? العضوٌ???
» 475418 | ? التسِجيلٌ
» Jul 2020 | ? مشَارَ?اتْي » 1,362 | ?
نُقآطِيْ
» | | البارت الرابع و الستون تهديد 🔥
عادت ملك الى الغرفة مجددا لتجد مريم تحاول الاغفاء , لكنها سارعت و شدت الغطاء من عليها ثم خاطبتها بحزم
" هيا سنعمل بعض التمارين , قلت بأنه ليس وقت النوم "
" يا الهي كم انت لحوحة , قلت لا أريد "
تذمرت مريم من اصرارها المتواصل , و قد بدأت تفكر جدية في الاشتكاء لعلي لتنحيتها ,
هي لا تريد القيام بكل ما تشير به , لا تجد العزيمة و الحماس لفعل كل ما تقوله ,
لا تريد الا البقاء في حياتها الهادئة و المستكينة , التي لا يزعجها فيها أحد ,
و الشيء الوحيد الذي يردعها عن صرف ملك , هو أنها تستمتع برفقتها كثيرا كصديقة , فهي تؤنس وحدتها و لديهما الكثير من مجالات الاهتمام بينهما
" ألا يمكن أن تبقى في هذه النطاق ؟
و لا تمارس عليها تسلطها كطبيبة , كما فعل كل من عالجها سابقا ؟
ستكون حينها راضية جدا "
كان كل ما تفكر فيه مريم , و هي تغمض عينيها بتمثيل واضح , كطفل يرفض الاستيقاظ للذهاب الى المدرسة
تنفست ملك بعمق و هي تقف أمام سريرها , و تضع يديها على خصرها بتحد , فكرت قليلا ثم خاطبتها
" حسنا لنبرم اتفاقا اذا "
خطفت بكلماتها انتباه مريم التي اعتدلت في جلستها , و هي تعرف أن ملك لا تمزح و لا تحاول خداعها
" أي اتفاق ؟ "
سألت بفضول كبير باحثة عن أمر جديد يسليها قليلا
" تفعلين ما أقول , و أنا أعدك بمفاجأة "
وضعت ملك يدها على صدرها , و قد بدت جادة جدا في اقتراحها
اتسعت عينا مريم بحماس و سارعت للاستفسار
" أي مفاجأة ؟ "
شعرت ملك أن رنا تقف أمامها فجأة بفضولها الطفولي , بمجرد أن قالت كلمة مفاجأة السحرية ,
لكنها قررت أن تراوغها قليلا
" لن أقول حتى ننفذ ما اتفقنا عليه "
تأففت مريم قليلا تفكر و هي تقضم أظافرها , لا تريد أن توافق ثم تتورط في شيء لا تحب القيام به
" حسنا ما الذي تريدينه ؟
بشرط ألا تشمل المفاجأة الخروج من هذه الغرفة , أو استخدام هذا الكرسي البشع "
قالت مشيرة الى الكرسي المتحرك , الذي رغم أنه من آخر طراز و بتحكم آلي , الا أن مريم لديها حاجز نفسي للجلوس عليه .
ترددت ملك قليلا مؤجلة طلبها , و سألتها بصوت هادئ
" لم لا تحبين الكرسي ؟ لم ترفضينه بهذا الاصرار ؟
أليس أفضل وسيلة للتنقل بدل البقاء طوال الوقت في السرير ؟ "
عضت مريم على شفتها و طأطأت رأسها , و كأنها تشعر بالاحراج مما حصل سابقا ,
لكنها أجابت ملك بصوت خافت مرتجف , و هي تشبك أصابعها في حجرها بتوتر واضح
" وقعت منذ مدة من فوقه , كنت وحدي و كان علي غائبا , لم أستطع التحرك و لا رفعه من فوقي , أو استدعاء أحد الخادمات بالجرس الذي فوق السرير ,
بقيت كذلك لساعتين أستلقي باستسلام , حتى أنني تبولت على نفسي , الى أن وجدتني فاطمة حينما أحضرت غدائي , و من يومها لم أجلس عليه "
شعرت ملك بغصة في حلقها , و نغزها قلبها بسبب ما سمعته , حتى أنها ندمت لأنها سألت من الأساس ,
فقد بدا واضحا أن الموقف كان مذلا لها بكل المقاييس , و هي تجلس هناك كمن قام بذنب كبير
لكنها استعادت عزيمتها و اقترحت مجددا , مقدرة الثقة الكبيرة التي منحتها اياها , لتخبرها أمرا محرجا كهذا
" و اذا أخبرتك أنني سألازمك كظلك كلما جلست عليه , و لن أغادر الا حينما تعودين الى سريرك ,
هل ستوافقين ؟ "
رفعت مريم رأسها و حدقت اليها بتشوش , فقد توقعت أن تسمع تأسفها بسبب طرح السؤال ,
أو كلمات شفقة و تغبن منها , كما سمعتها من الجميع يومها ,
لكنها تفاجؤها بمحاولة ايجاد حل يرضيها , و لم تجد الا أن تبتسم لها ابتسامتها الجانبية
" لنسمع أولا اقتراحك , ثم نقرر بشأن الكرسي البغيظ "
من جهتها كانت ملك تدرك جيدا أن الكرسي , هو بمثابة الرجلين اللتين فقدتهما مريم ,
و سيكون وسيلة جيدة لتعاطيها مع من حولها , و فرصتها الوحيدة للعودة الى حياتها العادية , و الانخراط مجددا في حياة عائلتها الصغيرة ,
لكنها لم تود الضغط عليها , و قررت أن تأخذ الأمور بروية و تدريجيا , يكفيها أنها تتقبل منها ما لا تقبله من غيرها , و هذا يحمسها كثيرا للاستمرار
لذلك سارعت هي أيضا بتغيير الموضوع , و تجددت بهجتها المعدية و التي اعتادتها مريم , و اقترحت بنبرة مغرية
" نقوم ببعض التمارين , ليس الكثير فقط لنصف ساعة , و اذا لم تعجبك لن نكررها "
تنهدت مريم بيأس و قبلت أخيرا , و الا فان هذه اللحوحة لن تتركها طوال اليوم
" حسنا لكن اذا تعبت لن نكمل , مدربة الرياضة تلك كانت تضغط علي كثيرا "
" أعدك أنها ستكون حصة خفيفة , و اذا أعجبتك نعيدها يوميا "
فرحت ملك لتجاوبها أخيرا و لو بمقدار ضئيل , و سارعت للتنفيذ قبل أن تمل و تغير رأيها .
بعد موافقة مريم المتململة , ساعدتها ملك للجلوس على طرف السرير , مؤجلة أمر الكرسي المتحرك ,
ثم أحضرت بعض الأثقال , و أدوات الرياضة من خزانتها الخاصة , و بدأتا في ممارسة حركات خفيفة .
خلال الحصة حرصت ملك على تدريب , الجزء الأيسر من جسد مريم المصاب بالشلل , فقد لاحظت أنها لا تستخدمه تماما , رغم أن الاصابة جزئية ,
و لكنها كانت قد قرأت سابقا , أن المريض مع مرور الوقت , يتجاهل الجزء المشلول من جسده , في ردة فعل رافضة للعجز الذي يعانيه ,
و كأنه يدرب عقله الباطن , على وضعه على دكة الاحتياط , و اكمال حياته دون استخدامه , في خطة واضحة للهروب من الاعتراف بالحقيقة .
بعد مضي نصف ساعة , أنهت ملك الحصة حتى تضمن فرصة أخرى للقيام بالأمر ,
أثناء ذلك عادت سارة من المطبخ , و صدمت حينما رأت بأن مريم خضعت أخيرا , و قد تمكنت ملك من اقناعها مخيبة ظنها ,
بمجرد رؤيتها حملت ملك منشفتها و همت بالخروج , لكن دون أن تنسى أن تقول كلمتها , اقتربت من سارة و همست لها
" هناك دائما طريقة للحصول على موافقة المريض , ليس من الممتع قبول رفضه من أول مرة "
ثم ابتسمت لها في تحد و استدارت الى مريم
" المفاجأة بعد ساعتين من الآن , سأرسل الخادمة لمساعدتك على الاستحمام , جهزي نفسك "
و غمزتها و كأنهما تخفيان سرا كبيرا , لم تعلق مريم شيئا , و اكتفت بالابتسام و هز رأسها , من هذه البلية التي ابتليت بها ,
في المقابل كانت ملامح سارة يعلوها الاستياء الشديد , من هذه المتطفلة التي تعتقد نفسها ملكة هنا .
.
.
.
بعد الظهر عاد علي من صلاة الجمعة , بمجرد أن دخل سأل عن رنا يريد رؤيتها , لكن فاطمة أخبرته أنها مع ملك في المطبخ ,
بالتوجه الى هناك كانت الاثنتان منهمكتان الى جانب الحوض , محاطتان بالكثير من المكونات من بيض و طحين و شوكولا ,
مع أيد و وجوه ملطخة بالعجين , ترتديان مئازر متشابهة , و تضعان منديلين على رأسيهما ,
كانت رنا تقف على كرسي صغير , لتصل الى مستوى وعاء ملك , و تطيل عنقها لتراقب ما تفعله حتى تقلدها , و قد بدا واضحا أنهما تطبخان شيئا ما ,
ابتسم علي للمنظر فهو لم ير ابنته مهتمة سابقا , بأي نشاط كما هي الآن مع كعكة ملك ,
فما كان منه الا أن استدار بهدوء عائدا أدراجه , دون ازعاجهما فقد صار الأمر عاديا بالنسبة له .
" ألا تريد رؤية رنا ؟ "
سألت فاطمة حينما رأته يغادر المطبخ
" لا بأس هي مشغولة الآن , دعيها تتسلى سأراها لاحقا "
" حسنا بني "
اتجه علي بعدها الى غرفته , لكنه عاد و نزل بعد نصف ساعة , و خاطب فاطمة التي لم تبرح مكانها منشغلة بترتيب الصالون
" فاطمة أنا خارج للركض , لم أفعل ذلك منذ زمن "
" حسنا بني لا بأس "
كان علي قد غير ما يلبسه الى بدلة رياضية , وضع السماعات في أذنيه و غادر .
بعد ساعة كان قد أنهى ركضه , في المساحات الخضراء حول منزله و عاد أدراجه ,
بمجرد دخوله البيت لمح ملك , تحمل كعكة و تركض على الدرج ,
لحقتها بعدها رنا مباشرة , تحتضن الكثير من الحلوى و الشوكولا بطريقة عشوائية , لدرجة أنها أسقطت بعضها على الأرض ,
نادى عليها علي لتنبيهها
" هاي رنا تعالي الى هنا , أين تذهبين مع كل هذه الحلويات ؟ "
و التقط ما أوقعت خلفها , لكن الطفلة عادت فقط لأخذ ما وقع , و عادت أدراجها دون أن تجيب عن أسئلته و كأنها لا تراه .
"....."
لم يفهم علي ما الذي يجري , الى أن قدمت فاطمة هي الأخرى , تحمل صينية فيها أكواب شاي و عصير , و خلفها خادمة تحمل سلطة فواكه و بعض المقبلات
" ما الذي يجري فاطمة , لم الجميع يركض الى فوق , هل لدينا ضيوف ؟ "
أشارت فاطمة للخادمة بالصعود , و أجابت بكل بساطة
" لا لكن ملك تقيم حفلة "
قالتها مبتسمة بتسلي
"...."
" أية حفلة ؟ "
سأل علي باستغراب رافعا حاجبيه و أجابته المرأة بحماس
" هي و رنا تقفان في المطبخ منذ ساعتين لاعداد كل هذا , أخبرتني أنها ستجعل مريم تأكل معهم ,
تعرف مريم تعاني من فقدان الشهية منذ زمن , و ملك أخبرتني أنها أجلت حصة التصفية الى المساء , حتى تستطيع أكل ما تشتهيه "
علي يعرف جيدا مشكلة مريم مع الأكل , يحفظ عن ظهر قلب الحمية التي يجب أن تتبعها ,
هو يعرف أيضا كم تعشق مريم الحلويات , و الشوكولا و الموز و غيرها , و لكنها توقفت عن تناولها بعد مرضها ,
في المقابل هي تكره بشدة الأكل الصحي الذي معظمه خضراوات , و الذي يجبرها متخصص التغذية على اتباعه , لكنه لم يجد يوما حلا لتغيير الأمور ,
لكن ذلك اليوم ملك قالت أنها غيرت مواعيد التصفية , لتسمح لمريم بأكل ما تريد قبلها
" هل هي عنت أن تفعل ذلك مع رنا ؟ "
سأل علي نفسه , لكنه لم يجد ما يقوله
" حسنا , لكن انتبهي "
" لا تقلق بني "
طمأنته فاطمة و اتجهت الى الأعلى للحاق بالحفلة
جر علي رجليه متجها الى غرفته , أخذ دشا و غير ملابسه الى أخرى بيتية مريحة ,
لكن أمر مريم بقي يشغل باله , هو لا يريد سوء فهم آخر مع ملك , رغم أنه لا يعتقد أنها تتلاعب بصحتها , الا أنه فضل التأكد من جلال ,
اتصل به و لكنه بمجرد أن سرد عليه ما الذي يحصل , حتى بدأ الرجل بالضحك حد القهقهة قبل أن يعلق
" أوه يا الهي علي , أين وجدت هذه القطعة الفريدة ؟ "
امتعض علي من الاطراء , لكنه لم يظهر الأمر و اكتفى بالسؤال
" لماذا ؟ "
أجاب جلال بصوت مبتهج
" أنا اعتقدت أنها ستجعل سيدة مريم , تعود الى الأكل الذي تحبه في بعض الأحيان ,
لكن لم أتصور أنها ستلعب على وتر الحالة النفسية ,
مجرد جعلها تشارك الآخرين الأكل , و خاصة رنا يحسن مزاجها , لا تنسى أن فقدان الشهية الذي تعانيه , هو نفسي بالدرجة الأولى ,
لذلك أعتقد أن ملك وجدت أخيرا الشيفرة لحل مشكلة مريضتي "
" مرة أخرى يناديها باسمها دون سيدة أو دكتورة "
استاء علي مجددا و لكنه لم يقل شيئا , قطع جلال شروده بصوته
" دعها علي أنا واثق أنها ستبلي حسنا , لن نخسر شيئا أصلا جربنا كل شيء دون فائدة ,
دعنا نرى ان كانت طريقة ملك ستنجح "
صمت علي لدقيقتين قبل أن ينطلق صوته بنبرته الباردة
" جلال ؟ "
" نعم ؟ "
" اسمها سيدة ملك أو دكتورة "
علق علي باستياء , و لكن الطبيب لم يمانع بل ابتسم و أجابه
" احمم أكيد , تصبح على خير "
" تصبح على خير "
أغلق علي الخط ثم فكر بهدوء لبعض الوقت , غادر بعدها غرفته باتجاه غرفة مريم ,
كان الباب نصف مفتوح , ألقى نظرة سريعة في الداخل , كانت مريم تجلس على سريرها , تتناول قطعة كعك و تضحك بعذوبة ,
سارة و فاطمة و حتى الخادمات , يجلسن في حلقة يصفقن على رنا , التي تحاول الرقص في المنتصف , بمساعدة ملك التي شغلت الموسيقى بصوت عال ,
كان الجميع يضحك على ملامح رنا , التي تبدو و كأنها اكتشفت المشي للتو , و ملك تشجعها بالاستمرار , و تبتسم من وقت الى آخر ,
في لحظة نسي علي نفسه و هامت أفكاره بعيدا , هو لم يسمع ضحكات تتعالى هنا منذ سنوات , حتى الابتسامات تكون صامتة , و كأن الدنيا استخسرت فيهم الفرحة بصوت عال ,
لم يشغل أحد الموسيقى منذ الأزل , البيت كله و كأنه دخل غيبوبة , منذ أكثر من أربعة سنوات , و هذه الغرفة بالذات تعيش حدادا منذ ذلك اليوم المشؤوم .
لطالما بدا الجو كئيبا في أرجاء هذا القصر , كل فرد يعيش في عالمه الخاص ,
مريم في عزلتها لا تغادر غرفتها , رنا مع لعبها و صمتها المطبق ,
و هو يغرق نفسه في أعماله , الكل يهتم بالآخر عن بعد , لكن لا أحد يقترب من الخط الفاصل شبرا واحدا .
لكن يبدو بأن ملك لا تريد التأقلم مع هاته الكآبة , و تريد أن تخلق الجو الذي تحبه .
انتبه علي فجأة الى جزئية مهمة :
هل يعقل أن مجرد صدفة , قد تعيد الحياة الى هذا البيت المقبرة ؟
" أو ربما لم تكن مجرد صدفة ؟ "
سأل علي نفسه بتوتر , و قد قطب جبينه و عقد حاجبيه , و هو يعود شاردا الى مكتبه
" هل يعقل أن كل ما حصل مع ملك من جنون , كان قدرا منذ البداية للوصول الى هذه اللحظة ؟
هل يعقل أن ابتهالاته برؤية عائلته الصغيرة المكلومة سعيدة , قد استجيبت بهذه الطريقة العجيبة ؟ "
لم يجد علي اجابة على أسئلته الغريبة , التي أصبحت تخيفه جدا مؤخرا , لكنه صار مؤمنا بأمر واحد
" أن هناك ملائكة تقع من السماء " .
استمرت الحفلة لساعتين أخريين , حيث كان الجميع يستمتع ,
و الابتسامة لم تغادر وجه مريم , التي حاولت في وقت ما الرقص مع رنا , و تعليمها طريقة الدوران حول نفسها برشاقة ,
ففي السابق كانت تمارس الباليه بتقطع , حينما لا تكون مريضة و متواجدة بالمشفى .
كان الأمر أشبه بحفلة عيد ميلاد نادرة , فلا أحد هنا يحتفل بعيد ميلاده و لا حتى رنا
لأن الأمر يعتبر عبئا نفسيا كبيرا , فالحفلات تحتاج تجمع الأصدقاء و العائلة , و حالة مريم لم تسمح يوما ,
اضافة الى أن عيد ميلاد رنا , يعيد ذكريات سيئة باصابة مريم التي أرقدتها الفراش , و توقف رنا المفاجئ عن الكلام ,
لذلك حتى الطفلة لا تحظى باحتفال , و يقتصر الأمر على تلقي الهدايا من علي و المقربين .
بعد انتهاء الحفلة المفاجأة , ساد الهدوء مجددا البيت الكبير ,
و فيم بدأت فاطمة و الخادمات بتنظيف الفوضى , شرعت ملك بتجهيز مريم من أجل حصة التصفية ,
تمددت هذه الأخيرة و غفت , أما رنا فقد قصدت غرفتها بعد توديع والدتها , أخذت حمامها و بدأت مراجعة دروسها .
كانت فاطمة ممتنة جدا لدرجة ذرف الدموع , لم تر مريم و رنا بمثل هذه السعادة سابقا ,
لم تفهم حتى كيف أقنعت ملك مريم بفعل ذلك ؟
في المقابل مريم رغم تعبها , الا أنها لم تستطع الا أن تكون ممتنة , لرؤية ضحكة ابنتها و فرحها ,
هي أدركت ربما متأخرة أنها كانت أنانية لدرجة ما , لتنعزل و تترك ابنتها المريضة في رعاية الآخرين ,
متنازلة بانهزامية كبيرة عن دورها كأم لها ,
أو ربما لأنها كانت تعاقب نفسها , على التسبب في فقدانها الكلام .
لكنها اكتشفت اليوم فجأة , أن رنا لم تعد تلك الطفلة الباكية و العنيدة , و أنها أصبحت مطيعة و متفهمة جدا ,
ربما هي كانت محتاجة فقط الى من يقوم بدفعة صغيرة , لادراك الوضع الذي هربت منه مطولا , و لم تعرف حتى متى تبدلت المعطيات , من أمر كئيب تفر منه الى شيء مبهج .
و هذا ما فعلته ملك تماما بكل سلاسة , لتجعلها ترى ما كانت تفوته , بانعزالها عن ابنتها و بيتها ,
لذلك هي لم تعترض كما تعودت , و تركت نفسها لتستمتع بما يقدمه الآخرون .
تركت ملك مريم في رعاية سارة , و قصدت المكتب نزولا عند طلب علي ,
وقفت أمام الباب لدقيقتين , تحاول أن تأخذ أنفاسها , هي تعلم أن صداما آخر قادم , و هي بدأت تشعر بالتعب من الأمر ,
لكنها حزمت أمرها و دقت الباب , فهي لم تهرب يوما من المواجهة , ثم دخلت بعد أن سمعت صوته من الداخل بالاذن
" مساء الخير "
ألقت التحية و أغلقت الباب خلفها , لكن دون أن تتقدم خطوة واحدة , لا زالت تشعر بالرهبة من تواجدها مع علي في مكان واحد ,
رغم أنها لم تعد تشعر بالغثيان من رائحة عطره كالسابق , لكن الأمر ما زال سيئا .
" مساء الخير "
قطع عليها علي تأملها
" تفضلي "
و أشار الى الكرسي أمامه
تقدمت ملك بخطى متثاقلة , و هي تحدث نفسها عن أنه سيحاسبها , عما حصل اليوم لذلك بادرته
" اذا كانت سارة قد أتت لتشتكي , فأنا أريد أن أقول أنني أعلمتك سابقا مع دكتور جلال , أنني سأغير مواعيد التصفية "
قاطعها علي بهدوء
" أعلم "
حدقت ملك اليه قليلا بتوتر ثم أضافت
" بالنسبة للتمارين مريم وافقت بالفعل و أنا لم أجهدها , أما بالنسبة للأكل فدكتور ... "
مسح علي وجهها المتوتر , بطريقة متأملة لكل حركة من حركات عينيها حاجبيها شفتيها ثم قاطعها
" أعلم "
كرر الكلمة مجددا دون استرسال
صمتت ملك لبرهة و بقي فمها مفتوحا , و هي تحدق الى عينيه السوداوين بطريقة مبهمة , لم تفهم ما الذي قاله
" عفوا ؟ "
ابتسم علي بطرف فمه , و هو يرى نظرة التشوش على وجهها , و التي تلامس قلبه بطريقة لم يعهدها
" قلت أنني أعلم , لم أستدعك من أجل هذا "
قال مفسرا قصده
استندت ملك على الكرسي خلفها بارتياح , و لكن قلبها كان يدق بشدة , فنظراته غير مريحة أبدا ,
هي لم تكن خائفة , فلم اذا هناك حصان يركض داخل صدرها ؟
صحيح أن علي يحدق فيها , دون قول شيء آخر و لكن نظرته مربكة , دافئة متأملة مع بريق غريب , و كأنه يتغلغل الى روحها ليراها ,
هي تعودت منه نظرة الغضب و الحقد و السخرية , لكن نظرة اليوم جديدة تماما ,
فجأة شعرت ملك بارتفاع درجة حرارة وجهها , تحت نظراته الثاقبة المتفحصة .
لكنها لم تقل شيئا , ابتلعت ريقها و أشاحت بنظراتها لتحدق الى يديها , و تقلل من الارتباك الذي تشعر به
" اذا ماذا تريد ؟ "
سألت بصوت هامس
لاحظ علي حالتها و قرر انهاء حصة التحديق , التي لا يعلم كيف تاه فيها
" أنت طلبت أن تهتمي بمريم , لكننا لم نتفق على التفاصيل "
رفعت ملك عينيها للنظر اليه مجددا بحيرة
" أية تفاصيل ؟ "
تنهد علي و رد بتوجس
" لم نناقش مرتبك مثلا ؟ "
ثم أضاف متجاهلا نظرة الاستياء التي علت وجه ملك
" عشرة آلاف دولار شهريا , ما رأيك ؟ "
لم تسمح له ملك بأن يكمل النقاش و اعترضت مباشرة
" أنا لا أريد مرتب , لم يتغير شيء عن وضعي السابق ,
من قال بأنني سآخذ مالا مقابل الاعتناء بها ؟ "
و وقفت من مكانها فجأة
أخذ علي نفسا عميقا , و قد توقع ما ستقوله مسبقا ,
هو حتى كبح نفسه لعرض مبلغ أكبر بكثير , طمعا في أن توافق بسهولة , لكنها أكثر عنادا مما اعتقد .
مسح علي وجهه بكفه , محاولا انتقاء كلماته و أضاف بجدية
" و أنا أيضا لا أستطيع قبول أن يعتني أحدهم بزوجتي مجانا , أنا لا أقبل الصدقة ,
أنا قبلت فقط لأنك طلبت ذلك و د .جلال زكاك , و الا أنا بامكاني احضار طاقم بأكمله للعناية بها "
طبعا عليه ايجاد أشخاص , تتقبلهم مريم صعبة المراس , من أول مرة كما حصل مع ملك .
لكن ملك قاطعته مجددا
" اذا بامكانك تنحيتي و احضار الطاقم الذي تتحدث عنه , لكنني لن آخذ منك شيئا لا أريد "
بدت ملك منزعجة جدا من اقتراحه , هي تكره سيرة المال منذ وصولها الى هنا , و علي يستفزها كل مرة بذكر الموضوع ,
لكن علي يفعل ذلك لأنه يعلم جيدا أنها لا تملك الكثير , و ليس لديها مصدر آخر رغم مصاريفها القليلة , و قد بدأ يشعر باليأس لأنه لا يجد مخرجا للوضع ,
فهي لا تقبل أية صيغة , و تتصرف كأنه أعطاها جمرا قبل حتى أن تراه ,
هو لم يعرف أن الانفاق على أحدهم يوما , سيكون مشكلة عويصة الى هذه الدرجة .
" لم أنت عنيدة هكذا , من أين ستصرفين ؟ "
و سارعت ملك للقضاء على تبريراته
" تلك مشكلتي أنا , لا داعي لأن تفكر فيها , عن اذنك "
نهض علي من مكانه و استوقفها أمام الباب
" الى أين أنا لا زلت أتحدث ؟ "
" و أنا قلت ما لدي , عمت مساءا "
مرر علي يديه على شعره بانزعاج , و خاطبها باستبداده المعهود
" أنا لن آخذ ' لا ' كاجابة , خذي وقتك و فكري جيدا "
لكن ملك لم ترد عليه , و قبل أن تفتح الباب و تغادر , دخلت فاطمة و بادرت علي
" بني سيدة سعاد وصلت , تقول بأنها هنا لتراك "
ثم ألقت نظرة على ملك للتأكد من أنها بخير , بعدما سمعت جدالهما من الرواق .
تيبست حركة ملك و كأنها جمدت مكانها , انقبض قلبها و شحب وجهها , كيف لا و سعاد هي الشخص الوحيد الذي تجرأ و صفعها ,
المرأة قاطعت زيارة هذا البيت , منذ ذلك اليوم لم تأت و لا مرة , كانت تكتفي بالاتصال بمريم هاتفيا على فترات متقطعة ,
و أكيد هي هنا الآن لتستفسر عن حقيقة اعتنائها بابنتها , أكيد هي ستقدم على خنقها ان رأتها هنا .
لم يفوت علي ارتباك ملك , بل خوفها الواضح من اسم سعاد , سأل بهدوء و هو يتقدم ناحيتها بخطى متأنية
" أين هي ؟ "
استدارت ملك و نظرت ناحيته , محاولة السيطرة على ارتجافها ,
و حدقت اليه بنظرة عسلية متوسلة , و كأنها تطلب منه أن يمنعها من رؤيتها , ضاق لها صدر علي شفقة .
أجابت فاطمة
" في الصالون , لم تصعد لرؤية مريم بعد كما طلبت "
طبعا حضور سعاد الى هنا ليس من قبيل الصدفة , هي هنا بطلب من علي , و هو أمر ألا ترى مريم قبل الاجتماع به , لأن لديه ما يخبرها به .
تقدم علي ناحية الباب , و أشار الى ملك بصوت حنون , و كأنه يحاول تهدئة روعها
" تعالي "
حركت ملك رأسها بالرفض
" لا لا أريد رؤيتها "
ابتسم علي من جبنها , يبدو أنها لا تحصل على درع الشجاعة الا أمامه , و حاول طمأنتها
" لا تخافي لن تفعل شيئا , أنا معك تعالي "
و أشار اليها بالخروج
ترددت ملك قليلا تزن الأمر , لكنها فاجأته بأن تقدمت و تعلقت بكم قميصه , في أول مرة تدنو فيها منه الى هذه الدرجة طواعية ,
و سارت الى جانبه و كأنها تختبئ خلفه ,
شعر علي بأن نبضات قلبه تسارعت , و هذه العنيدة تلتصق به بهذه الطريقة الحميمة غير المسبوقة ,
و أن دفء يدها التي تلامس مرفقه , يرسل موجات تدفئ روحه لدرجة الارباك , كما أن صوت أنفاسها المتسارعة يدغدغ أذنيه بطريقة لذيذة ,
و قبل أن يدرك علي ما يحصل معه , أفلتته ملك و هرولت مبتعدة , بمجرد أن تجاوزا المرأة التي كانت تلتهمها بعينيها , معتقدة أنها كانت تتودد اليه عنوة حتى تستفزها
رافقها علي بعينيه الى أن وصلت المطبخ و دخلت مسرعة , تمالك بعدها نفسه سريعا , ثم استدار ليكلم عمته , التي كانت تلتهم شفتيها من شدة غيظها ,
لكنها لم تستطع أن تقول كلمة واحدة لملك و علي يرافقها
" احمم مساء الخير عمتي , تفضلي الى المكتب "
دخلت سعاد خلف علي الى المكتب , و هي تحتفظ بملامحها الغاضبة و الممتعضة تلبس قناع التمنع ,
فقد اعتقدت أن علي استدعاها لاسترضائها و تطييب خاطرها , و أنه سيجعل ملك تعتذر منها و تغادر هذا البيت
و لكن تفكيرها كان بعيدا جدا عن الحقيقة
" مساء الخير "
قالت باقتضاب و أضافت
" فاطمة قالت أنك تريد رؤيتي , خيرا ان شاء الله "
جلس علي و ارتاح على كرسيه , و أشار لعمته بالجلوس , ثم تحدث بصوته البارد
" أجل , بخصوص ما حدث هنا في المرة الماضية "
نظرت اليه سعاد بتأمل و عتاب لكنه صدمها
" لا أريد أن يتكرر ما حصل مجددا "
قال و هو يحدق اليها بجدية
أمالت عمته فمها معربة عن عدم رضاها , ثم قالت ما تفكر فيه بطريقة فظة
" و أنا التي اعتقدت أنك طردت تلك المتسولة , و تريد الاعتذار مني "
ضبط علي نفسه حتى لا ينهرها , حينما نعتت ملك بالمتسولة , و حدق الى أصابعه المتشابكة
" أعتقد أن المخطئ هو من عليه الاعتذار عمتي "
ثم أشار اليها برأسه و أكمل
" و لا أرى أنني و لا ملك أخطأنا في شيء , نحن لم نضرب أحدا على وجهه "
قال في إشارة مبطنة على عدم رضاه عما فعلته بصفعها , و التزمت سعاد الصمت رغم اعتراضها الواضح .
علي كان قد وعد نفسه , ألا يجعلها تبكي مجددا بسببه , و أنه مسؤول عن سلامتها , مادامت تحت سقف بيته ,
بعيدا عن وعده السري لجدها , و حتى و إن كانت مذنبة في نظره , هو لم يعد يتحمل الشعور بالذنب الذي يراوده , كلما نظر الى عينيها العسلية اللائمة ,
لذلك قرر أنه لن يدع أحدا يتعرض لها و البداية تكون بعمته .
أضاف علي باعتراض واضح
" أنا تغاضيت بالفعل عما حصل سابقا هنا , و اعتذرت لها نيابة عنك , مقدرا حالتك النفسية يومها ,
لكن أنا اليوم أريد أن أضمن , ألا يتكرر ما حدث بأي شكل من الأشكال ,
أريدك أن تحترميها تماما كفرد من هذا البيت "
صدمت كلماته سعاد و زاد غلها و حقدها , على المتطفلة لتي احتلت مكان ابنتها و ردت بغضب
" أنا في مقام والدتك , كيف تكلمني هكذا و من أجل من ؟ "
قبل أن تكمل كلامها بإهانة أخرى لملك
" عمتي "
استوقفها علي و نظر اليها بحدة و أضاف
" أنا لا أهدد ، أنا أنفذ مباشرة "
جفلت المرأة من نبرته , و ابتلعت ريقها محاولة تفسير كلامه , فهي تعلم أنه جاد طوال الوقت , و لكنها تحدته مجددا
" فعلا ؟ و ماذا ستفعل لردعي ؟ "
حدق علي الى عينيها مباشرة , و رد التحدي بنبرة أكثر حدة
" أية اساءة لملك من طرفك و لو بالنظرات , كل معاملات الشراكة مع عم أحمد و أنسبائك ستلغى في الدقيقة الموالية "
شحب وجه المرأة و ارتجفت يداها , لم تتوقع أن علي سيصل الى هذا الحد للدفاع عن تلك المرأة ,
لكن علي لم يتوقف عند هذا , يريد أن يعرفها مكانة ملك هنا
" و أنت تعلمين من الخاسر الأكبر في الموضوع , بعد كل شيء ملك ستظل زوجتي , و ستبقى هنا في بيتها معي "
سعاد تدرك جيدا أن علي هو الداعم الاقتصادي الأول , لزوجها و لأزواج بناتها مرام و مروة , حتى أنهن تزوجن عن طريقه ,
كل العلاقات لشركة زوجها في السوق , هي بسبب اسم علي و وزنه كرجل أعمال و علاقة المصاهرة معه ,
إن خرج حرف واحد عن اختلاف بينهم , سيصبحون على قارعة الطريق في يومين .
علي يعلم أن الكلام معها بالحسنى لن يفيد لألف عام ، و لكنه ذكي كفاية ليدرك أن المال هو نقطة ضعفها الوحيدة ،
و هي غير مستعدة للتنازل عن المستوى الذي تعيش فيه ، لأي سبب من الأسباب ، حتى من أجل كرامة مريم كما تزعم ,
و هو قرر استغلال الأمر ، لردعها نهائيا عن إزعاج ملك .
صمتت سعاد لبعض الوقت و هي تنظر إليه ، و هي تشد على عباءتها بيديها مفرغة بعض غلها , ثم رسمت بسمة مصطنعة على شفتيها و قالت بتلعثم
" أي قطع علاقة يا بني , لا سمح الله ليس الى هذه الدرجة ،
أنا فقط اعتقدت أنها مجرد مخادعة ، و كنت خائفة منها عليك و على عائلتك "
لم يقل علي شيئا و اكتفى بالتحديق , فيما أضافت سعاد
" لكن بما أنك واثق منها , اعتبر أنني لم أقل شيئا "
و حولت عينيها إلى الجهة الأخرى ، محاولة ابتلاع مرارة قلبها ، لكن علي بادرها
" جيد و أمر آخر , ملك تشرف على علاج مريم مع طبيبها "
اتسعت عيناها و تجدد غضبها , و حاولت زجره و هي تضرب بيدها على صدرها
" يا ويلي , هل ستدع ابنتي تحت رحمتها ؟ "
صمت علي للحظات قبل أن يرد عليها ببرود
" عمتي مريم زوجتي منذ أعوام طويلة ، أنا أخاف عليها أكثر من أي انسان آخر ، لم يسبق أن ناقشت مع أحد ما تحتاجه العناية بها ,
و لا أحتاج لاحقا تدخلك لأقوم بواجباتي ناحيتها أو ناحية ابنتي "
اكتفت المرأة بهز رأسها موافقة رغما عنها , فهي لم تطلع يوما على تفاصيل علاج ابنتها , و لن تبدأ الآن فالأمر كثير على فهمها .
بعدما تأكد علي استيعابها للأمر أضاف
" ما حصل هنا الآن لا أريد لمخلوق أن يعرف به ،
و شيء آخر مريم لا تعرف من تكون ملك ، فلا داعي لأن أذكرك ألا تقولي شيئا أمامها
مفهوم ؟ "
" مفهوم "
كلام علي كان واضحا جدا و لا مجال لتأويله ، و سعاد لا تجرؤ على تحديه ،
هي تعرف أنه لا يتراجع عن أمر قاله أبدا , و هو سينفذ تهديده ذاك في رمشة عين .
انصرفت بعدها من مكتبه ، و لا شيء يشغل بالها أكثر من استماتة صهرها ، في الدفاع عن تلك المرأة بهذا الشكل
" أكيد سحرته هاته اللقيطة ، هو لم يكن مفتونا بامرأة يوما كما هو الآن ،
لكن أنا سأعرف كيف سأخرج هاته الأفعى من بيت ابنتي "
لكنها تعود و ترد على نفسها
" اهدئي يا سعاد لا تتهوري , هو هدد بافلاس أحمد و هو مجنون يفعلها ,
لن تجن شيئا من إخبار مريم و تأليبها عليه , هي لم تعد تدير المنزل ، و هو لن يستمع إليها إن هي اشتكت ،
و قد يرسلها إلى منزلك و يبقي الساحرة هنا , كيف ستتمكنين من العناية بها و هي على هذه الحالة ؟ "
قالت بينها و بين نفسها بخوف , و هي متجهة لزيارة مريم .
طبعا علي رجل متزن و صلب ، و لديه مبادئه التي لا يحيد عنها ،
بالنسبة له مريم هي ركيزة هذا البيت ، و لو اضطر هو للخروج سيفعل ، لكن مريم لن تغادره إلا إلى قبرها ،
لكن من الفائدة ألا تعلم سعاد بهذا الأمر ، و أن تعتقد أنه قادر على فعل ما هدد به ، حتى لا تتعرض لملك مرة أخرى .
أعتذر على التأخير محوت الفصل خطأ و اضطررت لاعادته
😘💞💞
.......... |