عرض مشاركة واحدة
قديم 14-10-20, 11:38 PM   #716

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الحادي و العشرون




اوقف السيارة قرب الشاطئ ليفتح بابها و يخرج منها صافقا إياه خلفه بحدة...توجه نحو البحر يتخصر في وقفته امامه و قد اشتعلت روحه و لم يكتفي بضربه لرامي كي يهدأ...في السيارة بعينيها الحمراوين تتابع وقفته المتشنجة بقلق...بعد خروجهما من بيت مؤيد و هما صامتان حالته دفعتها للتوجس من الحديث معه...بأصابع متوترة فتحت باب السيارة لتخرج منها و تتجه اليه...وقفت جواره بترقب رغم هيجان روحها هي ايضا...لحظات مضت و خرج صوته الغاضب يسألها بعنف لم تعرفه به من قبل...
(كيف تسمحين له بالوقوف و الحديث معك...أليس لزوجك اي قيمة تجعلك تصدين الغرباء و تمنعينهم من التمادي؟!!!)
كان قاسيا في نظرته في كلماته في انفعاله...كان كله يعيد تذكيرها بذنب اقترفته مدركة بشاعته و لكنها طمست صوت ضميرها ليعاقبها الله اشد عقاب عليه...أما هو فكانت الغيرة تحرقه تنهشه بأظافر صلبة موجعة...نظرات الحقير و ملامسته لها قربه اللعين منها كل شيء عقله سجله بسطور من نار تلهب رجولته...هدر بها حينما طال الصمت و هي تنظر اليه بأعين دامعة...
(لماذا سمحتي له بقول ما قال...هل كان يحدثك بهذه النبرة اللعينة من قبل ها؟!!)
العقاب لا يزال مستمرا غسق...تقبليه بصدر مؤمن يوقن ان بعد الضيق فرج...ستتحاملين على هذا الألم في صدرك لتكفري عن ذنبك في حق الله و حق والديك و حق نفسك...سؤاله الجديد كان آمرا لا مستفهما حينما اقترب منها يسأل بغيرة واضحة في حروفه لم يقوَ على كبتها بعد..
(ماذا كان يحكي لك؟!)
رمشت بعينيها بخزي تهمس بصوت مختنق...
(هو لم يتجاوز معي ابدا حدود الاحترام)
بحة صوته كانت متألمة بندم عظيم حينما قال...
(لكنه تجاوز حدود قلبك)
و كمتهم يعترف انه ارتكب جريمة ليست نابعة سوى من سذاجته هزت رأسها نفيا و دموعها تتكدس اكثر في عينيها...تهمس بصوت غصته تزيد الألم في روحها و روحه...
(لكنني اكتشفت انه لم يمس قلبي لمرة لم يجمعنا الحب ابدا ...شعوري نحوه كان مجرد انبهار و حماس لفكرة ان رجلا مثله يفكر فيّ...و حينما تخلى عني تألمت لأجل كرامتي لا لفراقه... قلبي لم يعرف الحب بعد)
تأثر بصوت وجعها فخفت صوته يقول بتمني لا يجدي هنا شيئا...
(ليتك لم تعشمي قلبك به و انتظرتِ قليلا...)
لا يعرف أي طريق كان سيسلك ليبدد هذا الانتظار و يقترن بها لكنه مدرك تمام الادراك انها لم تكن سوى له...هي له حتى لو اعترض عقله فيما مضى...هي له حتى لو رفضته...هي له حتى لو كان يحوم حولها آلاف الشباب و ليس واحدا...هي حلاله هو الذي ناجى ربه سنوات كي يجعلها نصيبه...و حينما استجاب كان ينتظرهما اصعب اختبار لكليهما ذبحوها امامه بعدما فشل في حمايتها...نفسا مرتعشا خرج منه و هو يراقب تساقط الدمع من عينيها...هو احد اسباب ما حصل ان لم يكن اهمهم...ألم يتشدق طيلة الوقت بحمايتها فأين كان يوم صرخت روحها تطلب النجدة من اي شخص...سبة غاضبة خرجت من فمه اللاعن اصابتها برجفة جعلته يوليها ظهره محاولا ان يتحكم في فورة غضبه...
(ليتني يا كرم...)
صوتها الباكي يصل لمسمعه فيكبل حركته اكثر...
(ليتني لم أعرفه قط...لقد اذنبت في حق نفسي و ما قد اصابني ما هو سوى عقاب على فعلتي)
زاد بكاؤها فأحنت رأسها بضعف تسترسل...
(لكنني اضعف من ان اتحمل المزيد...انا اموت كل لحظة داخلي يتهاوى بدمار لا يراه سوى الله...اكاد افقد عقلي من كثرة التفكير كرم...اكره جسدي لأنه يزال يحمل لمساتهما...اود لو افقد سمعي لأنه يُذكرني بهمس كلماتهما القذرة...كل شيء عشته تلك الليلة حُفر داخلي و لا ينمحي...اعاند لأبقى ثابتة اتحمل توابع ذنبي بنفس راضية لكن...أما آن الخلاص؟!!!)
قلبه تقلص كحال حنجرتها التي جرحتها هذه الكلمات الشائكة...التفت اليها يراقب انهيارها فغامت عيناه بألم مشترك بينهما...استقبل نظرتها المتعبة التي تشكو له و كأنها نسيت ان صوتها بل روحها تسكنه و تشف له ما بها...
(هل أخبرك سرا كرم...أنا ارتعد من اي رجل غريب يمر جواري...ما عدت اشعر بالأمان و انا اسير بمفردي في اي مكان...لا يأمن قلبي سوى لوجوه اعرفها و أعرف انها لن تؤذيني كأبي و...أنت)
اسبلت اهدابها تهمهم ببكاء و كأنها تواسي نفسها...
(هذا جراء ما اقترفته يدي في حق نفسي...سأصبر لعل ينتهي العقاب)
بصوت نبذ الغيرة و اطفأ الغضب ليتشح بالحنان الجارف تكلم...
(الله أرحم من ان يعاقب عباده غسق...انه يبتليهم يختبرهم ليهذب بداخلهم صفات و تصرفات ستؤذيهم...الله أحن على العبد من نفسه و أقرب اليه من حبل وريده لا يحمل النفس إلا ما لها به طاقة..)
رفعت عينيها ببطء اليه غير عابئة بدموعها المنسكبة تهمس بصوت متقطع قبل أن تخبئ فمها بكفيها و تنخرط في موجة بكاء أعنف...
(لقد...تعبت و الله)
لم يتحمل الصبر أكثر فهمس ببحة متألمة لتعبها...
(تعالِ...)
سحبها من ذراعها يضمها الى صدره بقوة يربت بحنان خلف ظهرها...تشبثت بظهر سترته و نشيجها يعلو في مشهد لم يتخيل كلاهما حدوثه حتى في احلامهما...قبل اعلى رأسها بقبلة دافئة طويلة يقول بصوت قريب للغاية من روحها...
(بيدك انهاء هذه الفترة غسق...توقفي عن تناول المهدئات يكفي تخديرا لجرح نازف من الأساس)
شعر برعشتها بين احضانه فأكمل بنفس الحنو...
(أنا أعرف غسق...أي شيء يخصك اعرفه و هذا ليس بيدي)
همست بصوت مختنق في طيات سترته...
(لا أستطيع...لن انام دونهم كرم أنت لا تعرف معنى الضعف انا اضعف من ان اواجه هواجسي دونهم)
وصلها صوته الدافئ القريب جدا بينما يربت فوق ظهرها كطفلة صغيرة...
(لم يكن لدي نقطة ضعف حتى ظهرت انت...لكنني لن اتركك تؤذين نفسك اكثر)
همهمت بخوف جلي من ان يتم حرمانها من وسيلة الاتزان الوحيدة التي تجعلها ثابتة امامهم...
(لكن كرم هذا...)
شدد من ضمها يرجو تفهمها و قبولها لما يقول...
(ارجوك غسق يكفي لا تؤذي نفسك أكثر فروحي تتأذى...أوجدني الله هنا لأجلك سآخذ بيدك و سنتخطى هذه المرحلة)
خرجت من بين احضانه تنظر لوجهه مليا...هذه الملامح الواعدة بعدم التخلي تشعرها بالخلاص...هل تعتمد عليه حقا و تستغني برغبتها عن سلاحها الصغير الوحيد الذي تحارب به كل شيء لتخفي اثار حرب ضروس اهلكت ارض روحها؟!!!...




...يتبع...











AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس