عرض مشاركة واحدة
قديم 26-09-20, 06:57 PM   #460

سلافه الشرقاوي

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سلافه الشرقاوي

? العضوٌ??? » 296621
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 970
?  نُقآطِيْ » سلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond repute
افتراضي

ينظر إلى هاتفه بضيق وهو يرمق الاتصال الذي يجريه للمرة الثالثة على التوالي فلا تجب شقيقته التي لا يقوى على الاطمئنان عليها من البارحة ،
يزفر بضيق ليداعب هاتفه بنزق قبل أن يهتف بضجر وضح بصوته وهو يسجل إليها رسالة صوتيه : موني مساء الخير يا حبيبتي ، أتمنى أن تهاتفينني حينما تتفرغين أريد أن اطمئن عليك فأنت من البارحة لا تجيبين اتصالاتي ،
أرسل رسالته ليتبع من بين أسنانه وهو يسجل إليها رسالة جديدة - اتصال مرئي يا موني أريد أن أراك وأطمئن عليك .
ألقى الهاتف من كله ليستلقي فوق فراشه بضيق ينظر إلى سقف غرفته وهو يشعر بالوحدة تطبق فوق أنفاسه ليلتقط هاتفه من جديد ويتصل بأخيه الذي أجابه على الفور هاتفًا بجدية : مرحبا يا عادل ، هل ماما بخير ؟
عبس عادل بضيق ليجيب بنزق : ما هذا الاستقبال يا أسعد ، هل هذا يعني أني لا اهاتفك إلا بخصوص ماما ؟!
تجهم أعتلى وجه أسعد ليجيبه بهدوء : لا أقصد بالطبع ولكن ماما انهت الحديث معي حالًا واتصالك القريب جعلني أتوقع حدوث شيء ما يخصها .
زفر عادل بضيق وهو ينهض واقفا : لا لم يحدث شيء فقط أردت أن أطمئن على موني هل هاتفتها اليوم ؟
عبس أسعد بتعجب : لا أخر مرة تحدثت معها أول البارحة ، لماذا هل حدث شيء ؟!
برم عادل شفتيه ليغمغم بضيق : أنا أتصل بها من البارحة لا تجب .
ذهول طفيف داعب ملامح أسعد الذي أجاب بعد برهة : هل تتصل بها يوميا ؟! صمت عادل لوهلة قبل أن يجيب : بل أكثر من مرة في اليوم .
أغمض أسعد عينيه بضيق ليهتف بحدة ؛ هل جننت يا عادل ؟ تهاتف شقيقتك العروس أكثر من مرة في اليوم ، هم بالحديث ليقاطعه أسعد بجدية - احترم نفسك يا عادل ولا تتصل بموني ثانية ، واحترم علاقة شقيقتك بزوجها ولا تتطفل عليهما هكذا.
غمغم عادل بضيق : فقط لا تهتف بكلمة زوجها وتثير ضيقي أكثر ثم إنه عمار يا أسعد ليس بغريب عنا .
هدر أسعد بضيق : وهل لأنه ليس بغريب عنا هذا يمنحك الحق أن تهاتف شقيقتك كثيرا هكذا ؟!
زم عادل شفتيه ليتابع أسعد بخفوت - لا تدفعني لحديث لا أريد أن أخوض به يا عادل ،
اكفهر وجه عادل بضيق ليغمغم بنزق : حسنا أنا ضائق لغيابها وأشعر بأنه اختطفها مني ماذا علي أن أفعل ؟
هز أسعد رأسه بيأس : تزوج وأرحنا يا أخي .
مط عادل شفتيه ليهمهم : ماما غير موافقة على عروسي ماذا افعل أنا ؟!
تمتم أسعد بصراحة : جميعنا غير موافقين ، زفر عادل بقوة فاتبع أسعد بمكر - أنت نفسك غير موافق يا عادل .
تمتم عادل بضجر : لا تبدأ يا أسعد .
تنفس اسعد بقوة وأثر الصمت فاكمل عادل باهتمام - ماذا كانت تريد ماما ؟
ابتسم أسعد ليهمهم بمرح : من الواضح أنها شعرت بضيقك فتعد الطعام لأجل أن ترفه عنك ودعتني للعشاء ولكني لم أمنحها جوابا شافيا فأنا لا أعلم ماذا ستفعل جنى ، منذ البارحة وهي ضائقة لأجل سفر مازن ولم تخبرني هل ستذهب إلى بيت والدها أم لا ؟
صمت عادل فسأله أسعد بمكر : هل تهاتفني تسألني المجيء لم تريد الاستفراد بلولا وطعامها بمفردك ؟
أغمض عادل عينيه ليهمس بمكر مرح : أخاف أن أكون متطفلا عليك أنت الآخر .
تبرم أسعد ليهمهم بضيق : غليظ ، سأرى جنى وإذ لم آت لكم الآن سأتي في الغد يا شقيق وسأوقظك من نومك .
ضحك عادل ليهتف بمرح : حسنا سأنتظرك سواء الليلة أو في الغد ، ستنير بيت الأمير يا حضرة القائد.
أغلق الهاتف مع أخيه ليقفز واقفا يخطو خارج غرفته يبحث عن والدته التي وجدها بالمطبخ تعد الطعام فيهتف بمرح مشاكس : هل لدينا وليمة اليوم يا أم أسعد ؟!
ابتسمت ليلى برقة لتعبس بضيق لوهلة قبل أن تجيب : أسعد من الواضح أنه لن يأتي ولكن لا يهم ، أنا أعد الطعام لأجلك ، تعال وتذوق طاجن اللحم وأخبرني هل ينقصه شيء .
دلف إلى المطبخ ليلتقط مريول المطبخ ليرتديه بأريحية هاتفًا : ما رأيك أن أساعدك اليوم يا لولا .
ضحكت ليلى لتجذبه إليها تضمه إلى صدرها فيضمها إليه باشتياق ولهفة هامسا : اشتقت إليك يا ماما .
رتبت على صدره لتهمس باختناق ودموعها تتجمع بعينيها : لا تغضب مني يا عادل ، أنا آسفة يا حبيبي ، وإذ كان أمر هذه الفتاة ..
زفرت بقوة لتصحح بهدوء مرغمة - السيدة سيبعدك عني أنا اعتذر لك وأخبرك أني موافقة أن ترتبط بها كما تريد ، فأنا كل ما يهمني سعادتك وراحة بالك يا بني.
ابتسم عادل بحنان ليضمها إلى صدره هامسا : انا لست غاضب ولا ضائق يا ماما ، أنا بخير لا تقلقي علي .
ابتسمت ليلى لتربت على وجنته هاتفة : حسنا حدد موعدا لنذهب و تخطبها رسميا .
ابتسم بخفة واسبل جفنيه : حاضر يا ماما فقط لدي بعض الأمور العالقة سأنتهي منها وسأرتب موعدا بإذن الله ، صمت لوهلة قبل أن يتبع بغموض كسى ملامحه - أو لعل يحدث في الأمور أمور والغي الامر برمته .
ومضت عينا ليلى باهتمام فيشيح هو بعيدا قبل أن يهتف : أخبريني ماذا تعدين الليلة أيضاً ؟
ابتسمت ليلى وأثرت عدم السؤال لتمنحه وقته كاملًا ليبوح من نفسه كما أخبرها أمير مرارًا فهتفت بمرح : ستساعدني حقا ؟!!
غمز بعينه ليجيبها : أينعم هيا فقط أخبريني ماذا ستعدين أيضًا؟
ضحكت ليلى وربتت على كتفه : تستطيع تقطيع السلاطة وتذوق طاجن اللحم فأنا انتهيت بالفعل، وسأعد القهوة هل تحتسيها معي ؟
حمل وعاء الخضراوات البلاستيكي ليتبعها لصالة البيت وهو يهتف بها بعدما خلع مريول المطبخ : حسنا سأقطع السلاطة بجوارك وأنت تعدين القهوة يا لولا .
هتفت ليلى بجدية : حسنا ولكن احترس لمفرش الطاولة وأدر الراديو على المحطة التي تذيع الأغاني القديمة لنستمع الى بعض الأغاني .
هتف بمرح : مزاجك رائق الليلة يا لولا .
ابتسمت ليلى التي جلست ووضعت عدة القهوة أمامها لتتنهد بقوة هامسة بخفة : لأن مزاجك رائق يا حبيبي ، ابتسمت لتضمه إلى صدرها بعدما جلس بجوارها - ولد يا عادل تزوج معي أنا لا أقوى خ على فراقك .
ضحك بخفة ليهتف بمرح وهو يغمرها باحتضانه القوي بعدما كانت تحتضنه : ومن قال أني سأتركك يا لولا يا جميلة ، أنا سأظل ملتصقا بك يا ماما إلى الأبد .
ضحكت ليلى لتدفعه بنزق مرح : كاذب حينما تتزوج ستلتصق بزوجتك كما فعل أخوك .
جلجلت ضحكة عادل ليهتف بها : تغارين يا لولا .
ابتسمت ليلى لتهمس بصدق : يكفيني أن تكونوا سعداء يا بني
تنهد بقوة وهمس بعدما قبل رأسها : نحن سعداء بسبب دعاءك لنا يا ماما .
تمتمت ليلى : حفظكم الله وبارك لي فيكم يا حبيبي
***
تحرك نحو غرفة نومه يبحث عنها بعد اختفاءها الغريب والذي أثار قلقه عليها ان تكون باكية أو حزينة لأجل سفر شقيقها ليعبس بعدم فهم وهو ينظر إليها داخل غرفة الملابس ترتدي ملابسها فيسأل باهتمام : ترتدين ملابسك ؟
ابتسمت برقة : الن نذهب لوالدتك ؟ توقعت أننا سنذهب إليها من حديثك معها في الهاتف .
ابتسم بلطف ليسألها : إذًا لن تذهبين لمازن ؟
هزت رأسها نافية : لا ، اليوم يقضي ليلته مع أدهم وعلي سأمر عليهم في الغد واقضي معهم اليوم بأكمله إذ لم يكن لديك مانع .
هز رأسه نافيا : ليس لدي أي مانع سأوصلك بنفسي لهم إن شاء الله .
ابتسمت برقة فأدار عيناه عليها بتمهل ينظر إلى طاقمها الرسمي الذي ترتديه ليرف جفنه سريعا وهو ينظر إلى قدميها البضتين بلونها الأبيض الشاحب مزينتين في حذاء كعبه عريض عال بلون ذهبي لامع يلجم كاحليها بسوار ذهبي ملفوف من حولهما فيجعلهما بهجة للنظر همس بصوت أبح وهو يهمهم قريبا منها يحتل خصرها بكفيه يقربها منه فتصبح رأسها موازية لكتفه فيقدم جملته على قبلته التي مست شحمة أذنها : هل ستخرجين بهذا الحذاء ؟!
عبست بتعجب وهي تلتفت إليه بتساؤل قبل أن ترفع إحدى قدميها تنظر الى حذائها : ما باله حذائي ؟
مط شفتيه ليهمهم بجدية ارتسمت بملامحه رغم تراقص عينيه بتسلية : أرى أنه يناسب قميص نومك البني الذي كنت سترتدينه البارحة ثم عدلت من رأيك ، أكثر من طاقمك الرسمي الذي ترتدينه الآن يا جنتي .
رجف جسدها لتهمهم بصوت أبح والتعجب يزين هامتها : كيف عرفت ؟!
افتر ثغره عن تلاعب شقي : رأيتك البارحة وكدت أن اقتحم غرفة الملابس عليك ولكني أثرت الانتظار فعدلت عن خطة الاقتحام وجلست بالفراش لانتظر قدومك إلي ، أتبع بتمهل وهو يعاتبها بنظراته - لتتفاجئيني بالخروج وأنت ترتدين تلك المنامة الستانية بلونها الأزرق الغامق .
احتقن وجهها لتخفض نظراتها بحرج لتهمس بخفوت : القميص كان عاريا للغاية شعرت بالحرج أن أخرج به هكذا .
همس بتفكه وهو يحك ذقنه النابتة بشعيرات قصيرة يتركها ولا يقوم بحلاقتها طوال فترة إجازته بعدما أخبرته ذات مرة أنها أحبت ملامحه أكثر حينما حددتها ذقنه وهو بغيبوبته : أرتدي عليه المرة القادمة إسدال الصلاة وأنا سأخصلك منه بنفسي .
ابتسمت رغم عنها بخجل لتهمهم وهي تفرد كفيها على صدره تهمس بدلال طفولي : توقف يا أسعد .
تنهد بقوة وهو يضمها إليه يقبل جبينها بحنان : ارتدي حذاء أخر يا جنى واتركي هذا الحذاء لي بمفردي .
عبست بعدم فهم لتنظر إلى قدميها ثانية قبل أن ترفع نظرها إليه فيحتقن وجهها بقوة وهي تلتقط نظراته التائقة فتبتسم بارتعاش ألّم بحواسها وقلبها يرجف بخفقات هائمة فيه لتهمس بخفوت : أعتقد أننا نستطيع أن نعتذر عن الحضور أليس كذلك ؟
رفع حاجباه بدهشة ليهمهم بجدية : نعم نقوى على ذلك بالطبع ، فأنا لم اؤكد على ماما الذهاب من الأساس .
ابتسمت برقه لتشد جسدها للأعلى قليلا لتقبل وجنته بخفه : هذا أكثر من جيد .
عبس بتساؤل لتهمس متبعة- انتظرني قليلا
لتكمل وهي تتحرك مبتعدة عنه بخطوات مدللة وجسد يتمايل بحركات شعر بأنها مقصودة : أعتقد أنك لا تحتاج لخطة اقتحام ولا أنا احتاج لإسدال الصلاة .
اتبعت وهي تختفي خلف باب غرفة الملابس : فقط هدا الإضاءة قليلا .
اتسعت عيناه بادراك لحظي ليبتسم بمكر شع من حدقتيه اللتين ومضتا بتوق وشغف احتل أضلعه ليتنفس بلهاث قوي وهو يحاول أن يتخيل مظهرها بعين خياله ليعود للخلف يجلس على حافة الفراش يطبع بطريقة سريعة اعتذر بكلمات قليلة لأخيه يخبره أنهما لن يحضرا عشاء اليوم ، قبل أن يغلق هاتفه ويميل بجسده للخلف ليضعه بإهمال فوق طرف الكومود القريب من مكان نومه
سقط الهاتف من يده حينما التقطتا عيناه خروجها تخطو على استحياء نحوه فيتحشرج حلقه وهو ينسى أمر هاتفه ليعتدل جسده ببطء وعيناه لا تقوى عن الابتعاد عنها لتقترب كثيرا منه قبل أن تتوقف فتمنحه حرية النظر لها من قدميها المزينتين بالحذاء .. ساقيها البيضاء العارية لمنتصف فخذيها الذي يحدهما القماش الستاني بلونه البني اللامع فيضفي بريقا محببا فوق بشرتها الشاحبة .. ضيق فيحدد جسدها ويظهر مفاتنها من بين فتحته الواسعة التي أظهرت جسدها بسخاء وخاصة مع حمالتيه الرفيعتين ليهمس بصوت أجش آمر : استديري يا جنى
كتم تنفسه وهو يتطلع إلى ظهر القميص الخالي من القماش فاظهر ظهرها بأكمله ما عدا الحمالتين اللتين تعمدتا من خلف لتنتهيا مشبوكة في الجزء السفلي من القماش والذي رسم تفاصيلها وبالكاد أخفاها بقماشه اللامع الضيق .
انتفض واقفا ليصل اليها بخطوتين قبل أن ينحني فيحملها بين ذراعيه فتشهق بخفة قبل أن تتعلق برقبته هامسه بعتاب : أسعد اخفتني .
همهم بكلمات سريعة : لا تخاف ابدًا وأنت معي .
ابتسمت واخفضت عيناها وهي تشعر بهدير قلبه الصاخب وأنفاسه اللاهثة لتهمس بتعجب وهو يتحرك مغادرا غرفتهما : إلى أين ستذهب بي ؟!
همس وهو يبتسم بمكر أضاء عينيه : أحتاج لمزاولة الكثير من التمارين الرياضية اليوم واحتاج لتشاركيني بها .
ضحكت برقة رغما عنها لتهمس بخفوت : فقط لا تنس أننا في طور المحاولة .
ابتسم إليها ليمنحها الأمان بنظراته التي تعلقت بملامحها : لن لن أنسى أبدًا سأظل احاول وأحاول بإصرار إلى أن تظهر الرؤية واضحة يا حبيبتي .
تعلقت برقبته اكثر لتقبل جانب فكه هامسة بصوت أبح : لا أنكر أني أحب إصرارك بل وأعشقه ايضًا .
تنفس بعمق وهو يضعها فوق أريكة عريضة ضمها إلى غرفته لتمنحها مجلسا حينما تريد أن تراقبه في أوقات تمارينه التي يداوم عليها في وقت وجوده بالمنزل .. أريكة جمعته بها كثيرا حينما ينشغل عن اداء التمارين بها فيوفر مجهوده العضلي كله لأجلها ويقضي وقته كاملا معها ليهمس بخفوت : كم مرة أخبرتك اليوم أني أحبك يا جنتي ؟
عبست بعدم رضا : ليس كثيرا
شد جسده من فوقها ليهمس باستياء مفتعل : من الواضح أني مقصر للغاية ، سأعاقب نفسي بأداء مائة ضغط اعوضك بها .
كتمت ضحكتها لتهمس بجدية افتعلتها وهي تنظر إليه يخلع قميصه الأبيض يشرف عليها بجسده ركبتيه تحاوطان خصرها وهي نائمة أسفله بدلال وتنظر إليه بعشق يحتل حواسها : أي نوع من الضغط يا ترى ؟!
ضحك بخفة ليجيبها وهو يركن قبضتيه بجانب كتفيها يفرد جسده من فوقها ليهمهم بجدية : ما ستختارينه أنت سأنفذه أنا هيا ابدأي بالعد .
ضحكت بخفة لتهمس واحد فيقترب منها مقتنصًا شفتيها بقبلة سريعة ليهمهم : أحبك .
توردتا وجنتاها لتهمس ثانية حينما ابتعد : اثنين .
ليعاود الاقتراب .. التقبيل .. الهمس قبل أن يبتعد لتتابع العد لتهمس في العدة العاشرة وعيناها تغيم بعاطفة قوية التقطها بسرعة : اشتقت إليك يا أسعد .
فيقفز جالسا يحمل وزن جسده لركبتيه ليهمهم وهو يبدا باكتشاف مواطن أنوثتها : وأسعد يذوب شوقا يا جنة أسعد ووطنه.
***
تحركت بإنهاك إلى غرفة نومها بعدما حصلت على حمام سريع تزيل به إرهاق اليوم بأكمله ، مستغلة نوم أطفالها أخيرًا بعد ساعات طويلة من الصراخ والبكاء ورغم وجود مربية معها إلا أن الثلاث سويا متطلباتهم أكبر من مجهودهما سويا ، خطت إلى الفراش وهي شبه مخدرة عقلها غائب في نوم تحتاجه وتستحقه لتهمهم حينما وجدته جالسا فوق الفراش يتطلع إلى شيء ما على جهازه اللوحي : لازلت مستيقظا يا أحمد ظننتك نمت..
ابتسم بلطف وهو يراقبها بتروي من أخمص قدميها المخفيتان في خف منزلي رقيق أرضي .. ساقيها عاريتان إلى ما قبل ركبتيها المخفيتان خلف قميص نوم قطني واسع .. يشفع له أنه ذو صدر مدور مفتوح وبدون أكمام .. مط شفتيه بإحباط وهو ينظر إلى ملامح وجهها المرهقة والخالية من أي زينة ليعبس برفض واضح وهو ينظر إلى خصلاتها المعقوصة فوق رأسها بطريقة لم يراها من قبل.
فغمغم بهدوء وهو يتأمل جلوسها في الفراش : فكرت أن انتظرك قليلا .
حركت رقبتها بإنهاك لتهمس بخفوت وهي تفك عقدة شعرها فيتنفس بحبور وهو يراقب خصلاتها بلون الشيكولاته الغامقة الناعمة تنساب على ظهرها : أنا متعبة وأريد أن أنام .
تحرك بخفة ليجلس فوق ركبتيه قريبا منها يلامس كتفيها المتشنجين : ما رأيك أن امسد إليك كتفاك .
قارن قوله بفعله وانامله تمسد أخر عنقها من الخلف بعدما أبعد خصلاتها على كتف واحد فتتأوه برقة وهي تحرك كتفيها باستمتاع واسترخاء بدأ يداعب اطرافها ولكنه سرعان ما اختفى وعقلها يستيقظ على شفتيه اللتين بدأتا في نثر قبلاته الملهوفة فوق مؤخرة عنقها كتفها الذي أصبح عاريا بعدما باعد حمالة قميصها العريضة فتهمس بعدم فهم : ماذا تفعل يا أحمد ؟!
شهقت بخفة وذراعه تلتف حول خصرها ليجذبها إلى صدره يلفها قليلا فتواجهه بنصف استدارة ليهمس وهو مستمر في تقبيلها : أزيل عنك تعب النهار بأكمله ، فقط امنحيني فرصة فأنا اشتقت إليك كثيرا يا أميرتي .
رفت بعينيها تقاوم النعاس الذي يخيم على رأسها : وأنا الأخرى ولكن .
مال بها وهو يطبع قبلاته العميقة فوق جسدها ليقاطعها هامسا : لا ، الليلة ليس هناك لكن ، فأنا اشتقتك للغاية .
ابتسمت برقة لتهمس بصدق أمام عيناه : أنا نائمة بالفعل .
ابتسم بمكر ليغمز لها بطرف عينه : سأوقظك لا تقلقي .
ضحكت بخفة وهزت كتفيها باستسلام فيستلقي بجوارها يضمها إلى صدره وينغمس بها .. يخبرها بشوقه الذي عبأ أنفاسه .. ويشعرها بتوقه الذي سيطر على لمساته فتستجب إليه بعد قليل وهي تشعر بشوقها إليه يسيطر على حواسه طاردًا أي شعور أخر سواه ، هام بها وحينما هم بوصالها ارتفع صوت ولده المزعج ببكاء قوي ايقظ ابنته التي بكت بانزعاج واضح لتهتف هي وكل حواسها تستنفر لأجل أطفالها : فارس استيقظ وأيقظ تارا معه .
أغمض عينيه وحاول أن يتجاهل البكاء المدوي وهو يدفن أنفه بعنقها من جديد : سيصمتا الآن
دفعته بكتفه ليبتعد عنها وهي تنظر إليه بعتاب جلي فيزفر بقوة ينظر إلى عيناها بضيق قبل أن يستلقي على الفراش بغضب تشنج إليه جسده وهو يهمهم بسبه ما اختص بها ولده بينما قفزت واقفة لتهرع بخطواتها إلى الغرفة وهي تهتف به : هلا أتيت وساعدتني واسكت تارا .
مط شفتيه برفض طفولي سرعان ما تخلص منه وهو يستمع إلى صوت فتاته التي بدأت في بكاء حاد مطالبة بالدلال والاعتناء فيقفز من الفراش بدوره ويهرع إلى ابنته التي صمتت حينما حملها بين ذراعيه ليهتف بضيق وهو يحمل معه بعض من اشياء الفتاة : سأصحب ابنتي وننام بالغرفة الثانية ، اعتني بولدك على راحتك .
استدارت إليه بتعجب وهي تحاول إسكات فارس الذي لازال يبكي فتحاول إمداده بزجاجة الحليب لعله يرضع ويصمت : أصبح الآن ولدي وابنتك .
تمتم بضيق : نعم لأنك تفضليه علي يا أميرة ، منذ أن انجبته ، هذا الولد بالذات دون عن سليمان وتارا .
أطبقت فكيها بضيق لتهتف بغل : نعم لا أنكر أنه يستنزفني كليًا أتعلم لماذا ؟!
استدار إليها بعدما هم بمغادرة الغرفة : لأنه يشبهك للغاية يا أحمد ، متطلبا ولا يقبل بقول لا أبدًا .
هدر بخفوت وضيقه يتحكم به : أخبرتك أن آت لهم بمربية مقيمة تقضي معهم الليل بل اثنان ، لأجلهما ولننقل الغرفة بعيدا عن غرفتنا ليكون للمربية مكان للمبيت ولكنك رفضت .
وضعت ابنها الذي سكن ونام في حضنها دون أن يرضع حتى لتجيبه بحدة : لأنك أردت نقل الولدين فقط يا أحمد على أن تفرغ الغرفة لتارا وتأتي لها بمربية خاصة بها وولداي يذهبان بعيدا في الغرفة البعيدة وأترك شئونهما للمربية وأنا لن أفعل ذلك ، أنا أريد الاعتناء بهم جميعا .. تربيتهم جميعًا .. والسهر بجوارهم جميعًا .
أتبعت بغصة قوية : لا أفرق بينهم ، أحب ولداي كابنتي الحبيبة .
هدر بضيق : أنا لا أفرق بينهم ،
رفعت حاجبها باعتراض لتهمس : حسنا أترك تارا في فراشها فلقد غفت من جديد واذهب للغرفة الثانية لتخلد إلى النوم دون ازعاج .
اتسعت عيناه بغضب : أنت تطردينني يا أميرة .
ضحكت هازئة لتقترب منه بخفة تواجهه بجدية : توقف عن هذا الأسلوب يا أحمد ، أنت من أعربت عن رغبتك في الابتعاد وعدم تقديم المساعدة وأن ولداي يزعجانك .
تمتم بضيق : لا تنكري أنهما مزعجين يا أميرة ، أنا أساعدك منذ أن انجبتهم ولكن .. صمت وزفر بقوة ليتبع - أنت تهملينني كثيرا وأنا صبري قارب على النفاذ .
رمشت بعينيها لتهمس باختناق : رغمًا عني وأنت تعلم .
هدر بضيق وهو يخطو خارج غرفة الأطفال : أعلم وأدرك ولكن طاقتي في الصبر أصبحت شبه معدومة ، أنا لم التقي بك منذ ثلاثة أشهر كاملة ، بل أكثر من ذلك ، أنا مدرك لكل شيء ولكن هل من حل آخر سوى المربية لأيام محددة وليس يوميا ، مثلما استعنت بها يوم زفاف عمار .
أخفضت رأسها وهي تقف بمنتصف غرفتهما ليكمل وهو يقترب منها : أتذكرين ليلتها لقد وعدتني وحينما عدنا ابنك ال..
صمت حتى لا يسبه قبل أن يكمل بضجر - بكى وبدلًا من أن تتركي أمره للمربية التي كانت سترضعه وتنيمه كما فعلت حضرتك الآن ، ظللت معه إلى أن خلدت أنا للنوم .
لوت شفتيها بضيق وهي تشعر بالندم يحتلها تتذكر كيف غازلها تلك الليلة وأخبرها بصراحة عن مدى شوقه لها .. كيف كانت تسيطر على كفه القريبة منها وهما عائدان طوال الطريق وكيف هي الأخرى شعرت بانها اشتاقت إليه وكيف رغبته فوعدته بدلال أنها ستعوضه عن ليالي كثيرة عانا فيها حرمان لتنشغل بفارس حينما وصلا ووجدته يبكي فظلت معه إلى أن عادت إلى غرفتهما فوجدته نائما بإحباط مرسوم على وجهه.
تنهدت بقوة واقتربت منه بتؤدة لتستطيل فوق أصابعها تقبل وجنته برقة : آسفة يا أحمد لا تغضب .
تنهد بقوة ليحتضنها بشوق لم يستطع التحكم به أو ردعه ليقبل جبينها : أنا الآخر اعتذر منك لأني صحت بوجهك . ابتسمت برقة : لا عليك يا حبيبي .
تنفس بعمق قبل أن يلتهم شفتيها في قبلة تائقة ليهمهم من بين ثغرها المنفرج بلهاث قليلا : هل أكمل ما بدأت أم ستركضين لأجل أحدهم من جديد .
تمتمت بخفة : هذا ليس بيدي وأنت تعلم .
تسارعت أنفاسه ليدفعها معه نحو الفراش : حسنا حتى لا أعاني إحباط مزمن إذا بكى أحدهم ، لنسلك طريقا مختصر فأنا مت شوقا يا أميرة .
ضحكت رغمًا عنها وهو يلقيها بلطف فوق الفراش لينضم إليها سريعا فتهمس له قبل أن يتوحد معها : أنا الأخرى اشتقت إليك يا أحمد .
***
ضم أدهم شفتيه لينظر إلى وجهيهما ليهمهم بضيق وهو يربت على رأس وسيم الرابض تحت ساقيه : وحدوووه.
هتفا بعفوية معًا : لا إله الا الله .
ليكمل هو بضيق : محمد رسول الله ، اسمعا أنتما الاثنان أتيت بكما لنمضي الليلة سويا في غياب تامي وبابي ، ولكن اذا ستبقيان بوجهيكما الفقري هذا ، انصرفا أفضل .
عبس علي بضيق بينما ابتسم مازن ساخرا قبل أن يهمهم : أين هما بالمناسب ؟ ولماذا تركاك من الأصل ؟
لوى أدهم شفتيه بضيق : يقضيان ليلتهما في القصر ، ولا أدري السبب .
أجاب علي وهو ينظر بعيدا : لا تدري السبب ، أنه واضح جدا خالو قرر أن يكدر ليالي عاصم ويطبق فوق أنفاسه ، استدار مازن إليه يرمقه بتعجب رسم على وجه أدهم وازداد حينما هتف علي متبعا - أنهم عائلة لا تترك أحد مرتاح وبحاله ، لابد أن يكدرون سماء صفوه و يجثمون فوق أنفاسه .
بالكاد استطاع أدهم كتمان ضحكته ليهتف مازن بجدية : ما الأمر يا علي ؟ هل عمتو ضايقتك من جديد ؟
أشاح علي برأسه بعيدا مهمهما : وهل استطعت الخلاص من تأثيرها القديم ؟
زفر مازن بقوة ليهمهم : هون على نفسك يا علي واصبر قليلا عمتو لن يهون عليها غضبك وفي الأخير ستمتثل لرغبتك .
غمغم بصوت مختنق : لا فائدة فالأمر انتهى لعلها تستكين الآن وتهدأ .
عبس مازن بعدم فهم ليهتف ادهم باهتمام : ماذا تقصد بأن الأمر انتهى يا علي ؟!
اكفهر وجه علي ليجيب باختناق : مي انفصلت عني ، هم مازن بسؤاله ليتبع مقاطعا - وأرجوكم لا أريد الحديث الآن .
تبادلا النظرات ليما ادهم بتفهم فيغمغم مازن : حسنا على راحتك المهم أن تهون على نفسك
أومأ علي برأسه قبل أن يهتف بمازن : أخبرني متى ستسافر ؟
رف بعينيه : في غضون أيام ،
ابتسم أدهم : خطوة جيدة يا دكتور أنا معجب بها رغم أننا سنشتاق إليك يا مزون ، ولكن لا يهم سنتماسك ، لأن الهام في الأمر أن تكن بخير لذا اعتني بنفسك .
أومأ مازن بابتسامة ساخرة فهتف علي : هل صالحت جنى ؟
تنهد مازن بقوة : نعم ذهبت إليها البارحة وتحدثت معها كثيرا وتفهمت الأمر رغم محاولتها لإقناعي بالعدول عن الفكرة ولكن في الأخير امتثلت لرغبتي وودعتني ببكاء حاولت السيطرة عليه ولكنها فشلت .
رمقه علي مليًا ليساله باهتمام : ومس لمياء يا مازن ؟!!
غامت عيناه بدموع كثيفة فلم يجب لثواني كثيرة كسر صمتها في الأخير حينما همس : تعد لي حقائبي رغم حزنها الذي يغرقها .
همس علي باختناق ناصحًا : لا تغادر دون أن تصالحها .
تنفس مازن بعمق ليغمغم بصوت أبح : أريد أن افعل ولكني .. صمت ليتبع بعد وهلة ببوح صدمهم - أنا خائف.
همس أدهم سريعا : مما ؟!
تنهد بقوة ليجيب ودمعه خائنة تنساب من جانب عينه : خائف من التعلق !!
ردد أدهم وهو يضيق عينيه بتفكير : التعلق ؟!! أومأ مازن برأسه فاتبع أدهم – أي تعلق يا مازن ، أنها زوجة أبيك في مقام والدتك الأمر مختلف .
اسبل مازن جفناه : نعم أعلم .. لقد رددت على عقلي هذا الحديث كثيرا يا أدهم ، ولكن هناك شيء يكبلني ، أنا اعتدت على فقد .. بل أنا نشأت في الفقد ، غام صوته ليتبع ببوح - فقدت أمي دون أن أراها .
اختنق حلقه ودموعه تنساب ببطء على وجنتيه فتصلب جسد أدهم وتحرك علي مقتربا فأشار إليه أدهم إلا يقترب منه فيمنحاه وقته كاملا ليبوح بما يؤرق روحه وخاصة وهو ملتزم الصمت منذ وقوعه فاكمل بعد لحظات : لم اتنعم بحضنها .. ولم أسمع صوتها .. ولم أشعر بحنانها ، ورغم اعتناء عمتو بي بل الجميع اعتنى بي ، وجنى التي أغرقتني من فيض حنانها ، إلا أن كبرت ناقصا وفاقدا لشعور هام عقلي بنفسه لم يستطع تخيله ، حتى تلك اللحظات التي كانت تمنحها لي لمياء منذ صغري كانت تؤثر بي ورغم قصرها تعلقت بها ، تعلقت بمدرستي التي احتضنتني ووضعتها في أحلامي وجسدت صورة أمي من خلالها .
ارتعش فكه ببكاء يكتمه بعمق روحه : كنت اخلط أحلامي بواقعي حكايات جنى وبابا عن ماما وافعال لميا وامزجهما سويا لأحصل على تجسيد كامل لهذا اللفظ الذي حرمت منه طوال عمري، ولكن كان هناك جزء مني بداخلي يعلم ان كل هذا ليس حقيقيا ، وأني سأظل أعاني الحرمان إلى أن تحقق جزء من أحلامي وفي تدبير غريب من القدر تزوج بابا من الوحيدة التي كانت تمثل معنى الأمومة في خيالي ، زفر بحرقة متبعا – ومن الواضح أن في حين غفلة اقنعت عقلي أن كل أمنياتي ستتحقق فتركت لنفسي العنان وغرقت بأحلامي التي اعصبت عيناي وأوهمتني أني سأرتبط بالفتاة الوحيدة التي تعلقت بها منذ الصغر ، ألم يرزقني الله بمن تمنيت أن تكون مكان أمي ، لماذا لن يمنحني من امتلكت خفقاتي ،
صمت كثيرا حتى توقعا أنه لن يكمل بوحه ليكمل بصوت حمل مدى ألمه وهو يكمل – رغم تيقني أنها لا تبادلني مشاعري .. رغم معرفتي بأنها لا تحبني .. ورغم رفضها المستمر لي ، كنت مغيبا .. تائها .. وغارقا في مشاعري التي تخصني بمفردي.. انسابت دموعه أكثر ليضحك من بينها ساخرا وهو يتبع – كنت واثقا من جيناتي التي من الواضح لا أملك أياً منها ، فآل الجمال يحصلون على ما يريدونه دوما وأنا لم أفعل .
أتبع وهو ينظر إليهما هامسا باستهزاء جلي بعدما مسح وجنتيه بكفيه في قسوة ومضت بعينيه : على ما يبدو أنا لست جماليا .
أشاح علي بعينيه بعيدا يخفي عنه دموعه التي انسابت رغما عنه وهو يستمع إليه ليكح أدهم مجليا حلقه يتمسك بتصلب ملامحه الجامدة ليهتف بصوت قوي وهو ينتقل ليجلس بجوار مازن ينظر لعمق عينيه : بل أنت جمالي اصيل ولكن تحتاج أن تنفض الأوهام عن اجنحتك يا مازن ، أكمل وهو يضغط على كف مازن بدعم – وهاك أنت بدأت يا مازن ولكن لا تخلط الأمور ببعضها، لا تدع فقدك لحلم ارتباطك بخديجة يؤثر على علاقتك بمسز لميا التي تعدك كولدها ، السيدة كانت حزينة عليك كأنك بالفعل ابنها يا مازن .
انتفضت ملامح مازن برفض عندما ذكر أدهم اسمها ولكن أدهم لم يتراجع بل أكمل حديثه بجدية وهو يرمقه بنصح ودعم فيهمس مازن باختناق : أعلم يا أدهم أعلم وأدرك وأشعر ولكن اخاف أن اتعلق أكثر فافقدها بعدما اتعلق أكثر ، وأنا لا أحتمل فقدا آخرا يا أدهم .
زمجر أدهم بعدم رضا وهو يقفز واقفا : ما حدث مع خديجة ليس فقدا يا مازن ، فخديجة من الأصل لم تكن لك .
هدر علي وهو يراقب انتفاضة مازن فينتقل قريبا منه : اهدأ يا أدهم ، لم نأتي لنتحدث فيما مضى ، مازن يدر ذلك جيدا ، أليس كذلك يا مازن ؟
رف مازن بعينيه فأكمل علي : مسز لمياء لا تستحق أن تحزنها يا مازن تحدث معها وهي ستتفهم أنا متأكد .
تمتم مازن بحزن : هي متفهمة يا علي ولكنها ..
ابتسم علي ساخرا : ولكنها أم ، تريد صالحك ولكنها تخاف عليك وتريد أن تسعدك بكل ما أوتيت من قوة فتحيا في صراعها الخاص بين عقلها وقلبها وروحها وينعكس كل هذا في غضبها الصامت كماما .. أو حزنها الصامت كمسز لمياء .
رف مازن بعينيه ليومئ برأسه موافقا ليسال علي باهتمام : بالمناسبة يا أدهم ، لم تخبرنا عن تامي كيف ينعكس صراعها الخاص عليك ؟!!
مط أدهم شفتيه مفكرا : لا أعلم للان ولكن أستطيع التخيل إذ كان غضبها ركيك وليس عميق ستزأر في وجهي تعلن عن انفعالها بقوة وحدة وشموخ وهذا ليس مقلقا .
انتبها الاثنان ليكمل ادهم بهدوء : أما إذا كان الصمت إحدى صفات الانعكاس علي القلق وبقوة أيضاً فماما حينما تصمت عليك أن تتوقع الاسوء ، أتبع بضحكة ماكرة – فسيادة الوزير بنفسه ينتابه القلق حينما تصمت الحورية وعندما تتجنبه يبدأ في الدوران حول نفسه ويقبل على مصالحتها على الفور حينما تتجاهله بشكل واضح فيعلن استسلامه دون عناد لأنه حينما يعاند يخسر كثيرا .
ضحكا الاثنان رغما عنهما ليكمل هو ببساطة : وأنا تعلمت منه أن لا أتركها لتصل إلى المرحلة الأخيرة واقتنص فرصتي معها من المرحلة الثانية فتكن هدأت ثورتها ولم تبدأ في وضع خطتها بعد .
هز مازن رأسه بيأس ليضحك علي بخفة هاتفا بعفوية : أتعلم أنا أعشق والدتك يا أدهم .
عبس أدهم بغيرة ليكتم مازن ضحكته ويلكز علي الذي أتبع شارحا – لا أقصد المعنى الحرفي يا أدهم ولكن دوما كانت تروقني بأسلوب تعاملها مع الجميع فرغم أنها مرحة وشقية ولا تبدو أبدًا في هيئة الأم التي اعتدنا عليها إلا أنها صلبة حين الأمور الجادة ، ابتسم ليكمل بضحكة خافتة كتمها بداخله – أما تعاملها مع خالو رهيب ، دوما كنت أشعر بأنها تمسك خيوطه كاملة حتى وإن كانت تدعي العكس ، والدتك الايدول النسائي بالنسبة لي .
رمقه أدهم مليا دون صوت ليهمهم بجدية : أتعلم يا علي حديثك هذا أجابني عن سؤال كان يضج مضجع عقلي دوما ؟! نظر إليه علي بتساؤل فأكمل أدهم بهدوء – ما سر اختيارك لمي أو انجذابك إليها ؟! بعد حديثك عن أمي تفهمت .
عبس علي ليهتف بسرعة : لا بالطبع لا مي لاتشبه تامي .
ابتسم أدهم ساخرا : إذًا أنت لا تعرف تامي .
ضيق علي عينيه ليؤثر الصمت قليلا قبل أن يهمس بصوت أجش : لا فائدة من الحديث الآن فالأمر انتهى .
ساله مازن : تحدث إليها يا علي إذ كنت تريدها ولا تكابر .
أخفض علي رأسه ليجيبه : حاولت ولكنها رافضة .
اتسعت عينا مازن بصدمة ليهتف أدهم بجدية : لا أفهم يا علي هل معنى حديثك أن مي تركتك؟ اوما علي رأسه بالإيجاب ليسأله أدهم سريعا – كيف ؟ ولماذا ؟
ابتسم علي ساخرا : كما تركتك مريم ؟ رمقه أدهم بمفاجأة ليكمل علي – أولم تفعل مريم يا أدهم بسبب رقصك مع تلك السيدة في زفاف عمار ؟
زم أدهم شفتيه وهو يتذكر انغماسه في الرقص مع بسمة في تصرف لم يكن محسوبا على غير عادته ولكنه كان يهرب من الاختناق الذي احتكم حلقه وهو يراها مع خطيبها بصفة رسمية رغم عدم ارتدائهما للخواتم ولكن وجود عائلة الآخر في زفاف ابن عمه انبهه كيف أن الأمر أصبح رسميا .. جادًا .. ولا تراجع فيه ، فاندفع للأخرى التي حضرت رغم توقعه أنها لن تفعل فهو أصبح متحفظا معها كثيرا .. بل إنه يدفعها بعيدا عنه لتيقنه أنها تريد شيئا خاص بالمؤسسة هو لا يستطيع تقديمه لها ولكن ليلة الزفاف كانت استثنائية لدرجة أنه شعر بأنه سينغمس معها دون رجعة فسيطر على نفسه بما تبقى إليه من تماسك ولكن ما اندفع لفعله لم يمر مرور الكرام لدى مريم التي من الواضح وصلت إلى حدودها القصوى فكادت أن تتشاجر معه بالزفاف لولا وجود الجميع لتنهار في موجة دراما صراخ وعويل لم يستطع تحمله فينفجر هو الآخر بمشاجرة كبيرة انتهت بانفصالها عنه انفصال تام كما وصفته هي وكما استقبله هو دون أن يرف بجفنيه ، انتبه من دوامة أفكاره على صوت علي الذي هتف سائلا : هل أحببت مريم يوما يا أدهم ؟
رف بعينيه ليجيب ببوح : مريم كانت نعم الفتاة التي سأمنحها اسمي يا علي ، أنها الفتاة المثالية ولكن أنا لم أكن مثاليا .
تمتم مازن بذهول : ما معنى هذا يا أدهم ؟! أنت لا تحبها .
تنفس أدهم بعمق : لا أنكر أني انجذبت إليها بقوة .. أنها تروقني كثيرا .. وبها كل المواصفات التي أريدها في زوجتي ، لكن الحب .. صمت ليهتف بجدية – أنا لا أحب ولا أعتقد أني سأقترن عن طريق الحب .
وجما الاثنان ليخيم الصمت عليهم قبل أن تتعالى ضحكة مازن التي أتت قوية فينظرا إليه الاثنين بعدم فهم ليتمتم من بين ضحكاته : يا فرحة آل الجمال بنا ، أين عماي العزيزان ينظران إلى الجيل الصاعد من العائلة والذي سياتي لهما بالعار كما يقولون دوما .
قهقه أدهم ضاحكا ليهتف : عمو وليد ومقولته الشهيرة " يا عيني على الرجال "
لتتعالى ضحكة علي الذي شاركهم ضحكهم وهو يهتف : وخالو وائل وهو يشير إليكما أنتما الاثنان " بالمتعوس وخائب الرجاء "
ضجوا بالضحكات ليهتف مازن : الهام في الأمر أننا جميعا بؤساء ، أتبع وهو يشير إلى أدهم وعلي بالتتابع – العابث .. والرزين
ليكمل وهو يشير إلى نفسه : ومرهف الحس ، جمعينا متاعيس .
تعالت ضحكاتهم ثانية ليهتف أدهم وهو يقفز واقفا : هيا إلى الداخل لنطلب الطعام ونلعب بالألعاب الالكترونية ولتحيا العزوبية .
وقفا بدوريهما ليهتف علي : توقعتك ستأتي لنا بالفتيات .
توقف مازن عن الحركة ليلتفت إليه أدهم ينظر إليه مليا قبل أن يهتف ببساطة : على عيني يا علي ولكنه بيت العائلة ، استطيع أن أرتب الامر قبيل سفر مازن في شاليه السخنة أو اليخت ، لكن أنا رغم كل شيء لدي قواعدي ، بيت العائلة لديه حرمته .
صفق مازن بكفيه ليهتف بسخرية : الله على الأخلاق ، تناثرت الضحكات من بينهم ليتابع مازن بعد وهلة – فكرة جيدة يا أدهم ، أنا معك .
عبس أدهم بعدم فهم : فيم ؟!
غمز إليه مازن بخفة : في أمر الفتيات حقي أن احتفل قبيل سفري إلى مجاهل أفريقيا .
تبادلا أدهم وعلي النظرات ليهتف علي بجدية : كنت أمزح يا مازن .
ابتسم مازن بخفة وهو يستلقي ليدير اللعبة ليهتف بجدية : وأنا لا أفعل ، أتبع بهدوء وأدهم يرمقه من بين رموشه – لندعو زين أيضاً ، سيفرح كثيرا بالأمر .
استلقى أدهم إلى جواره ليهمس إليه بخفوت : وأنت ستفرح بالأمر ؟!
مط شفتيه بتفكير ليهمهم : لأجرب ، لن أخسر شيئا .
ابتسم أدهم ساخرا ليشير إلى علي المنزعج بعينيه فيجلس علي بترقب قبل أن يهتف ادهم الذي أدار نظارة اللعب : يهيأ إليك يا ابن العم ، ستخسر كثيرا .
رمقه مازن مليا ليؤثر الصمت فلا يجيب ليجلس علي إلى جواره وقبل أن يبدأ اللعب همس إليه : لا تفقد نفسك في غمار الأحداث يا مازن ،
تنفس مازن بعمق ليجيبه بعد قليل : لا أفقد نفسي يا علي ، أنا أبحث عنها .
***
عائد بعدما رتب أمور العمل الأيام القادمة لينفذ الفكرة التي أتت على رأسه بعدما أنهى عمله اليوم فيتأخر قليلا عليها وخاصة بعدما مر على شقيقه كالأيام الماضية ، شقيقه الذي أخبره الليلة أن يتدبر أمور الطعام الأيام الثلاثة القادمة لأنه لن يكن متفرغا فتقبل عمار الأمر دون إثارة جلبة وخاصة حينما أخبره بأنه سيسافر هو ونوران للساحل هربا من الروتين اليومي ، فنوران تحتاج إلى التجديد ، ويطلب منه أن يتبعه فهتف إليه عمار بأنه سيفكر في الأمر بجدية
وها هو عائد إليها ليفاجئها بما رتبه ، داعب هاتف سيارته ليتصل بها وخاصة بعدما فقد التواصل معها طوال اليوم أجابته بنزق صدح بصوتها : أين أنت يا عاصم ؟!
__ قادم . ألقاها بصوت أبح ليتبع - هلا وضبت حقيبتنا سنسافر لمدة يومين ؟
عبست وهي تنصت إلى نبرة صوته الأبح فتسأل بهمس ولا تعلم لم تشعر بالفضول وكأنه يخفي عنها شيء : إلى أين ؟!
زفر أنفاسه العالية : فيلا الساحل ، أتبع أمرًا - واستعدي أريد أن نصل فجرا .
هتفت بتعجب : ستسافر الليلة .
ابتسم بشغف : الآن يا نور
لوت شفتيها بعدم فهم، ليكمل بصوت اجش وصلها جيدا : فقط لا تنسي رداء السباحة خاصتك، همهمت بالإيجاب فيكمل بتسلية لمعت بعينيه - ذو القطعتين .
ارتفعا حاجباها بدهشة لتبتسم أخيرًا وهي تجيبه ببطء : لن أنسى .
...
وضع الحقيبة أرضا ليخلع قميصه القطني فتهمهم إليه : ستخلد إلى النوم .
اقترب منها ببطء كسول ليجذبها من ساعديها إليه يقبل شفتيها برقه بعدما احتضن وجهها ويهمس وهو يدير نظراته عليها : سنذهب إلى السباحة .
اعتلت الدهشة ملامحها لتهمهم : الآن ، الشروق لم يحن بعد .
لمع العبث بحدقتيه : هذا أفضل ، فرغم أن المكان مخفي ومؤمن إلا أني لا أريد أن يرانا أحد .
تمتمت بتساؤل وعيناها تصدح بتفكيرها : يرى ماذا ؟!
دفعها من الخلف ليقربها إليه اكثر يقبلها ثانية ويهمهم من بين ثغرها : فقط ارتدي رداء سباحتك ودعي البقية لي .
ابتعد عنها فتركها مشوشة قليلا منتعشة بلهجته الذائبة وقبلاته النهمة لتزفر أنفاسها ببطء وتفعل مثلما يريد ، خطت الى خارج الشاليه بحثت عنه وهي تضع مئزرها الحريري تخفي به جسدها العار إلا من قطعتين رداء سباحتها لتجده أخيرا يقف على الشاطئ أمام البحر ينظر إلى الشمس التي تنشر أشعتها على استيحاء ، تبعته هامسة باسمه فيقابلها بابتسامة رقيقة وعينان جائعتان لها ليقف متسمرا موضعه إلى أن اقتربت هي منه فيجذبها من كفها إليه يوقفها أمامه يضمها من خصرها إلى صدره يسند ذقنه إلى كتفها وكفه الآخر يداعب رباط مئزرها فيخلصها منه ، أبعدها قليلا ليرمي مئزرها بعيدا قبل أن يضمها ثانية ، يلتصق بها ويقبل رقبتها بشغف تملك منه وهو يدفعها لأن تدخل معه إلى الأمواج الهادئة انتفضت حينما لامست قدميها المياه الباردة فانحنى ليحملها بين ذراعيه وهو يشق المياه بخطواته غير أبها ببرودتها ، شهقت بقوة حينما أنزل جسدها فجأة داخل المياه فيعدل وضعها يجبرها أن تقابله بجسدها وهو يهمس إليها : تعلقي برقبتي .
استجابت إليه وهي تشهق .. تنتفض .. وترتعد من برودة المياه حولها لتهمهم وهي تتمسك به تضم جسدها إليه : أشعر بالبرد يا عاصم .
لامس وجنتها بطرف شفتيه ليهمس بجانب أذنها وهو يقبلها بتوق : حالا سأدفئك .
انتفض جسدها ثانية وهي تشعر بلمساته التي أصبحت أكثر جرأة فتهمس إليه وهي تكتم تأثرها به : ماذا تفعل يا عاصم ؟!
اعتقلها بين أسوار حدقتيه الغائمتين برغبته الجلية في وصالها مهمهما وهو يرتشف رحيق ثغرها على مهل : أحقق حلم قديم .
...
يخطو بها يحملها إلى الخارج وهو يقبلها بتوق اشتعل اكثر وكأنه لم يخمد نيران شوقه لها داخل المياه تتمسك برقبته جيدا وتلف ساقيها حول خصره وهي تبادله قبلاته المشتعلة بقبلاتها الذائبة فيه تغمغم باسمه وتحاول أن تسأله من بين أنفاسه عن وجهتهما ليندفع بها داخل فيلا عائلته والتي اختارها منذ وصولهما دون عن البقية ليمكثا بها وهي من كانت تتخيل أنهما سيبيتان في فيلا والدها ولكنها اكتشفت أنه اعد فيلا والده وغرفته خصيصا لمكوثهما .
شهقت بقوة وهي تهتف برفض حينما ألقاها فوق فراشه : الفراش سيبتل .
دفعته وهي تريد النهوض ليرفض وهو يهمهم بأنفاس حارقه : لا يهم .
أتبع وهو يتخلص من كل شيء : فليحترق الفراش ولا أحترق أنا.
انتفضت بقوة على وصاله المحموم ولو لها لتتمسك بكتفيه وهي تهمس باسمه في نبرة مغوية لم تقصدها ولكنها أضاعت المتبقي من تعقله ليهمهم بحشرجة وهو يلتحم معها بقوة : لطالما حلمت بك هنا بين ذراعي تتوحدين معي وتكملين النقص بي ، لطالما تخيلتك وأنت قادمة نحوي بهذا الرداء لتمنحيني كل ما أريد دون عناء ، لطالما تخيلتك وحلمت حتى أصبحت هاجسي الذي أحيا لأحقق كل خيالاتي معه
تعالت أنفاسه بقوة ليهمهم بها فيلفح جلدها بسخونته : اهتفي بها يا نور وأنت هنا بين ذراعي .. ملكي .. خاصتي .. نوري
تأوهت باسمه لتهمس له وهي تجذبها اكثر إليها : احبك يا عاصم .. احبك .. أعشقك .. وأريدك.
***
دفنت أنفها في صدره تتحاشى ضوء الشمس الساقط على صفحة وجهها لتهمهم : أغلق الستائر يا عاصم فالضوء يضايقني .
تأملها مليا وهو يتفحص ملامحها يدير عينيه على كل خلية بوجهها قبل أن يهمس : ولكنه لا يضايقني ، بل يبهجني وأنا أراك هكذا تشعين ضياء تزينين به فراشي .
ابتسمت بإغواء وهي تتحرك فتتوسد صدره بساعديها تضع ذقنها فوق ظهر كفيها وتنظر إليه لتساله بنبرة أبحه مميزة تعلن عن مكنونات روحها العاشقة له : أخبرني عن بقية أحلامك وخيالاتك .
ابتسم بمكر وهو يسبل أهدابه : دعي كل شيء بوقته يا نور .
تعض شفتها السفلية من الداخل لتسأله بنبرة دلال تعلم جيدا تأثيرها عليه : هل لازلت تمتلك أحلام تخص هذا المكان ؟!
تمتم بمكر ثعلب : هناك الكثير ،
اتسعت عيناها بتأثر فيسحبها إليه من ساعديها ينومها فوق صدره يتوغل داخل عينيها وهي ملتصقه به : سأشمك بي في كل مكان يا نور فلا تستطيعي أن تهربي من ذكرياتك معي ، حتى الأحلام التي لم تكن تزورني سأحققها مسبقا فلا تأتيني كحلم بل تأتي كحقيقة واقعة .
همست بحشرجة : الجديد اتركه سنحققه سويا، فأنا أسأل عن أحلامك القديمة فهي التي تخبرني مدى تأثرك بي وبوجودي من حولك .
زفر بقوة وهو يضمها إليه اكثر يكبلها بساعديه القويتين الملفوفتين حول جذعها : لم يمر يوم دون أن أتأثر بك ولكن كانت هناك جولات حاسمة تنتهي بي تحت المياه الباردة لأتخلص منها
تعالت ضحكاتها الرنانة فيلتهم شفتيها في قبلات عديدة لتدفعه برقة ليتوقف فتسترد أنفاسها قبل أن تهمهم إليه : كم عدد جولاتك ؟!
ضيق عينيه ليظهر التفكير على ملامحه قبل أن يهمس : خمس أو ست .
داعبت وجهه بطرف سبابتها لتهمس : حققت منهما اثنين .
فيجيب بمشاغبة : قابلين للإعادة رغم انتصاري الساحق بهما .
رنت ضحكتها المائعة فتزيد من رغبته العارمة في وصالها لتهمهم وهي تحاول السيطرة على كفيه اللذين بدءا في إعادة اكتشاف جسدها : بغض النظر عن الإعادة هل هناك جولة حقيقة أخرى تخص المكان هنا .
غامت عيناه بذكرى خرجت من عمق روحه ليهمس : أتذكرين أخر مرة كنا بها هنا ، ذاك اليوم الذي وقفت فيه تعدين صوص الشكولاتة لأجل الكعكة التي صنعتها ماما ، ضيقت عيناها بتركيز ليلمع الإدراك فيهما وهو يكمل - ترتدين شورتا ابيضًا قصيرا للغاية يحدد أعلى فخذيك وقميص مقلم بخطوط زرقاء عريضة مربوطا حول خصرك ، مفتوح من الأمام فيظهر أول نحرك والذي كان مزينا
قاطعته بجدية وعيناها تلمع بصدمة : بسلسال الفراشة البيضاء خاصتي والتي كانت هديتك لعيد مولدي السادس عشر ، اتسعت عيناها بذهول وهي تتبع - هذا الطاقم لم أجده بعد آخر مرة كنت هنا سويا ، والسلسال أيضا لقد بكيت عليه لمدة يومان كاملان .
انتفضت جالسة فوق جسده النائم : هل سرقت أشيائي يا عاصم ؟!
اسبل أهدابه وهو يرفع ذراعيه يضعهما خلف رأسه ليسندها إليهما فيقابل نظراتها المتسائلة يضحك بخفة ويهمس : وعدت نفسي يومها أن لا ترتدي هذه إلا معي ، وحينما بعثت بها إلى التنظيف وأتت ثانية التقطتها من العاملة دون أن تبالي بها ،
غامت عيناه ليهمهم بأنفاس ثائرة : أما السلسال خلعته عن رقبتك يومها حينما لامستك وأنت لم تشعرين بي ، عض شفته باستمتاع تجلى بحدقتيه فأنارهما وهو يكمل بتشدق - كنت متوله بي على ما يبدو!!
ضربت صدره بكفيها ليضحك وهو يلتقطهما براحتيه فيجذبها إليه من جديد صرخت بإثارة حينما حاوط جسدها بساعديه فيضمها بقوة إليه يقبل أذنها بتوق وهو يهمهم : هذه المرة سأستمتع بمذاق صوص الشكولاتة الخاص جدا في كل ركن في المطبخ وبكل إناء أشعلتني به يوما
***


بعد شهر ونصف ...
رن هاتفه رنات متتالية فابتسم وهو يستقبل اتصالها المرئي ليهتف بحبور : صباح الخير يا حبيبة عبده ، كيف أصبحت اليوم ؟
اتسعت ابتسامتها لتومض غمازتيها فتنير وجنتاها لتجيبه : أنا بخير والحمد لله ، أنت كيف حالك، مستعد ليومك الكبير ؟
تنفس بعمق ليزفر أنفاسه ببطء قبل أن يهمس بتوتر تملكه رغما عنه : أنا بخير ومستعد وبإذن الله سيكتب لنا الله النجاح .
تحدثت بدعم : إن شاء الله يا حبيبي ، أنا فخورة بك كثيرا يا عبد الرحمن وسعيدة أني سأكون حاضرة معك اليوم .
تمتم بحبور : وأنا سعيد للغاية بوجودك معي وبجانبي يا رقية ، دعمك لي الأيام الماضية فرق معي كثيرا .
توردت لتجيبه بصوتها الأبح : هذا دوري في حياتك يا عبده .
ابتسم بتسلية ليهمس إليها بشقاوة : كم أتمنى أن أتمم هذا الدور ونتزوج ولكن هانت اليوم سينتهي الانتظار ونبدأ في العد التنازلي.
احتقن وجهها بالأحمر القاني لتهمهم بخجل سيطر عليها : حسنا سأتركك حتى لا اعطلك ونتقابل عصرا في المؤتمر بإذن الله .
أجابها بلطف مراعيا خجلها الذي يتزايد كلما اقترب موعد زواجهما : حسنا أراك على خير .
تمتمت برقة : على خير لا إله إلا الله يا عبده .
همهم وعيناه تومض بزرقة غنية : محمد رسول الله .
أغلق الهاتف ليرتب اشياءه من جديد ليرتب أفكاره من جديد وهو يستعد لليوم الذي انتظره كثيرا
***
خطى بخطوات سريعة متلاحقة ليدلف الى غرفة داخلية يؤدي التحية العسكرية ليهتف بصوت متزن : المكان مؤمَن بالكامل يا سيدي ، لقد اشرفت على تأمينه بنفسي .
أومأ أمير بتفهم ليهتف بجدية : جيد يا علاء ، فقط لا تغفلوا أبدا عن آل الخواجة اليوم .
هتف حسن بجدية : ودكتور عادل يا باشا .
رف أمير بعينيه ليهتف بجدية : لا تقلق على عادل ، أنا أثق به ، ثم أن الخطر الرئيسي يحف عبد الرحمن ، فهو من استطاع ترجمة أفكار عادل لشيء حقيقي سيفيد الوطن .
تبادلا علاء وحسن النظرات ليهتف علاء بجدية : سنحمي الكل برقابنا يا سيدي .
ابتسم أمير بفخر : أنا أثق بكم يا شباب ، سأترككم لأحضر المؤتمر ، أتبع وهو يرمق حسن من بين رموشه – التزموا بالأوامر ، واتخذوا تدابيركم وحذركم .
شد الجميع جسده في التحية ليسترخوا بوقفتهم بعد مغادرته بالفعل فيهتف حسن : هيا يا شباب، فالمؤتمر ستبدأ فعاليته بالانطلاق .
***
يقف بوسط أخويه بجوار والده وأمام حميه وشقيق زوجته التي تقف في المنتصف بينهما، يستقبل تهانيهم ويتأمل فخرهم به ، بعدما أنهى حديثه الخاص جدًا مع أحد مسئولي الدولة رفيعين المستوى الذي افتخر به وبعادل واخبرهم أن مشروعهما العلمي الذي وضع بأوائل المشروعات العلمية التي ستنفذ في خطة الحكومة ، يستقبل ابتسامتها .. وميض عيناها الفخور به .. وحديث يتلألأ بحدقتيها هو الوحيد الذي يدركه ، فيهتف بجدية بعدما انتهى صخب الحديث المتناثر من الجميع : دكتور محمود ، هل سمحت لي باصطحاب رقية لادعوها على الغذاء كنوع من الاحتفال ؟!
ابتسم محمود ليوما براسه : بالطبع يا بني ، اليوم حقك أن تطلب أي شيء تريده وأنا علي التنفيذ .
اتسعت ابتسامة عبد الرحمن ليسأل بمشاكسة : حقا ؟! أي شيء ؟!
ضحك محمود وهو يلتقط مزحته ليهتف بجدية : إلا هذا طلب زفافكما اقترب فلا ضير من بعض الانتظار يا باشمهندس .
توردت أمام عينيه فهتف بجدية : وهل لي غير الانتظار يا عماه ؟! أتبع بجدية – عامة سأصحب رقية واعيدها مبكرا فلا تقلق ،
أكمل وهو ينتقل ليقف بجوارها : رقية آمنة معي .
ربت محمود على ساعده وهو يصافحه برجولة : أنا أثق بك يا عبد الرحمن وإلا ما كنت منحتها لك بأول الامر .
أومأ عبد الرحمن برأسه ليهتف محمود بعدما تبادل بعض الحديث مع ابنته : حسنا سأغادر أنا مع محمد
ودع حميه وولده ليحتضن كفها براحته ليهتف بابيه واخويه : ابلغا نولا أني سآتي ليلا لاحتفل معها ولكني الآن سأذهب مع رقية .
تبادلا عمر وأحمد النظرات ليهتف خالد بجدية : اذهب يا بني وأسعد برفقة عروسك ولا تشغل رأسك بنولا انا سأتحدث معها .
أومأ برأسه ليجذب رقية نحو سيارته مبتعدا عن الجميع فتمتمت رقية قبل أن تدلف إلى السيارة : هل ستغضب نولا إذ لم تعد لها الآن ؟!
هز رأسه نافيا : لا ولكني لم اخبرها صباحا أني سأتناول الطعام خارجا ، وصدقا لم أكن مخططا للأمر ولكنها فرحة النجاح على ما يبدو .
تمتمت بسعادة : يارب دائما فرح وسعيد يا عبده .
توقف ليجذبها إليه بدلال : أموت انا في عبده .
كتمت ضحكتها بظهر كفها ليدفعها برفق نحو السيارة : هيا ادلفي بدلا من أن ارتكب فضيحة في الطريق العام .
استجابت اليه لتدلف بالفعل إلى المقعد الأمامي المجاور للسائق وتستريح به فيدور حول سيارته يخلع سترته الرسمية ليلقيها بالأريكة الخلفية هي وحقيبته التي تحمل كل شيء ، ليتوقف قبل أن يغادر على عادل الذي أشار إليه ليقترب بخطوات سريعة هاتفا : جيد أني لحقت بك قبل أن تغادر .
عبس باستفهام فهتف عادل : لدينا موعد في رئاسة الوزراء غدا في العاشرة لا تتأخر .
أومأ عبد الرحمن برأسه ليجيبه : حسنا سأفعل ،
رتب عادل على كتفه : حسنا اذهب حتى لا اعطلك ونتقابل غدا بإذن الله .
صافحه عبد الرحمن ليدور عادل على عقبيه ثم يتوقف ثانية بعدما ابتعد قليلا عن عبد الرحمن وعيناه تضيق وهو يتطلع إلى الضوء الفسفوري الذي انعكس على سطح هاتفه لتتسع عيناه بصدمة تملكت منه لثواني وهو ينظر لذاك الشخص البعيد المتخفي على أحد الأسقف البعيدة ليصرخ بقوة باسم عبد الرحمن وهو يركض إليه يشير إليه بان ينخفض ولكن عبد الرحمن تطلع إليه بعدم فهم تحول إلى صدمة حينما قفز عادل نحوه ليحتضنه بجسده الضخم بالنسبة إليه ويسقطا أرضا سويا بعدما جحظت عينا عادل بألم كتمه بداخله في وسط ذهول عبد الرحمن الذي اتسعت عيناه بعدم ادراك وهو يشعر بجسد عادل الثقيل يجثم من فوقه فيهتف بعدم فهم وهو يهز جسد عادل بقوة مناديا باسمه ليكتم أنفاسه وهو يشعر بالدماء التي اغرقت صدره فيلامس عادل ليتأكد من اصابته حينما نظر إلى الدماء التي لطخت كفيه .



انتهى الفصل ال44
قراءة ممتعة


سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس