عرض مشاركة واحدة
قديم 12-10-20, 09:25 PM   #1036

ميس ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ميس ناصر

? العضوٌ??? » 397119
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,094
?  نُقآطِيْ » ميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

.....................
يستغل أحمد ذهاب سلوى وريم لمنزل أم عصام ليتحدث مع باسل يشعر أنه يتباعد عنهم، حديثه مختصر معه وكأنه يتهرب منه بأعذار واهية ..
يتصل به وينتظر طويلاً فلم يجب باسل الاتصال .. يتنهد أحمد وقد زاد يقينه أن باسل يبتعد عنهم أكثر..
يمسك الهاتف بيده وينتظر، بعد عدة دقائق رن هاتفه معلناً اتصال من باسل، اجاب بصوت هادئ :
" كيف حالك بني؟.."

" بخير أبي .. آسف لعدم إجابة اتصالك .. كنت مع آمنة انتظرتها حتى نامت ..."

" لا بأس .. هل أصبحت أفضل الأن ؟.."

" أجل الحمدلله ...."

يصمت باسل وكأنه أتصل ليجيب على اسئلة والده فقط، ينتظر منه سؤالاً آخر ... شعر أحمد بذلك، فقال بأسلوبه المباشر :

" باسل لماذا تتهرب من الحديث، لقد أصبحت تتباعد عنا أكثر ... هل ازعجك حديثك مع عامر؟ لقد أصبحت مختلفاً من بعد ذلك الإتصال؟ "

يمسك باسل بقلم أمامه يتلاعب به بين اصابعه ويقول :
" لا ابداً لم يزعجني .. ولكني انشغلت بالصدفة بعد ذلك اليوم، أخبرتك عن العمل الجديد ومرض آمنة ..."

" باسل أنا لست والدك فقط، أنا صديقك وأنت أكثر اولادي شبهاً بي، لذلك أشعر بك وأعلم متى تكذب ..."

يجلس باسل على الكرسي وقد علم أنه لا مهرب له من والده وقد اكتشف كذبه فقال مستسلماً لإلحاحه :

" أبي أنا لا أحب الكذب .. لا اريد سوى رؤيتكم سعداء بعد كل ذلك الألم ... أعرف مدى سعادتكم بحديثنا أنا وعامر وكم تتمنى أنت و والدتي أن نعود كما كنا ولكني لا استطيع أن أنسى ...."
يقاطعه احمد قائلاً :
" و لأني أعلم ذلك أريدك أن تتحدث معي، شكواك لا تحزنني بل يسعدني إني أستطيع مساعدتك .. فرغم عجزي لازال هناك من يحتاجني ..."

يطفو الشوق والدفئ على صوت باسل :
" أبي لا تقل ذلك نحن تائهين لولا ارشادك و لولا وجودك في حياتنا لسقطنا .... انت نقطة توازننا وارتباطنا .. حتى عامر وريم وأمي جميعنا لم نخطو خطوة صحيحة بحياتنا لم تكن أنت سببها .."

ترتسم بسمة أبوة فخورة بأبنائه على شفتي احمد ويقول :
" إذا كانت كذلك ثق بي اذن وحدثني ما الذي يحدث معك؟ ما أكثر ما يزعجك ؟!"

يرجع باسل بظهره إلى الخلف، يتنهد بتعب وقد شعر برغبته في البوح .. شعر بحاجته لوجود من يساعده، فيقول بصوت خافت :
" أكثر ما يزعجني هي أفكاري وأحلامي كيف أستطيع السيطرة عليها ... تهاجمني كل ليلة بشراسة .... تأكل صبر روحي ... تستنفذ طاقتي ....وتنتزع من قلبي السَكينة ...
ساعدني أبي مالحل ...؟!"

يمسح أحمد وجهه بيده، لقد فهم ما يقصده باسل وقد توقع ذلك، ولكن الرجاء والألم الذي يحمله صوته كان قاسياً جداً على قلب الاب ...

" كل ما يحدث معك طبيعي، غيرة الرجل فطرة خلقها الله بنا .. الرجل بعد مشاكل طويلة وطلاقه لزوجته وانتهاء المشاعر بينهما عندما يعلم بزواجها بعده تأكله الغيرة عليها ...
فكيف وأنت وضعك مختلف ؟! لم تكره ولم ينسى قلبك بعد ..!! "

يشعر باسل بالرعب ما معنى أن قلبه لم ينسى بعد، فيقول لوالده نافياً :
" لا أبي لقد زالت كل المشاعر الخاصة بها من قلبي لم يعد لنورا عندي سوى مكانة أم ولدي وابنة خالتي ... وحتى لو اراد قلبي التفكير فكل ماعداه في جسدي يرفض ذلك "

" ما تقوله هو رجولة ونخوة متأصلة بداخلك ولكن قلبك بحاجة للوقت لينسى ...ما حدث صعب على قلبك تقبله .... أريد أن اسألك سؤال واحد واتمنى أن تكون إجابتك صادقة لنفسك قبل أن تكون لي ....
هل تتمنى أن تنفصل نورا عن عامر ... ؟؟ هل سوف يريحك هذا ؟؟ .. "

يميل باسل إلى الأمام يسند رأسه بيده، لقد راوده هذا السؤال لمدة طويلة خاصة بعد علمه بانفصالهما عن بعض ولكن ناره لم تخمد ولم تنطفئ ....
" لو قلت لك لا أعلم ...هل تصدقني ... لقد فكرت بهذا الموضوع كثيراً ... هل هذا سوف يريحني؟ أم أنه لم يعد مهماً فما حدث قد حدث والجرح لن يختفي أثره من داخلي أبداً .. "هل يضر الشاة سلخها بعد ذبحها " ... بقاءهما معاً أو انفصالهما لم يعد يفرق عندي، ستبقى ذات الأفكار تدور برأسي ولن تزول بزوال علاقتهما ... انفصالهما يا أبي لن يغير ما حدث لي .. لن يمحو المي ولن يسكت حسرتي "

يتفهم أحمد صدق باسل ويعلم أن ولده ليس بالغبي ولا الذي تسيره مشاعره .. فيقول مواسياً له وشاداً من ازره :

" كل شيء يا ولدي بقضاء وقدر، ولا فائدة من قول أكثر من ذلك ... قد يحب الإنسان شيئاً وهو شر له ، وقد يكره شيئاً ، وهو خير له، فلربما صرف الله عنك شراً ما كنت تعلمه ....
إلى اليوم نحن نجهل حكمة الله بما حدث ويحدث حولنا من موت ... دمار ... تشرد .... وظلم كبير يقع على رؤوسنا كل يوم ولا نملك سوى أن نقول قدر الله و ما شاء فعل ..."

" ونعم بالله أبي .. لولا يقيني بقضاء الله لكنت جننت منذ وقت طويل ..لا يد لاحد منا بما حدث ولكن الإنسان ضعيف جداً ساعة الابتلاء .."

" أستمع لنصيحة والدك وامضي بحياتك جد لنفسك حياة أخرى ولا تلتفت إلى الخلف، استعذ بالله من الهم والحزن وجد من تؤازرك على تقوى الله وتعينك على جهاد نفسك لتنسى وتتخطى، جد من تشغل عقلك وقلبك وتخرج منهما وساوس الشيطان ..
إذا كان قدرك الهجرة فكن خليفة لله بالأرض، وابني حياة
جديدة كما كتب الله لك، لقد وهبت فرصة جديدة فكن لها أهلا واملئها بالعمل الصالح .. جد لنفسك زوجة وأبدأ من جديد يا بني ...."

يفتح باسل عينيه بصدمة ويخرج صوته متسائلاً :
" أتزوج.....!! لم افكر بذلك أبداً ..."

" أجل تزوج وأبدأ حياة جديدة، هذا هو دوائك أنت بحاجة لشريكة في حياتك ... الوحدة ليست حلاً لمشكلتك ..."

يتجه باسل إلى ذلك الطوق يحمله بيده وكلمات والده تدور برأسه :
" تزوج ... جد من تؤازرك بحياتك ...."


...........................


أنتهى
الفصل السادس والعشرون
قراءة ممتعة
في انتظار تعليقاتكم على الفصل


ميس ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس