عرض مشاركة واحدة
قديم 19-09-20, 09:48 PM   #144

رحمة غنيم

? العضوٌ??? » 475679
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 431
?  نُقآطِيْ » رحمة غنيم is on a distinguished road
افتراضي

تجلس على ذلك الفراش الذى يضم هذا الثوب المزكرش برقة لامعة و كفها اليسرى تعانق مقدمة رأسها بالم قلبها الذى أخذت تشعر به يتناثر الى اشلاء و كلمات بشرى التى تقف على بعد خطوات منها تجعلها تختنق أكثر

( ياااالهى ماذا سوف يفعل أردال الأن ... ان المكان بالأسفل يعج بالصحافة )

صمتت لتبتلع تلك العبارة التى كانت على وشك ان تنزلق لتكمل بعدها بالم أكبر

( لماذا فعلت هذا ... ياااالله لماذا لم تنتظر .... لقد ساعدها !! )

رفعت بهار رأسها و مقلتيها تلتمع بجمود حينما كانت تحاول ان تخرج نبراتها المتلعثمة و هى تردف

( أنا السبب !! ..... أنا السبب بشرى .... لم أكن اعلم انها سوف تغادر هكذا )

صاحت بشرى بحدة عذبت خلايا بهار و هى تتقدم منها

( ماذا كنتِ تظنين بهار ... هل كانت سوف تقف و هى تراكم تسلبون منها حريتها و طفلها أمام عينيها .... تُجبرونها على جواز لا يجوز شرعاً !! )

طرقات خفيفة نبهت كلتاهما ليلتفتاه نحو باب الغرفة و قلوبهم تهبط أسفل اقدامهم و شفتى بشرى تتمتم بفزع

( أردال !! )

لتغمض بهار أجفانها كى لا ترى علامات الصدمة و هى تحتل ملامح ابنها !!

تابعت بشرى هذا الجسد الأنثوي الصغير و هو يطل من خلف الباب و نبرات خافته تتمتم باعتذار

( اعتذر فلم يعد أمامنا الكثير من الوقت )

فرغت بشرى فمها باندهاش صاحب صدمة ملامح بهار التى وقفت و كلاهم يتمتم اسمها بعدم تصديق لتردف هى و عبراتها تتقافز داخل مُقلتيها

( أنا لم اذهب دون علمه .... لم أكن لأفعل ذلك فأردال يعلم ... و هو من قام بمساعدتي لأذهب ! )

نظرت كل من بشرى و بهار لبعضهم البعض بعدم استيعاب لهذه الكلمات التى أخذت تخترق عقلهم لتتساءل بهار و هى تتقدم نحو نارفين

( و لماذا عدتِ اذاً ؟! )

طأطأت نارفين رأسها لتقول و كفها تنكمش بجانبها

( لم أستطيع ان أفعل ... فالصحافة سوف تتحدث عنه و هذا سوف يضر بسمعته و سمعة شركته ايضاً كما فهمت من حديث طارق معه )

شعرت نارفين بكف بهار تجذبها لتحتضنها بقوة و هى تقول بنبرات تحمل معها دموعها التى تساقطت دون اى سيطرة منها

( أشكرك يا ابنتي كنت اعلم أنكِ تملكين قلب طيب .... لقد كنت محقة فى ذلك )

ارتفعت كف بشرى لتزيل دموعها تردف بينما اخذت تتقدم منهم

( هيا لم يعد هناك الكثير من الوقت امامنا كى نُجهز العروس .... هيا بهار يجب ان ننتهي بأسرع وقت )

***

نظر الى ساعة معصمه و هو يستمع الى رنين الهاتف عبر أذنه و شعور غريب بدأ يسيطر عليه ..... لقد مضى أكثر من ساعة على رحيلهم و لم يرد اى اتصال من طارق كى يطمئنه كما اتفقا ...... زفر و هو يستمع الى نهاية الرنين مجدداً ليسمع بعدها الى نبرات جعلت الغضب يتفاقم داخله بشكل أعمق ...

( اراك لا تترك الهاتف من يدك .. هل حدث شئ .... هل تريد ان نساعدك بشئ فأنا و رجالي سوف نقدم لك العون متى شئت .... يا عريس ! )

ابتسم عزام باستهزاء و هو يردف كلمته الاخيرة ..... بينما مال فم أردال بابتسامة أكثر استفزاز و هو يقول

( رجالك لم يستطيعوا مساعدتك و انا بعكر دارك عزام فهل سوف يستطيعون مساعدتي حقاً ؟!! )

تجهم وجه عزام و كلمات أردال تذكره بذلك الْيَوْمَ الذى اقتحم به مكتبه لكنه تماسك وهو يردد و ابتسامة مصطنعة ترتسم على ملامحه

( لا اعلم ربما تريد ان نبحث لك عن شخص أو شئ من هذا القبيل ! )

شعر أردال بانقباض يسيطر على نبضاته و تلك الكلمات تصور له صور جعلته يشعر بوخز أقوى و اعنف هذه المرة بصدره ليقول بنبرات يطفو عليها بعض الحدة

( أنت اخر شخص اطلب مساعدته ..... فانت الذى سوف يحتاج لمن يساعده و فى القريب العاجل ايضاً !)

تمتم عزام داخله و هو يرى جسد أردال يبتعد و ملامحه تحتقن بشدة

( سوف نرى كبريائك اللعين هذا بعد قليل ايها المتعجرف و هو يتحطم الى اشلاء )

التفت أردال يخطو عدة خطوات و أنامله تُعاود رسم ذات الأرقام على هاتفه مجدداً ، لكنه شعر باهتزاز لا يكاد يذكر يحل بالهاتف عبر كفه و هو يتمتم باختناق مكبوت

( اجب طارق ..... هياااا أجب ... تباً لذلك )

سقطت عينيه على تلك الزاوية البعيدة ليطالع هذا الواقف بعيد بهدوء .... يعلم جيداً ما يكمن خلفه و خاصتاً مع ملامحه التى تفيض بجميع معانى الالم !!

تقدم أردال نحو آسر الذى كان يبدو بأبهى حالته مع طاقمه الزهرى بالرغم من شحوب ملامحه الواضح عن بعد و هذا الالتماع الذى يطل من مقلتيه ممزوج بجميع معانى الالم و الذى رآه حينما اقترب منه لكنه تابع انسحابه نحو الظلام دون ان يلتفت خلفه أو يحدثه !!

توقف عقل أردال للحظات مع كل شئ من حوله و هو يغمض عينيه و قبضته تنكمش بعنف حتى جعلت أطراف أنامله تبيض بشكل واضح و عروق رقبته تنفر مع
غليان بدأ ينتشر بجسده من توتر احتل كيانه ...... عاد ليمسك بهاتفه لكن هذه المرة أتاه صوت طارق بعد لحظات من الرنين ليباغته هو القول و قلقه يسيطر على نبرات صوته

( طارق اين أنت ... اين نارفين .. هل حدث معكم شئ ؟!! ..... أين أنت الأن ؟!! )

( انا هنا خلفك تماماً على بعد أمتار قليله )

تحدث طارق بنبرات هادئة وصلت لأذن أردال مما جعله يلتفت بلهفة لم يستطيع ان يسيطر عليها ليجد طارق يتكئ بمرفقه على إطار هذا السلم الطويل الذى يلتف من اعلى حتى وسط البهو الذى اصبح يعج بحشد كبير من الناس

يتقدم بخطوات ثابته نحوه لكن خطواته توقفت بمنتصف الطريق اثر هذه الاضاءة التى انخفضت للحظات دون ان يعلم السبب لكنه وجد طارق هو الذى قطع المسافة بينهم ليتمتم له أردال و أذنيه تلتقط هذه الموسيقى المنبعثة من حوله بنبرات يضفو عليها القلق بوضوح

( طارق هل كل شئ بخير ... هل استقلت نارفين الباخرة .... طارق ما سبب هذه الابتسامة المستفزة ... لماذا لا تتحدث ؟! )

انقطعت كلماته و نظراته تتجة بتلقائية نحو هذه الاضواء التى سطعت اعلى الدرج دون اى مقدمات ليرمش بجفنيه فى حركة سريعة قبل ان يتعلقان بتوهان عجيب بهذا المنظر الذى جعل نبراته تنسحب داخل رئتيه بعدم استيعاب و شعور غريب اخذ يتقافز داخله بشكل عجيب فى تلك اللحظة و هو لا يدرك ان عينيه تتسع بهدوء مع محاولاته لفرض السيطرة على ذاته !!

للمرة الاولى يحاول ان يسيطر بقوة على ذاته ولَم يستطيع ان يفعل مما جعل طارق ينظر نحوه و عيناه تتفرسان بملامحه المصعوقة كما لم يراها من قبل و حدقتيه المتسعتين نحو ذات الاتجاه !

هذا الاتجاه الذى اطلت هى منه بابها حالة رآها عليها منذ لقائهم الاول ....فحتى طارق لم يكاد ان يتعرف عليها فى البداية ... هل تلك الذى يشع وجهها بسحر يجذب جميع من ينظر اليه هى ذاتها نارفين صاحبة الملامح و الوجه الشاحب !!

تمتم طارق بخفوت نحو أردال الذى التقط نبراته لكنه لم يتبين كلماته الاولى و التى كانت عبارة عن غزل بهذه الإطلالة ....... استطاع طارق و اخيراً الاستحواذ على بعض انتباهه و هو يقول بذات النبرات المبهورة

( لم تريد ان تغادر ..... هى من ارادت ان تعود بكامل ارادتها .. فأنا اعلم جيداً أنك سوف تظن أننى من سعيت لهذا ... لكنها بعد عدة دقائق أوقفت كل شئ ! )

التفت أردال التفاتة سريعة نحو طارق قبل ان يعود ادراجه نحوها من جديد و هى تهبط بطلتها الملائكية بهذا الثوب الهادئ و الأنيق الذى يسلب الروح و العين نحوه دون إرادة ..... لم يدرك أو يتبين تفاصيله المزركشة اللامعة و التى بدت آية من الجمال على قوامها الممشوق الذى لا ينبه بحملها ابداً ..... فقط عيناه تعلقت بملامحها الهادئة و عيناها الصافية و هى تقترب منه ... تلك النظرة التى رمقته بها جعلته يدرك مدى صحة كلام طارق ... انها عادت بكامل ارادتها فهذا الإصرار الذى يطل من مقلتيها دعاه !

أجل دعاه ليتقدم بهدوء نحوها هو الاخر ..... لم يكن يعى الى تلك اللحظة انها كانت تتعلق بذراع عمه الذى سلمها له دون ان يردف بحرف واحد ... لكنه لم يكن يمتلك الوقت ليستوعب أو يفكر بشئ فقط شعر بيدها تعانق ذراعه ... لحظات ظل يخطو معها نحو هذا المجهول و للمرة الاولى لم يرهق عقله بالتخطيط أو الحساب لاى شئ .... فقط يخطو تلك الخطوات التى رغم كل شئ لم يمقتها كما توقع .... بل كان ... كان .... حتى هو لم يعد يستطيع ان يعبر عن شئ !

نظر الى ايديهم التى كانت تتشابك معاً بعدما ارتفع ذلك المنديل المزركش عنها .... و صوت المأذون يعلن حقاً انها اصبحت زوجته بالباطل أمام الجميع ! ... اصبحت تحمل اسمه دون ان يحل له ان يمسها ! .... هل هذا قدرهم حقاً .... ان عقله لم يستوعب بعد حديث المأذون و هو يبتسم على تعجلهم بهذا الشكل فالعروس قد اتمت الواحدة و عشرون أمس فقط !! .... كل شئ يبدوا كالمزحة بشكل لا يصدق ... و كان كل شئ اجتمع عليه ليتم هذا العرض الأن فعمه قد اعد كل شئ بشكل جيداً للغاية فموعد اقامة العُرس حتى لم يكن عبثاً !! ... طالع التفات ملامحها نحوه بهذا الهدوء الذى أربكه خاصتاً و هو يشعر انه يرى شخص اخر أمامه ... انها ليست نارفين التى يعرفها .... هذا الثبات و الثقة هذه الهالة الغريبة التى تحاوطها جميعهم جعلوه يتشتت بتلك اللحظة

تقدم منها بينما كان يقترب بوجهه طابعاً قبلة خفيفة و سريعة على جبينها أمام هذا الحشد كما هو المتعارف عليه بهذه اللحظات ...... نظر بعدها الى عينيها لكنه لم يستطيع ان يرى سمائهما ان كانت صافية ام ملبدة بالغيوم و هى تغمضهم بهذا الشكل الرقيق و الذى اظهر رقة ملامحها .... لكنه ادرك شئ واحد فقط حينما انزلقت نظراته نحو كفها التى كانت تنكمش على ثوبها الرقيق .... انها تُمارس جميع انواع الثبات على نفسها لتتماسك و تظهر بذلك الشكل الواثق ....لكنه لم يمنع عقله من ان يتساءل فى هذه اللحظة

" هل يخطئ الأن ؟!! ..... هل سوف يكون الخلاص نهاية تلك الدوامة ام ....... ام الغرق أكثر ؟!! “

يتبع...


رحمة غنيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
كاتبة بقصص من وحى الاعضاء