عرض مشاركة واحدة
قديم 28-09-20, 08:31 PM   #8

فاتن منصور

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 417764
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 133
?  نُقآطِيْ » فاتن منصور is on a distinguished road
افتراضي

#الفصل_الثالث
الخاطرة اهداء من الجميلة Hend Fayed
لأيّ جانبٍ أميل،
ولأيّ طريقٍ أتخذ منه السبيل.. أنا حيرى،
ويشغل قلبي فكرٌ غير ما يغزو عقلي وقد قاربت أنّ.. أفقد الوَعي،
يا شاغلٌ حلمي كلما غفوت وتاركٌ أثركَ المؤلم في صميمي حد الوجع ما لي على حَملِ وجعكَ مهما حاولت فكيف بربكَ سأفي الوعدَ،
أنا مَن دافعت عنكَ حتى النهاية ومَن خذلتها مرارًا بلا معنى،
إن كان يرضيكَ شقائي فالويل لي حتمًا لأني رفضت بغباءٍ البُعدَ،
يا سالكٌ درب الضياعِ مهلًا عليّ لقد أذبلت في طريقكَ الوردَ،
يا مَن ترى حُرقتي ولوعة فؤادي أما تعود إليّ فلترحمني مِن تفكيرٍ يُراوِدني ويَرِدُني كما يَرِدُ الوفدَ،
يا مَن هجرت ومَن رفضت ومَن قتلت الحنين وبدلته كرهًا إياكَ أن تلومني إن أخترتُ الرحيل ومضيتُ في طريقي وتركتكَ مِن خلفي خائب المسعى.

........

لمسات حانية على وجهها جعلتها تفتح عينيها مبتسمة لتجد وجهه قريبا منها يبتسم ذات الابتسامة الدافئة عيناه تحتضن تفاصيلها بعشق لم يخبو منذ زواجهما فتغمض عينيها خجلا
_ هل اخبرتك هذا الصباح انني احبك اكثر من اي صباح آخر
همس بها بروية ففتحت عينيها الزرقاوين ترد له الهمس بدلال
_ كلا لم تفعل
اقترب منها بمكر يقبل وجنتها قائلا
_اذا دعيني أفعل
_ لجين
قالتها بخجل مازال كذلك يرافقها
فضحك وهو يضمها اليه يخبرها بأكثر الطرق التي يحب كم يحبها

_ تفضلي
اعطاها فنجان القهوة واخذ فنجانه يجلس قربها على الاريكة الموضوعة في الشرفة والتي تشبه ارجوحة كبيرة انتقتها ميرال لتكون رفيقة خلوتهما في شرفة منزلها المطلة على حديقة صغيرة
رغم أن منزلها يقع بالطابق الرابع الا ان لجين جعل هذه الشرفة حديقة صغيرة تحوي كل أنواع الورود التي تحبها هي
اختار كل نبتة خصيصا لها وجعل هذه الشرفة مكانهما الخاص بعيدا عن كل العيون المتطفلة
صوت فيروز كان يصل بانسياب ممتع لمسامعهما
(انا لحبيبي وحبيبي الي
ياعصفورة بيضا لابقا تسألي
لايعتب حدا
ولايزعل حدا
انا لحبيبي وحبيبي الي)
اغمضت عينيها تستمتع بتلك النسمات المنعشة و برائحة القهوة و بوجوده بقربها تسند رأسها لصدره
اصابع كفه تتخلل خصل شعرها الشقراء وكانه يقوم بتسريحه
يستنشق عبير شعرها بعشق
لم يخبرها انه لم ينم وهو يراقبها … يتأملها .. ويخاف عليها من قلق سكن مقلتيها …
سألته شقيقته مرة لم لايتزوج ثانية طالما ان ميرال لاتنجب
فأجابها مصرحا بعشقه
( وهل يستطيع قلبي ان ينبض وهي بعيدة عني .. ان كان لحياتي معنى فلأنها هي حياتي … انا مكتف بها ولااريد من الحياة احدا سواها )
وهو لم يكذب بهذا الخصوص لقد اكتفى بها امرأته وحبيبته وكل الصفات اختصرتها هي بشخصها
احتضنها لصدره اكثر مكملا دندنته مع الاغنية وهو يقبل خصلات شعرها
انا لحبيبي وحبيبي الي
ابتعدت عنه تنظر لعينيه بعشق كبير وعيناه تغزلان لها الف حكاية
كم يود ان يبقيها بين ذراعيه للابد لاتبتعد عنه قيد أنملة
مرر راحة يده على وجهها فاغمضت عينيها تتنعم بوجوده ،اعاد ضمها لصدره وذلك الهاجس القلق بداخله يزداد ، قال ويده عادت لتسريح خصلات شعرها :
_ مارأيك لو رافقتني هذه المرة في جولتي المعتادة
فتحت عينيها تبتسم بسعادة وهي تتذكر ماقاما به هي ولجين بعد صلاة الفجر هذا الصباح
لقد جمعا جزءا من مدخراتهما لهذا الشهر ثم وزعاها في ظروف مغلقة ،في كل ظرف مبلغ معين ،ولجين كما العادة يذهب الى الاحياء الفقيرة ويقوم هو ومختار الحي او شيخ المسجد بإيصالها لكل محتاج دون أن يعرف لجين عن هويته فقط شيخ المسجد من يعرفه .
قالت بهمس :
_ اود ذلك كثيرا
وعادت تدفن رأسها بصدره أكثر وابتسامة جزلى على شفتيها
بينما يعود صوت لجين يدندن كلمات أغنيتها المفضلة
….
كانت سلافة تستعد لمغادرة المستشفى حين صدح هاتفها بالرنين اجابت على المتصل
_ اهلا لجين
اتاها صوته القلق
_ سلافة كيف حالك .. هل يمكن ان اطلب منك ان تقومي بزيارة ميرال كل يوم ..
اجابته بقلقمشابه لقلقه وهي التي لاحظت حالة صديقتها الغريبة :
_ مالذي حدث هل هي بخير ؟
تنهد بألم وقلقه عليها يزداد كل لحظة وهو يلاحظ شرودها ورفضها الخروج من المنزل خمسة أيام من إجازته أمضياها داخل جدران المنزل لم تفلح كل محاولاته لإخراجها ولو لفترة قليلة تعتكف اما في غرفة النوم أو على الشرفة فقطالمرة الوحيدة التي قبلت فيها الخروج كانت لمرافقته في زيارته لحي قريب ويومها شعر أن ميرال عادت لطبيعتها عاد من بحر أفكاره محدثاً سلافة ومعبرا عن قلقه:
_ جسديا هي بخير .. لكنني قلق عليها انها تخفي شيئا عني و لم تبح لي …لأول مرة لاتخبرني بما يجول بخاطرها فقط تقول انها تحتاج للراحة … لقد انتهت اجازتي وعلي الالتحاق بعملي وهذه المرة لااعلم كم اغيب
قاطعته سلافة بحزم قائلة
_ توقف عن هذا التشاؤم لن تغيب طويلا انا متاكدة .. أما بالنسبة لميرال فانت تعلم تماما أنني لن اتركها بمفردها وانا وسلمى سوف نخرجها من جو الكآبة هذا ..
_ اهتمي بها
همس برجاء فأجابته محاولة أن تبعده عن ذلك القلق الذي يعصف به
_ هيا يالجين كل مافي الامر ان زوجتك تعود لعيش جو المراهقة من جديد وتفرض دلالها عليك .. انت تعلم كم تحبك وتشتاق لك في غيابك
لم تؤثر به كلماتها المخففة فقال
_ امل ان ماتقولينه هو الحقيقة .. سلافة لن اوصيك بها .. ليس لها سواكما انت وسلمى
قاطعته بغضب هذه المرة
_لجين توقف عن هذا الكلام مابك .. اذهب لعملك وانت مطمئن ولا تخف عليها
اغلق الهاتف بعد أن ودعها فنظرت هي للهاتف متسائلة
_مالذي حدث لك ياميرال

اغلق هاتفه ووضعه على الطاولة ثم عاد للداخل نحو المطبخ حيث تركها تحضر له وجبة ليتناولها قبل سفره
كانت قد أنهت وضع الاطباق على الطاولة فاقترب منها مبتسما وهو يضع يديه على خصرها قائلا وهو يغمض عينيه يتنشق عبق خصلاتها المبللة
_ كم احب رائحتك
ضحكت بخجل وهي تضم نفسها لصدره شهقت وهي تشعر به يرفعها من خصرها ليجلسها قبالته على الطاولة الرخامية
_ لجين
وضع سبابته على شفتيها قائلا
_ دعيني فقط انظر اليك …
تعلقت عيناها بعينيه بهمس عاشق صامت .. مهما شكرت الله لن توفيه حقه لمنحها رجلا مثل لجين
اقترب يقبل وجنتها قائلا بهمس خافت يلامس شغاف قلبها
_ اتعلمين ان قلبي لم يعد كافيا لاستيعاب ذلك الحب الذي اكنه لك بل احتاج قلبا اخر بجانبه وربما لن يكفي كذلك
لم تستطع النطق وهو يأخذها معه في لجة من المشاعر متناسيا وجودهما في المطبخ
رنين هاتفه جعله يبتعد عنها على مضض ينظر لوجهها المحمر خجلا ولعينيها المغمضتين وشفتيها المرتجفتين
صدى انفاسها يخبره بأنها لاتقل عنه حبا وعشقا
قال بأسف وهو يعيد ترتيب خصلاتها
_ علي ان اغادر الان .. عديني انك ستهتمين بنفسك أكثر
حاولت أن تكون متماسكة وهي تجيبه
_ انت الذي عليه ان يعدني بذلك يالجين .. أنا أطالبك أن تعود إلي سالما
ضمها إليه هامسا
_ أعدك أنني سأحاول
…..
جلست ميرال في الصالة تشاهد التلفاز تتابع بعض المحطات وماتعرضه من اخبار عن بلدها وكأنها في قلب الحدث
لقد سافر لجين بالامس ومازالت تحبس نفسها داخل المنزل
رنين هاتفها جعلها تخفض الصوت وتنظر للشاشة لتجدها صديقتها سلافة فتحت الهاتف تجيبها فوصلها صوت سلافة الغاضب
_اسبوع كامل تنأين بنفسك بعيدا عنا .. هل يمكن ان اعرف السبب؟
استمعت بملل ثم أجابت ببرود
_ احتاج للراحة هل هذا ممنوع الان ؟
اتاها صوت سلافة القلق
_ماذا بك .. هل أنت بخير
أجابتها ميرال بغضب
_ كل ماهنالك انني اريد ان آخذ إجازة .. هل يعد هذا إثما يا سلافة؟
قلق سلافة تحول لاستغراب وهي تجيبها
_في هذه الظروف .. انت تعلمين نقص الكوادر الذي نعاني منه ..ثم ان مدير المشفى دائم السؤال عنك وانا لم يعد لدي حجة لاقولها .. أنت لست على طبيعتك ياميرال !
بكل قسوة اجابت ميرال :
_اخبريه اني استقلت من العمل ولم اعد اريد ان اكمل
وأغلقت الهاتف في وجه صديقتها وعادت تتابع الشاشة وكأنها ليست هي من كان تمضي أياما في العمل دون ان تشعر بالتعب وكل همها إنقاذ حياة الناس وكأن من حادثتها بتلك النبرة منذ قليل ليست سلافة صديقة عمرها وشقيقتها الروحية

لم تمض نصف ساعة حتى كان جرس المنزل يرن علمت ان سلافة وصلت إليها نهضت ببطء لتفتح الباب لها فوجدت صديقتيها معا سلافة وسلمى
ابعدتها سلافة عن طريقها تدخل نحو الصالة تهدر بعنف
_ رغم خطر الطريق في هذا اليوم المشؤوم اتينا لنعلم أي جنون تلبسك .. لجين كان لديه الحق بأن يقلق عليك بذلك الشكل
توحشت نظرات ميرال وهي تنظر لسلافة قائلة
_وهل اشتكى سيادته لك ايضا .. وما الذي أخبرك به حول الجنون الذي تلبسني
توقفت سلافة بصدمة شفتاها تهتزان بتوتر وهي تناظر وجه ميرال الغاضب فيما قالت سلمى محاولة السيطرة على الوضع تنقل نظراتها بين الاثنتين
_ ميرال ماذا بك ؟
لم تجب وانما بقيت على صمتها تناظر سلافة التي قالت بشبه اعتذار :
_ اعتقد اننا اصدقاء منذ مدة طويلة ولطالما كان لجين بمثابة شقيقي سالم
لم تهتم ميرال بكلامها وإنما استدارت عنها مما جعل سلافة مصدومة فتراجعت نحو باب الشقة وقبل ان تخرج وجهت حديثها لسلمى قائلة
_سأنتظرك في الاسفل
خطت خارج الشقة ثم بكل هدوء اغلقت الباب خلفها توقفت للحظة واحدة تسند نفسها على الباب ثم تحركت تنزل السلالم نحو مدخل البناية لتنتظر سلمى
تقسم ان الحقد الذي رأته في عيني ميرال لم تره قبلا في حياتها لكن لا ميرال لايمكن ان تكون هكذا
..لا هي لن تصدق نظراتها المتهمة لابد ان ميرال متعبة جدا لذلك ستعود إليها وتطمئن
ميرال صديقتها منذ اعوام كثيرة ولم تفترقا يوما لذلك مارأته في عينيها ماهو الا وهم من صنع خيالها هي
ضربت رأسها وهي تقول لنفسها
(يبدو ان بقاءك طوال هذا الاسبوع في العمل اثر على عقلك هيا اصعدي واطمئني على صديقتك .. تذكري انها شقيقتك الروحية وتذكري ان لجين بدا خائفا عليها جدا )
وعادت تصعد الدرج بحال غير ذلك الذي نزلت به منذ قليل
اما في الاعلى فقالت سلمى باستغراب بعد أن خرجت سلافة
_ميرال هل جننتي .. منذ اسبوع وانت غريبة فعلا .. نحن صديقاتك ومن حقنا ان نعرف مابك
نظرت لها ميرال قائلة
_ مابي… اشعر بالضياع ياسلمى …
وضعت يدها على راسها تدور حول نفسها دورة كاملة ثم أكملت
_بت ضائعة .. لااعرف مالذي يحصل ومتى سينتهي هذا الخراب ..
اشارت نحو التلفاز قائلة
_انظري لما يتم نشره انظري للخراب الذي حولنا اسمعي اصوات القذائف التي تهطل مطرا علينا .. الا يصيبك هذا بالجنون
قالت سلمى باسى
_لكن هذا حالنا منذ أشهر وكنت الوحيدة المتفائلة بأن ذلك سينتهي بسرعة واننا سنشهد نهاية الحرب فما الجديد الآن ؟
صرخت ميرال
_ الجديد اني بت لااعرف اي الاطراف هو الصادق .. ايهم الظالم وايهم المظلوم ..
توسعت عيني سلمى بصدمة وهي تقول
_بعد كل هذه المدة شعرت بهذا الضياع .. ان معظم الناس قد فهموا اللعبة التي حيكت ضد البلاد وانت الان من تشعر بالضياع وعدم معرفة الصحيح من الخطأ
جلست ميرال على الكرسي دون ان تدعو صديقتها للجلوس تقول وعينيها تناظران الفراغ
_ اجل انا الان بت لاافهم شيئا .. طوال هذا الاسبوع وانا افكر اين انا من كل هذا ؟
جلست سلمى قبالتها قائلة
_ وهل وجدت اين انت ؟
نظرت لها ميرال هامسة بتشتت
_ اجل .. لااعلم ..
بتوجس ورهبة سألت سلمى
_ واين انت الان ؟
قال ميرال بعزيمة استحضرتها فورا وهي ترفع راسها نحو سلمى وعينيها لاتحيدان عن عيني صديقتها
_ انا حاليا اشعر باني لم اعد اقتنع بكل ما آمنت به هل فهمتني ياسلمى .. كل تلك المبادئ والقيم التي تغنيت بها اشعر بها وهما وسرابا …
أشعر أن هناك خطئا ما لكن لم أعد قادرة على تحديده … لذلك قررت الابتعاد قليلا عن كل شئ علني أستطيع أن أفهم.
قالت سلمى بخفوت وهي غير مصدقة لما تقوله صديقتها
_وهل أخبرت لجين بذلك؟
انتفضت ميرال غاضبة وهي تقول :
_وأين هو من كل مايحدث معي أراه مرة او مرتين في الشهر ثم يختفي دون أن أعلم له مكانا …. لذلك كما ابتعد هو عني انا قررت ان ابتعد عنه.. كنت مستعدة ان اتوسله ليبقى معي لكن لم افعل أتعلمين لما ياسلمى ؟ لانني متاكدة انه لن يبقى بقربي لذلك سابتعد عن الجميع وعنه أولهم ويمكنه اللجوء لسلافة إذا رغب بالشكوى
_ميرال
همستها سلمى بعدم تصديق لكن ميرال لم تهتم وإنما ابتعدت نحو غرفتها قائلة
_اني متعبة ان وددت يمكنك البقاء البيت بيتك
وذهبت دون ان تترك اي مجال لسلمى للرد
بذهول خطت سلمى نحو باب الشقة تفتحه لتجد سلافة واقفة والدموع تغرق وجهها ويبدو انها سمعت كل الحديث
احتضنتها سلمى تهمس
_ اهدأي .. انها ليست بوعيها .. انها .. انها
لم تعلم ماذا تقول ثم انخرطت بالبكاء مثل صديقتها قبل أن تخطوا مبتعدتان عن منزل صديقتهما

قالت وداد بصبر تحاول التحلي به قدر المستطاع رغم البركان الثائر بداخلها
_لاافهم سبب انقلابها هذا .. هل يعقل ان كلام شقيقها اثر بها لهذه الدرجة .. هل يعقل ان تلغي كل ماامنت به بعد لقاءها بشقيقها
قالت زينة وهي تعيد وضع الوشاح الصوفي حول كتفيها محاولة تجنب النسمات الباردة
_ انقلابها لحظتها كان ناتجا عن دمار مابنته طوال سنوات من قيم ومبادئ
دمار ناتج عن مجتمع تهدم في أشهر أمام عينيها ترى انقلاب الأمور وضياع الحقوق .. انقلابها كان ناتجا عن رؤية من زرعت بقلبه المحبة واعتبرته ابنا لها وليس مجرد شقيق ينسف كل مافعلته ويسير في الطريق المظلم
لقد دمر ماامنت به وهي ترى ان الحب والتربية التي قدمتهما له لم يكونا كافيين ليكون إنسانا يحمل الرحمة في قلبه
قالت وداد محاولة ان تصل لمعلومات اكثر
_ زوجها كيف ابتعد وتركها وهي بهذا الحال ربما لو بقي بجانبها لفترة اطول …. ثم هل عمله كما قصد غياث ام انه يتوهم فقط
قالت زينة
_ في ظروف الحرب لايمكنك ان تلومي شخصا لنسيانه عائلته واندفاعه نحو عمله وخدمة بلده خصوصا ان عمل لجين في منظمة دولية يستدعي منه التفرغ الكامل لهذا العمل
لجين لم ينساها ولكن هناك المهم وهناك الأهم
عمله يتطلب ان يتغيب عن منزله لايام قد تطول وقد تقصر
غياث كان ذكيا يعلم كيف يستغل كل شئ وبأي مكان ولذلك كانت شكوكه نوعا ما صحيحة

يوم آخر مر على غياب زوجها دون أن تعلم عنه شيئا هل وصل بخير
هل هناك أي خطر يحيط به وخاصة أن الأوضاع من سيئ لأسوء
شاشات التلفزة لا تعرض سوى المؤتمرات واللقاءات حول الأوضاع وكيفية حلها
وكأنهم فعلا يبحثون عن حلول وليس فقط يقيمون هذه المؤتمرات لتمرير الصفقات التي يرغبون من تحت الطاولة
مستغلين كل مايجري لزيادة ثرواتهم وتحقيق مطامعهم التي لاتنتهي ابدا
فمن بلد الى بلد يتحركون يدمرون ويقتلون كوباء اسود لايحمل سوى الموت والدمار الذي لا قيامة من بعده
ومابين محطة واخرى كانت تقلب تحاول الا تقلق الا تهتم
ليفاجئها رنين الجرس بعد منتصف الليل
تساءلت بخوف من عساه يأتيها في هذا الوقت
لا يمكن أن تكون سلافة او سلمى فكلتاهما كانتا اخبرتاها قبل ان تأتيا
وزوجها لايعقل ان يعود بهذه السرعة وان فعل فهو يملك مفتاحا إذن من عساه يكون
بخطوات خائفة توجهت نحو الباب تسأل بخوف
_من
فأتاها صوت شقيقها
_انا غياث افتحي
بيدين مرتجفتين فتحت الباب ليخطو شقيقها مسرعا مغلقا الباب خلفه يستند على الباب و هيئته توحي انه كان يهرب من شئ ما
اقتربت منه بلهفة تسأله
_هل انت بخير .. مالذي يحدث .. هل يلاحقك أحدهم
بخطوات متعبة توجه نحو الاريكة يجلس عليها ثم يجيبها مبتسما
_ لقد فقدوا اثري لاتقلقي
جلست قربه عيناها تمسحان وجهه تطمئن انه بخير قائلة
_ من هم ؟
دون أن يجيبها أمسك هاتفه يجري اتصالا وحين اتاه الرد قال آمرا
( خالد اريد ان اعرف كل شئ عن هويتهم .. أنا بخير أجل لاتقلق )
واغلق الهاتف و نظر لها بعيون ماكرة يجيب سؤالها
_لاأعلم كنت عائدا من عملي فتبعتني سيارة غريبة لذلك تولى خالد تضليلهم بينما اتجهت انا الى هنا
بخوف شديد احتضنته تهمس له بضياع
_يا إلهي من يريد أذيتك … أخبرتك أن تبتعد أن تسافر لكنك ترفض ..
يعلم أنه سيصل معها لما يريد تماما .. شقيقته يحفظها عن ظهر قلب ويعلم كيف يمكنه ان يؤثر عليها
قال مجيباً :
_ لايمكنني أن أسافر الآن واترك كل أعمالي معلقة هنا
ثم امسك هاتفه يناظره بعد ان وصلته رسالة ثم عاد ينظر لها قائلا
_ ولو اخبرتك ان زوجك من يلاحقني ماذا تفعلين
فتحت فمها لتجيب وعيناها تناظرانه بضياع ثم ابتعدت عنه تدور في الصالة كانثى حيوان مجروح يقتلون ابنها أمام عينيها
أكمل هو لعبته والضغط على أعصابها :
_ اعلم انه يشك بي وأنا موقن انه ابلغك بشكوكه .. لقد علمت أنه طلب مراقبتي .. ويبدو ان من ينفذون أوامره يودون القضاء علي
عاد تنظر له هامسة بترجي أن يتوقف عما يفعله بأعصابها :
_ إن لجين ليس سوى طبيبا كيف يكن له اتباع وأعوان كلامك يكاد يصيبني بالجنون ياغياث
قال محاولا ان يزيد ذلك الضياع الذي تتحدث عنه
_ إنه ليس كما يصور لك وأنت تعلمين أن عمله يساعده على التواصل مع الكثيرين ممن يريدون تدميري
عادت تقول بأمل
_ إن كان كذلك سأطلب منه ان يتركك وشأنك .. هو لن يرفض لي اي طلب …
بضياع وكمن تهذي اقتربت منه تحتضنه ودموعها تجري بسباق
_ فقط قل لي كيف يمكن لي ان احميك من الخطر وسافعل .. فقط لاتبتعد عني …
اصطنع الاسى والتعب وهو يقول مبعدا إياها عنه
_اني الان متعب واود النوم يا اختاه
بعد دقائق كان مستلقيا في الصالة متدثرا بغطاء سميك بينما هي جالسة قربه لاتفعل شيئا سوى التفكير
نظرت له وجدته غارقا بنومه فاقتربت تغطيه جيدا تهمس امام وجهه
_سأفعل اي شئ لحمايتك … أي شيء
ثم غادرت غافلة عن عينيه الماكرة التي نظرت لها تراقب مغادرتها
….
_يا إلهي
همست وداد وهي تتخيل مقصد ميرال نظرت لزينة هامسة
_ لقد استطاع أن يسيطر عليها فعلا
قالت زينة وهي تعقد يديها فوق قدميها وعينيها مسلطتان على الأوراق التي وضعتها وداد على الطاولة تستعين بها بالكتابة
_ حبها له كان اقوى من اي شئ وطغى على عقلها كاملا .. ثم هي حالها حال الكثيرين نازعتها رياح الفوضى فجعلتها غير قادرة على التمييز
هتفت وداد بغضب لم تستطع السيطرة عليه قائلة
_ اي تمييز هذا .. هل هي مراهقة صغيرة ام طفلة أنها امرأة قاربت على الأربعين فكيف لا تستطيع ان تميز بين صح او خطأ
ابتسمت زينة لمرأى وداد الغاضب فانتبهت وداد لما تفعله فقالت وهي تستعيد هدوءها
_اعذري انفعالي .. لكن الأمر يفوق الوصف
فقالت زينة بغموض
_ لقد كان يستغل تشتتها وضياعها وخوفها عليه … يغزل لها الحكايا عمن يحاول قتله والتخلص منه …
هي كانت تظن أنها قادرة على إنقاذه مما هو فيه
لم تبلغه انها تعلم بمعظم مايقوم به في الخفاء ولكن كان لديها حقا امل انها تستطيع انقاذه والانتقام ممن اوصله لكل هذا الاجرام
ولكنها لم تكن تعلم انه يتلاعب بها يريدها دمية بيده يستغلها كيفما يريد
قال وداد بتساؤل
_كيف
أجباتها زينة بابتسامة غامضة
_لاتستعجلي كثيرا فللحكاية تتمة

استيقظت صباحا لتجد ان شقيقها قد غادر حاولت الاتصال به مرارا وتكرارا دون فائدة
ارتدت ملابسها ثم اتجهت لمكان عملها
لقد هاتفت المدير ليلا تخبره بانها كانت بحاجة لاجازة فقط
ركنت سيارتها وهي تعلم أن لا سلافة ولا سلمى هنا فقد اتصلت باحدى الممرضات تستعلم منها عن أمور المستشفى لتخبرها بطريقة غير مباشرة انهما غادرتا لمنزلهما ليلا
قامت بجولة صباحية على مرضاها تعتذر بابتسامة عن غيابها المفاجئ
اتجهت لقسم الطوارئ بعد ان تم إبلاغها بوجود حالة تخصها
دخلت القسم فوجدته شبه خالي أشار لها الطبيب المقيم
_ يريد سلافة ولكني اخبرته انك صديقتها
نظرت نحو الشاب الجالس على سرير الفحص ثم قالت للطبيب المغادر
_ شكرا لك سأتصل بسلافة انا
وظلت مكانها حتى تاكدت من مغادرته مغلقا الباب خلفه ثم اقتربت من الشاب قائلة
_ هل يمكن ان تخبرني بما يؤلمك
ابتسم الشاب وهو يفهم ماترمي اليه ثم اجابها وهو يعطيها مغلفا دسته مسرعة في جيب معطفها
_ لا يؤلمني شئ فقط اتيت وكلي ظن أن سلافة لاتزال هنا …
اشار لها باشارة فهمتها ثم غادر تاركا اياها واقفة مكانها تنظر بأثره بشرود
…..
عادت قبيل المساء لمنزلها منهكة القوى بعد أن عرجت على المتجر لتجلب بعض الاغراض
وضعت الأغراض التي ابتاعتها في المطبخ ثم عادت ادراجها للصالة تحاول الاتصال بغياث لكن كما حال هاتفه طوال اليوم مشغول او خارج الخدمة
عادت تطلب رقم زوجها ولم يكن حظها أفضل رمت الهاتف بغضب على الاريكة تصرخ
_وهل كنت لتساعدني يالجين ..
خاطر مر على بالها ماذا لو كان ألقي القبض على شقيقها ماذا لو حصل له مكروه ماذا لو تم تعذيبه
دون تفكير كانت تمسك مفاتيح سيارتها تضع وشاحها على رأسها مجددا ثم تخرج مسرعة
تنزل الدرجات بغضب لتستقل سيارتها متجهة نحو منزل شقيقها
لاتعلم كيف استطاعت القيادة تقطع الشوارع نحو منزله
تسيطر عليها ذكريات قديمة عنه وهو مراهق يحدثها عن احلامه وامنياته
عن صديقته في المعهد الموسيقي والتي احبها كمراهق يخطو اولى خطواته نحو الشباب
ابتلعت غصة مريرة وهي تركن السيارة على جانب الطريق ثم نزلت نحو مدخل البناية التي تقع فيها شقة شقيقها
استعملت المصعد وحين دلفت منه وجدت الحارسين الذين اعتادت وجودهما أمام منزل شقيقها سألتهم عن مكانه ولكنهما اخبراها انه غير متواجد حاليا
عادت ادراجها والقلق يفتك بها اين يمكن ان يكون
صوت سقوط قذيفة قريبة وصوت سيارات الإسعاف الذي انطلق بعد لحظات جعلها تغادر المكان مسرعة استقلت سيارتها وقادتها تراقب هروب الناس مبتعدين عن مكان سقوط القذيفة خوفا من سقوط غيرها
عدلت طريقها متجهة نحو مكان سقوط القذيفة فواجبها كطبيبة حتم عليها ان تسرع لمعالجة المصابين
اندفعت بين الجموع تخبرهم انها طبيبة
تساعد باجراء الاسعافات الاولية للمصابين الذين لاتستدعي حالتهم النقل للمستشفى
حين انتهت عادت تستقل سيارتها بتعب نحو
الطريق العام الخالي تقريبا وقد بدأ الليل يرخي باسداله والحركة باتت خفيفة
رن هاتفها باسم شقيقها فركنت السيارة على جانب الطريق تجيبه بلهفة
_ هل أنت بخير
اجابها بأجل ثم طلب منها أن تتجه لمنزل آخر يمتلكه في حي قريب
اتجهت من فورها لتصل إلى العنوان المطلوب
كانت بناية في حي سكني قريب ركنت سيارتها وهي تشعر بالراحة لوجود حركة للناس في هذا الحي
تنظر حولها لطبيعة الحياة
هناك حيث كانت منذ قليل شوارع خالية يحوم الموت فيها وهنا ترى الناس يتجولون بشكل عادي وكان لاشئ يحدث
خطت نحو البيت المطلوب وكالعادة وجدت اثنين من الأشخاص الذين وظفهم شقيقها لمرافقته في كل مكان
ويبدو أنهم كانوا على علم بوصولها فسمحوا لها بالدخول
دخلت المنزل لتجد شقيقها بانتظارها كانت خطواتها متوجسة من ان يكون برفقة أحد ما لكنها تنهدت بارتياح وهي ترى الشقة خالية من أي شخص آخر
جلست بعد ان طلب منها الجلوس فتساءلت بلهفة
_لم أنت هنا
قال وهو يجلس قبالتها بتعب
_ اخذ احتياطاتي فربما كان المنزل مراقب
تساءلت بخوف
_ ولم يفعلون ذلك … هل اكتشفوا اي امر يخصك … من هم وماذا يريدون
امسكها من مرفقها يوقفها عن الكلام فنظرت له بعيون متوجسة فقال بصرامة
_ لاتطرحي الكثير من الاسئلة … سيتوقفون عن متابعتي قريبا .. يجب ان اكون حذرا فقط .. أما من هم وماذا يريدون لا شأن لك بالامر
قالت بتوتر وضياع
_هل حقا ماقلته عن ان لجين من اخبرهم بأمرك و ارسلهم ليلقو القبض عليك ..
قال وهو يضع كفيه على ركبتيه محنيا ظهره للأمام
_ ليس لجين ومن خلفه يريدون موتي الكثيرون باتوا يظنون اني اشكل خطرا عليهم .. حتى من اعمل معهم باتوا يخافون وجودي
لم تفهم ماقال والحيرة تلبستها تنظر له تستجدي شرحا يداها رجفتا بخوف اما هو فاستقام واقفا مبتعدا عنها عدة خطوات مفكرا ثم عاد ينظر إليها
_ يعلمون أن شقيقتي زوجة شخص مهم يمتلك وثائقا يريدونها وبشدة ..
انتفضت تمسك كفه قائلة
_ اي شخص مهم هذا ان لجين ليس سوى طبيبا ،كم مرة عليّ أن أعيدها ، ما الذي يمكن ان يشكله من أهمية لهم اخبرني .. اشرح لي اكاد اجن
دون أن يهتم بالتفسير قال مكملا ضغطه على اعصابها
_لقد تمت مساومتي بك ياميرال اتفهمين والا فحياتي ستكون الثمن
صرخت تناظره بخوف لايكاد يفارقها بحضرته :
_ كيف ذلك … ما شأني أنا ؟
أكمل بصوت ماكر يتسلل به لخلايا عقلها :
_ انت شقيقتي نقطة ضعفي لذلك يمكن باي لحظة ان تكوني سببا قويا لكسري
هزت رأسها نافية والدموع قد غلبتها
_كلا لن يحدث .. أنا سأبحث عن طريقة اخرجك بها من هنا .. سوف أسافر إلى أي بلد واختفي
ضحك وهو يراقب جنونها وهذيانها غير مهتم لتلك الحال الاي أوصلها إليها ثم أكمل قائلا ً:
_هل تظنينه أمرا سهلا … أخبرتك كوني معي وسأكون بخير .. ساعديني للحصول على ما أريد .. الوثائق التي بحوزة زوجك يجب ان احصل عليها
توقف عقلها عن العمل وهي تقول
_ اي وثائق هذه التي يملكها لجين .. أقسم لك في المنزل لا يوجد أي وثائق مهمة يمتلكها
قال مؤكدا ما كانت تشك به قبلا
_اعلم انه لايملك اي وثائق في المنزل ..
هتفت بقلة صبر تحاول أن تفهم مايريده
_اذا كيف ستحضر لهم هذه الوثائق وما مدى أهميتها اخبرني ؟
قال مضللا لها أكثر
_لااعلم كل أهميتها ولكن الحصول عليها أمر مهم ...ساعديني في هذا الأمر
_انا كيف يمكن ان اساعدك
قالتها بعجز وهي تنظر إليه والتعب قد أخذ منها كل طاقتها فأجابها
_ عليك معرفة المكان الذي يكون به فالمعلومات تؤكد ان زوجك سيسلم الوثائق قريبا ونحن يجب أن نحصل عليها قبلا ..
اومأت له بأجل دون أي تفكير ثم سألت بأمل :
_ وهل هذا سيبعد الخطر عنك ؟
أجابها قائلا وقد تسلل الارتياح الى قلبه فهاهو قد شارف على الوصول لهدفه :
_اجل سيبعده
اقتربت منه وعينيها تلمعان بإصرار غريب
_ان حصلت عليها عدني انك ستسافر وتغادر هذه البلاد للابد.. عدني أنك ستنجو بنفسك
امسك كفيها يقبلهما
_ اعدك …
عادت تنظر له وهي تقول بخوف حقيقي لم تستطع اخفاءه
_لجين هل سيكون بخطر ؟
اخذ نفسا عميقا ثم قال بهدوء :
_ ميرال انت امام مفترق طرق خطير عليك الاختيار .. لاجلك و لاجلك فقط سأحاول الا يصيب لجين اي خطر .. تعاونك معنا يعني ان يكون بأمان
قالت بتشتت ظهر واضحا في نظراتها إليه
_ لم افهم
عاد يكمل
_ ستفهمين قريبا … ساخبرك بكل شئ قريبا
والان سأطلب من خالد ان يقلك للمنزل فالوقت تأخر
قالت وهي تتجه نحو باب الشقة فقد استنفذت كل طاقتها وعليها أن تعود لمنزلها لترتاح
_ سيارتي معي
عاد يخبرها محاولا أن يشعرها بقلقه عليها من التحرك ليلاً:
_وان يكن سأطلب منه ان يتبعك هذا اضمن لسلامتك
قبل ان تفتح باب الشقة وتغادر عادت تنظر اليه وهي تقول ونظراتها تحمل من الغموض الكثير :
_ انا مستعدة لفعل اي شئ لانقاذك و لحمايتك والابتعاد بك عن هنا .. ان كان هو زوجي فأنت شقيقي وولدي الذي ربيته ياغياث ..
ابتسم وهو يسألها سؤالا محددا لم يستطع منع نفسه عن إلقاءه عليها :
_ حتى وان طلبت منك قتله !
هل كان يتوقع رفضها او رؤية نظرة خوف في عينيها اذا توقعه خاطئ فهي حين سمعت سؤاله انكست رأسها للحظات ثم رفعت وجهها اليه بملامح قاسية غريبة وهي تقول :
_ حين يكون الخيار واجبا سأختارك أنت .. سأختار انقاذك أنت كن واثقا من هذا ..حتى وان كان الثمن قلبي
ثم غادرت تاركة إياه في صدمة لحظية مما تفوهت به ثم عاد يبتسم فهو حقق ما أراد وميرال ستصبح له داعما ونصيرا
……
كل الشكر للجميلة سنين سنين عالخاطرة الجميلة
اريدك وطن
اريدك اوطاننا التي تموت
فكل طفل وطن
وكل شيخ وطن
وكل امراة وكل رجل وطن
وكل شاب حلم وطن
اريدك وطن
تمسح دموع من مؤاقيها
اريدك وطن
تاوي اليك الافئدة لا تنفيها
تصون دماء"لا تجريها
اريدك علمي اريدك ديني
اريدك نبراس نور لا دروب ظلام
اريدك بك الانسان للانسان
لا ان تجعل قلبك هو القربان
اريدك وطن اضاهي بك كل الاوطان


فاتن منصور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس