عرض مشاركة واحدة
قديم 10-10-20, 09:31 PM   #229

رحمة غنيم

? العضوٌ??? » 475679
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 431
?  نُقآطِيْ » رحمة غنيم is on a distinguished road
افتراضي

نظرت نحوه باندهاش و شعور بالغضب يتفاقم داخلها ارادت ان تعترض ان تقول لا أريد ..... لكن شعور اخر هزم ذلك الغضب حينما عادت نظراتهم لتلتقى .... و كان كل هذا الغضب قد تحول الى الام و هى تشعر بأنامله التى خطت على خصرها لتدفعها برفق لتتقدمه ...... هى تعلم مسبقاً اذاً لماذا كل ذلك الالم التى تشعر به ..... لماذا حين سمعتها منه هو شعرت و كان هناك قبضة قوية تعتصر روحها داخلها ..... اى جنون هذا اى حماقة ....... ما تلك المشاعر الغريبة التى تتفاقم داخلها و لا تستطيع اى قوة ان تسيطر عليها ..... عادت مرة أخرى نبرات طارق لتنتشلها من الامها حينما سمعته يقول

( هل تحبين ركوب الخيول نارفين ؟!! )

ابتسمت ابتسامة صغيرة نابعة من قلبها و ذكرياتها البعيدة تعود لها من جديد لتقول

( كثييييراً ..... )

توجهت نظرات أردال نحوها بفضول دون ان يجد الوقت ليسألها عن سر حبها ... فقد كان طارق هو من بادر قبله حينما قال

( حقاً هل تجيدين ركوبها ؟!)

اومات برأسها عدة مرات بحماس غريب تلبسها

( بل أنا بارعة بركوبها لا اجيد ذلك فقط !! )

ارتفع حاجبى طارق و هو يقول بمرح

( اووو ايتها السيدة الصغيرة .... لقد اكتشفنا أحد مهاراتك للتو .... حسناً ربما تستطيعين أنت فعل ما عجز الجميع عنه اذاً !!! )

صدرت عن نارفين ضحكة صغيرة استطاعت ان تجلب انتباه أردال الكامل لها و هو يرى تلك التعابير الخجولة التى ارتسمت على ملامحها و هى تنكس رأسها برقة غريبة نحو الارض و نبراتها التى انخفضت بشكل تلقائي و هى تتساءل

( ما تلك السيدة الصغيرة ..... و ما هو هذا الشئ الذى لم يستطيع أحد فعله من قبل ؟!! )

شعر أردال و كأنه يواجه صعوبة غريبة لالتقاط انفاسه للحظة من الزمن و هو يرى الاحمرار الطفيف الذى احتل وجنتيها و هى تعيد هذا اللقب السخيف من وجهة نظره و الذى لقبه بها طارق و ادراكه انه لامس شئ ما من أنوثتها !!! .... أنوثتها ... توقف قليلاً عند تلك الكلمة و عينيه تعود لتنتقل بخفة على ملامحها .... لقد كانت شاحبة منذ لحظات بين ذراعيه و الان ؟!!

اجفل على على كف طارق التى ربتت على كتفه ليسمع نبراته المرحة و هو يقول

( لقت أعجبك اللقب اذاً ..... حسناً هذا هو لقبك منذ الْيَوْمَ ايتها السيدة الصغيرة فهو يناسبك تماماً .... و هو هذا الشئ تحديداً )

أضاف طارق جملته الاخيرة و هو يعود ليضرب كتف أردال بخفة ..... توترت ابتسامة نارفين و هى تنقل أنظارها نحو أردال لتتساءل و هى تهرب بعينيها من جديد نحو طارق حينما شعرت بوتيرة نبضاتها تتسارع و هى تشعر بشئ غريب من نظارته التى استشعرت بها بعض الضيق

( كيف لم افهم ؟!! )

علت ضحكة طارق و هو يقول متنهداً بشكل تمثيلي

( انه أردال ... فهو بارع بشكل مخيف بركوب الخيل ... لم ارى أحد استطاع ان يهزمه يوماً .... ربما أنتِ سوف تستطيعين !! )

ازدردت نارفين ريقها بصعوبة بالغة و نظراتها تعود لتتسمر باهتزاز مرتبك بين مقلتيه العميقتين و داخلها يتساءل ببلاهة

" عن اى هزيمة تتحدث أنت يا طارق .... هل استطيع هزيمه و أنا لا يقوى على مواجهته حتى ؟!!! "

رمشت و هى تستقبل نبرات أردال التى لامست داخلها بشكل غريب و هى تستشعر اهتمامه مع تسائله حينما قال

( من قام بتعليمك ركوبها ؟! )

لم تتزحزح مقلتيها عن خاصته قيد أنملة لتجيب و انفاسها تضيق شئ فشئ من ذلك السحر الغريب المشع من نظراته

( أبى ..... اعنى لقد علمنى أبى هذا .... لقد كان يمطتي الخيول بشكل بارع .... لقد علمنى عليها منذ ان كنت فى الثامنة أنا اتذكر هذا جيداً .... كنت امتلك واحدة في غاية الجمال .... كانت تمتلك جدائل طويلة شقراء رائعة بشكل مزهل )

ابتسمت نارفين بالم و نفسها يضيق أكثر من الذكرى لتضيف بنبرات مهزوزة جعلت وخز غريب يتسلل الى صدر أردال عندما استمع الى ذلك الالم المطل من نبراتها و هى تكمل

( لقد كنت أغار منها كثيراً لان جدائلى كانت تبدو كالديدان الصغيرة بجانب جدائلها )

لم يمر سوى لحظة واحدة لتصدح ضحكة كل من طارق و أردال لتتبعهم هى الاخرى و نظراتها تتسلل نحوه دون ان تشعر لتشعر و كان هناك فرشات تتقافز داخلها و هى ترى ضحكته بهذا الشكل للمرة الاولى ..... لكنها شعرت بتقافز من نوع اخر داخل صدرها حينما استمعت الى كلماته عندما قال

( اعتقد ان الجدائل تليق بك كثيراً !! )

صمتت و هى تبحث عن نبراتها لماذا يحدث هذا معه .... لا يجب ان يحدث ذلك !!

مرت اللحظات بشكل عجائبي عليهم و كلاهما لا يفهم ما الذى يحدث تحديداً بداخله من تناقض غريب .... لتعود و تقاطع نبرات طارق شرودهم من جديداً و هو يقول حينما وصلوا الى الإسطبل

( حسناً ها قد وصلنا )

نظرات نارفين من حولها و هى تتنفس بعمق رائحة الطبيعة ... تخطوا براحة غريبة لا تعلم لها سبب هل بسبب و جودها بمكان يذكرها بذكرياتها السعيدة ام شئ اخر لتتوقف قليلاً عند بداية المدخل الذى يؤدى و يربط بين الغرف الخاصة بالخيول و ساحة الإسطبل لتتحدث بتلقائية قائلة

( لحظة واحدة .... لا اعلم لكن اعتقد ان تلك المساحة ضيقة قليلاً .... لا بل كثيراً فلا توجد هنا مسارات حركة كافية للخيول مطلقاً ..... فيجب ان يكون هناك مساحة كافية ان حدث اى حوادث مفاجئة او هياج لأحد الخيول كى لا يتأذى الفرس ! )

نزع أردال نظارته الشمسية بهدوء و هو يتابع حديثها بتعجب واضح دون ان يعلق بشئ حتى استمع الى كلام طارق المدهوش

( أنت محقة لقد قلت ذلك للعمال بالفعل .... يبدو حقاً أنكِ تعلمي كثيراً بشأن الخيول )

حادت نظرات طارق نحو أردال الذى كان لايزال يتابع حركات نارفين التى أخذت تتأمل المكان من حولها ليقول له

( أردال هناك مشكلة اخرى يجب ان نجد لها حل )

لم تتحرك نظرات أردال نحو طارق بل ظلت تتابعها و هو يقول

( ما هى ؟!! )

ارتفع حاجبي طارق بانداهش و هو تابع ردت فعل أردال لكنه اكمل حديثه

( لقد قام المهندس بتقسيم غرف الخيول بطريقة متساوية دون خبرة لطبيعة حياة الخيل و كما ترى لقد قاربت على الانتهاء و لن نستطيع ان نقوم بتوسيع المكان الأن .... لكن كما تعلم يجب ان يكون هناك غرفة أكبر حجماً فى حال وجود حالة حمل لدى الفرس لتلد بها و تظل مع اولادها فى الفترة الاولى )

تنهد أردال بعمق و هو ينقل تركيزه المشتت نحو طارق و هو يقول

( لما لم نرى تلك الرسومات قبل ان تنتقل الى الموقع طارق )

نظر طارق نحو نارفين التى عادت لتقترب منهم حينما استمعت لحديثهم

( سوف أقوم بمحاسبة المهندس المشرف على هذه الرسومات و الذى وافق على تنفيذها بذلك الشكل دون الرجوع لنا ... لكن علينا ان نجد حل الأن .... لا اعلم ربما يجب علينا ان نشيد غرفة اخرى جانب الملحق لتستخدم بتلك الحالات )

حك أردال لحيته و هو يفكر لكن و قبل ان يعود ليتحدث سبقته نبرات نارفين و هى تقول

( لما ذلك .... اعتقد ان قمتم بهدم هذا الحائط الذى يفصل الغرفتين عن بعضهم البعض و وضعتم باب سحاب مزدوج بينهم بدلاً من الحائط سوف يكون حل اقل ضرراً و وقتاً ... لتصبح الغرفة مزدوجة فى حال وجود فرس حامل و تكفيها مع جنينها و لن تكون معزولة عن باقى الخيول فى ذات الوقت حتى لا تشعر الفرسة بالوحدة )

صمت ساد المكان للحظة واحدة فقط قبل ان تلمح نارفين تلك الابتسامة التى ارتسمت على ثغر أردال و نبرات صوته التى لن تستطيع ان تصف مدى السعادة التى شعرت بها حينما أردف

( لقد كنت سوف اقول ذات الشئ !! .... نارفين أنت سوف تكوني ناجحة حقاً بمجالك )

( أجل .... أجل كيف نسيت هذا )

قاطع طارق حديث أردال و هو يقول بتعجب

( أنت كنت تدرسين الهندسة ايتها السيدة الصغيرة ....)

ابتسمت نارفين بخجل و هى تتمتم بإحراج واضح

( أجل )

عاد طارق ليقاطع إحراجها و هو يقول

( نارفين لما لا تكملي دراستك هنا ... نحن نستطيع ان نساعدك بهذا الموضوع ان أردت )

رفعت نارفين أنظارها نحوهم و عينيها تلمع بعبرات حبيسة و ذكرى ما حدث معها حتى تنقلب حياتها بتلك الصورة و كفها تخط على هذا الانتفاخ الطفيف ببطنها لتقول بنبرات متحجرشة

( شكراً لكم .... لكننى لن أستطيع الأن .... لكن بالطبع سوف افعل ذلك .... سوف اكمل دراستى بهذا المجال لأحقق حلم ابى و احصل على شهادتى حينما نعود !! )

أردفت الكلمة الاخيرة و هى تحاوط بطنها بكلتا يديها دون ان تدرى وقع تلك الحروف التى نطقت بها و اثرها على هذا القابع أمامها !

نقل طارق انظاره نحو أردال ببطء ليتابع ردت فعله الجامدة لكنه شعر انه يخفى الكثير خلف ملامحه المثلجة و كان محق بذلك حقاً ليردف و هو يشح بانظاره عن صديقه نحوها من جديد يقول دون ان يفكر بعواقب حديثه لكنه شعر ان عليه ان يفعل ذلك حقاً

( حسناً لما لا تأتي لتتدربين بالشركة لدينا !!! )

سارعت نارفين برفع مقلتيها بلهفة التقطها كل من طارق و أردال ليكمل طارق حديثه دون ان يلتفت ليرى نظرات أردال المندهشة قليلاً

( أجل أنا اعنى ذلك حقاً نارفين نحن يوجد لدينا الكثير من المتدربين الذين لا يزالوا يدرسون بالجامعة .... فمجال العمل يختلف كثيراً عن الدراسة بالجامعة !)

ازدردت نارفين ريقها ببطء متأهب و هى تتساءل

( كيف .... هل أستطيع فعل هذا حقاً ؟!! )

ابتسم طارق لها مشجعاً و هو يقول

( أجل بالطبع نارفين ... فنحن نقوم بتدريب الطلاب على العمل و توقيع الرسومات الهندسية على الحاسوب و ذلك سوف يتطلب منك اخذ الكثير من الدورات التدريبية عند انتهاء الجامعة ثم ان جميع الطلاب يتلاحقون من أجل التدريب بالشركات الكبيرة فى تلك الأيام فهذا يقوى من السيرة الذاتية الخاصة بك لاحقاً كثيراً )

ابتهجت ملامح نارفين حتى أشرق و جهها و هى تردف

( أجل اودت ذلك كثيراً .... )

بترت حروفها حينما وقعت نظراتها على أردال و كان هناك قبضة غليظة أعتصرت صدرها ..... و عقلها يذكرها بحماقة تفكيرها فملامحه حقاً تعبر عن الاحراج ..... فبالطبع كيف لها ان تفعل ..... كيف سوف تذهب كمتدربة بشركته ... كيف سوف ينظر لها الجميع .... بل و كيف سوف يفعلون بعد عدة أسابيع حينما سوف يتعاظم حجم بطنها .... ازدردت ريقها بحرقة مع هذا الضيق الناتج عن رئتيها لتردف بنبرات مختلفة كلياً عن سابقتها و نظراتها تخط على ملامح أردال الثابتة

( لكن ..... لكننى لن أستطيع !!! )

عقد أردال حاجبيه و هو يرى ردت فعلها المنافية تماماً لتلك السعادة و اللهفة الذى لمسها بنبراتها منذ لحظات ليستمع بعدها الى تساءل طارق الذى عكس تسائله و هو يردف بتعجب

( ماذا ؟!! .... لماذا أنتِ تريدين هذا نارفين ..... لماذا لا تستطيعين اذاً ؟!!! )

شددت من احتواء بطنها و اهتزاز مقلتيها يتزايد و هى تتمتم بتلعثم

( لن ... لن استطيع ... من أجل المنظر العام ... يعنى اقصد .... انها شركة أردال ... و الجميع الأن يعلم ان ... أننى .... يعنى اقصد اننا .... )

قاطع أردال تلعثمها الذى شعر و كأنه يقبض بقوة على انفاسه و هو يتشرب نبرات الالم به قائلاً بثقة جعلتها ترفع رأسها بصدمه

( أنكِ زوجتي أليس كذلك ؟! )

انتقلت نظرات طارق برضى هو الاخر نحو أردال الذى تحولت نظراته الى الحدة و هو يراها تطأطأ رأسها بذلك الشكل ..... كم شعر بالضيق يحتل داخله و لا يعلم له سبب لكنه وجد نفسه يقول دون حتى ان ينتظر إجابتها

( أجل نارفين أنتِ محقة !! )

عادت نارفين لترفع مقلتيها نحوه بصدمه و شعورها بالالم يتفاقم ليكمل هو بعد ان تقدم نحوها بخطوات ثابته و مقلتيه تخترق سمائها

( الجميع يعلم الأن أنكِ زوجتي .... هل تعلمين معنى ذلك .... حسناً لاقول لك أنا ... ذلك يعنى ان احترامك قد اصبح من احترامي أنا شخصياً نارفين .... يعنى من يتجرأ و يقلل من احترامك بأى طريقة مهما كانت ... فسوف يتلقى حسابه منى أنا شخصياً ..... هل وصلت لك الصورة الأن؟!! )

شعر و كان أعصابه كادت ان تنفجر و هو لا يزال يراها بذلك الشكل و كان جنون ما تلبسه ليرفع أنامله قابضاً على ذقنها برفق ليثبت مقلتيها التى اوشكت على الهرب من مرمى عينيه و هو يعود ليسألها بخفوت جلب القشعريرة لكامل جسدها

( هل وصلت لك الصورة نارفين ؟ ..... أريد ان اسمع اجابتك )

شعرت بتلاحق عجيب يحتل انفاسها و هى تشعر بسخونه انفاسه التى تصلها من قربه لتحاول تحرير نبراتها لتجيبه بصعوبة و هى تجيب برأسها بخفه قائلة بعد ان ازدردت ريقها

( أجل )

تابع أردال شفتيها و هى تنطق الحروف بارتجاف ليبتعد عنها ببطء و هو يقول بذات الخفوت بحركة رأسه ينفض هذا الجنون الذى احتلها للحظات

( حسناً نارفين اذاً موعدنا غداً !! )

تابع طارق المشهد بهدوء مشدوه انها المرة الاولى الذى يرى بها ملامح أردال ترتجف بهذا الشكل ... لا لا ليست ملامحه فقط انه يجزم انه راى أنامله ترتجف ايضاً !!

***
يتبع...


رحمة غنيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
كاتبة بقصص من وحى الاعضاء