عرض مشاركة واحدة
قديم 30-09-20, 11:23 PM   #628

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل التاسع عشر


الفصل التاسع عشر



السكينة
ذلك الشعور بالراحة بعد الأنس...بعدما يتآلف قلبك مع قلب آخر فتملأ الطمأنينة روحك... بعدما تصل بعد رحلة متعبة لنقطة نهاية فتجد بها الفوز...بعدما تملك يدك حلما حلمته منذ صباك و منّ الله به عليك... هكذا يستنير داخلك و يستكين...
تحرك في سريره ينقلب على جانبه فيشعر بشيء غريب لم يعتد عليه بعد... جعد ما بين حاجبيه يفتح عينيه ببطء فتتوقف حدقتاه على هذه الصورة أمامه... كفه المستريح عند الوسادة تستقر بوجنتها داخله كعصفور يلمس الدفء في عشه... عدل من وضع رأسه ليتمكن من رؤيتها بشكل أوضح... انها هنا معه ملك يمينه هو... لولا تعبه الكبير و ارهاقه ما كان سقط في النوم عقب عودته من صلاة الفجر بل كان سيظل مستيقظا يراقب غفوتها الحلوة جواره... اتكأ على ذراعه النائمة هي على كفه لينهض بنصف جسده يراقبها من علو... لحظات مرت و هو يستشعر ملمس بشرتها فوق جلده... و هو يستقبل انفاسها بين اصابعه... و هو يراقب شعرها الطويل خلفها... مال بوجهه عليها يستنشق عبق انفاسها الناعمة المداعب لوجهه... ابتسم بسمة مرتاحة زادته رجولة دافئة...لاحظ تغضن وجهها لثوان ثم عاد لطبيعته المستكينة فانقبض قلبه هلعا من ان تكون قد راودتها كوابيسا بشعة عن حادثها... سحب نفسه بقوة يصبر نفسه بأن حقها سيعود بيده لا مجال للشك... لا لن يفكر على الاقل الآن و هما بهذا القرب الخيالي بالنسبة له في امور سيسعى كي يحررها منها... تحركت رأسها فاحتكت وجنتها الملامسة لكفه به فزادت بسمته و حركتها هذه تبعد عن عقله التفكير... كقطة ناعمة صغيرة و عنيدة لعبت فتعبت و استكانت في حضن صاحبها... مال مجددا ليقترب من وجهها اكثر يتمتع بما سيطول به الوقت كي تمنحه له لكنه الصابر في عشقها للأبد...دون قصد منه تلامست انوفهما فسرت رجفة تخص لمسها بداخله... ضحك بخفوت يدقق في ملامحها و يتشرب كل أنشا بها ليهمس بصوت متأثر بقربها هذا...
(إنه الصباح الأجمل على الإطلاق)
ارتفعت شفتاه يلامس بخفة حذرة مقدمة أنفها مرتين متتاليتين ثم يبتعد بوجهه ذي البسمة الراضية قائلا بخفوت...
(انارتي دنياي يا غسق روحي من بعد طول انتظار كاد يقتلني)
جعدت ما بين حاجبيها بصورة اوضحت انها على وشك الاستيقاظ... التفت ينظر الى شرفة الغرفة الواقعة خلفه ليلاحظ توهج اشعة الشمس فتوقع ان حبة المنوم قد اوشك مفعولها على النفاذ...
صوت الطرقات المفزعة فوق باب غرفته جعله يلتفت تجاه الباب باستنكار للوهلة الأولى...من هذا الذي يدق بابه بهذه الصورة الضوضائية؟!!...انتفضت جواره مع تكرار الدق للمرة الثانية فخرج صوت فزعها متوترا...انزل بصره سريعا يراقبها مهمها بخفوت
(اسم الله حولكِ...لا تفزعي)
ارتفع له ليلها القابع في عينيها يحمل بقايا النعس فيترك بصمة لم يكن يحلم يوما في ان تُمنح منها له...تناظره نظرة مفزوعة تحمل التساؤل و التعجب و هناك خجل يزيدها جمالا يتسلل ببطء اليها فيبدو عقلها يبلغها بمعلوماتها بصورة متأنية...و حينما اكتملت الصورة استقامت بسرعة تسحب وجنتها و انفاسها بعيدا عنه لتجلس مكانها و تسأله بجزع...
(ماذا يحدث؟!!!)
عيناه ارتفعتا الى الباب مجددا لتحتقنا بضيق متوقعا هوية الطارق... لكنه عاد ينظر اليها يقول بهدوء و يده تتحرك امام وجهها يطمئنها...
(لا شيء اهدئي احدهم يدق الباب)
انفاسها لم تنتظم بعد فتناظره بشفتين منفرجتين تسحبان قدرا كبيرا من الهواء و نبض قلبه يتأرجح بجنون...ضيقت عينيها تسأله بتعجب مستنكر...
(هل تُدق الابواب بهذه الطريقة؟!... قلبي سيتوقف عن النبض)
حطت عيناه على كفها الذي وضعته تزامنا مع جملتها الأخيرة فوق قلبها لتهمس نفسه بصدق...
(و خافقي ايضا...قربك مهلك اكثر من بعدك!!)
لكنه تكلم بهدوء مسيطر يطمس جنون مشاعره الغير مصدقة انه يجري حديثا فوق سريره مع غسق...
(اصبحنا في الظهيرة على ما اعتقد فالشمس ساطعة بقوة بالخارج لذا ينبهوننا ان نستعد فالمهنئون سيأتون قريبا)
ابعدت يدها عن قلبها تومئ له بتفهم ما لبث ان تحول لضيق بعدما اجفلت من دق الباب بنفس الطريقة الغوغائية مجددا...ابتلعت ريقها تنظر له قائلة برجاء
(ارجوك انظر من بالباب و دعه يتوقف)
قد ظن ان من بالباب ابتعد بعدما طرقه لينبهما لكنه تعجب بل و غضب من استمرارية إلحاحه المفتقرة للذوق...لو كانت والدته لكانت دقت منادية عليه و رحلت و هبه تتحرج من الاقتراب من غرفته كي تعطيه حريته لا يوجد سواها!!!...ازاح مفرش السرير عنه ليقف ينتعل نعله و يتوجه ناحية الباب بخطوات تشعر بالضيق حقا...فتحه بحدة لتطل سهر بوجهها المتبسم بشكل مبالغ به...تكلم بحدة مقصودة و وجه ملامحه غاضبة...
(ماذا هناك يا ام مازن؟!)
عبرت عيناها من خلف كتفه تجولان في المساحة المتاحة للنظر من الغرفة بسبب فتحة الباب الضيقة...لم تستطع رؤية شيء سوى ساقي غسق المستترة اسفل مفرش السرير...حركته المباغتة و التي سحبت الباب اكثر ليضيق فتحته و يسد هو بجسده غرفته عن رؤيتها جعلها تنظر له قائلة بسماجة..
(حقك علينا يا عريس ابعدناك عن عروسك لكن امي الحاجة قالت ننبهكما لتتجهزا فالمهنئين على وشك الحضور)
بصوت جامد رد عليها و نظرة عينه تبلغها رغبته الشديدة في أن ترحل من هنا...
(نحن مستيقظان و سنتجهز يمكنك الذهاب الآن)
اومأت بنظرة سوداء تهمهم بكلمات مباركة لا تحمل من المباركة شيء سوى حروف يختبئ خلفها حقد كبير...اولته ظهرها لتبتعد لكن صوته اوقفها حينما قال بتحذير...
(لا تتعبين نفسك مجددا معنا يا أم مازن...نستطيع تولي امورنا)
التفتت تناظره من خلف كتفها بوجه محتقن ما لبث ان تحول لباسم فتومئ قائلة بينما تؤشر على عينيها...
(من هذه العين قبل الأخرى...كم كرم لدينا لنهيئ له جو يليق بعروسين!)
حرك رأسه بهزة بسيطة ليغلق الباب دون كلمة واحدة...بينما هي جزت فوق اسنانها بغيظ و كفاها يشدان جلبابها بغضب كبير...همهمت بلسان متوعد و متمني ان تتحقق امنيته ذات العقلية البسيطة و ربما المحدودة...
(هانت و لم يبقَ سوى القليل لنعرف و ينكشف المستور)
اغلق باب الغرفة متوجها للداخل فوجدها قد نهضت من السرير و تقف عند الخزانة تستخرج ملابس منها...اكمل خطواته للداخل يحاول ان يتصرف بشكل عادي رغم ان قربها بهذه الصورة شديدة الخصوصية معه في غرفته يدك ابراج التعقل في عقله...التفتت بعدما اخذت ما تريد تحدثه بنبرة محرجة دون ان تنظر في وجهه هامسة..
(سوف استخدم الحمام)
ضمتها عيناه بحنان جارف يراقب وقفتها المتوترة بهذه المنامة الحريرية الناعمة التي ابرزت انوثتها برقة تسلبه ارادته...اشاح بوجهه عنها يتحرك تجاه الخزانة قائلا بصوت هادئ...
(خذي راحتك انا لن احتاجه الآن)
اسرعت للداخل تغلق الباب خلفها بإحكام ليس خوفا منه بل حرجا من الموقف كله...عقلها لا يستوعب بعد انها و كرم باتا زوجين يعيشان في غرفة واحدة...علقت ملابسها لتبدأ في فك ازرار منامتها هامسة بحرج مرتبك...
(ستعتادين يا غسق عليك ذلك فالرجل تورط معك دون ذنب و يبدو متعايشا اكثر منك مع الأمر)


بعد دقائق انهت حمامها و لفت شعرها الطويل في المنشفة الصغيرة لترفعه فوق رأسها...نظرت حولها بتفحص لتتأكد من ان كل شيء نظيفا جافا حتى إذا أحب ان يستعمل الحمام بعدها لا يستاء...تنهدت بحرج شابه الحزن هي حتى لا تعرف عنه أي شيء بصورة خاصة...ماذا يحب و ماذا يكره و هذا سيجعلها دوما مشدودة الاعصاب في تعاملها معه كي لا تزعجه...زفرت نفسها ببطء لتأخذ شهيقا كبيرا بعده و تتمسك بعتلة الباب تفتحه...
خرجت تتوجه ناحية طاولة الزينة فلفت نظرها انه ليس هنا...دارت بعينيها لتتسع بصدمة خجولة حينما وجدته يوليها ظهره عند خزانة الملابس...يرتدي بنطال قطني رمادي اللون و جذعه العلوي عارٍ بينما يرفع جلبابه الأبيض بين يديه و يدخله في رأسه...اشاحت بوجهها بسرعة ترمش بعينيها مرات متتالية بتوتر من رؤيته هكذا...توجهت للمرآة عند طاولة الزينة تلهي نفسها في فك المنشفة عن شعرها حتى ينتهي...ابعدتها لينسدل شعرها الطويل المبتل خلف ظهرها...تناولت فرشاة الشعر تمشطه بهدوء خارجي بينما داخلها يقفز كحبة ذرة وسط الزيت الساخن...الجو حولها مربك جدا و لا تعرف كيف ستعتاد كل هذا و الى متى سيستمر هذا الزواج؟!!!...سرحت اثناء تمشيط شعرها في صورتها عبر المرآة تتساءل مرارا أهذه هي غسق نفسها التي اعتادت النظر اليها؟!!...
بينما هو انهى ارتداء جلبابه الأبيض فتمسك بأزراره العلوية يغلقها اثناء التفاتته...عيناه لمحتا ظلها عند طاولة الزينة فتعجب متى خرجت دون ان يشعر بها...رفع بصره اليها لتتوقف اصابعه عما تفعله و تبقى معلقة في الهواء كحال نظراته المعلقة عليها هي...نظراته انسابت عليها بتمهل يرتفع معه ضغط دمه تدريجيا...منامتها القطنية رمادية اللون ذات الورود الحمراء الصغيرة تفصل جسدها بأنوثة تحرقه...شعرها هذا الليل الطويل الذي خر صريعا له منذ زمن يتطاير يمنة و يسرى يوزع قطرات الماء الملتصقة بنهايته حولها لتزيد لهيب قلبه بدلا من أن تطفئه...كل ما بها بات امامه دون حدود او قيود كلها باتت له بعد سنوات طوال...همهم بانشداه تام دون ان يحيد ببصره عنها ينعي حال نفسه و لا يعرف كيف سيتحمل القادم...
(يا ويل قلبك يا ابن المراكبي!!)
تحرك نحوها دون شعور فقط يتبع مطلب قلبه بأن يقترب...يتعمق...يلامس جمالها...يضم خصرها الذي يداعب كل حواسه بيده ليميل بعدها على اذنها يهمس بحروف حبه لها...
(أخيرا أنتِ هنا يا غسق )
لكن قدمه التي اصطدمت بالطاولة الصغيرة اوقفته و جعلتها تلتفت بأعين قلقة...اشاح بوجهه يهدأ من انتفاضة جوارحه المتأثرة بقربها يجز فوق ضروسه لاعنا هذه الطاولة...صوتها المتوتر جعله ينظر لها يتأمل ملامحها المشرقة بعد حمامها الصباحي...
(هل أنت بخير؟!)
كبح بصعوبة مشاعر جمة تقوده الى الجنون بها...حافظ على ملامح وجهه العادية ينظر لها بأعين غامضة قائلا بهدوء...
(الفطور جهز)
لم تلحظ من البداية هذه الصينية الكبيرة الموضوعة فوق الطاولة التي اصطدم بها سوى بعد اشارته عليها...تقبضت فوق فرشاتها بحرج من مشاطرة الفطور معه...همهمت بسؤال خافت متلعثم لم يكتمل لكنه فهمه دون مجهود
(متى...؟!)
تحرك ليقف جوار كرسي من اصل كرسيين موضوعين حول الطاولة يقول...
(أمي احضرته و أنت في الحمام...تعالِ)
اومأت بموافقة تعيد الفرشاة مكانها و تتوجه اليه...جلسا سويا حول الطاولة لتمتد يده و يزيح المفرش الأبيض الذي يغطي محتوياتها...تجهمت ملامحها بشدة و هي ترى أن طعام الافطار ليس الطعام الذي حضرته والدتها...بللت شفتيها بلسانها بضيق تحاول ايجاد حل غير جارح تفهمه عبره انها مستحيل ان تأكل طعام بيتي من أناس لا تعرفهم بعد...غصبا عنها لا تستطيع فبعد محاولات عديدة من ديما على مدار سنوات تقبلت الأكل في المطاعم...ماذا تفعل سيظن انها تقرف منهم و لا يعرف هو مطلقا عن وسواس نظافتها!!!...صوته اخرجها من تفكيرها حينما قال بدعوة دافئة..
(بسم الله هيا مُدِ يدكِ)
قضمت شفتيها تنظر له نظرة متوترة فهمست...
(هل سنفطر هذا الفطور؟!)
عيناه تحركتا بين اطباق الفطور...العديد من الطيور المحمرة المختلفة و بعض المقبلات كالسلطة و المخلل و كأسين عصير...ضيق عينيه يعاود النظر لها متسائلا
(ما به؟!)
تنفست بحرج تقول...
(آسفة لا استطيع تناول هذه الانواع من الطعام في وقت باكر من اليوم)
لانت ملامحه يراقب كل خلجة من خلجاتها قائلا بمتعة خفية تلفه...
(نحن اصبحنا في وقت الظهيرة!)
ابعدت عينيها عنه تقول...
(اعرف لكني لست معتادة على تناول هذا الطعام فور استيقاظي...معدتي ستتعب)
اقترب بجذعه قليلا من كرسيها يسألها بجدية...
(هل تحبين ان اطلب لك فطور غيره... جبن و بيض مثلا؟!)
ارتبكت بشدة لتسرع بقولها...
(لا ابدا ليست لدي شهية على كل حال...سأكتفي بهذا العصير)
امتدت يدها تلتقط كأس العصير تقربه من فمها بتردد كبير لكنها في لحظة تخلد لها تغلبت لجزء بسيط من الوقت على وسواسها و ارتشفت قطرات معدودة منه...
لاحظ ترددها ففطنت نفسه ما تشعر به بسهولة كحاله معها دوما...هل روحها شفافة امام عينيه زيادة عن اللازم ام هو العشق ما يجعلنا مقترنين بأرواح من نحب لدرجة الشفافية؟!...اعتدل في كرسيه يمد يده الى الصينية و يلتقط دجاجة محمرة يقطعها الى اجزاء ثم يفصص لحمها و يحمله مباشرةً الى فمها بينما يقول...
(عليك ان تكوني شديدة الحرص مع أمي فيما يخص المطبخ و الطعام...فهي امرأة شديدة النظافة لدرجة كبيرة اتعبت معها كنتيها في بداية زواجهما)
اجفلت بشدة حينما حطت يده قرب فمها...فرفعت عينيها اليه بدهشة زادت مع كلماته و كأنها تسأله بلا صوت كيف استنبطت ما كنت افكر فيه...حرك يده امام فمها يقول بنبرة شديدة الدفء...
(سمي الله و كُلي... لن تتعب معدتك)
احرجها و اربكها بشدة فلم تجد مفر سوى ان تتقبل ما بيده ...اقتربت بفمها منه ليطعمها برفق كبير...كرر ما فعله مرات متتالية حتى همست هي بحرج متوتر...
(لقد شبعت حقا لا استطيع ان آكل أكثر من هذا)
مد يده مجددا بقطعة لحم جديدة يقول بوعد...
(هذه اخر قطعة)
شعرت بالتخمة معترفة ان الطعام لذيذا جدا و مع اطعامه لها نسيت تماما مخاوفها من النظافة كما لم تشعر بخوفها من قربه...كرم مختلف...كرم مرفأ الأمان هذا ما يعرفه عقلها عنه للآن...اومأت بموافقة تقترب من يده و تلتقط اخر قطعة...مضغتها بتمهل لم يدم طويلا حينما لامست اصابعه شفتيها دون سابق انذار فتوقف كل شيء بها مجفلا...انفاسها انحصرت داخل صدرها و هي تراقب عينيه المتسمرتين فوق فمها...حرك اصبعه ملامسا شفتها السفلى ببطء و كأنه يمسح شيئا ما...ابعد يده عنها يتوجه بها الى فمه هو يلعق اصبعه المحمل بنعومة شفتيها...عادت برأسها للخلف و جسدها يشع حرارة من فرط الحرج الذي تمر به...انه يتعامل بحرية كبيرة معها...حرية زوجين!!!
(الحمد لله الذي اطعمنا و سقانا و جعلنا مسلمين)
دعاؤه دفعها لأن تقف مسرعة متجهة الى الحمام تتمتم بالحمد لله على نعمة الطعام...راقبها حتى اغلقت الباب لتتسع بسمته فيرفع اصبعه الذي تذوقت خلاياه شفتيها يمرره بسعادة فوق شفتيه...
بعدما انتهى وقت الفطور و غسلا ايديهما اجتمعا مجددا قرب السرير بعدما طلب منها هذا...وجنتاها تحترقان بخجل طبيعي مما افتعله على الفطور حتى و ان كان بحسن نية لكنها ترسم الجدية فوق ملامحها بينما تنظر له منتظرة ما سيقوله...انحنى يلتقط عباءة بيضاء نسائية بفصوص ذهبية لامعة ترصع صدرها كله كحال اطراف اكمامها و ذيلها المتسع قائلا...
(ارتدي هذه العباءة عند مقابلة أمي و النسوة)
عقدت ما بين حاجبيها تقول بعدم فهم...
(لدي عباءة بالفعل لمقابلة المهنئات)
لكن صوته خرج مصمما بينما يضع العباءة بين يديها..
(أريدك ان ترتدي هذه... ان لم يضايقك)
هزت رأسها بلا بأس تأخذها منه...ترددت ان تدخل الحمام مجددا و لا تعرف لماذا شعرت بأنها ان فعلت هذا ستكون غريبة الأطوار...لذا دون مماطلة في التفكير رفعت العباءة الى رأسها ترتديها امامه فوق منامتها القطنية...احتجبت رأسها قبل ان تنزلق العباءة على باقي جسدها في ثوان معدودة لكنها كانت كافية لتتبع عيناه دون شعور منه جسدها الرشيق و مواطن انوثتها الناعمة...انسدلت العباءة تغطي جسدها كله فزفر هو نفسا محترقا يعاني تعب الصبر...احنت عنقها تعدل اكمام العباءة فتقدم منها يمد كفيه و يلتقط شعرها من اسفل ياقة العباءة و يسحبه للخارج تحت نظراتها المتوترة...ابتعدت للخلف عنه بعدما انتهى تهمس بخفوت
(شكرا لك)
تحرك مجددا الى السرير يداري تأثره برائحة الخزامي "اللافندر" المنبعثة من شعرها يلتقط هذه المَحْرُمة البيضاء...عاد بها اليها يفتح كفها و يضعها بداخله قائلا بصوت جدي...
(اعطي هذه لأمي حينما تدلف الى هنا)
تطلعت في المنديل بين يديها بجهل جعلها تضيق عينيها و تسأله بعدم فهم...
(أعطي لوالدتك هذا المنديل؟!!!)
تلاحمت نظراتهما لفترة...هي تعاني عدم الفهم التام و هو غامضا يتعمق في ليلها المنير...لحظات مضت حتى اتسعت عيناها بقوة و قد فطنت ماهية هذه المَحْرَمَة فتخضب وجهها بحمرة الانفعال ففي هذه اللحظة لا مجال للخجل بل هناك مساحة كبيرة للغاية للذل!...اسبلت اهدابها للأسفل تكور اصابعها فوق المنديل و تهمس بصوت مبحوح...
(لماذا اعطيها شيئا كهذا؟!)
هذه الهيئة امامه لا يحبها بها...هذا الخزي الذي تتشح به ليس لها...لا يحق لفتاة مثلها سوى الشعور بالعزة و الكرامة...تكلم بصوت متضايق بسبب حالتها..
(لأنها يجب أن تراها)
دون ان ترفع وجهها جادلته بنفس البحة الذليلة...
(لا اعتقد انه يحق لأحد ان يرى شيئا شديد الخصوصية مثل هذا...انه ينتمي للزوجين فقط!)
لو عليه يقسم بالذي خلقه لم ليكن يمنح هذا الحق لأيًا كان حتى لو والدته و رضوخا لعادات يسيرون عليها...لكنه مجبر لأجلها هي كي يقطع الشك باليقين التام أنها لا غبار عليها حتى تخرس الألسن الحقيرة و تنحسر البلبلة ليكمل بحثه عن قليلي الشرف اللذين فعلا هذا بها...لذا تكلم بجمود غير قابل للنقاش...
(انها عاداتنا على نساء البيت رؤيته كي يباركن لك)
هربت منها انفاسا مرتعشة تومئ برأس منكس لا يملك القدرة على الرفض...اتجه هو الى باب الغرفة قائلا
(تجهزي لاستقبال المباركة و كوني طبيعية)
عيناها تسمرتا على المنديل في يدها فتحركت اصابعها تفتحه بشعور قابض على الروح...شهقت بجزع جعله يتوقف قبل ان يلمس مقبض الباب...ركضت اليه بأعين متسعة تقول بصوت منفعل...
(كنت أظنه لا يزال نظيفا و انا من سيهتم به... يا الهي هل جرحت نفسك؟!!)
يداها تحركتا اليه بعفوية تتحس ذراعاه بقلق مرتسم على محياها...ملامستها له و خوفها هذا عليه حتى و ان كان يصدر منها بشكل غير مقصود به أي مشاعر خاصة يذيبه كليا...برفق امسك يديها يعيدها جوارها قائلا بحنان...
(لا تفكري في شيء سوى ان تبتهجي كي لا نثير شكوك أحد...و لا تخرجي من الغرفة مطلقا امي ستهتم بأمر من سيدخل لك و من لا)
عيناها تحملا دموعها المحجوزة بضعف بينما تتفحص وجهه بنظرات متألمة...ارتعشت شفتاها بقوة تهمس بخزي
(نحن هكذا نكذب عليهم...أنت لا ذنب لك في كل هذا)
اقترب منها يضع كفه خلف رأسها و يقرب جبهتها من فمه يطبع قبلة حانية ثم يبتعد ببسمة صغيرة قائلا...
(مبارك يا عروس)
فتح الباب ليخرج منه متأهبا لمقابلة الرجال و استقبال التهاني مع والده و أخويه...تاركا إياها خلفه تنظر في اثره بأعين غير مصدقة أن كل هذا يصدر منه...من كرم "زوجها"!!!...


بعد وقت قليل...
دلفت أمه و أختاه و زوجتا أخويه اليها...تنقلت بين ايديهن يقبلنها و يباركن لها ببشاشة و محبة مقروءة في ملامحهن...جاهدت لتحافظ على قوتها فطيبتهن معها تزيد شعورها بالنفور من نفسها... انها ستخدعهن و تكذب عليهن هناك شعور قاسي بداخلها يقتلها لأجلهن...و اثناء انشغالهن بها تسللت سهر بخبث الى السرير تراقبهن جيدا قبل ان تمد يدها خفية ترفع المفرش عنه... ستموت من فضولها لتعرف هل تم الأمر أم لا و هل هي حقا فتاة أم صدقت الاشاعات عنها... التقطت اصابعها المفرش و قبل ان ترفعه قبضت يد قمر فوق يدها تنزل المفرش و تقول بهمس غاضب للغاية...
(ما هذا الذي تحاولين فعله بالضبط؟!!!)
رغم توتر سهر إلا انها تماسكت لتنظر داخل عيني قمر تهمس بفحيح سام...
(ما بك قمر كنت اطمئن على عروس أخيك)
اعتصرت قمر كفها بين يدها تهمس من تحت ضروسها بضيق...
(و من أنتِ كي تطمئني أو لا؟!!)
اقتربت منها سهر تهمس جوار اذنها بوسوسة هي استاذة بها تبث الشكوك و الحقد...
(معذورة يا قمر فأنتِ لم تعرفي بعد ما عرفناه نحن)
ضيقت قمر عينيها تجذب زوجة اخيها اليها بقسوة تسألها
(ماذا تقصدين؟!)
همست سهر بنبرة مرتاحة من رؤية الرعب من سماع المتوقع على ملامح قمر...
(هناك اشاعات عن الكنة الجديدة بأنها سيئة السمعة و كرم لم يصدق هذا بل وقف في وجه خالد يدافع عنها... لذا دعينا نتأكد من كونها فتاة عفيفة ربما تلاعبت بأخيك!)
هذه الصدمة الجلية المرتسمة على ملامح قمر اسعدت قلب سهر بقوة... افلتت قمر يد زوجة اخيها تتنفس بشكل مرعب... كرم هل وقع في فتاة سيئة؟!!... التفتت بحدة تنظر لغسق المبتسمة امام والدتها و التي لم تنهي حديثها معها بعد... احترقت بخوف على اخيها الصغير فتحركت الى العروس تقف امامها بوجه متحفز و تأمرها بلهجة عنيفة...
(أين المَحْرَمَة؟!)
اتسعت ابتسامة سهر بقوة خلفهن تراقب بأعين متسلية ما يحدث... رغم توترها و ترقبها المميت و شعور الذنب تجاههن إلا ان لهجة قمر استفزتها بشدة... هي طوال عمرها يتعامل معها الجميع باحترام و تحضر لن تقبل ان تستهين أي منهن بها... لذا براحة عجيبة اتجهت للخزانة تخرج المَحْرَمَة بثقة كبيرة و تتوجه بها لهن برأس مرفوع و قوة غابت عنها طويلا...التقفتها قمر من يدها بسرعة قبل حتى ان تصل اليها يد والدتها و التي تعجبت بل و استاءت مما تفعله ابنتها بطريقة غير متوقعة و فجة فهذه الأمور شديدة الحساسية لا يصح فيها التعامل هكذا ...فتحت قمر المنديل لتزفر بارتياح كبير ثم تمده بأدب الى امها التي رمقتها بتوبيخ تخبرها بنظراتها ان هناك عقاب لكل ما حدث...ثوان و صدحت زغاريد صفية المبتهجة لأجل بدء حياة جديدة لابنها...ثم تبعتها هبه بينما فاطمة تضحك بسعادة لتتجه تضم غسق بقوة اليها...التفتت قمر تحدج سهر بشر لترفع كفها الى فمها و تطلق زغاريدها الرنانة براحة فرت منها كما فرت الدماء حرفيا من عروقها بعد حديث سهر السام...
شدت سهر جلبابها بحقد لا تصدق ان الأمر مر بسلام...هذه اللحظة كانت تنتظر مصيبة ان تحدث لكنها لم تحدث...احتقنت عيناها بشدة و هي ترى صفية تقترب من غسق تلبسها سوار ذهب كبير يعادل ضعف سوارها هي الذي منحتها إياه قبل سنوات يوم صباحيتها...همهمت بغل دفين و حقد لا يقل بل يتكاثر..
(لا بأس لن تفلتي من تحت قبضتي يا دكتورة)





...يتبع...












AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس