عرض مشاركة واحدة
قديم 17-10-20, 09:33 PM   #255

رحمة غنيم

? العضوٌ??? » 475679
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 431
?  نُقآطِيْ » رحمة غنيم is on a distinguished road
افتراضي

مساء الجمال على عيونكم ❤❤


الفصل الثاني عشر


ازدردت ميرال ريقها و هى تتساءل باندهاش و عيناها المتسعتين لا تفارق تلك الصورة التى تحتل غلاف المجلة

( كيف ؟!!! )

لتجد نظرات نارفين ترتفع نحوها مجدداً و هى تردف بحماس جعل عقل ميرال يكاد ان ينفجر من عدم الاستيعاب

( أنا بالأساس كنت سوف التحق بتخصص العمارة ذلك العام لكن .. )

صمتت نارفين و هى تحنى رأسها نحو الأسفل و إدراكها يعود ان تلك التى كانت تشاركها أحلامها منذ قليل هى ميرال هذه المرأة التى شاركت هى بتاعستها .... ماذا ستقول لها انها لم تلتحق بعامها الثانى بالجامعة لانها أتت خلف حبيبها الذى هو بالأساس ليس سوى زوجها الخائن !!

اجفلت نارفين على صوت ميرال المرتجف و هى تتساءل بتلعثم لم تفهم هى سبباً له

( نارفين ... أنتِ .... أنتِ الا تعلمين حقاً من تكون هذه المرأة ..... اقصد .... اقصد تاليا النجار ؟!!! )

اتسعت ابتسامة نارفين و حماستها تزداد مع كل كلمة تلقيها أمام ميرال التى شعرت ان دمائها تتجمد داخل عروقها و دقات قلبها تعصف داخلها بتشتت لا تستوعب سببه

( كيف لا اعلم من تكون ..... دائماً ما كانت أعمالها تجذب انتباهى .... انها مثلى الأعلى من النساء فى مجال العمارة فهى الوحيدة التى استطاعت ان تخطو قدماً نحو الغرب بذلك الشكل .... دائماً ما كنت اتساءل كيف تستطيع ان تكون كاملة بذلك الشكل الغريب ... امرأة جميلة ... بل خارقة الجمال قوية ناجحة .... تتمنى جميع النساء ان يصبحن مكانها و الرجال ان يحظون بإعجابها ..... ميرال ما بك ؟! .... ماذا حدث .... هل أنتِ بخير ؟! )

لم تكن تعلم ميرال هل ذلك الالم الذى اخذ يضرب جانبات صدرها هو شفقة على حالها ام شفقة على حال تلك الفتاة التى تجلس أمامها الأن تتغزل بهذه المراة التى تثق انها أتت بالأساس لتدمر لها حياتها كما فعلت معها هى من قبل !!

و لأول مرة بحياتها تجد نفسها تشفق على أحد كما تشفق على نارفين الأن ..... كيف سوف تواجة تلك المراة التى لم تستطيع هى مواجهتها من قبل ..... كيف سوف تقف أمام دهائها ..... لا لا بل الأهم كيف سوف تقف أمام ضعف أردال أمامها !!

عقدت نارفين حاجبيها و هى ترى شرود ميرال و ملامحها التى أخذت تتجهم لتتساءل بنبرات فضولية و عينيها تنتقل بين المجلة القابعة بين يديها و بين ملامح ميرال قائلة

( ميرال ؟!!! ..... ماذا هناك هل ....... )

و قبل ان تُكمل نارفين تسائلها قاطع حديثها صوت كلاهم يعلم من هو صاحبه جيداً و لا للعجب كلتاهما أصبحن يمقته

( لقد عادت تاليا اذاً .... كنت أتوقع ... خاصتاً بعد انتشار خبر زواج أردال بذلك الشكل الغير مبرر بالصحف )

ازدرت ميرال ريقها و هى تنقل نظراتها على ملامح وجه نارفين التى بدأت ترتجف بعض الشئ بينما أخذت هى تنظر الى وجه آسر الذى يقف أمامها مباشرتاً بجانب مقعد نارفين لترمقه بنظرات تحذيرية حتى لا يتفوه أمامها بشئ ليقابلها هو بابتسامة مستهزئه و ملامح جامدة ليأتى بعدها صوت نارفين الخافت بشكل مرتجف و هى تسأل دون سيطرة على ذلك الطنين الذى صدح بشكل مفاجئ داخل رأسها

( كيف !! .. ما علاقة عودة هذه المرأة ... بأردال ؟!!! )

عادت ميرال بنظراتها الشرسة نحو مقلتي آسر محركة رأسها بخفة كى لا يفعل لتحاول ان تردف اسم نارفين التى ركزت نظراتها نحو آسر لكنه تحدث و ملامحه ترمق ملامحها باستكشاف متحفز يقول و مقلتيه تهاجم اهتزاز خاصتها

( أنتِ لا تعرفيها اليس كذلك ؟! .... انها تاليا النجار ... و التى كانت تاليا الشاذلي سابقاً !! ... انها زوجة أردال السابقة !! )

اهتزت نظرات نارفين بعنف جعل مقلتى آسر تتسع و غضب حارق اخذ ينتشر داخل صدره ... يرى ذلك التخبط الذى احتل كامل كيانها و هى تعود بتمهل لتنظر الى الصورة القابعة بين كفيها ..... و شعورها بوخز عجيب يمزق داخلها يتفاقم .... الم مرعب غزى روحها و كامل كيانها حتى شعرت باحتباس انفاسها التى كادت ان تُفجر رئتيها و هذا الطنين يتزايد بشكل لا يحتمل !

لحظات مرت عليها كالجحيم و هى تتأمل الصورة بنظرة مغايرة كلياً نظرة جعلت خواء غريب يتلبسها لتردف دون ادراك منها بنبرات مهزوزة

( ان .... انها جميلة !! .... كما كنت أتوقع ! )

شعرت ميرال بالم غريب تسلسل الى جانبات صدرها ... انها تشعر بالم تلك الجالسة أمامها ..... انها تحاول ان تخفى ذلك لكنها هى التى تعلم تعلم جيداً كيف يكون المرء حينما يخفى الم قلبه

رفعت ميرال نظراتها نحو آسر باشمئزاز كم تستحقر نفسها يوماً بعد يوم انها تزوجت بشخص مثله لكنها توقفت قليلاً على هذا الجمود المطل من مقلتيه و ملامح وجهه لكنها لم تهتم كما كانت لم تهتم به يوماً لتردف و هى تسحب المجله من بين يد نارفين

( و ان يكن ... عودتها لا تعنينا بشئ ... فكما مكتوب هنا انها عادت لتشارك بمؤتمر للهندسة )

لم تتزحزح نظرات نارفين من على الصورة قيد انملة و التى اصبحت تقبع بين كف ميرال فى حين اخترقت نبرات آسر القوية اذنيها و هو يقول موجهاً حديثه لميرال هذه المرة

( لكنها لم تشارك بذلك المؤتمر السنة الماضية على ما اتذكر !! )

ليصمت للحظة قبل ان يردف بغموض

( لكن بالنهاية أنتِ كنتِ صديقتها المقربة ميرال ... أنتِ من تعلم أكثر !!! )

اهتزت حدقتى ميرال بعنف مع تلك اللكمة التى اصابت قلبها بعنف ..... لتشعر بعدها بنظرات نارفين التى ارتفعت نحو ملامحها بتساؤل لم تنطق به شفتيها التى أردفت بخفوت و هى تهم بالنهوض

( سوف اذهب الى الغرفة اشعر بالتعب )

نهضت نارفين بهدوء و هى تتحامل على الصداع الذى غزى رأسها للحظات و دون ان تنظر خلفها أخذت تسير بثبات زائف لا يمت لهذا الحريق المنتشر بارجاء كيانها ينهشه دون رحمة

نظرت ميرال بشراسة نحو آسر و هى تردف بغضب مكتوم

( لماذا فعلت ذلك ؟!!! )

انتقلت نظرات آسر التى أخذت تتابع قامة نارفين حتى اختفت الى ميرال و من ثم نحو هذه الحقيبة القابعة بجانبها و الذى لم يلحظ وجودها سوى الأن فقط ليقول و ابتسامة سخرية ترتسم على ثغره

( هل قررتِ الرحيل ؟!!! )

صمت ليكمل بدها بنبرات يحتلها الاستفزاز

( هل أخذت الإذن من والدك السيد عزام أولاً .. ام ننتظر عودك من جديد بعد ايّام قليلة !! )

أغمضت ميرال عينيها حتى تسيطر على هذا الكم الهائل من المشاعر المتضاربة بداخلها قبل ان تردف و هى تزدرد ريقها بقسوة بينما ترمقه بحدة أصبحت تكنها له وحده

( أنا لا اخذ الإذن من أحد مثلك آسر .... فلا تخلط بينى و بينك ارجوك )

ثم نظرت الى الحقيبة و من بعدها الى تلك المجلة لتكمل بثقة و عزيمة عجيبة تلبستها

( و أنا لست راحلة الى اى مكان أنا فقط سوف انتقل من الغرفة !! ....... )

عقد آسر حاجبيه بحده دون ان يعلق بشئ انها ميرال و سوف تظل ميرال كما هى تستفزه بهدوء تعبيرها ... لكنه سوف يتخلص منها لقد اقترب ذلك الأمر حتماً !!

توقف عقل آسر للحظات قبل ان يعود مشهد نارفين قبل لحظات ليحتله و شعور غريب بالالم و الخوف يصطحبه لكن طرقات كعب ميرال التى أخذت تطرق على رخام الدرج و هى تصعد نحو الأعلى و الذى لم يدرك نهوضها سوى الأن فقط شتته قليلاً ليعود بنظره نحو المجلة التى لا تزال قابعة على الطاولة يتمتم بحجرشة و شرود

( يبدو أنكِ احسنت اختيار التوقيت تاليا ؟! )

***

وقفت ميرال أمام غرفة نارفين و أردال لا تعلم ما يجب عليها ان تفعل تحديداً هل يجب ان تطمئنها ... لكن كيف تفعل و لا يوجد بداخلها هى ذلك الاطمئنان فهى تعلم جيداً سبب عودت تاليا !!

سحبت نفس عميق ثم أطلقته و هى ترفع كفها لتطرق على باب الغرفة لكن نبرات عميقة و متحفزة منعتها ان تفعل و هى تردف

( ماذا تريدين منها بعد ميرال ؟!! )

التفتت ميرال نحو بهار التى كانت تقف خلفها بملامح معقودة لتتساءل ببلاهة و عدم استيعاب

( ماذا ؟!! .... لا افهم !! )

تقدمت بهار بخطوات ثابته نحو ميرال و هى تقول بحدة

( لماذا لم ترحلى كما قلت لها .... ماذا حدث ... ام أنكِ قررتِ ان تدمرى كل شئ قبل رحيلك .... فانت أبنت ابيكِ على حق ! )

اهتزت مقلتى ميرال بعنف و تلك الكلمات تضرب داخلها بلا رحمة لكنها تحايلت على هذا الالم لتقول و هى تشمخ برأسها

( اجل سيدة بهار أبنت ابى ..... )

لتبتسم بالم قبل ان تردف

( كنتِ تنتظري رحيلى أليس كذلك ؟!! )

لم تتحرك عضلة واحدة بوجه بهار او تتغير تلك التعابير الجامدة التى تحتله لتكمل ميرال تسائلها قائلة

( دائماً كنت اتساءل لماذا لم تحبينى ... لماذا لم تعتبريننى ككنة لك ليوم واحد فقط ... لقد كنت ارى بعينك دائماً انتظارك لرحيلي و الأن ... )

قاطعت بهار نبرات ميرال المتألمة و هى تردف بقسوة

( توقفى عن لعب دور الضحية ميرال ... فهذا لا يليق بكِ ابداً .... فانا اعلم جيداً سبب وجودك بهذا المنزل جيداً .... كما اعلم لماذا تقفين على بعد خطوات من تلك الغرفة القابعة خلفك !!! )

بهتت ملامح ميرال بشكل واضح لكن نبراتها كانت أكثر ثبات من جسدها الذى اخذ يهتز و هى تهمس

( أنتِ ... ماذا تقولين ؟!! )

ابتسمت بهار بقسوة و هى ترمقها بذات الحدة قائلة

( ملامحك ميرال !!! ...... انظرى لنفسك و أنتِ سوف تعلمي .... فملامحك تفضحك الأن كما كانت تفضحك من قبل .... )

صمتت لتحتد نبراتها أكثر و هى تقول

( تفضحك بكل مرة كنتِ تنظرين بها لأردال .... بكل مرة تتحطم أحلامك و أنتِ تستيقظين على واقع أنكِ زوجة آسر و ليس هو ..... تتحطم بشكل يمزقك بكل مرة تنظرين لأردال و هو مع صديقتك المقربة ..... حتى انتهى بك الأمر و أنتِ تُدركي أنكِ لم و لن تكوني أحد اختياراته حينما تزوج بنارفين .... هل اكتفيت ام اكمل لك ميرال )

تجمدت ملامح ميرال و هى تحارب السخونة التى تجمعت داخل مقلتيها لكنها لم تستطع احتمال تلك الكلمات التى عادت بهار لتغرسها بعنف أكبر داخل قلبها حينما قالت

( و أنتِ الأن تحاولي استغلال تلك الفرصة أليس كذلك .... فرصة عودت تاليا!! )

تراجعت بهار خطوة للخلف و ملامحها لا تزال ثابته لتنهى كلامها قائلة دون رحمة

( لكنك لن تستطيعي فعل شئ .... فأردال لن يترك نارفين مهما حاولت أنتِ او تاليا هذه ... فنارفين تحمل طفله داخل أحشائها !!!!! )

جحظت مقلتي ميرال و هى تتابع قامة السيدة بهار تبتعد لكن بالرغم من شعور الالم الذى اخذ يدب بكيانها و هذا الضيق الذى حل على صدرها لكن عقلها اخذها لمكان بعيد كل البعد عن ذلك الواقع المؤلم التى تعيش به و حقيقة واحدة فقط تضح أمامها لتتمتم بهمس مبحوح يحمل راحة عجيبة بداخله !!

( حامل !! .... نارفين تحمل طفل أردال ؟!!! .... يااااالهى كم هى الحياة عادلة معك تاليا !! )

لتشهق بعدها و عبراتها تنزلق بخفة بينما كفها ارتفعت لتلجم تلك الشهقة التى كادت ان تتحر و عينيها ترتجف كعنف ارتجاف صدرها و صراع عجيب بين مشاعر متناقضة أخذت تهاجم كيانها !!

***
يتبع...


رحمة غنيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
كاتبة بقصص من وحى الاعضاء