عرض مشاركة واحدة
قديم 14-10-20, 11:16 PM   #55

Dalia bassam

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 410881
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 321
?  نُقآطِيْ » Dalia bassam is on a distinguished road
افتراضي

بجلستهم المعتادة سويا ... تجلس غفران متباعدة عن اختها ..متشاغلة بحديثها مع كنان ... لا تزال صفعتها تترك بنفسها أثرا عميقًا ... ربما لو كانت صفعة تأديبية لكان الوضع هينا ... لكنها كانت تريد كسرها.. تطويعها لتكون منحطّة ..لا أخلاقية!
" استمعوا جميعا.."
التفتوا الى والد كنان صامتين .. منتظرين كلامه .. فقال وهو ينظر الى زوجته
" اسماء .. غدا تأخذين موعدا من عائلة العروس التي يريدها كنان "
صاحت غفران مصفقة بسعادة.. بينما اسماء التي تتصنع الابتسامة.. نظرت إليها تكاد ان تطرحها ارضا .. وتقتلها !
أما كنان كان يشعر بجسده يرتجف تشدقا.. لقد خاف أن تكون العقبات عديدة و اكبر مما يؤهله لحملها .
يرمقه والده بنظرة حزينة ... رغم مدراته لذلك .. جزءًا داخليا منه لا يعد راضيا ...
لكنه قطع وعدًا على نفسه ... وعد زوجته التي احبها بكل جوارحه .. ألا يرفض لهُ طلبا يحزن قلبه .
///
اليوم التالي صباحا
يكاد الارق ان يفتك بها ... صداع طويل عانته ليلة الامس ...
بعد ليلة مرهقة من التفكير والتخطيط
جل ما تسعى إليه هو ان تفقد دانة اهليتها للزواج من كنان ..
بعدها ستعيدُ المواضع لنصابها الصحيح وتزوج غفران منه على وجه السرعة .
اما هشام سيأخذ النقود التي يريد وبعدها لا تريد ان ترى وجهه ..
سخرت اسماء من نفسها .. كلما تذكرت كيف كانت غارقه بحبه .... :فهشام الوسيم" كما كانوا ينادونه... لديه شخصية اجتماعية تجذب النساء بلباقته ... ستكون كاذبة إن انكرت ذلك ..
لكن الحب لا يطعم خُبزًا ...
ربما كانت قاسية بابتعادها المفاجئ... بزواجها وتخليها عن ارتباطهما المحتم ... وبعد سنوات لازال يكرر على مسامعها بأبشع الكلمات بأنها باعت الحب مقابلا للمال والجاه !
حبل الود لم ينقطع ... الحاجة الى شخص يسمعها كل فترة ..
الى رجل تعلقت به ..جعلها تبقى على تواصل خفيٍ معه حتى وبعد مضي هذه السنوات
بعد لحظات نزلت الدرج .. متعمدة أن تجعل الخادمة هي من تنادي على زينات تود ان تصارحها لتلفق كذبة ما
لكنها لا تستطيع ضمان صمتها... زينات كثيرة الثرثرة .. وتتحدث على سجيتها .. قد توقعها بمصيبة ما ...هي بغنى عنها امام زوجها !!

سريعا ارتسمت ابتسامة عريضة على شفتيها ...وهي تشير إليها لتجلس مقابلا لها... حمم تدفقت داخل صدرها .. عند رؤية زينات.. امرأة بسيطة .. عباءتها السوداء توحي بانها استهلكت منذ سنوات اكمامها مرفوعة ويديها رطبتين من العمل..
أغمضت عينيها للحظة... تعض على لسانها حتى لا تطردها من امامها !!
كيف لزوجها ان يضعها بوقف كهذا .. ولأجل من كنان!!
////
يتبع
زغرودة متحشرجة هللت بوجه زوجها الذي كان بانتظارها ... ما إن اخبرته زينات بضرورية عودته للبيت .. عاد على وجه السرعة ..
اتسعت عيني حسين .. بينما هتف مستغربا
" جننت يا امرأة ؟ .. لماذا تزغردين"
وقفت مقابلا له .. تربت على صدره بلهفة والسعادة تتقافز من كلتا عينيها
" البشارة يا حسين... عريس لدانة.. عريس غني متعلم.. ذو حسب ونسب.. طلب يد دانة"

تجعد جبينه وهو يقول باستياء .. غير مستوعب ما تهذي به زوجته!!
" لهذا تزغردين لأجل عريس قد يكون عابرًا .. !! "
شهقت وهي تضرب صدرها مستنكرة .. بينما تقول بدفاع
" عابر !.. كنان ابن السيد خالد لا يعد شخصا عاديا "
رفع حسين كفيه أمام وجهها مسكتًا اياها... مستوعبا اخيرا سبب سعادتها بهذا العريس تحديدا ... ثم قال مستفهما
" لحظة.. لحظة ...الاحدب "
صمتت للحظة.. وداخليا تعرف إن إقناعه لن يكون سهلا... فهمست بصوت متباطئ
" حدبته ..ليست عبئا .. وليست ظاهرة كثيرا ايضا...المهم انه محترم"
صرخ حسين دون استيعاب!
" زينات "
لكنها هتفت بصوت اعلى ... ووجها يختنق دون اي نفس واحد يعيد الحياة إليه!
" حسين لا تكسر فرحتي ... ابنتك أصبحت بهذا العمر ولم يطرق بيتنا عريس واحد!!.. هل تعرف ماذا يعني هذا !!.. يعني قد نموت ونتركها بين هذه الحيطان المتأكلة.. اتوسل إليك لا تكسر فرحتي بها.. "
شعر بتفتق نياط قلبه .. والخوف يقتله أيضا من بقاء ابنته وحيدة ...
لكنه لا يستطيع تزويجها بهذه البساطة...
رمى حسين حقيقة لن تنسى ابدًا
" الا تخافين ان يعايروها بعملنا .. بضيق حالنا!!.. الم تفكري.."
اومأت بشدة ..وعينيها الدامعتين بألم تواجهان حيرته ..
" فكرت ... ونفضت الفكرة بعيدا .. البنت تكبر يا حسين... لا صحتي ولا صحتك تسمح لنا باستمرار عملنا ..آن الاوان لنرتاح ونطمئن عليها .. العمر يمضي بنا ايضا ... انظر لنفسك بالمرأة وانظر لي... الشيب والعجز عشش فينا .. اقل ما بالأمر دعنا نزوجها .. ونطمئن عليها "

قد تبدو كلمات بسيطة .. لكنها قاتلة لروحهما..
كلاهما يعرفان ان دانة تضيع إن ابتعدت خارج حدود المنزل دونهما ..
فكيف لها ان تعيش عمرا وحيدة ..
همس حسين بصوت يتبدد به الضعف رغم تماسكه
" انتهيت من محاضرتك ؟.."
لكنها تابعت قولها بنبرة ذات تصميم عالٍ
" اليوم سيحضرون مساءً.."
أغمض عينيه محوقِلًا .. ثم سأل مفتقدا جزءًا من تماسك اعصابه
" لماذا العجلة .. اود سؤال الفتاة أولا "
ابتسمت زينات بارتعاش.. لتقول له بتأكيد .. وهي تذكره بحالتها الغريبة
" موافقة... الم ترى حالتها بالأمس... غفران اتت هنا وابلغتها بنيتهم لخطبتها .. "
سأل بذهول..
" ودانة ماذا قالت..؟"
اتسعت ابتسامتها أكثر.. وهي تغمز له قائل بتشدق عالِ
" سعيدة جدا .. وموافقة ..تأكد واسالها بنفسك .. "

صمت.. متنهدا لكن زينات اقتربت منه .. وهي تمسك وجهه برفق بكلتا يديها هامسة بترفق
" لا تقلق ولا تفكر كثيرًا يا حسين.. السيدة اسماء تحبها وهي من طلبتها بذات نفسها .. والعريس اعرف معدنه وتربيته .. لقد كبر امام عيوني "

صمت مجددا !
وهو يحاول تقليب الأمر برأسه ... سيترك الامور تسير كما هو مقدر لها .. فسألته برجاء
" قل ما عندك.."
ضحك ... يعرف كم هي عنيدة فقال وهو يضرب أنفها بسبابته
" وهل بقي فيها حديث.. ليقدم الله كل خير"
____

يتبع
بعد اسبوع
" ماذا فعلت بنفسك يا اسماء...!"

هتفت بها غفران باستياء بالغ وهي ترى عملية حقن أخرى اضافية لكلتا وجنتيها المحمرتين
لكن اسماء لمست خدودها المنتفخة بأطراف اصابعها وهي تقول برضى بالغ
" هذه المنطقة رقيقة لابد من رفعها ..."
استدارت نحو غفران وهي تسالها
" ما رأيك بجلسة لك ايضا؟"
ارتفع حاجبيها رفضا .. وهي تعدو من جانبها .. قائلة بسخرية
" مشكورة على عرضك .. لا أشعر اني احتاج لاي نفخ او شد .. حاليا على الاقل!!"

حملت فستانها المغلف بكيس شفاف .. والذي وصل للتو بخدمة التوصيل .. ثم خرجت وهي تقول
" سأتجهز ببيت دانة .."

رن هاتفها فتأففت بضجر متوقعه انها تعليمات اضافية من زوجها العزيز لأجل خطبة اليوم!!

اتسعت عينيها وهي تجيب عليه دون اي سلام
" هشام .. لماذا تتصل الآن.."

لكن نبرته المهينة والساخرة .. حجمتها بقوله
" وعليكم السلام....بالطبع ليس حبا بك يا ماكرة .. لكن علبة الدواء الخاصة بدانة اعتقد انها نفذت منذ يومين .. لهذا استمعي للخطة جيدا .. لأنها ستطلب غيرها قريبا "
كانت تنصت لكلماته .. اي رجلٍ هو ؟ همست بذهول
" اقسم لك انك داهية.. لولاك لا اعرف ماذا كنت سأفعل يا هشام .. "
ضحك مغترا بنفسه.. هو يقول متغطرسا
" حتى تعرفي قيمة الشخص الذي خسرتيه "

شاركته الضحك مجاملة ليس إلا... وعقلها يقلب الامور برضا تام فقالت بهدوء مستشر
" اعرفها .. المهم الآن.. دانة ستظهر عليها اعراض أخرى بعد تناول الدواء الجديد ؟ .. انا لا اريد لها ضررا فظيعا.. بل شيئا لفترة محددة وينتهي "
صوت إغلاق الباب جعلها تنتفض رعبا زاده صوت الخطوات المبتعدة ... اخفضت اسماء الهاتف بينما تركض نحو الباب لتفتحه .. رفعت الهاتف لاذنها وهي تقول بصوت مرتجف
" .. بعد قليل سأكلمك وداعا .."
لابد أن احد ما سمعها مؤكد !! ....
يتبع//
بعد ساعات ..
كانت اسماء تصفق بحماس وهي تنظر حولها بترقب ..
عل أحد ما منهم يظهر على وجهه أي شيء يبين انه هو من كان يسترق السمع لمكالمتها !!
لكن غفران كانت مشغولة مع دانة وكنان ..
وزوجها يقهقه فرحا وكأنه زوجه اميرة .. وليست ابنة طباخة!!
بعد لحظة جلسوا جميعا حول مائدة العشاء.. عيني كنان تبرقان .. ينظر اليها معجبا بخجلها الذي اذابه ... بزينتها التي أوضحت معالم جمالها .. فستانها الأخضر البراق الذي اظهر جمال جسدها !!
كل ما فيها يجعل قلبه يتضخم حبا ورضا .. همس على مسمعها
" أحبك ِ"
نظرت دانة حولها بسرعة مع كلمته ... لكنه ضحك بصوت خافت وهو يقول بتملك
" خطيبتي .. وقريبا زوجتي وام أطفالي..."
همست ودقات قلبها تتسارع.. بينما تتوسله الا يحرجها
" كنان .. "
تنهد وهو يهمس بصوت دافء مليء بالمشاعر
" يا قلب كنان... وكل جوارحه.."
بالجهة المقابلة.. لم تقدر اسماء على كبح قهرها وهي تراهما يتحامقان بتقاربٍ مستفز ..
لم تشعر بنفسها الا وهي تهمس بأذن اسماء
" رزق الهبل على المجانين... لا استطيع إخفاء قهري منك.. "
لكن غفران امسكت كأس الماء المقابل لها وشربته دفعة واحدة.. شاعرة بظمأ غريب اصاب حلقها
&&&
لم تكن قادرة على الوقوف أكثر... الساعة الاخيرة من الخطوبة كانت كدهر مر...
تمنت مغادرة كنان وعائلته بسرعة...
ركضت دانة نحو غرفتها... بينما امها لحقت بها بعد ان اغلقت الباب خلفهم... سمعت صراخها المكتوم لتجدها تكتم وجهها بالوسادة ...
وهي تضع يديها على راسها تطبق عليه بقوة وجسدها كله يرتجف ....
****
انتهى الفصل الثامن ..قراءة سعيدة


Dalia bassam غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس