عرض مشاركة واحدة
قديم 21-10-20, 11:29 PM   #753

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الثاني و العشرون ج1




يقفون جميعا خارج الغرفة منتظرين الطبيب المعالج ليخرج و يريح قلوبهم...طارق يقف على اعصابه تجاوره هيام المرتعبة على ابنتها...بينما تجلس ميرنا على كرسي من كراسي الممر ترمق الباب بأعين متوترة و تقضم في اظافرها...جوارها لبنى باهتة الملامح تفكر بعمق رغم ذلك و يقف جوارها باهر ابنها...
خرج الطبيب فأسرع طارق يسأله بلهفة غير مخفية...
(كيف هي الآن؟!)
تكلم الطبيب بوجه جامد الملامح...
(أصبحت بخير... لقد قمنا بإيقاف النزيف و اعطيناها حقنة مثبتة لأجل الجنين)
تجمد طارق للحظات يستوعب ما قيل ثم همس متسائلا بعدم تصديق...
(هل فلك حامل؟!!!)
اومأ الطبيب بعملية يقول...
(نعم و يبدو أنها لم تكن تعرف بعد هي ايضا لقد تفاجأت حينما اخبرتها بالداخل)
قفزت هيام الى الطبيب تسأله بسعادة كبيرة...
(هل وضع الجنين سليم؟!)
اجابها الطبيب بهدوء...
(الوضع حاليا ليس مستقرا تماما عليها الراحة التامة في السرير و عدم بذل اي مجهود حتى يستقر الحمل فهي في شهرها الثاني)
هزت هيام رأسها متفهمة حتى تركهم الطبيب فالتفتت لطارق المتسمر بذهول من هذا الخبر لتقول ببسمة متسعة...
(مبارك سيد طارق ألا تريد رؤية فلك و المباركة لها؟!)
اومأ لها بصمت بدد اتزانه قليلا ليدلف الى فلك...بينما هي وقفت أمام باب الغرفة تناظر ميرنا و لبنى بنظرات مخيفة...ابتلعت ميرنا ريقها بقلق من ان تتهمها فلك بأي شيء رغم ضياع افكارها بعدما سمعت خبر حملها إلا ان اعتراف فلك اكثر تخويفا لها...تمسكت بيد باهر بعدما وقفت و وصلت اليه تهمس...
(اشعر بالعطش دعنا ننزل للكافيتريا)
اصطحبها بموافقة بعدما سأل والدته و هيام ان كانتا تحتاجان لشيء ما من الكافيتريا...تتبعتهما هيام حتى اختفيا فتوجهت الى لبنى تقف امامها قائلة بهدوء...
(كانت هناك قطة مسكينة تعيش في فناء بيتنا المتهالك في الحي...كنت أراقبها من بعيد لبعيد و اتعجب من حالها حينما تجد الطعام فتأكل بنهم تاركة صغارها خلفها دون سؤال...و في يوم حاولت التقاط اصغر ابناءها لأطعمه فما كان منها إلا أن خربشت يدي و تركت جرحا دام لوقت طويل...اندهشت من خوفها عليهم و هي التي لا تهتم سوى بنفسها فقررت أن اراقبها عن كثب لربما توصلت لشيء ما...و في نفس اليوم ليلا فعلت ما تفعله و أكلت بنهم مجددا دون سؤال عنهم لكنني بدلا من التعجب زدت في وقت مراقبتي قليلا لأجدهم تنهي طعامها و تسرع ترضعهم من حليبها برضا كبير...)
رفعت لبنى لها عينين ضجرتين تقول...
(و من اخبرك أنني تواقة لسماع هذا الحديث؟!)
مالت هيام بوجهها اليها تقول بلهجة تهديد صريحة...
(أعرف أنك وراء كل ما حصل لابنتي كما اعرف انك تحركين ميرنا كيفما تشائين...و اعرف ان فلك لن تخبر زوجها عما حدث و أنتِ ايضا تعرفين كل هذا...لكن ما لا تعرفينه انني قد ابدو غير مهتمة بابنتي لكنني في اتم استعدادي لأنهش لحم من يهدد حياتها الجديدة)
احتدت نظرة لبنى لتقولها بصراحة هي ايضا...
(حياة ابنتك الجديدة التي ستدر عليك بالمال أليس كذلك...لا تحسبي أنني لم أعرف عن ماضيك المشين شيئا...هل تتذكرين رأفت رياض هيام؟!!)
ذبلت ملامح هيام بشدة فاستقامت تبتعد عن لبنى تحدقها بغضب كبير...ابتسمت لبنى بنصر تقول...
(ماذا هل يؤلمك الأمر؟!...لم أكن اظن أن امرأة مثلك تتأذى و لديها مشاعر فكله بثمنه في عرفك!)
جزت هيام فوق ضروسها تناطح لبنى في لعبة كشف الاوراق الغير شريفة...
(اعتدت أن أدهس المشاعر بحذاء الواقع سيدة لبنى و صدقيني هذا افضل من ان الهث خلفها لأحقق رغبتي في الزواج من رجل لا يراني حتى)
هبت لبنى واقفة تسألها بحدة متوترة...
(بماذا تتفوهين يا أنتِ؟!)
ضحكت هيام باستفزاز تقول...
(لست غافلة عنكِ و عن رغبتك في الزواج من السيد طارق...تبدين مفضوحة لي جدا و أنتِ تحركين ابنته فقط لتقتربي منه...)
احتدت نبرة هيام و نظرتها تتوعد للبنى...
(اخرجي فلك من رأسك و ابتعدي عنا حتى لا أفضح أمرك للجميع...سيدة لبنى)
تركتها تتحرك ناحية الغرفة لتطمئن على ابنتها بينما لبنى صرخت صرخة مكتومة من الغيظ و بداخلها يزداد مقدار الحقد و الوعيد...
بالداخل...
تقدم طارق من فلك المستريحة فوق السرير بخطوات اصابها البطء من الذهول...لقد ادهشه تقرير الطبيب قبل قليل و تصريحه بأنه سيصبح ابا و هو في مثل هذا العمر...لم يفكر لمرة من قبل بأن هذا سيكون ممكنا خاصة مع عزوفه عن الزواج...مشاعر جمة تساوره و تتزامن مع ايقاع قلبه الجديد...فلك ساعده الله كي يمنحها طفلا سيكمل معها الطريق بعد رحيله...كم يحمده الآن للطف اقداره فهو أعلم بضعف فلك و خوفه القابع قلبه عليها من تركها وحيدة من جديد...توقفت خطواته حينما رفعت عينيها اليه فابتسم بحنان جارف يستأنف السير قائلا...
(حمدا لله على سلامتك حبيبتي...كيف حدث هذا و وقعتي من فوق الدرج؟!)
وصل اليها فارتجفت شفتاها بضعف تقول بصوت بلغ فيه عدم التصديق مبلغه...
(أنا حامل يا طارق!)
جلس عند ساقها يضع يده برفق فوقها قائلا بهدوء مبتهج...
(لقد عرفت من الطبيب...مبارك حبيبتي)
قضمت شفتيها المرتعشة تسأله بصوت متوجس...
(هل ستتركه لي و تتخلى عنا يوما ما؟!)
اتسعت عيناه بذهول من تفكيرها يسألها...
(ما الذي تقولينه فلك لمَ اترك زوجتي و ابني؟!)
اخفضت وجهها بذل تجدد منذ ادركت ان طارق يعرف عن ماضيهما كل شيء...و هي بغباء طفلة محرومة اسعد روحها حنانه فلم تسأل...لقد خافت ان تسأل حتى نفسها!...همست بصوت مختنق...
(انت تعرف حقيقتنا طارق...تعرف كيف كانت تتزوج أمي و كيف تخلى زوجها عني و حرمني من ابوته)
لم تتوقف يده عن التربيت فوق ساقها بل ضاعف لمساته الحنونة و كثف الرفق في صوته فقال...
(بالتأكيد أعرف فلك فلست رجلا يقدم على خطوات غير محسوبة في حياته...أعرف كل شيء كما اعرفك أنتِ و اعرف نقاءك)
رفعت وجهها بعدما غطت الدموع عينيها تهمس بوجع...
(لن تتخلي عني طارق أليس كذلك؟!)
وضعت يدها فوق بطنها تؤكد بسؤالها بعدما ادركت انها لم تصبح بمفردها الآن...بل بداخلها روح كتب الله عليها ان تحملها و كم يرعبها ان تُحمّلها ذلا و عار جديد دون ذنب لهما معا به...
(لن تتخلى عن ابنك طارق...لن تتركنا ابدا؟)
تقدم بجسده منها حتى وصل لرأسها يضمه الى صدره بقوة واعدا إياها بحنان...
(ابدا فلك...لن اتركك ابدا)
دفنت وجهها في صدره اكثر تقنع نفسها بأن القدر اخيرا منحها السلام و لا مجال للمزيد من الخوف...بينما هو تغيرت ملامحه ليعيد سؤاله الأول بترقب...
(لم تخبريني بعد كيف وقعتي فلك لقد كنت اهاتفك قبلها بقليل و حينما أتيت الى هنا عرفت ان ميرنا و باهر من نقلاكِ للمشفى هل...هل تشاجرتما هل ميرنا السبب؟!)

اهتزاز صوته بالقلق جعل انفاسها تخبو بصمت...لا يستحق منها ان تؤلم قلب الأب بداخله و تخبره عما فعلته ابنته...لقد تقبلها بكل ما بها من سوء و هي ستتقبل كل ما يحيط عالمه من سوء...همست بصوت خافت للغاية و احرف جافة
(لا...لقد اختل توازني و سقطت)
تنفس براحة كبيرة زادت بداخلها يقين أن علاقته بابنته لا يصح ان تتوتر بسببها...عادت ابتسامته من جديد ليقول بصوت سعيد...
(يجب ان تنتبهي لنفسك اكثر فلك لا بد و أن فترة الكسل الماضية كان سببها الحمل...كما يجب عليك الراحة و الاهتمام بالطفل...لا اصدق انني في هذا العمر سأجدد شعور أبوتي مع ابن من صلبي...آه تذكرت طفولة ميرنا كانت متعبة و مرهقة جدا في بدايتها لكنها تركت أثرا عظيما في روحي و انبتت بداخلي شعورا رائعا...)
رفعت وجهها له و في عينيها سؤال غير منطوق لكنه سمعه و اجاب عليه بصدق جلي...
(و كم أنا تواقا لحمل ابني منكِ بين يدي)
ارتعشت بسمتها الصغيرة فوق فمها فعادت تدفن وجهها في صدره بطمأنينة و راحة...طارق منحها كل شيء
دلفت هيام عليهما لتتوقف عند باب الغرفة تراقب صورة ابنتها بين احضان زوجها...ذات يوم تمنت ان يحتضنها رأفت و يبتهج لحملها كما طارق الآن وخزة الدموع الخائنة في عينيها جعلتها تبتلع ريقها بصعوبة لتفتعل بسمة متسعة و تهتف بسعادة بينما تتحرك لهما...
(مبارك سيد طارق...مبارك فلك)




...يتبع...











AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس