عرض مشاركة واحدة
قديم 26-09-20, 06:29 PM   #456

سلافه الشرقاوي

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سلافه الشرقاوي

? العضوٌ??? » 296621
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 970
?  نُقآطِيْ » سلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond repute
افتراضي

جلست مجاورة لزوجها الذي يتبادل الحديث مع عمر تنصت إليهما باهتمام تبتسم بلباقة وهي تلاحظ عمر الذي يتبادل معها الحديث في أضيق الحدود بل إنه يتحاشى النظر إليها في تجاهل لا تعلم سببه ورغم أنه منذ معرفتها له وهو مهذب للغاية إلا أنها تلاحظ منذ فترة قريبة توقفه عن المزاح معها أو الحديث الأريحي كعادته ، فعمر شخص بسيط مهذب ولبق ولكنها تشعر بتبدله دون سبب معروف لها سوى .. ابتسمت وعقلها يدرك فجأة أنه يتجنبها إرضاء لتلك الصغيرة التي لا تطيقها ، فهي تدرك جيدا أن شقيقة زوجها ترفضها ولا تتقبل زواجها من سليم ، ولكنها لا تهتم لا بها ولا بسوزان التي لا تقبلها بدورها ولكن حماتها العزيزة لديها الكثير من الحكمة حتى لا تعلنها صراحة .. ولديها الكثير من الصبر تتمسك به لأجل ألا تخسر سليم ، فإذا كانت شقيقته غيورة كارهه لها وتراهن على مكانتها لديه ، فوالدته لا تفعل حتى لا تنقلب حياة ابنها، فهي كأي أم تفضل راحة ولدها على راحتها الشخصية وتتقبل معاملتها المتعالية والتي تتعمدها معها بهدوء وأناقة لأجل ولدها
ابتسامة ساخرة وعيناها تومض بمكر وهي تفكر أن حماتها العزيزة لا تدرك مكانتها الحقيقة لدى ابنها لذا هي تستغل كل الظروف وتأقلمها معها حتى تستفيد أقصى استفادة من جهل الأم بعشق ولدها لأسرته وتفضيله لها هي وشقيقته عن حياته كلها ، ورغم أنها لم تكن تريد أن تتعامل معهما هكذا ولا تتصرف بتلك الطريقة البغيضة إلا أن عدم تقبلهما لها أثار جنونها وحقدها عليهما وخاصة تلك الصغيرة التي تتدلل دلال صارخ لأجل حملها ، غصة قوية احتكمت حول حلقها وهي تتذكر دلال حميها لابنته وتعلق سليم بالصغير الذي لم يأتي بعد ، اهتمام سوزان بها وملاصقة زوجها لها ، كل هذا أمام عيناها التي تنظر لها بكره ورفض لهذه الحالة التي لن تنالها .
انتبهت من أفكارها على صوت سليم الذي يحدث عمر بجدية : بالمناسبة يا عمر إذ كنت متفرغا الأسبوع القادم أخبرني فأنا أريدك معي وأنا أوقع العقود الجديدة الخاصة بالقناة ، كنت سأطلب من حبيبة ولكن حبيبة متعبة .
أومأ عمر سريعا وهتف بحمية : سأنظر لمواعيدي وأبلغك ولكن هل هناك شيء بالعقد محدد تريدني أن انظر اليه أم أنه إجراء روتيني تريدني معك فيه .
هم بإجابته ولكنها قاطعته بابتسامة متعجبة وهي تسأله : لماذا تحتاج إلى عمر يا سليم ؟! المستشار الخاص بشركتي سيكون متواجدا .
اكفهر وجه عمر ليرمقها سليم بنظرة غاضبة قبل أن يجيبها ببرود : نعم أعلم أنه سيكون حاضرا ولكنه ممثل عنك .
ارتجفا ابتسامتها لتهمس بعدم فهم : وما أنا وما أنت ؟!
ابتسامة مهذبة رُسِمت على وجه سليم قبل أن يجيبها : بالطبع لا فارق يا حبيبتي ولكن هذا في البيت ، أما العمل فهذا شيء آخر .
زمت شفتيها بعدم رضا استقر بعينيها ليهتف عمر بخفة : بعد إذنكم سأذهب لأطمئن على حبيبة.
أجابه سليم وهو ينظر إليها بجدية : تفضل يا عمر ، سأتبعك بعد قليل .
هدرت بخفوت عندما غادر عمر : كيف تحرجني هكذا أمام زوج أختك ؟
رمقها من بين رموشه وهتف بحزم : أنت من فعلت ولست أنا ، تعلمين جيدا أني سأصحبه معي لقد أخبرتك وتحدثنا من قبل عن كون مستشارك القانوني يخصك ولا شأن لي به ، وأن العمل شيء لا يتدخل به زواجنا ولكنك تتعمدين إحراجنا سويا يا أنجي .
هتفت بغضب وهي تنتفض واقفة : لأني لا أفهم إلى الآن لماذا تضع هذه الحدود بيننا ، لماذا لا تتصرف وكأننا شخص واحد ؟
استرخى بجلسته ليضع ساقا فوق أخرى : لأني لا اخلط حياتي الشخصية بعملي وأنت تدركين هذا جيدا ، بل حقا أنا متعجب لأنك تريدين أن تخلطي الأوراق ببعضها فأنا ظننتك أكثر مهنية من ذلك .
اربد وجهها بغضب : أنت تتهمني يا سليم بعدم المهنية ، مط شفتيه باستياء فأتبعت بجنون - لأني أريد أن أمنحك كل ما أستطيع تتهمني بعدم المهنية ؟!!
وقف بحركة سريعة اجفلتها ليشرف عليها بطوله الفارع : أنا لا أريدك أن تمنحيني أي شيء على المستوى المهني يا أنجي ، لأني أكثر من قادر على فعل الكثير بنفسي لنفسي ، ولكن شكرا لك على أي حال أرجوك التزمي بالمهنية فيما بيننا .
شحب وجهها وهي تنظر إليه بصدمة ألمت بها وخيم الصمت عليهما إلى أن قاطعه صوت بلال الذي وقف بباب الغرفة ينظر إليهما مليا قبل أن يهتف بتعجب : ما بالكما يا أولاد ؟! هل تتشاجران ؟!
التفتا سويا نحو والده فتسيطر على ضيقها .. صدمتها .. غضبها وترسم ابتسامة واسعة فوق وجهها وهي تقابل حماها الذي ابتسم بدوره مرحبا بوجهها فأقبلت عليه لتضمه وتقبل وجنتيه كعادتها : لا أبدا أنه مجرد نقاش عادي ، ضمها بلال إلى صدره فاتبعت - كيف حالك يا عماه ؟ اشتقت إليك .
ابتسامة هازئة ناوشت ثغر سليم وهو يستمع إلى حديث أبيه المرحب والمحتفى بها والذي أنهاه كالمعتاد : هل ضايقك هذا الولد ؟ فقط أخبريني وأنا سأتصرف معه حتى لا يظن أن ليس لك أحدًا يحميك منه .
ابتسمت برقة وهي تنظر لسليم هامسه بعاطفة : أبدا يا عماه حتى لو فعل أنا لا أستطيع أن أغضب أو أتضايق من سليم ، فلا أحد يغضب من نفسه .
اتسعت ابتسامة بلال وغمز لولده بعينه البعيدة عنها بشقاوة أثارت ضحكة سليم الذي هتف بمرح : لا تتحجج بجيجي لترميني خارجًا يا بّابّاه تستطيع فعلها دونها .
ضحك بلال الذي اقترب من ولده الذي انحنى ليضمه أبيه وهي تهتف برقة : بل لن يفعل أبدًا على الاقل لأجلي .
رمقها سليم من بين رموشه ليهتف بلال بمرح : بالطبع يا بنتي لأجل ارضاءك نرضى عن هذا الولد المشاغب.
اتسعت ابتسامتها ليهتف بلال : حسنا هيا بنا الطعام فاعتقد أن سوزان انهت كل شيء ، وعلينا إعداد المائدة .
استجاب سليم بسرعة ليغادر بعد والده بينما هي تلكأت هاتفه : سأرد على بعض المراسلات وأوافيكم حالًا .
***
يجلس خلف مكتب أبيه يعبس بضيق وخاصة بعدما علم بغياب عاصم اليوم فيبرم شفتيه بعدم فهم وهو ينظر للجهاز اللوحي من أمامه يحاول أن يلم بكل المعلومات التي لم يكن يدركها من قبل معتمدا على عاصم في إدارة الاجتماع الذي سيدخله بعد عشر دقائق كاملة ، يحاول أن يهدأ من قلقه وعقله يذكره بوجود أحمد معه وأنه من سيترأس الاجتماع بدلًا من عاصم ولكن نفس ذاك العقل يؤمره بجبروت أن لابد عليه أن يكون ملما بكل شيء حتى يكون معاونا لأحمد وليس عالة عليه بالداخل.
أغمض عيناه ليرن هاتفه برسائل متتالية فيبتسم بعفوية وهو يتعرف على نغمة الرسائل المختلفة الذي خصصها لها كي يتعرف على الفور كونها من تراسله فيلتقط الهاتف ليجيبها دون تأخير كما اتفقا حتى لا تغضب كعادتها ، أخبرها على عجالة أنه لديه أمر هام في العمل فسيحدثها بعدما ينتهي لتأتي رسالتها في نفس اللحظة تخبره فرحة بنتيجة اختباراتها.
لوهلة تفاجئ ليهم بتهنئتها ولكن جملتها التي أتت مقتضبة وضائقة أوقفته عن كل شيء حينما كتبت له " حسنا اهتم بما هو أهم لديك مني ، سلام "
عبس بضيق ليمط شفتيه مفكرا ماذا عليه أن يفعل هم بتسجيل رسالته الصوتية لها ولكن صوت أحمد الضاحك بخفة أخرجه من تفكيره وهو يهتف به : أمسكت بك يا ابن الوزير ، مع من تتحدث ؟
امتقع وجهه ليتطلع إلى أحمد برعب لحظي قبل أن يتمالك أنفاسه وعقله يؤكد له أن أحمد لا يدرك ماهية من تحدثه فيبتسم بتوتر لم يقوى على التخلص منه سريعا وهو يهمهم : لا شيء أنا بخير .
عبس أحمد بتعجب وهو يرمقه بتفكير سكن حدقتيه : ما بالك يا أدهم ؟! هل أفزعتك ؟!
كح بخفة ليجلي حلقه : لا أبدًا فقط كنت مشغول بأمر الاجتماع وعاصم الذي لم يأتي واعتذر لمديرة مكتبه بدلًا من أن يفهمنا ما الأمر ، وضائق لأني لا أعلم عن الصفقة شيء و..
أتبع أحمد وهو يقترب منه بهدوء يحدثه بنضج وكأنه يدرك جيدا ما به : وحدثتك صديقتك وأغضبتك.
رف بعينيه ليهم بالحديث فيبتسم أحمد ويرمقه بطرف عينه في نظره يحثه بها ألا يكذب عليه وهو يستلقي على الكرسي أمامه فيهمهم بخفوت معترفا : بل هي من غضبت ؟
قهقه أحمد ضاحكا بخفة ليسأله باهتمام : وأنت ماذا ستفعل ؟!
زفر أدهم بقوة لينهض واقفا هاتفًا بجدية : ليس لدي وقت الآن لأقعل أي شيء ، حينما أتفرغ سأرى ماذا يمكنني أن أفعله لأراضيها كالعادة !!
ارتفعا حاجبي أحمد ارتفاع طفيف ليعتدل بجلسته هاتفا بجدية : تعالى يا أدهم أجلس أنا أريد أن أتحدث معك .
تحرك أدهم بعدما رمق أحمد بريبة فابتسم له أحمد بدعم وحثه بجدية أن يطيعه فاقترب ليجلس أمامه . تنفس أحمد بعمق ليسال بوضوح : هل هذه الفتاة ، عابرة كغيرها أم صديقتك بالفعل ؟
ران الصمت عليهما قبل أن يرفع أدهم عيناه وينظر لأحمد بثبات : بل أنا أعدها لتكون زوجتي .
كسى الذهول ملامح أحمد ليردد بعدم فهم : تعدها لتكون زوجتك ، كيف ؟!
لوى أدهم شفتيه بابتسامة ماكرة ليجيبه بمرح : أنت من تسأل يا أبيه ، توقعتك تدرك معنى ما أقصده.
عبس أحمد ليسأل بهدوء : تقصد أميرة ؟! أومأ أدهم موافقًا فأتبع أحمد ضاحكا وهو يثرثر بعفوية : أنا لم أعد أميرة قط لتكون زوجتي .
رمقه أدهم باستفهام فأكمل أحمد ببوح : أميرة خُلقت لتكون نصفي الآخر .. أماني ومرفأي ووطني وجنتي ، لذا وهبني الله إياها لتمنحني اكثر ما يسعدني ، أطفالًا كانت هي مصدرهم ورحمهم اللذين تكونوا بداخله ونمو فيه وستكون دوما ملاذهم الآمن ، تنهد ليتبع - بل حقيقتا هي ملاذي قبلهم .
صمت قليلا ليكمل بهدوء : أنا لم اختار أميرة يا أدهم ، لم انتقيها .. لم اختارها كما يتبادر ذهن أي شخص لأنها ابنة فاطمة أو لأنها الطفلة الجديدة التي أتت للعائلة بعد الكثير من الذكور ، لا ليس هذا ما حدث ، بل ما حدث لا أفهمه للان ، لماذا كنت متعلقا بها وهي الصغيرة التي كنت أحملها على ذراعي .. لماذا كنت اشتاق إليها وهي طفلة وأنا كبير أرى الكثير من الفتيات اليافعات امامي .. لماذا كنت اهفو لها دوما واشاكس والدك لأجلها .. لماذا حاولت الهرب منها ثم عدت إليها لأصمم على امتلاكها ، كل هذه الأشياء لم تحدث بإرادتي الكثير منها أو معظمها لم يحدث بإرادتي ، لم أكن مخيرًا بها .. بل كنت مسيرا في طريق مرسوم لي لأحظى بقدري الذي أراده الله لي ،
رمقه أدهم بانبهار فاكمل ببسمة هانئة : أن تكون أميرة فيه امرأتي .. زوجتي .. وام أطفالي ، واللذين بالمناسبة لم أكن أريدهم بل حاربت كثيرا حتى لا أرزق بهم والآن أنا نادما كثيرا لأجل غبائي وتخوفي من وجودهم .
تطلع إليه أدهم قليلا ليسأل بجدية وهو يعتدل بجلسته : لماذا لا كنت تريد أطفالًا ؟
رف أحمد بعينيه ليجيب باقتضاب : هذا أمر طويل يصعب علي شرحه ، ولكن إجابته المختصرة أني كنت خائفا ، الخوف يؤثر سلبا على قرارتنا وأفكارنا وشخصياتنا .
تمتم أدهم بجدية : أنا لست خائفا ، أنا فقط ..
صمت وأحمد يراقبه باهتمام فاكمل أدهم وهو ينظر إلى أحمد باستفهام – هل حاولت فيما مضى أن تبتعد عن اميرة ؟
تنهد أحمد بقوة : نعم فعلت .
ارتفعا حاجبي أدهم بتعجب ليسأله سريعا : وكيف عدتما سويا ؟! كيف التقيتما ؟!
ابتسم أحمد ليهمس بيقين : هذا ما أخبرك عنه يا أحمق ، أنه القدر ، وقدري أن تكون أميرة زوجتي ، أتبع بنصيحة سكنت قلب أدهم – مهما هربت من قدرك يا أدهم ستلاقيه في أخر المطاف ، لذا ليس عليك أن تشغل رأسك بمن تعدها لتكون امرأتك ، إذا كتبها الله لك أن تكون زوجتك ستكون مهما اختلفت دروبكما ، ستلتقيان في أخر المطاف .
اتسعت عينا أدهم وأنفاسه تتلاحق وحدقتيه تومض بأمل سرعان ما خبى حينما همس أحمد بجدية : من تريدها ليست من تتحدث عن كونها امرأتك أليس كذلك ؟
اسبل أدهم جفناه ليخيم الصمت عليهما قليلا قبل أن يهتف بجدية : هل أستطيع أن أسألك عن امر ما يخص الصفقة ؟
ابتسم أحمد وأخفض عيناه ليجيبه بهدوء : لا .
رفع أدهم عيناه سريعا له ليكمل أحمد شارحا – لقد أجلت الاجتماع ، فلابد من حضور عاصم وعليه أتيت أخبرك أني سأغادر بدوري سأعود لبيتي واهنأ بالأطفال بينما تستعد أميرة لحضور ليلة الحناء .
زفر أدهم بقوة ليهتف بصدمة : اوه لقد نسيت أننا سنذهب للاحتفال بعمار، حسنا سننصرف سويا ، ولكن انتظر إلى أن اراسل عاصم فأنا ضائق منه للغاية .
قهقه أحمد ضاحكا بينما استل أدهم هاتفه ليراسل عاصم يعاتبه على تغيبه الذي أتى مفاجئا .
***
دلفت بخطوات سريعة وهي تدرك أنها تأخرت على موعد الغذاء لتهتف بسرعة وهي تخطو نحو دورة المياه القريبة من باب البيت : أعلم أني متأخرة واعتذر عن التأخير يا خالتي ، أتبعت وهي تعود إليهم على المائدة المجتمعين عليها - وأعلم أني كان يجب علي التواجد من الصباح ولكن حالة الطوارئ التي كنت مسئولة عنها لم تنتهي قبيل الآن .
لانت ملامح ليلى العابسة حينما قبلت جنى وجنتها وهي تهتف : لا تغضبي يا لولا .
ابتسمت ليلى لتربت على كتفها بأمومة في حين هتف أمير بضحكة حانية : لا عليك يا ابنتي ، فالعروس وصلت للتو وتبدل ملابسها وعادل لا أفهم ماذا يفعل بالحديقة زوجك الوحيد المتواجد على الطاولة .
ابتسمت حينما شاكسها أسعد بعينيه لتهتف بخفة : لا حرمنا الله من وجوده يا عماه .
أمنت ليلى سريعا على دعائها ليهمس أسعد بخفة : اجلسي يا جنى من المؤكد أنك جائعة .
هتفت بخفة : اتضور جوعًا ولكن سأتي بعادل أولا ً ، لوت شفتيها بخفة - من الواضح أن الطبيب يعاني .
ضحك أسعد وأومأ براسه يوافقها : لقد دعوته ولكنه لم يستجب .
تنهدت بقوة لتهتف : سأذهب إليه .
استدارت لتشهق بخفة وهي تقفز للخلف حينما هدر عادل على غفلة : لقد أتيت .
عبس أسعد بضيق وهو ينهض ليقترب من جنى يضمها إلى صدره لتسمي ليلى بحنو : بسم الله عليك يا ابنتي .
تمتم أمير بجدية : كيف لم تصدر صوتا وأنت قادم ؟!
نظر إليهم بعدم فهم : هي تعلم بوجودي وكانت آتية من الأصل لم أشأ بالتأكيد إفزاعها .
رتبت على قلبها وخفقات روحها المتتالية لتهتف بعدما استعادت انفاسها : لا عليك يا عادل أنا فقط .. عقلي لم يدرك وجودك .
هز عادل رأسه بيأس : أنا آسف يا جانو لم أقصد والله .
أقبلت عليهم يمنى لتهتف بتعجب : ما الأمر ؟!
ابتسمت جنى بوجهها لتذهب إليها تضمها بأخوة : لا شيء يا حبيبتي ، أنت أخبريني كيف حالك اليوم ؟
أومأت برأسها : بخير ، أنهيت معظم الأشياء وستأتي خبيرة الحناء ليلا .
صدح صوت ليلى : اجلسا وتحدثا على الغذاء .
اطاعتها على الفور لتهتف ليلى بجدية : تناولي الطعام يا يمنى ، فأنت لم تأكلين شيئا منذ الصباح .
تمتمت جنى الجالسة بالمنتصف بينها وبين أسعد : كلي جيدا فأنت لا تعلمين متى ستستطيعين أن تأكلي وجبتك القادمة .
همهم عادل بضجر : لماذا ؟! هل ذاهبة للحرب ؟!
صمت خيم عليهم جميعًا لتجيب جنى وهي تجاهد توردها الذي انتثر فوق وجهها : لا ولكن غدا سيكون يوم حافل من الممكن أن تنسى تأكل وفي الزفاف غالبا لن تأكل وبعدها ..
صمتت وهي تشعر بأنها توغلت بمنطقة خطر الحديث بها لتهتف بجدية متحاشية الحديث وهي تشعر بضحكة أسعد المكتومة فيزداد خجلها لتتغلب عليه وهي تعاود الحديث مع يمنى : في الغد سأجاورك من الصباح ، حصلت على أجازه لمدة يومين أخيرًا .
ابتسمت يمنى وهتفت : حبيبة أيضًا أخبرتني بذلك ، وكانت ستأتي معي اليوم ولكن رفضت ، فهي متعبة بسبب حملها ويكفي عليها مجهود غدا.
تمتمت جنى بصدق : أتمه الله عليها على الخير .
تصلب جسدها بترقب حينما هتفت ليلى : العقبى لك يا حبيبتي .
رمشت بعينيها كثيرا وهي تتذكر أن الطبيبة المعالجة خاصتها أخبرتها أن عليها التأجيل قليلا بعد المرة الماضية التي اكتشفت بها أنها لم تكن حاملا بل ما كانت تعاني منه ما هو إلا اشتباه بنزلة معوية فتستكمل جلساتها مع الطبيبة بعدما قرر أسعد أنهما سيؤجلان الإنجاب إلى أن تسمح لهما الطبيبة بذلك تنفست بعمق لتجيب بهمس خافت : إن شاء الله يا خالتي .
ابتسم أسعد برزانة وهو يضغط على كفها القريب منه أسفل الطاولة قبل أن يصرح بجدية : نحن لا نفكر الآن بأمر الأطفال هذا ، وخاصة بعد انتقالي إلى الموقع الجديد وجنى منشغلة في أمر مناقشة الرسالة أعدك بعدما تستقر أمورنا سنبدأ بالتفكير.
همت بالحديث ليصدح صوت أمير الذي استوقفها بنظراته الحازمة : يسر الله لكما أموركما ، ما يهمنا أن تكونا سعداء .
تمتم أسعد بجدية : نحن بخير والحمد لله .
تمتم أمير : الحمد لله .
انشغل الجميع بتناول الطعام ليبدأ هو بتقطيع الدجاج لها كما المعتاد بينهما ، ليسألها بهمس لم يخرج فيما بينهما : هل سترسمين الحناء اليوم ؟
عبست بعدم فهم لتهمهم : الحناء للعروس .
ليهمس بخفوت وهو يميل بجسده نحوها بمشاكسة : وأقارب العروس ؟
أجابت بعفوية : أنا أعد من أقارب العريس ، رفع حاجبه برفض فابتسمت بشقاوة قبل أن يلمع الإدراك بعينيها فنظرت إليه لوهلة ثم همهمت بتساؤل : تريدني أن ارسم الحناء .
أومأ بعينيه وهو يأسر نظراتها فاحتقن وجهها خجلا عندما همس بخفوت شديد : هل لي أن اختار الأماكن والرسومات ؟
هزت رأسها بحركة تُفضي بعدم معرفتها لينتفض هو بغضب وتأوه كتمه حينما شعر بقدم أخيه تلكزه بقوة في ساقه لينظر إليه بحنق ، أشار إليه عادل بعينيه إلى والدته التي تطلع نحوه بجدية فيكح بحرج وهو يعاود تناول الطعام ليهتف عادل بصوت عال قليلا : أخبريني يا جنى ما حالك الطوارئ التي كنت مسئولة عنها اليوم ؟
زفرت أنفاسها ببطء قبل أن تجيبه وهي تحاول أن تسيطر على حرجها لتهتف بعد قليل بحماس : الطوارئ اليوم كان ينقصك ، كنت ستبدع في إدارته فنحن كنا بمنتصف الفوضى اليوم .
هتف بتساؤل : لماذا ؟
أشارت إليه في حديث من الواضح أنه معتاد بينهما : عليك التخمين ، إذًا جاوبت صح سأعد لك القهوة بعد الغذاء.
عبس بتفكير : حادث سير .
هتفت وهي تتناول الطعام بصخب أثاره حديثها مع عادل : لا وتبقى لك محاولتان .
مط عادل شفتيه بتفكير ليهتف : انهيار عمارة سكنية ، هزت رأسها نافية فهتف بضجر - امنحيني دلائل .
هتفت : نشر الخبر اليوم .
اتسعت عيناه بصدمة : لا تخبريني حالات الانفجار كانت عندنا ، أتبع بحنق - كيف لم تستدعونني؟
ضحكت بخفة : لأن أغلبية الحالات علاجها عند جراحين التجميل وقسم الجراحة العامة ، ولكننا كنا نحتاجك في الإدارة بالفعل ، لذا دكتور محمود هو من تولى إدارة الطوارئ اليوم على غير العادة رافضًا استدعاؤك.
رمقها بضيق : لن أنسي لك أنك لم تخبرينني عن الأمر ، رسالة صغيرة كنت سأتي دون استدعاء ، ليتبع بعفوية - كنت احتاج بشدة أن انشغل اليوم في العمل .
ابتسمت بخفة وهي تلتقط تصريحه الذي ما يخرج منه نادرا لتهتف به : لا تبتأس يا صديق فالكوارث القادمة كثيرة .
قهقه عادل ليهتف من بين ضحكاته : معك حق وخاصة زفاف ابن عمك أنه الكارثة الاسوء في تاريخ البشرية .
أصدرت يمنى صوتا معترضا بينما شهقت ليلى باستنكار لينفجر أمير وأسعد بالضحك فتشاركهما جنى الضحك بعد صدمتها الأولية ، لتهتف ليلى بحنق : لا حول ولا قوة إلا بالله ، زفاف شقيقتك تصفه بأنه كارثة ، أكملت بصوت حان وفرحتها تلمع بعينيها - أنه الحدث الأجمل في عمرنا بأكمله .
لوى شفتيه باعتراض فأتبعت ليلى بضيق : أصمت بالله عليك وتناول الطعام وأنت ساكت
نفخ بقوة لينهض واقفًا وهو الذي لم يمس طعامه : شبعت والحمد لله ، أتبع بخفة وهم يغادر المكان للحديقة - سأنتظر القهوة يا جانو .
هتفت بخفة : سأنتهي من الطعام وأعدها على الفور.
***
— ما بالك يا ابنتي لا تتناولين الطعام ؟! أنت تقريبا لا تأكلين سوى السلاطة .
همت بالحديث ولكن صوت سليم صدح بجدية يقاطعها : أنها تلتزم بنظام غذائي خاص بها يا باباه .
عبس بلال بعدم فهم ليسأل سليم : ولماذا لم تخبرنا يا بني كانت والدتك أعدت لها طعام خاصا بها .
عبست سوزان بضيق لتزفر حبيبة بضجر بينما رمقه سليم بطرف عينه لتنطق هي بدلال : أخبرته يا عماه ولكنه لم يخبر انطي .
اعتلى الضيق ملامح بلال ليلتفت إليها سليم يرمقها من بين رموشه قبل أن يهمهم بجدية : نسيت بالفعل أن أخبر ماما ولكن لا أعتقد أن الأمر فارق كثيرا يا جيجي ، فكالعادة أنت تتناولين السلطة لأجل رشاقتك.
ابتسامة رقيقة رُسِمت على ثغرها لتهمس إليه : لابد أن أحافظ على رشاقتي ومظهري يا سليم، أليس كذلك ؟
ابتسامة ساخرة زينت ثغره وآثر الصمت ليهتف بلال بود : بالطبع يا ابنتي ولكن لا ضير أن تتخلي عن أنظمتك الغذائية مرة وتتذوقين كل ما تطيب إليه نفسك .
ابتسامتها اتسعت لتهمس برقة : لأجلك يا عماه أخرب كل انظمتي .
ارتفع رأس حبيبة تنظر إليها بصدمة بينما عبست سوزان بضيق لتنهض واقفة تهتف بازدراء : لقد شبعت ،
كتم عمر ضحكته وخاصة مع نظرة سليم المستنكرة والممتزجة بسخريته قبل أن يعاود الأكل و والده يهتف : عيون عماه أنت ، هيا تناولي الطعام واعتني بنفسك لأجل أن تكوني قوية وتتحملين الحمل والإنجاب ، هاك أنت ترين حبيبة كيف متعبة بسبب قلة أكلها
تصلب عمر وهو يشعر بجسد حبيبة المتشنج بجواره والتي نهضت بثقل تهتف بضيق جلي : أنا الأخرى شبعت .
عبس بلال واهتمامه يتحول لحبيبة فينظر لها بانزعاج هاتفًا : ما بالك يا حبيبتي ؟! هل لازلت متعبة ؟!
تمتمت حبيبة بضيق وعبوسها يزداد :لا يا بّابّا ولكن معدتي منقلبة وأشعر بالغثيان.
انتفض بلال واقفا ليحتضن ابنته بحنان جارف يقبل رأسها ويهمس إليها : حبيبتي ألف سلامة عليك ، أين أدويتك وأنا آتي لك بها ، بم أن السيد عمر يتناول طعامه دون اهتمام .
أغمض عمر عيناه وهو يتحكم في ضحكته بضراوة ليهتف بمرح : أنا التزم يا عماه بالقواعد فأنا حينما ادللها أمامك تغضب مني وحينما أبتعد تغضب مني ، ما الحل اخبرني ؟!
أشار إليه بلال برأسه : أكمل طعامك في صمت من فضلك يا حضرة الافوكاتو ، ضحك عمر ليرفع كفاه باستسلام فيتبع بلال بضحكة حانية وهو يقبل حبيبة برأسها ثانية - وأترك حبيبة أبوها لي ادللها قبلما تعود معك وتتركني .
استكانت حبيبة بصدر بلال وهمست بدلال طفولي عفوي : اشتقت إليك يا بّابّاه ،
ضمها بلال بصدره وهو يهمس إليها بحديث خافت لم يستمع إليه أحدًا تحت مراقبة عمر الحثيثة لهما إلى أن اختفيا من أمامه فعاود تناول طعامه لتلتقي عيناه بعيني أنجي الشاردة فيمن اختفيا بدورها ، أجفل وملامحه تنقلب بمفاجأة سرعان ما تخلص منها وهو يشعر بقلبه ينقبض من تلك النظرة الباردة التي سكنت حدقتي أنجي التي من الواضح أنها استعادت توازنها فابتسمت برقة وهمست وهي تنهض بدورها : أنا الأخرى شبعت .
نهضت بخيلاء لتبتعد عن الطاولة بينما هتف سليم غير المنتبه : لم يتبقى سوانا يا عمور ، هيا تناول الطعام وأترك كل ما يحدث من حولك جانبا .
رفع عمر عيناه لينظر إلى سليم الذي انتبه إلى نظراته فتساءل عمر بوضوح ونبرة خافتة : ما الذي يثير ريبتك في العقود يا سليم ؟
ابتسامة ماكرة ناوشت ثغر سليم ليهمس إليه بنفس خفوت نبراته : مر علي بالشركة وسنتحدث حينها .
أومأ عمر برأسه : يوم الأحد سأكون عندك بإذن الله .
ابتسم سليم قبل أن يشير إليه بتناول الطعام فيعاودا الأكل ثانية وهما يتحدثان بمرح عن أشياء كثيرة لم يتضمنها العمل .
***
يجلس بجوارها على طاولة الطعام بالقصر يتناول الغذاء مع عمه وفاطمة فهما يتوجدان اليوم معهما على غير العادة فهو منذ زواجه وبعدما قضى شهر عسله بالخارج عاد ليجد القصر فارغ لأجله ، كان يظن الأمر لأنه بأول زواجهما ولكن ما فهمه من تامي فيما بعد أنهما قررا أن يمكثا معهما فقط بأخر الأسبوع حتى تستقر أمورهما سويا فيتركان لهما المجال فارغا ليعتادا نمط حياتهما الجديد ورغم رفضه واصراره أن القصر يظل كما هو فهو قصر الجميع ولا يخصه بمفرده إلا أن عمه وزوجته ينتقلان ذهابا وإياباً من بيتهما الجديد الذي بدأت فاطمة في إعداده وتجديده والقصر ، في حين استقل أدهم بنفسه في البيت الجديد ولا يأتي إلا نادرًا إلا للاجتماع على الطعام فقط ويرفض رفضا تاما المبيت ، ابتسم مرغما وهو يتذكر رسالة أدهم الصوتية الضجرة التي وصلته منذ قليل يشكو فيها من غيابه وغياب زوجته ويصفهما بعدم المهنية بينما يستمع إلى قهقهات أحمد في خلفيتها لتومض عيناه بسعادة سرت سريعا وهو يتذكر فترة الصباح التي قضاها بأكملها معها .. إلى جوارها .. بجانبها مؤكدا لها أنها ستأتي بولي عهده قريبا جدا ، كح بخفة وهو يتذكر وعده الصباحي لها فيتحدث بهدوء وهو ينظر إلى وائل : عمي ، انتبه الجميع إليه بينما رمقه وائل باستفهام - أريد بناء بيت خشبي فوق الشجرة الكبيرة في الحديقة .
توقف وائل عن مضغ الطعام ليعبس بتعجب اندثر لوهلة وهو يرمق عاصم بنظرة غاضبة فيرجف فكه و يتوقف عن المضغ ليغمغم بجدية : لماذا ؟
احتقن وجه نوران وكتمت ضحكتها وهي تخفض رأسها تعبث بطبقها تشعر بالحرج وهي تتذكر حديثه الوقح إليها صباحا بينما أجاب عاصم ببرود : ليلعبوا فيه الأولاد .
رجف جفن وائل ليهمس بصوت محشرج : أية أولاد ؟
عضت فاطمة شفتها حتى لا تقهقه ضاحكة لينظر عاصم إلى عمه مليا ثم يجيب أخيرًا ببساطة : أولادي أنا ونور .
__ ناااااعم ، ألقاها وائل بحدة ليرتفع حاجبي عاصم بدهشة ليكمل وائل بعصبية - أية أولاد يا ولد ؟!
اختفت الدماء من وجه نوران التي ارتجفت بخوف لتنفلت ضحكات تامي رغم عنها قبل أن تربت على كتف زوجها بحنو : أهدئ يا وائل .
لوى عاصم شفتيه بحنق ليهتف بعدم فهم حقيقي : لا أفهم ما وجه الاعتراض ألم تكن تريد وليا لعهد العائلة ؟ أكمل ببساطة - أنا أعمل على تنفيذ رغبتك لذا أريد بناء البيت الخشبي .
اتسعت عينا وائل ووجهه يكفهر لتضحك تامي وتهتف بمرح : ستبني البيت لأجل ولي العهد الذي سيأتي أم لتستطيع أن تأت بولي العهد
_مامي هتفت بها نوران بصدمة حينما انتفض جسد أبوها بغضب فيبتسم عاصم رغم عنه
ليزمجر وائل بغضب : بحق الله يا فاطمة توقفي .
تمتم عاصم برزانة : لا أفهم المشكلة يا عمي ، هل معترض على بناء البيت هل الفكرة لا تروق لك ؟!
تمتمت فاطمة بتفكه : بل معترض على فكرة الأولاد
اعتلت الصدمة ملامح عاصم لينظر إلى عمه الحانق بتعجب والذي هتف من بين أسنانه : ألم أطلب منك الصمت يا فاطمة ؟
صمت عاصم قليلا ليهتف سائلا بمهادنة ظنا منه أنها ناجحة : هل توقعت أني سأؤجل الإنجاب يا عماه ؟
تمتم وائل بحنق : يا الله يا رحيم
هتف عاصم بضجر : لا أفهم ما سبب اعتراضك يا عمي ؟! ألم تزوجنا ، كيف لا تتوقع أننا سننجب ؟!
هتف وائل بعصبية : ما لك بتوقعاتي ؟! لم أخبرك توقعاتي ولا أريدك أن تخبرني عن توقعات حضرتك العظيمة !
أشاح عاصم برأسه ليهمهم بعناد : حسنا على راحتك ولكن فعليا تفكيرك غريب يا عمي ألم تفكر بهذه الطريقة وأنا أتزوج من نوران ؟
هتف وائل بغضب : أصمت يا ابن وليد من الأفضل لك .
نهض عاصم متأففا لينتزع نوران معه: حسنا أعتذر أنا مخطئ لأني أحببت أن اشاركك في الفكرة سأبني البيت دون الرجوع إليك ، توقف قبل أن يغادر لينظر إلى عمه مليا وهو يتبع - لعلمك فقط حتى لا تهلع فيما بعد ، سأبني البيت لأجلي أنا ونوران فلا تنزعج حينما تجدنا نبيت فيه .
انتفض وائل واقفا وهو يصيح : اذهب من هنا يا ابن ال ..
صمت فيتحرك عاصم بخفة مبتعدا وهو يجذب نوران معه : أنا ذاهب من الأصل وسأخذ نوران لحضور حفل الحناء مع أخي .
راقبه وائل بغضب ليتمتم من بين أسنانه بتوعد : حسنا أنا سأريك يا ابن وليد سأريك أنت و وليد نفسه.
انفجرت فاطمة ضاحكة ليتأفف وهو يرمقها شذرا فهمست بخفة : لا تغضب يا بابا جدو ، شبيهك يريد أن يأتي بولي عهد للعائلة ، أليس هذا ما كنت تريده وتدفعه للزواج لأجله .
جلس ثانية ليزفر بقوة : نعم أريد ولي عهد للعائلة ولكن لم يصل الأمر لبناء بيت شجرة لأجله .
ضحكت بخفة لتغمزه بشقاوة : الولد مبتكر ويفكر خارج الصندوق .
اربد وجهه بغضب ليصيح : سأكسر الصندوق فوق رأسه بإذن الله .
انطلقت ضحكاتها من حوله بشقاوة فلانت ملامحه مرغما حينما شاكسته بوجهها هامسة : أتركه ينطلق يا وائل ، هو ونوران يستحقان السعادة يا حبيبي .
مط شفتيه ليغمغم بضيق : حينما أرى وليد سأريه بسبب قلة أدب ابنه .
لوت فاطمة شفتيها لتغمغم بعبث : في هذا هو اشبه بك عن أبيه .
اعتلت الصدمة ملامح ليسألها بحنق : تقصدين أني قليل الأدب يا فاطمة .
أجابته ببراءة مفتعلة : أنا ؟! أبدًا ، أتبعت بضحكة مغوية – أنت وقح فقط يا حبيبي .
اقترب منها بجسده هامسا : ألم تشتاقي لوقاحتي ؟
لامست طرف أنفه لتهمس بخفوت : اشتقت إليك وإليها كثيرا يا وائل .
مد كفه إليها لتستجيب بطواعية وهي تنهض ليجذبها إليه يجلسها فوق ساقيه ليضمها إلى صدره هامسا : وأنا اشتقت إليك كثيرا يا حوريتي .
***


سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس