عرض مشاركة واحدة
قديم 14-10-20, 11:27 PM   #713

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الحادي و العشرون



نائمة بعمق تتدثر بمفرش السرير الأبيض الناعم...بملامح ساكنة هادئة و راضية عما تعيشه...وقف طارق قرب السرير يراقبها ببسمة حنونة سعيدة بأن هذا الوجه المرتاح اكتسبته في بيته هو...انحنى يجلس جوارها و يلامس بشرة ذراعها العارية من اسفل قميص نومها هامسا بحنو...
(فلك حبيبتي استيقظي)
بتكاسل فتحت عينيها ببطء تنظر له بتعجب متسائلة بصوت ناعس...
(طارق!!...كم اصبحت الساعة؟!)
نظر في ساعة معصمه يقول بنفس البسمة...
(العاشرة و النصف)
قطبت ما بين حاجبيها لترفع رأسها عن الوسادة متسائلة بنفس التعجب...
(و لماذا لم تذهب للشركة حتى الآن؟!)
تفحصت وجهه مليا لترفع جذعها بعدما تمسكت بكفه بكل قوتها تقول بقلق حقيقي...
(هل أنت مريض...هل هناك ما يؤلمك طارق؟!!)
هذه النظرة في عينيها تفرحه و تخبره بأن قلبها منح له مكانة كبيرة حتى و ان كانت ليست حبا الآن... مرات مضت كان يصاب بالتوجس من جمودها خاصة عند اجتماعه بها...دوما تتلقى لا تعطي و كم يؤلمه ان تُحرم من متعة العطاء...ظن انه حينما يخبرها بحبه ستسلك طريق الحب اليه لكنها باقية في مكانها...يوجعه ان تكون فلك غير راغبة في الحب لكنه سيحاول مرارا ان ينشط هذا القلب المتهالك خلف صدرها لتنعم بنعمة كبيرة لا يهبها الله إلا لمن يرضى عنه...راقب عينيها بنظرة عميقة يجس نبضها بقوله...
(هل تخافين علي فلك؟!)
ازداد توترها و تمسكها بيده لتتلعثم بخوف و تهمس بصدق...
(أنت كل ما بقي لي طارق و لو ضعت منك و فلتت يدي لن اخسر زوجا فقط بل...بل سأخسر عائلتي كلها لذا لا تكذب علي و اخبرني بصدق هل بك شيء؟!!)
رفع كفه يحاوط جانب وجهها بلمسة حنونة فتغمض عينيها متنعمة بكل ما يغدق عليها به فيقول بهدوء راضٍ...نعم هو راضٍ أن يصبح عائلة زوجته الوحيدة شعور يدفعه للرضا حتى و إن تأخر الحب...
(ما دام أنتِ جواري و بخير فأنا بخير حبيبتي)
فتحت عينيها تتفحص وجهه فيضحك هو بصوت مسموع قائلا...
(هل تشككين في كلامي!!...عموما كي لا تخاف حبيبتي أكثر لقد تأخرت على الشركة لأنني كنت انتظر استيقاظك لكنك كنت غافية بعمق و اظن لم تنوِ ترك السرير هذا الصباح ابدا)
احمرت حرجا لتسبل اهدابها للأسفل هامسة...
(نعم كنت ناعسة جدا لا أعرف ما بي هذه الأيام اشعر بكسل شديد و اود النوم لساعات طويلة)
مال يلثم وجهها المحرج هامسا جوار أذنها...
(يا لحظه السرير الذي ترفضين تركه)
ابتلعت ريقها ببطء شديد...حسنا هي لم تعتاد على طارق كليا خصوصا طارق الزوج...دوما تشعر بالتحفظ و القلق من ان يعبر بالقول او الفعل عن حبه...لكنها تخفي هذا في عمق روحها معترفة بأنه دوما يراعيها في ادق التفاصيل...الخلل هنا فيها هي فغياب الحب من قلبها يجعل قرب طارق و ملامسته لها مهمة صعبة رغم حنانه...قالتها لأيوب يوما هي فتاة لم تُخلق للحب...سمعت صوته الذي تغلف بالجدية يسألها...
(هل أوراقك الشخصية كلها هنا لأنني بحثت عن بعضهم فلم أجدهم!)
اصاب التركيز عقلها فسألته بهدوء...
(أوراقي أنا!...لماذا تريديهم؟!)
ابتسم لها معيدا سؤاله...
(هل هم هنا فلك أم لا؟)
ضيقت عينيها بتفكير لم يطل لتهز رأسها نفيا هامسة...
(لا معظم الاوراق في شقتنا القديمة كما اظن)
هز رأسه هو متفهما ليقول...
(حسنا اخبريني عن مكانهم تحديدا لأرسل من يجلبهم لي)
ابتعد عن السرير لتهب واقفة خلفه ترتدي نعلها بسرعة بينما توقفه بندائها...
(طارق انتظر لحظة...ما الذي تريده؟)
توقف يفتح ذراعيه لها بنظرة معجبة بهيئتها الجميلة في هذا القميص الحريري...و كعادتها معه لا تستطيع رفض متطلبات الزوج به ليس لأنه يلح في طلبها او يثور غاضبا لو امتنعت بل لتشعر بأنها متساوية معه في اي شيء...فمثل ما يعطيها تعطيه و هذا ما تملكه لتعطيه...رغم تلكؤ خطواتها اليه تقدمت منه لتحاوطها ذراعاه بحنان يذيب خوفها قائلا...
(اريد ان اكتب قطعة ارض باسمك لكن الاوراق تنقصني و لا اعرف كيف تركتي بيتك القديم دون جلبها كلها معك)
رفعت وجهها له تتساءل بدهشة مستنكرة...
(قطعة أرض لي أنا!!!...لماذا؟!)
قبل اعلى رأسها يقول بجدية...
(أريد ان يكون لك مالك الخاص بك انا لن ابقى طوال العمر)
قاطعته برجاء مميت...
(طارق ارجوك...لا تقل هذا انا ارتعد حينما اسمعه)
تكلم بعقلانية هادئة...
(انه الواقع فلك لا احد يدوم... اريد ان يرتاح قلبي عليك...)
رفضت بكرامة يعرفها جيدا...
(لا طارق لست موافقة ألا يكفي حسابي البنكي الذي انشأته عند زواجنا..)
رفعت عينيها اليه تلتمع برونق راجٍ...
(كل ما أريده هو أنت فقط...ان تبقى كما انت هكذا معي و لا تتغير ابدا)
شدد من ضمه اليها يقول بنبرة مؤكدة...
(لك ما تريدين فلك لكن هذا لا دخل له بما اريد ان امنحه لك)
حاولت ان توقفه لكنه تسيد الموقف قائلا...
(هيا يا كسولة بدلا من مجادلتي افيقِ لتتناولي فطورك و حينما تبدئين يومك اخبريني عبر الهاتف عن مكان الاوراق لأرسل السائق يجلبهم)
اومأت له بموافقة واهية فكم ترفض ان يصبح
منحه لها ماديا...تخاف بأن يضعها في قالب هيام جديدة تتزوج من أجل المال...تحركت مبتعدة عنه لكنه تمسك بها قليلا ليميل يقبلها بهدوء متفهم...استكانت بجمود بين يديه ليبتعد هو قائلا...
(اشتقت اليك رغم انك لم تبتعدي سوى يومين)
خبأت وجهها منه تهمس...
(آسفة طارق كنت متوعكة قبل يومين لكنني الآن افضل)
لامس ذقنها بيده يقول بهدوء...
(لا تأسفي حبيبتي...)
هزت رأسها دون ان ترفع وجهها له حتى القى سلامه و تحرك لباب الغرفة و قبل ان يدير مقبضه نادته بصوت شعرت انه ليس لها...
(أريد ان اذهب انا للحي لأجلب الأوراق)
لا تعرف حقا بأي نية تطلبها...و من بقي لها في الحي تود رؤيته...فقط شعرت بالحاجة للذهاب دون سبب وجيه فلم يقوَ لسانها إلا ان يطلب...صمت طارق للحظات ثم قال...
(حسنا ابلغيني في اي ساعة ستذهبين لأرسل لك السيارة بالسائق)
و على اثر جملته الاخيرة غادر لتقف هي بملامح متيبسة قليلا مذهولة من فحوى طلبها...ماذا تريدين بعد فلك؟!...


***************
يتقبض على المفاتيح في يده بقوة بينما يقف امام باب الغرفة التي اتخذتها عازلا بينهما ينتظر خروجها منذ اكثر من ساعتين...هذا حالها بعدما عرفت علة قلبه...تحجز نفسها بعيدا عنه فلا يراها و لا تراه منذ أيام اقتربت من اسبوع...يشعر بالقلق الشديد عليها و كل محاولاته في التواصل معها رفضتها تماما...تنفس ببطء ثقيل يعتصر المفاتيح في كفه...يخاف لن ينكر من ان تصر على الطلاق...فرغم تعلق قلبه بغيرها و جرحه الدامي الا انه عندما قرر الزواج بها قبلها عقله و ارتضى بها زوجة...هل ستتركه هي ايضا يموت دون ان تلتفت له...اغمض عينيه بتعب يتخذ خطواته الى باب الغرفة يحاول مجددا بأمل ان تستجيب...دق على الباب يهمس بصوت متحشرج مرهق من قلة النوم و التفكير...
(مودة افتحي الباب و دعينا نتحدث مجددا)
لم يصله أي رد لكنه استكمل بلا توقف...
(اعرف انك لم تخبري اهلي او اهلك بكل ما حصل و انك بعد ذهابي تنزلين الى ام ايوب كي لا تشك في شيء...)
خرج صوته مبحوحا محملا بالعرفان لها و الذنب فيما سببه لقلبها...
(تحافظين على صورتي امامهم حتى الآن فلماذا ترفضين الاستماع الي...يا بنت احتاج ان اوضح عدة امور لك افهمي)
توقف دقه فوق الباب بعدما تيقن من انها لن تفتحه ككل يوم...سيكون غبيا لو فرط بها البنت طيبة الروح و الأصل...تتحمل صدمة كبيرة و تداري عن الكل حقيقة ما صار بينهما...لا يريد ان يؤلم قلبها فلتساعده كي يصلح من نفسه لأجلها...سحب نفسا عميقا يلامس خشب الباب هامسا بصوت ضعيف متألم...
(فلينتقم الله لك مني و يوجعني اضعاف وجعك لربما وقتها تشعرين بأننا تعادلنا)
ابعد كفه ينظر للباب و كأنه يرى خيالها خلفه فيقول بصوت موجوع...
(احتاج مساعدتك لأعود كما كنت مودة)
زفر زفرة محترقة ليحني رأسه للأسفل و يقرر رفع راية الاستسلام لهذا اليوم ايضا...تحرك الى باب الشقة ليذهب الى عمله و حينما فتحه توقف غير مصدق انه سمع صوت بابها يُفتح...التفت بسرعة حيث هي تقف عند عتبته شاحبة الوجه ذابلة المحيا تنظر اليه...تقدم منها مهرولا لتوقفه في منتصف الطريق بحركة يدها التي زامنت صوت أمرها الحزين...
(توقف و لا تقترب أكثر)
فعل كما يحلو لها يومئ برأسه موافقا قائلا...
(كما تشائين...كيف حالك؟)
مررت يدها صعودا و نزولا على نفسها تهمس بألم ساخر...
(كيف برأيك!!)
ابتلع غصته بصمت قائلا...
(مودة اعترف ان ذنبي هو ادخالك في حياتي لأنسى غيرك لكن يشهد ربي اني بريء من اي شيء غير هذا)
رفعت عينيها اليه بدموع تهمس...
(و هل هذا الذنب هين في رأيك؟!...هل جعلي زوجتك و لمسي دون مشاعر ليس ذنبا كبيرا؟!)
سحبت نفسها بصوت مسموع كي تتحكم في دمعتها و لا تنزل لتسأله بقهر كبير...
(اخبريني بربك لو كنت أنا مكانك لو كنت تزوجت لأنسى بك رجلا آخر...لو كنت لامستك لأخمد حبي و شوقي له ماذا كنت ستشعر؟!)
انتفخت عروقه بغضب نابع من رجولته التي تثور لأجل زوجته فهتف بحدة...
(مودة!!!...هذا الذي تقولينه...)
قاطعته بصوت حاد هي ايضا...
(يؤلم أليس كذلك؟!!!... قل الصدق فكما تثور رجولتك انوثتي تفعل)
راقب دموعها التي تكدست في عينيها بألم ليخفت غضبه و يهمس بصدق مؤكد...
(يا بنت اقسمت لك لم اقربك سوى و انا مدرك انك زوجتي حلالي...)
باغتته بسؤالها الصريح...
(لماذا تود مني تحملك و الصبر عليك بينما حب عمرك باعت سنوات حبكما و تركتك؟!!)
الألم يعتصر قلبها و هي تراقب نظرة عينه الذبيحة...ألا يكفي الحريق الغادر الذي نشب في روحها حينما سمعته يدعو على نفسه لأجلها قبل قليل...كيف ذبحته هذه الفلك و تركته يموت هكذا...صوته الباهت خرج يثير كل حواسها معه...يلتف حول قدمي حبها كطفل وحيد و ينخز قلبها النابض له بقوة...
(لأنني أريدك أنتِ زوجتي..)
تمسكت بالقسوة لترد بعضا من كرامتها المهدرة...
(و ماذا لو كنت أنا لا أريد أن أصبح زوجتك بعد الآن؟!)
تكورت يداها جوارها و ارتعشت شفتاها و هي تراقب وجهه المصدوم بخوف رهيب...تقدم منها غير آبها بعدم رغبتها في القرب ليتمسك بذراعيها و ينظر في عمق عينيها قائلا....
(لا مودة لا تتركيني أعاني ألمي و ذنبك فهذا كثيرا على رجل مثلي...أعرف انني احملك فوق طاقتك لكني اريد استكمال حياتي معك فساعديني)
ارتفعت يدها جوارها تود لو تلامس وجهه المتعب و تزيل عنه كل هذا التعب...تود لو تضمه بكل قوتها الى صدرها تخفف عنه ما يمر به متناسية وجعها...لكنها توقفت مذكرة نفسها بما نوت عليه لأجلهما معا...أيوب عليه ان يحبها فهذا هو سبيل نجاتهما الوحيد...و لو فشل فيه لن تملك سوى الرحيل حاملة ما تبقى من كرامتها و حطام قلبها العاشق له...افلتت ذراعيها منه تنظر له بعينين مجهدتين لتقول بجدية...
(سأبقى أيوب لأساعدك ليس من أجلك بل من أجل صديقي القديم الذي نبذته أنت كما نبذتني من ذاكرتك...فهو يستحق)
ناظرها بنظرة عين دافئة يبتلع ريقه ببطء تائه لا يجد من الكلمات ما يفي حق هذه البنت ابدا...انها غالية على نفسه هذا ما توصل له الآن...صوتها جاء مسترسلا ليتوقف تنفسه بقلق...
(لكن لدي شروط لن اتنازل عنها مطلقا)
سألها بترقب أكيد من واحد بعينه بينهم...
(ما هي شروطك؟!)
رفعت رأسها تقول بصلابة تداري بها كرامتها المطعونة كزوجة...
(لن تقربني ابدا قبل ان تحبني أيوب)
ها هو تحقق ما ظنه...حقها أيوب هذا حقها...اومأ لها ببطء موافقا لتكمل هي بصوت مختنق...
(عليك ان تحبني أيوب لم اكن اظن ان اطلب منك طلبا كهذا يوما لكنه املنا الوحيد...لو فشلت في حبي سأرحل لن اتحمل دهس كرامتي أكثر)
شملها بنظرة طويلة يرى ضعفها و ذلها و هي تطلب حبه لتستكمل طريقهما لمساعدته...اقترب منها ببطء يرسخ في عقله هذه الصورة لها...تتشبث بحبله المهترئ رغم جرح يدها منه و نزفها...ترأب صدع روحه بروحها...هذه البنت سيفعل المستحيل كي لا يخسرها...توقف عندها فأشاحت بوجهها بعيدا عنه تتماسك كي لا تبكي...لامس ذراعيها تحت رفضها ليصل بفمه الى جانب رأسها يقبل شعرها هامسا جوار أذنها بشكر صادق من رجل يعترف بعرفان الناس له فما بال ما فعلته معه هي...
(فليساعدني الله على نفسي لأجلك كي لا أضيعك من بين يدي...يا بنت الأصول)
فلت منها نفسا مرتعشا فسالت دموعها بصمت ليكمل هو بيقين...
(لو تعرفين ما اشعر به الآن نحوك لتأكدتِ ان كرامتك فوق رأسي و لم تُدهس)
تملصت منه تداري وجهها عنه هامسة ببكاء...
(تخل بشروطي أيوب...قلت لك لن تلمسني و انت وافقت فلا تقترب مني...ارجوك)
كان عليها قول هذا و لا يهم ان هذا سيجرحه...لكنها تضعف بقربه رغم وجعها منه...قلبها لا يعرف غيره حبيب و طيلة الايام الماضية كانت تنتهي قراراتها عند مساعدته غصبا دون ارادة منها....شعرت به خلفها فتحركت للأمام خطوتين حتى سمعت صوته الواعد بوعد رجولي اثار بها قشعريرة...
(لا ترجوني في حقك...لك ما تشائين يا زينة البنات)
تركها ليتجه الى باب الشقة بقلب متخم بالعرفان...البنت اشترته رغم ما فعله و رغم عيب قلبه...و هو يقسم بالله سيتغير لأجلها و كم يأمل في هذه اللحظة ان يحبها حقا فهي تستحق ذلك و اكثر...
بالأسفل...
بعدما سلم على ام أيوب بوجه مرتاح بث الطمأنينة في قلبها على ما رأته الأيام الماضية من اضطرابه و توتره رغم ثبات مودة و هدوئها...خرج من البيت متوجها الى طريق الميناء فقطع طريقه بوق هذه السيارة السوداء المبهرة...
توقفت سيارة طارق في منتصف الحي لتسرق بلمعانها أعين المتواجدين...خرجت منها فلك بملابس عصرية شديدة الجمال و خاطفة الانفاس...رمقت النسوة من خلف نظارتها الشمسية بنظرة متشفية...اشتاقت للحي لا تعرف هي هنا لتغيظ الجارات ايضا لا تعرف كل ما تعرفه انها رغبت في المجيء...نزعت نظارتها ببطء ترسم بسمة صغيرة على محياها حينما تجمعت بعض النسوة حولها...ينظرن بانشداه تام غير مصدقات ان هذه هي ابنة هيام...جارتهن في الحديث و وعدت بعضهن بمساعدتها حينما طلبن منها العون لكن كل شيء اسود في لحظة واحدة حينما وقعت عيناها على عيني أيوب...يتحرك بوجوم يراقبها بنظرة عين تؤلمها...ازدردت ريقها بوجل و قد تكسرت كل صور الترف حولها...ها هي عادت فلك المظلومة و الظالمة في عينيه...ابتعدت عن النسوة تتحرك في اتجاهه بسرعة لا تعرف حقا لمَ تود الحديث معه و أي حديث سيجمعهما مجددا...لكنها حقا تتمنى أن تطمئن عليه ان ترى بعينيها انه استأنف طريقه بسلام...
(أيوب...)
توقفت خطواته يلتفت لها رامقا إياها بنظرة تحقير لازمت نبرة صوته الساخرة...
(السيدة فلك بنفسها تنادي علي)
لملمت جرحها منه لتسأله بترقب...
(كيف حالك؟!)
ابتسم ساخرا يقول...
(مؤكدا افضل منك...فأنا لم ابيع نفسي لأستقل سيارة فارهة و ارتدي ملابسا تساوي اطنانا من النقود)
ابتلعت ريقها بصعوبة تقول...
(سامحك الله أيوب على سوء ظنك فيّ...على اي حال يكفيني انك بخير)
رمقها بنظرة جامدة لم تفهم معناها و بداخله يود لو يعرف هل هي سعيدة حقا مع هذا الرجل أم لا...هل يستحق ان تدهس قلبه لأجله ام لا...
و في محل البقالة....
قد نزلت مودة بعدما هدأت قليلا الى حماتها لتهرب من ظلمة جرحها و تلتهي...طلبت منها ام ايوب ان تأخذ مكانها في البقالة حتى تنهي شيئا ما في المطبخ و تعود لها...وافقت مودة ببسمة صغيرة لتخرج الى البقالة لكن تجمهر بعض الجارات استرعى انتباهها فتتبعت خطواتهن بأعينها حتى ثبتت بل تخشبت حينما رأت أيوب واقفا مع فتاة آية في الجمال هكذا ببساطة...لا تعرف اي يقين هذا الذي طاف بعقلها أن هذه هي يا مودة...نظرة عين زوجك تخبرك بأنها هي...اعتصر الحزن قلبها بعدما عقدت مقارنة بينهما...تلاشى جمالها من امام عينيها و تبخرت كل جمل الثناء التي سمعتها من والديها و اختها...فمن تقف امام زوجها حتى و ان كانت اقل جمالا منها فإنها امتلكت قلب أيوب و سبقتها اليه...بسببها يحترق ايوب حتى هذه اللحظة و تعمي عينيه عنها هي...هي زوجته التي احبته منذ نعومة اظافرها...شعرت بأن صدرها يضيق فشهقت بألم لتتراجع للداخل بجسد يهتز...لحظات مضت لتهمهم بصوت مرتعش مقتول...
(ان خطوت الي خطوة سأخطو اليك عشرة...و الله كنت سأخطو اليك عشرة يا أيوب)
اغمضت عينيها تبكي بصمت حتى اجفلها صوته القلق...
(مودة أتبكين؟!!)
فتحت عينيها بسرعة تنظر له بعدم تصديق بينما يقترب منها حتى توقف قبالتها... فتتحرك اصابعه تمسح دموعها هامسا...
(لقد لمحتك و أنتِ تدخلين البقالة بوجه شاحب)
سألته بصوت مهتز...
(هذه هي...فلك؟!)
توقفت اصابعه فوق خدها لتحتل عيناه نظرة وجع اوجعتها هي يقول...
(نعم...)
زاغت عيناها بكرامة مهدرة تهمس...
(تركتها و جئت الي!!)
تنفس بصعوبة يقول...
(هي من تركتني...كما انني وعدتك)
مسحت دموعها حينما ادركت ان ام ايوب وارد ان تدخل في اية لحظة لتهمس...
(ستتأخر على عملك...)
هز رأسه متفهما يبتعد و يتجه الى باب البقالة لكنه التفت لها ببسمة يمنحها لها لأول مرة مليئة بالدفء...
(سأتعجل خطوتي الأولى نحوك لأرى خطواتك العشرة الي)
غمز بعينيه بمرح غاب عنه طويلا رغم انه لم يستعيده بعد لكنه سيحاول لأجلها هي فقط...راقبته يخرج من البقالة لتتنفس نفسا مرهقا شابه الخجل من استماعه الى جملتها...تتمنى أن يخطو و لو قليلا و تعده بأنها ستتلقف قلبه بين ضلوعها تمنحه ما يستحق...فقط لو أحبها!






...يتبع...











AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس