عرض مشاركة واحدة
قديم 14-10-20, 11:33 PM   #715

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الحادي و العشرون



نهاية الاسبوع...
انفاسها تهرب منها بصوت مسموع و هي تقف تشاهد صورتها في مرآة صالون التجميل الذي حجزه مؤيد لها كحال كل شيء في حفل عرسهما الغريب هذا...عيناها متسعتان دامعتان و هي ترى جمال الفستان الأبيض عليها...خوفها من المستقبل و حساب كل خطواتها و مسؤولياتها كادوا ان يحرموها من فرحة كهذه...لا تصدق ان قلبها يدق بسعادة طفلة صغيرة حلمت يوما بأن تصبح عروسا...فستانها جميل للغاية يسحرها جدا...انسابت نظراتها على كل شبر في جسدها تتذكر كيف وافقت على زواج مؤيد الذي وصفه من قبل بعملية جراحية تحتاج كلاهما...لن تنسى سعادة والديها حينما اخبرتهما بقبولها او راحة مؤيد الظاهرة في عينيه الجليديتين...كلهم كانوا كمن يكافئونها بفرحتهم و يباركون خطوتها لزواج سعيد...لا بأس ففي هذا الزواج لن تتحمل مسؤولية بيت و عائلة فقط طفل صغير لامسها و استثار امومتها المتدفقة...صوت فتح الباب جعلها تلتفت بترقب ليظهر لها وجه أكمل المرتبك...ابتسمت له تحمل طيات فستانها الرائع و الذي كان من اختيار مؤيد ايضا و تتحرك خطوتين للأمام تقول...
(هل وصل الجميع أكمل؟)
اشاح بوجهه بعيدا يداري دموعه المتأثرة و خوفه يتزايد دون رغبته...اي حياة ستكون حياته بلا أريج...من سيساعده و يفكر له و ينصحه...من سيذاكر له و يتابع مع اساتذته...اليوم الذي ابلغتهم فيه قبولها للزواج رغم فرحة والديه كان يطمر حزنه الكبير...نادته بحنانها المعهود بصوت لطالما اراحه و اعتاد عليه...بحق الله كيف سيعيش دونها؟!!
(أكمل...)
كبح انفعاله ليعود ينظر لها ببسمة مشتتة فتضمه جنتها الخضراء بنعومة تليق مع همسها...
(أنت...خائف)
ارتعشتا كفاه جواره فقبض عليهما بعناد شاب مراهق يقول بصوت مهزوز بينما يراقب جمالها الساحر...تبدو كأميرة طال حبسها في برج مسؤوليات عائلية لا تنتهي و الليلة قررت الهرب و فك سراحها لترتدي فستان الحرية...لا يبالغ لكنه فكر مليا منذ وافقت على الزواج لدرجة التعب بأنه لو غاب أحد والديه عن حياته لن يخاف مثلما يخاف الآن...هذا لا يعني انهما غير مهمين لكن الطفل يتعلق بمن يمنحه اول لمسة يد اول صرخة خوف اول صيحة تشجيع و اول نظرة فخر و كلهم بلا استثناء عاشهم مع اخته لا ابويه...
(لكنني سعيد لأجلك)
غامت عيناها بتأثر فتنفست بقوة كي لا تبكي و تلطخ وجهها بمواد الزينة عليه...ابتلعت ريقها بوجع على حال اخيها فهو لا يخطو خطوة دونها لا يملك حرية القرار لاعتماده الكلي عليها و هذا ما خشيته عمرا طويلا و جهله والداها...همست بحنو بالغ قد كثفت به الحب...
(لكن الخوف موجود أكمل)
نظر لها نظرة طفل ضائع ليزفر بحرقة ثم يهرول دون مقدمات اليها يضمها بقوة و يدفن وجهه في صدرها هامسا...
(يصعب علي فراقك ريجو...لا اتحمل ان اعيش في البيت دونك...ان افتح باب غرفتك لا اجدك...انا سعيد من قلبي لك لكنني حزين لبعدك عني)
قضمت شفتها بقوة تلامس خصلات شعره بحنان و تهمس...
(أنت ابني الاول أكمل هكذا اشعر نحوك دوما...ثلاثة عشرة سنة فارق بيننا جعلوا مني اما رغما عني...ابدا لا تفكر انني سأبتعد عنك انا حولك دوما لكنه قد حان الوقت لتستقل بتفكيرك من دوني و دون والدانا...أنت رجل الآن اكمل استعمل كل ما تعلمته و زرعناه بداخلك لتخطو الى مستقبل تؤمن به و تريده)
خرج من بين احضانها يناظرها بعينين دامعتين فأجبر بسمة مرتعشة على الارتسام ليميل يلثم وجنتيها تباعا هامسا بصدق لامسها...
(سأكون في محل هذه الثقة ريجو...مبارك حبيبتي و اتمنى الا يكون قبولك هذا بسبب الحاح أمنا)
رفعت كفها تلامس وجهه و تمسح زوايا عينيه ببسمة حانية تقول...
(لا تخف خطوة الزواج جاءت عن اقتناع)
قاطعهما صوت عاملة الصالون التي دلفت للتو تقول ببشاشة...
(لقد وصل العريس يا عروس)
ابتعد اكمل عن أخته لتتأهب للقاء عريسها...تنفست أريج بقوة تنتظر دخوله لأخذها...بصفة زوج يفصله عن ارتباطه بها اقل من نصف ساعة هي عمر المسافة الفاصلة بين صالون التجميل و بيته الأنيق حيث حفل العرس و المأذون...
دلف مؤيد بطلته الساحرة يرمقها طويلا بنظرة جامدة...كان يجب ان تشعر بالخجل أو ربما الفرح لكون هاتان العينان الزرقاوان يتفحصها صاحبهما هكذا...لكنه و للعجب شعرت بالغضب و كأنه يقيم هيئتها في فستان ابتاعه لها و صالون تجميل اختاره بنفسه...سألته بحدة دفعت التعجب ليسيطر على عاملة الصالون و أخيها...
(هل ستظل تبحلق فيّ كثيرا؟!...دعنا نذهب)
دون ان تتغير ملامحه خطى نحوها بثبات راسخ ليقف قبالتها قائلا بغرور مسموع...
(هل مللتِ الانتظار و تتعجلينني لتصبحين لي؟)
حدقته بعينين خضراوين يشتعلان و ضحكة العاملة الجذلى خلفه تؤجج غضبها اكثر...بينما هو ببرود تظن انه متأصل به يراقبها...صوت الزغاريد الآتية من الخارج فك تشابك العينين لتحثهم العاملة على الاستعداد للخروج...مد ذراعه لها بأناقة فتعلقت به مجبرة و بمجرد ان اقتربت منه همست له من تحت اسنانها...
(هذه الطريقة التي حدثتني بها لا اقبلها فلا تثير غضبي بتكرارها)
دون ان ينظر لها قال ساخرا...
(انها مجرد جملة حميمية بين رجل و زوجته)
شعرت بالحرج لتهمس مجددا بإصرار...
(مؤيد هدف زواجنا الأول هو ابنك...)
نظر لها بطرف عينه يقول بجمود زاد من حرجها...
(الأول و ليس الأوحد...)
خرجا من صالون التجميل لتستقبلهما الزغاريد و التهليل...رفعت رأسها له تسأله بترقب...
(ماذا تعني؟!!)
التفتت رأسه لها صامتا بطريقة جعلت وجنتيها تضرجان بخجل هذه المرة...تكلم بعدما رمق لون خجلها بقلة ذوق شعرتها أريج من نبرته...
(اعني ما جعل وجنتيك تشتعلان هكذا...)
لامست خدها بيدها الحرة تشعر بالحرج الشديد فلم تهتم بالناس حولهما لتسأله بصوت مرتفع...
(و ما الذي جعل وجنتاي تشتعلان في ظنك؟!!)
ابعد نظره عنها ينظر للأمام حيث الناس قائلا ببساطة...
(أن زواجنا سيريحك من لقب عانس)
لم تعبأ بتكرار اهانته لها مجددا بذكر عنوستها بل زفرت براحة أنه لم يفهم ان خجلها من حديثه... لكنها لم تلبث و اتسعت عيناها و توقف تنفسها بخجل مميت حينما قال...
(و هذه الخطوة لن تتم إلا بي...)
تتبع عينيها التي ترمش مرات متتالية و وجنتاها يتضرجان بحمرة قانية...في الواقع هو غير مهتم بالمرة بأي امرأة كل همه هو ابنه و راحته و امله الوحيد الذي تجدد مع ظهور أريج في حياة يائيل أن يعيش ابنه كطفل طبيعي و ينسى ما اصابه ماضيا...لكنه منذ دلف قبل قليل و رآها في فستانها كحمامة مسالمة استفزته دون مبالغة...لم يعتد عليها هكذا بل اعتادها شرسة نارية بواحتين خضراوين مشتعلتين لذا أحب ان يثير غضبها و قد نجح دون مجهود...اجلى صوته يقول ببرود زاد شعلة روحها
(الى السيارة لا أريد ان نتأخر أكثر من هذا)
تسمرت مكانها تود لو تنهي زواجها به قبل أن يبدأ و بطريقة ما يبدو عرف نيتها فمال الى وجهها يقول...
(لا فرار من وعد قطعته معي...انا اعتبرتك زوجتي منذ وصلني قبولك قبل اسبوع)
تحركت معه بعدما دعاها بطريقة متحضرة الى السيارة اخيرا في هذا اليوم يتصرف بتحضر حتى و إن كان لا يخلو من عجرفته فيبدو عليها التأقلم معها ببساطة لأنها في طريقها لتصبح زوجته...
بيت سليمان المراكبي...
(هاتف أنور ليجلب السيارة اسفل البيت بدلا من مدخل الحي...لا تخرج مع زوجتك و تمشيا كل هذه المسافة امام اهل الحي ستصيبكما العين)
ابتسم كرم لأمه بتفهم يلثم رأسها قائلا...
(سلميها لله يا حاجة صفية و لا تخافي)
جالت عيناها عليه في حلته الرمادية هذا اللون الذي تحبه عليه لأنه يناسب لون بشرته...كم هو وسيما!! هو في كل حالاته وسيما في عينيها لذا قالت بلوم..
(و نعم بالله لكن لا تتهاون...نسوة الحي منذ تزوجت و هن لا يجدن سيرة غيرك أنت و زوجتك يرمقونكما في كل خطوة)
ضحك كرم بخفوت يقول...
(نسوة الحي لا يملكن غير هذا ليفعلنه مع الجميع أمي)
اثناء جدالهما قد انهت غسق ارتداء ملابسها و خرجت تغلق باب غرفتها بهدوء...تحركت الى الصالة و كم تحمد الله ان سهر تزور اهلها الليلة مع زوجها و ابنها حتى لا تصادفها يكفي سخفا فهي لن تتحمل المزيد منها...رأت كرم يضاحك أمه في منتصف الصالة فتقدمت منهما تلقي التحية...
(مساء الخير...انا جاهزة كرم)
رفع بصره اليها و وقع قلبه في قدميه...حورية تشع رونقا ذهبيا قد خرجت من غرفته للتو...فستانها الذهبي يناسب قدها كثيرا...هل يستمع لحديث والدته و يخفي هذا القمر المنير عن اعين البشر كلهم...صدح صوت صفية القلق تقول بأمر جعله يزحزح عينيه عنها بصعوبة...
(لا كرم بهذه الهيئة لن تنزلا إلا اذا كانت السيارة اسفل البيت)
تحركت عينا غسق على فستانها بدهشة تسأل بعدم فهم...
(هل هناك مشكلة في ملابسي؟!)
تحدثت صفية بحنان تقول...
(لا حبيبتي تبدين جميلة جدا حماك الله)
ضيقت غسق عينيها و استيعابها بطيء لتسأل مجددا...
(إذًا ماذا هناك يمنع نزولنا؟!)
تكلم كرم هذه المرة قائلا بنظرة عين اخفق في اخفاء عشقه و اعجابه بها...
(أمي تخشى شر العين...)
رفعت حاجبيها بتفهم تنظر لكرم قائلة بتوضيح...
(ستمر على خير ان شاء الله ففي النهاية نحن مجرد أناس عادية)
ابتسمت لصفية تهمس بلطف حينما لمحت انزعاجها...
(كيف ترين فستاني هل يليق بي احتاج رأي حضرتك؟)
(قمر)
انسدل تعبير كرم من فمه بلا شعور ليخبرها بقلبه قبل لسانه كيف تبدو...التفتت له صفية ببسمة صغيرة سعيدة لهذا الذي يطل من عينيه و يبهج امومتها على صغيرها...بينما غسق رفعت وجهها له بتعجب من كلمته و قد عجزت عن فهم مقصده...تنحنح يلجم جماح نفسه موضحا...
(قمر ايضا ستجدينها نسخة مصغرة من أمي في أمور الحسد و العين)
زمت شفتيها تقول...
(الجميع يؤمن به لكن لا يجب ان نوقف حياتنا و نترقب الناس حولنا خوفا و تحسبا من القادم...المستقبل بين يدي الله)
همهمت صفية بيقين...
(و نعم بالله...لكن لن تتحركا قبل أن تصل السيارة لأسفل البيت)
ابتسمت غسق بسمة صغيرة بينما كرم ضحك بخفوت يخرج هاتفه ليتصل بأنور طاعة للحاجة صفية...
بعد ساعة...
وصلا الى بيت مؤيد حيث يقام حفل العرس...خرج كرم من سيارته يسرع ليفتح لها بابها و يساعدها في الخروج...اغلقت الباب خلفها تنظر حولها بقلق مرسوم فوق صفحة وجهها...كيف تصيغها له او لأي شخص آخر كيف تنطق و تقول انها مرتعبة من تجمع كهذا به عدد كبير من الرجال الغرباء...منذ حادثها و هي حبيسة البيت و في المرات القليلة جدا التي خرجت فيهم و رأت غريب كانت تتخشب متخذة وضع الصدمة من ان يهجم عليها...حتى يوم عرسها كانت بعقل مرهق لم يسعفها لتنظر في وجوه الناس لترتعب...كما انه كان جوارها طوال الوقت...نظرت له عند خاطرها الاخير تهمس لنفسها بتأكيد...
(هو معك هنا ايضا لذا ستمر الليلة دون خوف)
تحركت معه للداخل بينما هو يمشي بخطوات ثقال...يغلي داخليا و قد فطنت روحه ما تفكر فيه و رعبها من الاختلاط بالغرباء...نيران غادرة يكافح كي يخمدها عادت تشتعل ببطء دنئ...نيران رجل ثائر و رجولة مهدرة يكبلهم بقسوة لأجل عيونها هي...لكن تذكرها يلهبه رغما عنه فلا يقوى سوى على التألم الصامت من ضراوة حروب نفسه الداخلية...دلفا للداخل و لم تحتاج غسق لكثير من الوقت كي تصل بعينيها حيث أريج...هناك تقف جوار عريسها بفستانها الجميل...ابتسمت غسق بسعادة حقيقية لصديقتها فبعد رفض مستمر وافقت أريج أخيرا لتتزوج بغض النظر عن طريقة عرض هذا الزواج...لامست ذراع كرم بأطراف اصابعها تهمس بصوت متأثر للغاية...
(العروس هناك يا كرم دعنا نذهب اليها و نبارك لها)
تحركا نحو أريج المبتسمة بسمة صغيرة للغاية تستقبل بها المباركات من أهلها فلم يحضر من عائلة العريس سوى عمه فؤاد والد ديما و اسرته الصغيرة و بعض الاصدقاء من المجال الطبي...التقطت عيناها غسق لتتسع بسمتها كثيرا و هي تفتح ذراعيها بترحيب حار...اسرعت غسق خطاها حتى سكنت في احضانها تضمها بسعادة حقيقية هامسة بدفء شعرت لتوها انها امتصته من دفء كرم...
(مبارك أريج جعلها الله زيجة سعيدة)
قبلتها غسق من وجنتها لتبتعد عنها ببسمة تقول...
(تبدين جميلة جدا أريج)
امسكت أريج كفها بحنان تقول...
(بارك الله فيك حبيبتي...و اسعد قلبك ايضا بما يعوضه و يريحه)
اسبلت غسق اهدابها بصمت جعل أريج تشدد من تمسكها بكفها تسألها...
(أنتِ بخير غسق؟!)
اومأت لها دون ان ترفع وجهها لتهمس بخفوت...
(أحاول ان اكون لا زلت اتخبط في طريقي)
اقترب كرم منهما بعدما منحهما بضع دقائق تبارك فيها غسق لها...لكنه شعر بأهمية تدخله حينما لمح حزن غسق و تأثرها البادي لعين قلبه...
(مبارك يا دكتورة...زيجة الدهر ان شاء الله)
ابتسمت له أريج بمحبة سببها ما يفعله مع صديقتها و شهامته تقول...
(شكرا لك كرم اسعدني وجودك)
انتهى مؤيد من استقبال مباركات زملاء المهنة ليلتفت حيث أريج التي منحت كل تركيزها لضيوفها...ضيق عينيه قليلا حينما حطتا على غسق ليقترب قائلا بصوته الجامد بعجرفة لا يتنازل عنها...
(آه الصغيرة المتلصصة صديقة ديما هنا)
اجفلت غسق من نبرة صوته و حينما رفعت وجهها له رمقها بإحدى نظراته الجليدية المخيفة...تراجعت للخلف بحرج و قلق... لا يزال يملك نفس تأثير أول مرة رأته...مخيف!!
شعرت بكف كرم يحاوط اعلى ظهرها ساندا إياها و يدفعها للأمام كداعم لها...نظرت له نظرة خاطفة فمنحها الطمأنينة في نظرته ليدفعها عبرها بأن تتزن هامسة بخفوت...
(مبارك لك دكتور مؤيد)
سألته أريج بفضول كبير فكل ما تعرفه ان غسق هي من رأته في خطبة شقيق ديما...
(هل رأيت غسق من قبل؟!)
ادخل مؤيد كفيه في جيبي بنطاله يرمق غسق بتسلي نادرا ما يشعر به...
(نعم...في خطبة يوسف كانت تقف مع ديما في زاوية مخفية تتلصصان على الرجال)
اتسعت عينا كل من اريج و غسق لتطأطأ غسق رأسها بحرج مميت تتمنى لو يموت هذا الرجل حالا...صوت كرم خرج خشنا حمائيا يقول...
(يبدو أن الدكتور يحب المزاح كثيرا...أليس كذلك؟)
ارتسمت بسمة غير مكتملة على زاوية فم مؤيد يرمق كرم و كفه المتملك حول غسق ليقول ببرود...
(تزوجت الصغيرة إذًا)
ثم حاصر عيني غسق المحرجة لفترة جعلت كرم متحفزا بشدة ليقول بصوت مر عاديا للجميع إلا أريج التي لمحت فيه نبرة...حنان!!!
(فلتتوقفي عن التلصص فديما دوما مشاغبة)
عضت غسق شفتها السفلى بصمت بينما مؤيد يرمق كرم هذه المرة بشيء من الرضا!...
(مبارك دكتورة أريج...مبارك دكتور مؤيد)
تصلبت أصابع كرم فوق ظهرها بينما هي تأهبت خلاياها بنفور كبير حينما سمعا الصوت...ما الذي اتى به الى هنا؟!...تقدم رامي الذي تتأبط ذراعه لارا من العروسين لكنه تجمد حينما لمح غسق بهذا القرب من نفس الشاب الذي جلبها للمشفى...انسابت نظراته عليها في لمحة خاطفة...لا تزال محتفظة بجمال صورتها رغم ما حدث...صوت مؤيد خرج منبها ببعض الفظاظة حينما لمح نظرة الفتك في عيني كرم...
(العريس يرتدي أسود لا ذهبي)
تنحنح رامي بتوتر مختلط بعصبية كبيرة يزيح عينيه عنها بعدما اصابته عيناها بسهام الاحتقار...مد يده الى مؤيد يبارك بفتور كبير و حينما توجه الى اريج بادلته نظرة سوداء لتبعد كفها هامسة...
(شكرا لك)
سحب كرم غسق معه ببعض الخشونة الغير مقصودة حيث طاولات الضيوف...جلس بعدما اجلسها لترى تحفز ملامحه و عروق جبهته تكاد تنفجر...اقتربت منه بحذر و حدسها يخبرها بشيء سيء سيحدث فهمست...
(كرم...)
قاطعها بصوت مقتضب للغاية...
(ليس الآن...)
ابتلعت حروفها بغصة مؤلمة لأول جفاء تستقبله من مصدر الأمان لها...تنفست بصورة رتيبة تداري عينيها عن عيني أريج المتتبعة لهما بعدما لاحظتها...مر رامي مع لارا بالقرب من طاولة كرم و غسق ليتعمد اختيار اقرب الطاولات اليهما...رفع كرم بصره بحدة دفاعية ليجد عيني رامي تخترق غسق بنظرة تفحص تقتله...الدنيء الحقير عديم المروءة و الشرف يسمح لنفسه بهذه النظرة لزوجته هو...صوت انفاسه تعالى بينما يغمض عينيه يمسح أعلى فمه ببطء كي يتأنى...تبا له و تبا للظروف المحيطة التي تكبله من ان يربيه و يعلمه كيف ينظر لزوجة كرم المراكبي...
(الشرارات المتبادلة تكاد تحرق الاجواء)
جملة مؤيد الجامدة وصلتها بينما تتفحص حالة غسق و كرم من مكانها...التفتت له بحدة تقول بنبرة دفاع...
(ماذا تقصد بالضبط؟)
طالت نظرته لواحتيها المشتعلتين ليشيح نظره بعدها ببطء مغيظ كحال صوته...
(يبدو ان صديقتك تقيد معها القلوب )
تفحصته قليلا تفكر بأنه رجل شديد الذكاء...همهمت ببطء خافت تبعده عن نطاق غسق و حياتها ...
(دكتور فؤاد ينادي علينا دعنا نذهب اليه)
تحركت امامه بقامتها الطويلة داخل فستانها فتتبعتها عيناه بصمت ثم تحرك خلفها مدعيا انه انطلى عليه خدعتها الواهية...
نظر في ساعته بضيق كبير ليجد ان الوقت الذي انقضى فقط ربع ساعة...تبا لماذا يمشي الوقت بهذا البطيء اللعين فيتيح لحيوان مثله حرية النظر الى ملك يمينه هو...التفت اليها ليجدها تتلاعب بكأس العصير الموضوع امامها بصمت كئيب...لا هذا يكفي الخامسة عشرة دقيقة هم كل ما يمتلك من قوة احتمال ليمرر ما يحدث من الوغد رامي و يرى فيهم هذا الوجه الحزين منها...استقام واقفا فجأة فرفعت عينيها اليه ليهولها منظر وجهه الغاضب فقال بصوت حاول كثيرا ان يكون هادئا...
(هيا هذا يكفي...)
تفهمت رغبته في الرحيل فاستقامت بصمت تقف جواره هامسة...
(سأودع اريج و بعدها نذهب)
كلمة واحدة خرجت منه جافة للغاية...
(حسنا...)
مد ذراعه يحاوط خصرها بتملك واضح ليبتعد بعدها بها حيث العروس...استقبلتها اريج بنظرة متوترة من ملامح كرم خاصة بعدما اعاد مباركته باقتضاب و ترك غسق معها ليحضر السيارة بالقرب من باب البيت... لامست ذراع غسق بحنان تهمس بتعقل...
(لا تحزني من رد فعل كرم فرامي منذ بداية الجلسة لا ينزل عينيه من عليك...تفهمي غضب كرم فهو رجل شهم تدفعه رجولته للغيرة على بنات حيّه فما بال أنتِ زوجته)
اتسعت عينا غسق بعدم تصديق تسألها...
(رامي كان يتتبعني بعينيه لم ألحظ)
تكلمت أريج بهدوء لتوضح الصورة اكثر...
(غسق رامي خطب لارا الوكيل ابنة زاهر الوكيل أحد اكبر اطباء البلد)
بكرامة مطعونة تعاني النبذ و التحقير همست غسق بحلق جاف...
(رامي بات لا يهمني)
لمحت أريج الألم في عيني غسق فقالت بصوت حازم...
(لم يكن يستحقك ابدا...)
اومأت غسق ببطء حزين...بالتأكيد ليست حزينة على رجل مثله إن صح وصفه برجل لقد عرفت معنى الرجال مع كرم...لكن ان تكون قمة يأمل بلوغها أحدهم و يسعى او يوهمك انه يسعى اليك ثم يُشعرك انك ادنى من بركة وحل قذر لهو شعور مميت...مميت للغاية
دعمتها أريج بكل ما تعرف من كلمات حتى وصلت لها أمها تقول بوجه سعيد للغاية...
(يا عروس تعالِ لتسلمي على خالاتك)
بعد تحية سلام صغيرة لغسق سحبتها والدتها حيث الضيوف...بينما غسق لملمت ما تمكنت من مشاعرها الضائعة لتخرج من باب البيت مقررة ان تذهب الى كرم لا ان تنتظره...قطعت حديقة البيت بخطوات تنعي كل دقيقة تخلت فيها عن تربيتها و اخلاقها لتتحدث فيها مع رامي...لتسمع منه و تُسمعه...ليحكي و تحكي...كل لحظة معه تتراءى لها الآن كوميض مؤلم يعمي العين و الروح...شوهت روحها بيدها حينما قررت خوض هذه التجربة الفاشلة مع من لا يستحق...
قوة سحبتها للخلف فلم تشعر إلا بنفسها تصطدم بصدر أحدهم و غصبا تستند عليه لتدعم استقامتها المهتزة...حطت عيناها على صدره لتنقبض خلاياها برعب مميت...هذه ليست حلة كرم الرمادية...هذا رجل غريب!!
انتفضت مرتعدة للخلف تخلص نفسها من براثن غريب جديد قد ينهشها...لتصطدم عيناها به...رامي!!!
بوجه متحفز و اعين غاضبة خرج سؤاله الحاد...
(هل تزوجتِ حقا من هذا الشاب الذي اتى بك للمشفى؟!!!)
لا تبالغ إن قالت انها فقدت التركيز من تبجحه و تجرؤه عليها...فصمتت بأعين تضيق مع الوقت تبحلق في وجهه بعدم فهم...لحظات و هي ترتب الصورة ليتسع ضيق عينيها تدريجيا و تتقد شرارات الكرامة فتتشح بغضب هادر عنيف كحال صوتها الحاد المحتقر...
(من سمح لك بإمساكِ هكذا...من اخبرك انك تمتلك الحق لتسألني أي سؤال...)
كم هو يعاني خسارة فتاة مثلها كانت رهن اشارته ليعيد سؤاله بأسلوب اكثر مهانة...
(اعرف حجم مصيبتك لكن ألا تملكين عقل لتعرفي انه استغل حادثك ليربطك به...يا الهي انه اجاد استغلال حالتك ليتزوجك!!!...ألست نادمة على قبول زواج مشوه كهذا؟!!!)
توقف تنفس كرم تماما و هو يقف خلف هذه الشجرة المتواجدة بالقرب منهما...حينما جلب سيارته قرب الباب دخل ليصطحب غسق معه لكنه اصطدم بوقوفها مع هذا الرجل الحقير...كاد يهرول اليهما ليلكمه في وجهه البغيض لولا سؤاله المطروح و ملامح وجه غسق حينها...قلبه يخفق بجنون مع انفراج شفتيها و انتظار كلماتها...
(نعم نادمة...اشد ندم)
قبضة قاسية اعتصرت قلبه الآن و هو يسمع صوتها الصادق المتألم و يرى ملامحها الباكية...نادمة على زواجنا غسق...نادمة على ربط حياتك برجل يفديك بروحه...نادمة على فرصة يتيمة منحتها لهذا الخافق بقوة خلف ضلوعي ينهت من فرط حبك...تكورت كفاه بقسوة توازي مقدار وجعه رغم يقينه ان وجع كهذا لا يوجد له مكيال...هربت انفاسه من صدره مرتعشة و ما زادها بسمة رامي المنتصرة التي زينت محياه...رمق غسق بعينين متوجعتين يتوسلها منحيا كبريائه جانبا قاتلا رجولة دفنها بتجبر ليتزوجها مانحا قلبا يذوب شوقا في حبها بصيص امل لو...زائف
(نادمة لكل لحظة رخصت بها الغالي لأجلك...على كل كلمة كتبتها لك و انا ادهس مبادئي و اخلاقي و تربيتي...على كل لهفة نبعت من روح تمنت ان تلمحها...نادمة لأنني عرفتك يوما رامي)
قضم شفته المرتعشة بانفعال كبير...بقلب نُطق لأجله شهادة حق احيته من جديد...كروح تعطشت لترتوي ببضع كلمات تنصفها...راقب وجهها المنفعل بحزن و غضب...بألم و جرح...كلها كانت تنتفض مقابل صدمة رامي المذهول...
ها قد جاءت اللحظة غسق لتفضي ما جاش به صدرك...لتصرخي بذنبك عاليا عل الله يغفره و يرحمك...لتبلغي هذا الرجل الماثل امامك انك...تمقتينه
صرخت بحدة دامية في وجهه...
(أنت بكل ما بك لا تساوي شيئا امام رجل تذم به و تتهمه بالاستغلال...تود ان تعرف من يُجيد الاستغلال هنا)
اقتربت منه بنظرة جعلته يطأطأ رأسه بحرج كبير غير قادرا على استقبالها اكثر...تكلمت بحرقة قلب بري روضته عنوة ليطاوع مطالب لا يؤمن بها في التقرب من رجل مثله...
(أنت رامي...أنت ابشع رجل رأيته في حياتي...تستغل الاشخاص و الفرص و تسحق القلوب بقدم مصلحتك...لم يكن لي يوما خطأ عظيم اخشى منه لكن اليوم ادركت انك اعظم اخطائي...ما اصابني كان عقاب من الله على هذا الخطأ و أنا في هذه اللحظة آمنت بأن هذا الألم في قلبي...استحقه)
احنت وجهها للأسفل تسمح لدموع الندم ان تجري مدرارا على وجهها فخرج صوت بكائها مسموع بخفوت...رفع رامي وجهه اليها بتحفز كاره لأن تصف حقيقته بكلمات مهينة...اقترب منها يتسمك بذراعها محاولا ان يعيد صورة ظنها اقتنعت بها له...فهمس بلطف مهتز...
(هل كل هذا الألم سببه أنا؟!!)
انتفضت بحدة تسحب ذراعها من بين اصابعه تهدر بعصبية...
(اتركني رامي و لا تجعلني اتصرف بما يقل من قيمتك...)
اقترب بوجهه منها يهمس بنظرة اجادها من قبل لكن الآن ضاعت منه كل مفاتيح القيادة...
(لم تمنعني عنك سوى قوانين مجتمع قاسٍ غسق...أما هذا القلب...)
(سيتوقف عن النبض بعدما ازهق روحك القذرة)
صوت كرم الهادر بغضب جامح الجم رامي و افزع غسق...الامر تطلب منه لحظات يستجمع فيهم شتات امره بعدما تدهورت حالته خلف هذه الشجرة و الترقب يقتله الا ان جاء ردها كقطرة ماء احيت ارض ميتة...ليجد ان هذا الوغد ينتهز الفرص من جديد...في بادئ الامر لم يملك حق صد رجل مثله عنها أما الآن و هي زوجته هو تحمل اسمه هو يمتلك كل حقوق الارض ليقتلع عنقه بيده...
لكمة عنيفة اطاحت رامي للخلف ففلتت غسق من بين اصابعه تصرخ بخوف...
(كرم توقف ارجوك...)
إلا ان كرم كان منساقا خلف رغبته الوحشية في قتل رامي حقا...استقام رامي بشر يقترب منه قائلا...
(لا تحسب صمتي على ضربتك الاولى سيظل صمتا دائما)
بوجه مخيف و صوت خشن للغاية تكلم كرم...
(تعال و ارني مقدار رجولتك)
استفزه كرم بهذا الكلام فتقدم رامي بعصبية زائدة يحاول رد اللكمة لكرم لكن الأخير راوغ اكثر من مرة حتى تمكن منه رامي بضربة ليست بهينة...احتدت نظرات غسق لتتوحش و تهرول تقف بينهما صارخة في رامي بقسوة...
(اياك ان تتجرأ على لمسه رامي...)
اعتدل كرم يسحبها من خصرها للخلف آمرا بخشونة...
(لا تتدخلي)
بعدها قبض على ياقة قميص رامي يكمل وصلة ضرب كان بها هو الطرف الاكثر سيطرة...و على إثر جلبتهم خرج الجميع من الداخل ليروع أريج ما تراه من مصيبة خشيت حدوثها...اسرع مؤيد بخطوات ثابتة ليفصل بينهما بأمر حاد...
(توقفا...إن اردتما الشجار فلتفعلا في الشارع فهو المكان المناسب لأفعال لا يستقبلها بيتي)
رمقه كرم بنظرة غاضبة قائلا بصوت لاهث...
(احسن اختيار من يدخل بيتك اولا فأنا لا أملك إلا ان اربي قليلي التربية)
اهتاج رامي خلف مؤيد يحاول التقدم من كرم يستكمل ما بينهما من شجار لكن قبضة مؤيد اوقفته بقوة حينما وضعها فوق صدره يصده للخلف بنظرة جليدية من الدرجة الأولى قائلا بتحذير خطير...
(لم أقم بطرد ضيف لي من قبل فلا تكن الأول)
ابتلع رامي الاهانة بصعوبة كبيرة...ببساطة اين هو و اين مؤيد ليقف امامه...التفت مؤيد ينظر لكرم نظرة تعني "انتهى الأمر"...تمسك كرم بكف غسق الباكية يأخذها معه مبتعدا عنهم جميعا لتهدأ الأجواء رغم اشتعالها بداخله...اسرعت اريج تحمل طيات فستانها منادية على غسق لكن مؤيد اوقفها بصوت جامد...
(توقفي...)
ترك رامي بعدما جاءت لارا بملامح لاعنة تساعده و يبتعدا...اقترب مؤيد من أريج التي هتفت فيه بحدة لا تليق بعروس إذا صح و تم حساب هذه الاجواء المتكهربة بعرس
(لا تملك الحق لتمنعني عن فعل ما أريد)
بهدوء بارد للغاية تكلم...
(يبدو نسيت الدكتورة انني زوجها...لا املك حق منعك فقط بل بت املكك كلك)
حمرة خجل ملعونة لونت وجهها بسبب ما سمعته جعلته يوقن ان صاحبة الواحة المشتعلة تكون ممتعة اكثر عند استفزازها لتخرج انثى وديعة تثير استمتاعه...اشاحت بوجهها بعيدا عنه لينظر هو في ظل كرم المتروك قائلا..
(يحتاجان الكلام بمفرديهما...فقط هو و هي...وجودك في هذه اللحظة و حديثك معها مهما بلغ من قوة لن يساعدها هي تحتاج زوجها اكثر من اي شخص آخر)
بحلقت في جانب وجهه بأعين متسعة بذهول...كيف له ان يفهم حالة كرم و غسق من اول لقاء عابر لهم...تكلم دون ان ينظر لها بأمر...
(الضيوف تجمعوا بالداخل من جديد...ادخلي)
تتبعته يسبقها بعجرفة للداخل فبقيت تشاهده بتعجب من قوة ملاحظته...همست بخفوت مندهش
(ما هي درجة ذكائه!!)
اتى صوت ديما خلفها تقول بتسليم لأمر واقعي..
(مؤيد لا يُقاس ذكائه بمقياس ذكاء البشر العاديين...انه ساحر)
ضيقت اريج عينيها تهمس بعدم فهم...
(ساحر!!)
أومأت ديما تقترب منها قائلة...
(لا تتعجلي في القريب العاجل ستفهمين قصدي)
امسكت ذراعها تقول بقلق حقيقي لما حدث و لا تفهم سببه...
(لا اعرف ما سبب شجار كرم مع رامي لكنني قلقة جدا على غسق)
عينا اريج التقطتا رامي مع خطيبته في نهاية الحديقة يبدوان يتشاجران بحدة و المسيطر هنا هي لارا...بالتأكيد اشترت رامي باسم والدها و نفوذه...كم تحمد الله رغم كل شيء انه ابتعد عن غسق...همهمت بصوت رغم قلقه موقن ان كرم ابدا لن يؤذيها...
(لا تخافي كرم يجيد احتوائها)




...يتبع...











AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس