عرض مشاركة واحدة
قديم 22-10-20, 03:12 PM   #117

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




Part 41


‏" وكنتُ أحبّ أن أقول الحقيقة، فلم يصدقني أحد، فأخذت أكذب ."

‏-ليرمنتوف-



تردد كلام فرانسوا في رأسها كثيراً ..
طلبت منه معلومات قد تُفيدها في نقاشها مع ريكس وهذه كانت إحدى المعلومات ..
عن كون الزعيم يُلقب بالبروفيسور !
الرعب إجتاحها داخلياً وهي تراه أمامها حقيقة فلم تتوقع مُقابلته في يوم من الأيام ..
كُل ما تعرفه هو أن والدها سرق منهم شيئاً ما لذا المنظمة تُطاردها ، إنه شيء بسيط تافه فلما هي الآن في حضرة الزعيم بنفسه !!
لما ؟!
لا يُمكنها التفسير !
هل الأمر أكبر من كونه مجرد سرقة عاديه ؟
أو ربما ما سُرق يخص الزعيم نفسه !
لا تعتقد هذا فتلك المرأة المُسماة بكارمن طلبت أن تقتلها إن لم تعترف لذا ....
أما كان من الأفضل أن يقتلوها بدلاً من أن تجد نفسها أمامه ؟
هي لم تعد تفهمهم إطلاقاً !

أما هو ..
فبقي يُراقب ردة فعلها بإبتسامة غريبه حتى بدأت هي الحديث قائله بحذر: لما ؟
هذا هو السؤال الوحيد الذي تبادر الى ذهنها ..
لما ؟
لما لم يقتلوها ؟
لما هي حية وأمامه هو ؟
وضع كأسه بهدوء تام على طاولة بجانب أريكته بينما كان مسترخياً في جلوسه يضع رجله اليُمنى على اليُسرى ..
شبك أصابعه ببعضها وهو لا يزال يبتسم إبتسامته تلك ويقول: لا تتظاهري بالغباء ، أنتِ تعرفين لما ..
لا .. هي قطعاً لا تعرف ..
لقد تعبت من تكرار هذه الإجابة على مسامع الجميع !!
وهذا لن يختلف عنهم ، هو أيضاً لن يُصدق كونها فاقده لذاكرتها !
لم يصدقها أحد من قبل فكيف بالزعيم الآن ؟
تذكرت ذاك الأصلع ، نعم هو في نهاية الأمر صدقها ..
لو أنه موجود لساندها وأكّد كلامها ..
نظرت حولها كمُحاولة يائسه للعثور عليه ولكن الغرفة كانت فارغه تماماً من البشر عداهما ..
عاودت تنظر إليه وقالت: وهل ستُصدقني أياً كانت إجابتي ؟
هز رأسه نفياً يقول: أنتِ كالحرباء مثلها تماماً ، لذا يستحيل أن أُصدقك إلا إن أخبرتني عن مكانه ..
عقدت حاجبها وهي تتسائل في نفسها عما يقصد ؟
هل يقصد ما سُرق ؟
إن كان أجل فماذا تفعل ! ذاكرتها عن هذا الأمر لم تعد بعد !!
هل سيكون مصيرها الموت ؟
لن يكون لديها خياراً آخراً سوى تلفيق كذبة مُقنعه تُخرجها مما هي فيه ..
هذا أفضل من أن تقول الحق وتجد التكذيب فهذا لن يوقعها سوى في مزيد من المشاكل ..
أجابته بهدوء: آسفه ، لا أستطيع إخبارك عن مكان ما تبحث عنه ..
نعم .. ما دام وصل الأمر أن يطلب منها الزعيم هذا فيعني أن ما سُرق مهم للغايه ولن يقتلوها حتى يحصلوا عليه ..
رغم أنها لا تفهم لما تلك المرأة أمرت بقتلها فدارسي والزعيم يبدون مستميتين للحصول عليه أكثر من أي شيء آخر ..
ولكن ما تخشاه الآن هو أن يأتي بذكر أُختها الصُغرى ويهددها بها ..
في هذه الحاله ، ستكون نقطة ضعف كبير لها ..
لتتمنى فحسب ألا يذكر الأمر ..

بقي ينظر إليها لفترة ليست بالقصيره بعدها قال: ما الذي تقصدينه بالضبط في قولك لن تُخبريني عن مكانه ؟
حاولت إخفاء توترها قدر المُستطاع فهي حتى الآن لا تعرف ما الذي سرقه والدها حتى تُجيبه ..
هل كانت ملفات ؟ أم جهاز تخزين ؟ أم ربما شيء آخر !
كيف ستُجيب على هذا السؤال دون أن تكشف كذبها ؟
أجابته بعد فترة صمت: وما غيره ؟ الشيء الذي لن يُمكنك العيش من دونه طبعاً ..
بقيت تُراقب ردة فعله لتعرف إن كانت إجابتها قد أصابت الهدف أو لا لذا كُل ما لاحظته هو وجه هادئ للغايه دون أي ردة فعل ..
تأكدت هُنا بأنها وُفقت في جملتها ، إذاً ما سُرق هو شيء ثمين للغايه بالنسبة له !
مد يده بعد فترة الصمت هذه وأخذ كأسه ليرشف منه وهو لا يزال هادئ الملامح وذاكرته تعود لسنين بعيده الى الوراء ..
بعدما أنهى شرب كأسه دون أن يشعر سألها بهدوء وعينيه لم يُزيحهما عن الكأس الفارغ: ما الذي قد يجعلك تتحدثين ؟
أجابته: لا شيء ، لا شيء سيُجبرني على إخبارك عن مكانه ..
سألها بالنبرة الهادئة ذاتها دون أن يرفع عينيه إليها: وما الذي ستستفيدنه من إخفائه ؟
فكرت لبرهة قبل أن تُجيبه: الإنتقام ، قتلتم والدي وصديقتي لذا في المُقابل سأحرص على أن لا تصلوا الى مرادكم ..
ضاقت عيناه لوهله عندما نطقت بـ"صديقتي" ليقول بعدها: حتى لو وصل الأذى الى المقربون منك ؟
أشاحت بنظرها عن وجهه هامسه: لقد وصل إليهم وإنتهى فما الجدوى من الحفاظ على شيء ليس بموجود ؟
قالت جملتها وهي تدعي مجدداً ألا يأتِ بذكر أختها الصغرى فهي الوحيدة التي بقيت لها ..
رفع عينيه أخيراً إليها وراقبها لفترة قبل أن يقول: حسناً أجيبيني ، ما نوع علاقتك بريكس ؟
عاودت النظر الى عينيه لفتره تفكر بنوع الإجابة التي عليها أن تُجيبها ..
هل قول الصدق سيُفيدها أم أن الكذب هنا هو المفيد أكثر ؟
أجابته بسؤال آخر تقول: ولما أنت مُهتم بنوع علاقتنا ؟ هل أنت والده لتقلق من إختياراته ؟
إبتسم إبتسامة غريبه يقول: وماذا لو قُلتُ أجل ؟
لم تستطع إطلاقاً إخفاء صدمتها العارمه من إجابته ليضحك هو في المُقابل رغماً عنه فلم يتوقع منها أن تُصدق سخريته الكاذبة هذه ..
عندما رأته يضحك إستوعبت كونها خُدعت من قِبله فأشاحت بنظرها عنه بإنزعاج هامسه: إسأله هو عن نوع علاقتنا ..
كانت سخريته هذه من صالحها لذا سيضن بأنها أجابته هذه الإجابة بدافع الغضب وليس لأنها بالفعل لا تعلم بماذا تُجيبه ..
إبتسم لها لفتره وسأل بعدها: وهل أخبرته ؟
عقدت حاجبها لوهله ثُم نظرت إليه تقول: عن ماذا ؟
رايان: أنتِ تعرفين عزيزتي أن ما يُهمني يهمه أيضاً بنفس المقدار لذا هل أخبرته ؟
ضاقت عيناها هامسه في داخلها: "هل يقصد بأن ما سُرق يُدين ريكس بنفس المقدار ؟!!! ولكن ريكس لم يسألني عن مكانه إطلاقاً بل بدى وكأنه مهتم بأمر آخر !"
تذكرت عندما أمسك ريكس بمعصمها سائلاً إياها عما يخفيه الزعيم ووالدته !
لحضه !!
همست داخلها: "لا تقولوا لي بأن ما يسعى خلفه الرئيس مختلف تماماً عما يسعى خلفه شركائه !! أجل فهذا يُفسر كون تلك المرأة أمرت بقتلي إن لم أعترف بينما الزعيم يبدو وكأنه سيموت ليعرف فقط مكان الشيء الذي يبحث عنه !! هل والدي سرق شيئان ؟ أم أنه سرق ملفات ما وبالمقابل يعرف معلومات خاصة عن أمر آخر ؟ هذا منطقي أكثر ويفسر الكثير من الأمور فالمنظمة تسعى خلف ما سُرق والزعيم يسعى خلف المعلومات !"
فكرت بداخلها هل تجيبه على سؤاله بأجل أو لا ؟
إن قالت أجل فستورط ريكس ليُصبح مطارداً من قِبل زعيمه لأجل معلومات لا يعرفها ، هذا لا يهمها ، يهمها كونها هل ستخرج من الأمر بأمان ؟
هل سيغض الرئيس الطرف عنها ويتركها وشأنها ساعياً خلف ريكس بما أنه يعمل تحت إمرته أم أن هذا سيجعله يفكر بقتلها فلم تعد هي الوحيدة التي تملك المعلومات ؟
لا ، لن تخاطر فلو كانت بمكانه فستأمر بالقتل فلا فائدة من وجود شخصان يعرفان بالسر ذاته ..
أجابته: ولما علي إخباره ؟ إنه سُر أؤتمن لي لذا لن أبوح به لأي أحد ..
إبتسم بهدوء وأخيراً وضع كأسه الفارغ على الطاولة وهو يقول: عنيدة مثلها تماماً ، لقد عرفت آليس لمن تودع سرها ..
دُهشت وأخفت دهشتها فوراً كي لا يُلاحظ هذا البرفيسور شيئاً ..
أشاحت بنظرها عنه تقول في نفسها: "هل يعني هذا بأن ما يبحث عنه أخبرتني تلك الآليس عنه وليس والدي ؟ ولما تُخبرني أنا ! أوليس من الأفضل لو أخبرت إبنها" !!
تذكرت الذكرى التي راودتها قبل قليل وهمست بداخلها: "لقد بدت علاقتي بها سيئه للغايه فكيف لهذا أن يحدث ؟؟؟! لا يُمكنني أن أفهم" !
شدت على أسنانها لتهمس: سُحقاً لذاكرتي الضائعة هذه !
هي الآن حقاً تُريد إسترجاعها أكثر من أي وقتٍ مضى ..
رفع عينيه إليها وقال: حسناً عزيزتي لننهي حوارنا بهذا السؤال ، هل أنتِ مُصرة على كتم هذا الأمر ؟
ترددت كثيراً فهي لا تعلم ما الذي سيفعله بعد إجابتها ..
لقد كشف وجهه لها وأخبرها حتى بإسمه الحقيقي ، لا تضن بأنه سيتركها تعيش مهما كانت إجابتها ..
عاد الرعب الشديد يسكن داخلها وترددت كثيراً كثيراً للغايه قبل أن تُجيبه: لا ..
هذه الإجابة الوحيدة التي تملكها فهي حقاً لا تعرف ما يبحث عنه ..
لا تملك غير هذه الإجابه ولا يمكنها حتى التراجع عند هذه النقطه وإخباره بأنها فاقده لذاكرتها فستبدو بمظهر ضعيف وشخص ساذج يتعلق بكذبات غير معقوله للخروج من الموقف ..
رفع ساعة معصمه التي تبدو باهضة الثمن وهو يقول: إنها الحادية عشر مساءاً ، وما دام أني أُحب لعبة صيد الفئران فسألعبها معك ..
عقدت حاجبها ليقول: لذا أريني قدرتك على الهرب ، سأمنحك 24 ساعة للإختباء وبعدها سيخرج ثلاثة من أفضل المغتالين بمنظمتي للحاق بك وقتلك ، أريني مهاراتك بالهرب ..
إتسعت عيناها بصدمة من كلامه ليقول بعد رؤيته لصدمتها: عزيزتي ، من يثر عش الدبابير عليه أن يجيد الركض أليس كذلك ؟
وقف وأخذ كأسه متجهاً ليصب لنفسه مزيداً من الشراب وهو يقول: أركضي جيداً ، وإبتعدي عن أحبائك فلن يكونوا على قيد الحياة إن رأوا مغتاليني الأعزاء ، حظاً موفقاً ..
وقفت فوراً تقول: لكن ....
ولم تدري بماذا تُكمل حديثها !!
الخوف الشديد نهش قلبها بالكامل !
إنها الوحيدة الآن التي تعرف عما يريده فلما يقتلها ؟!!
لقد كانت تضن بأنها تُسيطر على الأمر جيداً فلما إنتهى بها الى هذا المصير المروع ؟!
ماذا تفعل ؟ لا يبدو بأن ما ستقوله أياً كان سيُغير من رأيه فهو زعيم منظمة كامله في نهاية المطاف ..
هي خائفه ، خائفه جداً فلا تعلم لمن تلتجئ في عالمها هذا الذي قابلت فيه الكثير من الكاذبين والمُجرمين ..!!
بعدما صب لنفسه الشراب إلتفت ونظر إليها لفتره قبل أن يُشير الى الباب ويقول: أهربي من هنا ، الدقائق تمر والـ24 ساعه ليست بالمدة الطويلة كما تعتقدين ..
أشار بعدها الى علاقة خزفية مثبتةً بالحائط وقال: خذي معطفك فقد تكون هذه أبرد ليلة تمر بحياتك ..
تقدمت خطوة تجاه المعطف لتكتشف أن رجلها ترتجف بالكامل وبالكاد هي تقف عليها ..
هل الرعب الذي بداخلها كبير لهذه الدرجة !
بقيت إبتسامته على شفتيه وهو يرشف من كأسه وينظر إليها قبل أن يقول: ما دُمتُ تُشبهينها بعنادها فلا داعي لأن تموت هي وتبقين أنتِ على قيد الحياة ، يكفيني أن أعرف بأنك تعرفين عن ذلك السر ، فتاة فضولية مثلك يستحيل ألا تكون قد زارت المكان لمرة على الأقل في حياتها ، البحث خلف جميع الأماكن التي ذهبتي إليها ليس بالأمر المُستحيل ..
زادت إبتسامته وأكمل: لذا إن كُنتِ تضني بأنك ستلوين ذراع البروفيسور فقط لإمتلاكك لهذه المعلومه فأنتِ مُخطئه بالكامل ..
أشار الى الباب بعينيه وأكمل: مرت خمس دقائق ، الوقت ليس بصالحك صغيرتي ..
شدت على أسنانها فلقد كانت غبية بالكامل !!
إتجهت الى معطفها وخرجت من الباب وهو يُراقبها بإبتسامة غريبه ..
خرجت وكُل تفكيرها هو أن تتجه الى أقرب مكان للشرطة وتخبرهم عن موقعه ، عليها أن تبدأ هي الصيد قبل أن تُصطاد !!

***

‏3 February
‏3:23 am



إستيقظ من نومٍ -يكره أن يصفه بهذا- ولكنه كان نوماً عميقاً ومُريحاً للغايه ..
تلفت حوله ليجد نفسه في حجرته بداخل فيلا جينيفر فشعر ببعض الضيق كما يحدث معه دائماً ووقف مُغادراً السرير ..
وقف أمام النافذه ينظر الى المحيط الهادئ حوله فأنوار المنازل مُطفئة وصوت الهواء البارد الداخل عبر فُتحات النافذه هو ما يزعج هذا السكون التام في مثل هذا الوقت المتأخر من الليل ..
رفع يده ليفتح النافذه فوقعت عيناه على الضمادة التي تدل على أخذه لإبرة قبل فترة ليست بالقصيره ..
نظر إليها لفتره فهذه الإبرة أو بالأصح هذه الجرعة أراحته من الصداع الذي نهش رأسه في اليومين الماضيين ..
أشاح وجهه بضيق وخرج من غرفته متجهاً الى الممر المُحرم دخوله ولكنه الوحيد الذي ينتهك هذه الحرمة مهما كانت العواقب موجعه ..
فتح الباب الموجود في نهايته وإتجه الى الباب الآخر وفتحه ليظهر من خلفه سرير وسيع في غرفة بارده مظلمه ..
تقدم من السرير ووقف بالقرب من حافته ناظراً الى الوجه الصغير النائم بسلام فقال بهدوء تام: هل أنتَ راضٍ عما فعلته ؟
صمت لفتره بعدها قال: عاد كُل شيء كما السابق ، أياً كانت الوعود التي وعدك إياها فهو يكذب ، أياً كان نوع التهديد الذي هددك إياه فهو أجبن من أن يوفي به ، كان عليك الثقة بي أنا وليس به هو !
شد على أسنانه وهمس: أحمق ..
بعدها خرج من الغرفة بضيق وإنزعاج كبير بينما ذلك الخدين الصغيرين قد شقت الدموع الحارقه طريقها فيهما وظهر الهمس الباكي في الظلام يقول: آسف ، أنا آسف ..

***

8:12 am


صوت رنة هاتفه المُمله تردد صداها بداخله حتى أيقظته من نومه العميق ..
جلس وهو يُغمض إحدى عينيه ونظر الى الهاتف منزعجاً فهو بالكاد إستطاع أن ينام بعد أن قضى ليلته كلها بالتفكير في أمر رين ومن حولها ..
نظر الى المتصل فعقد حاجبه ورد فوراً قبل أن ينطفئ وهو يقول: أهلاً ..
إستمع الى الطرف الثاني بإهتمام شديد وبين شفتيه ترتسم إبتسامة صغيرة تنمّ عن سعادته مما سمعه ..
ما إن أنهى حديثه حتى قال: حسناً ، إن كان هذا لا يُزعجك فأرسل لي المقطع لأتأكد أكثر ..
بعدها أغلق الهاتف وقام من على السرير فوراً ليأخذ حماماً ساخناً ويهندم نفسه فلديه عمل ما لهذا اليوم وقد ينتهي بنتيجة إيجابيه على عكس الايام الماضيه ..

ما إن أنتهى حتى وصله طعام الإفطار الذي طلبه مسبقاً وجلس بعدها ملتقطاً هاتفه ليفتح المقطع الذي وصله قبل لحضات ..
كان يُصور ردهة أحد مراكز الشرطه في وقت متأخر من الليل حيث المكان هادئ تقريباً حتى دخلته فتاة بمعطف برد واتجهت الى أحد الشرطيين وبدأت بالتحدث إليه وهي تبدو في عجلة من أمرها ..
لم يكن حوارهما واضح بالكامل بسبب بُعد الكاميرا عنهم ولكنه إستطاع سماع كلمات كـ "زعيم عصابه ، العنوان ، قبض ، مجرم"
لقد كانت الكلمات مُطابقه لما قال له الضابط على الهاتف قبل قليل حيث أخبره عن فتاة تُشبه المتهمة "رين فينسنت" اتت ليلة البارحه لتُبلغ عن منزل شخص ما قائله بأنه زعيم منظمة سيئه ويُلقب بالبرفيسور وعليهم أن يتحركوا للقبض عليه ..
بيد أن الشرطي الذي قابلها لم يأخذ كلامها على محمل الجد فهي لم تُعطه إسمها ولا بطاقة هويتها عندما طلب منها ذلك فما كان منها غير الإبتعاد من أمامه حالما بدأ يضغط عليها بالأسئلة بخصوص هويتها ..
لم تكن الصورة واضحه إلا أن هيئتها الخارجيه تُشبه رين فعلاً ..
هذا يعني أنها هُنا في ستراسبورغ ..
سأل نفسه بهدوء: لما كانت في عجلة من أمرها ومتوتره للغايه ؟ وهل هي جادة عندما قالت بأنها تعرف عنوان منزل البروفيسور ؟ كيف تعرفه وهو هناك في باريس ؟ من أعطاها العنوان ؟
ضاقت عيناه وهمس: إلا إن كان لديه عنواناً آخر هنا بستراسبورغ ؟
قام من على سفرة الإفطار وإرتدى معطفه وخرج بعدما طلب من خدمة الغرف ترتيب المائده من خلفه ..
سيذهب الى مركز الشرطة هذا ويقابل الشرطي بنفسه فلعل هناك تفاصيل قالتها الفتاة أيضاً ..
ويحتاج أيضاً ليرى الكاميرات الخارجيه للمركز حتى يعرف في اي إتجاه ذهبت ..

خرج متجهاً الى سيارته وهو مرتاح على الأقل من كونها لا تزال في ستراسبورغ وغير متورطة مع أي أحد ..
وجودها بتلك الحالة المتوتره تعني بأن ذلك الشخص الذي يساندها أياً كان ليس بجوارها في الفترة الحالية على الأقل فلو كان كذلك لما بدت متوترة ومستعجلة هكذا وكأنها لوحدها دون حليف ..
ركب سيارته متسائلاً عن السبب الذي يجعل شريكها ليس بجوارها هذه الأيام ؟
وأيضاً ... معرفتها بإسم البرفيسور يعني بأنها ليست فاقده لذاكرتها أو على الأقل إسترجعتها في وقت قريب ..
إذاً لما لم تلتجئ الى هذا الشريك فلطالما قالت له بأنها لن تحتاج لأحد ولن تخسر ضد أحد ما دام بجوارها ..
أمرها غريب ..

إستغرق بعض الوقت من أجل أن يعطوه تسجيلات الكاميرا الخارجيه للمركز ، لو لم يكن المسؤول عن قضيتها ولم يكن يملك الأوراق التي تُثبت ذلك لما أعطوه أبداً ..
راقبها عبر شاشة الكومبيوتر وهي تدخل الى المركز حيث خرجت من إحدى الأحياء تركض كما لو كان هُناك من يُلاحقها ..
راقب خروجها مسرعة لتقف بعدها تنظر حولها قبل أن تختار طريقاً وتسلكه بخطوات سريعه وهي تضع قلنسوة معطفها على شعرها الأشقر ..
بعدما شاهد الفيديوهات طلب مُقابلة الشرطي المُناوب الذي حادثها بالأمس ولكن لم يكن لديه أي معلومة مُفيده ..
خرج بعدها من المركز واضعاً يده في جيب معطفه ينظر بعينيه الزرقاوتين الى حيث ذهبت وهمس: إنها مُطارده ، ومن المنظمة دون أدنى شك ولكن الكاميرات لم تصور أي شخص غريب يحوم بالجوار ..
صمت قليلاً يُفكر بخطوته القادمه بعدما تأكد من أنها بالفعل رين ومن أنها سلكت الطريق الشرقي ..
هذه ليست منطقته فلا يمكنه نشر رجال الشرطة للبحث عنها ، عليه أن يأخذ تصريحاً وهذا لن يحدث قبل يوم على الأقل وسيكون حينها الأوان قد فات فبالتأكيد ستكون إبتعدت هذا إن لم يقبض عليها مُطاردها ..
فتلك الفتاة على الرغم من قدرتها الكبيرة على الهرب إلا أنه قد تم القبض عليها عدة مرات لذا لابد من أن يتحرك بسرعه ويسبقهم إليها هذه المرة ..
ولكن الأفكار كُلها تلاشت من رأسه ..
لقد أتعبته كثيراً ، تستحق لقب ملكة الهروب !

***


2:22 pm



نزلت فلور من الدرج وهي تُدندن لأحد الأغاني التي نزلت حديثاً لفنانها المُفضل ..
توقفت في منتصف الدرج وقطعت غنائها مندهشة وهي ترى أخاها الأكبر آلبرت ..
إبتسمت رُغماً عنها ونزلت الدرج بسرعه تقول: أخي !
إلتفت إليها أخاها بعد أن أعطى حقيبته الصغيره للخادمه كي تأخذها لغرفته ثم قال: ما هذا الفرح ؟ أولا تكرهين رؤيتي وتتمنين عدم حظوري !
توقفت عندما كادت أن تحتضنه وقالت بحاجبين عابسين: كف عن قول هذا في كُل مرة تأتِ الى هُنا ..
تنهد وربت على شعرها يقول: لا بأس ، أين عمي ؟
أجابته: في الخارج الآن ..
نظر إليها قليلاً ثُم قال: هل تعرفين لما يُريد رؤيتي ؟
صمتت قليلاً متردده ثُم قالت: لا أعلم ..
رفع رأسها لتنظر الى عينيه وقال: أنتي تعلمين ..
ترددت كثيراً وقالت: أرجوك لا تضعني بموقف صعب ، عمي أخبرنا ألا نتحدث عن الأمر ، وإستيلا قد تغضب إن تحدثتُ عن أمر يخصها ..
عقد حاجبيه يقول: إستيلا ؟ ماذا تعنين ؟ هل الأمر متعلق بإستيلا !
هزت رأسها تقول: أجل ، أشعر بأن هُناك سبب آخر فلقد بدى غاضباً منك أنت أيضاً لذا ربما هناك سببان وليس سبباً واحداً ..
شعرت بالضيق وأكملت: فجأه بدأ يغضب منا واحداً تلو الآخر ، أولاً فرانس والآن أنت وإستيلا ، تلك البغيضة هي من تملأ رأسه أنا واثقه ..
شدت على أسنانها وهمست: ريكس تملؤه المشاكل ومع هذا لم أره يصرخ في وجهه ! تملكني غضب عارم عندما رأيته يصرخ على إستيلا لسبب أتفه من مشاكل ريكس تلك ولكن لا يمكنني فعل شيء ، هذا ظلم ..
ربت على كتفها وقال: لا بأس ، لا تشغلي نفسك بأمور الكبار ، ركزي على دراستك وكُل شيء سيمر على ما يُرام .. على أية حال أين إستيلا ؟
هزت كتفها تقول: منذ شجارها مع عمي خرجت من المنزل ولم تعد إليه ..
تنهد وقال: حسناً ، وكين ؟ وهل من أخبار جديده عن فرانس ؟
هزت رأسها نفياً تقول: لا جديد ، وكين في غرفته ..
آلبرت: إذاً لا أحد في المنزل سواك أنتِ وكين ؟
فلور: نعم ..
صمت قليلاً ثُم قال: وتلك الفتاة ما آخر أخبارها ؟ المدعوة بآليس ..
هزت كتفها تقول: لا علم لي ، لم أسمع عنها أي شيء بعد تلك الحفلة المشؤومه ..
هز رأسه متفهماً ليلتفت عندما وصل الى مسامعه صوت زوجة عمه وهي تُعطي حقيبة عمل الى الخادمه كي تأخذها الى مكتبها الخاص ..
تقدمت منه تقول بإبتسامه: أهلاً آلبرت ، سحقاً للمشاكل التي تُجبرك على ترك عملك مراراً وتكراراً ، عمك مهما حاولتُ في أن أمنعه عن إدخالك فيها لا يستمع إلي ..
همست فلور مقلدةً صوتها بسخريه فظهرت إبتسامه خافته على شفتي آلبرت قبل أن تصل جينيفر إليهم ناظرةً الى فلور وتقول: هل قُلتي شيئاً ؟
هزت فلور رأسها نفياً ثُم إبتسمت لأخاها قائله: سأُخبرهم أن يصنعوا لك شراب البرتقال البارد ..
ثُم غادرت في حين عاود آلبرت النظر الى جينيفر وهو يتذكر مكالمته الأخيره مع كين ..

" همس كين له: جينيفر تعلم بعلاقتك بها ..
عقد آلبرت حاجبه ليُكمل كين: تعرف عن علاقتك بإحدى موظفاتك ، ولديها ملفات عن الإمتيازات التي أعطيتها لها .. أنت تعلم ، من غير الجيد أن يرتبط الرئيس بعلاقة عاطفيه مع احد موظفيه فماذا إذا كان يُغرقهم بالإمتيازات والواسطه ؟ لما تفعل هذا ؟ لطالما كُنتَ مثالياً في عملك فلما تُدمره هكذا ! لما تجعل للآخرين فرصة لتدميرك يا آلبرت ؟ "

مع تصرف جينيفر الودود هذا أصبح شكه بكون والده إستدعاه لهذا الأمر يزداد ..
عمته من هذا النوع الذي يسعى لتدمير من يزعجوها ..
على الرغم من أنه متعجب لكونها أخبرت عمه ولم تقم بفضحه ، لابد من وجود سبب لذلك ..
إبتسم وقال: وجهك مليء بالسعادة على عكس آخر مرة كُنتُ فيها ، هل تحدث معك بعض الأمور الجيده ؟
إبتسمت وردت: أجل ، الجيده للغايه ..
آلبرت: حسناً هذا جيد ، أتمنى لك التوفيق ..
إكتفت بإبتسامة غريبه لجملة "اتمنى لك التوفيق" !
فهذا الأحمق على الرغم من أنه قالها غير قاصداً بها إلا أنه سيندم كثيراً ويتملكه الجنون من شدة الغضب عندما يعرف ما نوع هذه الأمور الجيده بالضبط ..

***

5:33 pm


" إلتوت شفتيها بإبتسامةٍ جذابه وهي تضع سبابتها على شفتيها برقه هامسه: هذا سرنا الصغير ، لا تُخبري أحداً به يا رين "

فتحت عينيها بهدوء ناظرةً الى السماء الصافيه الخالية من أشعة الشمس ..
أخذت نفساً عميقاً قبل أن تجلس بعدما كانت مستلقيةً على هذا الكرسي الخشبي متخذةً معطفها وسادة لها ..
نظرت الى المعطف بهدوء تام ومن ثم همست: هذه الذكرى تُراودني منذ الأمس من بعد خروجي من منزل المدعو بالبرفيسور ، هذا يعني بأنه بالفعل هُناك أمرٌ ما يُريد البروفيسور معرفته يتعلق بهذه المرأه ..
صمتت لفتره قبل أن تهمس: لكن لما ؟ لما أخبرتني أنا به ؟ نحنُ بالكاد نملك علاقة ، حتى أني كُنتُ أكرهها فلما ! أنا حقاً لا أفهم ..
أغمضت عينيها وسحبت نفساً عميقاً فعقلها مُتشابك وضائع بسبب مقتطفات متباعده متناقضه في ذاكرتها ..
لم تعد تعرف مانوع مشاعرها تجاه هؤلاء الأشخاص من ماضيها المجهول ..
هل هم أعدائها أو حُلفاء لها ..
هل تكُن لهم الحب أو البغض ؟
لم تعد تعرف ذلك مُطلقاً ..
عاودت فتح عينيها تنظر الى الحافله التي وقفت أمام كرسيها الموضوع بالقرب من مظلة إنتظار الحافلات ..
كم الساعة الآن ؟
لا تملك هاتفها ولا تملك ساعة في معصمها ولا تملك القدرة في قراءة الوقت عن طريق الجو ..
لكن الضوء المنتشر حولها ليس دليلاً إلا على كون المهلة التي أعطاها إياها ذلك البروفيسور لم تنتهي بعد ..
نظرت بهدوء الى الناس وهم يقطعون التذاكر قُبيل دخولهم الى الحافله وهمست: الى أين أذهب ؟ يستحيل أن أحتمي لدى عائلة جينيفر فالبتأكيد هو ليس بالمكان الآمن ، إذاً أين ؟
شدت على أسنانها وأكملت بشيء من الضيق: حتى عندما حاولت قلب الطاولة عليه والإبلاغ عن مكانه لم يصدقني أحد ، ربما لو زُرت مراكز شرطة أكثر لإستمع إليّ أحدهم ولكن ما الفائده ؟ هو بالتأكيد لن يبقى هُناك طويلاً ..!
نظرت الى الفراغ لفترة ليست بالقصيره قبل أن تقول: أُريد العودة الى باريس ..
نعم ، تعرف بأنه مكان خطير وأن ذلك العم حذرها برسالته من الذهاب هُناك ولكن لا يمكنها إحتمال ذلك ..!
قد توفي والداها هذا مؤكد ولكن لابد من أن هناك من يعرفها ، صديق أو جار أو صلة قرابة من بعيد ..
أي شيء تشعر بالإنتماء إليه ..
فشعور الوحدة في هذا العالم قاتل ..
وقفت وإرتدت معطفها ، تكتفت تضم جسدها وهي تمشي وتدخل أكثر بين الأحياء شاردة التفكير في الذكريات القليلة التي عادت إليها والتي كانت مُتناقضة للغايه ..
فتارة تصرخ في وجه تلك الروسيه كرهاً وتتهمها بكونها السبب في إنفصال والدها ووالدتها وتارةً أُخرى تكون معها وكأنهم أصدقاء وزيادة على ذلك تُخبرها بسر يبدو خاصاً للغايه ..!
أغمضت عينيها مُحاولةً تذكر على الأقل ذلك السر الصغير الذي أُخبرت به ، ربما هذا السر سيفك الكثير من العقد الصعبه وقد تتضح بعدها معالم ماضيها المجهول ..
أو على الأقل سبب رغبة البرفيسور بمعرفته الى هذا الحد ..
وبينما هي تمشي بهدوء مغمضة العينين إصطدمت بجسد شاب كان قد خرج للتو من أحد المنازل ..
أمسكت رأسها بألم وهي تنظر إليه بعين مفتوحه واحده بشيء من الإنزعاج لكن الكلمات توقفت في حلقها عندما رأت بأنه ذلك النادل لا غير ..
بينما عقد ريو حاجبه ونظر إليها بهدوء غريب جعلها متعجبة من عدم صراخه عليها فهي المُخطئه وخاصةً أنه بكل تأكيد يكن لها الكره بعد إستفزازها له آخر مره بالمقهى ..
إبتسمت عندما طال صمته وعلقت قائله: تنتظر إعتذاراً ؟
إستيقظ من شروده وقال بعد مدة صمت قصيره: أجل ..
صُدمت ، لقد قالتها كسخريه فهو لم يبدو كمن ينتظر إعتذاراً ، ولا يبدو كمن يُجاري سخريتها ويُجيبها بالإيجاب ..
فتحت فمها ولكن سُرعان ما أغلقته عندما قفزت هذه الفكرة المجنونة الى رأسها ..
لا تعلم لما ولكنها في الأيام الأخيره بدأت تتصرف بلؤم بعض الشيء وتستغل جميع من حولها ..
لا تدري إن كانت هذه شخصيتها القديمه أو أنها ردة فعل بعد تعرضها لكثير من الخداع في الفترة التي تلت فقدانها للذاكره ..
المهم أنها قررت أن تُحاول إستغلال هذا الشاب في تأمين مخبأ مُناسب لها قبل إنقضاء المدة التي حددها لها البروفيسور ..
إبتسمت وقالت: إعتذار لماذا ؟ لإصطدامي بك أو لإستفزازي لك بالمقهى ؟
بدت عيناه أكثر بروداً عندما تذكر فعلتها في المقهى لذا تجاهل ما كان يُفكر به وإلتفت مُبتعداً فلحقت به تقول: ماذا ماذا !! أولم تكن تنتظر إعتذاراً ؟! لما رحلت وأنت لم تسمعه ؟
لم يُجبها فوضعت يدها على شفتها تُحاول كتم سخريتها وهي تقول: أو ربما لأني ذكرتُك باليوم الذي تعرضتَ للإذلال فيه ؟!
وبحركة حاده إلتفت وأمسك بمعصمها وكاد أن يصرخ في وجهها ولكنه توقف في حين تفاجئت هي وظهر الخوف في عينيها وهي ترى نظراته التي تشتعل ناراً ..
قرر عدم التجادل معها فهي تبدو وكأنها مُراهقة لا تعي حجم الكلمات التي تنطق بها ..
رمى بيدها عنه وإلتفت مُكملاً طريقه فأمسكت بمعصمها وبدأت بتدليكه وهي تهمس: أرعبني ..
ومع هذا ستُحاول مُجدداً فربما لن يُمكنها إيجاد شخص آخر يساعدها غيره ..
لحقت به تقول بمزح: هيّا لقد كُنتُ أنتقم فقط لصديقتي فلما أنت غاضب ؟ دعنا نطوي تلك الصفحة السيئه ولنبدأ من جديد ..
تعجب من كونها لحقت به فلقد ضنها ستتوب بعد أن كاد يؤذيها ، لديها إصرار غريب ..
هل هي متفرغه الى هذا الحد أو أن لديها هدف ما ؟
عاد البرود يكسو ملامحه عندما خطر بباله كونها تتملقه لتتقرب إليه ..
نعم هذا هو سبب إصرارها من دون شك ..
إنه حقاً يكره هذا النوع من الفتيات ..!
سألته: ذاهب الى المقهى ؟
لم يجبها ، تذكرت أنها عندما إصطدمت به لم تسمعه يودع أحداً وهو خارج من منزله فسألت: هل تعيش وحدك ؟
لم يُجبها فإبتسمت وقالت: هل يُمكنني المُكوث فيه لبعض ليالٍ إذاً ؟
إنزعج كثيراً ..
فهي ليست من النوع المتملق فحسب ..
بل النوع المتملق الجريء أيضاً ..
زادت إبتسامتها تقول: لم تعترض وأفهم من هذا أنه لا مانع لديك !!
توقف عن المشي فتوقفت بدورها تنتظر ردة فعله ..
بقي صامتاً قليلاً قبل أن يلتفت ويقول: لا أستقبل فتيات ليل في منزلي ..
ضنها ستُصدم أو على الأقل ستصرخ منكرةً هذا المُسمى ولكنها فاجئته بإبتسامتها تقول: أعدك بأني سأبقى مؤدبة في أي حجرة تضعني فيها ، لن أُصدر صوتاً أو أي إزعاج ، سأكون كاللوحة تماماً !
عض على شفته السفليه بانزعاج قبل أن يقترب منها ويقول: ما الذي تريدينه بالضبط !!
لا تُنكر بأنها قد خافت من نظرة العداء التي في وجهه ولكنها لن تتراجع فأولى إهتماماتها هي أن تبقى حيه لتجد أختها ..
هذا هو كُل ما يهمها وستفعل المُستحيل من أجل ذلك حتى لو إتهمها أحدهم بكونها فتاةً سيئه أو غيره ..
أجابته: لا أهدف لشيء ، فقط أُريد مكاناً أبقى فيه لبضع ليالٍ حتى أجد طريقة آمنه تأخذني الى باريس ..
كانت كلماتها واثقه للغايه ولكنه لم يستوعب هذا أبداً ..
فتح فمه ليضع حداً لها ولكنه توقف قليلاً قبل أن يسأل بهدوء: هاربة من عائلتك ؟
أجابته ببساطه: أجل هاربه .. ولكن ليس منهم بل إليهم ..
ضاقت عيناه وبقي ينظر إليها لفترة مطوله بعدها قال: وممن هاربه ؟
هزت رأسها نفياً تقول: لن أُخبرك ..
تقدمت خطوة حتى أصبح لا يفصل بينهم أي شيء وسألت بهدوء تام: إذاً هل ستُلبي طلبي أو لا ؟ سأعطيك أي مُقابل تُريده !
لو كانت أي فتاة أُخرى لقال لا بدون أي ذرة تردد ولكن ...!
إنها الفتاة التي بقي يتأمل صورتها لفترة ليست بالقصيره ..
لقد شغلت تفكيره منذ زيارة ذلك الرجل له وطلبه منه أن يتصل عليه إن شاهد الفتاة زبونة لديه في يوم من الأيام ..
فهي كما وصف له تعشق المقاهي وتذهب إليها أكثر من ذهابها لأي مكان آخر ..
تستفزه بتصرفاتها وفي المُقابل يشعر برغبة دفينة لمعرفة ما حكايتها !
لذا يشعر بالتردد ..
أخذ نفساً عميقاً وقال بعدها: أي مُقابل ؟
أجابته بثقه: نعم ، أي مُقابل تطلبه ..
وأكملت في نفسها: "وكأني سأفعل ! سأهرب حالما أرى أن المُقابل صعب أو مُستحيل" ..
إبتسم ووضع يديه في جيب بنطاله قائلاً: حسناً ، أخبريني قصتك وأعدك أن آخذك بنفسي الى باريس بطريقة آمنه للغايه ..
تراجعت خطوة الى الخلف وهي تمط شفتيها بعدم رضى لتقول بعدها: ساعدني أولاً ..
ريو: بل المُقابل أولاً ..
إنزعجت وبشكلٍ سريع حاولت التفكير بكذبة متقنه فهي لا تربطها أي علاقةٍ بهذا الشاب كي تحكي له قصة حياتها ..!
أجابته: أنا حبيبة سابقه لمشهور وقد قُمتُ بفضحه عندما طلب مني أن ننفصل ، هو غاضب الآن ويبحث عني كالمجنون كي يُرغمني على حذف ما نشرته لذا أُريد الهروب الى عائلتي في باريس ..
لقد كانت كذبةٍ سريعه مُتقنه لم يشك فيها بتاتاً فسألها وهو يتذكر الشاب: هل بينك وبين عائلتك تواصل ؟
هزت رأسها قائله: أجل ولكنه ليس بالتواصل الدائم فلقد كانوا يُعارضون علاقتي به لذا هناك بعض المشاكل ..
ريو: الى درجة أنهم لا يعرفون مكانك ؟
أجابته مستنكره: ما بال أسئلتك الغريبة هذه ؟
لم يُعلق فهو يُريد الآن أن يعرف ما إن كان الشاب الذي أعطاه الصوره من عائلتها أو أنه من طرف ذاك المشهور ..
فجوابها يُحدد تصرفه القادم إما بالإتصال به أو تجاهل ذلك ..
قالت بعد فترة صمت: حسناً يبدو أن أسئلتك كثيره ، ما رأيُك أن تذهب الى عملك وسأنتظرك أنا في المنزل لحين عودتك وحينها إسأل كما تشاء ..
بقي ينظر إليها بهدوء تام ليقول بعدها: أنتِ حقاً جريئه ، ألا تخافي على نفسك مني ؟
إبتسمت تقول: لن أشعر بالغضب أن تمت مُغازلتي من شاب وسيم مثلك ..
دُهش من إجابتها وتأكد من كونها حقاً جريئه ، بل جريئة أكثر مما يجب ..
إنه بالفعل يكره هذا النوع من الفتيات ..!
قرر ألا يُساعدها مُطلقاً ..
إلتفت وغادر فدُهشت ولحقت به تقول: ماذا هل غضبت ! لقد كُنتُ أمزح معك ، أنا فتاة تميل الى الاستفزاز لذا أحببتُ أن ألعب معك قليلاً ، سامحني ، لن أُكررها ..
لم يجبها فكررت كلامها تقول: هيّا إنها مزحه ، سامحني وأعدك بأني لن أُكررها ..
تنهد وتوقف يقول: إذاً أجيبيني .. لما تطلبين مُساعدتي بثقه ومن دون خوف مني فنحن لا نعرف بعضنا مُطلقاً ..
تنهدت هي الأُخرى تقول: إنهم يُطاردونني الآن لذا أحتاج مُساعدة أي أحد حتى لو كان غريباً عني ، وأما عن عدم الخوف فأنت لا تبدو من الرجال الذين قد يقتربون من الفتيات دون رضاهن ، شخصيتك تبدو أرقى من هذا ..
تجاهل إطرائها له وقال: سؤال أخير ، أتعرفين شاباً يملك عينان تشابه لون شعره تماماً ، اللون البني الرمادي ؟
عقدت حاجبها متعجبه من سؤاله لها عن شخص لا تعرفه ..
لما يسألها ؟ هل الشاب هذا له علاقة بها ؟
لا مستحيل فلو كان كذلك فكيف لنادل أن يعرفه ؟
إذاً ربما أحد معارفه ويبحث عنه ومن شدة يأسه يسأل الجميع ..
أجابته: اللون البني الرمادي ؟ يبدو شكله مميز ، حسناً ، لا لم أرى أحداً بهذه المواصفات ..
ضاقت عيناه وعلم من إجابتها أن الشاب الذي أعطاه الصوره لا يقرب لها ..
إذاً ربما كان احد رجال ذاك المشهور ويبحث عنها في كل مكان ..
في هذه الحاله سيتجاهل طلبه بالإتصال في حين رؤيتها ..
فعلى الرغم من أن الفتاة هذه أزعجته سابقاً إلا أنه ليس سيئاً لدرجة أن يرميها لأعدائها ..
تنهد وأخرج المفتاح قائلاً: إبقي في الصالة مؤدبةً لحين عودتي ووقتها سنتحدث أكثر فلا زِلتُ أملك بعض الأسئله ..
إبتسمت وأخذت المفتاح وهي لا تصدق كم هو لطيف على عكس مظهره ..
قالت له: شكراً لك ، أنت لطيف ، سأرد معروفك يوماً ما صدقني ..
ومن ثم غادرت وهو ينظر إليها لفترة قبل أن يلتفت ويغادر لعمله ..

وقفت أمام الباب وحالما مدت المفتاح لتفتح الباب أمسكت برأسها حينما فاجأها صُداع رهيب جعل عيناها تغوصان بالظلام ..
جلست على ركبتيها وصورةً من بعيد بدأت تظهر في ذاكرتها لشاب يبتسم لها بكُل لطف وهو يقول "فاجئتُك صحيح ؟"
فتحت عيناها تدريجياً وبدأ الصداع يخف وهي تنظر الى الفراغ بصدمه لتلتفت بعدها بسرعه تنظر الى حيث كانت هي وريو يتحدثان ..
همست بعدم تصديق: هل يعرفني ؟

***


6:23 pm


دخل الى حجرته بعد أن عاد لتوه من عمله الذي كان أطول من المُعتاد وبدأ بأخذ بعض المُستلزمات وباله مشغول مع رسالة باتريك التي أرسلها قبل ساعتين يطلب فيها مقابلته لوحده في مكان بعيد عن مقر المنظمه ..
حدسه يُخبره أن خلف هذا الطلب مُشكلة ما فباتريك لم يفعلها من قبل هذا غير عن كونه بدأ يشك فيه من لحضة وقوفه أمام كارمن التي أعطته ثقتها ..
عليه أن يكون حذراً في التعامل معه فللتو صعد الى مركز جيد في المنظمة ولا يُريد خسرانه بسبب ذاك المزعج الذي لا يكف عن التدقيق والشك في كُل شيء ..
أخذ نفساً عميقاً عندما تذكر رين ..
هل طلب باتريك له علاقة بأمرها ؟
هل امسك بها وهي أخبرته كُل شيء ؟
هو أقرب إحتمال يدور في رأسه الآن ..
إلتفت ليتجه الى باب حجرته ولكنه دُهش عندما فُتح بطريقةٍ حاده ليظهر من خلفه وجه إليان الحانق المليء بالخذلان وبالغضب ..!
عقد حاجبه لتُبادر هي بالحديث قائله بنبرة فيها بعض الإرتجاف الذي حاولت إخفائه: لما ؟!!!
لم يفهم ما بها وما معنى سؤالها هذا فقالت بصوت منفعل: هل تستمتع برؤيتي أُصدم وأُخذل من قِبلك الى هذه الدرجه !!
ريكس: ما الذي ...
قاطعته بذات الإنفعال: لا تقل كلاماً إن لم يكن بإستطاعك عمله ! لا تقطع وعوداً غير قادرٍ على الإيفاء بها !! لا تقل بانك ستُساعد إيدن ولن تُعيده مُطلقاً الى هُنا إن كُنت ستكذب وتتخاذل !
أشاح بنظره عنها عندما فهم سبب إنفعالها لتقول أخيراً بصوت هامس مرتجف مليء بالكره: حقير جبان ! لم تكن لتتصرف هكذا لو كان أخاك حقاً !!
ومن ثُم خرجت وهي ترجف الباب خلفها بكُل قوه فصرخ فيها وهو يلحق بها: إليان !!
فتح الباب فوجدها واقفةً تُعطيه ظهرها فأمسك بكتفها ولفها عليه بهدوء يقول: إياك أن تُكرريها !!
أشاحت بنظرها عن وجهه فهي لا تُريده أن يُشاهد دموعها فأكمل كلامه وهو يصك على الكلمات: إنه أخي وأهتم به كما لو كانت تربطنا علاقة دم لذا لا تُكرري هذه الجمُلة مُطلقاً ..
أبعدت يده عن كتفها تقول: إن كان كذلك فلما عاد الى هُنا ؟!!
أبعد نظره عن عينيها ولم يُجبها فشدت على أسنانها ومن ثُم غادرت من أمامه ..
أغمض عينيه وسحب نفساً عميقاً قبل أن يصك على أسنانه بحقد ومن ثُم يُغادر المكان ..
نزل الى الأسفل وحالما فتح باب المنزل وجد أمامه مُباشرةً إستيلا التي كانت ستدخُل لتوها ..
دُهشت لوهله قبل أن يظهر الغضب والكُره في عينيها ليرفع حاجبه من نظرتها ويتسائل في نفسه عن سبب غضب هذه الأُخرى ..
ثوانٍ قبل أن تتسع عيناه بصدمه عندما رفعت يُمناها وصفعته بقوة على وجهه !
إلتفت ينظر إليها بعينين باردتين حادتين فلم تهتم وقالت بنبرةٍ حاقده: حقير !!
رفعت يدها ودفعته من كتفه وهي تُكمل: وغد جبان !!
لم يتزحزح من مكانه لتستمر بدفعه من كتفه وهي تُكمل بنبرةٍ إنفعاليه: حياتي الخاصه لا شأن لك بها !! هي حياتي أنا وأنا لستُ بطفلةٍ كي تتدخل فيها وتُخبر عمي عنها !! على الأقل كُن رجلاً وواجهني وجهاً لوجه بدلاً من الذهاب الى عمي فهذا لن يُظهر سوى مقدار جُبنك وحقارتك !
ضاقت عيناه لوهله قبل أن يُمسك بمعصم يدها التي تدفعه بها وشد بقوة عليها وهو يشد على أسنانه قائلاً: من الوقاحة أن تتهجمي دون أن تفسري سبب ذلك !
إنزعجت وسحبت يدها بقوه وهي تقول: كف عن التظاهر بالبراءه !!
ضحكت بسخريه وأكملت: لا تقل لي بأنك أخبرت عمي بالكثير لذا لا تعرف عما أتحدث عنه بالضبط ؟!! هذا متوقع من جبان ووغد مثلك !
عاد الغضب يكسو ملامحها وأكملت: ما الذي ستسفيده من كُل هذا !! لما تريد أن تُسبب المشاكل لنا !!
أكملت ببعض الحقد: الأمر واضح للجميع من بعد تلك الحفله ، الكُل بالفعل صار يعرف كم يُفضلك عمي على الجميع لدرجة التغاضي عن الشائعات التي أطلقها فرانس فإذاً ما الفائده التي ستجنيها من التسبب بالمشاكل لنا !!
إنزعج منها فهذا بحق ما كان ينقصه !
تجاوزها ليُغادر دون قول شيء فغضبت وإلتفتت مُمسكةً بذراعه تقول: لا تذهب وأنا لم أُنهي حديثي بعد !
سحب يده منها بعنف وهو يقول بنبرة حاده: عندما يختفي الشيطان الذي يُسيطر على عقلك تعالي لأعرف كيف أتحدث معك ..
ومن ثُم إتجه الى سيارته لتقول بحقد: كف عن التظاهر بالغباء فلا أحد بالعائله يعرف عن نوع علاقتي بميشيل سواك أنت يا ريكس !
توقف عن المشي وإلتفت ناظراً إليها فتقدمت منه ووقفت أمامه تقول: فمن غيرك سيُخبر عمي بهذا ؟! إنها حياتي أنا ! أن أقع بالحب مع رجل يكبرني بعقدين من الزمان أمر يخصني ولا يحق لأحدٍ التدخل فيه !!
ضربته من كتفه مُجدداً مُكمله: مُستقبلي أنا فلما يتم إتهامي بتشويه سُمعة العائله بسببك أنت !! هل أصبحتُ الآن من يشوه سمعتها !!!
هزت رأسها نفياً وأكملت: لم أعد أعرف من صاحب هذا الرأي السخيف هل هو عمي أو أنت من ملأت رأسه بهذا ! حقارتك حقاً تصدمني يوماً بعد يوم ..
ظهر الإنزعاج في عينيه وقال: هل قال والدي بأني من أخبرته ؟
إستيلا: ليس بحاجة لقولها فأنت وحدك من تعرف بهذا !!
ريكس بحده: وهل هذا سبب كافٍ كي تتهجمي عليّ ! الآن تأكدتُ بأنك بكُل تأكيد لا تزالين بعمر المُراهقه ..
غضبت من إنكاره وكذبه الواضح فظهر الإستحقار في عينيها تقول: تكذب ؟ من يُبدي مصلحته على مصلحة والدته يجب ألا نستغرب أي تصرف منه !!
إتسعت عيناه بغضب وتقدم خطوةً منها يقول: كرري هذا لأدفنك الآن !
إستيلا: بالتأكيد ستفعلها ، من يتسبب بمقتل أمه لن يفرق معه قتل أي أحد آخر !
صرخ بوجهها وهو يملك أعصابه قدر المُستطاع: إستيـــلا !!
رمقته بنظرة إحتقار ومن ثم تجاوزته وهي تضرب كتفها بكتفه بشكل متعمد وذهبت الى سيارتها ..
صوت التفحيط الناتج عن إحتكاك الكفرات بالأرض وصل الى مسامعه وهو يُغمض عينيه مُحاولاً ضبط أعصابه حتى سمعها تُغادر من البوابة الرئيسيه ..
أخذ نفساً عميقاً ومن ثُم إلتفت ووقف أمام سيارته ..
أخرج المفتاح وضغط زر فك القفل قبل أن يشد على أسنانه ويرمي بالمفتاح أرضاً ولا زالت جملتها تتردد في رأسه وتجعله يزداد غضباً وذاكرته تتذكر مشاهداً لطالما حاول تناسيها ..

***


7:30 pm


في الآونه الأخيره أصبح يُلازم غرفته كثيراً ..
لا يعلم ما قد يكون السبب ، ربما لأنها فترة إمتحانات قصيره ، أو ربما مشاكل هذا المنزل أصبحت لا تُطاق !

على أريكة مُريحه طويله كان مستلقياً عليها وبيده هاتفه المحمول يلعب في إحدى ألعاب الألغاز ومندمج في ذلك ..
إنتهى عصراً من الإستذكار ولكنه حقاً لم يعد يملك الرغبة في الخروج ومواجهة المشاكل فما حدث يوم أمس يكفي ..
طُرق الباب فتعجب ونظر إليه يقول: من ؟
ردت الخادمة فزاد تعجبه لأنه لم يطلب أي شيء !
تنهد وسمح لها بالدخول فدخلت وتقدمت منه وبيدها كأس عصير البرتقال الطازج قائله: طلب مني أخاك الأكبر أن أُعطيك كوباً عندما علم بأنك لم تتناول شيئاً منذ الغداء ..
عقد حاجبه يقول: أخي الأكبر ؟
وضعت الكأس على الطاولة التي أمامه تقول: أجل ، أخاك آلبرت ..
دُهش للحضه ثم قال: إذاً لقد حضر !
أشار لها بالخروج وهو يشعر ببعض الضيق ..
عندما كان في مُشكلة وطلب حضوره رفض ولكن عندما إتصل به عمه لم يرفض ..
جلس وهو يُبعد هذا التفكير عن رأسه ونظر الى عصير أخاه المُفضل ..
لقد سئم العيش في هذا المنزل ..
لطالما تمنى أن يكونا والداه لا يزالان على قيد الحياة ويعيش هو وأخوته تحت ظلالهما بعيداً عن عمه وعائلته ..
بل بالأحرى بعيداً عن زوجة عمته فهي ليست سوى حية خبيثه تُدير أفكار عمه بمكرها ..

في الأسفل ، نزلت الخادمه بعدما أعطت الكأس لكين فصادفت في وجهها رب هذه الأسره السيد إلكسندر يدخل لتوه فتقدمت منه قائله: سيدي ..
نظر إليها فقالت: لقد عاد السيد آلبرت من سفره ..
أشاح بوجهه متجهاً الى مكتبه وهو يقول: إستدعيه لي ..
هزت رأسها ومن ثُم ذهبت الى إحدى غرف المنزل حيث رأته يدخل سابقاً ومعه أخته فلور ..
وقفت في إحدى الممرات الفارغه قبل أن تصل الى الغرفه وتلفتت حولها قليلاً قبل أن تُخرج هاتفها المحمول وتفتح على رقم سيدة هذا المنزل ..
وبأصابعها السريعه كتبت هذه الرساله ..
" لقد أعطيتُه المشروب دون أن يشك بشيء "
ومن ثُم دخلت الغرفه ..




End *






فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس