عرض مشاركة واحدة
قديم 21-10-20, 11:37 PM   #756

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الثاني و العشرون ج1




يتابع رص الأطباق فوق طاولة الطعام ثم يرفع بصره اليها و هي تأتي و تذهب الى المطبخ تستكمل مهمتها...نعم باتت حياتها هنا عبارة عن مهمة تؤديها على اكمل وجه كي يكون صادقا لكنها و للعجب لا ترضيه...لا يرضى بتحويل نفسها الى شخص يهتم بالبيت و الطعام حتى ملابسه و لا تخاطبه إلا قليلا...لا يرضى بنظرة الألم في عينيها منذ ما يزيد عن شهر...كل ما يحدث لا يرضيه بالمرة فلها عليه حقوق كما تغرقه بجميل واجباتها و بالتأكيد ما زالت تنحي اهمهم كما شرطت بألا يقربها دون حب...انتبه لخطواتها القادمة فرفع بصره حيث كرسيها البعيد عنه عن قصد بعدما وضعت كوب الشاي أمامه...بصمت مطبق باتت تعامله به حملت كوبها الخزفي ترتشف من محتواه...تنهد بضيق من نفسه قبلها فلا يصدق أنه كان بغيضا كل هذا البغض في بدء زواجهما حينما كان صامتا لا يحدثها...انها ترد له ما فعله معها و كم توجعه تصرفاتها لو تعرف!...تناول رغيف خبز ساخن يقسمه نصفين متساويين ليضع نصف أمامها قائلا بصوت هادئ...
(لا تتركِني أتناول الفطور بمفردي اليوم ايضا...)
لاحظ توتر انفاسها قبل ان تقول بثبات....
(لقد تناولته..)
صوت تنهيدته هذه المرة كان مسموعا فقال بصوت ارتفعت نبرته قليلا...
(صبي المخبز جلب الخبز قبل قليل فقط كيف فطرتي!!)
وضعت كوبها فوق السفرة تقول دون ان تنظر له...
(سأتناوله بعد قليل لا تشغل بالك بي)
تكورت يده فوق السفرة ليهمهم بصوت اصابه ذنب صاحبه بالتعب...
(لا حول و لا قوة إلا بالله...متى سننتهي من كل هذا متى سيتوقف بعدك عني هذا؟!...)
ناظرته نظرة متألمة بتعجب كبير ماذا تخبره هي؟!...أتخبره بأنها تموت حرجا تنعي كرامتها كلما تذكرت أنها طلبت منه ان يحبها...ترتعب من أن تقترب فتحترق مجددا لو تأكدت من انه لا يزال يفكر في فلك...انها تموت و هي قريبة بعيدة هكذا و الله تموت... همست بحزن دفين...
(ليس بيدي...)
أبعد عينيه عنها للحظات ثم مال بجسده جانبا يفرد ذراعه و يسحب كرسيها الجالسة عليه بقوة مقربا إياها اليه...ينظر في عينيها المتسعتين بذهول فيلمح بين ذهولها وجع يعرفه عن ظهر قلب...لانت نظرته لها كحال كلماته التي عزز بها الرجاء ليقلل من شعورها بالانتقاص...
(وافقتي على البقاء و تحمُلي...صبرتي على علة قلبي و ما فعلته معكِ فلمَ البُعد يا ابنة الناس؟!...)
اهتزت انفاسها مما تراه في ملامحه... الآن ترى الألم جلي فيهتف قلبها بتوسل "أرحموا عزيز قوم ذله العشق و لجأ إليكم"...بينما يصرخ عقلها موبخا بتعنيف قاسٍ "و ما ذنبكِ أنتِ لتداوي جروحا لستِ سببها أوجعته و ستوجعكِ أكثر منه"...اسبلت اهدابها للأسفل بصمت تتقبض على يدي الكرسي تكبح عطفها عليه و دموعها لأجل حالهما...وصلها صوته الخافت طالبا بطمع و تمني...
(لن تتركيني آكل بمفردي بعد الآن...و غرفتنا ستعودين اليها فلن أنام بها وحيدا مجددا...منحتني الفرصة فكوني منصفة و امنحيها كاملة)
رفع وجهها بكفه يبتسم بسمة مهزوزة بسبب دموعها المتكدسة في عينيها فيقول...
(اقتربي و دعيني أعرفكِ أكثر مودة...دعيني أحبكِ يا بنت لتبقي معي و لا ترحلي)
شعرت بالحرج يلفها من تكرار مطلبها الغبي بلسانه...لكن ماذا تفعل و هي تعشقه عشق كمرض التصق بخلاياها فأصاب قلب طفولتها و صباها...لكنه حاول جاهدا أن يبدد شعورها فغمز بعينيه قائلا بصوت مازح...
(أصلا أنا لن أدعكِ ترحلين أبدا لكننا سنساير مطالبكِ كاملة لترضي...فقط لينال أيوب الرضا من هاتين العينين الحلوتين)
كلماته اثارت بها رجفة تذيب عظامها...انه يداعبها بلطف لم تعرفه معه منذ تزوجها...آه من الحب و ما يفعله بنا يعلو كموج كاسح فيبث بداخلنا لذة المغامرة و يُنسينا أن النهاية انجراف للعمق السحيق من ظلمة البحر...لا لن تصدقه على الأقل الآن فعشقه لفلك في سنوات لن يزول في أيام...ابدا لن يزول
حاولت الوقوف و الابتعاد عنه لكنه احكم قبضته على الكرسي ناظرا في عينيها بمشاغبة يقول...
(هل كنت أحدث نفسي يا بنت؟!...لأجل أيوب لا تبتعدي)
لأجلك أموت فداك لو فقط تعرف...
كتمت جملتها في قلبها تجلس صاغرة و تبعد عينيها عنه...تحركت يده الى السفرة يقطع الخبز و يغمسه بالعسل ثم يتحرك بلقمة الخبز اليها قائلا...
(دوما تقول أم أيوب أن العسل على وجبة الفطور مفيد...هيا تناوليها مني)
نظرت له نظرة مشتتة تراقب عينيه المبتسمتين لها...غصة مؤلمة نخزت قلبها بعدما تذكرت عينيه هاتين و هما تهربان منها بعد كل لقاء يجمعهما...لماذا جعلها تعيش ما عاشته؟!...تكلمت بإصرار بينما تتحرك في كرسيها متحاشية قربه...
(أيوب أفلتني...اخبرتك لا أريد أن اتناول فطوري الآن)
جز فوق ضروسه بحدة مكتومة...يريد أن يتخطى ما يمران به ليكفر عن ذنبه معها و يعيشا حياة هادئة طبيعية...لماذا تعاند و هي من طلبت القرب بل الحب...نظر لها بصمت للحظات ثم قرب كفه يجبرها على تناول لقمة العسل...ادخلها في فمها عنوة فأكلتها دون رغبتها بينما تزجره بنظراتها...حالها أمامه دفعه للتبسم رغم ان روحه عالقة بين حجرين كبيرين لا يتزحزحان هي و ذنبه معها...تنهد بخفوت يقترب منها قائلا...
(لن يزيدني العناد سوى قربا مودة...و لا تخافي لن أقترب إلا لأنني أريد أن أقترب و ليس لأنه مطلبكِ)
تضرجت وجنتاها بخجل فزادت بسمته رضا من ان قلبها في صفه على الأقل أما عقلها هذا سيتفاوض معه أكيد لكن ليمهد للقلب طريقا يزهر معه فيه أولا...قال بصوت جدي للغاية...
(الليلة ستعودين لغرفتنا و تنامين على سريرنا)
احتجت عيناها فأسرع موضحا بصوت صادق...
(لن ألمسك دون رغبتك مودة...لكن ساعديني لأشعر بدفء جسدكِ جواري و أعتاد عليه حتى إذا ابتعد عني أشعر بشيء ينقصني لا أقوى على العيش من دونه)
ارتعشت شفتاها بضعف نابع من قلقها...تهفو روحها كلها اليه...لا تستحي ان قالت انها تشتاق دفء جسده هو...بكل ما كان به من جمود كحجر لا بشر فقلبها يغزل من سوء افعاله ثوبا خيوطه حبها له ليستر عورة ذنبه في حقها...أتقبل و هي بكل هذا التشتت القرب منه...ستحتقر نفسها لو سلمت له دون حب...هي ليست جسد هي زوجته عليه أن يعي هذا جيدا...و عليها هي الصبر و التأني فلتتضح خطوته اليها و ستهرول هي اليه....
بعد قليل...
بعدما أجبرها على تناول الفطور معه اسرعت في جمع السفرة و النزول الى خالتها افضل من ان تبقى امام ناظريه...تعرف انه يكتشفها و كأنه يعرفها لأول مرة و لكن لم تكن تعرف انه سيربكها بقربه هذا...أيوب يبدو شابا مشاغبا و ربما خبيثا و هما على البر فماذا لو أحبها...اغمضت عينيها و قلبها ينبض بتمني ان يحبها فقط...
(مودة ما بكِ حبيبتي؟)
فتحت عينيها بسرعة تنظر لأم أيوب قائلة ببسمة مهتزة...
(لا شيء خالتي سلامتك...)
ربتت أم أيوب فوق ذراعها تبتسم ببشاشة و عينيها تتأرجحان بين الرغبة في الحديث و الصمت...لاحظتها مودة فعقدت ما بين حاجبيها تسألها بترقب...
(خالتي هل هناك شيء تودين اخباري به؟!)
ابعدت أم أيوب عينيها عن مودة تتكلم بنبرة ظهر بها التردد...
(لا حبيبتي...كنت سأقول فقط أن والدتك هاتفتني قبل قليل)
ضيقت مودة عينيها تهمس بخفوت...
(حقا!...هل اخبرتك شيئا ما ضايقك؟!)
ضحكت وجيدة ضحكة صغيرة تقول...
(أنا و أمك كالسمن على العسل لا تقلقي)
ابتسمت مودة براحة تتساءل...
(الحمد لله...إذًا لماذا ارى في عينيك رغبة في الحديث خالتي؟)
شملتها وجيدة بنظرة عين حانية تملس فوق وجهها و تقول...
(أدام الله عليك نظرتك المتفهمة للغير و روحك الطيبة...سأخبرك ما تكلمنا فيه أنا و والدتك لأنك طرف مهم به)
توجست مودة من طريقة الحديث المبهم فتساءلت بتوتر...
(خيرا خالتي؟!!)
تنهدت وجيدة لتقول بهدوء...
(خير إن شاء الله... فقط نحن و أهلك ننتظر كل شهر البشرى بخبر حملك لكنه لم يحدث بعد و هذا جعلنا نقلق قليلا)
ارتسمت البلاهة على وجه مودة لتقول بتقرير....
(أنا و أيوب لم نكمل نصف عام حتى!!!...ثم هذه الأمور بمشيئة الله خالتي)
اسرعت وجيدة تقول بتوضيح كي لا تحزنها...
(و نعم بالله حبيبتي...الله يعلم شوقي و لهفتي لأحمل ابناء أيوب لكن و الله كنت صبورة لولا أن والدتك أكثر مني لهفة...تعرفين بعدك عنهم يجعلهم يفكرون بك اكثر بكثير عن ذي قبل و يريدون ان يطمئنوا عليك للنهاية)
هزت مودة رأسها بتفهم تتمسك بيد خالتها و تقول ببسمة مريحة تطمئنهم رغم صعوبة رسم حياة موازية منافية حياتها الحقيقية مع أيوب....
(و أنا أكثر منكم لهفة لأحمل ابنا لي من أيوب...لا تقلقوا لقد شاهدت برنامج طبي على التلفاز قبل أسبوعين كان يتحدث عن الحمل و بعض الأمور النسائية و الطبيب قال لا بأس إن مر عام و نصف دون حمل في بداية الزواج و لا يجب أن نقلق إلا بعد انقضاء هذه المدة)
شهقت وجيدة بجزع تقول بدهشة....
(عام و نصف!!!...و ما الذي يجعلنا نصبر لعام و نصف دعينا نستشير دكتورة نسائية و نعرف هل هذا عادي أم لا قدر الله هناك مشكلة)
اسبلت مودة اهدابها للأسفل و قد فشلت في اخفاء حزنها...تود لو تصرخ بأن فعلا هناك مشكلة و صعبة جدا...كيف سيحدث الحمل و هي و زوجها كل منهما في وادٍ...كيف سيتذوق رحمها طعم الأمومة و من سيكون سببا بها زاهدا عنها و بعيدا...شعرت بكفي وجيدة يحطان على وجهها و يرفعاه لتستقبلها نظرة حانية بينما تقول...
(و الله لم أقصد ان احزنك ابنتي...سأخبرك حقيقة ما في نفسي ربما تقدرين خوفي...لقد قضت حكمة الله أن أكون عاقرا و هذا شعور موجع جدا لأي امرأة يا مودة لا أذاقه الله لنساء المسلمين...ستجدين خوفي و انتظاري مضاعفا عن أي شخص آخر فلا تحزني حبيبتي لم أقصد سوى ان أرى فرحتكما بطفل لهف قلب امرأة مثلي عليه)
شعرت مودة بوخز الدموع في عينيها فيا له من صباح مرهق من كل جانب...أسرعت تضم وجيدة اليها و تتحدث برقة صادقة...
(لست حزينة خالتي...و الله أنا ايضا أتوق لما تريدون لكنه قدر الله...فليطعمني الله ذرية صالحة تبهج قلوبكم)
ابتسمت وجيدة بتأثر تداري دموعها ببسمتها فخرجت من بين احضان مودة تقول بأمل واضح...
(اللهم آمين...هل ستوافقين على الذهاب معي للدكتورة النسائية فقط ليطمئن قلبي و قلب والدتك)
اومأت مودة بموافقة باسمة فلا تملك ها هنا سوى القبول فلا أحد غيرها يعرف ما سبب تأخر الحمل و لا تستطيع النطق به....
اسعد قبولها قلب وجيدة فابتعدت سريعا للداخل بينما تتحدث بلهفة كبيرة...
(سأهاتف عيادة الدكتورة لنحجز موعد...إن شاء الله سنجد مكانا لنا هذا الاسبوع )
تتبعت خروج خالتها من غرفة المعيشة فأحنت رأسها تهمهم بخفوت بينما تتحرك للخارج...
(لا بأس دعينا نطمئن قلوبهم و دعِ الباقي لله سيصلح هو كل شيء...)
عند عتبة الغرفة بدلا من أن تستكمل خطواتها وجدت نفسها داخل احضانه في لحظة واحدة...شهقت مصدومة من وقوفه هنا فحاولت ان تبتعد لكن ما فعله جعلها تتصلب بين ذراعيه اللذين رفعهما يحاوط خصرها بهما و يشملها كلها داخله...برقت عيناها و انفاسها تعلو تدريجيا بصمت مترقب...أما هو فقد استمع لكل ما حدث فهذه عادة أم أيوب تتحدث في كل شيء و أي شيء بصوت عالٍ مسموع...و رغم صعوبة طلب أمه و ترقبهم الذي يبدو خانقا لأي امرأة تزوجت و ينتظرون خطوتها التالية التي ستتكلل بالحمل و انتظاره صوت شكوتها و حزنها إلا انها لم تشكو لم تتكلم بل حفظت سيرته و كتمت على نزف علته بستر صمتها...فلم يشعر بنفسه إلا و هو ينفذ هذه الرغبة الملحة بداخله ليضمها اليه شاكرا معترفا حامدا ان هذه البنت كتبها الله له...مال يقبل جانب رأسها قبلة من شدة دفئها اغمضت عينيها و جسدها يرتجف متمنيا الوصل بينهما من جديد...صوته الخافت يقشعر جلدها من نبرته و كلماته تخترق وجدانها كليا حينما همس...
(فليطعمني أنا الله حبك يا تاج الرأس...)
اخرجها من بين احضانه ليبتعد عنها منفذا لها مطلبها بألا يلمسها بطيب خاطر فلها ما تشاء ابنة الأصول...خرج من بوابة البقالة يرفع كفه فوق صدره يدق عليه بهدوء متمتما برجاء صادق للغاية...
(أنبض لأجلها...بل استحلفك بالله عجل في نبضك)





...انتهى...
...قراءة ممتعة....
موعدنا مع الجزء الثاني من الفصل الأسبوع المقبل إن شاء الله












AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس