عرض مشاركة واحدة
قديم 02-10-20, 06:51 PM   #22

رنا الليثي
 
الصورة الرمزية رنا الليثي

? العضوٌ??? » 477331
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,039
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الرابع


فتح عيناه ليجدها أمه.. نعم أمه لم تتغير كثيراً منذ آخر مرة أبصرها فيها مازالت تتسم بالشباب و الجمال تحدث فى دهشة :و هو يتأملها قائلا
ماما_
ابتسمت له و ظلت تتحسس وجه بعد أن اغرورقت عيناها :المماثلة لعينيه قائلة
نعم حبيبي.. أنا أمك _
:لم يصدق ما يسمعه فرفع يده يتحسس وجهها بحنان قائلا
اشتقت لكِ...اشتقت لكِ كثيراً _
:ضمته إلى صدرها وهى تتحدث من بين دموعها مردفة
وأنا أيضا عزيزي.. تعلم ماذا أحضرت لك_
:رفع نظره إليها بينما أكملت بابتسامة جميلة
أحضرت لك هدية ولكن لن تراها الآن _
:نظر لها مستنكرا قائلا
لماذا.. ولكن انتظرِ كيف يمكنك التحدث بالعربية_
:ظلت على ابتسامتها و ردت
الأيام تعلم كل شئ_
:كاد أن يتحدث ولكنها وقفت و اردفت
لقد حان موعد رحيلى_
تعجب من سرعتها فى تركه و تعلق بذراعها كطفل صغير و :قال
لا أمي أنا لم أراكِ منذ أن كنت بالعاشرة من عمرى_
أنا وحيد بدونك.. أرجوكِ ابقِ معى
:تبسمت فى وجهه و أكملت
بل إنك محاط بكل من يحبك و لا تراهم تيقظ بنى_
فهناك من يعشقك و لا تراه و هناك من يحبك و تصده وهناك من ينتظرك و تتركه.. ابحث فيمن حولك عليهم لأن هؤلاء لن يتركونك و لا تجعل الماضى يزرع شتائل الكراهية بقلبك فالماضى قد مضى و لم يبقى لنا منه سوى ذكرى فلا تجعل ذكراك تتحكم بمستقبلك
اقتربت منه و قبلت رأسه و ذهبت إتجاه الباب و خرجت دون أن تلتفت له ليجد نفسه فجأة فى ذلك النهر و لكن تلك المرة لم تكن المرأة الغريبة هى من تغرقه بل كان شئ ما يجذبه لأسفل ولكن هناك يد امتدت له لتخرجه و تشبث بها فأخرجته ليجدها طفلة صغيرة ذات شعر أشقر حاول أن يقترب منها بعد أن خرج من الماء و لكنها هرعت إلى الأشجار تختبأ بها.. كان يريد أن يلحق بها ولكنه استيقظ على صوت أبيه المنادى عليه :برفق و حنان مردفا
آدم...استيقظ بنى إنه أول يوم عمل لك بالشركة_
:فتح عيناه بتكاسل متعجبا من فعلة أبيه الغريبة و لكنه رد
لقد استيقظت...سوف أتحضر الآن _
قام بعد أن خرج أبوه من مضجعه متجها إلى المرحاض حتى يستحم سريعا و يتحضر للعمل وبعد عدة دقائق كان قد تحضر فى حلة رمادية فاتحة اللون كلاسيكية و قميص أسود أكمل طلته الجذابة و فتح حقائبه يبحث عن زجاجة عطره حتى وجدها و استخدمها و ألقاها بإهمال مرة أخرى فى حقيبته و خرج من غرفته لينزل السلم متجها إلى الباب حتى يخرج :ولكن استوقفه صوت أبيه قائلا
إلى أين؟ يجب أن تفطر أولا_
:رد دون أن يتلفت له مردفا
سوف أفطر بالشركة_
:حينها ردت مروة بصوتها الذى يمقته قائلة
ولماذا؟ آدم تعال تفطر لا يجب أن تخرج بدون طعام_
حينها علم ماذا تفعل فهى تستفزه و قرر أن يثبت لنفسه أنها لاشئ فعلا قبل حرفا فالتفت و سار باتجاه السفرة ليجلس :بجانب أبيه على الجهة اليسرى وابتسم لها مردفا
معكِ حق_
تعجبت من رد فعله و ترقب أبيه رد فعل منها و لكنها لم ترد بعد بضع دقائق كان قد أتت الخادمة حاملة صحون الإفطار و بدأت بوضعها أمامهم و بالفعل شرعوا فى الأكل بصمت حتى :قاطعه صوتها المردف
هل ستبقى هنا؟ ألن تعود إلى أميركا؟ _
:كاد أن يرد حتى تدخل ماجد قائلا بشئ من الحدة
و ما بها إن بقى؟ هذا حقه فلماذا تسألين؟ _
:ازدردت لعابها فى توتر و ردت بخوف
لم أقصد شيئاً فقط كنت اسأل عن عمله و_
:قاطعها ماجد بصرامة قائلا
عمله ليس من شأنك و لا يوجد ما يحتاج تدخلك _
تعجب آدم من رد أبيه كثيراً فهو لم يكن بتلك الحدة معها يوما بينما شعرت هى بالإحراج من رده هكذا أمام ابنه فقامت من مجلسها و صعدت تدق الأرض بكعب حذائها متوعدة آدم فى سرها بينما أكمل آدم افطاره فى سرعة و قام ليلحق بشركته تحت نظرات أبيه المتشحة بالشجن و الفخر فى آن واحد
*******

دلفت إلى غرفة ابنها توقظه فى حنو بالغ منادية باسمه و ما :هى إلا ثوانٍ واستيقظ مردفا
ماما.. هل أنتِ بخير؟ _
:ابتسمت له وربتت على صدغه قائلة
نعم حبيبي... جئت حتى أعطيك الدواء_
قام ليجلس أمامها مبتسما و أخذ من يدها كبسولة الدواء و :ناولته كوب ماء ارتشف منه و انزله بعدها يسألها قائلا
كم الساعة الآن؟ _
:ردت بعد أن أخذت منه الكوب قائلة
إنها السادسة صباحا..لقد عاد أبوك إلى الخدمة وأخبرني أن _
أقول لك أنه قد قدم لك إجازة مرضية و لن تضطر للذهاب إلى المشفى العسكرى لتستخرج تقرير..عليك فقط أن ترتاح
:أومئ لها و سألها مرة أخرى قائلا
ماذا عن شفق؟ هل هى بخير الآن؟_
نعم أفضل بكثير هيا ارتاح الآن و للحديث بقية_
قالتها وهى تساعده فى أن يستلقى على ظهره مرة أخرى و دثرته جيدا و خرجت من غرفته لتتجه إلى غرفة شفق و فتحت بابها لتطمئن عليها فوجدتها غارقة بالنوم وكعادتها منذ الصغر وجدتها تضع إبهامها بفمها فابتسمت لها و ذهبت لتخرج إبهامها من بين شفتيها بحنو و رفق حتى لا تستيقظ و بعد أن اطمئنت عليها خرجت لتستعد إلى زيارة نرجس امرأة منير وبعد ساعة كانت بالمشفى و أول من رأته كان ليل :فاقتربت منه بوجه بشوش قائلة
صباح الخير _
:انتبه ليل لصوتها و استقام احتراما لها مردفا
صباح النور...كيف حالك تونت مريهان؟ _
:ابتسمت مردفة
بخير الحمد لله عزيزى..أخبرني كيف هى نرجس الآن؟ _
:رد وهو يخلل أصابعه بين خصلات شعره الذهبية قائلا

بخير إلى الآن بقى ساعة و تكون قد تخطت مرحلة الخطر_
:جعدت جبينها فى قلق واضح طغى على محياها و سألته
وبعدها ماذا ستفعل؟ _
:رد بتوتر قائلا
لا أعلم..أنا قلق بشأن هذا_
:ربتت على كتفه قائلة
_لا تقلق عزيزي.. فالله خير حافظٍ وهو أرحم الراحمين
أومئ لها و وضع يداه فى جيبي بنطاله و سألها بعدها:
_وكيف حال إياد و شفق وأين عمى مختار؟
ردت بعد أن تنهدت قائلة:
_لقد عاد مختار للاسماعيلية حتى يقدم إجازة مرضية لإياد كما فضل أن يعود للخدمة بسبب أوضاع أمنية استدعوه فيها
قلق ليل من لفظها لكلمة مرضية و سألها مسرعا:
_لماذا؟ هل إياد بخير؟
أومئت له قائلة:
_بخير و الحمد لله و لكنه حادث بسيط سبب له كسر بذراعه
توتر قائلا :
_ولكن من ماذا..؟
هدأته بابتسامة بسيطة قائلة:
_أهدأ عزيزى لا يوجد ما يقلق إلى تلك الدرجة تعال لننزل إلى أي مقهى حتى تفطر فأنت لم تأكل منذ فترة وذلك واضح على شحوب وجهك
انصاع إليها فقد أنهكه الإرهاق و نزل معها و هى تسرد له ما حدث لإياد و شفق.....
*********

استيقظت من نومها بعد أن اكتشفت تأخرها عن العمل هى و أختها فقامت مسرعة متجهة لسرير سهيلة لتصرخ بها:
_قومى سهيلة لقد تأخرنا... الساعة ثمانية و نصف
قامت سهيلة تلعن و تسب فى عملها و بعض عدة دقائق كانوا قد استعدا و خرجتا تاركين سهى نائمة و عندما طلبت سهيلة المصعد وجدته معطل فاضطرا أن ينزلا مهرولين لتستقل كل منهن سيارة أجرة مختلفة تتجه إلى عملهما المختلف بعد نصف ساعة كانت قد دلفت إلى الشركة وهى تدعو الله ألا ترى ذلك المتعجرف و لكنها وجدت مروان يبحث عنها و ما إن رآها حتى جذبها من يدها خلفه ليصعدا الدرج معا و هى تسأله قائلة:
_ماذا حدث مروان؟! هل هناك مشكلة؟!
رد مروان و هو يسحبها خلفه هادرا:
_مشكلة!! آدم القرف يبحث عنكِ منذ السابعة صباحاً
و صلت إلى الطابق الذى به مكتبها و كادت أن تدخل ولكن حذرها مروان قائلا:
_اذهبِ له سهيلة قبل أن تتجهى إلى مكتبك.. اتقِ شره
أومئت له و هرولت إلى مكتبه و أول ما رأتها شيماء قالت لها:
_أدخلِ بسرعة...
لم تلتفت لها و وقفت خلف الباب تلتقط أنفاسها و طرقت الباب ثم دلفت تدعو الله فى سرها أن يحرقه و يحرق الشركة و يحرق مروان الذى قطع أنفاسها و عندما سمع طرقاتها الرقيقة نظر بإتجاه الباب ليرى أنثى تناقض تلك التى رآها بالأمس فتلك عفوية ترتدى الجينز فوقه كنزة صوفية سوداء بها خطان أبيضان و تعقد شعرها على شكل كعكة عفوية فوق رأسها يتناثر منها خصلات كستنائية متمردة على وجه أبيض مشرق لا يحتاج إلى مساحيق التجميل حتى تظهر حسنه و رقته و ما قد جذب نظره أكثر ذلك الحذاء الرياضى الأبيض ذات الاربطه المنحلة تيقظت لنظراته على قدميها فنزلت و أدخلت كل رباط فى الحذاء الخاص به مما أدهشه كثيرا و علم من فعلتها إلى أى مدى يصل جنونها و ثقتها بنفسها استقامت و بدأت الحديث قائلة:
_لقد بلغنى طلبك لى...
أشار لها بيده إتجاه المقعد الذى أمامه قائلا:
_ما رأيك بأن تجلسى أولا؟ حتى تستطيعين التنفس على الأقل
ذهبت وجلست أمامه و وضعت الحقيبة على المقعد الذى أمامه قائلة:
_و الآن ما سبب هذا الإستدعاء العاجل؟!
تحدث بنبرة دبلوماسية مردفا:
_انظرى آنسة سهيلة أعلم أن البداية بيننا لم تكن جيدة و لكن هذا عمل و علينا أن نفصل بين حياتنا العملية و مواقفنا الشخصية كما أنني أعلم عن شعبيتك الواسعة بين طاقم عمل الشركة كله و لذلك أنا أحتاج إلى معارفك و علاقاتك مع خبرتى حتى نرتقى بالشركة
ضحكت ضحكة قصيرة و قالت:
_إذا تريدنى أن أعمل كببغاء لديك... انظر أستاذ آدم أنا لم أعمل بالشركة للتلصص على من يعمل بها كما يجب أن تعرف أنني لست ذلك النوع من البشر
لقد علم ما فهمته و بقى على نبرته قائلا:
_لقد فهمتِ خطأ و لذلك سوف أصحح سوء الفهم لكِ... إن كنتِ تظنين أنني سوف أقع بغرامك و تتخيلين قصص الأطفال تلك فأنتِ مخطئة و إن كنتِ تظنين أنني سأتلاعب بكِ و أستغلك حتى أنال منكِ مرادى كما بالأفلام المصرية القديمة فسأقول لكِ أيضا أنكِ مخطئة أما إذا كنتِ تحلمين بالتقرب منى حينها فقط سوف أقول أنكِ... مخطئة أنا لست بذلك النوع تماما جئت هنا لغرض و هو أن أغير من نظام الشركة و أعلى من دخلها و أنا بحاجة لبعض المعلومات منك وليس ذلك مساعدة أو تفضل منكِ بل إنه واجبك فأنتِ لا تتقاضين أجر مرتفع للتفضل بالمعلومات على من بالشركة كما أنه لم يخلق بعد من يساعد آدم الفارسى.. أمامك الآن خياران الأول أن تعطينى ما أريد داخل إطار احترام متبادل فى تعاوننا معا و الثانى هو ألا تفعلين و حينها سوف أعتبر ذلك قرار صريح بالتخلى عن وظيفتك و سوف أرقيكِ إلى لقب مطرودة...
فغرت فاها غير مصدقة فظاظته مع إحتفاظه بذلك الوجه الخال من المشاعر و شعرت بأنها لا تجد الكلمات المناسبة للرد و حين همت بالرد أكمل هو قائلا:
_الآن أريد جوابك بالموافقة.. و إن كان رفض فالباب أمامك حتى لا تهدرين وقتى فلست متفرغ للتأمل بهيئتك الرثة تلك
حينها كشرت عن أنيابها و وقفت صافعة سطح المكتب بيديها قائلة بمنتهى الجدية و هي تنظر بعيناه:
_سوف تلقى الرد المناسب على فظاظتك تلك فى وقت آخر أما بالنسبة للشركة و معلوماتى سوف تأخذها و لا أجد أى صعوبة بذلك و لكن أعدك ستندم.....
استدارت و خرجت وهى تستشيط غضبا تحت نظراته المتفحصة لها و لجرأتها على تهديده و دلفت إلى مكتبها ملقية حقيبتها على الأريكة الجلدية التى به و بدأت فى عملها و بعثت له كل ما طلبه من ملفات مهمة ليراجعها و كلما كان يفتح ملف كان يشيد لها بتميزها فى ترتيبه و تنسيقه و دقة كل ما بداخله و ظلت هى تباشر المهام الموكلة إليها على مضض مع مروان الذى كان يحاول أن يهون عليها حتى أتت شيماء بخبر إجتماع عاجل لكل من يعملون بالحسابات فتأففت قائلة:
_لا أعلم ماذا يريد هذا الغبى
رد مروان و هو يشمر عن ساعديه بعد أن خلع سترته قائلا:
_لا تشغلي بالك بماذا يريد و اهتمى ألا تعطيه فرصة ليعلق على عملك و كلنا سنفعل ذلك حتى ننتهى منه
أومئت له و قامت من مكانها قائلة:
_سوف أذهب إلى المرحاض اذهب انت و شيماء و سألحق بكما
و بالفعل ذهب كل منهم إلى وجهته و حين دخلت المرحاض وقفت أمام المرآة تعدل من هيئتها و أخذت ترتب خصلاتها المتناثرة فى فوضوية و خرجت مسرعة حتى تلحق بالإجتماع........

***********

أمضت يومها كالعادة بالبيت تتنقل بين هنا وهناك تنظم و تجهز حتى أنهكها التعب فقررت أن تأخذ استراحة قصيرة لتواصل عمل الطعام بعدها و قبل أن تفعل كل ذلك عليها أن توقظ سهى فقد سطعت شمس الظهيرة كقرص من نور وسط السماء وهى لم تستيقظ إلى الآن فذهبت للغرفة و أيقظتها عدة مرات و هى تهمهم بكلمات غير مفهومة إلى أن استيقظت أخيرا و سألت أمها قائلة:
_كم الساعة الآن؟!
ردت أمها بنبرة فاترة قائلة:
_إنها الثانية ظهرا
قامت سهى من مضجعها فى فزع قائلة:
_ولماذا لم توقظينى من قبل؟! ماذا سأفعل الآن سوف تقتلنى سهيلة....
تعجبت أمها من رد فعلها فسألتها :
_وماذا فعلتِ حتى تقتلك؟!
ردت سهى وهى تخرج ملابس من الخزانة فى سرعة قائلة:
_لم أبتاع لها أدوات الزينة و مساحيق التجميل التى نحتاجها لتلك الليلة
أنهت جملتها و ذهبت بإتجاه المرحاض و تبعتها أمها تسألها من خلف الباب بعد أن اغلقته قائلة:
_وماذا لديكن الليلة حتى تبتاعى شئ
ردت سهى من الجهة الأخرى :
_إنها ليلة الحناء الخاصة بملك أخت مريم
سألتها أمها بتعجب و فضول مثل أى أم مصرية قائلة:
_ملك ابنة وفاء التى تقطن بالبناية المقابلة؟!
ردت سهى قائلة:
_نعم... هل ستأتى معنا أم مثل كل مرة سوف تخلدين لسباتك الشتوى؟!
قالتها وفتحت الباب تواجهها بسؤالها فردت أمها بالموافقة لأول مرة مما أسعد سهى كثيرا فذهبت إلى الغرفة لتبدل ملابسها و قالت لها:
_إذا تعالِ لننزل معا... سوف تبقين وحدك إن تركتك
كادت أن ترفض ولكن آخر كلمة علقت بسمعها لتوافق وتذهب إلى غرفتها حتى تبدل ملابسها هى الأخرى و بعد عدة دقائق كانت سهى تتعلق بيدها كطفلة صغيرة و تتنقل معها بين أروقة مركز متخصص لبيع كل ما هو متعلق بالزينة و التجميل و أخذت تسألها عن رأيها بكل ما تختاره و تبادلها أمها بالأسئلة عن كل ما لا تعرفه فتشرح لها سهى بفرح طفولى لشعورها باستحواذها على تفكير أمها لأول مرة و نقلت نفس الفرحة إلى أمها لشعورها بتلك الرفقة الدافئة....

*********
شعر بوجع فى ذراعه المصاب فجعله يستيقظ على مضض وقام من مضجعه و خرج ليطمئن على شفق فدلف إلى غرفتها ليجدها تضع السماعة الإلكترونية و تتحدث إلى صديقتها فكاد أن يخرج و لكنها أوقفته بإشارة و أنهت معها الحديث سريعا لتوجه له الحديث قائلة:
_صباح الخير إياد كيف حالك الآن؟!!!
ابتسم لها و رد بعد أن جلس أمامها على السرير قائلا:
_صباح النور حبيبتى أنا بخير و الحمد لله كيف حالك أنتِ؟!
ابتسمت مردفة بمزاح:
_بخير بالطبع يكفى رؤيتى للسماء طوال الوقت...
ضحك و ربت على يدها معتذرا:
_آسف شفق أقسم لكِ لم أقصد ف...
قاطعته و هى تقرص يده التى على كفها فقال لها:
_أيتها الغبية......
ضحكت و قالت له بجدية:
_لا تعتذر أعلم لماذا فعلت ذلك و ذلك هو ما كنت سأفعله لو كنت مكانك المهم أننا بخير و خرجنا منها نتنفس...
ضحكت وضحك معها و انتظر حتى هدأت ضحكاته و قال لها بجدية:
_هل تعلمين ما اسم أخت سهى؟!
ردت وقد برقت عيناها قائلة:
_لديها أختان سيلين و سهيلة.... من أعجبتك؟!
لكزها و أكمل بجدية قائلا:
_لم يعجبني أحد ولكن واحدة منهما كانت الطبيبة المتعجرفة فى المشفى العسكرى و تذكرتها و أردت أن أعرف اسمها فضول ليس أكثر
ردت شفق و قد توترت من أن يفعل ما يضرها قائلة:
_إياد أرجوك ألا تفعل شئ لها بعملها... أنت تعلم أن ذلك مجرد تعجرف و.....
ضربها على يدها قائلا:
_هل جننتِ؟! لن أفعل شيئا بالطبع ليس ذلك من طباعى
ابتسمت له وقالت ممازحة:
_أتعلم؟! إذا كنت بحالة صحية أفضل من ذلك لكنت عانقتك
ضحك و قام ليقبلها بجبينها و انصرف بعدها إلى غرفته ليبحث عن هاتفه و يتصل بأمه و بالفعل وجده و هاتفها لترد عليه قائلة:
_صباح الخير إياد كيف حالك الآن حبيبى؟ هل لازلت تشعر بألم؟
رد عليها بنبرته الحانية قائلا:
_صباح الفل مريهان هانم تخرجين دون علمى و عندما أهم أن أسألك تتهربين بالسؤال عنى... أين ذهبتى و سوف آتى إليكِ؟!
ضحكت برقة و ردت قائلة:
_لا تأتِ أنا بطريقى إلى البيت لقد كنت عند نرجس بالمشفى لأطمئن عليها
رد بترقب سائلا:
_وكيف هى الآن؟!
ردت و هى تناول السائق أجرته و تنزل قائلة:
_بخير الحمد لله أنا أمام البيت إياد سوف أغلق ونكمل حديثنا على الغداء
أغلقت المكالمة و دلفت بعد أن فُتحت لها البوابة فى نفس الوقت الذى كان إياد ينزل على السلم مهرولا إلى أن وصل إلى الباب وفتحه لها ينتظرها و ينظر لها فى خطواتها المتأنية وهى تبتسم له حتى وقفت أمامه وقبلته فى صدغه فتصنع التفكير ثم أزاح جسده عن طريقها لتدخل إلى البيت و التفتت له بعد أن أغلق الباب وهى تخلع حجابها قائلة:
_هل استيقظت شفق؟
أومئ لها فنادت على منال لتخبرها بإعداد الغداء إلى أن تصعد و تبدل ملابسها....
********
تريد أن تنتهى من ذلك اليوم المشحون بالعمل و الإرهاق فهى أكثر شخص متحمس إلى تلك الليلة و بعد ساعة و نصف أخرى من الأسئلة و الفحص و الكشف كانت انتهت و قامت لتنهى كل ما يتعلق بها فى عيادتها و خرجت لتتجه إلى سيارتها و لكنها تذكرت بعد ذلك أنها قد أتت فى سيارة أجرة سارت فى أروقة المشفى مبتسمة لا إرادياً حتى قابلت خالد الذى استوقفها قائلا:
_ما سبب تلك الابتسامة الآسرة؟
ضحكت له وقالت ببساطة:
_لا أعلم حقيقى.... كيف حالك خالد؟!
رد بعد أن وضع يداه فى جيبى معطفه قائلا:
_بخير و الحمد لله كيف.... لا أحتاج أن أسأل عن حالك فهو واضح للكل
ابتسمت و ردت مشاغبة:
_هل أعتبر هذا حسد؟!
ضحك و أومئ لها مما جعلها ضحكت هى الأخرى و بعدها استأذنته بلطف قائلة:
_إذا أستاذ خالد سوف أضطر أن أتركك الآن آسفة حقا كنت أريد التحدث أكثر و لكن سهى و سهيلة بإنتظارى
أومئ لها متصنع الحزن فقالت له:
_لا تقلق سنعوضها مرة أخرى بإذن الله
ابتسم لها قائلا:
_إن شاء الله سيلين
حينها انتبها إلى صوت امرأة أخرى تقول :
_وما الذى سوف تعوضاه معا؟!
_ريهام؟!!!
قالها خالد متعجبا من دخولها المفاجئ فى الحديث لترد ريهام بوقاحة و هى تنظر لسيلين باشمئزاز قائلة:
_نعم ريهام حرمك المصون يا أستاذ خالد.... أخبرني الآن ما الذى سوف تعوضاه؟! هل هو يوم كنت تنوى إمضائه معها أم ماذا؟!
حاول أن يهدئها قائلا:
_ريهام.. أنتِ...
قاطعته وهى تقترب منه تحدثه بصوت كفحيح الأفاعي قائلة:
_لم أكن أعلم أن ذوقك بذلك القبح
جاءها صوت سيلين الحازم:
_لن أسمح لكِ مدام ريهام نحن لسنا سوى رفاق عمل ليس إلا و إن كان قد وصل لكِ شك آخر فذلك محض خيالك وليس لديه وجود
ردت ريهام بعد ضحكة قصيرة مفتعلة و بدأ من حولهم يتجمهرون ليشاهدوا ما يحدث قائلة:
_اها رفاق أخبرينى آنسة سيلين الرماح ما هى تلك العلاقة إذا كانت رفقة أو صداقة ليجعله يحدثك و يراسلك إلى وقت متأخر فى ساعات الليل
كادت سيلين أن تنفجر فيها ولكن سحبها خالد من ذراعها قائلا:
_إذهبِ من هنا ولنا نقاش آخر بالبيت...
قالت بأعلى صوت لديها :
_وهل تظن أن لى بيت يجمعنى بك سوف أتركه لك حتى تجتمع بها فيه أيها.....
لم تكمل إثر صفعة هوت على وجهها ألجمتها عن الرد و أدهشت سيلين من الصدمة التى كانت حليفة كل من يشاهدهم خرجت ريهام بعد أن ارتطمت بكتف سيلين عن عمد و تفرق من حولهم وظلت سيلين تنظر إلى خالد منتظرة تفسير و حين اقترب منها قال لها ما صدمها حقا فقال لها:
_أنا أحبك... حاولت أن أنكر ذلك و لكن ذلك ليس بيدى أعلم أنه ليس وقته و لكن أنا مستعد أن أتزوجك بأى شكل و أى شروط حتى إن كان طلاقى لريهام أنا...
_أنت حقير و لا تحاول أن تتصل بى أو تتحدث إلى و إلا لا تلومن سوى نفسك
قالتها سيلين بعصبية لاعنة عقلها الذى برر لها تصرفاته من باب الصداقة و خرجت بعدها من المشفى لتستعر النار بصدرها كيف لم ترد؟ كيف لم تضع حدود من البداية؟ كيف وكيف وكيف....ركبت إحدى سيارات الأجرة و أعطت السائق العنوان لتغرق أكثر فى التفكير ولكن ليس فيما مضى بل فيما سوف يأتى ها هى سيلين إذا واجهت مشكلة أو خطأ لا تفكر فيما لن يفيدها بل توجه تفكيرها إلى كل ما يسعفها تحاول أن تستفيد من تلك المشكلة لتنتج ما يجعلها تخطو واثقة ببقية حياتها بدلاً من أن تسير حاملة للندم....
وصلت السيارة أمام البناية التى تقطن بها فأخرجت النقود و أعطت السائق أجرته و ارتجلت منها لتدلف إلى الداخل مع قرارات جديدة كليا لتضع حدود فى الفترة القادمة و تعلم كيف ستتصرف فى كل خطوة تخطوها....

*********
عاد إلى البيت مرهق إثر كثافة العمل بأول يوم وكل ما يريد فعله هو أن يلقى بجسده فى حوض استحمام ممتلئ بماء ساخن ليسحب من جسده ذلك الإرهاق و تذكر أن يسأل أباه بعض الأسئلة المهمة لتخبره الخادمة بخبر لم يتوقعه على الإطلاق فرد مندهشا :
_ماذا؟!
ردت عليه بنفس اللغة الإنجليزية ولكن بلكنة فلبينية قائلة:
_لقد سافر منذ ساعتين....
أصرفها بحركة من يده و صعد غرفته وهو يفكر فى السبب الذى دعى أباه للسفر فى ذلك الوقت و لكنه تذكر أنه سوف ينال بعض الراحة بعيداً عن مروة... قطع تفكيره طرقات على الباب و هو يخلع سترة حلته ليظهر جسده المتناسق فى ذلك القميص الأسود فاستراح قائلا بالإنجليزية :
_ادخلى....
دلفت إليه مروة مرتدية بنطال جينز ضيق و فوقه سترة جلدية سوداء اللون تحتها قميص صوفى أبيض ذات صدر مفتوح و بالطبع لن تكتمل طلتها دون حذاء ذات كعب عالى و حمرة شفتاها ذات اللون الأحمر الفاقع نظر لها بلا مبالاة مردفا :
_ماذا تريدين؟!
ردت وهى تتصنع عدم الفهم لسبب معاملته قائلة:
_جئت لأخبرك أن الغداء جاهز كما لا أعلم سبب تجاهلك لى...
ضحك و استقام لتقترب منها رائحته الرجولية قبل اقترابه و اردف قائلا:
_يعجبنى حقا إتقانك للأدوار مروة... اسمعى جيدا ما حدث عندما كنت بالسابعة عشر من عمرى لن يحدث الآن فمن يقف أمامك شخص لا يهاب شئ أو أحد
ذهبت بإتجاه الباب و ظن أنها ستخرج و لكنها خالفت توقعاته و أغلقته لتعود له مسرعة و تتشبث بيده قائلة:
_كنت غبية لقد أعمانى الطمع لم أكن أراك مثلما أراك الآن كل ما كنت أهتم به هو ورثك من بعد أبيك سامحنى آدم لم أقصد ذلك
قالتها وهى تضع كفها على صدره العضلى لينزل يداها بعنف و حدة قائلا بسخرية:
_أوه حقا لم تقصدِ... أخبريني مروة ما الذى لم تقصدينه بالضبط؟ هل هو اهانتك بأمى طوال الوقت؟ أم جعل أبى يستجيب لكل مطالبك على حسابى أنا و أمي؟!! أم دعيني أتذكر... أها إدعائك الكاذب بمحاولتى للتعدى عليكِ و أنتِ من كنتِ تختلقين الأعذار و تتحينين الفرص للتقرب منى و إغرائى.. و برغم كرهى لأبى أشفقت عليه لأنه تزوج من لم تصن له عرضه
توقع أن كلامه سوف يحرجها و يجعلها تتركه و تخرج لكن لم يزيدها كلامه إلا وقاحة فاردفت قائلة بكل مجون و فجور:
_وماذا تظن أن أفعل كنت بالواحد و العشرين من عمرى و لا تتوقع أنني سوف أصبر على أبيك حتى تأتيه المعجزة و يشبع رغباتى بينما كنت أمامي يوما بعد يوم لتبلغ من الرجولة ما يجعل كل الفتيات تنحنى تحت قدمك لتشفق عليها بكلمة.. هل بعد كل هذا كنت تنتظر منى تركك؟ هل كنت سأتغاضى النظر عنك؟ بالطبع لا...
اقتربت منه و أمسكت بوجهه بين كفيها و هو يزداد ازدراءاً و اشمئزازاً منها لتكمل فى هيام و نبرة متشبعة بالشهوة قائلة:
_أنا أحبك آدم ندمت يوم أن تزوجت أباك بسببك ليتنى لم أعرفه حتى لا أتذوق عذاب البعد عنك....
مسك معصميها بعنف و قسوة و شدد قبضتيه عليهما ليهدر بها قائلا:
_إن لم يكن لديك احترام لأبى فاحترمِ دينك أيتها الحقيرة....
قالها و نفض يداها بقوة مما كان سيجعلها تقع و لكنها حاولت أن تتوازن و ردت بقوة بعد أن ضحكت ساخرة قائلة:
_دين..... أى دين الذى تتحدث عنه أهو الدين الذى تعتنقه و تفعل كل ما حُرم به من شرب الخمور لمضاجعة فتيات الليل... إذا كان ذلك سيريحك فسأقولها انظر لى كما تنظر لواحدة منهن أنا أمامك و تحت رهن إشارة منكَ
قالتها و هى تخلع سترتها ليقترب آدم منها جاذبها من شعرها النارى صافعا وجهها و هو يهدر قائلا:
_أنتِ لستِ بشرية سوف أقتلك بيداى العاريتان إن حاولتِ أن تعيدى ذلك الهراء بينك و بين نفسك أيتها العاهرة
قال آخر كلماته و دفعها أرضا ليرتطم وجهها بأرضية الحجرة بينما سحب هو سترته و خرج على غير هدى لا يعلم إلى أين سيهديه عقله.........
*********

اجتمعن على مائدة الغداء فى لحظة سعادة صافية نادرة الحدوث بدون ذلك القرد الذى يدعى سمير و أخذت سهى تسرد لهم كل ما هو جديد فى أخبار الموضة و أدوات الزينة كما علقت أمهن بإنبهار لما رأته و ردت عليها سهيلة بابتسامتها المعسولة قائلة:
_هذا طبيعي ماما فأنتِ لم تستخدمين أدوات التبرج منذ زمن..
أومئت لها أمها وهى تكمل ضاحكة:
_نعم ولكن أكثر ما أضحكنى اسامى تلك المنتجات
ردت سهى تسألها بضحك قائلة:
_أتتذكرين ما هو اسم الكحل السائل الذى أخبرتك عنه
حكت ذقنها بأظافرها لتتذكر قائلة بجدية:
_اها تذكرت... أينرنر
انفجرن ضاحكات من قلوبهن حتى انتقلت عدوى الضحك إلى أمهن هى الأخرى و قالت من بين ضحكاتها بصعوبة:
_سوف يسخر منكن أطفالكن كما تسخرن منى
ردت سيلين بعد أن هدأت ضحكاتها قليلا قائلة:
_ليست سخرية بل تلك الجدية التى كانت على وجهك هى ما أضحكتنا
ابتسمت لهن فى رضا وهى تنقل نظراتها بين وجوههن الجميلة فى فرح حقيقى قطع شرودها صوت سهيلة مردفة:
_إذا متى سنستعد؟!
ردت سيلين بعد أن استقامت و حملت طبقها بيدها لتذهب به إلى المطبخ قائلة:
_من الآن
قالتها و ساد المنزل من بعدها حالة من التأهب للدخول فى حرب فبعد أن تولت سهى أمور منضدة السفرة و ما عليها قامت سهيلة بالإتجاه إلى الخزانة تستخرج منها الملابس بفوضوية بينما بدأت سيلين بإنتقاء الأحذية الملائمة و اتجهت بعدها إلى خزانة أمها لتبحث بها عن ما سوف ترتديه و اجتمعن بعد عشر دقائق لتعرض كل منهن ما بيدها فبدأت سيلين قائلة:
_هذا هو ما سوف ترتديه ماما و سوف تتولى سهى تبرجك و حجابك
وافقتها أمها و أخذتها سهى إلى المرآة بعد أن ارتدت فستان فضفاض أسود حريرى ذات حزام رفيع ذهبى يضيق الخصر ليبرز نحافته و ارتدت عليه حذاء أسود من المخمل يناسب سنها.. شرعت سهى فيما تبرعه مع أدوات الزينة وما هى سوى عدة دقائق و كانت تضيف لها اللمسات النهائية على حجابها الأسود المزركش بخط كوفى ذهبى لتخرجها من تحت يديها فى شكل أصغر و أجمل مما تبدو عليه و ذلك جعلهن ينبهرن بها و بجمالها الذى أشرق إثر فرحتها قبل تبرجها و بالفعل شرعت كل منهن فى إرتداء فستان مغربى ذات زخارف ذهبية دقيقة فكل منهن لها فستان يبرز جمالها بشكل منفرد و متميز حيث ظهر جمال سيلين فى فستان بنفسجى غامق ليلبق مع عسلية عيناها و شعرها أما سهيلة فقد أختارت لون هادئ و ارتدت السماوى ليظهرها حورية رقيقة و سهى تألقت باللون الأزرق النيلى الذى أبرز جمالها الملائكى لم تأخذ سهى وقت طويل لتضيف بعض اللمسات حتى تزداد وجوههن إشراقة و جمال و نزلن جميعهن بعدها متجهين إلى بيت مريم التى تقطن بالبناية المقابلة لهن و ماهى سوى بضع دقائق حتى كانت تستقبلهن فى ترحاب و حفاوة بالغة و دخلت كل منهن لتسلم على من تعرفه و تهنئ ملك أخت مريم وعندما اجتمعن الثلاثة أمامها و بدأن فى ثرثرتهم المعتادة تدخلت مريم جاذبة سيلين ممازحة:
_هيا سيلين يكفى عليك دور الضابط ببيتك و عملك لقد أتيتى اليوم لترقصين
أخذت تتمنع تحت نظرات أمها المشجعة لها و هى تقف بجانب أم مريم و هتاف أخواتها لتنصاع بالأخير لمريم و توسطت الجلسة النسائية هى و مريم و بدأت ملك باختيار إحدى الأغانى الشعبية مع مشغلة الموسيقى لتصدح السماعات بصوت دقات الطبلة و تبدأ سيلين بالرقص الشرقى المحترف على إيقاعها مع مريم التى لم تستطع أن تجارى مهارتها فانسحبت و تركت المجال لرفيقتها و من حولها أصوات البنات يصفقن و تصدح مع أصوات أيدهن أصوات ألسنتهن بالزعاريد و التشجيع لها فأخذت أمها تبسمل و تدعو الله بسرها أن يحميها من كل سوء و انضمت لها فى الرقص سهى التى تلتها سهيلة ليرقصن ثلاثتهن بحركات واحدة على إحدى الأغانى السوقية و ذلك ما أدهش أمهن من حركاتهن الغريبة فى الرقص مقلدين الشباب و اندمجت سيلين مع أخواتها فى جو مرح ضاحك متناسين ثلاثتهن من حولهن و لكن لم تغفل إحدى الأعين عن جمال تلك البرونزية التى بدأت ذلك الحفل الراقص أخذت تتبع حركاتها و جمالها و تناسق جسمها مع تلك الضحكة المعسولة التى تهديها للجميع تعجبت حقا عندما لم تلحظ خاتم خطبة أو زواج بيدها و لذلك اقتربت من أمها لتبدأ معها حديث عفوى تقليدى بطريقة النساء المصرية.......
**********

دلف إلى غرفتها حانقا و ما إن وقعت عليه عيناه حتى جذبه من ذراعه السليمة تحت نظرات شفق المستعجبة و لكن لم يندهش إياد من فعله ففضل أن ينتظر حديثه سحبه إلى غرفته و تركه يجلس على السرير و ذهب ليغلق الباب ثم التفت له مرة أخرى و بدأ حديثه قائلا:
_سوف أقتلها إياد تلك الحقيرة لم تعد بشرية لن يجمعني بها منزل لن اتحكم بنفسي المرة القادمة...
ظل يجوب الغرفة ذهابا و إيابا أمام إياد الذى أشفق على حالته تلك فترك له المجال ليفصح عن ما يقض مضجعه ليشعر بقليل من الراحة و لكنه كلما تحدث و سرد ما حدث كان يزداد ثورة بينما يزيد إياد كرها لتلك النارية اللعينة... انتظره حتى أفرغ عن كل ما يجوب صدره و تكلم بنبرة هادئة و وجه خالٍ من المشاعر قائلا:
_ليس أمامك سوى أن ترحل للشقة القديمة
نظر له كطفل صغير يريد من يرشده الطريق و هو جالس أمامه أرضا ليكمل إياد مردفا:
_أعلم أنك تريد التغلب على نفسك و لكن وجودك معها مستحيل فتلك امرأة نست شرفها و تناست دينها
أومئ له آدم و هو فى حيرة من أمره إلى أن حسم قراره القاطع و قال له:
_انظر إياد أعلم أنني سوف أتعبك معى ولكن ليس لى سواك أنت هو من تبقى لى... سوف تأتى معى إلى الفيلا لأجمع أشيائى و نذهب سويا إلى تلك الشقة سوف أبقى بها لحين عودة أبى....
استقام إياد مع آدم ولكزه معاتبا قائلا:
_هل جننت؟ منذ متى و يوجد بيننا تعب؟ أنت أخى الذى لم تنجبه أمى و لا تنسى ذلك ما حييت
احتضنه آدم مربتا على ظهره فى امتنان و شرع إياد فى إرتداء ملابسه بينما انتظره آدم فى الأسفل مع مريهان التى كانت تترجاه ليبقى معهم ولكنه رفض متعللا بحجج واهية جعلتها تعلم أنه لم يتخلَ عن مرؤته بعد.....
*********

هبطت من الطائرة لا تعرف إلى أين تذهب و لكنها بدأت تستعيد ترتيب أفكارها مرة أخرى حتى تبدأ فى التحرك فما يدفعها ليس بهين... إنه شوقها، نعم افتقدته افتقدت لمساته الساحرة لجسدها افتقدت عبير رجولته الآسر افتقدت قبلة الصباح افتقدت كل ما يتعلق بآدم توقفت عن أنين الذكريات و ذهبت لتستقل سيارة مأجورة لتأخذها على فندق مشهور قد حجزت لتقيم به فترة مكوثها بمصر عن طريق أحد التطبيقات.. ظلت تفكر كيف تسترضيه و كيف تجعله يشفق على روحها الملتاعة و لم يهدها عقلها إلا لقرار واحد عزمت على تحقيقه صباحا....
***********
عاد مرة أخرى مصطحبا إياد إلى غرفته بعد أن علم بأمر خروجها من الخادمة و دلفا معا ليذهب آدم مسرعا نحو خزانة الملابس يلعن تلك الحقيرة التى عبثت بأشيائه و أخذ يخرج ما فيها و يلقيه بحقائب سفره فى سرعة و ضيق حنق بينما جلس إياد على السرير و قد جذب إنتباهه بقعة حمراء اللون على تلك المنسوجات البيضاء التى تفترش الأرض فسأل آدم مستفسرا:
_هل جعلتها تنزف؟!
لم يلتفت له آدم و أكمل ما بيده و هو يرد مردفا:
_لا أعلم ولكن حتى إن جعلتها تنزف فذلك أقل مما تستحقه...
زفر إياد حانقا مردفا:
_ولكنها زوجة أبيك و قبل ذلك هى امرأة فلا يجب أن تعاملها هكذا حتى و إن كانت شيطان....
لم يرد آدم متدعيا التشاغل بما في يده و علم إياد حينها عدم رغبته بالمواجهة فصمت هو الآخر و بعد عدة دقائق كان إياد ينزل السلم فى خفة يتبعه آدم حاملا حقائبه إلى أن وصل إلى نهاية الدرج فأنزل الحقائب و توقف أمام الخادمة محدثا إياها قائلا:
_أنظرى لا أريد أن يعلم أبي بأمر رحيلى عندما يأتى كما يجب عليكِ أن تنقلى لى كل ما يحدث بغيابى
أنهى كلامه وناولها حفنة من المال مما جعل عيناها الضيقتان تلمع بوضوح و تمتمت بالموافقة منشغلة بتخمين المبلغ الذى بيدها و تعجب إياد من فعل آدم كثيرا و لكنه قرر ألا يسأله الآن خرجا معا و صعدا إلى سيارة آدم و انطلقا إلى أحد الأحياء القديمة التى أعيد تجديد مبانيها يتسامران فى ماذا ينقص الشقة لاتمامه......
**********
نزلن فى حالة من الفرح الحقيقى و السعادة الطفولية بذلك الوقت الجميل و كل منهن تحمل نقشة حناء سوداء اللون على كفها أو رسغها غاية فى البساطة و الجمال عدا أمهن أخذن يتسامرن فى كل ما يخص الفساتين الخاصة لحضور الفرح و كيف سيذهبن إلى أن وصلن إلى شقتهن و قبل أن تدس سهى المفتاح بالباب كان قد فُتح و استقبلتهن نظرات السخرية المحتقرة من ذلك الخنزير القابع أمامهن و لذلك تقدمت سيلين و أزاحته بكفها عن طريقهن ليدخلن و هو يردف قائلا:
_أهلا وسهلا ببنات البيت المحترم أتعلمن كم الساعة الآن؟!
لم ترد أى منهن حتى ماجدة لم ترد و شرعت بخلع حجابها ثم حذائها و عندما وجد الصمت رده فأكمل بصوت يحمل الوعيد بين ثناياه قائلا:
_أنظرن ليس معنى أنني زوج أمكن أن ليس لى الحق بالتحكم فى أخلاقكن هذا بيت محترم من أراد أن يكون به فلا يجب أن يلتزم بقوانينه و من لم يرد فالباب خير رد له
فزعت تلك الجملة قلب ماجدة بينما التفتت له سيلين و سهيلة بترقب و تولت سهى الرد لأول مرة بثقة مردفة:
_معك حق إذا بما أن هذا البيت بيت محترم فسوف يمنع به السجائر سواء سجائر التبغ أو المخدرات التى تشربها كل ليلة و سوف يمنع دخولك لأننا كلنا على علم بعلاقاتك الدنيئة مع أفحش النساء و اسلوبك القذر فى التحايل على الرزق لن يشرفنا وجودك ببيتنا و ذلك ليس من أجل عملك و لا مستواك المتدنى فى كل شئ عننا و لكن لأننا أبناء ضابط و أنت لا تعلم معنى ذلك
ضحك سمير ملئ فمه متغاضيا النظر عن طردها له مردفا:
_و أين ذلك الضابط حلوتى؟! أليس ذلك الضابط هو من ترككن صغار؟
شعرت سيلين بتدفق الدماء إلى رأسها و كادت أن تقتله لشعورها بتلك السخرية عليهن فأكملت سهيلة لشعورها بأختاها قائلة فى ثبات و قوة:
_ليس مشكلتنا أين ذلك الضابط فهو قد تركنا و نحن نعلم ذلك و لا نحتاج لمن يخبره لنا و الآن مشكلتنا أين هو رجل المنزل أيها المحترم؟ إذا أردت الجلوس بيننا فلا تتفوه بحماقات لست نداً لها و نصيحة أخرى نحن لسنا صغار فلا تتعامل على أنك الأب الحنون و أنت لست سوى فاحش يعيش فى مجون..
قالتها و سحبت سهى من يدها و نظرت لسيلين فى ترجى لتتبعها هي الأخرى دون حديث و دخلن غرفتهن تاركين أمهن مع سيل الذكريات و القرارات....
********
مر الليل فى سكون يحمل بين نسماته و رياحه وعدا و عهدا للذين استنزفهم التفكير معلنا فى آخره صوت آذان الفجر الذى طمأن قلوب ملتاعة خوف و حيرة و شك مرسلا السكينة فى أرواح تائهة لا ترى النور فتبصره فوق أرض تركع عليها بين يدى الرحمة و الرأفة بحالها من خالقها...
*********
استيقظت بوهن شديد و شعرت بوخز طفيف فى قلبها لم تجد أحداً بالغرفة و لذلك ضغطت على زر بجانبها لتطلب المساعدة من إحدى الممرضات و دخلت إليها واحدة منهم على وجهها ابتسامة بشوشة مردفة:
_صباح الخير كيف حالك؟!
لم ترد نرجس على السؤال و بدلا من ذلك ظلت تردد:
_منير.... أريد منير فوراً
أومئت لها الممرضة و نظرت لاشارات الجهاز الموصل بها و خرجت لتتصل بالرقم الذى تركه أهل المريضة وما إن رد عليها حتى اردفت:
_نعم... لقد استيقظت وهى الآن تسأل عن مستر منير
بعد ساعة كان يحاوطها أبناؤها و زوجها و لكن لم تتحرك عيناها عن تلك الجنية الصغيرة القابعة أمامها لم تلتفت إلى حديثهم ولا لفرحتهم بها و ذلك ما لاحظه ليل بعد دقيقة كانت تطلب أن يتركها أبناءها مع زوجها وحدهم و بالفعل انصاعوا لطلبها و عندما وجدت نفسها بمفردها مع منير بدأت الحديث قائلة:
_أعلم أن ما سوف أقوله سيزعجك و لكن يجب علينا فعله..
اقترب منها منير و جلس بالمقعد المجاور لسريرها الطبى ممسكا بكفها الرقيق ذات التجاعيد مقبلا إياه بحنو مردفا:
_و سوف أنفذه أياً كان
أطلقت تنهيدة أزاحت بها ما بقلبها من قلق لبداية الحديث فأكملت بنفس النبرة المترددة القلقة مردفة:
_يجب علينا أن نخبرها أعلم أننا ربيناها كأبنتنا و لكن لا أستطيع أن أموت و أتركها دون أن تعلم من هى أمها الحقيقية
أنهت جملتها و اجهشت فى البكاء مما جعل منير يشفق عليها وحزن لقولها ذلك فهو كان يشعر بأن ذلك اليوم سيحين مهما أنكر ذلك ها هو الآن عليه أن يأخذ القرار الصحيح و لكن قبل ذلك عليه أن يعطى لنفسه الفرصة ليقرر خطواته القادمة فقاطعها يهدئها قائلا:
_ أعدك سوف أفعل ذلك و لكن هل يمكننا أن نأخر الحديث حتى أطمئن عليكِ... لقد حجزت تذكرتين إلى باريس مساء اليوم لنتابع مع مجموعة من الأطباء و المتخصصين فى أمراض و جراحات القلب و حين نعود سوف نبدأ سويا بالبحث عن أهلها
اطمئنت قليلا لحديثه و أومئت له بينما قام هو و قبل رأسها و خرج من الغرفة ليسأل الطبيب عن الإجراءات اللازمة لخروجها غير واعيا لذلك الشخص الذى تركه مصدوما إثر كلمات دمرته و جعلته ينزف بكاءاً......

*********
دخل الشركة كالعادة فى أبهى صورة له مرتديا حلة سوداء رغم إرهاقه منذ ليلة البارحة و لكنه قرر ألا يترك ذلك الإرهاق يتمكن منه فدلف إلى المكتب و شرع بمباشرة أعماله فى تركيز شديد إلا أن قطع تركيزه دخول سهيلة و حديثها المباشر قائلة:
_تفضل.... هذا ملف به كل ما تحتاجه عن الحسابات الأخيرة مع شركات التصدير و به ورقة بها أسماء كل من يستطيع مساعدتك فى التعامل مع الوكلاء و الموزعين لنا بمصر كما أجريت لك كشف سريع على الضرائب و الآن أنا غير مطالبة بشئ فلقد قومت بكل ما أردته و أكثر
لم يتعجب من طريقتها و لكنه استوقفها قائلا:
_آنسة سهيلة...
التفتت له سريعا فقام من مكانه و اقترب منها قائلا:
_أرجو أن تقبلى إعتذارى عن حديثنا من قبل و أتمنى أن نبدأ معا بداية جديدة تتيح لكل منا التعرف على مدى خبرة و جدارة الآخر بالعمل.. أعلم أنكِ جديرة بالثقة فى منصبك هذا و لذلك لن أستطيع التخلى عنكِ خاصة بذلك الوقت..
تعجبت من أسلوبه المفاجئ لها و لكن رد فعلها كان أسرع فسرعان ما رسمت ابتسامة على ثغرها الملون بوردية الزهور مردفة:
_لا يوجد أدنى مشكلة و أنا أقدر حس المسؤولية لديك و لذلك سوف أتشرف بمساعدتك لنصل إلى ما تراه صائب
إذا كان أدهشها فهى قد صعقته بردها و لكنه لم يلتفت إلى ردها بقدر ما التفت إلى جمالها و لذلك شقت ابتسامة ثغره لا اراديا بينما استأذنت سهيلة و خرجت بأدب و ظل هو يتعجب من تلك الفتاة متقلبة المزاج فكان يعتقد أنها سترفض إعتذاره أو سترد عليه بغطرسة و لكنها لم تفعل خلع سترة حلته السوداء و شمر عن ساعديه العضليين و بدأ فى العمل بجد و تركيز مضاعف و أخذت شيماء تدخل له كل ما يطلبه من مستندات و أوراق إلى أن دلفت إليه مرة أخرى فقال لها:
_ماذا يوجد ثانية؟ هل أفرغتِ خزانة الأوراق فبدأتِ بجلب فواتير الكهرباء للشركة؟
ضحكت شيماء و هى تعدل عويناتها الطبية و قالت له:
_لا بل هناك من تريد مقابلتك...
لم يلتفت لها و بدون أن يسأل عن ماهية تلك الأنثى قال لها :
_دعيها تدخل...
خرجت شيماء و دلفت بعدها امرأة آية فى الأنوثة لم يرى وجهها بعد و لكنه رفع نظره إليها منذ أن اشتم عطرها الآسر ها هى تقف أمامه مرة أخرى و لكن تلك المرة تريد استرضائه تريد أن تنال قسطا من الراحة بكنفه لم يتحدث ليجعلها تبوح بما يختلج صدرها و بالفعل شرعت مردفة:
_أعلم أنه غباء منى أن أكذب عليك و أعلم أنني أنانية لطمعى ببقائى بجانبك و لكننى أحبك.. أحبك آدم
قالتها بانجليزية ذات لكنة حملت له مشاعرها الملتاعة فتذكر كلمات أمه له شعر بأن ذلك أبشع قرار يتخذه بأن يجعل قلبه هو مرشده و لكنه أراد أن يريح ضميره من كل ذلك الألم و لذلك استقام و اقترب منها فتقدمت لتقف أمامه مباشرة لا يفصل بينهما سوى بضع سنتيمترات و سمحت لعيناها الإبحار بين أمواج بحر عيناه العالية بينما مسح جسدها بعينيه قبل يديه فى محاولة داخلية كاذبة منه لاقناع نفسه بأن تلك هى من تقصدها أمه شعرت بأنها تذوب إثر لمساته التى تذكرها بصك ملكيته لذلك الجسد تجرأت و اختطفت من شفتيه قبلة جعلتها تشعر بأن قلبها ينبض أخيرا بينما ترك هو نفسه لشهوته متغاضيا عن ذلك العقل اللاعن و هذا القلب الصارخ ليكمل ما بدأته فى نشوة مؤقتة سرعان ما سوف تزول و يبدلها إحساس بالاشمئزاز ظل حابسا نفسها بين شفتيه ساجنا جسدها بين يديه إلى أن دلفت شيماء فجأة مردفة:
_مستر آدم اااااا.........
تاهت الحروف من بين كلماتها عندما وجدته يبتعد فجأة عن تلك المرأة و يمسح ما تركته له على فمه من حمرة شفاه ثم هدر بها قائلا:
_هل فقدتِ عقلك أيتها الغبية؟ ألم يعلمونكِ ببيتك أن الباب قد صنع للطرق قبل أن تدخلِ
تحرجت كثيرا و حاولت أن تعتذر و لكن خذلتها دموعها فانفجر صائحا:
_لماذا جئتِ؟!
ردت بين دموعها فى محاولات فاشلة لكتمها قائلة:
_م.. مستر ماجد.. على الهاتف
رد بنبرة غاضبة قائلا:
_ أخبريه أنني سوف أهاتفه بعد ساعة...
خرجت بعدها و أغلقت الباب بينما التفتت جوليا إلى آدم فى نظرات آسفة مصطنعة قائلة:
_آسفة آدم لم أقصد أن أسبب لكَ مشاكل سوف أذهب الآن
سحبها من معصمها و حاوط خصرها بذراع و رفع يده الأخرى يمسح بها آثار اشتياقه لها من حول شفتيها مردفا:
_يمكنك أن تأتى لتعيشى معى بالشقة التى أقطن بها الآن بدلا من أن تكونى بالفندق وحدكِ
ابتسمت و طوقت رقبته بيديها بينما اقترب هو من أذنها هامسا بشئ جعلها تضحك ضحكة مجلجلة أطربته فابتعد عنها مبتسما مردفا بخبث:
_إذا لقد بلغ الإشتياق أقصاه....
********
_أنظرى شفق سوف أبحث عنه كما أخبرتك من قبل لن أتراجع عن قرارى تلك المرة أعلم أنه قرار غبى متهور و لكننى مؤمنة بأن ذلك ما سوف يحل تلك المشاكل...
ردت شفق عن طريق سماعتها الإلكترونية هادرة:
_لقد جننتِ سهى... هل تعلمين تأثير ذلك على سيلين؟ هل تعلمين ماذا سوف يكون رد سهيلة؟ حتى أمكِ المسكينة سوف تصاب بذبحة صدرية إن رأته مرة أخرى
شعرت بأنها فى بحر تتضاربها أمواجه من الحيرة و القلق معا و تعصف الرياح بأشرعتها فتجد بالنهاية مرسى لسفينتها مردفة:
_أتعلمين! سوف أستخير ربى حتى يهدينى إلى الصواب......
قالتها سهى و هى تنظر إلى الصورة التى بيدها و بقلبها شعلة من الرجاء فى ربها إيمانا بأن القادم أفضل و سوف تجد مرساها لتستقر بالأخير....


رنا الليثي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس