عرض مشاركة واحدة
قديم 26-09-20, 06:21 PM   #454

سلافه الشرقاوي

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سلافه الشرقاوي

? العضوٌ??? » 296621
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 970
?  نُقآطِيْ » سلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond repute
افتراضي

تحركت بأعياء يداهمها منذ الصباح .. غثيان مستمر صاحبه قيء حاولت أن تتجنبه ولكنها لم تصمد كثيرا فتقيأت مرتان رغم عدم تناولها لأي طعام عبست بضيق وهي تعود للمنزل بعدما فشلت في الحصول على اجازة قبل أخر الأسبوع وهذا هو اليوم الثالث في إجازته ولم تكن تريد أن تذهب لعملها وتتركه من وراءها في البيت إلا أنها لم تستطع إلا الذهاب ورغم أنه من ايقظها صباحا ودفعها للمغادرة بل ابتاع لها القهوة بالطريق وأجبرها على تناول قطعة من الكرواسون لم تستطع بلعها فهي تشعر بالغثيان منذ الصباح ولكنها لم تشأ أن تثير قلقه أو تركن لشعورها بالمرض ولكن مع استمرار شعورها بالإعياء اضطرت لترك عملها باكرًا وعادت في سيارة أجرة فهي لم تحدثه أو تخبره بعودتها حتى لا تقلقه ، هرعت إلى دورة المياه أول ما دلفت إلى البيت ونوبة غثيانها تضرب معدتها بقوة لتتقيء من جديد !!
تحركت بتعب ألّم بأطرافها بعدما انتهت لتستند إلى حافة المغسلة تفتح الماء الذي انساب فتغسل وجهها مرات متتالية قبل أن ترفعه تنظر الى انعكاس ملامحها الشاحبة في المرآة الكبيرة أمامها لتتنفس مرات عديدة حتى تحصل على هدوء أسكن معدتها قليلا . فتحركت ببطء لتاتي بفرشاة أسنانها وتنوي غسلها لعلها تتخلص من أثار القيء وطعمه المرير لتجفل وهي تطلع إلى علبة فوطها الصحية التي لم تستعملها هذا الشهر ، ارتعد جسدها وتراجعت للخلف وفرشاتها تسقط من يدها وهي تحسب في عقلها موعد دورتها التي لم تزورها من أخر مرة الشهر الماضي فتنهمر دموعها وتشتت مجال رؤيتها ورعبها ينتشر بأوردتها ليتصلب جسدها الذي انتفض لا إراديا وكفاها يقبضان على بطنها المسطحة دون تصديق وهي تهمس مكررة : لا لا يمكن أن يحدث .. لا لا يمكن أن يحدث .
لم تستطع إدراك وجوده ولا عبوس ملامحه ولا سؤاله المتكرر عم ألّم بها لتصرخ منتفضة حينما قبض على مرفقيها ليهزها برفق ينبهها لوجوده فتهلع بخوف سكن نظراتها وهي تهمس إليه بعدم اتزان قبل أن تهوى بين ذراعيه : أنجدني يا أسعد ، لا أريد الموت.
رفت بعينيها تستيقظ على رائحة قوية تداعب أنفها لا تدرك كم من الوقت ظلت مغشي عليها لتشعر باحتضانه لها وهمسته الدافئة باسمها تحتضنها فتتمسك بصدره وتبكي رغما عنها ليهمهم إليها وهو يقبل جبينها : اهدأي يا حبيبتي ، اهدأي لن يصيبك مكروه بإذن الله .
تمتمت بعفوية : أنا آسفة يا أسعد ، آسفه لم أقصد ولكن ..
تنهد بقوة وأجابها : أعلم تصرفت بعفوية عائدة لخوفك ، اهدأي يا جنى سنذهب للطبيبة فأنا هاتفتها قبل أن اوقظك بعدما اطمأننت على ضغط دمك وتنفسك ودقات قلبك وأنك بخير ، وتحدثت معها قليلا وشرحت لي الأمر كاملا ، ولكن لابد أن تعودين لزيارتها ثانية .
رفت بعينيها لتهمس باختناق : ظننت أني أصبحت بخير .
تمتم سريعا وهو يجبرها أن ترفع وجهها وتنظر إليه : أنت بألف خير ، فقط علينا أن نفعل أمران أولا ً نتأكد من أمر الحمل هذا ، ثانيا تعودين للطبيبة وتحصلين على جلساتك معها إذا قررت هي أنك تحتاجين للجلسات .
رفت بعينيها لتهمس : لأجلك سأفعل أي شيء .
ابتسم بلطف ليضمها إلى صدره : بل لأجلك أنا أفعل أي شيء وكل شيء حتى تكونين بخير يا جنتي .
ابتسمت وهي تكفكف دموعها لتحتضنه بقوة تتمسك به برجاء اثار حنانه فيضمها أكثر إليه يمنحها دعمه الكامل وأمان وجوده ليهتف بجدية : هيا انهضي واستعدي لنذهب لإجراء اختبار الحمل وأيضا للذهاب لطبيبتك قبل أن نخرج سويا لنتعشى عند العم حسني ، لقد اشتقت لطعامه.
ابتسمت وأومأت برأسها فيرن هاتفه لتساله بعفوية : والدتك ؟
ليتمتم بعبوس طفيف داعب جبينه : بل والدك .
اعتدلت بجلستها وهتفت بترقب : بابا ؟
أومأ برأسه قبل أن يستقبل اتصال حماه ليتحكم في ملامحه بسيطرة تامة وهو يستمع إلى صوت أحمد الجزع يخبره عن وجود ولده بالمشفى ويطلب منه أن يأتي بجنى دون أن تجزع لأجل أخيها فيجيبه بهدوء : اها يا عماه جنى معي ، سنأتي لكم بإذن الله ، إلى اللقاء .
نظرت إليه بتساؤل فابتسم بوجهها : والدك يريدنا أن نمر عليهم الليلة ، أتبع بسرعة دون أن يمنحها فرصة الحديث – هيا استعدي لنذهب .
أومأت برقة وهي تتحرك بالفعل ليراسل هو عادل بسرعة يسأله عن أمر مازن فيجيبه عادل بعدم معرفته عن الأمر ليخبره سريعا أن كل ما يعرفه أن أميرة تلد .
ذهول طفيف شاب وجه أسعد ليتمتم بعدم تصديق : مرحى ، الليلة ستكون مميزة فآل الجمال مجتمعين على كل شيء حتى المصائب والحمد لله .
هتفت وهي تطل من غرفة الملابس : ما بالهم آل الجمال يا أسعد ؟!
رفع رأسه لها ليتمتم ضاحكا وهو يتذكر سليم : أجدع ناس يا حبيبتي ، رمقته بتعجب فأتبع متعجلا – هيا يا جنى حتى لا نتأخر يا حبيبتي .
***
يدور من حول نفسه يشعر بالإعياء يمتلكه والخوف يعبث بتلافيف عقله فيأتيه صوت خالد الهادئ الذي نهض ليقف مجاورا إليه : اجلس يا أحمد قليلا واهدأ يا بني .
همهم أحمد بانفعال توقف عن كبته بداخله : لا أستطيع يا دادي ، لقد تأخروا كثيرا بالداخل وأنا خائف بالفعل على أميرة .
ربت خالد على كتفه : ادعو لها وتوقف عن الخوف والقلق ستكون هي والأطفال بخير بإذن الله
تمتم سريعا : يارب يا دادي يا رب .
انتبه خالد لوصول وائل من جديد يحفه رجال حرسه الذين اوقفهم بعيدا عن العائلة المنتظرة بغرفة الانتظار القريبة من غرف عمليات الولادة ، بعدما كان غادر لأمر هام يخص عمله ليهتف بقلق وضح بصوته : لم تلد للان .
صمت أحمد غير قادرا على الحديث فأجابه خالد سريعا : بل دلفت إلى غرفة العمليات ولكنها لم تخرج للان .
سأل وائل وملامحه تشحب : منذ متى ؟
رف احمد بعينيه ليصمت خالد قليلا قبل أن يجيب بهدوء : اهدأ يا معالي الوزير ، لقد جربت هذا القلق من قبل ثلاث مرات اليوم خاص بأحمد وهو قلق بما فيه الكفاية .
تنفس وائل ببطء ليؤثر الصمت فيتبع خالد بجدية وهو يربت على كفته : ادعو لها وأنت جالس بجوار فاطمة التي تحتاجك كثيرا ، رغم وجود ياسمين وإيمان معها إلا أنها كانت تسأل عنك كل دقيقتان .
ابتسم وائل ليتابع خالد بخفوت : وأترك لي أحمد سأعتني به .
أومأ وائل برأسه لينظر إلى وليد الذي نهض لمصافحته ويتحدث معه بجدية يطمئنه ويؤازره قبل أن يتركه وائل ويجاور فاطمة التي تمسكت بحضنه عندما جلس وهي تهمس بصوت باكي : أنا خائفة يا وائل .
تمتم بجدية : اهدأي جميع النساء تنجب أنت نفسك أنجبت من قبل ثلاث أطفال ، ستخرج سالمة بإذن الله .
تمتمت بالكثير من الأدعية ليسألها باهتمام : هل اخبرتم نوران ؟!
هزت رأسها : لا لم أشأ أن أقلقها .
ضيق عينيه ورمقها قليلا قبل أن يلتفت لاخيه : ألم تخبر الكبير أن ابنة عمه وشقيقة زوجته تلد منذ الصباح .
ابتسم وليد بخفة ليسبل جفنيه بمكر : تحدثت إليه صباحا واطمأننت عليه ، أطبق وائل فكيه ليكتم وليد ضحكته وياسمين تنظر إليه بعتاب جاد فيكمل بجدية - ولكني لم أشأ أن اقلقه فأثرت أن انتظر إلى أن نطمئن على أميرة بالفعل ثم أخبره .
تمتم وائل بسماجة : أصبحنا العصر يا أبا العريس أعتقد أن هذا يكفي لتقلق منام ولدك .
تحكم خالد في ضحكته بينما ابتسم أحمد مرغما لينفجر وليد ضاحكا ويجيبه بمشاكسة تعمدها : لن أقلق العريس يا أبو العروس الآن ، حينما تلد شقيقة العروس سأخبرها .
طحن وائل ضروسه لتهمهم ياسمين بضيق : يا الله ، لا أفهم حقا مما أنتما مصنوعان ، العالم بوادي وأنتما الاثنان بوادي أخر فريد من نوعه .
أشاح وائل برأسه بعيدا بينما ضحك وليد من جديد فهتف به متبعة – أرجوك توقف يا وليد ألا ترى أحمد كيف قلق ، الولد سينهار قلقا .
أشار وليد بكفيه معتذرا ليهتف أحمد بزفرة قوية : اتركيهما على راحتيهما يا جاسي فأنا اعتدت عليهما سويا منذ أيام العمل .
هزت ياسمين رأسها بيأس لتنهض منال واقفة تحاوط أحمد من الاتجاه الأخر لتربت على كتفه هاتفة : اطمئن يا حبيبي ستخرج سالمة بإذن الله ،
ابتسم ليجيبها : بإذن الله يا ماما .
تمتمت بجدية : دعني أخبر إخوتك يا أحمد ، حتى لا يغضبا يا بني .
تنهد بقوة وهتف : يا ماما ألا تكفي انك اخبرت هنا التي أتت وظلت معنا فترة الصباح بأكملها قبل ان تنصرف وستعود ثانية ، عمر زوجته متعبة وعبد الرحمن لديه عمل ولن يستطيع المجيئ سنقلقه فقط دون داع ، عندما تضع أميرة مولودها سنخبرهم .
تنهدت بقوة وأومأت برأسها في تفهم وهمت بالحديث لتتوقف على صوت عمار الذي صدح بعدم فهم وهو الذي مر من أمام الغرفة سريعا لينتبه لوجودهم فيعود ثانية وهو يدلف للداخل : لماذا أنتم هنا جميعا ؟! أتبع بعفوية – فغرفة مازن بالأسفل .
صمت خيم على الجميع لينتفض وائل واقفا وإيمان تسأل بهلع : مازن ؟!! ما باله مازن يا عمار ؟!
رمش عمار بعينيه كثيرا ليهمهم : لا تدركون أمر مازن إذًا ماذا تفعلون هنا ؟!
هتف وليد سريعا : أميرة تلد ليتبع وائل بنفاذ صبر – ما به ابن عمك ؟
أجاب عمار بسرعة وكأنه يتخلص من الكلمات : وقع مغشيا عليه وأدهم نقله إلى الطوارئ بالأسفل .
شهقات النساء ارتفعت لتصرخ إيمان بفزع قبل أن يهتف وائل بسرعة : هل عمك عرف ؟
أومأ عمار برأسه : نعم ومعه بالأسفل .
تمتم وليد سريعا : خذنا إليه الآن .
***
تحركت بخطوات هادئة بعد أن حصلت على حمام سريع وارتدت طاقم انتقته بعناية لصباح أول يوم زواجهما ، ورغم أنها لم تنم جيدا فهو أصر على إيقاظها بعدما اكتشف وجود طعام مرصوص بطريقة أنيقة في غرفة معيشتهم ليسألها عنه فتهمهم بنعاس وهي توليه ظهرها أن والدتها أوصت كبيرة الخدم أن تمدهم بالطعام في أوقاته دون ازعاج فلعلها هي من وضعته لهما وكادت أن تغرق بغفوتها إلا أن قبلاته المتتالية فوق كتفها وهمسته الدافئ برجائه الفخم أن تستيقظ ليؤكلا سويا فتستجيب ببسمة ناعمة التهمها بشفتيه وهو يصيح بحماس بعدما قفز من الفراش أنه سينتظرها خارجا فهو سبقها وحصل على حمامه
وهل هي تخطو نحوه وهو الواقف بجوار الطاولة الرخامية في مطبخهما الصغير والغير مجهز لأعداد إلا بسيط الأشياء يحتسي قدح كبير من القهوة الأمريكية والتي من الواضح أنه من أعدها بنفسه !!
رمقته بنظرة متفحصة من أخمص قدميه المخفيتين في خف منزلي أنيق بنطلون منامته القطني بلونه الكحلي وصدره الأبيض العريض العاري ومضت عيناها وهي تتفحصه لتلتمع ابتسامتها فوق ثغرها انتهبت على صوته يهمهم لنفسه على ما يبدو فهو لم يدرك وجودها بعد وخاصة وهو منشغل في التطلع لمحتويات الثلاجة الكبيرة المفتوحة على مصرعيها : أين عصير البرتقال لا أفهم ؟!
أجابت بخفة وهي تقف على مسافة بعيدة نسيبا منه تضع كفاها متشابكان خلف ظهرها وتبتسم بمرح : أنا طلبت منهم ألا يفعلوا ؟
التفت سريعا نحوها فكتم أنفاسه وهو يتطلع إليها بانبهار ومض بعسليتيه بقدميها الحافية كما يحب وساقيها العارية لآخر فخذيها الذي التف حولهما رداء حريري بلون البرتقال الغني قصير للغاية شفاف فيظهر جسدها بسخاء ما عدا تلك الأجزاء المخفية خلف ملابسها الداخلية بلون أغمق من لون الرداء على الاقل درجتين فتظهر بوضوح من فوق جسدها صدره بجزئية المتباعدين مفتوح إلى ما بعد صدرها متهدل على جسدها لولا هذا الرباط الرفيع الذي يضم القماش على خصرها فيحدده ، ورباط مماثل ينبثق من كتفي جزئي الصدر ليمر على عنقها من الخلف على ما يبدو ، ابتسمت بمكر لتهمس وهي تقترب قليلا : ظننتك ستكتفي بي .
اسبل جفناه لينطق بضحكة خافتة وصوت أجش : بالطبع سأفعل ، أتبع سائلًا وعيناه تدور عليها من جديد - ما شكله من الخلف ؟!
هزت كتفيها لتهمس : هل استدر فتراه بنفسك ؟
هز رأسه نافيا وهو يغلق الثلاجة : لا ، أريد أن أتخيله فيبقى غامضا لوقت أكبر قبل أن انتزعه عنك .
ضمت شفتيها لتهمهم وهي تقترب أكثر بخطوات تخطوها على أطراف أصابعها تحافظ على ذراعيها خلف ظهرها : أووه ، هل ستفعل ؟
هز رأسه بحركة غامضه وعيناه تومض بمكر : أعتقد بعد الطعام كلانا سيفعل .
ابتسمت وأثرت الصمت لتقف خارج حدود طاولة المطبخ المفتوح على بقية جناحهما فتختفي عن نظراته التي تتأمل ساقيها فتحافظ على مسافة كافية بينهما لتسأله بخفة : هل لي ببعض من القهوة ؟
تحرك بأناقة ليأتي بقدح يماثل قدحه ولكن بلون فاتح درجتين عن خاصته البني الغامق : بالطبع يا سيدتي .
ألقاها بخفة ماكرة تعمدها فتوردت مرغمه وخاصة مع نظراته العابثة وهو يناولها القدح فتلتقطه بخفة لتحتسي بعضًا منه بينما يعود هو ليستند بجسده على حافة المغسلة من خلفه لتهتف بخفة : أووه أحدهم كان يمارس تمارينه الرياضية .
ابتسم بمكر و وضع قدحه الفارغ في المغسلة ليستدير إليها ثم يسند راحتيها للخلف ليجيبها مثرثرًا بطبيعة : داومت عليها من بعد الحادث استقطعت ساعة في الصباح من وقتي وكنت أجر عمار معي في الصباح الباكر ليشجعني على المداومة ، أردت أن أمنحك شيئا تنبهرين به كلما نظرت إلي .
ابتسمت وتحركت بخفة وهي تحتسي بقية قهوتها فتقترب منه كثيرا وهي تهمس بخفوت : أدركت فقدانك للوزن الذي وضح في ملابسك الرسيمة والتي أظهرت عرض كتفيك ولكن ..
حملت القدح بإحدى كفيها حينما وقفت أمامه مباشرة لتحرك طرف سبابتها من أخر كتفه البعيد تمرره ببطء على بشرته وانفاسها تختلج داخل صدرها فيكتم أنفاسه وهي تمررها فوق عضلاته المقسمة لتهمس بمكر وافتعال واضح : لم تبهرني لهذه الدرجة .
كتم ضحكته ليحتقن وجهها بقوة وتهمهم متبعة بحرج وهي تبتعد عنه قليلا تشيح رأسها بعيدا - أنت وقح.
انطلقت ضحكته بقوة ليهز كتفيه وهو يهمهم : لم افعل شيئًا .
رمقته بطرف عينها لتسأل بغيرة حارقة : لا والله ، .
زفر أنفاسه كامله ليتحرك مقتربا منها يقف بجوارها دون أن يلامسها فعليا هامسا : ما افعله معك يخصك انتِ وانتِ فقط يا نوران .
ومضت عيناها ببريق زيتوني سعيد لتعض شفتها السفلية بخفة وهي تسبل اهدابها قاطعة وصال نظراتهما لتسأله بعد برهة : أنت لم تخبرني أين سنذهب ؟
رد بعفوية : إلى الفراش بالطبع .
تعالت ضحكاتها بنعومة فشاركها ضاحكا لتلكزه بمرفقها في بطنه وهي تمر من جواره نحو مكان غرفة المعيشة فيتطلع إلى ظهرها العاري الا من ذلك الرباط الذي يمسك صدر الفستان من الأمام وهي تهتف : بل قصدت شهر العسل فأنت لم تخبرني أين وجهتنا؟!
لم يجبها لتلتفت إليه قبل أن تجلس أمام الطاولة المستطيلة هاتفه باسمه حينما شعرت به لم يتبعها : عاصم .
رفع عيناه إليها لتسأله : ما بالك ؟!
ومضت عيناه ببريق لم تستطع فهمه ليهمهم بخفوت : أحاول أن اسيطر على شوقي لك ولكن .. تنفس ليبتسم بخفة - أنت لا تساعدين .
نظرت إليه ببراءة : لم يعجبك الفستان ؟!
اسره الإغواء الفطري في عينيها ليجيب ببساطة ماكرا : سيء للغاية ، من رأيي تخلصي منه .
تعالت ضحكتها من جديد قبل أن تجلس وهي تهتف : تعال وتناول الطعام فأنت أيقظتني لأنك جائعا .
ابتسم واستجاب بالفعل ليجلس بجوارها : نعم أنا بالفعل جائع ، التف ذراعه حول خصرها ليجذبها نحوه متبعا بهمس أجش - جائعا لك .
هم بتقبيلها لتضع كفها فوق شفتيه فيعبس بعدم رضا فتحدثه بجدية : ستتناول الطعام وتخبرني عن شهر العسل وبعدها تشرب البرتقال .
لعق شفتيه بعفوية أنارت عيناها وهو يجيب : سألتهمك قطعة قطعة يا برتقالتي .
تطلعت إليه بانبهار لم يفته فسألها بعدم فهم : ما بالك يا نور ؟
رفت بعينيها لتهمس بتعجب : أنها هذه الحركة التي ..
صمتت ليكمل ضاحكا وهو يبدأ في فتح أغطية الأطباق : التي يفعلها عمي أليس كذلك ؟
أومأت برأسها لتثرثر إليه بدهشة : بل الجميع ، كل ذكور آل الجمال على ما أعتقد لقد ظننتك لم ترثها ، ظننتك ..
ابتسم ليهمس إليها : بل أنا لا أميل لاستخدامها ، تخرج عفوية حينما أفقد سيطرتي ، عبست بغرابة فاكمل شارحا – أنا لا افضلها أشعر بأنها غير أنيقة ومن صغري كانت ماما تعنف عمار عليها فتحكمت أنا بها ونادرا بالفعل حينما تظهر .
تمتمت وهي تلامس وجنته تجبره أن ينظر إليها : الآن فقدت سيطرتك .
ضحك بخفة وأجابها : لقد ودعتها على باب الجناح البارحة ، احتضن كفها المحتضن وجنته ليقبل باطنه وهو يهمس أمام عيناها - أنا معك عاصم مختلف ، عاصم خاص بك أنت يا نور.
اختنق حلقها لتتحرك تجلس فوق ركبتيها لتحتضن وجهه بين كفيها وهي تواجهه لتقبله بلهفه وحب انتفض قلبه لهما لتتوقف فجأة وتتمسك بكفيه تسيطر عليهما حتى لا يلامسها فيزمجر دون رضا حينما ابتعدت عنه لتلهث أمام وجهه وهي تركن راسها برأسه : أنا جائعة حقا يا عاصم .
أومأ بعينيه فهمت بالابتعاد ولكنه رفض بهمسة حانية وهو يحملها ليجلسها فوق ساقيه : لا تبتعدي عني .
ابتسمت وهمست بدلال : ستطعمني .
ليجيبها بوقاحة تعمدها : بكل الأشكال التي تريدها .
ضحكت وهي تستريح بجلستها فوق ساقيه ليبدأ بتناول الطعام الذي تشاركا في تناوله بسعادة خيمت عليهما ، ليهتف بعد قليل حينما قارب على انتهاء الطعام وهو يحركها ليجلسها جيدا ويلصق ظهرها بصدره : أخبريني ماذا تفضلين أن نفعل بشهر العسل؟
عبست لتسأله بتعجب : ألم تستعد لأي شيء ؟!
احتضن أعلى ذراعيها : بل لدي كثير من الاختيارات .
تحركت قليلا لتزحف بعيدا عنه تجلس بجواره : كيف ؟!
رمقها قليلا : بم أني لم احصل على إجازة منذ أجازه الساحل فقررت أن أحصل على شهر عسلي كاملا .
ضحكت لتسأله بحماس : حقا الثلاثون يوما ؟
أخفض عيناه : بل ستة وثلاثون يوما ، تمتم بخفة متبعا - فنحن سنسافر بعد أربعة ايام تقريبا وأنا لم أذهب للعمل منذ يومان وشهر العسل سيبدأ منذ ركوبنا الطائرة .
التمعت عيناها بوميض حماسي : كيف أقنعت بابي وكيف رتبت امور العمل؟
هز كتفيه ليثرثر بلا مبالاة وهو يجذب براد الشاي الحراري والقدح الخزفي النظيف ليصب فيه مشروبه المفضل قبل أن يبدا بوضع مكعبي السكر ويقلبه برزانة : بابا أقنع عمي أو أجبره لا أعلم ، ولكنهما سويا الأمر مع إعطاء بعض الصلاحيات لأدهم وبالطبع وجود أحمد سيمرر الأمور ، وأيضا سأتابع الأمور بشكل متقطع وانا بالخارج .
جلست باهتمام وهي تثني ساقيها أسفلها تنظر إليه بحماس طفولي صدح بصوتها : إذًا أين سنذهب ؟
حمل قدحه واتكأ بظهره للخلف ليضع ساقا فوق أخرى بأناقة : لقد استأجرت إحدى الجزر لمدة أسبوع قابل للتجديد إذا ما أعجبتك .
اتسعت عيناها بصدمة : إحدى الجزر ؟!
أومأ برأسه وهو يرمقها باهتمام : نعم إحدى جزر الكاريبي اسمها ليتل هارفيست كاي .
جمدت ملامحها فلم يستطع أن يدرك معنى صمتها ليكمل : أنه أسبوع إذ لم يعجبك لدي برنامج كامل للتجول في أوروبا نستطيع أن نذهب لفرنسا فتتسوقين ونحضر عروض الأوبرا في روما والتجول بشوارع إنجلترا وزيارة المعالم في اسبانيا ، أو إذ كان لديك أي امنية أخبريني وسأحققها لك .
مطت شفتيها بتفكير لتسأله : ماذا سنفعل في الجزيرة ؟
أجاب ببساطة : نستجم .
رفعت حاجبها لتسأل بعفوية أتقنتها : إذًا رمال وبحر وسماء وشمس والكثير والكثير من ..
صمتت وضيقت عيناها في نظرة ماكرة ، فابتسم وأومأ برأسه لتكمل بإنجليزية : in the Caribbean؟!
أومأ برأسه ليشرح بعدما ترك فنجانه : إذ لا تعجبك لا بأس لنقضي الأسبوع ونذهب لأي مكان أخر .
رمقته قليلا قبل أن تنفجر ضاحكة لتهتف بحماس وإنجليزية تناثرت من فمها : ياااي ، أنا متحمسة للغاية ، جزيرة بمفردي سأسبح كما أريد وأحصل على سمرتي لجسدي كاملا دون التقيد بملابس السباحة .
سيطرت الدهشة على ملامحه قليلا قبل أن ينفجر ضاحكا وهو يجيبها : إذا وصلت الشمس إليك بالطبع سيحدث ، رمقته بعدم فهم فأتبع بمكر - إذ لم أحجبها عنك بالطبع ستحصلين على سمرتك .
تعالت ضحكاتها لتقفز جالسه فوق ركبتيها وتتعلق برقبته لتهتف : سعيدة للغاية باختيارك .
رمقها من بين رموشه : إذًا موافقة على الرمال والبحر و الشمس والسماء والكثير الكثير من ..
أجابته بخفة : هل تمزح معي ؟! هل في أفضل من هكذا استجمام ؟!
تصاعدت أنفاسه ليلتقط شفتيها في قبلة طويلة وهو يميل بها للخلف بعدما حملها من خصرها ليقربها منه هامسا بأنفاسه المتلاحقة وقبلاته تتناثر فوق ملامحها كفه يداعب الرباط الخلفي ليفك أسر فستانها : البارحة كانت لهفتي تتحكم بي فالتهمتك دون تمهل ، الآن سأتحكم في لهفتي لارتشفك قطرة قطرة بصبر وطولة بال يا برتقالتي .
تراخت بين ذراعيه وهي تهمهم باسمه في مناجاة غرامية فيلتقط شفتيها بقبلة متمهلة أفقدتها صوابها فينغمسا سويا لينتفض سويا حينما تعالى رنين هاتفه برنة صاخبة ضايقته.
تنفس بعمق وهو ينظر لهاتفه المستلقي بجواره على طاولة الطعام فيتذكر أنه وضعه هنا حينما اكتشف وجودها بعدما تحدث مع والده حينما استيقظ ليتأفف بضيق وهو ينظر لوجه عمار بابتسامته المتلاعبة فيغلق الاتصال وهو يسبه سرًا ليعاود ويقبل شفتيها بقبلة ثانية أسرت حواسها قبل أن يتأفف بضجر حينما دوى صوت الرنين من جديد فيسب شقيقه الذي يهاتفه الآن في وقت ليس عليه أن يهاتفه به ليغلق الخط في وجهه ظنًا منه أن عمار يشاكسه كعادته ليعود إليها يقبلها ثانية بتروي أثار ضحكتها من بين شفتيه ليعاود الرنين ثالثة.
فيغمض عيناه بغضب قبل أن يهمهم وهو يبتعد عنها مرغما : أنا المخطئ لأني لم أغلق الهاتف، ابتسمت وهي تستلقي بأريحية في الأريكة الناعمة المريحة فيهمهم بحنق - انتظريني ولا تنامي أعلم أنك لم تنالي قسطًا وافيًا من النوم ولكن أنا الآخر لم أنم جيدا .
ضحكت بخفة وهتفت وهي تلامس شاشة رقمية بذراع الأريكة فتدير التلفاز لتنشغل به وهي تقاوم استرخاء جسدها ونعاسها الذي بدأ في مداهمتها يداعب جفونها بعد مجهود الزفاف والليلة الماضية التي لم تنم بها على الإطلاق لتعبس وعقلها يستيقظ حينما هتف بجدية وهو يتحرك فعليًا يبتعد عنها وهو يصيح بغضب : كيف لم تهاتفني من قبل ؟! هل جننت يا عمار ؟!
استدارت لتجلس بترقب وعمار يجيب دون أن تدرك فحوى حديثه ولكن ملامح عاصم التي تشنجت أخبرتها أن الأمر جلل فنهضت وهي تعدل من وضع فستانها فوق جسدها تشير إليه باستفهام ليخبرها أن تنتظر بنظراته قبل أن ينهي حديثه مع أخيه هاتفًا : سأتي على الفور .
هتفت بوجل : ما الأمر يا عاصم ؟!
رفع نظره إليها ليغمغم بضيق : الغبي لم يهاتفني إلا الآن ،
تمتمت سريعًا : ماذا حدث ؟
أجاب سريعا : أميرة ومازن بالمشفى .
انتفضت بخفة لتهمس بتساؤل : أميرة تلد ؟
أومأ براسه ليهمهم باختناق : وحالتها غير مستقرة .
تحركت سريعا وهي تهتف : سنذهب إليها ، توقفت لوهلة قبل ان تسأله - ما باله مازن ؟
زم عاصم شفتيه ليهمهم : لا أعلم ولكن عمار مضطرب وهذا ليس بجيد لم أفهم شيء سوى أنه عانى من هبوط حاد في الدورة الدموية فسقط مغشي عليه.
اتسعت عيناها بجزع لتسأل بلهفة أخوية : ماذا حدث له ؟ هل هو بخير ؟
هز رأسه دون معرفة : لا أعلم فقط ارتدي ملابسك سريعا حتى نذهب إذا كنت ستأتين .
تمتمت وهي تتحرك بسرعة : بالطبع سأذهب معك ، لن أتأخر سأرتدي ملابسي سريعا .
أومأ براسه متفهما قبل أن ينظر لهاتفه مليًا ليتصل بالآخر الذي يعلم أنه سيخبره فيأتيه صوته مرحا بطريقة مفتعلة وهو يجيبه : ما هذا النور الكبير، يهاتفني يوم صباحيته ، ما الذي دفعك للاتصال يا كبير ، هل كنت نائم تحلم بي أم ماذا ؟ صمت ليتبع بلهجة خفيضة هازئة بمرح - أم لعلك تحتاج لبعض المقويات فتريد مني أن آت لك لها
لانت ملامح عاصم بابتسامة لتندثر سريعا مغمغما بحنق : اخرس أيها الوقح أنا صحتي حديد .
قهقه أدهم ضاحكا ليتابع عاصم بجدية : ولا لم أنم أحلم بك يا خفيف فأنا لم أنم أصلا من البارحة .
هتف أدهم بمرح شبابي حقيقي : اللهم صلي على النبي.
قهقه عاصم رغمًا عنه ليتبع أدهم - دوما رافع رأس العائلة يا كبير .
تمتم عاصم بخفة : العقبى لك.
تمتم أدهم سريعا : أنا لا أريد الزواج الآن .
همس عاصم بمشاكسة : بل أتحدث عن رأس العائلة .
ليثرثر أدهم بعفوية : وكيف سأرفعها عاليا دون زواج ، أتزوج وأعدك أني سأرفعها كثيرا مرارًا وتكرارًا.
هز عاصم رأسه بيأس : حسنا اصمت قليلا لأستطيع أن أسألك عم أريد ؟
سأله أدهم بهدوء : وماذا تريد ؟
سحب عاصم نفسًا عميقًا ليسأل بجدية : ما باله مازن يا أدهم ؟
هم أدهم بالحديث ليتبع عاصم سريعا - ولا تراوغ، فعمار أخبرني وأخبرني عن اميرة أيضا وأنا قادم بعد قليل ولكن أردت أن افهم منك الأمر قبل أن اصل .
صمت أدهم قليلا ليغمغم اخيرا بصوت مختنق ازهق كل مرحه المفتعل : سأخبرك..
***
يقف خارج غرفة المواليد الجدد ينظر من خلال الزجاج الى الثلاث اسرة الموضوعة بصدر الغرفة وقلبه يخفق بعنف لأجل أطفاله الصغار لا يقوى على استيعاب سعادته .. ولا فرحته .. ولا يدرك إلا أن قلبه انتفخ فرحة وتضخم بسعادة غير مسبوقة له ، أنه في حالة من النشوى لم يشعر بها من قبل ، حتى يوم زواجه من أميرته لم يكن سعيدا كما هو الآن وهو يتطلع لملامح الصغار النائمين في اسرتهم ، ابتسم بخفة وهو يتذكر تعليق وائل الذي زفر براحة وشاكس خالد متعمدا : الحمد لله ليسوا ملونين ، فيرمقه خالد ليجيبه ببساطة – المهم الطباع يا سيادة الوزير .
تأمل أطفاله المتشابهون ليتعجب من كون الفتاة تشبه اخويها أيضا فيتذكر والدته التي همست إليه : سيتغير شكلها بالطبع لكما كبرت وستكون فريدة من نوعها يكفي أنها ابنتك وابنة أميرة.
يضحك ملء شدقيه وهو يتذكر مشاكسته لنوران التي بكت وهي تحتضن تارا ومشاغبة عاصم له أن يبعد اولاده عن ابنته إذا أتت نوران بفتاة ، سعادة عمر وهتاف أدهم الذي حاول أن يمرح رغم ضيقه لأجل مازن ، ليحمد الله أن أميرة وضعت الاطفال في هذا التوقيت حتى يخف حزن العائلة على صغيرها .
تعجب وهو يكتشف اليوم حينما ترك اميرته بعدما اطمئن عليها وذهب للاطمئنان على مازن ، أن مازن هو آخر نسل آل الجمال من الذكور والإناث ، فهو لم يصدق حينما أخبره عمر بذلك وأكد له أن علي أكبر منه بأشهر قليلة فيستوعب جيدا حالة العائلة والغُمة التي أصابتهم لأجل الصغير الذي ولد لطيما فترك مكانة أكبر بقلوبهم فاليوم هو شهد على انهيار الجميع لأجله ، فالحزن لم يكن يلم أحمد الجمال فقط بل إن الأخوين الكبار كانا حزينين وكأنه أحد أولادهما ، عمته بكت وكأنها تبكي وحيدها وزوجات أعمامه كانتا وجلتين لأجله ، بل ان اكثر ما اثار دهشته هو انهيار زوجة أبيه والتي بكته كأنها أمه التي انجبته وهشاشة جنى التي جلست دون حراك ودون حديث والصدمة تلمها فلم تستطع الدخول إليه إلا حينما شجعها أسعد وآزرها ودلف معها لأخيها لتطمئن عليه ، فينتظرهم بصبر إلى أن خرجا ليدلف هو بنفسه ويطمئن على الشاب الصغير بملامحه الشاحبة والمرح الذي اختفى من عينيه وحزنه المحفور بتفاصيل وجهه ليتحمد له سلامته ويخبره بأن يتشجع وينهض معافيا حتى يحتفل معهم بقدوم أطفاله فيبتسم مازن بفرحة حقيقية وهو يبارك له ما أتاه ، فيشد من أزر الصغير قبل أن ينصرف ويعود لأطفاله يتأملهم كثيرا وهو يشعر بفرحته تخبو وخوفه يتزايد وهو ينظر لهم فلا يقوى على تركهم والعودة لزوجته .
انتفض جسده بفخة على كف ثقيل ربت على كتفه فيلتفت على الفور وجسده يتأهب ليقابله وجه علاء المبتسم فتنفرج ملامحه بدهشة انقلبت إلى فرحة حقيقية وهو يهتف : علاء بك حمد لله على سلامتك لم يخبرني أحد أنك عدت .
ضحك علاء ليستقبل احتضان أحمد المحتفى وهو يهتف : سلمك الله يا أحمد بك ، لقد عدت اليوم مبارك ما أتاك .
ابتسم أحمد وهتف : بارك الله فيك العقبى لك .
ضحك علاء بخفة : لا الحمد لله لدي ثلاث فتيات حفظهم الله .
تمتم أحمد : اللهم أمين وبارك لك فيهن .
هتف علاء بهدوء وهو يشد جسده بجدية : اذهب واطمئن على زوجتك وأبقى إلى جوارها ولا تقلق على الأطفال ، أنا واثنان آخران مرابضين بجوارهم إلى أن تعودوا جميعا للبيت سالمين بإذن الله ، اهتزتا حدقتي أحمد بقلق حقيقي فأتبع علاء بثقة – لا تقلق يا أحمد بك ، أولادك أمانه برقبتي .
ابتسم أحمد وهتف : شكرا لك يا علاء بك .
هتف علاء على الفور : لا شكرا على واجب أنه عملي فقط اذهب ولا تعتل هما .
أومأ أحمد بامتنان ليتحرك عائدا بالفعل ليزفر علاء بقوة قبل أن يهمهم إلى رجاله بجدية : انتبهوا جيدا وتيقظوا من فضلكم ، اتبع وهو يتحدث إلى حسن بمفرده – حسن باشا .
ليجيبه حسن الجالس بغرفة الكاميرات التي تكشف المشفى من الداخل والخارج : لا تقلق يا علاء بك الوضع تحت السيطرة .
***
يجلس بجوار فراش ابن عمه الصغير بعدما فرغت الغرفة من الجمع الذي ذهب للمباركة إلى أميرة فأصر هو على البقاء قليلا معه ينظر لملامحه الغارقة في نوم عميق بفعل ذلك المهدأ الذي حقنه به الطبيب بعدما أخبرهم أن ضغط دمه غير مستقر دون سبب جسدي واضح لديهم فيجبره على النوم ليغيبه عن واقعه الذي يؤلم روحه فتتعذب وتهتاج وتؤثر على جسده غير الضعيف ولكن آلامه انهكته فأصبح لا يتحمل اضطراب انفعالاته
ينظر إليه بحزن وقلبه يوجعه عليه يلوم نفسه ويجلد ذاته وهو يتذكر الآن أنه لم يشأ الضغط عليه يشأ التطفل أو أن يفرض نفسه ويتدخل في حياته منذ تلك الليلة التي أراد بها الحديث معه ولكنه آثر الصمت ولم يتدخل بل أنه انتظر ليأتي إليه ولكن مازن لم يفعل وها هي النتيجة مازن الصغير الذي ولد على يدي الجميع فالتقطوه بمحبة وأخوة وود راعوه ودعموه نظرا لظروفه ووحدته وفقدانه لوالدته ، وقع .. تعب .. مرض نتيجة إهماله وغباءه وسكوته .
أطبق فكيه وموجة لومه لنفسه تزداد جموحًا فيصر على أسنانه وهو يهمهم : غبي .. أنت غبي ، صمتك وهروبك يفقداك أحبائك وأنت أحمق لا تتعلم.
انتفض من بحر أفكاره على كف يربت على كتفه برزانه ليلتفت إلى شقيقه الذي رمقه بحنان هامسا وكانه قرأ أفكاره : ليس ذنبك بمفردك ، لم تخطأ بمفردك ، ولست المقصر في حقه بمفردك ، جميعا مخطئين يا عمار ،
هز عمار رأسه نافيا : شعرت به يعاني يا عاصم ولكني ..
زفر عاصم بقوة : أعلم كان لابد أن يأتي لك يا عمار ، كان لابد أن يتخذ خطوته بنفسه ، كان لابد أن يحدد مصيره بنفسه ويعبد طريقه بنفسه .
لمعت الدموع في عينيه فيكمل عاصم بثبات : كان لابد أن يقع ليستطيع أن ينهض بنفسه .. بمفرده .. بقوته ، وسينهض يا عمار لا تقلق ، سينهض من جديد بشموخ جيناته وكبرياء أصله ، سيسطر على قلبه وفكره وسيطوع حواسه لمصلحته فلا تقلق ، وإن لم يفعل سنحرص جميعا على أن يفعل .
أومأ عمار برأسه ليهمس إلى عاصم وهو ينهض يدفع عاصم للخارج ليتوقفا أمام باب الغرفة : خذ عروسك وغادر يا عاصم جميعنا هنا ، ولا تشغل رأسك أنا أو أدهم سنبقى بجوار مازن .
تنفس عاصم بقوة ليهمهم إليه : هل أقنعتم لمياء هانم بالعودة إلى بيتها ؟
التوى ثغر عمار بضيق ليتابع عاصم – حسنا هل عمك أو ابنة عمك اقتنعا أن يتركاه ويعودا للبيت هي مع أسعد أو عمك ليستريح فهو قارب على الانهيار .
تنفس عمار بقوة : لا تقلق أنت ولا تشغل رأسك بنا ، عد إلى بيتك وإلى عروسك وأنسيا كل ما حدث يا عاصم ، رمقه عاصم قليلا فأتبع عمار – جنى أسعد سيقنعها بالعودة معه وأنت تعلم هذا جيدا أما عمك وزوجته فسيادة الوزير كفيل بهما .
تمتم عاصم بجدية : لا عمك ولا زوجته سيتركانه .
ليجبب عمار وهو ينهض واقفا : حينها سنترك لهما الغرفة واذهب أنا وأدهم وعلي لنبيت بمكتبي حتى نكن قريبين منهما .
هز عاصم رأسه بتفهم فأكمل عمار بمرح افتعله – فقط عد أنت يا كبير لعروسك أم أنك تتهرب منها ؟
تأفف عاصم بضجر ليلكز عمار في كتفه بخشونة : تأدب يا ولد .
ضحك عمار قبل ليسأله باهتمام حقيقي وهو يدفعه بعيدا عن مازن قليلا : أخبرني عنك يا عاصم ، هل أنت بخير ؟ هل نلت سعادتك أخيرا ؟ هل توقف قلبك عن الخفقان الرتيب وأصبح يدق بصخب مرتفع ويعلن عن سعادته ؟
ابتسم عاصم مرغما ليمأ بعينيه : نعم أنا بخير والحمد لله ، نعم أنا سعيد ،نعم أنا أشعر بكوني ولدت من جديد يا عمار .
تنهد عمار بقوة ليضم شقيقه إليه : أنا سعيد لأجلك يا عاصم ،
رتب عاصم على كفته : العقبى لك .
تمتم عمار بمرح : أنتم السابقون يا أخي ، هيا غادر ولا تقلق أنسى كل شيء وفكر في سعادتك يا عاصم .
تنهد عاصم بقوة وهتف : حسنا سأمر على أحمد وأميرة واغادر بإذن الله ، سلام .
ودعه عمار ليلتقط عودة عمه أحمد والسيدة لمياء من جديد فيبتسم وهو يدرك أن عاصم كان محقا فهما لن يغادرا ويتركان مازن فاستعد أن يقضي ليلته بغرفة مكتبه ليراسل أدهم ويخبره عم قرره ليراسله أدهم أنه سيبقى معه هو وعلي كما اتفقوا سويا .
***
أنهت صلاتها بعدما سجدت خاشعة بين يدي الله تدعو لولدها الراقد فوق فراش المشفى لتكفكف دموعها وتنهض واقفة تقترب من هذا الجالس بجوار فراش ولده لا يفارقه منذ أن قررا أن يمكثا بجواره فهي رفضت العودة للبيت وهو الآخر لم يستجب لإلحاح أخويه أو أولادهما في العودة للبيت وعليه قررا المكوث مع مازن على أن يرسل وائل أحدهم للاعتناء بحور إلى الغد .
تنهدت بقوة وهي تنظر لوجه مازن الذي بدأ في استعادة بعضا من الدماء بدلًا من شحوبه وبعضا من اللين الذي بدأ في السيطرة عليه لتربت على كتف أحمد وتهمس بخفوت حتى لا توقظ النائم : انهض يا أحمد واستلقى على الفراش الأخر فهذه الجلسة ستتعبك .
هز رأسه نافيا : لا أريد .
تنهدت بقوة لتربت على كتفه ثانية وتهمس : سيكون بخير لا تقلق فقط انهض وسنكون بقربه تعال واستلقى على الأريكة المجاورة للباب فقط لا تجلس هكذا .
استجاب مرغما وهو يشعر بعظامه تيبست في جلسته فتهمهم إليه وهي تجاوره جلوسا : لا تقلق يا أحمد سينهض معافيا بإذن الله .
تمتم بعفوية : بل أنا مرتعب يا لميا ، أنا لا أستطيع أن أفقده ، لا أقوى على ذلك ، لا أقوى إنه أمانتها التي لم أعتني بها جيدا .
تجمعت دموعها بحلقها لتجيبه : بل اعتنيت به يا أحمد ، ربيته وكبرته وانشأته رجلًا كبيراً يعتمد عليه فقط هو ..
تمتم بحزن : اهملته وتركته يعاني بمفرده .
تمتمت سريعا : كنت تريده أن يقهر حاجته يا أحمد كنت تريده أن يتغلب على تعلق لن يجدي نفعا ،
هتف بقهر يقاطعها : يا ليتني صارحته .. صدمته كما كنت تخبرينني دوما ولكني لم أفعل ، فرطت في أمانتها التي أوصتني بها قبيل موتها ، و لم أحافظ عليها جيدا تراخيت معه كما فعلت معها وهاك أنا اقتله كما فعلت بها .
انتفض جسدها بصدمة فتمتمت بصوت محشرج وهي تشعر بأن عليها ان تسانده : لا أفهم ، أتبعت سريعا هلا اخبرتني كيف ماتت والدته يا أحمد ؟
رف بعينيه كثيرا ليهمس بصوت مختنق هادرا دون وعي : أنا قتلتها ، اتسعت عيناها بصدمة ليتابع بأسى - قتلتها حينما لم امنعها مما أرادته .. قتلتها حينما لم انتبه لحملها منذ بدايته .. قتلتها حينما زينت لي الأحلام فاقتنعت أنها ستكون بخير وستأتي لي بالولد الذي أردناه سويًا فوافقت وصمت وتركتها تكمل مدة حملها مثلما فعلت معه انتظرته أن يتغلب على مشاعره وانتظرته أن يصل لأخر طريقه بنفسه ولم امنعه .
دموعه تغرق وجهه وهو يكمل فيختلط عليه الأمر نتيجة لصدمته الجلية وخوفه العارم على ولده : كتمت اعتراضي .. رفضي .. خوفي بداخلي وصمت ووافقت وتركتها تحقق حلم كان يداعبنا كثيرا منذ اعترافنا لحبنا .
أتبع بابتسامة مرتعشة بألم وعقله يستعيد ذكرياته فيبوح بها دون وعي حقيقي : كنت نسيت أمر الطفل نهائيا ، ولكنها لم تنسى قط ، لم تنسى ذاك النهار الذي أخبرتها فيه برغبتي في ولد يحمل اسمي ويأتي طبيبا من بعدي ليرث المشفى التي سأملكها ويضوي اسمه أمام اسمي ، بأني أريده يشبهها يملك عيناها وجمالها وشعرها البني الذي أعشقه ، حينها اسمته بعفوية فأعجبت بالاسم ووعدتها أني سأسميه كما أرادت .
جمدت ملامحه وهو يكمل : صدمنا أول زواجنا حينما حملت بجنى أنها تعاني بمشاكل خاصة جدا وأن الحمل المتكرر سيكون إجهاد عليها وتعب من الممكن أن يسلبها حياتها .
أتبع بصوت أجش خشن : فقضيت فترة حملها بجنى لا اغفو إلا قليلا خوفا عليها إلى أن أتت جنى بالسلامة فلم أفرح بها ولم أهتم ، فغايتي حينها كانت أن تنهض لي سالمه وتكون بخير لأجلي ولأجل طفلتي التي رفضتها من قبل رؤيتها، ظلت ولاء متعبة لوقت لم نستطع حينها إقامة أي حفل لقدوم المولود الجديد وظللت أنا مجاورا لها إلى أن تعافت وطلبت رؤية ابنتنا ، حينها هرعت لأت بها من عند والدتي رحمة الله عليها لأندم كثيرا أني لم أهتم بها منذ ولادتها ونهضت ولاء ، نهضت حبيبتي واعادت الروح المختنقة بداخلي مررنا بالكثير وخاصة حينما بدأ أبي يلح علي في إنجاب صبي ، حينها غضبت وضقت وتمنعت عليه وأنا أخبره أن زوجتي لن تتحمل مشقة حمل أو ولادة جديدة وأن له ولدين آخرين عليه أن يقنعهما بالزواج لينجبا له ما يشاء من ذكور تحمل اسم آل الجمال.
زفر بقوة ليهمهم مختنقا : ونسيت كل شيء بخصوص حلمي الذي أخبرتها به في ساعة صفا ولكنها لم تفعل ظلت متمسكة بالأمر وتنتظر أن تحققه بفروغ صبر ، أقنعتني ذات مرة ووافقتها ولكنها لم تكمل حملها أجهضت في الأول وحينها أخبرتها أننا لن نعيد الكرة فهي تكفيني .. جنى تكفيني .. وجودها بجواري ومعي يكفيني .
تساقطت دموعه واكمل باختناق : ولكنها لم تنصت بل راوغت وتعمدت الحمل دون معرفتي كانت تتهرب مني .. تبتعد .. وتنأى عني إلى أن مر موعد إجهاضها لتتوسل لي حينما أدركت حملها أن أتركه ، زينت لي حلمي وقصت لي أمنيتي وأخبرتني أن أترك لها مازن وأتوكل على الله فهو حسبنا وكلما كان عمر الحمل يتقدم بها ويمر شهر وراء أخر دون اضطرابات فعلية سوى الأمور الطبيعية كانت تنظر لي وتبتسم وتخبرني " أرأيت ، سآتي بمازن وأكون بخير ، سأكون معك ، سنقيم له حفل كبير فابن الطبيب آتي بإذن الله سيحمل اسمك ويرث المشفى كما أردت "
تهدج صوته في بكاء وهو يكمل بانهيار ألّم به - سيكون طبيبا رائعا وسأظل معه الى أن ازوجه ست البنات ، سيكون سندا لك و لي ولشقيقته ،
نهنه في بكاء حاد وهو يتبع على لسانها : افرح يا أحمد سآتي لك بمازن ، مازن أحمد عاصم الجمال ، سآتي لك بالولد ،
شهقات بكاءه تتعالى وهي تنظر إليه لا تقوى على الاقتراب تبكيه وتبكي تلك المرأة التي منحت ابنها روحها لتتساءل بعفوية : ماتت وهي تلد ؟
توقفت دموعه فجأة عن الانهمار ليهمس بخفوت : بل بعدما رأته وأسمته وضمته إلى حضنها ناولتني مازن وهي تبتسم أجمل ابتسامة رأتها في حياتي كلها وتهمس لي موصية " مازن أمانة بعنقك يا أحمد استوصى به خيرا وأحبه مثلما احببتني ، لا تقسو عليه أبدا .. لا تغضب منه أبدا .. لا تتركه يبتعد عنك أبدا . "
تمتمت حينها باندهاش وأنا لا أعي أنها تودعني " سنربيه سويًا .. سننشأه معا .. سيكبر بيننا يا ولاء أنت وعدتني . "
لتتمسك بكفي وتنظر لعيني : وعدتك بالولد وأردت أن أبقى معكما ولكنه ليس بيدي ، أشعر بأن حانت نهايتي .
حينها زمجرت غاضبا .. رفضت واعترضت لتبتسم فتذهب ابتسامتها كل ضيقي لتهمس لي بحنان : حسنا لا تغضب ، اذهب وآتي بجنى فأنا أريد أن أراها .
صمت وعيناه تشخصان بصدمة فتنظر له منتظرة بصبر إلى أن همس بصوت أتى من أعماقه : وللأسف ذهبت ، وضعت مازن بجوارها كما أرادت فضمته لحضنها وذهبت ، بل ركضت وأنا لا أفهم لماذا اركض ، لماذا أجري ، لماذا أشعر بالهلع يكتنفني والخوف يسيطر على أوردتي ، لأصل إلى قصر والدي فأجد ابنتي ترزخ تحت أنقاض انهيار عصبي دفعها لفقدان النطق فهي من استيقظت من نومها لتتلقى مكالمة المشفى التي أخبرتها بأن والدتها قابلت وجه كريم .
صمت ووجهه يعكس وطأة الذكرى عليه ليهمس بصوت محشرج : حينها فقط سقطت .
اتسعت عيناها بصدمة وألم شعرته يسري من روحه لروحها وهو يتبع باختناق : هل رأيت بيت من قبل يُهدم ؟!
أومأت برأسها على الفور فهي لا تقوى الحديث فاكمل بصوت لا حياة فيه : ذاك ما حدث لي فتأثير خبر وفاتها كان كتأثير تلك الكرة الحديدية التي تهدم المبنى من منتصفه فتترك به ثقب كبير بعدما تضربه ، هكذا كان خبر وفاتها ضربة قوية أتت وخلعت قلبي من موضعه ليتداعى جسدي كاملا وأنا أشعر بخواء لم يخبو مع مرور الزمن ولكنه تراجع وأنا أتحول لشخص جديد لم أكن عليه يوما.
تحكم في دموعه ليهمس باقتضاب ألم قلبها : وهاك أنا فرطت في امانتها .. وصيتها .. وما تبقى منها .
همهمت من بين بكائها وهي لا تقوى إلا على أن تضمه بين ذراعيها وكأنه طفلها : لم تفعل ، مازن سيكون بخير .. مازن سينهض سليما معافيا .. ستفرح به وستزوجه ست البنات .. وسيكون طبيبا رائعا ، نعم ليس طبيبا بشريا ولكنه سيكون من أنجح الناس ، سيكون بارًا بك وبوالدته المتوفاة وبي فمازن عوضي الذي أكرمني الله به ولن يضيمني به أبدا .
تمسك بضمتها له ليهمهم بانهيار : أنا متعب يا لميا .. أشعر بقلبي يئن ألمًا .. أشعر بأني اهدم ثانية .. أشعر با بأني سأقع .
همت بالحديث لتتسع عيناها بصدمة حقيقة حينما شعرت بأنفاسه تثقل وجسده يرتخي بين ذراعيها لتشهق بصدمة : أحمد .
***
رنين هاتفه المتواصل ايقظه من نومه ليعبس بتعجب وهو ينظر إلى ساعته فهو عاد منذ قليل بعدما اطمئن على وصول ابنة الوزير آمنة لقصر والدها هي وأطفالها ، بل أنه اطمئن على استقرار آل الخواجة جميعهم ليقرر اليوم أن يعود إلى بيته الفارغ ليحصل على حمام دافئ وقسط من النوم ولكن هاك هو الهاتف يوقظه من غفوته فيجيب سريعا : حسن الوكيل معك .
أتاه صوت أحد الضباط اللذين يخدمون معه يهتف بعملية : اتتنا إخبارية يا سيدي عن وجود جثة مصابة ملقاة عند أطراف إحدى المدن الجديد يشتبه ان تكون جثة الهارب الذي نبحث عنه .
انتفض واقفا من فراشه ليهتف بجدية : حسنا أنا قادم على الفور أرسل لي احداثيات المكان .
أغلق الهاتف ليعاود ارتداء ملابسه ويغادر سريعا حتى يحقق في صحة الإخبارية من عدمها .
***
يقف بباحة هذا المكان الجديد الذي نقل الآخر اليه ينظر من حوله ويتحدث مع أحد رجاله عن تأمين المكان الجديد ليشعر بالآخر الذي أتى متنقلا على كرسيه المدولب الالكتروني يتحرك بسرعة فيشير لرجله بالانصراف قبل أن يستدير ليواجهه فيسأله الآخر : هل فعلت كما اتفقنا ؟
أومأ برأسه إيجابا : أعتقد أنهم الآن يفحصون الجثة ويشرحونها .
زم الآخر شفتيه مفكرا : هل تعتقد أنهم سيقبلون بها ؟
أجاب بعدم معرفة : لا اعرف أنها مجرد محاولة لعلهم يلتقطونها لأستطيع اعادتك إلى قومك .
هتف بحقد : لا أريد العودة إلا حينما أحقق انتقامي كاملا .
لوى شفتيه مفكرا قبل أن يجيب وهو يتقدم منه هامسا : سيد موشيه أنا أقدر جدا أمر الانتقام والكره وكل هذا ولكن إذا لا تعي وضعك دعني أخبرك عنه ، أنت الآن لا تستطيع الحركة وقومك يريدونك أن تعد إليهم ويكفي ما حدث ، فكن منطقيا لأجلي واجلهم وفكر بعقلانية ودع أمر الانتقام جانبا من فضلك .
هدر موشيه بكبر : أنت معي لتنفيذ أوامري .
فهدر أمامه : أبدا ، أنا معك لأعادتك فقط ، وإذا أردت أن تفعل أي شيء سوى أن تعود لبلدك ، اعتبرني منسحبا من الآن .
تجهم وجه موشيه لينظر إليه بتحدي فيهدر موشيه بنزق : حسنا سأعود ولكن بشرط عليك أن تخبرهم به ، زم شفتيه بصبر لينظر إليه بتساؤل فاكمل موشيه – يرسلون قبيل عودتي من يقتل المخترع أريد أن أتأكد من أن المهمة ستنفذ .
أومأ برأسه ليهتف : سأفعل ، هلا تريد شيئا أخر ؟
هز رأسه نافيا فأومأ الأخير برأسه متفهما قبل أن يغادر بسرعة غافلا عن عيني موشيه التي ومضت ببريق كراهية مشتعل وهو يهمهم بينما يتحرك على كرسيه المدولب : سأخذ بثأري كاملا حتى وأنا لا أقوى على الحركة ، سامحي أثرهم جميعا من على وجه الأرض ثم أعود ملكا متبخترا في علياءه فلست أنا من يعود مهزوما ، بل سأذيقه هو وابناءه الجحيم على الأرض قبل أن أودعهم وهم ذاهبون لجحيم السماء .


سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس