عرض مشاركة واحدة
قديم 10-10-20, 10:00 PM   #5

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

سعيدة جدا ان المقدمة وبداية الرواية هتكون بتاريخ مميز 2020\10\10

المقدمة
(المشهد الأول لا علاقة له بالرواية وإنما شكر وامتنان خاص مني لمن ساندني دوما رفيدة مناصرة.. داليا سليمان.. عهد علي)
دلف أيهم المنزل بعد غياب عدة أيام لا أحد يعلم أين اختفى فيهم فقط رسالة باردة يخبرهم فيها (أنه يحتاج إلى استراحة بعيد عن سرايا المجانين التي يقيمون فيها) ولكنه كان يجب عليه العودة اليوم بعد أن بعث إليه خالد يخبره أن كاتبة الرواية سارة وصديقاتها الجميلات داليا ورفيدة وعهد من ساعدوها على إخراجهم إلى النور من خبايا عقلها سيقمن بعمل زيارة لهم... ركضت براء باتجاه والدها تتعلق برقبته هاتفة باشتياق "بابا لقد اشتقت إليك... لا تغب ثانية هكذا وإلا خاصمتك"
قبل جبينها بعاطفة طاغية قائلاً بحب "أعتذر حبيبتي كنت أحتاج إلى خلوة تعينني على مصائبكم القادمة"
صدح صوت نيرة قائلة بغضب من قلقها عليه "سأُريك أيام أسود من سواد الليل أيهم لكل القلق الذى سببته لي، أين كنت؟"
أجاب بهدوء من اعتاد تقلبات زوجته المزاجية "بعض مما عندكم حبيبتي، والآن وقبل أن يتحدث أحدكم هناك ضيفة معي أحسنوا التصرف في وجودها"
ضحكة رقيقة رائقة من خلفه وصوت عذب كزقزقة العصافير يقول "لا عليك كابتن أنا معتاد على تصرفاتهم هم يقضون معي وقتاً كبيرا حتى ما عدت أتفاجأ من جنونهم ولكني خائفة عليهم"
احتضنتها ناردين قائلة بسعادة غامرة "دكتورة رفيدة اشتقت إليكِ كثيرا"
ردت رفيدة بحب "وأنا ابنتي الغالية... أين المجنونة الأخرى؟"
تعلقت بها براء من الخلف تقبل وجنتها بدلال قائلة بسعادة "أنا هنا اشتقت لكِ كثيييييييراً"
دعاها ماهر للجلوس بصوت هادئ مرحب "تفضلي رفيدة لقد أنار منزلنا بقدومك"
أجابته بخجل طغى لونه الأحمر على وجنتيها "أزاده الله نوراً على نور دائماً كابتن"
صوتاً هادئ رقيق تخجل من رقته البلابل رحب بها متسائلاً "مرحباً كيف أخباركِ... أين عهد لماذا لم تأتي معك؟"
ضحكت رفيدة وقالت بمرح "يمكنكِ القول أن عهد حشرت في منتصف مشاكلها مع أبطالها أعاننا الله عليها وعليهم هم أغبياء لدرجة لا يمكن تخيلها"
ضحك خالد الذي كان ينهي مكالمة تلفونية "يا إلهي هل ما زالوا أغبياء... أعانها الله فذاكرتها أصبحت ضعيفة قليلاً ولا تعرف غير يقين ابنتي"
هزت رفيدة رأسها قائلة بود ليقين "هي تعشقها كثيراً حقاً... دائماً ما تتحدث عنها بكل حب فأنتِ رقيقتها الفاتنة"
وما أن أنهت رفيدة حديثها حتى التقت عينيها بعينين حزنتين مليئتين بشجن لا يوصف... ملامح وسيمة متجهمة نظر إليها ثم أشاح بعينيه عنها... رفعت رفيدة حاجبها قائلة بنزق "ألن ترحب بي سيف؟"
أجاب بصراحة تصل إلى حد الوقاحة "أنتِ لا تحبينني وأنا كذلك فلماذا الترحيب إذاً؟!"
نظرت إليه بذهول قائلة بعدم تصديق "ما هذه الوقاحة سيف؟"
رفع كتفيه قائلاً بعدم اكتراث "ضيفيها ضمن أرائك عني... ألست أبله وقد تصل بلاهتي حد الحمق... مشاغب ولا أنكر تلك الصفة فأنا وإياد أكبر مشاغبين يمكن التعرف عليهما... أه ونسيت مائع أيضا.. ألستِ كذلك تعتبرين حبي لها ضعف وهو أكبر نقطة قوة بحياتي... أنتِ لا تحبينني وأنا لا أعلم حقاً شعوري تجاهك!"
فغرت رفيدة فاهها قائلة بحنق "أنت لا تطاق"
أجاب إياد بحدة "عذراً هو فقط صريح لا يحب النفاق ليس أكثر"
همست بذهول "إيدو"
أجاب يزن تلك المرة قائلاً بيأس "لا تغضبي منهما فلطالما امتدت تلك العلاقة بينهما... علاقة جميلة مميزة غريبة الشكل عجيبة الأطراف لم أفهمها إلى الآن"
آتى صوت داليا من الخلف هاتفة من تحت ضرسها وقد وصلت منذ قليل واستقبلها ماهر على الباب واستمعت إلى جملة يزن الأخيرة "للحق أنتم جميعا مائعون وتستحقون التربية... لقد دللكم أيهم كثيراً وسأعمل على أن تعيد سارة تربيتكم من جديد"
صدحت ضحكة أيهم عالياً قائلاً باستمتاع "ديدي مناصرتي الأولى... سعيداً بلقائك للغاية عزيزتي"
أزاحت ابنته من جانبه لتجلس قائلة بحنق مفتعل "يا إلهي أنتِ ووالدتك خطفتم بطلي مني.. ابتعدي قليلاً.. ألا تملين الجلوس بحضنه؟"
اتجهت براء تجلس بجانب والدها من الجهة الأخرى ليلف يديه حولها بتلقائية موجهاً حديثه لداليا بحيرة "ماذا تحملين ضد أبنائي داليا؟"
تنهدت قائلة بتعب وهي تزفر بغضب "لقد دللتم أنتم الثلاثة أبنائكم كثيراً... أشارت داليا إلى يزن مكملة كلامها بحنق وتأنيب "ها هو أكبر أبناء ماهر مدله في حب حبيبته ولكن ليست تلك المشكلة... الأحمق يدللها بدون حساب ولا يعاقبها على شيء تفعل ما يحلو لها وما تريده وهو يضع كبرياءه أرضاً لأجلها.. بعض الحزم لا يضر يزن"
هز يزن رأسه قائلاً بإصرار "لا أستطيع القسوة عليها ليس ضعفاً مني ولكن القسوة لم تكن طبعي يوماً "
اعترضت رفيدة بنبرة ذات مغزى "عندما تفقد أعصابك فأنت تقسو حقا يزن "
أكملت لمار قائلة بنبرة يائسة "ومع تأثير نيرة عليك تحدث كوارث باجتماعهم سوياً "
نظرت داليا إلى يقين قائلة "وابنة خالد الكبرى آنسة يقين ترفض الزواج وها هي تعدت الثلاثون ولا أفهم سبب الرفض"
ردت يقين باحتجاج "هل أتزوج فقط لمجرد الزواج... عندما أجد من تنقطع أنفاسي لرؤيته ويهرب قلبي إليه سأتمسك به أعدك"
أجابتها رفيدة قائلة بمغزى "سأذكرك بوعدكِ هذا ذات يوم"
تابعت داليا شرح وجهة نظرها قائلة وهي تشير إلى سيف "والآخر الذي يعطي دون حساب ودون انتظار في المقابل.. يعطي إلى أن تقترب قدرته على النفاذ.. ويتوقف عقله عن التفكير السليم ويدمر حياته بيديه"
أشاح بعينيه بعيدا قائلا بخفوت "بعض الأمور لا يمكن تغييرها"
هز خالد رأسه قائلاً بعتب "التضحيات لها حدود سيف... متى ستقتنع بهذا؟!"
مطت داليا شفتيها بعدم رضا قائلة بتذمر وهي تنظر لبراء "وها قد وصلنا للمائعة الكبرى الحاصلة على جائزة نوبل في الدلال... الفاقدة لكل معاني الصبر والتي لا تعرف صعوبة ما تتمناه"
ضحكت نيرة بشر قائلة "سأربيها أعدك"
نظرت لها داليا بحقد قليلاً قائلة "هذا أول شيء نتفق عليه أنا وأنتِ"
ثم أشاحت بعينيها إلى حيث يجلس إياد لتشوح يديها قائلة بغضب حقيقي "والآن نصل إلى الدكتور المحاضر بكلية الآثار القاسي... والدك لم يكن يقسو على أحد أبداً وأنت لا أعلم ما تلك القسوة بك وأول من جرحتها بها كانت حبيبتك... نعم اخطأت ولكن يكفي يجب أن تغفر وتسامح"
أحنى رأسه قائلاً بحزن وتمني "كم أتمنى لو تختفي تلك الصفة من داخل قلبي"
نظرت إليه بعطف لتوجه بعدها نظرات نارية لناردين قائلة بسخرية "يا مرحباً يا مرحباً بالمغرورة المتعالية من أين لكِ كل هذا الغرور يا فتاة... من أين حصلتِ عليه كيف تكونين ابنة خالد وهنا هذا ما لا أفهمه؟؟"
رفعت ناردين حاجبها بغرور دون رد لتجيب رفيدة بدفاع "ليس غرور، إنما هي روحها النارية التي تتوهج وتطغى دائماً دون إرادة منها هي فقط واثقة بنفسها معتدة بها"
هزت داليا رأسها بدون اعتراض لتنظر لسما قائلة بشفقة لم تخلو من التأنيب "والآن الآنسة فاقدة الثقة بنفسها وبحبها لمجرد محنة تعرضت لها ففقدت معها كل ألوان الحياة"
أجابت سما باعتراض ضعيف "لن تفهمي فأنتِ لم تمري بما مررت به.. لا تحكمي من الخارج فقط"
هتف سيف بغضب "لا تردي على أحد ليس لازم عليكِ أن تبرري لأحد"
ألقى يامن العائد من عمله متأخراً كما يبدو السلام وهو يقول بترحيب "مرحباً بكم، آسف لتأخري"
ابتسمت داليا قائلة بغضب مفتعل "مرحباً بأغبى من عرفتهم يوماً أنت المتسبب الأول بتعاستك فلم تتعب نفسك يوم بالبحث... تصدق ما تريد تصديقه فقط"
نظر إليها قليلاً دون حديث ثم توجه إلى رفيدة بالسؤال "أين عهد؟!"
وقبل أن تجيب رفيدة صدح الصوت الحانق المجهد من الخلف وهي تلهث قليلاً وتلتقط أنفاسها بصعوبة "عجباً عجباً... كُلٌ يسأل عن من يسانده ويناصره والكاتبة المسؤولة عنكم لم يتعب أحدكم نفسه بالقلق عليها... هل أحصل على كوب ماء من فضلكم؟"
ابتسم سيف باتساع قائلاً بسرور "في الحال"
بينما احتضنها خالد هاتفاً بفرحة وهو يقبل رأسها "اشتقت لكِ يا فتاة لم أركِ منذ عدة أيام"
ضحكت قائلة بمرح "كان ذلك عندما اعترضت على ملابس ناردين التي اشترتها"
هز رأسه قائلاً بتعب "لا تذكريني فتربية الفتيات أصعب ما تكون"
بينما قفز إياد من خلف خالد ممسكاً يدها بقوة هاتفاً كمن وجد منقذه "ها أنتِ ذا امحي من داخلي تلك الصفة البغيضة"
هزت رأسها بإدراك قائلة بانعدام حيلة "تلك جينات وراثية لا أتحكم بها"
سأل بعجب "جينات وراثية ممن؟!"
أجابت سارة بقنوط "اسأل والدتك"
ردت نيرة باعتراض "أنا لست قاسية سارة"
تساءلت سارة بهدوء وهي تعلم الإجابة جيداً "هل سامحتِ والدكِ؟"
أجابت نيرة بقسوة شديدة عند ذكر ذلك الرجل "وهل يجب أن أسامح رجل جعلني لعبة في يده سنين طويلة وسلبني أحبابي؟!"
تدخل ماهر في الحوار الدائر بينهما قائلاً "الطعام جاهز هيا لنتناوله وتحدثوا فيما بعد"
توجه الجميع إلى طاولة الغداء... ووقفت سارة تنظر إليهم بقلق خفي ورعب تجلى في شحوب وجهها وابتلاع ريقها بصعوبة... همس خالد من خلفها بحنان "ما بكِ؟ لماذا هذا الشحوب؟"
أجابت بخوف تبين جلياً في اهتزاز نبراتها "أنا خائفة جداً... ماذا إذا لم أستطع السيطرة عليهم... هم ليسوا مثلكم طباعهم صعبة ومتمردة أهابهم وأهاب ردود أفعالهم"
أجاب بحنو وهو يربت على كتفها "ماذا تخبركِ رفيدة دائماً؟"
ابتسمت قائلة بامتنان لتوأمتها التي تمدها بكل الدعم الذي تحتاجه " أثق بكِ وأثق أنكِ ستخرجين شيئاً رائعاً"
أجاب بصوت واثق دافئ نشر الأمان داخلها "إذاً ثقي بنفسك"
سألته بتوجس "هل ستغضب مني لما سوف أفعله بأبنائك؟!"
ضحك بمرح قائلاً بدعم كبير "كلا، أنا أساندك كلياً هل أنتِ مستعدة للبداية؟"
هزت رأسها قائلة بثقة "نعم على بركة الله نبدأ... بسم الله الرحمن الرحيم"
انتهى المشهد الأول
نبدأ الرواية باسم الله
**********

ألقى ماهر تحية الصباح وهو يتخذ مقعده على الطاولة المعدة بالحديقة لتناول الإفطار... وسط الخضرة والورود التي يحرص أيهم على الاعتناء بها دائماً لتبدو بذلك الشكل البهي، ضحك قائلاً بشجن لخالد الذي يتصفح المجلات الرياضية أمامه في عادة لا يستبدلها أبداً "تذكرني برحيم كثيراً بتلك الجلسة خالد"
أغلق خالد المجلة ليقول بحنين ومشاغبة "رحمه الله.. ما هذا المزاج الرائق؟"
ضحك أيهم على المقعد المقابل قائلاً بمرح "لن يكون رائقاً بعد قليل... فبراء تعد هجوماً ضده"
رد ماهر بحزم "مهما فعلتم هذه المرة رحلة الساحل لن تتم... لن أسمح للفتاتين أن تبيتا خارج المنزل بمفردهما"
زفر خالد بقوة "إذاً أقنعهما، براء غاضبة منذ الأمس وبقيت طيلة الليل تخطط هي ويقين لقتلك تقريباً"
ضحك ثلاثتهم قبل أن تقتحم عاصفة قصيرة... سمراء الوجه قليلاً بشعر أسود طويل وعينين حالكة السواد... ملامح قريبة من ملامح فاتنته التي سرقت قلبه وصوت طفولي عذب يهتف صادحاً بدلال "صباح الخير بابا... عمو خالد .. ولا صباح خير لك كابتن ماهر"
نظر أيهم لابنته بحب قائلاً بعدم عدم رضا عن ملابسها المعتادة وقد كانت ترتدي بنطال من الجينز الباهت ممزق من عند الركبة... وكنزة بيضاء مرسوم على صدرها نجمة كبيرة وجاكيت جلد ذو لون كريمي وأساور تحيط بيديها بمشاغبة...
ترتدي حذاء باللون الأبيض وتركت شعرها مموج على ظهرها وحقيبة ظهرها لتكمل المنظر المشاغب المعبر عنها "ما هذا الذي ترتدينه براء؟"
جلست على حافة مقعد والدها وصوت يقين يجيب عنها "هذا أفضل من تلك التنورات القصيرة التي تعشقها وتمتلئ بها خزانتها _ثم انحنت تقبل وجنة أيهم بحب قائلة_ صباح الورد عمو"
وما إن انحنت لتقبل ماهر حتى صرخت براء ناهرةً إياها "إياكِ يويو تخطيه حيث يجلس عمو خالد"
رفعت يقين _التي كانت ترتدي فستان طويل من اللونين الأزرق والأبيض بحمالات رفيعة... كان صدره عبارة عن خطوط أفقية من اللونين بينما من بعد الخصر كانت الخطوط تمتد بشكل عمودي_ عينيها بتضرع إلى براء لتزم الأخرى شفتيها برفض قاطع... اعتذرت يقين بعينيها لماهر ثم تخطته إلى والدها الذي تلقاها فاتحاً ذراعيه هاتفاً "صباح الخير يقين بابا"
جلست بجانب والدها ليقول ماهر بحزم "انسي الرحلة (بو) مهما فعلتِ أنا لن أغير قراري"
هتفت براء بعدم رضا عن ذلك القرار الذي يربك مخططاتهما للعطلة "هذا ليس عدلاً عمو... هذا اسمه استبداد"
بينما قالت يقين بمراضاة "رجاءً عمو هي بنهاية العام الدراسي وفرصة للتخفيف من الضغط الذي تعرضت له براء طيلة السنة"
حاول ماهر استرضاءهما قائلاً بمهادنة "يا حبيبتايّ افهمن لا يمكن أن أضع رأسي على الوسادة وأنام وأنتن بالخارج بمفردكما.. ماذا إن حدث لكما شيئاً هل سأستطيع مسامحة نفسي يوماً.. لا أظن أني قادر على تحمل مثل هذا القلق لذا لا تعني لا"
أجابته يقين بمحبة "إن كان الموضوع مقلق هكذا فلا داعي له"
قلبت براء شفتيها كالأطفال وقد أدمعت عينيها قائلة بحزن وهي تلعب على أوتار محبة والدها "أنا أريد الذهاب مع أصدقائي لا يهمني يجب أن توافق... رجاءً بابا لأجل خاطري ألست حبيبتك بابا؟.. لأجلي رجاءً "
التفت ذراعي أيهم حولها محاولاً أن يطيب خاطرها قائلاً بتأثر "لا تبكي حبيبتي لا أحتمل دموعك اهدئي قليلاً"
فعلت ما تجيد فعله عندما تريد شيئاً ما تكورت بين ذراعيه قائلة بنشيج مصطنع "أقنع عمي بابا، أنا أريد الذهاب"
تنهد ماهر بعمق ليقول برجاء "تعالي إلى هنا بو"
ردت بغمغمة "كلا لا أريد"
وقف ماهر متجهاً إليها حيث تجلس ليرفع وجهها الغارق بالدموع ذات التأثير القاتل عليه ليزيلهم بحنان قائلاً بهدوء "حبيبة عمك الجميلة أنا أرتعب أن يصيبكم مكروه فتصبح حياتنا جافة دونكم... أنتن زينة المنزل وبهجته ولا يمكن أن أتخيل يوم يمر لا أراكم فيه أعدك برحلة أخرى أعوضك بها عن تلك الرحلة، وأعدك ببرنامج أفضل من ذلك البرنامج"
هزت رأسها موافقة قائلة ببراءة "هل تعدني؟!"
أجاب بضحكة رائقة "نعم أعدك"
ثم قبل رأسها بحب قائلاً باهتمام "هيا اجلسي لتنهي إفطارك قبل الذهاب إلى جامعتك"
اتخذ سيف مقعده بعد أن ألقى التحية قائلاً بمكر "أين مخططات الأمس لقد فعلها أبي وأقنعكم برأيه.. يا للعار لقد فقدت مهاراتك بالإقناع بو؟!"
وقبل أن يرد ماهر بما يجب حصل سيف على ضربة من يزن من الخلف، قائلاً بامتنان لوالده بعد زفرة راحة "أشكرك أبي لإقناعهم أخيراً"
ثم انحنى على أذن سيف هامساً بوعيد "أقسم أن أصيبك بعاهة تمنعك من اللعب ما دمت حياً إن حاولت إقناع براء بتلك الرحلة"
رفع سيف عينين مليئتين بالخبث "لماذا هل تقلق أم تغار؟!"
أجاب بنفس النبرة المتوعدة "ليس شأنك سيف تذكر تحذيري"
ثم اتجه بحديثه إلى يقين قائلاً بلطف "هيا لأوصلك بطريقي"
تساءل خالد بهدوء "إلى أين حبيبتي؟"
أجابت برقة وهي تلتقط أشياءها "أحتاج إلى بعض الأوراق من الجامعة لن أتأخر فالمعرض القادم لم يتبقى عليه الكثير وما زال لدي عمل كثير"
"حسنا حبيبتي اعتني بها يزن"
أجاب يزن بثقة "لا تقلق عمي سنذهب الآن إلى اللقاء... بابا أخبر ماما أن لدي تدريب وقد أخرج مع أصدقائي اليوم"
خرج يزن ويقين لتقول براء بغيظ "سيف إن كنت انتهيت هيا لتوصلني بطريقك"
رفع سيف يديه قائلاً بمهادنة "لقد انتهيت هيا بنا"
وقفت لتصرخ قائلة بحنق غاضب "لا لقد نسيت دفتر محاضراتي انتظرني هنا"
تابع خالد خطواتها التي تدب الأرض بعنف ليتساءل بحيرة "ماذا حدث لها؟"
أجاب سيف بغموض "لا شيء طبيعة براء المتقلبة"
"صباح الخير يا بشر لقد أتيت لأزيدكم نوراً ببهائي"
التفت سيف إلى الصوت الصارخ بقلب ينبض بعنف وهو ينظر إلى كتلة المرح والشقاوة الملتفة بزي مدرسي زادها فتنة... وجديلة شعر سوداء طويلة تتأرجح على ظهرها... ليجيب بابتسامة متسعة "صباح الورد يا شريرة كيف احتلتِ على مشرفة الأتوبيس ونزلتِ منه؟"
أجابته سما بلامبالاة وهي تجلس على الطاولة "تلك الحمقاء تكفيها كلمة تملق واحدة لأفعل ما أريده"
تساءل ماهر بتوجس "هل فعلتيها حقاً؟!"
"نعم خالو أين الأحمقين سنتأخر ويتركنا الأتوبيس.. استطعت إقناعها بالانتظار لعشر دقائق فقط"
رمى إياد حقيبته بعنف قائلاً "ها قد أتى الأحمق الأول وفقط ننتظر الأميرة الحمقاء فقد تأخرنا"
همست بمكر "سأتصرف"
التقطت إحدى الأحجار من الأرض لتقذف بها شرفة ناردين... أصاب الحجر زجاج الشرفة فكسره... خرجت ناردين صارخة بغضب "الويل لكِ سما تلك الشرفة جديدة سأقتلكِ عندما أنزل"
رفعت سما كتفيها بلا اكتراث هاتفة "هيا لقد تأخرنا على المدرسة"
لتلتفت لخالد قائلة بأسف مزيف "آسفة على الزجاج خالو"
رد سيف سريعاً بحب عميق "فداكِ ألف زجاج"
تضرجت وجنتيها خجلاً فرغم سنها الصغير الذي لم يتعدى الثالثة عشر تستطيع الشعور بذبذبات مشاعر ابن عمتها لتجيبه بمشاكسة رغم احمرار خديها "شكراً سيد أنيميا أنا أعرف قدر نفسي"
هم سيف أن يرد بغرام لتحذره همسة أيهم بجانبه "كلمة أخرى وسأحطم فكك، هيا لديك تدريبات"
التفت يبحث عن براء ليناديها قائلاً "براء لقد تأخرنا"
"لقد أتيت هيا بنا وناردين ها هي"
خرج الشباب جميعاً ليقول خالد ضاحكاً "سأتصل بسعيد ليحضر زجاج للشرفة لقد اشتكت شرفتي من أفعال الشقية سما"
**********



ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس