عرض مشاركة واحدة
قديم 24-10-20, 09:34 PM   #283

رحمة غنيم

? العضوٌ??? » 475679
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 431
?  نُقآطِيْ » رحمة غنيم is on a distinguished road
افتراضي

رمشت بجفونها المتثاقلة لتشعر بسخونة تلك العبرة التى انزلقت ببطء معذب على وجنتها و داخلها يأن بالم كاد ان يزهق روحها و كلماته تتردد بطنين قاتل داخل إذنيها ..... ضغطت بعنف على جفونها تغلقها تريد الهرب من نظراته القاسية التى لا تزال تحتل مخيلتها و تدمى قلبها

انها حمقاء !! حمقاء بكل معنى الكلمة كيف استطاع عقلها ان يقنعها انه أصبح ينظر لها بشكل مختلف ... انه بدأ يكن لها لو القليل من الاحترام !!! .... كيف تصورت بعقلها المحدود هذا انه .... انه يحمل شئ من المشاعر نحوها !

شعرت بوخز عنيف بين طيات صدرها و بانفاسها تنحصر بالم داخل رئتيها و صورة تاليا تعود لتتمثل بقسوة واقعها أمام مقلتيها الدامعتين ... هيئتها التى تراها لمرة الاولى على أرض الواقع !!

نظراتها التى أخذت ترمقها بها بطريقة جعلت أوصالها ترتعد و هى تتلمس مدى استخفافها و استحقارها بها .... ثقتها و شموخها الذى فتك بها ... كيف اخذ عقلها الاحمق يقارن بينها و بين تلك المرأة .... هذه الثقة العجيبة التى تمتلكها و كانها أكيدة انه لايزال يحبها بل و يعشقها ... كم شعرت باختناق انفاسها و هى تتمهل على تلك الكلمة

( يعشقها !!!! )

اجفلت نارفين بعنف و رأسها يرتد للخلف لتلتقى مقلتيها بنظرات أمير المصعوقة و نبراته القلقة و هو يردد بينما سارع ليجلس بجانبها على ذلك المقعد الخارجي بحديقة الشركة

( آنسة نارفين ... ماذا حدث لك ؟!! .... يااالهى أنتِ ترتجفين !!! )

حاول أمير استيعاب منظرها الشاحب هذا و عبراتها العالقة بشكل كثيف على رموش جفونها المنتفخة لكن صمتها بذلك الشكل لم يزيده سوى المزيد من القلق !!!

اقترب بخفه منها على هذا المقعد الخشبي يردد اسمها بخفوت علها تجيبه

( آنسه نارفين !! )

بينما كانت كفيه تمتد نحو كتفها الذى يترك بارتجاف يحاول كسر تلك الحالة الغريبة التى تغلفها لكن قبضة قوية منعت أنامله التى كانت على وشك الوصول الى كتفها جعلت نظراته ترتفع بفزع ليشاهد هيئة أردال الغاضبة بشكل جعله ينهض بصدمة أخذت تزداد مع كلماته التى حملتها نبراته الخطيرة

( سيدة نارفين !! ... نارفين الشاذلي ... زوجتي !!! )

***

لم تستطيع ان تسيطر على ذلك البركان الذى تفجر بداخلها و كلمات ميرال لاتزال تصم إذنيها ..... لا بل تمزق روحها بشكل عنيف .... هل حقاً هذا حقيقى ... اذاً لماذا لم يخبرها عزام بذلك ؟! ... كيف لهذا ان يحدث مستحيل !! .... لا لا يمكن ان يكون استطاع ان يفعل ! ... كيف تمكن من فعل هذا !!

لم تعلم ما الذى عليها فعله فى هذه اللحظة لكن فقط اسم واحد قفز بعقلها .. اسم وأحد فقط من داخل بئرهم المظلم !

فهى لن تستطيع ان تعتمد على عزام وحده بذلك الخصوص ... انها لا تعلم ما الذى يسعى لتحقيقه من خلفها ... لهذا يجب عليها ان تعلم تفاصيل تلك العلاقة .... تفاصيل هذه الفتاه .... يجب ان تتواصل معه ... هو الوحيد الذى لا يكن لها عداوة ... هو الوحيد الذى كان يناصرها فى ذلك البيت هو فقط

" آسر "

و دون اى مقدمات أخذت تبحث عن هاتفها تخط رقمه و أفكار عديدة تتخبط داخل رأسها ... أفكار جميعها ينحصر على كيفية اعادة أردال لها و التخلص من تلك الفتاة الدخيلة ... بضع لحظات فقط هى التى استمعت بها لذلك الرنين المزعج قبل ان تستمع الى نبرات آسر التى فاجئتها و هو يردد بترحيب

( تاليا ؟!! ... ياالهى لقد مر زمن لم استمع به الى صوتك !! )

***

( سيدة نارفين !! ... نارفين الشاذلي ... زوجتي !! )

جنون ... فقدان سيطرة لا يعلم ما الذى يطلق على ما يفعله الأن تحديداً لكن تلك الدماء التى شعر بها تتجمد داخل عروقه لم تعطيه الفرصة ليلجم أحاسيسه التى شعر بها تتفجر بشكل عجيب و هو يرى كف هذا الاحمق تمتد نحوها !!

لماذا شعر بالضيق يحتل انفاسه ؟!! .... لماذا شعر بوخز غريب يدب بعنف داخل جانبات صدره !! .... لحظات من الصمت هى التى قابلتها كلمات أردال .. صمت يحمل انشداه كل من نارفين و أمير لكن بمشاعر مغايرة كلياً .... فكان انشداه أمير نابع من صدمته من تلك الكلمات الذى سمعها !

صدمته من هذا الموقف الذى يجمعه مع صاحب الشركة الذى يعمل بها !!! و يرى تلك النظرات الغريبة الذى يرمقه بها فى هذه اللحظة ... و الأكبر صدمته من كوّن تلك الفتاه التى لا تمت الى هذا العالم بصلة و التى لا تشبه هذا الرجل المهيب الذى يقف أمامه الأن بشئ هى فى الواقع زوجته !!

تلعثم أمير بحروفه و هو لا يعلم ما الذى يجب عليه قوله تحديداً فخرجت نبراته متوترة بشكل واضح

( سيد أردال ... لم اكن أعلم... فى الواقع الانسه نارفين .... اقصد السيدة نارفين لم تقل شئ بذلك الخصوص و ... )

قاطع أردال كلماته و نبراته تخرج بشكل حاسم لا يقبل النقاش مردفاً بملامح متجهمة بشكل لم يستطيع السيطرة عليها

( لكنك علمت الأن ... أليس كذلك سيد أمير ؟! )

رفع أردال حاجبيه و هو يضيف تساءله الأخير الذى أربك أمير بشكل أضافى و هو يستشعر به تحذير مبطن لكنه شعر انه يجب ان ينسحب فى تلك اللحظه قبل ان يخسر مكانه بهذه الشركة يكفيه ما قد حصل عليه من تحذير غير مباشر أو مباشر لا يستطيع ان يجزم !

حرك رأسه بينما كان يردد يحاول منع مقلتيه من الانحدار نحو تلك الساكنة بصدمة هى الاخرى دون ان يدرك سبب ارتجاف جسدها بهذا الشكل

( أجل سيد أردال لقد علمت ... سوف استئذن من حضرتك لأعود الى عملى الأن )

التفت أردال يتابع ابتعاد أمير عنهم يسيطر على ذلك الإحساس المتعاظم بداخله .... يهرب من نظراتها المصعوقة الذى يشعر بها تحاوطه من كل اتجاه ... تنهد بهدوء و هو يعود ليواجه سمائها الملبدة بالغيوم يشعر باضطراب جسدها !

لن ينكر ان منظر عبراتها و جلوسها بذلك الشكل المنهار الذى تابعه قبل قليل حرك بركان من الغضب الخالص الموجة نحو نفسه هو تحديداً ... غضبه من تلك الكلمات التى تفوه بها نحوها ... لا يعلم ما الذى دهاه !! .... يبدو انه اصبح لا يعلم أشياء كثيرة بسببها !! ... ازدرد ريقه حينما رآها ترمش بجفونها المثقلة بحبات عالقة من أمطارها ليردّد بنبرات خرجت متحجرشة بعنف انفعالاته التى يحكمها

( ربما الأن فهمت أننى لا أريد ان اخفى الأمر نارفين )

رفعت أهدابها بالم و قلبها يعتصر رغم تلك المشاعر التى داعبت روحها للحظات و هى تستمع لكلماته و إعلانه كونها زوجته قبل قليل .... لكن قلبها الاحمق الذى تشعر به يتالم و مشهد تلك المرأة يعود ليداهم روحها المتألمة بعنف .... و رؤيتها الى تلك المرأة التى لاتزال تشعر بوقعها على خفقات قلبها النازفة .... ابتلعت الحرقة التى تخنق رئتيها قبل ان تردد بنبرات لا روح بها

( أجل فهمت ... تعلن لمن تريد وقت ما تريد !؟ )

عقد أردال حاجبيه يستوعب تلك السهام التى تُلقيها نحوه ... و عقله يربط كلماتها بردت فعلها أمام تاليا .... هل يعقل انها كانت تنتظر ان يعلن هو الأمر !!

شعر لوهلة بتشوش عجيب داخل عقله و هو لا يستوعب ما تفعله به ... لا يستطيع ان يتعامل مع هذا الشعور الذى يداهمه .... هذا الشعور الذى يحثه ان يبرر لها صمته ... تباً انها تسحبه باتجاهات خطرة لا يريدها !

تنهد و هو يرفض ان يرضخ لذلك الشعور يردد بنبرات ثابته رغم اهتزاز روحه يباغتها بنظرات موحية بالكثير

( على الأقل أنا لا اهرب من الواقع مثلك نارفين ... و تلك الكلمات أنتِ )

قاطعته نارفين بجنون تلبسها و صمته أمام تلك المرأة ينهش قلبها ايحاءه انها تهرب من اعلان تلك الزيجة .... قاطعته و كفها اليسرى ترتفع بحده تشير الى بنصرها و بنبرات حادة أردفت

( ان كنت اهرب لما وضعت ذلك الخاتم مطلقاً ... فمنذ الغد سوف يعلم الجميع كونى سيدة ولست انسه أردال ... هذا بالطبع ان كنت سوف تدع فتاة بمثل وضاع... )

لم يسمح لها ان تكمل كلماتها الحمقاء من وجهة نظره و هو يسحبها من كفها الممدودة أمام مقلتيه تستفزه بشكل مضاعف ليردّد بفحيح مرعب أمام نظراتها المصعوقة

( توقفى نارفين ... حقاً لم أعد أستطيع ان استمع الى كلماتك الحمقاء هذه ... أنا لم اكن اقصد ما فهمته .. فأنا لن اترك فتاة وضيعة كما تقولين لتحمل أسمى ! )

تجمدت انفاس نارفين تشعر بلهيب انفاسه المتسارعة تضرب ملامحها المتشنجة ... فهو لا يرحم ضعفها لا يرحم روحها التى تان الأن بالم و هى تشعر بأنفاسه و رائحته تتسلل الى مقاومتها

نظراته التى تخترق مقلتيها المهزوزة ... لماذا لا تستطيع ان تصمد أمامه ... اجفل كلاهم على نبرات ميرال الذى رددت أسماءهم بتساءل مرتبك و نظراتها المتوترة بشكل عجيب

( أردال نارفين !! )

أبتعد أردال خطوة للخلف و هو يترك كف نارفين يحاول السيطرة على اضطراب ملامحه الواضح لكن و كأن شاء القدر ان ينقذه فتنفس الصعداء حينما استمع الى رنين هاتفه يصدح بصوت مكتوم داخل جيب سطترته الداخلي .. يشعر باهتزازه الذى تمازج مع اهتزاز نبضاته !! لينسحب بشكل لبق من بينهم منتشلاً هاتفه عَل هذا الاهتزاز يقل او يهدأ

تقدمت ميرال خطوتان من نارفين التى كان شحوب وجهها يحاكى مدى اضطرابها و هى تتساءل بحذر

( نارفين هل أنتِ بخير ؟!! )

أغمضت نارفين جفونها بعنف تحاول ان تزيل ملامحه القريبة من أمام مقلتيها لتتنهد بعدها و هى تردف باهتزاز

( أجل ميرال بخير ! )

شعرت ميرال بالم غريب يغذو داخلها و هى ترى ملامح نارفين المتالمة ... شعرت و كأنها تذكرها بماضى قريب لنفسها فاردفت دون ان تمنع نفسها بتساءل حاقد

( انها تاليا أليس كذلك ؟! )

فتحت نارفين عينيها بصدمه مضطربة .. ياالهى هل بات امرها مفضوح الى تلك الدرجة ... كيف استطاعت ميرال ان تعرف .. لكن نبرات ميرال عادت لتقاطعها و هى تردد بالم ممزوج بتهكم و حدة

( انظرى لى نارفين ... تاليا تلك أفعى لذلك لا تكترثى لاى شئ تفعله ... لا تعطيها المجال لتنشب خلاف بينكم هل تفهمين كلامى ... فهذا ما سوف تحاول فعله و ما قد جاءت لاجله ! )

طأطأت نارفين رأسها بالم لا تستطيع ان تخفيه تردد بخفوت متلعثم تحاول ان تتلمس بميرال شخص يستطيع ان يخفف عنها !

( انها لم تتعرف على من الاساس ميرال ... لقد ظنت أننى أحد الموظفين و ...)

ضحكت باستهزاء من نفسها قبل اى شئ اخر و هى تكمل

( حتى انها ليست بحاجة لتفعل اى شئ )

صدمه شلت أطراف ميرال و هى تستمع الى نبرات نارفين التى تقطر الم و داخلها يشتعل بمشاعر حقد جامحة جعلتها تردف و كفها تخط على كتف نارفين تهزها برفق

( هل أنتِ حمقاء .... نارفين انها بالتأكيد تعرفت عليك ... لكنها فعلت ذلك لمضايقتك انها حقيرة ... فان كانت لا تعرفك حقاً لتعريفها بنفسك اذاً ... فعلت أليس كذلك ؟! )

ارتدت ميرال بصدمة للخلف و هى تعى من راس نارفين المنكس بخنوع غريب أفقدها عقلها انها لم تفعل لتردد بانشداه

( أنتِ ... هل أنتِ حمقاء حقاً نارفين ؟! ... كيف تسمحين لها ان تفعل ... كيف تسمحين لها ان تلعب بك هكذا يااا لها من حقيرة ... حسناً نارفين أنا سوف أجعلك تردين لها الضربة بشكل مضاعف ... و أنتِ سوف تذهبين معى الأن !! )

رفعت نارفين مقلتيها بصدمة أمام ملامح ميرال و هى تتساءل بعدم فهم

( ماذا .. لما ؟!! )

تنهدت ميرال بضجر و هى تردد بينما تشمل نارفين بنظرات واثقة

( سوف تعلمين فيما بعد ! )

حادت نظرات نارفين نحو جسد أردال البعيد الذى يتحرك بضجر واضح بينما يتحدث بالهاتف و هى تردد

( لكن .. )

التفتت ميرال نحوه هى الاخرى لتدرك مقصد نارفين بينما خرجت نبراتها بثبات

( حسناً نارفين انا سوف أقوم بتلك المهمة عنك ! )

تابعت نارفين قامة ميرال و هى تتجة نحو أردال بتشوش !! ... ما الذى تفعله الأن؟!! انها حقاً حمقاء ... يااالهى مالذى تفعله ... لماذا تتقرب من ميرال هكذا ... متى اصبحت بتلك الانانية ؟!!!

انها تستغلها لتساعدها و هى تعلم انها دمرت حياتها .... انها ..... اجفلت نارفين بعنف و هى تستمع الى ذلك اللقب الذى أعاد الى رأسها التخبط بنبرات برهان و هو يردف من خلفها بهدوء مستفز

( مرحباً ايتها الكاتالينا الصغيرة !! )

صداع عجيب داهمها و هى تلتفت لتواجهه و ذكرى كلماته التى حاولت ان تخرجها من داخلها بعنف تعود لتتسلل الى عقلها من جديد لكنها حاولت رسم العميله و هى تفتعل ابتسامة رسمية على وجهها بينما أخذت تردف

( سيد برهان مرحباً بك ! )

ابتسم برهان هو الاخر بشكل أربك حواسها بينما نبراته خرجت بخطورة و هو يردد

( يبدو أنكِ لم تقطحمى غرفة قادير بعد كما فعلت معى ... ماذا تنتظرين ؟!! ... هل لا تثقين بكلامي كفاية ؟! )

اردف برهان جملته الاخيرة و هو يبتسم باستهزاء جمد نارفين التى رددت بثبات برغم من اهتزاز نبراتها

( أنا لا أعرفك من الاساس لاثق بك سيد برهان )

شملها برهان بنظراته المتمهلة حتى جعل جسدها يرتعد ليلقى سهام كلماته التى جمدتها و هو يردد

( لكننى أعرفك جيداً ... أعرفك من حديث والدك الذى كان لا يتوقف عنك ... ايتها الكاتالينا الصغيرة ... الم يكن هو من لقبك بذلك الاسم !!! )

صاعقة كهربائية لامست روحها بل اكتسحتها و ظنها يتأكد لكن ذاك البرهان لم يعطيها الفرصة لتنطق باى حرف فقد رأته يبتعد و ابتسامته لا تزال ترتسم بشكل يثير داخلها العديد من الأشياء .... يختلط بشكل عنيف مع كلماته السابقة لكن كلمة واحدة فقط هى التى قفزت داخل رأسها كلمة رددها أكثر من مرة " انتقام " ... ماذا يعنى و ما علاقة قادير بالأمر و ان كان له علاقة بوالدها لماذا يتعامل بذلك الغموض

( نارفين هيا لنذهب ! )

تطلعت نارفين بعدم استيعاب نحو ميرال التى أخذت تحرك كفها أمام وجة نارفين و ملامحها تتساءل عن سبب شرودها بذلك الشكل !!

***
يتبع...


رحمة غنيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
كاتبة بقصص من وحى الاعضاء