عرض مشاركة واحدة
قديم 26-10-20, 06:57 AM   #118

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




Part 42


القطط والنساء سيفعلون دائمًا ما يحلو لهن ، يجب على الكلاب والرجال الاسترخاء وتقبل هذه الحقيقة .
‏- روبرت أنسون هاينلاين -




دخل آلبرت بهدوء تام الى مكتب عمه وألقى التحية قبل أن يجلس على الكرسي المُقابل للمكتب ..
بينما عمه كان يسترخي بمقعده مشبكاً يديه وعيناه مصوبتان على إبن أخيه منذ دخوله من الباب وحتى جلوسه ..
سأله بهدوء تام: كيف أعمالك بلندن ؟
آلبرت: لم أستطع إنهاء ما فاتني بعد ..
وكأنه بجملته يُعاتب عمه ويطلب منه ألا يستدعيه مجدداً عندما ينهمك فيها ..
لم يُبالي عمه بذلك وقال: وكيف هي علاقاتك مع الموظفين هُناك ؟
آلبرت بهدوء: جيده ..
عمه: هل علاقاتك معهم علاقات عمل فقط ؟
صمت آلبرت لفتره عندما تأكد بأن زوجة عمته فعلتها حقاً فقال: نعم ، علاقات عمل فحسب ..
بدى وكأن الإجابة لم تُعجبه فسأل وهو يُصر على كلماته: لم تتعدى علاقاتك أكثر من ذلك ؟
آلبرت: إطلاقاً ..
إجاباته كانت هادئه بارده ولو لم تكن هُناك أدله لصدقه أليكسندر حقاً ..
قال بحده أخيراً: لم أضنك قد تكذب عليّ يوماً !
آلبرت رد ببروده ذاته: لم أفعل ..
إتسعت عينا أليكسندر للحضه منصدماً من وقاحته فهذا آخر شخص كان يتوقع منه مثل هذا التصرف ..
فسأل بحدة واضحه: وآنجيلا ؟
آلبرت: ماذا بها ؟
إنه بالفعل يريد أن يزج بعمه الى مشفى الأمراض العقليه ببروده وردوده المُستفزه !
أخذ أليكسندر نفسه عندما كاد أن يصرخ بوجهه وحافظ على رباطة جأشه في آخر لحضه ليسأل بعدها بهدوء: سمعتُ بأنك على علاقة عاطفية معها ؟
آلبرت: سمعت ؟ ومنذ متى نحنُ نصدق الأقاويل دون ادله ؟
أليكسندر: ألا يكفي دليل ترقيتك لها دون سبب مقنع ؟
آلبرت بهدوء: طلبتُ خدمةً ما من الموظفين خارج نطاق العمل ووعدتُ بعلاوة جيده لمن يُنجزه وقد كانت هي أول من أنجزه ، هل أخطأتُ عندما وفيت بوعدي ؟
عقد أليكسندر حاجبه وقال: وماذا عن زيادة الراتب ؟
ألبرت: الترقيه تتبعها زيادة في الراتب ، هذه أمور واضحةٌ يا عمي ، مابك ؟ ممن سمعت هذه الأقاويل لدرجة أنه أثر على تفكيرك المنطقي !
نظر إليه عمه لفتره طويلة ليقول بعدها بهدوء: وماذا لو إكتشفتُ أنك تكذب ؟
آلبرت ببررد: أكذب بخصوص ماذا بالضبط ؟
أشاح أليكسندر بوجهه وهو يفكر في السبب الذي قد يجعل كين يكذب عليه ، لطالما كان آلبرت الأخ الذي يحترمونه كثيراً فلما يقول مثل ذلك الكلام ؟
هل من الممكن أنه أخطأ في فهم تصرفات أخيه وضن ما ضنه ؟
ربما ، هذا التفسير منطقي ..
في حين كان آلبرت راضي تمام الرضى عن كذبته هذه ، أو بالأحرى عن مراوغته للأسئله حيث أنه لم يعطه أي إجابه صريحه ..
مع أنه حتى الآن لا يعرف ما السبب الذي جعل من جينيفر تُحاربه هكذا ؟
هل من الممكن أن عمه قرر تسليم أمور العائله ولهذا قررت تشويه سمعته ؟
ربما رغم أنه لا يزال يضن بأن عمه لا يريد غير ريكس ليمسك بزمام الأسرة وأموالها ..

قطع أفكار عمه بسؤاله: سمعتُ بأن إستيلا غادرت المنزل بعد مشاجرة بينكما ؟ هل للأمر علاقة بي ؟
عاد الإنزعاج على وجه أليكسندر من ذكر هذا الأمر وقال: بل تصرفاتها الغير عقلانيه هي السبب !
آلبرت: إستيلا ؟ ربما فهمتها خطئاً فهي حكيمة وعاقلة في جميع خطواتها !
أليكسندر: أجل حكيمه للغايه لدرجة أنها تخطط للزواج من رجل يكبرها بالعمر وذا خلفية سيئه !
عقد آلبرت حاجبه فقال أليكسندر: أقصد ميشيل صديق والدك ، لم يعجبني منذ البدايه ولكني لم أمنعه من حظور مناسبات العائله إحتراماً لأخي ولكم ولكن أن تجمعه علاقة عاطفيه مع إستيلا فهذا شيء لن ارضى به !
دُهش آلبرت وقال: ميشيل ؟!!
أليكسندر: لم أُصدق الأمر وواجهتها لأتفاجئ بأنها بالفعل تخطط للزواج منه ! إنه بعمر والدها ولا يملك أي خلفية جيدة بل على العكس عُرف بطفولته بإبن متحرش ! لا شيء جيد فيه ! لم أضنها قد تفكر مثل هذا التفكير مطلقاً !! صُدمت للغايه من الأمر وصُدمتُ أكثر من أنها تُصر على أنها لم تُخطئ !
صمت آلبرت ولم يعرف بماذا يُعلق ..
لقد لاحظ بأن إستيلا هي أكثرهم تعلقاً بصديق والدهم ولكن توقع بأنها تراه كوالدها فلقد كانت أكثر من بكى لوفاته ..
لم يضن ولا لوهله بأنها قد تفكر بالإرتباط به !
هل حبها الشديد لوالدها جعلها ترغب بأي شيء يربطها به ؟
هل هذا يعني بأنها تضن نفسها واقعة بحبه وهي في الحقيقة متعلقة بكونه صديق والدها الوحيد ؟
لم يعد يعرف ما السبب ، عليه أن يتحدث إليها ليفهم الأمر أكثر ..
علق أخيراً وقال: سأتحدث إليها ..
أليكسندر: إن كُنتَ ستُشجعها على قرارها فلا تتدخل من البدايه ..
آلبرت: لا تقلق فقط أُترك أمرها لي ..
تنهد أليكسندر وقد كان صمته دليل موافقته لترك أمرها لأخاها الأكبر ..

***


7:44 pm


وصل ريكس الى إحدى الملاهي الليليه المرخصه ودخل الى الداخل ..
دار بعينه في المكان وتقدم من إحدى الطاولات حيث كان ينتظره هناك باتريك مع أحد الرجال ..
جلس أمامهما ليتحدث الرجل قائلاً: أتُريد شراباً ؟
هز ريكس رأسه بالنفي ونظر الى باتريك ينتظر منه معرفة السبب الذي دعاه الى رؤيته في مكان بعيد عن المنظمه ..
رشف باتريك القليل من الشراب وهو ينظر الى وجه ريكس ليقول بعدها: تبدو مشرقاً أفضل من الأيام السابقه ، هل كان هناك ما يُقلقك سابقاً ؟
ريكس: لا ..
إجابه سريعه مختصره وكأنه ينهي أي حوار لا علاقة له بسبب إستدعائه ..
فهو يكره المقدمات كثيراً ..
تفاجأ عندما بالفعل دخل باتريك في صلب الموضوع سائلاً إياه: ما علاقتك بآندرو ؟
صمت ريكس لفتره فقد توقع بأنهم عاجلاً أم آجلاً سيكتشفون علاقة الصداقة التي تربطه مع أحد أبناء هذه العائله ..
أجابه: زميل ..
باتريك بهدوء: من الوقاحة ان تعترف بدون تبرير ..
ريكس ببرود: عرفتُه قبل أن أعرف عن كون أخاه الأكبر عدو قديم للمنظمة لذا لماذا تحتاج الى تبرير ؟
باتريك: إقطع علاقتك به ..
ريكس: ولما تُملي علي أوامر بخصوص حياتي الخاصه ؟ فأنت لستَ بوالدي وأنا لستُ طفلاً ..
باتريك: أنت تتعمد إستفزازي ؟
ريكس: لا يجدر بك حشر أنفك بخصوصياتي إن كُنت ستستنكر ردة فعلي ..
حاول باتريك الحفاظ على أعصابه وهو يقول: بل الأمر ليس من خصوصياتك إن كان سيضر المنظمه !
ريكس: وهل أنا طفل لأنشر بالأرجاء عن كوني فرد بعصابه ! مادام أنه لا يعرف عن علاقتي بكم فمما أنت خائف ؟
إبتسم باتريك وأجاب: منك أنت ..
رفع ريكس حاجبه فقال باتريك: لستُ قلقلاً من أن تكشف نفسك له ، بل قلق من كونك في صفهم منذ البدايه ..
لم يُعلق ريكس وبقي صامتاً لفتره قبل أن يقول: هل هذا كُل ما لديك ؟ فأنا رجل مشغول ..
باتريك ببرود: أثبت ولائك بقطع علاقتك به قبل أن أُعلنك كخائن رسمي للمنظمة ليؤمر بتصفيتك ..
مد ويكس يده ولأول مره يطاول على باتريك عندما أمسكه من ياقة معطفه ساحباً إياه قليلاً وهو يهمس: إنعتني بما تشاء ولكن عليك أن تقول هذا لمن أدخلني الى هذه المنظمه ، فأنت تعلم بأن من أدخلني هو رجل أعلى منك بكثير لذا كن شجاعاً وواجه قائلاً له "آسف ياسيدي ولكنك كُنتَ غبياً وعينت خائناً" ..
دفعه ووقف مغادراً فقال باتريك بهدوء: سنرى ما سيحدث يا ريكس ..
تجاهل ريكس تهديده الذي يعتقد في قرارة نفسه أنه لا فائدة منه فباتريك لن يستطيع فعل شيء سوى التفوه بالتهديدات ..
ولكنه كان مخطئاً فباتريك ليسوا مما يرضون الإهانه وسيرد الصاع صاعين ..

***


9:44 pm


كانت مهذبه للغايه ..
منذ أن دخلت للمنزل وهي تجلس في الصالة ولم تُغادرها سوا للذهاب الى دورة المياه ..
رغم أنها تشعر بالجوع إلا أنها لم تدخل الى المطبخ ولم تخرج لتشتري الطعام ..
لقد سمح لها بالبقاء بمنزله لذا لن تتصرف بوقاحه وتُعامله وكأنه منزلها ..
تنهدت ونظرت الى الساعة الجداريه هامسه: بقي الكثير حتى يُنهي عمله ..
صمتت قليلاً وأكملت: وبقي ساعة تقريباً على إنتهاء المهلة التي أعطاني إياه ذاك البروفيسور ..
أغمضت عيناها مُكمله: هل ما أفعله صحيح ؟ الإختباء فحسب ؟ والى متى !
وقفت ودارت بالصالة ذهاباً وإياباً وهي منشلّة التفكير تماماً ..
همست بهدوء: كان علي ترك المدينه والهروب بعيداً ، لكن كيف ؟
أخذت نفساً عميقاً وهي تقف أمام الساعة تنظر إليها ..
توارى الى رأسها منظره والخاتم الفضيّ يُزين أصبعه ..
لو أنها فحسب لم تتلقى الكثير من الأكاذيب خلال الشهرين المنصرمين لجربت الإلتجاء إليه ..
ولكنها الآن تُعاني من عدم مقدرتها على الوثوق بأي أحد ..
ولا أي أحد ..
أصبحت تتعامل مع الجميع من مبدأ الصفقات المُتبادله ..
حتى إيواء ريكس لها كان بمُقابل أن تُخبره عما تعرفه ..
لا أحد سيفعل أي شيء من أجلها دون مُقابل ..
ياله من عالم قاس ..
تفاجأت تنظر الى الباب عندما فُتح فجأه فتنهدت براحه عندما رأت بأنه ريو ..
أغلق الباب خلفه فسألته: لم ينتهي وقت عملك صحيح ؟
تقدم وجلس على الأريكة يقول: صحيح ولكني أستأذنتُ مُبكراً ..
رفعت حاجبها وعلقت: لا تثق بي ؟
ريو: أكون كاذباً إن قُلتُ بلى ، نعم لم أستطع أن أشعر بالراحة وهُناك غريباً يجلس في منزلي ..
تقدمت نحو أريكة مُقابله وهي تقول: اممم أحببتُ صراحتك ..
نظر إليها وقال: صارحيني ، أنت هاربة ممن ؟
تعجبت وقالت: لقد أخبرتُك ..
ريو: كُنتِ تكذبين ..
رفعت حاجبها بإستنكار تقول: ولما الآن تُكذبني ؟
ريو: لأني فكرتُ بالأمر ملياً ..
صمت قليلاً بعدها قال: أعطيني إسم المشهور أو عنوان المقال الذي شهرتي به ..
بقيت تنظر إليه لفتره بعدها قالت: نعم لقد كذبت مثلما كذبت أنت علي ..
ظهر الإستنكار على وجهه يقول: كذبتُ عليك ؟
أجابته: أو بالأحرى خدعتني وإستغفلتني ..
ريو: وااه يبدو بأني سيء للغايه ..
بعدها أكمل بإنزعاج: هذه المرة الثانيه التي أُقابلك فيها فمتى خدعتك وإستغفلتك !!
تكتفت وقالت: لأنك تتدعي عدم معرفتك بي ..
ريو: هل أنتِ مريضه ؟
رين: لا داعي لسؤالك فأنت تعرف عن مرضي ..
سيُجن حقاً منها !
إنها بالتأكيد تُعاني من خطب في عقلها ..
أكملت: توقف عن رمقي بهذه النظرات ، لا أعلم كيف تعرفني ولكن ما كان عليك أن تُخبئ هذا عني !!
ريو: حسناً لقد إكتفيتُ من ترهاتك ، إعتبري إتفاقنا ملغياً ولا تُريني وجهك مُجدداً ..
إنزعجت منه وقالت: لا تُكمل تمثيليتك هذه !!
ريو بإستنكار: هاااه !
رين: أجل ! لقد إستعدتُ جزءاً من ذاكرتي ورأيتُ فيها أني على معرفةٍ بالشاب الذي وصفته لي ! لقد سألتني للتأكد إن كُنتُ لا أزال أفقد الكثير من ذكرياتي أو لا صحيح ؟!! لما لم تُخبرني بأنك تعرفني ؟
إتسعت عيناه بدهشه وهو يقول: فاقدة لذكرياتك ؟!!!
رين بإنزعاج: توقف عن تمثيليتك ألم يكن طلبي واضحاً !!
حاول كبت إنزعاجه من كلامها وقال: ضني كما تشائين ، أنتِ من البداية كذبتِ علي ، لو كُنتِ صريحه لما حصل سوء الفهم هذا !
وقف متجهاً الى غرفته وقال: نقاشنا عقيم ما دُمتِ مُصرة على رأيك ، أتمنى أن تُغادري المنزل ..
وقفت بعصبية تقول: لا تتركني في منتصف نقاشي وكأنك تستحقرني !
تنهد وإلتفت إليها قائلاً: وهل تُسمين هذا نقاشاً ؟ لقد كُنتِ تُلقين علي التُهم جُزافاً دون أن تشرحي أي شيء وتتركي لي فرصةً للرد !
زمت على شفتيها وحاولت كبت غضبها هذا ..
لقد كانت مُسيطرة على نفسها ولكن كُل شيء إنفلت منها حالما راودتها ذكرى ذاك الشاب ..
أشاحت بوجهها هامسه: لا تلمني ! تلقيتُ الكثير من الخداع لذا لا يُمكنني سوا الغضب عندما أواجه موقفاً مُشابهاً ..
ريو: أخبرتُك اني لم أِقابلك في حياتي سوا مرتين !
رين: اسفه ، سأستمع إليك ..
تنهد ثم تقدم وعاود الجلوس على مقعده فجلس بأدب تام تنتظر شرحهه لسوء الفهم ..
تحدث قائلاً: الشاب الذي سألتُك عنه وزع صورتك طالباً بأن نتواصل به في حال إيجادنا لك فلهذا سألتُك عنه .. الأمر بغاية البساطه ولم يستدعي كُل هذا الغضب منك !
أشاحت بنظرها تُتمتم: مابه لقد أعتذرت فلما لا يزال غاضباً ؟
رفع حاجبه قائلاً: ماذا قُلتي ؟
هزت رأسها نفياً لتسأل: إذا أحدهم يبحث عني ؟ هل هو شخص جيد ؟
ريو: أجل إنه محترم للغايه ولا يملك أي سجل إجرامي وأيضاً ناجح في عمله ..
إنزعجت من سخريته وتمتمت: لن تخسر شيئاً لو أجبتني بـ"لا أعلم" ..
رفعت عينيها إليه وسألت كما لو أنها طفله: ماذا بشأن وعدك لي بأنك ستجد لي وسيلةً آمنه للذهاب الى باريس ؟ هل ستخلفه بسبب كذبي ؟
ريو: أهذا ما يُهمك ؟ إن كُنتِ حقاً فاقده لذاكرتك أوليس من الأولى أن تسأليني المزيد عن الشاب أو تطلبي رقم هاتفه الذي أعطاني إياه ..؟
رين: لن أفعل ، هو مُخادع كدانييل تماماً أنا واثقه ... كُل ما سأطلبه منك هو أن تنسى أنك رأيتني ولا تتصل به مُطلقاً ..
ريو: ولما واثقه ؟
رين: فقط هكذا بدون سبب ..
ريو: وماذا لو لم يكن كذلك ؟
أشاحت رين بعينيها وهي تتذكر تلك الذكرى ووجهه المُبتسم وهو يقول لها "فاجأتُك صحيح"
همست: لا أعلم ، الإبتعاد منذ البداية أفضل من الشعور بالخذلان ، لقد جُرحت كثيراً بسبب دانييل ولا أُريد تعليق أملي بشخص آخر أبداً ..
وهدأ الوضع بينهما لفتره بعدها سألها: وماذا ستفعلين الآن ؟
إبتسمت له وقالت: أنتظر طريقتك الآمنه في أخذي لباريس ..
رفع حاجبه وقال: بعد كذبك علي ؟
أظهرت وجه الأطفال وهي تقول: هيا أنت شاب ناضج ، لا تغضب بسبب حماقة فتاة حمقاء مثلي ..
ريو: ولما تُريدين باريس ؟ وممن هاربه ؟
كذبت مُجدداً: يُطاردني جامعوا الديون بسبب ديون والدي المتكرره كما يقولون ، والدي متوفى ولا يوجد سواي ليدفع لهم ، وباريس فيها أُختي الصغرى الوحيده ، سأذهب إليها خشية أن يزعجوها هؤلاء ومن ثم سنجد لنا مأوى بعيد عنهم ..
بقي ينظر إليها لفتره بعدها قال: إستقلي الحافلة وإذهبي ، الأمر ليس صعباً فلما تريد مُساعده ؟
فكرت للحضات قبل أن تقول: أبي إستدان من رجل يملك علاقات بمحطات السفر لذا سيجدني بسهوله ..
ريو بإستنكار: وكم يبلغ المال حتى يصلون الى هذا الحد ؟
رين بدون تفكير: سبع ملايين ..
إتسعت عيناه بدهشه فهذا المبلغ كافي ليبني أربعة قصور تقريباً !
ريو: لا أضنك جاده ؟!!! ولما قد يطلب والدك كُل هذا المبلغ ؟
رين: والدي أحد الذين باعوا روحهم للقمار لذا خسر الكثير وطالب بالمال ليُعوض ولكن هذا زاد عليه الخسارة لـ...
قاطعها: هذا يكفي !! إنها كذبة واضحه !
أشاحت بوجهها دون تعليق وهي تهمس لنفسها: "كان علي أن أقول سبعون ألفاً فلما قفزتُ الى فئة الملايين" ؟
وقف وقال: لن أُمانع بقائك لليلة هذه فحسب ولا يمكنني فعل أكثر من هذا لأجلك فيبدو بأنك عالقةً في مشاكل أنا في غِنىً عنها ، ونصيحة مني خذي رقم ذاك الشاب وتواصلي معه ، فربما يكون حبل نجاتك على عكس ما تتوقعين ..
ومن ثُم غادر من أمامها وهي تنظر إليه ومجدداً صورة ذاك الشاب تقفز الى خيالها ..
همست: لكني أخاف الخذلان ، أخافه كثيراً ..

***

4 February
‏3:23 am


الهدوء التام يعم الفيلا وجمع الأنوار مُطفأه م عدا أنوار قليله ذات إضاءات ضئيله متوزعة هُنا وهُناك ..
خرجت من غرفتها وتقدمت تمشي في هذا الدهليز الطويل حتى وصلت الى الغرفة الوحيدة الموجوده في آخره ..
دخلت الى الداخل وكان كُل شيء مُظلمٌ تماماً ، إتجهت الى غرفة النوم وأضاءت النور فتحرك الطفل النائم على السرير وهو يشد على عينيه دليل الإنزعاج ..
تقدمت وجلست على الكُرسي وراقبته هو وملامحه التى عادت تدريجياً الى الإسترخاء ..
همست له: إيدن ؟
قطب حاجبيه فتحدثت مُجدداً تقول: إستيقظ ، أُريد مُحادثتك ..
فتح عينيه تدريجياً ونظر الى وجهها ليقول بعد فتره بصوت يملؤه النوم: إليان ؟
إبتسمت له تقول: أزعجتُك ؟
هز رأسه نفياً وحاول الجلوس فساعدته على ذلك ليسألها: هل طلعت الشمس ؟
إليان: ليس بعد ، إنها الثالثة فجراً ..
تعجب وقال: هل هناك خطب ما ؟
إليان: فقط أردتُ سؤالك عن أمر ما والإطمئنان عليك ..
أكملت عندما إنتظر سؤالها وقالت: ماذا حدث ؟ لما عُدتَ الى هُنا بعد أن أخذك ريكس ؟
إتسعت عيناه من الصدمة عندما إستوعب وحاول أن يزحف بجسده بعيداً عنها وهو يقول بتوتر: لا شيء .. إليان أرجوك أُريد النوم هلا تركتني وحدي ..
دُهشت من تصرفه وقالت: ماذا بك ؟
إيدن: لا شيء ، أشعر بنُعاس شديد ، أُريد النوم ..
نظرت الى وجهه وهو يُحاول أن يُشيحه عنها وقالت: هل تكرهني ؟
صُدم ونظر إليها يقول: كلا أنا أُحبك !
إليان: إذاً لما تتجنبني ؟
توتر وهو يقول: لا لا شيء ..
عرفت بأنه حدث أمر ما فقالت: إذاً أخبرني بماذا حدث بعدما أخذك ريكس من هُنا ؟
إيدن: ليس بالأمر الهام ، فقط الى المشفى وأعطوني بعض المُسكنات ثُم عُدت ..
إليان: وهل أعادك ريكس بنفسه ؟ ولما !
إيدن: أرجوك أُختي غادري قبل أن تعلم والدتي ، أنا أيضاً أشعر بالنوم ..
مطت شفتيها تقول: لن أفعل ، أخبرني ما حدث وحينها سأُغادر ..
إيدن: صدقيني لم يحدث شيء ، أصبحتُ على ما يُرام وعُدت ، فقط ..
لم تُصدقه فتجاهلت السؤال عن هذا الأمر وقالت: حسناً ، ما خطبُك مع الدكتور جان ؟
إتسعت عيناه بدهشه ليقول بعدها بتردد: لا شيء ، فقط هو طبيبي الخاص ..
إليان: إذاً لما رفضتَ أن أستدعيه لك عندما مرضت ؟
زاد توتره وشتت نظره في المكان يقول: لأني أكره الدواء ..
إليان: فقط ؟
إيدن: أجل ، فقط ..
إليان: حسناً ، سأسأله بنفسي ..
إيدن بدهشه: إليان لا تفعلي ..
إليان: ولما ؟
إيدن: ربما يُخبر والدتي عن كونك قد زُرتني دون إذن منها ..
إليان بإستنكار: وما شأنه بي وبوالدتي ؟ ولما سيُخبرها أصلاً وهو لا يعلم عن شيء ؟!!
صمت إيدن ولم يُعلق فعقدت حاجبها تقول: هل أخبرته أنت عن ما قالته والدتنا بشأنك ؟
هز رأسه نفياً فبقيت تنظر إليه لفتره ليس بالقصيره قبل أن تسأل وهي تخشى الإجابه: هل هو والدك ؟
أشاح بنظره بتردد وكأنه يُريد الإنكار ولكن دهشته من السؤال منعته ..
تردده هذا صدم إليان فالطبيب كان آخر شخص قد تفكر بكونه هو والد أخاهم !!
إنها لم تفكر به أصلاً !
لقد ضنت بأنه فقط مشرف على حالته الصحيه ولهذا يأتي الى المنزل كثيراً ..
همست: هذا لا يُصدق !
إيدن: أنتِ مُخطئه ، هو فقط ...
قاطعته تقول بإبتسامه باهته: آسفه لأني أيقضتُك ، عاود النوم عزيزي ..
قبلته على جبينه وغادرت الغرفه بصمت كبير ..

***

6:44 am
Paris

" أحتاج لمُساعدتك من دون أن يعلم سيدي موريس بذلك ، الطفلة مع بعض من أصدقاء رين بالدراسه ولا يُمكنني مواجهتهم لوحدي ، أنتظرك كينتو "
ومن ثُم أرسلت العنوان ..
هذا ما فعلته ريتا وهي تختبيء في مكان قريب من منزل جاكي ..
فجاكي لم يترك جانب الطفلة طوال الفترة الماضيه وببعض الأحيان يكون بجواره صاحبه ، هذا غير عن تلك الفتاة فلقد لحقت بها سابقاً وتخاف أن تظهر في وجهها مُجدداً ..
هي قويه ولكن لا يُمكنها مواجهة ثلاث أشخاص بمفردها ..
لو أنها تضمن أن جاك لوحده معها لشجعت نفسها وحاولت الوقوف في وجهه ولكنها لا يُمكنها التأكد من هذا ..
فالأفضل إستدعاء بعض المُساعده حتى لا تنتهي مُهمتها بالفشل ..

بالداخل ..
مُستلقي كلود على سرير جاكي بجانبه حقيبته فأولى محاضراته لن تبدأ إلا بعد ساعتين من الآن لذا قرر زيارة صديقه ليبقى معه قليلاً قبل ذهابهما معاً ..
كان يتحدث معه بخصوص موقف حدث يوم أمس في الجامعه بينما الآخر يجلس على الكُرسي بهدوء يُنهي واجبه الفني الذي من المُفترض أن يُسلمه اليوم ..
ونينا تقف بجانيه مبهورة بعمله على هذه اللوحة الخشبيه وتسأله بين فترة وفتره عن تفاصيل ما يفعل ..
أنهى كلود قصته قائلاً: وتدخل حينها مدير القسم وأخذهم جميعهم على مكتبه ..
جاكي: هممم هذا غريب ..
كلود: بل مُضحك ، منذ زمن لم أرى شجاراً لأسباب سخيفه ، فقدتُ هذا النوع من الشجار منذ التخرج من الثانويه ..
إبتسم جاكي وعلق: تقصد أنك إفتقد رين وكلير ..
دُهش كلود عندنا إستوعب ما قاله وقال: لم أشتق لوجودها بتاتاً !!
رفعت نينا رأسها الى جاكي تقول: كلير كانت تتشاجر مع أُختي دائماً ؟
جاكي: أووه ، في كُل مرةٍ يتقابلان فيها ..
إبتسمت نينا ولم تُعلق فتحدث كلود يقول: ماذا حدث بخصوص كلير ؟ ألم تظهر في وجهك مُجدداً ؟
جاكي: كلا ، أتمنى بأنها عادت الى منزلها ..
كلود: تعلم بأنها تُحبك لذا لا تكن قاسياً عليها ..
دُهش جاكي وتوقف عن عمله ناظراً الى كلود يقول: لستُ قاسياً البته !! هي فقط من تتصرف بطريقة مُزعجه ! لا تتحدث وكأنك لا تعلم مدى إزعاجها !
هز كلود كتفه وعلق بلا مُبالاه: من يدري ..
إنزعج جاكي منه فتجاهله وعاود إنهاء عمله ..
سأل كلود: ماذا بخصوص المجرمة التي تُلاحقك ؟
جاكي: لم أرى أي شيء ، بدأتُ أشك بأنها كذبت علي لتفرغ غضبها لا غير ..
كلود: كلير مُزعجه لكنها لا تكذب في مثل هذه الأمور ..
جاكي: صدقني ستفعل من أجل أن ترى إن كُنتُ أهتم بأمر رين أكثر منها أو ماذا ، أنا أكثر من يعرفها ..
تحدثت نينا تقول: لما هي تكره أختي ؟
تنهد جاكي وقال: لسببٍ تافه ..
تحدثت تقول ببرود مليء بالحقد: آسفه إن كان سببي تافهاً في نظرك .!
صُدم لدرجة أنه أخطأ في عمله في حين جلس كلود من الدهشة وهو يرى كلير تقف على عتبة باب الغرفه ..
تحركت نينا ووقفت بالجانب الثاني من جاكي كي تبتعد عنها في حين ظهر الإنزعاج على وجه جاكي يقول وهو يُحاول تعديل الخطأ: كان عليك طرق الباب أولاً ..
كلير: لقد كان مفتوحاً فلما أطرقه ..
كلود: مرحباً كلير ، لم أرك منذ مده ..
نظرت إليه وإبتسمت قائله: لقد أصبحت أكثر وسامةً بعد آخر مرة رأيتُك فيها ..
كلود: أووه أتقصدين بأنك تفوقتُ على جاكي ؟
كلير: أنتَ تعلم بأنه لا أحد يتفوق عليه ..
ضحك كلود مُعلقاً: هذا في نظرك فقط صدقيني ..
كشرت في وجهه قائله: مزعج كعادتك ..
نظرت الى جاكي وقالت: وماذا عنك أنت ؟ هل تضنني بهذا الغباء كي أخترع كذبة من أجل أن أُؤكد لك بأنك تهتم لرين أكثر مني ؟ الأمر واضح ويُمكنني معرفة ذلك دون أي خُدع ..
تنهد بقلة حيله ولم يُعلق فإنزعجت وقالت: أنا جاده ، لقد كانت تتبعكما ، هي تُريد الطفلة وقد تتعرض للأذى من أجل ذلك !
جاكي: كان يُمكنها أذيتي عندما وقفت أمامي سابقاً ، لستُ غبياً لأُصدقك يا كلير ..
زاد إنزعاجها ولكنه إختفى تدريجياً عندما عرفت كيف تُغيضه ..
قالت ببرود تام: أتعلم بأني قابلتُه ؟
جاكي دون أن يرفع عينيه عن لوحته: من ؟
كلير: الشاب الذي أحظرتُه رين في حفل تخرج الثانويه ..
دُهش ورفع رأسه إليها يقول: هل أنتِ واثقه ؟!!
كلير: ولما قد أكذب ؟ نعم وقد عرفني فوراً ، أعطاني رقمه من أجل أن أتواصل معه في حال معرفتي بأي أمر يخصها ..
إتسعت عينا جاكي من الدهشه في حين قال كلود: هذا رائع ! أين هو رقمه ؟
إبتسمت تقول: ومن قال بأني سأُعطيه لكما ؟ من قال بأني أُريد أن يتم إيجاد تلك الفتاة ؟ أنا سعيدة بإختفائها صدقني !
جاكي بصدمه: كلير !
نظرت كلير إليه تقول: ماذا ؟ إن ضايقتك الطفلة فضعها في الدار ، صدقني كان يُمكن لذلك الشاب أن يجدها لو لم تُخبئها في منزلك ..
نظر جاكي الى نينا يقول: لقد حان وقت برنامجك المُفضل على التلفاز ، يُمكنك الذهاب ومُشاهدته ..
هزت نينا رأسها وغادرت الغرفه فوقف جاكي وتقدم من كلير يقول: أنتِ تمزحين ؟!!! إنها طفله فكيف لم يحن قلبك لها وأنتِ تعرفين بأن ذلك الشاب هو الوحيد الذي سيؤمن لها مكاناً آمناً ! لما لم تُخبريه عنها ؟ لما لم تفعلي ! لا تكوني فتاةً سيئه الى هذا الحد !
أشاحت بنظرها عنه وهي تهمس: أنا فتاةً سيئه منذ اليوم الأول الذي خرجتُ فيه من رحم والدتي !
تلاشى غضب جاكي عندما تذكر ما تُعانيه فهي لطالما حمّلت نفسها سبب موت والدتها فور ولادتها ونعتت نفسها بالسيئة منذ طفولتها ..
وحتى هذه اللحضه لم تتجاوز هذا الأمر ..
أخذ نفساً عميقاً وقال: إن كُنتِ تكرهينها فلا بأس ، هذا أمر يخصكما ولكن في المُقابل لا تلومي طفلة على ذلك لأنها فقط أُختٌ لها ! هذا ليس بالأمر الجيد يا كلير .. أنتِ لستِ سيئة لتُعاقبيها بسبب مشاكلك مع رين ..
نظرت كلير إليها تقول: وماذا لو وجدها الشاب بسبب إخباري له عن مكان أُختها ؟!! ستعود حينها رين الى حياتك مُجدداً وهذا شيء لا يُمكنني أن أتحمله ..
نظر إليها لفترة قبل أن يقول: هذا لأنك فتاةً أنانيه ..
بعدها سحب معطفه وخرج خارج الغرفة فُدهشت وأرادت اللحاق به ولكنها توقفت لأنها لا تُريد أن تعترف بخطئها مُطلقاً ..
تنهد كلود وقال: لا تقولي كلاماً لا يُمثل إعتقاداتك ، لا تجعلي غيرتك تُغيرك ..
شدت على أسنانها وقالت دون أن تلتفت إليه: لو لم يكن يكرهني سابقاً فسيكرهني الآن صحيح ؟
نظر إليها كلود لفتره ليبتسم بعدها: لا تقلقي ، جاكي مهما غضب فهو لطيف من الداخل ، سيتفهك ولكن بالمُقابل عليك أن تعتذري له ..
كلير: لا يُمكنني ذلك فهو سيطلب الرقم مُقابل أن يُسامحني ..
كلود: إذاً أعطيه ، الأمر ليس صعباً ..
هزت رإسها نفياً تقول: لا يُمكنني فعلها ، الأمر ليس بيدي ، لا يُمكنك أن تلومني ..
تنهد كلود وهو بحق لا يعرف كيف يُقنع فتاة مثلها ..

في حين كان جاكي بصحبة نينا بالخارج ..
كان فقط يشعر بالغضب ويُريد الخروج قليلاً لعل كلير تشعر بخطئها فوجد نفسه يأخذ نينا معه عندما وجدها تقف في المطبخ متردده تُريد تناول بعض الطعام فلقد تذكر بأنه أخوته الصغار بالتأكد تناولوا إفطارهم منذ ساعة تقريباً ..
سيُفطرها قبل ذهابه اليوم لأنه لن يعود سوى في وقت متأخر وهي لن تخرج من غرفته طوال هذا اليوم كعادتها ..
لا يعلم لما تُحاول تجنب والدته ، لابد من أنها سمعتها مرة وهي تتحدث عن بقائها المُبالغ فيه معهم ..
نظر إليها وهي صامته تماماً ، هو متأكد بأنها تفهم بعض المشاكل التي تحدث لكنها تُفضل تمثيل دور الطفلة التي لا تفهم أي شيء ..
توقف أمام مخبز وإشترى لها فطيرة ساخنه بالجبنه يقول: لا ألذ من تناول الخبز السلخن مع برودة الجو في الصباح ..
إبتسمت وأخذت الفطيرة منه تقول: شكراً لك ..
إبتسم لها ولم يُعلق ..
مشي وهو يحمل كوب الشوكولا الساخن الذي إشتراه لها وهي تمشي بجانبه تتناول طعامها ..
بقي شارد البال في أمر كلير التي لطالما كانت تُسبب المشاكل بسبب أفكارها التي تجعلها تظهر بمظهر الفتاة المغرورة المتعجرفة القاسيه ..
يعلم كم هي لطيفة من الداخل ولكن لا يُمكنه إحتمال تقكيرها وخاصةً عندما تُسيطر هذه الأفكار المُزعجة على أفعالها ..!
تنهد ليبتسم بعدها وهو ينظر الى نينا قائلاً: لا تقلقي ، لقد وجدنا ذلك الشاب ، وهو وحده من يُمكنه تأمين مكانٍ آمن لك .. ستبتعدين عن الحياة المُقلقه التي تعيشينها ..
رفعت رأسها إليه مُتعجبه تقول: من تقصد ؟
جاكي: لا أضنك تعرفينه فلقد حدثتني رين عن المشاكل القديمة التي حدثت ، لا عليك بأمر المشاكل فهو حتماً لن يتركك تُعانين بعد الآن وسيُحارب الكثير من أجلكما ..
إبتسمت نينا فكلامه مُطمئن رغم أنها لم تفهم ما قاله ..
حالما دخل من إحدى الممرات التي تُعيده الى منزله وقف بوجهه رجل غريب مانعاً إياه من المرور ..
عقد جاكي حاجبه بتعجب وفتح فمه ليتحدث ولكن سقوط طعام نينا أرضاً جعله يلتفت إليها ليُصدم وهو يرى الخوف الشديد يملأ عينيها ويجعل جسدها يرتجف بقوه ..
رمش قليلاً قبل أن يسحبها خلفه ناظراً الى هذا الرجل الذي هو من دون ادنى شك ممن يُلاحقونها كما أشارت سابقاً ..
تراجع خطوتين الى الخلف ليلتفت فجأه هارباً ولكنه توقف عندما وجد خلفه رجل آخر يسد عليه طريق الهروب فصُدم عندما إستوعب حينها بأن كلير لم تكن تكذب وبأن تلك الفتاة حقاً كانت تنوي الشر ..
إنها من تلك الجماعة التي تُطارد رين لأسباب لا يعرفها ..
والآن هو في مأزق بسبب قلة حذره فوحده لن يُمكنه مُجابهة هؤلاء ..
ماذا يفعل ؟ كيف يُمكنه حماية نينا بعدما وعدتها لتوه بأنها ستجد الحماية الأبديه ..؟
عليه أن يُفكر في الأمر بسرعه !
تقدم احد الرجلان منه فتراجع جاكي خطوتين وهو يُخبئ نينا خلفه فتحدث الرجل وقال: هاتها إن كُنتَ لا تُريد أن تتعرض للأذى !
هز جاكي رأسه نفياً فتقدم الرجل وحالما أصبح قريباً للغايه رمى جاكي مشروب الشوكولا الساخن في وجهه ..
صرخ الرجل من الألم وإستغل جاكي هذا للتملص منه وجرى هارباً وهو يسحب نينا خلفه ..
لم يدم هذا لخطوات كثيره فلقد كانت ريتا تقف أمامه مادةً ذراعيها تقول: توقف ، يُمكنك تجنب الأذى عن طريق إستسلامك ، رجاءاً ..
دُهش من وجودها وقبل أن يُفكر بأي شيء آخر كان الرجلان قد أصبحا خلفه فإنزعج ونظر إليها يقول: لقد ساعدتيها سابقاً فلما الآن تفعلين هذا ؟!!!
شتت ريتا عينيها بتوتر لتتسع عينيها وتصرخ: توقف !!
لكن الرجل الذي إحترق وجهه قبل قليل لم يستمع إليها حيث مد يده ورمى بجاكي بقوة على الجدار المجاور ..
صرخ جاكي بألم مُمسكاً كتفه وهو ينهار جالساً على رُكبتيه فصُدمت نينا وتقدمت مسرعة له تقول: أخي جاكي !!
نظرت ريتا الى الرجل تقول بحده: ألم نتفق على ألا نؤذي أحداً !
تجاهلها الرجل وتقدم منهما يقول: لن يحدث ما دام يقف في طريقنا ..
وقف أمامهما ومد يده ليُمسك بنينا ولكن جاكي صفع يده وهو يشد نينا الى صدره يقول: إبتعد وقُل لرئيسك بأن مُشكلتكم مع رين وليس مع الطفله !! أخرجوها من هذا العالم فهي لا تزال صغيره !
الرجل: لا شأن لك ! كف عن التدخل فالمرة القادمه سأقتلك صدقني !
نظر إليه جاكي بحده يقول: كيف يُمكنكم أن تؤذوا طفله !! أتركوها وشأنها !
تمسكت نينا به وهي تدفن وجهها بصدره تشهق بكُل خوف ورعب ..
تقدمت ريتا تقول: لن تتأذى ، سيدي لطيف ولن يقتل الأطفال لا تقلق ..
نظر جاكي إليها بحقد فدُهشت وشتت نظرها بكُل خجل مما تفعله ..
لطالما هي تفعل هذه الأعمال فلما الآن تشعر بأنها حقيرة للغايه .؟
أزاح جاكي بنظره عنها ناظراً الى الرجل الآخر الذي لم يتدخل بعد وقال له: إن كان هدفكم أن تسحبوا منها أي معلومة فأُقسم لك بأنها لا تعرف أي شيء ! لطالما عاشت بعيدة عن أُختها لذا لا تعرف أي شيء ، رين قطعاً لن تُخبرها بأي معلومة خوفاً عليها من أن تتعرض لهجوم ، لن تستفيدوا شيئاً لذا دعوها وشأنها !
تقدم الرجل أخيراً والذي لم يكن سوى كينتو وقال: ربما هي لا تعرف شيئاً ولكن بالمُقابل ستظهر رين من مخبأها حالما تعرف ما حل بها ، هذا هو هدفنا ... إسمع ، سيدي لا يُحب قتل الأبرياء لذا أتمنى أن تُسلمها بهدوء حتى لا نضطر لأن نؤذيك !
جاكي بإستنكار: لا تُحبون قتل الأبرياء ؟!!!! وماذا بخصوص آريستا !
دُهش كينتو وشتت نظره يقول: حسناً هذا ...
قاطعه الرجل الآخر يقول: لا داعي لأن نشرح له شيء !! نُريد الطفلة ولو مات فهو من تسبب بقتل نفسه بعناده هذا !
رفعت نينا رأسها لوجه جاكي تقول من وسط شهقاتها: ستموت ؟!!
دُهش جاكي ورفع يده يدفن وجهها بصدره قائلاً لها: لا تستمعي لهم ، لن يحدث هذا ، لا تقلقي ..
تحدث الرجل يقول: نعم سيموت ، أتركيه وتعالي إن لم تكوني تُريدي له الأذى ..
جاكي بحده: أصمت !!
الرجل بغضب: لا تصرخ في وجهي !!
كينتو بإنزعاج: يكفي !!
وحل الهدوء بعدها ، تقدم كينتو حتى وقف أمام جاكي ، أخرج سلاحه وصوبه بإتجاه وجهه المنصدم ..
كينتو بهدوء: دقيقة واحده وسأضغط إن لم تستسلم ..
ريتا بدهشه: كينتو !
قال ببرود: لا شأن لك ..
شد جاكي على أسنانه وهو يشعر بشتات شديد ..
لا يعلم ماذا يفعل ، هو في ورطة لم يتوقعها من قبل !
هل يسلمها لهم بما أنهم لن يقتلوها ويبحث بعدها عن طريقة لإخراجها ، أو يموت هُنا ببساطه ؟

بدأ يشعر بألم شديد وهو يرى بأن خيار تسليمها هو الأفضل !
لا ، لا يُريد هذا !!
عليه أن يجد حلاً آخر !
أي حل حتى لو عرضه هذا لبعض الأذى ..
بشكلٍ خاطف دار بعينيه بالمكان محاولاً إيجاد زاوية تُمكنه من الهرب أو عالأقل من الخروج الى الشارع حيث يتواجد هناك بعض الأشخاص الذي سيمنع وجودهم من تمادي هؤلاء المُجرمين ..
لاحظ كينتو حركة عينيه فقال يعد تنازلياً: عشره ، تسعه ...
نظر إليه جاكي بصدمه فلم تمر الدقيقة بعد !!
وقف وهو يشد نينا إليه حتى لا ترى المُسدس وتشعر بالخوف والضعف ..
كينتو ببرود: سته ، خمسه ...
قاطعه جاكي: صدقني لن تستفيد فرين ليست بالجوار حتى لذا لن تعرف شيئاً عن أختها ..!
كينتو: ثلاثه ، إثنان ...
جاكي بسرعه: حسناً حسناً توقف !
توقف كينتو وقال: إذاً ؟
توتر جاكي قليلاً بعدها قال: عدني بأنك لن تمس شعرة منها بتاتاً ؟
ريتا بسرعه: نعدك بهذا لا تقلق ..
جاكي: أن تؤمنوا لها مكاناً مُريحاً ؟
ريتا: لديها غرفة كامله مُريحه ونلبي جميع طلباتها ..
أجابته بكُل سعاده فقد كاد عقلها يطير قبل لحضات عندما كاد ينتهى كينتو من العد ..
أشاح جاكي بنظره وقال: حسناً ، بشرط أن تصلني أخبارها من أجل الإطمئنان ..
إنزعج كينتو وكاد يتحدث ولكن قاطعته ريتا: لا تقلق ، سأُصورها يومياً من أجلك ..
بعد فترة صمت طويله قال جاكي بهمس: حسناً ..
إبتسمت بسعاده وتنهد كينتو بعدم رضى فما إن أرخى مسدسه حتى دفعه جاكي من أمامه ليسقطه أرضاً بينما أسرع يجري وهو يسحب نينا خلفه ..
إتسعت عينا الرجل بصدمه يقول: خدعنا !!
ولحق به بسرعه بينما وقف كينتو وأخذ سلاحه صارخاً بريتا: لما واقفه ؟!!! إلحقي بهما !
جفُلت من صراخه وقالت فوراً: آه ، حسناً ..

رغم خداعه لهم من أجل أن يُرخوا دفاعهم قليلاً إلا أنه أكتشف بأن هذا لم يفده عندما تفاجئ بطلقة رصاص إخترقت ساقه وجعلته يسقط أرضاً ..
صرخت نينا برعب بينما شد على رجله يتآوه من شدة الألم ..
تقدم الرجل منه يلهث وهو يقول: سُحقاً لك ، أنت جلبت هذا لنفسك !!
ورفع المُسدس لوجهه ليُنهي عليه فإحتضنته نينا بسرعه تقول وهي تبكي: سآتي سآتي أرجوك أتركه أرجووك ..
دفعها عنه يصرخ: أخرسي !!
وحالما كاد أن يطلق وقفت ريتا في وجهه تقول: يكفي !! الناس يُشاهدون !
دُهش ونظر حوله فرأى إمرأتين واقفتان برعب عند مدخل أحد الأزقه ..
شد على أسنانه هامساً: سُحقاً ..
بعدها أمسك بمعصم الطفله وسحبها معه مبتعداً بينما حاول جاكي الوقوف ومنعه ولكن الألم الشديد أفقده القدرة على الصراخ عليه حتى !!
إنحنت ريتا إليه وضعت يدها بالقرب من قدمها هامسه: آسفه ..
بعدها غادرت وهو يغمض عينيه متألماً ويكاد يفقد قدرته على البقاء واعياً ..
ما إن إبتعدت حتى تقدمتا المرأتان بسرعه وإتصلت إحداهما على الإسعاف وهو يشد على أسنانه متألما على ضعفه في حماية نينا أكثر من ألمه من الرصاصة المُفاجئه التي إخترقت ساقه ..
لم يكن يعلم مُطلقاً بأن حتى الآخر يملك مسدساً ..
سُحقاً !
لقد كره غبائه وضعفه كثيراً ..!

***

1:00 pm

إنتهى وقت مُحاضرته وبدأ بلم حاجياته وهو يُجيب عن أسئلة عدة طالبات تجمعن حول طاولته بينما البقية بدأ يُغادر الصف واحداً تلو الآخر ..
جيسيكا وهي تُعدل خصلات شعرها: أنتِ حقاً مُخيفه ! رُغم جُرأتي إلا أنني لا أملك الشجاعة لفعل ما فعلتي ! لا أعلم كيف أمكنك هذا ..!
إليان ببرود: سُمعتي أهم عندي من أي شيء آخر ..
جيسيكا: ربما تُبرأين من الغش ولكن ستتطلخ بكونك الوقحة التي قاضت أساتذتها جميعهم !
وقفت إليان من على مقعدها وهي تقول: الجُبناء وحدهم من يرونها وقاحه ، لقد طلبتُ إستجواب الجميع لتبرأة نفسي ، أين الخطأ في ذلك ؟
جيسيكا: لكنهم أساتذتك ! أعني لهم مكانتهم في الكُلية لذا ...
قاطعتها إليان بسخريه: ولما علي أن أُراعي ذلك بينما لا أحد منهم حاول التدخل ومُساعدتي ؟
إتجهت الى باب الصف وهي تُكمل: دعينا لا نتحدث عن هذا الأمر ..
ناداها أُستاذها قائلاً: لحضة يا إليان ..
توقفت ونظرت إليه وهو يبتسم للطالبات اللاتي بدأن بالخروج في حين ترددت جيسيكا وقررت الخروج لحين إنتهاء حديث الأستاذ مع إليان ..
ما إن خرج الجميع حتى تقدم الأُستاذ وجلس على أحد مقاعد الطلاب الأماميه بالقرب من مكان وقوف إليان وقال: كيف تُبلين هذه الأيام ؟
أجابته: جيداً ..
الأُستاذ: هذا مُطمئن ، فتاة مُتفوقة مثلك عليها أن تهتم لدرجاتها جيداً ، أن تكون بالقمة تعني أن تُضحي بالكثير من أجل الوصول إليها ..
لم تفهم إليان معنى كلامه ولكنها تشعر بأنه يقصد تصرفها إزاء ما حدث معها بشائعة غشها ..
ومن هُنا إستنتجت بأنه سيُعاتبها على تصرفها تجاهه هو والبقية في أمر الإستجواب ..
تحدث قائلاً: لا أُصدق أن جيسيكا صديقةٌ لك فهي على عكسك تماماً في كُل شيء ، كنصيحة مني إبتعدي عن كُل من قد يُلهيك عن دروسك سواءاً كانت هي أو غيرها ..
تعجبت من نصيحته وتسائلت في نفسها عن ما إن كانت هُناك مُشكلة بينه وبين جيسيكا ..
أجابته: صديقاتي لا أُحب أن ينعتهن أحد بالسوء ، ويُمكنني تدبر أمري شُكراً لقلقك ..
إبتسم وقال: حسناً جيسيكا صديقتُك ولكن الأُخرى ليست كذلك ..
عقدت حاجبها ليُكمل: لا زِلتِ صغيره ولا تعرفين عن الكيد الذي قد يفعلنه الطالبات من أجل إسقاطك ، عليك أن تكوني حذره ولا تُصدقي أي شيء ، بل لا تنظري في الأمر من الأساس فهُناك ماهو أهم وهو مُستقبلك ..
لم تفهم قطعاً من يقصد ، صديقتها هي جيسيكا ..
إلا إن كان يقصد الأُخريات اللاتي تخرج معهن بين فترة وأُخرى ؟
بدأت إبتسامته تختفي تدريجياً وتنامى بداخله إنزعاج تام وهو يرى علامات عدم الفهم على وجهها ..
هو واثق بأنها تعلم كُل شيء فلما تتظاهر بعكس ذلك ؟
هذا مُزعج !
تحدث بهدوء يقول: تعرفين بأني أقصد ساندي صحيح ؟
زاد تعجبها من هذا الإسم الذي تسمعه لأول مره فقال: لديك دليل سابق بخصوص الأُستاذ آندرو ، صحيح أن الطلاب صدقوا الطالبة في إتهامها لكننا نحن الاستاذه نعرف بعضنا ونعرف بأن آندرو يستحيل أن يفعلها ، دائماً في أي فضيحة تحدث يأخذ الطلبة جانب من هو مثلهم ، الأمر مُشابه مع ساندي تماماً ، كوني ذكيه وحكمي عقلك فهي ليست سوى طائشه متمرده تُريد التسبب بمشكله لأني فقط لم أستمع لها عندما طلبت زيادةً في الدرجات ..
بقيت إليان تنظر إليه لفتره وهي حقاً لا تعلم عما يتحدث بالضبط !!
تُريد إخباره عن أنه مُخطئ وأنها لا تعرف هذه الفتاه ولا عما يتحدث عنه ولكن الثقة التامه التي يتحدث بها يجعلها تشك ..!
هل حقاً قابلت فتاة بهذا الإسم ونست ذلك ؟
حتى لو حدث هذا فهي قطعاً لا يُمكنها نسيان ما قد تقوله الفتاة لها لو كان يتعلق بهذا الأُستاذ !
فعلى ما يبدو بأنها سببت له مشكله ، لكن لما يأتي إليها هي ؟!!
ما الذي يجعله واثقاً بأنها تعرف عن الأمر !
هي لا تفهم !
بقيت صامته وهي لا تعرف بماذا تُجيبه ..
بينما نظر إليها ينتظر منها أي شيء تقوله وعندما لم تتحدث تنهد وقال: لا بأس ، فقط أعطيني ما أعطته لك وحينها سننسى الأمر تماماً ..
تحدثت أخيراً تقول: أُعطيك ماذا ؟
حاول الحفاظ على إنفعالاته وهو يقول: أنتِ تعرفين ماهو ..
إنزعجت إليان من سوء الفهم الواضح هذا فقالت: عذراً لابد من أنك مُخطئ ، الآن إعذرني ..
وإلتفتت مُغادره فقال: عبثاً تُحاولين ..
توقفت ونظرت إليه تقول: عفواً ؟
وقف ومر من أمامها مُغادراً وهو يقول: فأنا من ورطك بالغش وحرصتُ على ألا أترك أي دليل ، وسأفعل ماهو أكثر إن لم تستسلمي ..
وخرج بعدها تاركاً إياها في صدمة لم تتوقعها إطلاقاً ..
ما الذي يتحدث عنه ؟!!!
هل هو جاد أم أنه يستهزأ لا غير ؟
وإن كان جاداً فلما !!!
ما الضرر الذي ألحقته به كي يحقد عليها بهذا الشكل ؟!!
هي قطعاً لا تفهم !!
أيقضها من صدمتها صوت جيسيكا وهي تقول: مابك إيلي ؟!
نظرت إليان إليها لفتره بعينيها المندهشنين لتسأل بعدها: هل تتذكرين مرة آذيتُ فيها الدكتور آرثر ؟ حتى لو كان مُجرد تعليق ساخر بإحدى المُحاضرات ؟!
عقدت جيسيكا حاجبيها بإستنكار تقول: أنتِ ؟!! يستحيل أن تفعليها بأي أُستاذ !!
إليان بإنفعال: إذاً لما ؟!!
دُهشت جيسيكا وقالت: إيلي مابك ؟!!
شدت إليان على شفتيها تقول: في البداية يتم ظلمي في إختباراته ومن ثُم يُلفق لي تهمة الغش والآن يُهددني !! لما كُل هذا ؟!!
عقدت جيسيكا حاجبها تقول: ماذا تقولين ؟
إلتفتت إليان وغادرت الصف بحثاً عنه حتى وصلت الى مكتبه لتتفاجئ عندما سألت عنه بكونه قد غادر فمحاضراته لهذا اليوم قد إنتهت !
مشت في ممر المبنى تعض طرف إظفرها وهي تكاد تُجن لدرجة أنها بدأت تشك فيما سمعت ..
ربما قال جملة أُخرى وهي سمعتها خطئاً !
أجل هذا هو التحليل المنطقي !!
توقفت عندما شاهدت آندرو واقفٌ يُحادث بعض الطلبة فضاقت عيناها وإنتظرته حتى ينتهي ومن ثُم تقدمت إليه ..
تفاجئ عندما ظهرت أمامه وقبل أن يتحدث سألته مُباشره: كيف هي علاقتُك مع الأُستاذ آرثر ؟
تعجب من سؤالها ومع هذا أجابها قائلاً: علاقة عمل ..
إليان: لا أهتم بنوع العلاقه ، اُريد معرفة ما إن كانت قوية أو سطحيه !
لم يفهم حقاً ماسبب هذا السؤال فأجابها: حسناً ، لا بأس بعلاقتنا .. هي ليست سطحية وبالمقابل ليست قويه ..
إليان: إذاً هو لم يشتكي لك لمرة عن الطلاب !
آندرو: مابك إليان ؟ إن كُنتِ تواجهين مُشكلة فأخبريني ..
إليان بحده: أجبني عن سؤالي فحسب !
بدأت شخصيتها تُزعجه ..
لم تكن هكذا سابقاً ، كانت قوية الشخصيه وبالمقابل مُحترمه !
لقد أصبحت وقحة مع مرور الوقت وهو واثق بأنها لم تنتبه على هذا وتضنها مجرد زيادة في الثقه وقوة الشخصيه !
أجابها: لن أُجيبك ما دُمتِ تستخدمين هذا الأسلوب ! أنا أُستاذك بالكلية ناهيك عن كوني أكبُرك بالعمر ..
ومن ثُم مر من جانبها ببرود فشدت على أسنانها وإلتفتت الى حيث يرحل وهي تقول برجفه: لا تلمني !!
دُهش وإلتفت إليها ففتحت فمها لتتحدث ولكن ترددت كثيراً وشعرت بالإنزعاج من نفسها لأنها ضعفت أمامه ..
إلتفتت مُغادره وهي تقول: إنسى الأمر ..
لحق بها يقول: إليان لحضه !!
ولكنها سرّعت من خطواتها وإختفت من أمامه بلمح البصر ..
بقي واقفاً في مكانه مندهشاً قبل أن يهمس: هناك خطب يحدث معها !!
تذكر نبرتها المُرتجفه وود لو كان قريباُ منها كما كان سابقاً ليعرف مابها ويُساعدها ..
يؤلمه حقاً كونها في مرحلة ضعف ..
يؤلمه هذا كثيراً .!

ذهب الى مكتبه ولم أغراضه وهو شارد البال لدرجة أنه لم يشعر بجينا وهي تُحدثه ..
خرج من الكلية فقد إنتهى عمله لهذا اليوم وذهب الى شقته وعيناه على هاتفه المحمول متردداً للغايه ..
لازال يحتفظ برقمها ..
هل يتصل بها ويُجرب سؤالها فلربما تتحدث معه ؟
أو يستخدم الرسائل ؟
أو ينسى الأمر ولا يتدخل بأمورها !
لا ..
لا يستطيع تجاهل الأمر وبالوقت ذاته متردد للغايه في أمر التواصل معها ..
فتح باب شقته ودخل إليها ليسند ظهره على الباب ويكتب بضع كلمات ويُرسلها ..
إختار الرسالة فهي أهون من مكالمتها ..
إبتسم بسخريه وهو يسأل نفسه هل ستصلها رسالته او لا فالسنة الماضية كانت غاضبة منه لدرجة أنها حظرت رقمه تماماً ..
تنهد ودخل الى الداخل ليتسلل من خلفه غريب بشكل مُفاجئ ويضرب رأسه بعصاً جعلت عيناه تتسع بصدمه ليسقط بعدها على الأرض دون حِراك ..




End



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس