عرض مشاركة واحدة
قديم 24-09-20, 06:01 PM   #436

سلافه الشرقاوي

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سلافه الشرقاوي

? العضوٌ??? » 296621
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 970
?  نُقآطِيْ » سلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond repute
افتراضي

الثلث الأخير من الزفاف ...
خفتت الاضاءة من حولهما فهمست بخفوت وهي تميل نحوه : اعتقد أن العروس ترتدي فستانها الأخير ، رفع حاجباه بتعجب لتكمل وهي تحتضن ساعده القريب منها بكفيها – كم احببت اجواء الزفاف يا هادي ، لدرجة أني تمينت أن ازوج رامي أوأعيد زفافنا .
ضحك بخفة ليهمس إليها بخفوت : رامي إنه في الرابعة عشر يا جولي ،ولكن نستطيع أن نعيد زفافنا .
لمعت عيناها بفرحة عارمة لتسأله بذهول : حقًا يا هادي ؟!
أومأ براسه ليجيبها ساخرًا : بالطبع ، تطلعت إليه بسعادة فأكمل بمرح – كل ما عليك هو أنترتدي فستان زفافنا وأنا سأعيد عليك ليلتنا الأولى بكامل تفاصيلها .
دفعت ساعده بعيدًا لتبتعد عنه ترفع رأسها بحنق كسى ملامحها : أنا المخطئة من تحدثت معك وصدقتك .
قهقه ضاحكًا بخفوت ليجذبها من كفها القريب نحوه من جديد هاتفًا بشقاوة : أمزح معك .
رمقته بطرف عينها في ضيق رقيق ليكمل – حسنًا لا ترتدي الفستان ارتدي غلالة النوم التي كانت بعد الفستان ، تعلمين أني اقدرها كثيرًا وتأثيرها علي رغم مرور السنوات عالمي ففي كل مرة تكون السبب في طفل جديد .
دفعته بعيدًا وهي تسيطر على ابتسامتها بصعوبة : أنت لا تفكر إلا بمثل هذه الاشياء .
غمز بعينه في مشاكسة : لماذا تنطقيها هكذا دون رضا ؟! ألا تروقك هذه الاشياء ؟!
أشاحت بوجهها بعيدا فأكمل بخفة : إذًا لا تشتاقين لطفل أخير لعلها تأتي فتاة فتكن شقيقة لسلمى .
اتسعت عيناها بصدمة لتهمس بجدية حازمة : بالطبع لا اشتاق لطفل جديد يا هادي ، يكفي ما رزقنا به الله .
همس بمهادنة : بارك الله فيهم ولكن إنهم ثلاث صبيان وفتاة يا جولي ، وسلمى تشكو دومًا من عدم وجود فتاة تلاعبها .
نظرت إليه بحنق : ابنتك مدللة اكثر من اللازم وأنا لن أتي بطفل جديد لأجل عيناها ، وخاصة و أنا لا نضمن أنيأتي ذكرًا .
همس ببساطة : حينها نأتي بطفل آخر لعله يأتي فتاة .
اتسعت عيناها بصدمة لتزفر بقوة وهي تنهض واقفة : سأذهب لدورة المياة فأنا لن اناقش هذا الأمر .
ضحك بخفة وهي تبتعد عنه لتندثر الابتسامة عن شفتيه وهو يرمق الآخر الواقف بعيدًا وحيدًا في طاولة فردية ليشير برأسهلأحد رجاله الجالسين من خلفه ليهمهم إليه ببعض كلمات فيومئ الآخر بتفهم وهو يشير لأحد الرجال فيذهب إلى زيد الذي استمع إلى الحديث وهو يطبق فكيه ليومئ بالتحية قبل أن ينهض واقفًا ويقترب من هادي الذي ابتسم بترحيب مرغم عليه ليشير إليه بالجلوس وهو يسأله بتهكم : أنت بمفردك على غير العادة ؟!
مط زيد شفتيه ليهمهم بتهكم : زوجتي غاضبة علي ووالدها يساندها .
اتسعت عينا هادي بصدمة مفتعلة ليسأله بتشفي واضح : أوه حقًا ، حتى عمك غاضبًا منك ؟!
رمقه زيد بغل ليجيب ساخرًا : أولا تعرف ؟! أحدهم هدده ليرفع عني غطاءه ويمنع دعمه لي .
رمقه هادي قليلًا قبل أن يهمس بجدية : أو لعله غضب لأجل ابنته التي اذقتها الجحيم يا بك ، ألم تفكر في هذا السبب ؟!
اشاح زيد برأسهبعيدًا فيكمل هادي بجدية : بمناسبة ذكر زوجتك ، استعد في الغد سيأتيرجالي ليصحبوك لتقابلها .
افتر ثغر زيد عن بسمة هازئة : هل رضيت عني أخيرًا ؟!
نظر إليه هادي مليًا ليجيب ببرود : لا ، لم تفعل ، فنتيجة المقابلة هي ما سيحسم الأمر يا زيد ، لو رضيت السيدة أسيلأعدكأن تكون بمأمن عن بطشي بك وإذا لم ترضى صدقني سأحيل حياتك جحيمًا لن تدرك متى تفتح ابوابه ومتى ستغلق .
اختنق حلق زيد وعيناه تومض بغضب مستعر ليبتسم هادي بخفة : تستطيع أن تبارك لعاصم بك ، فها هو ظهر أخيرًا دون عروسه التي من المؤكد سرعان ما ستظهر .
تمتم زيد باختناق : لقد باركت له .
أومأ هادي برأسه ليتمتم ببرود : إذًا تستطيع الانصراف إذا أردت فأنا موقن أنآل الجمال لن يحزنوا إذا غادرت مبكرًا قليلًا .
انتفض فك زيد بغضب كسى ملامحه وعيناه تومض بجنون فيلتفت إليه هادي ببرود يرمقه من بين رموشه بتحدي رزين ليغمغم زيد بفحيح متوعد : أراك على خير يا باشا .
ليبتسم هادي برزانة ويجيبه : بإذن الله يا بك .
انتفض زيد واقفًا ليغادر الزفاف بخطوات متسارعة والآخر يراقبه بعينين مترقبتين ليشير لرجله الأمين فيهمهم إليه بخفوت : لا تغفلوا عنه هذه الفترة أبدًا .
أومأ الرجل ليجيب بهدوء : أمرك يا باشا .
***
وقف ينتظرها في ثبات وهي تطل باطلالتها الأخيرة ترتدي الفستان الذي ابتاعه لها ، رغم أنهمكشوف قليلًا ولكنه لم يقوى على عدم شراءه وهو يتخيلها به ، بقماشه الأبيض ولمعته الفضية .. بفخامته وتطريزه الأنيق الذي يضوي على بشرتها البرونزية والتي ومضت بزينة ثقيلة وتسريحة شعر ملكية راقت له مع هذا التاج الملكي وتنورته المنفوشة بذيل طويل وواسع اضفى عليها هالة من الفخامة يعشقها .
تحرك نحوها بعدما ابدل سترته هو الآخر بسترة بيضاء أظهرت اناقته ليجذبها من ذراعها ويتحركا نحو كعكة الزفاف الضخمة ليقطعها سويًا وبعدما اطعمها برقة ألبسها خاتم ثنائي ماسي جديد وهو يهمس بخفة : هذا خاتم الزفاف يا نوران ، هذا هديتي لك لبداية حياتنا .
اتسعت ابتسامتها فبدأت الموسيقى تعلو بلحن هادئ بطيء وهو يرفع كفها إلى شفتيه يطبع قبلة فوق خاتم زواجه الذي يزين بنصرها الأيسر لتتعلق برقبته فيحملها بسعادة فاضت منهما قبل أن يهديها قبلة كانت هي من بدأتها حينما لامست طرف ثغره بشقاوة اعتداها منها ، تعالت الصافرات من حولهم مع صيحات كثيرة لم يلقيا لها بالًا ، ليضمها إليه يدفعها بلطف أن تسير معه إلىأن توسطا حلقة الرقص يحيها برأسه في أناقة فتستقبل تحيته بشموخ وعيناها تزدان بمكر أنثوي رجفا جفينه إليه وتعالت خفقاته طربًا وهو يشعر بأنه موصول بها ، ضمها إليهلينسابا سويًا في رقصة هادئة على الأغنية التي صدحت من حولهما ليهمهم في أذنها مع كلماتها بعشق تجلى بعينيه وكأنه حفظ الأغنية من قبل فيصبها في أذنيهاالآن ممتلكًا بها روحها إلى ما تبقى من عمرها
اوعديني
إوعديني لو زعلتي مرة مني تعرفيني
لو جرحتك غصب عني تحسسيني
ماتشليش جواكي حاجة تحكي ليا كل حاجة
لما هفهم هبقا أحسن صدقيني
إوعديني لو نسيت يا حبيبتي نفسي تفوقيني
لو خدتني الدنيا منك ترجعيني
لو في لحظة زاد غروري إشتكي لومي وثوري
بس إوعي في يوم تروحي وتسيبيني

دار بها ليلفها فيحتضنها من ظهرها إليه يلامس وجنتها بخده ويهمهم بجانب أذنها بعد أناثقلها بقبلة ساخنه شغوف وهو يتبع بخفوت أسر نبضاتها :
انتي قلبي .. انتي روحي .. انتي عيني
حد عايز اعيش معاه لاخر سنيني
انتي بالنسبة لي مش حب في حياتي
انتي كل حياتي فعلا افهميني

أدارها مرة أخرى يبعدها عن صدره بم يتيح إليه طول ساعده ، يراقصها بجاذبية .. بأناقة .. بخطوات مدروسة متناغمة فيشكلا سويًا لوحة فنية مبهجة للناظرين ومثيرة حقد الحاسدين وخاصة حينما التقط الحاضرين حولهما بأنه يردد عليها كلمات الأغنية - التي من الواضح انتقاها بعناية شديدة - وهو يناظر عمق عينيها فيبوح بم يدور بخلده لها
إوعديني لو في يوم الخوف ملكني تطمنيني
لو ذكائي في مرة خاني تفهميني
لما أقسى في يوم تحني وأما أغلط غصب عني
قبل ما أغلط غلطة تانية تلحقيني
إوعديني لو يبيعني الكون بحالة تشتريني
تبقي أقرب ليا مني تكمليني
تبقي أختي تبقي أمي تجري فيا جوة دمي
لما أكون تعبان تضمي وتداويني
اوعديني – رامي جمال

دارا سويًا في لفات متداخلة وهو يضمها أكثرإلى صدره ليرتفع صوته شدوًا مع الأغنية وهو يضع جبينه بجبينها فتلتمع عيناها بدموع كثيرة تأبى أن تبكي فتفسد فرحتهما سويًا وهي تعض شفتيها بعدم تصديق ، لتفلت من كفه وهو يديرها حول نفسها فتتمايل بحركات أنثويةاشعلت عقله وقلبه معًا ، أشارتإليه بعد أن ابتعدت قليلًا أنيأتي لها ليقف صامدًا رافعًا رأسهبشموخ وهو يرمقها بطرف عينه في عتب ، تعالت ضحكاتها قبل أن تخطو نحوه من جديد لتقفز وتتعلق برقبته فيحملها ويدور بها وهو يمتلك شفتيها بقبلة طويلة أثارت صيحات الشباب وصافرتهم وصوت أحمد الذي جذبه من عمق تأثره بها وهو يهتف : اقسم بالله هذا ليس عدلًا .
تعالت الضحكات لينزلها أرضًا يحتفظ بها قريبة من قلبه يسند ذقنه إلىرأسها المدفونة بعنقه يحاول السيطرة على خفقات قلبه التي تتسارع وكأنه كان يعدو بسباق حاسم ليتنهد بقوة عندما لامست رقبته بطرف شفتيها فيضحك بخفة هامسًا : ستتسببين أن ارتكب فضيحة علنية ومعاليه سيقتلني بسببك اليوم .
تعلقت في رقبته بتملك : لن يستطع أن يلمسك ، أناأحبك يا عاصم أحبك .
تعالت أنفاسه بشكل ملحوظ ليهمهم : توقفي الآن وانتظري إلىأن نذهب إلى بيتنا ، اتبع وهو يعض شفته بتوعد وبريق عيناه يضوي بسخاء – سأخذ حقي منك كاملًا يا نوران .
ارتعدت رغم عنها وهي تخطأ في تفسير نظراته ولكنه لم ينتبه لها بسبب انخراطه في الحديث مع أحمد الذي اقترب منهما !!
هتف أحمد بقهر وهو يحط كفه فوق كتفه بخشونة : الأغنية انتهت يا باشمهندس ، أترك لي ابنة خالتي لأراقصها .
ضحك عاصم ليهتف مغيظًا : اذهب و أرقص مع زوجتك يا نسيب .
مط أحمد شفتيه بتبرم : للأسف لا استطيع فهي متعبة ولولا أن العرس لا يصح تفويته لم أكنلأت بها ، ولكن من الجيد أنيأتيتلأرى التسيب الذي يحدث هنا فلا يمنعه عمك المحترم الذي راقص عروسي ليلة زفافنا أكثر مني .
تعالت ضحكات عاصم ليكمل أحمد بغضب : وأنت يا قليلة الحياء ، تقبليه أمام الجميع دون خجل ولا تهتمي بأبيك ولا اعمامك ولا حتى أولاد خالتك ،
اتبع بصوت نادم : ألا تتعلمين من شقيقتك إلىالآن امسك يدها أمامأبيك ترمقني بحدة وتهتف بنبرة ممطوطة " أحمد " وكأني ارتكبت جناية .
تعالت ضحكات عاصم لتتعلق نوران بكتفه تخرج لسانها في حركة مغيظة : إنه زوجي وأناأحبه، واصرح بها عاليًا ولا يهمني أحد
هتف أحمد بمشاكسة : تعال اسمع يا سيادة الوزير ، هتف عاصم من بين ضحكاته – توقف يا أحمد ، سيأتي ويتشاجر معي أنا .
رمقه أحمد بغيظ : أحسن ، أناأريدهأن يفعلها من الأساس ، لماذا يتشاجر معي على الدوام وأنتتفعل ما لم أفكر في فعله ولا يتحدث معك ، هل هذا بسبب أنك ابن أخيه ؟!
هم عاصم بالرد ليصدح صوت وائل القوي : بل ابني ، هو ابني .
انتفض عاصم ليقف معتدلًا يبعدها عن جسده قليلًا يبتسم بامتنان لعمه الذي وقف بجواره يضع كفيه في جيب بنطلونه كعادته لتخفض هي رأسها متحاشية النظر لأبيها ووجنتيها تتوردان فيهمهم أحمد لها بخفوت : أين صراحتك يا ابنة الخالة ؟!
زمجرت وهي تدفع ساعده ليهتف متبعًا بمشاكسة : هو ابنك ، وأنا ابن البطة السوداء .
ضحك وائل بخفة : بل ابن منال .
تعالت ضحكات عاصم وأحمد يرمق وائل بطرف عينه : هكذا إذًا ؟! سأخبرأمي .
هم بالتحرك ليتمسك به عاصم ويهتف : توقف يا رجل ، والدتك لا تتفاهم .
ابتسم وائل برزانة وهو يقابل أحمد بنظراته الذي هتف بجدية مفتعلة : لأجلك فقط يا عاصم .
ابتسم وائل بمكر : إذًالأجل عاصم فقط .
ضحك أحمد بخفة : بل لأجل كل شيء يا عماه .
هز وائل رأسه بتفهم ليهتف بجدية : هل تركتما لي فتاتي اراقصها قبل أن ينتهي الزفاف ؟!
رفع أحمد كفيه غير ممانع ليكح عاصم بخفة : بالطبع يا عمي ، تفضل ، هم بالابتعاد ليتبع قبلما يبتعد - رقصة واحدة يا عمي بعد اذنك ، وتذكر أنها اصبحت لي.
تعالت ضحكات أحمد الذي لم يبتعد عنهما ليدفع وائل عاصم بخشونة : ابتعد يا ابن .. صمت قليلًا ليكمل بغل – يا ابن وليد ولا تدفعني أن اعود بها إلى البيت واحرمك منها نهائيًا ، أقسمبالله لا ادعك حتى ترى طرف ثوبها .
كتمت ضحكتها وعاصم يقف يناظره وابتسامته تتراقص بعينيه ليهمس بأناقة ومشاكسة : لا تستطع يا عماه سبق السيف العزل يا سيادة الوزير إنها خاصتي .
اشار وائل لأحمد : خذه من هنا أفضل لك وله .
بهت أحمد ليهتف بصدمة : ما لي أنا ، الأمر لا يخصني .
تعالت ضحكات عاصم ليدفعه أحمد بمشاغبة : ابتعد يا بني ، سيأتي الوبال فوق رأسي بسببك أنت وعمك ، اتركه يراقصها وحينما ينتهي الزفاف اختطفها واهرب .
تمتم عاصم بهدوء : سأفعلفأنا سأوصي بانتهاء هذا الزفاف الآن .
***
دلفت إلى الغرفة الرئيسية بجناحهما بعدما وصلا لقصر عائلتها فتترك بقية العائلة بالخارج وتتسحب هي مختفية بداخل غرفة النوم وهي تشعر بالرهبة تمتكلها وحديثه يعاد في اذنيهافلا يقوى عقلها على إدراك مقصده لتقترب بخطوات متعثره في ذيل فستانها بعدما خلعت حذائها العالي عن قدميها فترفع تنورة الفستان لتخطو بحرية على الارض الرخامية الباردة ، لتتوقف أمام الفراش الذي لم تراه من قبل وعيناها تتسع بصدمة وعقلها يستعيد هذه الذكرى القريبة للغاية حينما كان يباشر تجهيز جناحهما فأمسك بها في غرفتها ذات مرة كما يفعل كلما استطاع فيبادلها القبلات ويهمس إليها بشوقه الذي قارب على الانفجار ليحدثها حينها عن غرفة النوم التي تأخرت في انتقائها .
كتمت أنفاسها وهي تستعيد صوته الاجش وهو يتمتم إليها يحتضن خصرها ويقربها منه بخفة وهي تحاول أن تتملص منه لتبتعد عنه فيبقيها إلى جواره : الجناح اصبح معدًا ينقصنا فقط غرفة النوم .
هزت كتفها بدلال لتهمس إليه : حسنًا أنت الذي لم يبتاعها ابتعت كل شيء ما عداها
همس وهو يزفر ببطء فوق بشرة وجنتها فتبتسم وتخفض وجهها شاعرة بالدغدغة : لاني أريدها أن تكون مميزة .
عبست بتعجب وسألته : كيف مميزة ألن تكن كبقية غرف النوم ؟! أتبعت بتعجب - فراش ومرآة زينة وأريكة وكرسيي وطاولة صغيرة !!
كز على شفته بتمهل ليقربها إليهأكثر مسيطرًا على تملصها بعيدًا عنه : نعم ولكن كل شيء فيها سيكون مميزًا ، تنهد بقوة وهمس متبعًا - هل لديك تصور معينًا لها أم اخلق أنا تصوري الخاص ؟!
هزت كتفيها لتثرثر بعفوية : امم اعتقد أني طالما حلمت بغرفة لا تكن على الطراز الحديث بل أريدها فخمة وكبيرة ، صمتت لتبتسم برقة وتهمس - أتعلم كنت أحب النوم كثيرًا في فراش نانا فالفراش واسع وكبير بأعمدته فخمة الطراز وستائره .
ارتفعا حاجبيه بتعجب ليهمس بجدية وهو يعتدل بوقفته : تريدين غرفة على الطراز القديم وفراش واسع عالي بأعمدة وستائر
همهمت بضحكة خافتة : ولونه أبيضأيضًا .
ابتسم بخفة وعيناه تومض بتوق لم تفهمه : يعجبني تصورك للغاية ويسهل علي كثيرًا ما كنت أفكر فيه .
عبست بتعجب : وما هو الذي تفكر فيه ؟!
اجاب بهدوء : كيف كنت سأضع المرآة في سقف الغرفة العالي ؟! نظرت إليه بعدم فهم فأتبع - الآنأستطيع لصقها في سقف الفراش .
تمتمت بتعجب : ما دخل المرآة بالفراش إنها توضع بغرفة الملابس ؟!
كتم ابتسامته ليهمس بخفوت وأنفاسه تعاود الاشتعال : بل توضع أمام الفراش بجانبه فوقه لتمنحنا رؤية كاملة.
ابتعدت قليلًا برأسها لتسأله بعدم فهم : رؤية إلام ؟! ما الذي سنراه ونحن نائمان ؟!
ومضت عيناه ببريق أثار دمائها : سنرى الكثير يا برتقالتي .
خيم الغباء على ملامحها قبل أن تومض عيناها بإدراك وخاصة حينما التقطت بسمته الشقية تنير عينيه لتدفعه في صدره بكلتا كفيها لتهتف بحنق : أنت وقح يا عاصم ، ضحك بخفه لتتبع وجسدها يتشنج برفض لاحتضانه - ابتعد عني .
تعالت ضحكاته ليسيطر على كفيها ويجذبها نحوه بلطف : فقط توقفي واهدئي لماذا غضبت الآن ؟!
احتقن وجهها : اخجلتني حقًا هذه المرة ، عبست لتتبع بتلعثم - لم اتخيل أبدًاأن تصل لهذه الدرجة من الوقاحة .
ابتسم ونظر إليها بعتاب : أنت زوجتي إن لم اتواقح معك مع من سأتواقح ، اتبع بمنطقية - ثم أنا امنحك أنت متعة الرؤية يا نور ، صدقيني ستشكرينني عليها لاحقًا .
دفعته بغلظة في كتفيه لتهتف بحنق : لا شكرًا لك لا أريد عطاياك الرائعة .
قهقه ضاحكًا : أناأريد .
تملصت من احتضانه لها لتعبس بحنق : سأخبر بابا عنك وعن وقاحتك.
تعالت ضحكاته ليهتف بمرح : عمي سيهنئني على الفكرة الرائعة التي لم تراوده من قبل.
رمقته بغضب وابتعدت عنه وهي تتمتم بكلمات لم يلتقطها جيدا ولكنه شعر بها مسبات كثيرة خنقتها بداخلها وهي تهرب منه بعدما اخجلها بقوة هذه المرة
لتنطلق ضحكاته مدوية حينما صفعت باب الغرفة الملحقة بغرفتها في وجهه بقوة !!
زفرت أنفاسها كاملة وهي تعود بعينيها الى ذاك الفراش الذي ينطبق مع تخيلها الذي أخبرتهعنه لتقترب بخفة وهي تشعر بالترقب يمتلكها لتحنى رأسها قليلًا وتنظر بداخله من بين الستائر البيضاء الحريرية لتشهق وجسدها يتصلب وهي تلتقط وجود المرآة المعلقة بسقف الفراش بوضوح .
***
زفر أنفاسه بقوة واغلق باب الجناح من خلفه بعدما استمع بصبر إلى حديث والده الذي أصرأن يثرثر به فوق أذنيه وهو ينصحه بأن يتروى ويقدر خجل ابنة عمه ، عمه الذي تنحى صامتًابل إنه لم يصعد معهم ولا بعدهم ، بل اصطحبتهم فاطمة التي شاكست والدته التي اوصته بنوران على غير العادة فتهمهم فاطمة بكلمات كثيرة أثارت ضحكته وزمجرة والدته غير الراضية والتي هتفت إليها بعتاب : الفتاة خائفة يا فاطمة .
لتربت فاطمة على ساعده بحنان : عاصم سيقوى على احتوائها يا ياسمين ، لتتبع وهي تنظر إليه بفخر – أناأثق به .
تنفس بعمق وخطى بخطوات واسعة اتجاه غرفة نومهما التي ستجمعهما الليلة سويًا ليفتح الباب ببطء ويقف بمدخله يتطلع إليها يرمش بعينيه وهو يشعر بنور هالتها البيضاء التي تومض من حولها يغشي بصره يكتم أنفاسه ويسيطر على خفقاته التي دون بضجيج صاخب انبعث من داخل روحه ، زفر ببطء واقترب منها بتؤدة حتى لا يجفلها ، هم بأن يحتضن كتفيها براحتيه ولكنها تحركت مبتعده عنه عندما انتبهت لاقترابه فشخص بصرها وراقبت حركته بخوف اعتلى ملامحها ، عبس بتعجب ولكنه ابتسم بحنو ليقترب منها ثانية فتجفل وتنتفض مبتعده إلى الوراء وهي تهمهم بوجل : ابتعد عني .
رفع حاجبيه بذهول ليسأل بصدمة : خائفة مني يا نور ؟!
ارتجفت أمام عيناه و أومأتبرأسهاإيجابًا قبل أن تهمهم بصوت أبح : لن تصفعني أليس كذلك؟!
انفرجت ملامحه بصدمة قبل أن ينفجر ضاحكًا فتصيح بعصبية وجسدها يتشنج بخوف : توقف عن الاستهزاء بي.
همت بالابتعاد ليحاوطها بذراعيه ويجذبها إليه يرغمها على الاستكانة بصدره وهو يهمس إليهابصوته الابح : لا أقو على الاستهزاء بك ولكن لا أفهم لماذا أتى على رأسكأني سأصفعك ،
توردت وازدردت لعابها ببطء لتهمس بحرج : لأنك توعدتني في الزفاف يا عاصم و أخبرتنيأنكستحصل حقك مني كاملًا
تنهد بقوة قبل أن يقبل رأسها ليزرعها بين تلافيف صدره : ولم يأت على رأسكإلاأمر الصفع هذا ؟!
عبست بتعجب لتسأل بعفوية : أهناك أمرًاآخرًا ؟!
فأجاب وابتسامة ماكرة تشق ثغره :هناك الكثير من الأشياء .
نظرت إليه بعدم فهم فتابع بحنو وهو يحتضن ذقنها براحته يحاوط خصرها بكفه الآخر ويضمها إلى صدره وهو يهمهم متبعًا - مثلًا أنيأريدأنألاعب خصلات شعرك بين أصابعي ، قارن قوله بفعله بعدما خلصها من طرحتها بخفة و أزال تاجها ليلقيهما أرضًا لترتعش برقة بين ذراعيه فتتعالى أنفاسه وهو يتابع - أنأقبل وجنتيك إلىأن اشبع .. و أن انهل من رحيق شفتيك إلىأن ارتوي
حاولت الابتعاد فأبقاها بقرب قلبه وهو يهمس بجانب أذنها : أنأضمكإلى صدري إلىأنتذوبين داخل حناياه وتسكنين ضلوعي وتلوذين بنفسك إلي وتتوحدين معي ، فأكونأنا مرفأك ..شاطئك .. أمانك .
أجابت بعفوية وهي تحس بجسدها ينصهر ووجهها يتلون بالأحمر القاني : أنتأماني الدائم يا عاصم لطالما كنت أنت وستظل أنت ،
زفر أنفاسه الساخنة فالهبت وجنتيها اللتين توردتا تحت وطأة نظراته الغائمة برغبة وصالها فتتلمس طريقها وهي تضم جسدها إليه فيحتضنها بقوة ويلصقها بأضلعه ، يلامس ظهرها باصابع محمومة تؤكد له وجودها بين ذراعيه هنا معه وبقربه ، شهقت بخجل وإدراك يزحف إلىعقلها حينما قبض بكفيه عليها من الخلف فتهمهم بذهول : عاصم أنت وقح
قهقه ضاحكًا وهو يدفعها إلى الفراش من خلفهما بعدما سقط فستانها الذي خلعه عنها أرضًايوشم ملامحها بشفتيه في قبلات كثيرة نثرها فوق تفاصيلها قبل أن يعض طرف أذنها بخفه هامسًا فيها : لم تري شيئًا بعد يا زوجتي .

انتهى الفصل ال43
قراءة ممتعة


سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس