عرض مشاركة واحدة
قديم 30-09-20, 01:06 PM   #6

فاطمة طلحة
 
الصورة الرمزية فاطمة طلحة

? العضوٌ??? » 476559
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 25
?  نُقآطِيْ » فاطمة طلحة is on a distinguished road
افتراضي

الفصل العاشر من رواية باب الجنة
.................
الفصل العاشر
........................
فخ الاعتياد
.............................
حكمت المحكمة حضورياً علي كلاً من
مريم سعيد السيد
مينا رزق متى
لحظة واحدة هناك لَبْس.... سوف نعيد اللقطة مجدداً
حكمت المحكمة حضورياً علي كلاً من
مريم سعيد السيد
و محمد رزق متى
بالحبس معاً في جزيرة من الخُبــــال وسط بحر من الغفلة يتجرعون سعادة وهمية
ظاهرها الرحمة باطنها العذاب
.......................
- أين عثرتي علي تلك السجادة
كانت تلملم فوضي اشتعالهم السابق في المكان
توقفت تمعن النظر في عيونه مستغربة
- في خزانتك بين ملابسك
و عادت تكمل دون اكتراث .... اغضبه
توجه إلي علبة تبغه .... التبغ هو متنفس غضبه الكامن في عروقه منذ زمن يلفظه كعادة لجئ إليها بعد إقلاعه مجبراً عن المخدرات في السجن ويهرب به من ضغط الحياة عليه
- من أذَن لك بالعبث في ملابسي
- حقاً...
استدارت له بجسدها كلياً و العزم باد في عيونها و علي ملامحها
تقمصت دوراً وإن كان يرفضه فستجعله يقبله برضاه أو مغصوب عليه
- من الواضح أنك لم تعتاد وجود امرأة في حياتك و ظني الذي لا يخيب أنني الأولى
عيونه عليها ساخطة
عيونها علية متوجسة لكنها لن تتراجع الأن
أنا أريد ملابس بكل أنواعها أنا أنثي و أظنك تدرك ذلك جيداً
بإشارة الي جسدها الذي كان ينهت عليه منذ قليل
سكوته شجعها بالاستمرار في الحديث دون مواربة
- هذا المنزل كله يحتاج تجديدات
لن نقوم بها دفعة واحده أولاً نحسن الإضاءة
النور الضعيف يؤذي عيني سنقوم بتجديد لون الحيطان بلون أبيض أنا أحب اللون الأبيض
و قدميها تتحرك بها لاإرادياً خارج الغرفة
- خشب الأثاث ممتاز أنا أعلم ذلك
و لهجتها تتفاخم
- يدعي زان سنقوم بتلميعه
ترفع ذراعيها للأعلى في الهواء ترسم لوحة للغد تعيش الحلم
تتناسي أن تساقطت منه أجزاء كثيرة كانت مهمة في مشوارها الحتمي أجزاء كانت ستبني الوعي و الإدراك
إدراك كان ينمو و يتعاظم أمام عينه أنه غير موجود
وأن الفتاة الهاربة بيضاء السر والسريرة
بدرجة مفزعة
ساحقة المنطق عن جدارة
استغل ضعفها أسفل وطء ضعفه
و النتيجة تتجلي الأن أمام عيناه
ألقت ما مضي في يومان بجعبة نسيانها العميقة تبني صرح خاص بها تقيم أوصاله و لو كان بلا أساس تغرز أناملها بالتربة الجدباء و تتوقع ازدهار غابات
ترسم لوحة مشتتة الألوان تناظرها علي أنها معجزة
و ببرجها العالي تتناسي أن زمن المعجزات ولي و فات

...................
قدميها ظلت تسوقها علي البلاطات الباردة حتي باب المرحاض
و من ثم اختبأت خلفه
يزداد يقينها بعبثية جدوى ما تفعله معه و لكن لا مفر
إنه فرصتها الأولى و الأخيرة والوحيدة
لم يعد هناك خيارات أخرى متاحة في الحياة إلاه
((محمد))
بيته بسيط مقارنة ببيت زوجها السابق و لكنه أفضل
هو بيتها وحدها و ستستغل ذلك جيداً
ستوافقه علي كل متطلباته
ستشبعه منها حتي أخر فتات جوعه
لن تتركه يتلفت إلا و يجد لمستها قد حاوطته
ستمحي ماضية الذي يطل من عينيه بتعاسة كلما غاب عن واقعه معها
ستطبخ له طعامه
تنظف له منزله تدفئ له فِراشه ستَجُره بنعومة الاحتضان و سلاسة الصمت و انسيابية اللمسات
إلي فخ الاعتياد
........................
حكمت المحكمة حضورياً علي مينا رزق متي
و بجلسة سرية
لم يحضرها حضرات المستشارين ولا المدعي العام و لا محامي الدفاع
فقط هو و............. قاضيه
بالحبس في زنزانة العتمة بقاع بئر جاف في صحراء الإثم القاحلة
والجريرة فتاة تعلق ذنبها برقبته
كلا .... الجريرة موشومة أسفل معصمه
الجريرة أنه تناسي هويته
الجريرة أنه و في سَقطة مستمرة مد يده علي أحد مناديله القماشية و لفها حول صليبه ليخفيه
.......................
داخل المطبخ الصغير ترتدي بنطاله المحكوم حول خصرها بحجابها الاحمر و إحدى كنزاته القطنية
تعيد ترتيبه قطعة جوار قطعة تبثها عزمها المعقود بداخلها منذ أن أقرت رسم القادم بفرشاتها الخاصة
تتناسي الماضي تتغافل عن المستقبل
و الحرب رغماً عنها تدور رحاياها بالداخل مسطح من مياه ساكنه و القاع يغلي
....
- كيف مساءك المر هذه الليلة يا عجوز
والعجوز تنظر إلي ربيبتها , ابنة الخامسة عشر الغرة
أصبحت غولاً في العشرين
- علقم كأيامك القادمة حتي أخر العمر يا بُريص الحوائط
للملت حالها المبعثر من الأساس في محاولة لا طائل منها كالعادة
- أما آن لنا أن نفترق يا زوجة الكهل لقد مللتك و مللت زوجك المقزز هذا حقاً
أصبحتم تثيرون غثياني كلما جمعتنا أنفاس الهواء في ذات المكان
تتقدم اتجاهها بغنج متسلق مثير للحنق
عامدة القرب راغبة في الفورة لقد أصبحت تستلذ العذاب , يشتاقه الجسد ويقتات عليه وجع الروح
التصقت بها
و العجوز مصابة بالتهاب المفاصل الذي لا علاج له
فتخبرها
- هل تبغين سماع حكاية صغيرة حدثت بالأمس تدور حول رجل مستنزف البنية فوق جسد صبية
و نالته
بكل حرارته و قسوته ذلك الارتجاج الذي يصيب عينيك ,يطن في أذنيك , يدور بك في فلك الحسرة ثم يُسقطك بلا قيمة
لم يمنع العجوز التهاب مفاصلها و لا الألم و مشقته في كل يوم و ليلة
لم يمنعها
أن تقتص لحال زوجة طالما كانت السند ، كانت الاساس الذي بُني عليه معبد حياتها في زوج و أولاد
لتفاجئ بأخري يستوطنها شريك عمرها تقاسمها تراتيل العبادة و جني طرح لم تسقي أرض زرعه في يوم ما

صفعة عَلمت أصابعها الخمس فيها علي الوجنة الباهتة
و العجوز رغم الألم تكابر
- أردتيها ونلتيها يا عديمة القيمة
فتتبسم المغلوبة علي أمرها بجزل قميء لنفس ممزقة
و خطواتها تتراجع حتي كأس عصير المانجو البارد الذي كان ينتظرها فوق صنيه تقديمه
حملته بخنوع و خَطت بعيداً جداً كحَجَرٍ صغير مُصمت قُذف لأعلي وهبط أمام باب حُجرة عبده






فاطمة طلحة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس