عرض مشاركة واحدة
قديم 10-10-20, 09:32 PM   #230

رحمة غنيم

? العضوٌ??? » 475679
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 431
?  نُقآطِيْ » رحمة غنيم is on a distinguished road
افتراضي

أخذت تسير بشرود بهذا الحفل التى عادت له بقلب لا يتوقف عن الخفقان .... انها تقترب كل يوم أكثر من سابقه منه ... تشعر بخفقان قلبها بين جانبات صدرها يتفاقم يوماً بعد يوم .... لماذا يحدث معها ذلك .... لماذا تشعر بان عالمها يكمن حيث يكون .... لماذا تشعر بهذا الشعور بالسلام التى لم تشعر به يوماً سوى بين ذراعي أباها !!

أغمضت عينيها بقوة ترفض بعنف هذه المشاعر الغريبة لينتشلها صوت برهان من هذا العالم كما ارادت لعالم أكثر قسوة و هو يقول بنبرات هادئة رغم مكرها

( عن ماذا كنتِ تبحثي أمس بغرفة المكتب ايتها الكاتالينا الصغيرة !!!)

صُدمت نارفين من صراحته لكن هذا اللقب جعل جنون يتلبسها لتردف بقوة

( هذا اللقب الذى قلته الأن هو تحديداً ما جعلنى ابحث أمس داخل غرفة مكتبك الخاصة سيد برهان ..... أجل لا تتعجب بذلك الشكل لن اراوغ بالحديث و أنكر كما كنت تتوقع !!! )

ارتفع حاجبى برهان باندهاش كما مط شفتيه بتعجب و إعجاب يردد

( لقد فاجئتني حقاً ..... لكن ذلك يؤكد لى أننى كنت محق منذ البداية )

عقدت نارفين حاجبيها هى الاخرى تتساءل بتحفز

( محق بماذا ؟!! .... و من أين تعرف ذلك اللقب ؟!! )

ابتسم برهان بحدة قبل ان يقول و نظراته تحدت هى الاخرى

( لماذا تزوجت بأردال ايتها الكاتالينا ! .... فهناك شئ خفى بذلك الامر ؟!! )

ارتدت راس نارفين للخلف قليلاً من اثر الصدمة و هذا السؤال يضرب على وترها الحساس لكنها عادت لترفع رأسها و هى تقول

( من أنت ؟!! )

صدرت ضحكة حادة من برهان ليقول بعدها بنبرات شرسة

( ربما انا أسعى لذات الشئ التى تسعين اليه أنتِ ايضاً !! )

عقدت نارفين حاجبيها و هى لا تستوعب عن اى شئ تحديداً يتحدث هذا الرجل لكنها لم تدعه يأخذ وقتاً طويلاً لتقول بثقة و قوة لا تعلم من اين استمدتهم

( ما علاقتك بأبى ؟!!! )

عاد برهان ليبتسم و هو يحرك راسه بإعجاب قائلاً

( الانتقام !! ..... الم اقل لك أننا نسعى لذات الشئ !!! )

شعرت بوخز غريب يتسلل الى داخل صدرها لتزدرد ريقها بتشنج واضح و هى تتساءل

( عن اى انتقام تتحدث ؟؟!! )

مالت زاوية فم برهان بشبح ابتسامة مرعبة بينما قال و هو يقترب بهدوء جلب الارتجاف لجسد نارفين و الرعب حينما قال

( ان لم تعلمي عن ما اتحدث .... لماذا أنتِ هنا اذاً ؟! ...... حسناً ربما سوف تجدين الاجابة بمكتب قادير الشاذلي و ليس بمكتبي أنا ايتها الكاتالينا .... لكن يجب ان تتوخى الحذر هذه المرة ..... فقادير لن يتفاهم معك ... ياااا كم تشبهين ظافر والدك رحمه الله !!!! )

ارتجفت شفتى نارفين من وهل الصدمة و نبراتها لا تقوى على التحرر و هى لا تستوعب معنى تلك الجمل الخفى .... اهتزت مقلتيها بعنف أكبر و هى تستمع لاسمها يتردد بنبرات أردال الذى اخذ يقترب منها و علامات القلق ترتسم على ملامحه

( نارفين .... هل أنتِ بخير ؟!! )

تعلقت نظرات نارفين نحوه دون ان تردف بحرف فقط مقلتيها تحكى الكثير ... الكثير الذى لا يفك خيوطه كالمعتاد ... ليجد صوت برهان هو الذى قال

( هل سوف تغادروا الأن ؟! )

التفت أردال نحو برهان و داخله يشعر بغرابةً ما لكنه أردف

( أجل سيد برهان .... شكراً كثيراً لك من اجل استضافتك لنا )

( هذا لا يعد أردال سوف يكون لكم استضافة اخرى هينما ينتهى المشروع )

أومأ له أردال باحترام ليلتفت نحو نارفين التى كانت لا تزال تطالع برهان بنظرات غريبة و هو يقول

( هيا لنذهب نارفين فطارق ينتظرنا )

سارت بهدوء غريب بجانبه دون ان تردف بحرف لكنه دون ان يتساءل اقسم انه سوف يعلم ما الذى يحدث معها تحديداً و ما علاقة برهان به !

***

صمت غريب امتد معها طوال طريق العودة لا تعلم ما الذى حدث ... هل هذا مجرد حلم ام كابوس .... لا تعلم ... لكنها علمت ان هناك سر عجيب خلف هذا الرجل المدعو برهان سر سوف يسحبها معه على ما يبدو !

افاقت من تلك الأفكار التى اخذت تتخبط بها لساعات على نبرات أردال و هو يقول

( لقد وصلنا نارفين .... أنا و طارق سوف نعود للشركة الأن هناك بعض الأشياء التى يجب علينا حلها )

لتستمع بعدها الى نبرات طارق المرحه و هو يقول

( سوف ننتظرك غداً ايتها السيدة الصغيرة )

ابتسمت بتوتر و هى تومأ برأسها بهدوء قبل ان تغادر السيارة نحو القصر ..... هذا القصر التى لاتزال تشعر بالرهبة و الرعب كلما تواجدت به ...... تحدث طارق و هو لا يزال ينظر نحو خطوات نارفين كما الحال مع أردال قائلاً

( ماذا بها سيدتك الصغيرة ... هل قلت لها شئ ؟!! )

التفت أردال نحو طارق و هو يقول بحدة

( ما تلك السيدة الصغيرة .... ثم ماذا سوف اقول لها لا افهم )

ابتسم طارق بخفة قبل أن يقول بمكر

( انه لقبها الجديد ما بك لقد أعجبها كثيراً الم ترى كيف أشرقت ملامحها حينما قلته لها ..... ثم من الممكن ان تكون ازعجتها او قلت لها شئ بخصوص التدريب بالشركة ... فكان يبدو عليك الاحراج حينما قلت لها عن الأمر .... )

صمت طارق قليلاً و هو يرى ملامح وجه أردال تتجهم ليتساءل بنبرات فضولية

( هل انزعجت من الأمر .... الا تريد قدومها الى الشركة أردال ؟!! )

تحدث أردال معترضاً و هو يقول نافياً ذلك الأمر فلم يكن هذا سبب إحراجه مطلقاً على العكس

( ماذا ... ماذا تقول أنت طارق بالطبع لا ... الم ترى كيف أسعدها ذلك ... هل جننت !! )

ابتسم طارق و هو يقول و نظراته تتابع ملامح أردال بشكل أعمق

( اذاً هل هذا يعنى ان تعبيرك تلك لم تكن اعتراض على قدومها )

عقد اردال حاجبيه بانزعاج عن اى اعتراض يتحدث ذلك ليقول

( بالطبع لا ... حتى أننى تسائلت كيف لم أفكر بذلك من قبل )

( هل هناك شئ يحدث معك أردال .... شئ يخص نارفين اقصد ؟!! )

رفع أردال انظاره نحو طارق بتحفز و هو يردف

( شئ .... شئ ماذا ! )

( اعنى هل تعجبك الفتاة ؟؟!! )

تساءل طارق من دون مقدمات ليجيبه أردال بردت فعل حادة و هو يقول بحزم و قسوة تشربت نبراته

( هل فقدت عقلك طارق ؟! ..... هل جننت ؟! .... الا تعلم من هى نارفين .... الا تعلم انى تزوجتها من اجل حمايتها هى و طفلها ... طفلها الذى يكون آسر ابيه فى الأصل ...... كيف تقول هذا ؟! .... لو كان أحد غيرك لكنت لكمته بعنف على فمه الأن )

ابتسم طارق و هو يعتدل بجلسته قائلاً بخفوت مستفز

( حسناً اعتذر يا صديقي .... لكننى سالت ان كانت تعجبك الفتاة ام لا و ليس من تكون او ما العواقب التى تقف بينكم ؟! )

ازدرد أردال ريقه و هو يرفض اى من تلك الأفكار المجنونه ليستدير نحو محرك سيارته ليقوم بتشغيله متجه نحو الشركة !!

***

خطت نارفين بخطوات متثاقلة نحو بهو القصر لكن سرعان ما لفت أنظارها منظر ميرال التى تحمل حقيبة كبيرة و هى تخطو على الدرج نحو الأسفل لتردد اسمها بتعجب

( ميرال !!! )

توجهت أنظار ميرال نحو نارفين التى استكانت بمكانها لتتقدم منها و هى تقول

( هل عدتم ؟! )

لتجيبها نارفين بتساءل اخر

( الى اين أنتِ ذاهبة ميرال ؟! )

ابتسمت ميرال بالم بعد ان وضعت الحقيبة جانباً و هى تقول

( ذاهبة الى حيث يجب ان أكون نارفين .... فانا لم يعد لى مكان هنا ! )

سارعت نارفين لتقول و داخلها يتحطم اكثر

( ميرال أنتِ ماذا تقولين ... الجميع يعلم جيداً ان ذلك لم يكن سوى حديث صحافة احمق .... لقد قال أردال انه ... )

قاطعتها ميرال و هى تربت على كتفها كى تهدء مما جعل ملامح نارفين تندهش لنسمعها تقول

( أنتِ لا تعرفينى حتى نارفين ..... أنا لا اهرب على العكس .... أنا افعل ما وددت فعلة منذ زمن لكن لم أستطيع .... و أنتِ من ساعدنى على ذلك .... أنتِ من جعلنى اعود الى ميرال القديمة .... أنا لم أكن شخص جيد أجل ... لكننى لم أكن بذلك الضعف ايضاً )

ازدردت نارفين ريقها و هى لا تستوعب شئ لتتساءل

( كيف يعنى أنا من جعلك يعود ؟!! )

شعرت نارفين بكهرباء تمس جسدها و فكرة انها جعلت ميرال تغادر تقتلها لتعود و تتلعثم بحديثها قائلة

( ميرال .... انظرى ... أنا لم اقصد ذلك .... أنتِ هذا هو مكانك .... أنا لم )

عادت ميرال تربت على كتف نارفين و هى تدفعها برفق نحو مقاعد طاولة الطعام القريبة منهم و هى تقول

( اهدئي نارفين ... تعالى لنتحدث قليلاً )

مرت لحظات من الصمت بعد ان جلست كليهما لتبادر ميرال مجدداً بالحديث و هى تقول

( أنا لم يكن لى يوم أصدقاء مقربين ... هل تتخيلين ذلك ؟!! )

اومات نارفين برأسها بالم و هى تقول

( اتخيل ميرال ... لاننى لم امتلك منهم ايضاً )

ابتسمت ميرال بتوتر لتعود لتكمل قائلة

( حسناً بداية خاطئة .... لنعود منذ البداية .... أنا لم أكن شخص جيد يمكنه الحصول على الأصدقاء .... لم يكن لدى سوى طارق .... هو الوحيد الذى كان يرى الأشياء الجيدة بى .... أشياء لم أكن اقتنع أننى امتلكها من الاساس ... كان الجميع يخشانى و يخشى ابى ... لم يكن يقترب منى احد بسببه .... و ظل الحال كذلك .... حتى قرر هو ان اتزوج آسر .... كما قرر كل شئ اخر بحياتى .... لذلك الأن أنا أقوم بتنفيذ اول قرار اتخذه بحياتى .... بكامل ارادتي ... و قد استمديت القوة لأفعل هذا من كلماتك لى نارفين ..... ربما نحن لم نتحدث كثيراً من قبل لكن حقاً الأن فقط علمت لماذا اختارك أردال دوناً عن جميع النساء ليتزوج بك ! )

أزدردت نارفين ريقها و التوتر يحتل كيانها حتى بان الشحوب على ملامحها بوضوح لكنها أردفت بثبات زائف

( أنا لم اكذب ميرال .... انا حقاً رأيت ذلك بك منذ الْيَوْمَ الاول ... رأيت قوتك و جموحك .... رايتِ كم انت امرأة كاملة )

ابتسمت ميرال بالم و هى تقول بمرح تمثيلي و هى تهرب بمقلتيها بعيداً عن مرمى نارفين

( حسناً ربما يجب ان نغلق ذلك الموضوع ام ..... )

بترت ميرال حروفها حينما وقعت أنظارها على تلك المجلة الموضوعة على طاولة الطعام .... لم تكن موضوعة بوضح لكن ملقاة بين عدة صحف صباحية .... لكن هذه الصورة التى تحتل الغلاف هى من جعلت ملامحها تتسمر بصدمة و تلك الكلمات تصور لها احد ابشع كوابيسها ..... و ذاكرتها تعود الى زمن بعيد لم يفارق خيالها ليوماً واحد ..... عقدت نارفين حاجبيها و هى ترى ميرال تمد كفها لتسحب تلك المجلة لتتسع مقلتيها و هى تقول بتعجب

( كم هى جميلة !! )

صعقت ميرال من تعليق نارفين لتعود بانظارها المصعوقة نحو صورة تاليا ثم نحو نارفين مرة اخرى و هى تتساءل بصدمة

( ماذا ؟!! )

ابتسمت نارفين بالم و هى ترى ان كل شئ الْيَوْمَ يذكرها بحياتها السابقة و ما كانت تتمنى ان تكون لتقول

( انا كنت ادرس الهندسة ميرال .... كنت أريد ان أكون مثلها بالضبط !!!! )

ازدردت ميرال ريقها و هى تتساءل باندهاش و عيناها المتسعتين لا تفارق تلك الصورة التى تحتل غلاف المجلة

( كيف ؟!!! )

لتجد نظرات نارفين ترتفع نحوها مجدداً و هى تردف بحماس جعل عقل ميرال يكاد ان ينفجر من عدم الاستيعاب

( أنا بالأساس كنت سوف التحق بتخصص العمارة ذلك العام لكن .. )

صمتت نارفين و هى تحنى رأسها نحو الأسفل و إدراكها يعود ان تلك التى كانت تشاركها أحلامها منذ قليل هى ميرال هذه المرأة التى شاركت هى بتاعستها .... ماذا ستقول لها انها لم تلتحق بعامها الثانى بالجامعة لانها أتت خلف حبيبها الذى هو بالأساس ليس سوى زوجها الخائن !!

اجفلت نارفين على صوت ميرال المرتجف و هى تتساءل بتلعثم لم تفهم هى سبباً له

( نارفين ... أنتِ .... أنتِ الا تعلمين حقاً من تكون هذه المرأة ..... اقصد .... اقصد تاليا النجار ؟!!! )

اتسعت ابتسامة نارفين و حماستها تزداد مع كل كلمة تلقيها أمام ميرال التى شعرت ان دمائها تتجمد داخل عروقها و دقات قلبها تعصف داخلها بتشتت لا تستوعب سببه

( كيف لا اعلم من تكون ..... دائماً ما كانت أعمالها تجذب انتباهى .... انها مثلى الأعلى من النساء فى مجال العمارة فهى الوحيدة التى استطاعت ان تخطو قدماً نحو الغرب بذلك الشكل .... دائماً ما كنت اتساءل كيف تستطيع ان تكون كاملة بذلك الشكل الغريب ... امرأة جميلة ... بل خارقة الجمال قوية ناجحة .... تتمنى جميع النساء ان يصبحن مكانها و الرجال ان يحظون بإعجابها ..... ميرال ما بك ؟! .... ماذا حدث .... هل أنتِ بخير ؟! )

لم تكن تعلم ميرال هل ذلك الالم الذى اخذ يضرب جانبات صدرها هو شفقة على حالها ام شفقة على حال تلك الفتاة التى تجلس أمامها الأن تتغزل بهذه المراة التى تثق انها أتت بالأساس لتدمر لها حياتها كما فعلت معها هى من قبل !!

و لأول مرة بحياتها تجد نفسها تشفق على أحد كما تشفق على نارفين الأن ..... كيف سوف تواجة تلك المراة التى لم تستطيع هى مواجهتها من قبل ..... كيف سوف تقف أمام دهائها ..... لا لا بل الأهم كيف سوف تقف أمام ضعف أردال أمامها !!

***

دلف أردال الى الشركة ليتجه نحو مكتبه بشرود فقد كان عقله لا يزال عند ذلك المشهد الذى تابعه .... لا يزال يتذكر شحوب ملامح نارفين و هى تقف مع السيد برهان .... هناك شئ غريب يحدث .... فان تذهب لتبحث داخل مكتبه بذلك الشكل و هذا اللقب الغريب التى تحولت ملامحها حينما لقبها به ...... هناك شئ عجيب يحدث و يجب ان يعلم ما هو قبل ان تورط نفسها بمتاعب أكثر من ذلك !!

قبض على مقبض الباب الخاص بغرفته و بخطوات ثابته تقدم الى الداخل لكن هذا المشهد الذى وجده أمامه جعله يتوقف للحظات قبل ان ترتسم أكثر الابتسامات استهزاء على ثغره و هو يقول و حاجبيه ترتفع باستخفاف

( تاليا !!!! )

نهاية الفصل....


اتمنى من كل قلبى تكون الاحداث عند حسن ظنكم
و اتمنى اعرف رايكم فيها 😍😍


رحمة غنيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
كاتبة بقصص من وحى الاعضاء