عرض مشاركة واحدة
قديم 24-10-20, 09:36 PM   #285

رحمة غنيم

? العضوٌ??? » 475679
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 431
?  نُقآطِيْ » رحمة غنيم is on a distinguished road
افتراضي

بعد مرور العديد من الساعات الطويلة كانت ميرال تتابع شرود نارفين العجيب الذى كان يحتلها بين الفترة و الاخرى و مشاعر متخبطة تسيطر عليها فهى حقاً لا تعلم لماذا تساعدها بذلك الشكل .... ما الذى حدث معها جعلها تتصالح مع تلك الفتاه بهذه الطريقة .... هل حقاً تفعل بسبب مساعدتها هى السابقة لها ...... ام انها فقد تفعل لتاخذ بثأرها من تلك الحقيرة !!

تنهدت بهدوء ترفع قدح القهوة لترتشف منه قبل ان تردف بعدم رضى انتشل نارفين من شرودها

( لماذا تجمعين شعرك بتلك الرابطة المملة نارفين !!!! .... انها تخفى جمال قصته الجديدة !!! ... انها تبدو رائعة عليك )

رمشت نارفين عدة مرات تحاول ان تجمع كلمات ميرال بعيداً عن تخبط افكارها المنحصر بلقائها مع برهان صباحاً فقد بعثرها بشكل لا تستطيع ان تجمعه !!! ... و الجنون يأخذ حيّز كبييير من افكارها نحو ما عليها فعله !

ابتسمت ابتسامة طفيفة و هى تردد بطريقة استفزت ميرال من ضعفها

( مملة مثلى أليس كذلك ؟! ... اعلم انى أصبتك بالضجر اليوم ! )

رغم استفزازها ابتسمت نحوها و هى تردد بتأفف تمثيلى

( كفى نارفين ما بك ما تلك الروح المنهكة التى تتملكك ... اى فتاة أنتِ ... حقاً لا اصدق أنكِ لاتزالين على حالتك تلك بعد ان قمنا بالتسوق و زيارة مركز التجميل ... حتى أنكِ لم تنبهرى و لم تبدى اى ردت فعل حيال قصة شعرك الجديدة ؟! )

ضحكت نارفين قبل ان تردد بامتنان طغى على نبراتها

( أشكرك حقاً ميرال .... لم أكن أستطيع ان اكمل اليوم بالشركة شكراً لك )

ازدردت ميرال ريقها و كلمات نارفين تذكرها بما حدث اليوم مع طارق .... لقد أخذت تحاول بعثرة افكاره طوال اليوم معها كى تهرب من ذلك الالم الذى يسكن داخلها .... رفعت ميرال نظراتها نحو نارفين بملامحها البائسة تردف و كأنها تواسى نفسها

( انظرى نارفين أنا حتى لا استوعب لماذا افعل هذا معك !! ... لكننى حقاً لن أدعك تقعين فريسة لتاليا مهما كلفني الأمر )

تنفست نارفين بارتجاف و هى تتساءل بخفوت

( لماذا ميرال ؟! )

نكست ميرال رأسها ليسقط شعرها الداكن يبنى حصار من حولها تخفى به الم ملامحها لتصدح نبراتها بعد لحظات باهتزاز و هى تردد

( هل أستطيع التهرب من الاجابة ؟! )

ابتسمت نارفين بتفهم بينما تساءلت بنبرات مخنوقة تلجم أحاسيسها المتالمة

( ذلك اليوم ... أقصد اليوم التى رأيتني بالمكتبة تحدثت عن علاقة أردال و تاليا السابقة و )

قاطعة ميرال كلمات نارفين و شعورها بالندم على ذلك اليوم يتعاظم

( نارفين أنا حقاً اعتذر على ذلك اليوم ... أنا هكذا فى العادة اؤذى من حولى جميعاً )

هزت نارفين رأسها بعنف و هى تردد

( لا ميرال أنا لم اقصد ... أنا فقط أريد ان اعلم المزيد عن علاقتهم السابقة ؟! )

أخذت ميرال تداعب قدح القهوة بتوتر قبل ان ترفع رأسها تنظر بصدق نحو نارفين و هى تردد

( نارفين اى شئ بخصوص الماضى خاصتهم لن يفيدك بعد الأن .... ان كنت تريدين أردال حقاً ... لا تتبعى ذلك الماضى المظلم الخاص به ... لا تنظرى الى مظهر تاليا الكاذب أمامك انها اضعف من ذلك بكتيير ... كما .... كما أننى ارى أنكِ تعنى الكثير لأردال حقاً ... ان كانت تاليا لاتزال تؤثر به لما كان أردال على تلك الحال التى رايته بها اليوم !!! )

صمتت نارفين بشرود و داخلها يضحك باستهزاء اعنى له !! ... كيف تقول لها انها لا و لن تعنى له اى شئ مهما فعلت!!

***

تستلقى على الفراش و الأفكار لا تزال تعصف بها .... كل شئ من حولها عجيب !!! ... اى قدر لديها ؟! .... زفرت نارفين انفاسها التى تشعر بها تخنقها تحارب عقلها الذى يملى عليها ان تفعل ما قاله لها برهان .... بينما صوت مخنوق اخر يتسلل من داخلها كى لا تفعل !!

انحدرت نظراتها على تلك الأريكة التى لا تزال فارغة من جسده .... يااالهى ماذا تفعل لماذا أكثر شئ تخشاه الأن من تلك الحقيقة هو !!

هزت رأسها بعنف اى ظلام هذا الذى يحاوطها بذلك المكان ... رفعت كفها المرتجف لتخط على هذا الانتفاخ الذى يحمل طفلها بينما أخذت حرقة مقلتيها تتزايد بعبراتها الحبيسة ....و صورة والدها تتمثل أمامها بوضح ... كم كانت حياتها لتختلف ان كان لايزال على قيد الحياه

استقامت و عقلها يسحبها بعنف نحو الخيار الأول .... لماذا لا تحاول من جدد ان كانت قد فشلت فى المرة الاولى بمكتب برهان ... ربما ... توقفت و عقلها ياخذها الى ذلك المشهد !! ... نفضت رأسها بعنف و قدمها تخطو خارج الغرفة !!!


قبضت بعنف ارتجاف كفها على مقبض باب الغرفة لتفلته بعدها بلحظات بارتجاف مضاعف !! .... انها هكذا تخون ثقة أردال بها ... لماذا تشعر بذلك الارتجاف يتسلل الى داخلها حينما تتذكره .... و ماذا عن حديث برهان ذلك !!!

ازدرت حلقها لتشعر بجفافه الذى جرحها .... لتشعر بعدها بضيق يخنق انفاسها ... ضيف جعلها تتراجع بخطوات مضطربة للخلف !! ..... تحركت تخطو بشرود حتى وقعت عينها على الفتحة الخاصة باب المطبخ لتعود تلك الحرقة تذكرها بجفاف حلقها .... دلفت نحو الداخل تلتقط احد الكاؤس المعلقة بتلك الظلمة تتلمس بهذا الضوء المنبعث من أحد النوافذ المطلة على المسبح الرؤية !

اخذت تروى ظمأ روحها المرتجف من ذلك الكأس و كأنها تُشتت افكارها به لتلتفت بعدها و انفاسها تخرج بارتياح مشتت لكنها لحظة واحدة قبل ان يرتد جسدها للخلف و شهقة لم تستطيع السيطرة عليها تصدح عالياً بالإرجاء بينما انزلق ذلك الكأس من بين أناملها من وهل الصدمة لكن كف أردال منعت صوت تهشمه المؤكد و هو يحتجزه بين قبضته !!

لم يمنع ذلك الظلام الذى يحاوطهم من عزل هذا البريق المطل من بين مقلتيه و الذى جعل جميع أوصالها ترتجف ليأتيها بعدها نبراته التى أكدت لها ما كانت تخشاه

( ماذا تفعلين هنا بذلك الوقت نارفين ؟! )

ازدرت ريقها بتوجس و عينها تتمهل على ملامحه القريبة منها قبل ان تقول بخفوت و هى تنحدر بنظراتها نحو ذلك الكأس القابع بين كفه

( كما رأيت كنت اشعر بالعطش ! )

تقدم منها خطوه و عينيه لا تفارق سمائها المضطربة مما جعلها تتراجع بجزع لتسمع نبراته و الذى اخذ يشوبها بعض الحدة و هو يقول فى حين كان يتقدم خطوة اخرى نحوها

( حقاً ؟!! ... فقط من أجل هذا ؟!!! )

شعرت بمعدن صلب يحتك بظهرها يحمل من البرودة ما يكفى ليزيد ذلك الارتجاف الذى تسلل لكيانها و هى تراه يميل بجسده نحوها يتكئ على تلك الثلاجة المعدنية من خلفها ينتظر إجاباتها و انفاسه الحارقة التى امتزجت برائحته تزلزلها من الداخل لتردف بتردد و ثبات زائف

( أجل فقط لذلك ؟!! )

صمت و هو يطالع مقلتيها المهزوزتين و شعور غريب يجعل نبضاته ترتجف ... ملامحها القريبة التى لا يراها بوضوح كافاً يريد ان يتفقدها للمرة الاولى بين أنامله يريد ان يشعر بملمسها بين خشونة قبضته لكنه فضل ان يقلص تلك المسافة بينهم على ذلك الجنون الذى يداهمه حتى باتت انفاسهم مخطلته ليقول بنبرات حاول التحكم بثباتها

( أنتِ تتوغلين داخل ظلام تجهلينه نارفين ... ظلام سوف يسرق ذلك البريق الذى يرتجف داخل مقلتيك الأن!!! )

رمشت عدة مرات تحاول استيعاب كلماته لكنها فضلت ان تتحامل على ذلك الخوف الذى يلجم كلماتها لتقول

( هل تعنى بالظلام هذا أنت ام عائلتك ؟!! )

صدمة الجمته هل ترى به حقاً ظلام سوف يسحبها ... شعر أردال بالم غريب يتسلل الى داخله جعله يتساءل و كفه ترتفع لتخط بجانب رأسها

( هل ترين بى ظلام سوف يسحبك ؟!! )

طأطأت رأسها و قلبها يتقافز بالم داخلها ... و احداث هذا اليوم تعصره بعنف لكنها بالرغم من حجرشت نبراتها اردفت بخفوت ضرب صدره بعنف

( أنت تصبح أكثر قسوة من الظلام حينما تريد ... تغلف نفسك به بعنف حتى لا يخدشك بريق النور بالخارج !!! )

صدمه حلت على أطراف أردال و هو يستمع الى كلماتها نبراتها التى شعر بها تخترق صدره لتتركه عاجز عن الرد عليها .... و كأنها حقاً اصابت ... اقترب أكثر منها يهمس بهدوء غريب داعب أعماقها و هى تستشعر بين طياته عتاب غريب

( تتحدثي و كانكِ تعرفين كل شئ ايتها الصغيرة ... كل ذلك من أجل ما قلته اليوم ؟! )

كم شعرت بانفاسها تختنق و هى تستمع الى هذا اللقب منه من جديد لماذا يفعل بها هذا ... هل أصبحت الأن صغيرة بنظره بعد ان عادت تلك المرأة المتفجرة الأنوثة أمام انظاره من جديد !!

لم تتمالك أعصابها و هى تردد ببرود تهرب من نظراته التى تضعفها

( لا .. لا افعل ذلك من أجل اليوم ... لكننى أصبحت اُدرك اى وضع أنا به ... لذلك لا تقلك لن أتخطى ذلك الدور الذى تريد رسمه ! )

أغمض مقلتيه يحاول منع غضبه ماذا تفعل به تلك المجنونه لهذا هرب من جنون مشاعره يحتمى بما راى منذ قليل

( ماذا كنتِ تفعلين أمام غرفة مكتب عمى قادير منذ قليل نارفين ... ما الذى تحاولين فعله !! )

رفعت مقلتيها بتحدى غريب دب بعروقها نحوه يكفى ضعف لن تستطيع ان تحتمل أكثر

( لا تقلق لن اورطك معى أكثر من ذلك )

جحظت مقلتى أردال بصدمه و عقله لا يستوعب كلماتها ... ماذا يحدث معها ... تابعت نارفين ذلك الغضب الذى احتل ملامحه القريبة منها لكنها انكمشت بعنف و هى تراه يقترب بخطورة أكثر منها و هو يردد بانفاس ملتهبة

( أنا اخشى ان تورطي نفسك أنتِ نارفين .. أنتِ لا تعلمي اى شخص هو ! )

ازدرت ريقها بارتجاف نبضاتها التى تستشعر قرب خفقاته التى يغلفها دفئ صدره .. بينما كلماته تضرب ضعفها من جديد

شعرت بتشنج اطرافها و هى تراه يبتعد خطوة و ملامحه تتحول لغضب غريب ... لا تُدرك ان جنون مشاعره بتلك اللحظة هو السبب ... جنون سيطرته التى تضعف يوم بعد يوم أمامها !!!

صدمه شلت أطرافه و هو يتابع ذلك المشهد من بعيد ..... الم كاسح اخذ ينهش بصدره ! .... هل ما يراه الأن حقاً حقيقة ام ان لقائه مع تاليا اليوم اصابه بعدوى الجنون !!!

تراجع آسر بخطواته للخلف يهرب من هذا المشهد و عقله يرفض تصديق جنون افكاره المتخبطة بذلك الشكل

نهاية الفصل الثالث عشر

اتمنى من كل قلبى ان الفصل يكون نال اعجابكم 😍😍


رحمة غنيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
كاتبة بقصص من وحى الاعضاء