-09-20, 01:02 AM   #3586

hadeer mansour
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وساحرة واحة الأسمربقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية hadeer mansour

? العضوٌ??? » 312706
?  التسِجيلٌ » Feb 2014
? مشَارَ?اتْي » 3,442
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » hadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

. كانت تحتسي الشاي مع والدتها وعقلها مع أحداث اليوم بعدما أتى الاتصال لرؤيا , ذلك الحزن الذي كسى ملامح رؤيا أوجعها وكأن دائرة الفتاة تنقص يوما بعد آخر , لقد لاحظت تلك اللهفة الخفية التي أبداها شقيقها بإصراره على التواجد معها ليقرر أن يذهب معهن ... ليذهب بعدها لعزاء الرجال ولكن تلك اللهفة الخفية وسؤاله لرؤيا إن كانت بخير ..؟

تنهدت نوران بتفكير لتسألها والدتها بقلق

" هل وافق زوجك أن تبيتي هنا يا نور ...؟؟..."

تنحنحت لتجيب والدتها بهدوء

" نعم يا ماما .. يعلم ... لقد اشتقت لكم ولذا قررت المكوث الليلة ..."

ابتسمت والدتها لتردف بمحبة

" أنتِ تنيرين بيتك في أي وقت يا حبيبتي .. أنا فقط أطمئن عليك ..."

هزت نوران رأسها لتقول وهي تحتسي الشاي

" لا تقلقي يا ماما ..."

لتتابع

" احم ... ماما ... أريد أن أسألك سؤال ...."

انتبهت لها والدتها لتنظر لها في انتظار سؤالها

" ما رأيك في رؤيا ...؟...."

أجابتها والدتها بهدوء

" فتاة جيدة .. تكفي المسئولية التي تحملها على عاتقيها ...."

تنحنحت نوران لتردف بتردد

" هل ترضينها كنة لكِ...؟؟....."

ابتسمت والدتها لتضع الكوب من يدها على الطاولة وتجيبها بهدوء

" ولماذا لا أرضاها يا نوران .. بالعكس الفتاة ممتازة وإن شعرت بالقليل من الراحة في حياتها ستشع أنوثتها ولكنني يا ابنتي لن أقولها لشقيقك ... أنا أريده أن يختار وأن يسعد باختياره .. أريد رؤية السعادة على وجه شقيقك يا نوران ... كم يُؤلمني كتمانه ولكنني أتفهم ... فما عشناه ليس بالهيّن ..."

هزت نوران رأسها لتشعرد عيناها بحزن وتردف

" أحيانا أتعجب من والدة رؤيا ... كيف تسمح بهذا الوجع والتشتت لبناتها ...؟؟.... أنتِ كنتِ تتلقين الضرب عنا في كثير من الأوقات .... أتذكر أمرك لنا بأن ندخل الغرفة ولا نخرج منها خاصة محمد حينما كان يتمرّد على قسوة أبي ويأتي ليحاسبه فتخفينه وتتلقين أنتِ ما يوجعك... أنتِ تحمّلتِ الكثير لأجلنا يا أمي ..."

تنهدت والدتها لتقول بحنان

" ولو استطعت تخبئتكما داخل قلبي طوال عمري لفعلتها ... الأم يا ابنتي فِعل أكثر من القوْل ... منذ حملها لطفلها داخل أحشائها وتعبها لتسعة أشهر الى أن يصبح رضيع فلا تستطيع النوم والسنوات التي تمر وهي تحافظ عليه وتوفر له ما استطاعت من الراحة والسعادة ...حتى يصبح رجل أو امرأة تقر عينها ... حُب الأم لا يُماثله حُب يا نوران ولكن ليست كل امرأة أم .. لا أستطيع قول شيء على تلك المرأة سوى هداها الله وأرشدها للصواب ...."

تمتمت نوران برقة

" آمين .... أدامك الله فوق رؤوسنا العُمر كله يا ماما ولا أرانا فكِ مكروه أبدا ..."

ربتت والدتها على يدها بحنان ليستمعا لصوت الباب فتنهض نوران قائلة

" سأرى مَن ... "

جذبت حجابها لتضعه على رأسها وتفتح الباب فتتسع عيناها وهي ترى زوجها يقف أمامها بهيبته المُعتادة بقميصه الأنيق وبنطاله الغامق وعباءته على كتفيه ينظر لها ببسمة صغيرة وفي يده علبة شوكولاه من النوع الذي تحبه .

" ألن تدعيني للدخول يا نور..؟؟...."

ازدردت ريقها لتفتح الباب أكثر كي يدخل فتنهض والدتها مرحبة به ليردف فاروق بتهذيب

" لم أستطع المكوث في البيت وحدي فأتيت ... هل يتسع المكان لي ..؟؟."

شهقت والدتها لتهتف بترحيب شديد كأي أم أصيلة

" يتسع لك ....؟؟... إن لم تحملك الأرض أحملك فوق عيوني يا حبيبي ... اجلس حتى أعد لكَ العشاء وإن أردت أخذ زوجتك للبيت بعد العشاء ... خذها ...."

هتفت نوران بعدم تصديق

" خذها ...؟؟.... هكذا يا ماما ...."

عضت والدتها على شفتيها لتردف

" أسعدكما الله معا يا ابنتي .... المرأة زينة بيتها ... هيا اجلسي مع زوجك حتى أعد لكما العشاء ..."

تركتهما وذهبت ليقترب فاروق منها يميل قليلا عليها ليهمس بلوم مشاغب

" ألن تُرحبي بي يا نور ..؟؟...."

رمقته بغيظ لتجيبه بهمس مماثل

" يكفي ترحيب ماما بك .... لقد أوشكت على طردي لأجلك ...."

انطلقت ضحكة خافتة منه ليجذب يدها كي تجلس جواره , يضع علبة الشوكولاة في حجرها ليردف بخفوت حار

" والدتك تعلم أنني لا أستطيع العيش دونك وأن البيْت دونك لا يُطاق ...."

ضيّقت عينيها لتهمس بغيظ
" حقا ...؟؟…."

مال فمه ليهمس بخشونة مرحة
" وهل عندك شك ...؟؟…"
أخفت ابتسامتها لتقول
" أنت لم تكن تطيق وجودي … ما الذي حدث ...؟؟…"

تنهد فاروق ليردف بهدوء جاد
" أنا لست ملاك يا نوران … أنا في النهاية بشر ستضيق نفسي بين الحين والآخر … سأشعر أنني أظلمك معي إذا قدّر الله تأخر الحَمْل أكثر …. لا أريد أن أظلم أحد آخر فقد تعبت من هذا الحِمل …"

زمت نوران شفتيها للحظة لتهمس بعدها بثقة وحُب لا يهدأ
" الأطفال رزق من الله يا فاروق .. إن أراد رزقنا بهم ، أنا لا أستطيع العيْش بدونك لحظة واحدة فلا تبعدني عنك أرجوك …. ثم أنتَ لم تظلم أحد .."

قالتها بحمائية ليبتسم لها ، يرفع أنامله ليداعب خدها ويردف بشرود
" لا يا نور .. لقد ظلمت .. ظلمت فادية حينما لم أستطع حمايتها كما يجب .. كنت أصغر … كنت أضعف … لم أستطع حمايتها وأحاول مرارا التكفير عن هذا الذنب ولكنه ذنب كبير … داخل قلبي غصة لا تنمحي ناحية أبي رغم برّي له ومعاملتي الطيبة معه ولكن الأمر ليس سهل … لا أستطيع النسيان ولا مسامحة نفسي …"

كانت أنامله تمر على ملامحها بعشق ، وكأنها تُهوّن عليه كل الوجع لتهمس برقة
" لا تجلد نفسك يا فاروق … الكثير منا يُخطيء ويتغيّر وهذه المرأة حينما تزوجت منك كانت تحبك بصدق ، باتأكيد سامحتك قبل موتها ...رحمها الله …"

قالتها بهدوء تخفي ذلك الشعور بالغيرة الذي راودها ليجيبها بتنهيدة عميقة
" فادية كانت امرأة صالحة … طيبة .. هي تمثل ذلك المثل الذي يقول … ابنة موْت … لم تتحمّل قسوة الحياة والبشر … رحمها الله ونعمها في الجِنان …"

عضت نوران شفتيها لتهمس بتعقل وتسامح
" رحمها الله …"

بينما هو لم ينتبه لها فقد أخذته الذكرى قليلا لوجع الماضي لينتفض على صوتها النازق

" حسنا … سأتذوق الشوكولاة …"

ابتسم لها بحب
" بألف هناء يا حبيبتي .. "
ليتابع بهمس
" ألا يُمكن أن نعود لبيتنا بعد تناول العشاء ...؟؟ … "

تأوهت مستمتعة بما تتذوق أمام نظراته الملهوفة لتجيبه ببسمة ماكرة
" لا يا حاج فاروق … لا يُمكن .. سنبيت هنا الليلة .. لقد اشتقت لعائلتي …"

رفع حاجبه ليتمتم بغيظ
" هكذا يا نوران …. حسنا يا زوجتي الحبيبة .."

لم تكن تعلم أن والدتها ستقف في صفه لتعود معه لييتهما .


hadeer mansour غير متواجد حالياً  
التوقيع

التنزيل كل اثنين العاشره مساء بتوقيت القاهره







رد مع اقتباس