عرض مشاركة واحدة
قديم 21-10-20, 11:25 PM   #751

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الثاني و العشرون ج1




مساء الخير للجميع
نظرا لظروف شخصية حينزل نص فصل الليلة و باقي الفصل نكمله الأسبوع القادم
بعتذر من قلبي



الفصل الثاني و العشرون ج1


بعد شهر....
هلت بوادر الشتاء برياح خفيفة باردة و بضع قطرات مطر متساقطة على فترات متباعدة...و رغم عدم انتظام الطقس و ثباته لم تتوقفن سيدات المجتمع الراقي عن ممارسة رياضتهن الصباحية...يتحدين تقلبات المناخ كما يتحدين شيخوختهن...هدأت من سرعة ركضها تدريجيا حينما اوشكت على انهاء عدد الدورات المخصصة لها يوميا...و عند بلوغ خط النهاية خرجت من المضمار لتتوجه برشاقة متنافية مع عمرها نحو الطاولة المتواجد عليها صديقاتها...
(تبدين أصغر سنا في هذه الحلة الرياضية لبنى...)
التقطت زجاجة المياه من فوق الطاولة ترتشف منها سعيدة بإشادة قريناتها بها...انهت ما تفعله لتغلق الزجاجة قائلة بتفاخر...
(هذا ما قلته لنفسي اليوم صباحا حينما نظرت للمرآة)
تبادلن الضحك رغم امتعاض البعض منهن مما قيل...جلست لبنى في مكانها بينهن يتسامرن في امور معظمها غير مجدية...مرت فترة لا بأس بها لتجذب انتباه لبنى جملة صديقتها المندهشة حالما رأت امرأة ما...
(ماذا تفعل هذه هنا لا أصدق أن أمن النادي سمح لها بالدخول)
التفتت لبنى حيث المرأة المقصودة لتتسع عيناها بغضب من رؤية هيام هنا...هذه التي لا تساوي شيء بينهن منحها طارق حق الاقتراب و ربما المنافسة فلا تنكر انه رغم سنين عمرها المقاربة لها إلا انها جميلة كابنتها...وجهت اخرى منهن سؤالا للبنى بدا التهكم من نبرتها واضحا...
(أليست هذه حماة حمى ابنك لبنى؟!)
تنفست لبنى انفاسا لاعنة مكتفية بنظرات ممتعضة كإجابة على السؤال...تكلمت الأولى مجددا في محاولة لإزالة الحرج...
(الرجال مهما بلغت درجة رشدهم سيظلون رجالا حينما يرون أنثى تعجبهم!...لا تتضايقي لبنى ليس الكثيرات هنا يعرفن عنها)
هزت لبنى رأسها بتفهم منفعل و بداخلها تود لو تذهب تقتلع شعرات هيام المتطايرة حول لباسها الأنيق الذي لا تستحقه حقيرة مثلها...
و على الجانب الأيسر من الطاولة مالت واحدة منهن على صديقة مجاورة تتساءل بخفوت...
(هل تزوج السيد طارق من هذه المرأة حقا؟!)
اجابتها صديقتها بنفس الخفوت متحاشية غضب لبنى...
(ليس منها بل من ابنتها...فتاة في مثل عمر ميرنا ابنته!)
اتسعت عينا المتسائلة لتهمس بدهشة كبيرة...
(متى حدث هذا و كيف لم أعرف؟!!)
اجابتها صديقتها مجددا بتفصيل...
(الأمر حدث قبل أشهر حينما كنتِ في لندن شيرين كما أن السيد طارق تزوج بحفل صغير يضم الاقارب و المعارف من الدرجة الاولى)
هزت شيرين رأسها ببطء و لا تزال نظرة الصدمة على محياها...رمقت لبنى طويلا و بداخلها تعرف أنه يجب أن تخبر السيد طارق عما تعرفه...ربما لم يعرف!!!
جلوس هيام على طاولة قريبة و تعرفها على بعض السيدات جعل لبنى تشيط من الغضب...نهضت بسرعة فلم يعد في مجال صبرها شبرا فارغا تقول...
(سئمت الجلوس هنا سأذهب لأجلس عند المسبح)
انتهزت شيرين فرصة وجود لبنى بمفردها لتهب واقفة و تتخذ خطواتها خلفها ناوية ان تخبرها لتخبر هي طارق...
(لبنى انتظري...)
التفتت لبنى تبتسم بأناقة قائلة...
(تعالِ شيري )
وقفت شيرين امامها تقول باضطراب...
(عليكِ معرفة شيئا هاما للغاية)
عقدت لبنى ما بين حاجبيها تقول...
(تبدين متوترة...دعينا نجلس اولا ثم نتحدث)
بعدما ذهبتا عند المسبح جلستا متقابلتين لتبدأ شيرين الحديث...
(هذه اول مرة اعرف ان السيد طارق تزوج)
هزت لبنى رأسها بعصبية تقول..
(هذا جيد لكِ صدقيني فزيجته تثير ذهولي)
تلعثمت شيرين قبل ان تقول...
(ذهولك سيزداد بعدما تعرفين ما اعرفه عن هذا المرأة التي تعد حماته)
ضيقت لبنى عينيها بترقب تسأل...
(و ما الذي تعرفينه؟!)
تنهدت شيرين ببطء تقول...
(هل تذكرين ما حدث مع ألفت قبل بضعة و عشرين عاما)
ازداد ضيق عين لبنى و هي تعتصر ذاكرتها لكن صوت شيرين جاء يخلصها من مهمة التذكر...
(حينما اكتشفت أن زوجها رأفت رياض تزوج عليها سرا...وقتها طلبت الطلاق و استعادة اموالها بتصفية اعمالهما المشتركة و ليدرك الموقف طلق زوجته الثانية و عاد لألفت صاغرا مدعيا انها غلطة لن تتكرر)
عادت لبنى بظهرها للخلف تستطرد بتعجب من فحوى الحديث...
(نعم تذكرت هذا...و بعدها انتشر خبر ان زوجته الثانية رضخت للطلاق بعدما دفع لها مقابل زيجتهما كما اعتقد فتعرفين علاقتي بألفت ليست وطيدة مثلك كما أنهم تكتموا على ذلك الخبر لأجل صورتها بيننا...ما شأن هذا بزواج طارق طلال؟!)
رمقتها شيرين بنظرة ذات مغزى جعلت لبنى تتأهب في جلستها متسعة العينين تهمس ببطء مشدوه...
(لا تقولي....)
هزت شيرين رأسها تستطرد بالتفصيل...
(للأسف هذه هي يا لبنى...ما عرفناه وقتها ان رأفت لم يكن الأول و ان قبولها للمال شيء معتاد منها...ببساطة هي تتزوج لأجل المقابل المادي)
فغرت لبنى فمها بذهول اصابها بالتحجر...عقلها لا يستوعب ان طارق تزوج من حثالة البشر...هل يعرف بشأن هذا كله؟!...بالتأكيد يعرف فهو لا يتخذ خطواته دون دراسة...لكن كيف تغاضى عن ماضي مهين كماضي هيام...صوت شيرين اخرجها من شرودها حينما قالت...
(يجب على السيد طارق ان يعرف لبنى...ربما هذه المرأة و ابنتها طامعتين في امواله)
تنفست لبنى نفسا عميقا ترتب معه ما تريد فعله بتأني...رفعت ذقنها عاليا تقول بنبرة مستلذة...
(طبعا يجب أن يعرف...في الواقع كلهم يجب ان يعرفوا)
بعد ساعة...
وصلت بيتها في اقصى حالات الانتشاء فلقد كتبت قصة بعنوان نهاية فلك و أمها للأبد و ها هي ستقرأ اول فصولها...وجدت ميرنا جالسة في البهو الكبير تقلب بملل في صفحات احدى مجلات الموضة بينما ترتشف من كأس عصيرها...نادت عليها اثناء تقدمها فرفعت ميرنا وجهها تبتسم بسمة باهتة تردف...
(صباح الخير...هل انتهى تمرينك في النادي؟)
وصلت لبنى اليها تلقي حقيبتها فوق الطاولة امام ميرنا تجلس جوارها تقول بصوت لاهث...
(لا يوجد خير ميرنا ابدا...لقد عرفت اليوم شيئا سيدمر سمعة والدك و ربما يخسره كل امواله!)
ارتعدت ميرنا فتركت المجلة من يدها تتساءل برعب...
(ما به أبي؟!!!)
تعمدت لبنى اثارة خوفها اكثر فتباطأت حروفها حتى قالت...
(فلك و أمها...)
اسمان كفيلان بتحويل ميرنا من فراشة رقيقة الى نحلة تلدغ بقسوة...اعتمت عيناها بشر يتصاعد كلما تعمقت لبنى في قص ما سمعته عليها بكل نفس راضية...
*************
(صباح الخير طارق...اعتذر لأنني لم استيقظ معك اليوم ايضا، لا أعرف ما هذا الخمول الذي يلازمني منذ فترة طويلة...نعم أتناوله حاليا لا تقلق...انتبه لنفسك)
وضعت الهاتف فوق طاولة الطعام بعدما اطمأنت على طارق و الذي ذهب لشركته دون ان تراه كحالها مؤخرا...تناولت قطعة جبن تأكلها بتمهل ضجر...لا تحب ان تفطر بمفردها و أمها منذ عرفت طريق النادي باتت تذهب هناك كل صباح تناطح نساء الطبقة الراقية...وضعت الشوكة من يدها في الطبق لتلتقط الهاتف مجددا و تتصل بها...لحظات و سمعت رنينه الصادح يقترب منها...رفعت رأسها تجاه باب غرفة الطعام فوجدت الخادمة آتية تحمله بين يديها قائلة...
(سيدة فلك يبدو أن السيدة هيام نسيت هاتفها هنا!)
ابعدت فلك الهاتف عن أذنها تهمس بضجر...
(آه أمي!!)
بسطت يدها للخادمة تقول بصوت شاكر...
(هاته وردة شكرا لك)
تقدمت وردة منها تمد كفها و تعطها إياه فالتقطته فلك كما التقطت كف الخادمة بعدما رأت الضمادة الملفوفة حول اصابعها...اتسعت عيناها بقلق حقيقي تسألها...
(ما بها يدك وردة هل آذيتِ نفسك اثناء العمل؟!)
تكلمت وردة بنبرة مهتزة...
(انه جرح بسيط سيدتي لا بأس اعتدت على ما هو أكبر منه)
رمقتها فلك بنظرة متعاطفة فقط أشهر معدودة فصلتها عن مكانة مشابهة و جروح نازفا جسديا و نفسيا...ابتسمت بحنو تربت فوق كف الخادمة و تقول...
(اهتمي بنفسك و لا تتهاوني في حالة الجروح قد تتفاقم لا قدر الله...خذي اليوم اجازة و ارتاحي في بيتك)
بهتت ملامح وردة و هي تستقبل العطف من فلك...منذ باتت سيدة القصر و هي تحسن معاملة الجميع و تعاملهم و كأنها لا تزال واحدة منهم...طيبة القلب كما هي حتى مع اختلاف مكانتها الجديدة...لولا الحاجة و العوز ما كانت ساعدت لبنى في نقل اخبار السيد طارق و فلك ابدا و يشهد الله انها صادقة...همست بصوت يشعر بالذنب...
(لا بأس صدقيني سيدتي أنا بخير)
رفضت فلك الانصياع لها فقالت بأمر حنون...
(لستِ بخير وردة أنتِ تضمدين ثلاثة أصابع دفعة واحدة...خذي اجازة حبيبتي اليوم فلن يأتي أي ضيوف لنا و الطاهي سيعد الغداء و العشاء فلا يوجد مهام كثيرة تحتاجك)
اومأت وردة بصمت لتفلت فلك يدها ببسمة مشجعة...ابتعدت الخادمة قليلا ثم عاودت الاقتراب تشكرها بصوت آسف لما تفعله في حقها...
(شكرا لك سيدة فلك أراح الله قلبك كما تريحينا)
التمعت عينا فلك بتأثر و بداخلها تشعر و كأنها حُرمت من الدعاء لها منذ قرون...ابتسمت بسمة زادت بهاء وجهها لتقول...
(آمين يا وردة...آمين)
تابعتها حتى خرجت من غرفة الطعام لتعود بظهرها للخلف تستند برأسها عليه...شردت في الفراغ أمامها بصمت يزداد ثقله تدريجيا...أخر لقاء لها مع أيوب في الحي قبل شهر تقريبا...لقاء لم تكن تضعه في الحسبان او ربما وضعته لكنها لم تكن تتخيل قسوته التي ما زالت واقعة تحت شدتها...لقد تزوج و هذا كان واضحا من موضع حلقته الفضية في يده اليسرى إذًا فشلت زوجته في مساعدته على النسيان...فلتت آه متألمة على حاله من بين شفتيها لتهمس بصوت مختنق...
(يا رب أسعد قلبه فهو يستحق الخير حتى لو كرهني مقابل أن تستقر حياته لا بأس فأنا أستحق هذا...أرجوك كان أحسن الناس في معاملتي و أساءت أنا معاملته فكما منحتني الراحة أمنحه أضعافها)
انتفضت في جلستها حينما وصلها صوت الضجيج في البهو...وضعت يدها فوق صدرها تشعر بقلبها المنقبض و المتوجس يهدر بعنف خلف ضلوعها...وقفت من مقعدها و تحركت ببطء تجاه الباب لتتضح الأصوات لها...
(سيدة ميرنا السيدة فلك ليست بالأعلى...انتظري أرجوك)
خرجت فلك لتستقبلها وردة المضطربة تقول...
(سيدة فلك السيدة ميرنا غاضبة للغاية و تبحث عنك)
هزت فلك رأسها متفهمة لتهمس بصوت متوتر غصبا...
(حسنا سأصعد لها...)
صعدت درجات السلم بقلق من صوت ميرنا الهادر و هي تنادي عليها و على هيام...وصلت الى الرواق لتصطدم بها ميرنا فتتوقف كلتاهما تحدقان في بعضيهما بصمت متقد عند ميرنا متوجس عند فلك...انهت فلك وصله التحديق حينما قالت بهدوء رغم توترها...
(هل يدخل احدهم البيت بهذه الطريقة؟!!!)
رمقتها ميرنا بحدة تصرخ في وجهها...
(من أنتِ لتعلميني كيف أدخل بيت أبي و اتعامل فيه...من سمح لك بأن تدخلي حياتنا من الأساس...لكن لا بأس سأركلك منها كما دخلتها لكن بعدما أفضح أمركما لأبي)
تأجج الغضب في دماء فلك فركنت التوتر جانبا لتناطح ميرنا بذقن مرفوع...
(أنا زوجة والدك و هو من منحني حق التدخل في كل شيء يخص هذا المكان...بيتي)
ناظرتها ميرنا باحتقار تقول...
(هذا ليس بيتك و لن يصبح...أبي بعدما يعرف حقيقتك سيطردك من حياتنا كنكرة لا قيمة لها)
ضيقت فلك عينيها متسائلة...
(حقيقتي؟؟!)
اقتربت منها ميرنا لتقف في مواجهتها تقول بصوت لاعن...
(هذا الدور الذي تمثلينه الآن لن يشفع لقد كُشفت حقيقتك أنت و أمك يا سيدة القصر المحترمة!)
احتدت نظرة فلك لتقبض على ذراع ميرنا و تنظر في عينيها تتحدث بقوة نابعة من قرارة نفسها التي تعرفها جيدا...و ما تعرفه أن فلك محفوظة بداخلها لم تتلوث و لم تبيع جسدها حتى تحت مسمى الزواج...
(كلامك ألمح به ما لا يعجبني ميرنا إما أن تتحدثي أو تخرجي من هنا ما دام لا تحترمي صاحبة المكان)
اطلقت ميرنا ضحكة مهتزة بانفعال تسحب ذراعها بحدة من قبضة فلك قائلة بسخرية...
(صاحبة المكان!!...حسنا دعينا نعرض على أبي ماضي والدة صاحبة المكان و نخبره انها كانت تتزوج عفوا اقصد تبيع نفسها بمقابل مادي)
بهتت ملامح فلك فجأة و عار ما فعلته أمها يكبلها...هيام و حياة هيام نقطة سوداء لا تزال ملتصقة بروحها...تاهت نظرتها عن ميرنا و عقلها بدأ يعمل قليلا و يتساءل هل طارق يعرف عن ماضي هيام؟!...كيف بحق الله لم تفكر في هذا الأمر من قبل...لحظة ألم تخبره ليلة زفافهما بأنها ظنت نفسها كهيام باعت لمن دفع أكثر و هو اعترض على هذا!!...تبا فلك كيف مرت هذه الأحداث دون أن تفكري بها و لكن حالتها حينها لم تكن ابدا تسمح بالتفكير...كانت منتهكة بكل صدق و لم تصدق انها وجدت حنانا يعوضها فلم يشيء عقلها ان ينزع منها كل هذا و يعيد اسئلة تهدد عالمها الجديد!!!...يا الله طارق يعرف ماضيهما هذه حقيقة مرة للغاية فلك!...
(ترى كم رجل قبل أبي تزوجته لأجل المال ؟!...كم رجل خر صريعا لجمالك الملوث و لامسه ثم دفع ثمنه لك؟!...كم بيت خربتي غير آبهة بحال ساكنيه ما دام هناك مال ستبيعين الدنيا و من عليها!)
ابتلعت فلك ريقها ببطء تسأل بصوت مرهق...
(ما الذي تقولينه؟!)
صرخت ميرنا عاليا بكل غضبها و خوفها على والدها...
(أقول أنك مجرد حقيرة كوالدتك تتزوجان لأجل المال كم يثير غثياني هذا... يا لك من رخيصة!!)
رخيصة مجددا...لماذا هذا العذاب...بأي ذنب تُحاسب هي...هل يعنفها الناس لكونها حافظت على نفسها وسط بيئة تدفعها لبيع نفسها و إن اختلفت رؤية والدتها لهذا...هل بعدما تحملت و صبرت تخرج مجرد...رخيصة!!
الكلمة تحرقها و تذكرها بأيوب و لفظه لها من حياته...لم تتمالك نفسها و هي ترفع كفها و تصفع ميرنا بكل قوتها...تصفع مجتمع ظالم...أناس لا ترحم...قلوب لا تعرف العهود...
(أخرسي...)
صرختها كانت عنيفة و نظرتها توحشت فهي هنا الحامي و الداعم الوحيد لنفسها...تمسكت بذراع ميرنا المذهولة و التي تسمرت مكانها تضع كفها فوق موضع الصفعة...سحبتها فلك بحدة تقول بأمر قاطع...
(للخارج حتى يأتي والدك أنا لن أسمح لك بالبقاء هنا)
توحشت نظرة ميرنا لتنفض ذراعها من فلك و تقبض على كتفيها ترجها بقسوة صارخة بهستيرية...
(هل صفعتني للتو؟!...و تطرديني من بيتي ايضا؟!...من أنتِ ايتها الوضيعة لتلامسي اسيادك لا أن تصفعينهم... سأجعلك تندمين على اليوم الذي أتيت فيه مع أمك الحقيرة الى هنا)
تهتز بين كفي ميرنا بقوة جعلتها تشعر بالدوار الشديد...عيناها غامتا بتشوش و قلبها تشعر به يتباطأ في نبضه...اغمضت عينيها حينما اسودت الرؤية و حينما فتحتهما مجددا اطلقت صرخة مرتعبة تشعر بنفسها تنزلق للأسفل بعدما دفعتها ميرنا بغلٍ للخلف...ألم رهيب تشعره مع كل درجة من درجات السلم الذي ترتطم به...و كأن روحها تُسحب منها تدريجيا...استوت على الأرض اخيرا بعدما وصل جسدها للأسفل فلم تقوَ على تحريك ساكنا مع هذا الألم الذي احتل كل خلاياها...اغمضت عينيها بتعب تدعو أن يكون كل هذا مجرد وهم ستفيق منه قريبا...
وصلت ميرنا الى جسدها تتفحصها بأعين مرتعبة...لم تقصد دفعها هي انزلقت من بين يديها دون قصد...اتسعت عيناها بصدمة تخرج هاتفها و تتصل بحماتها...
(ماذا أفعل لقد سقطت من على الدرج دون قصد مني و...و هناك بقعة دماء اسفلها!!!)



...يتبع...















AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس