عرض مشاركة واحدة
قديم 26-10-20, 11:28 PM   #5997

Nor BLack
 
الصورة الرمزية Nor BLack

? العضوٌ??? » 455746
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 593
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Nor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   star-box
Rewitysmile7

[CENTER]
الفصل السادس والاربعون المشاركة "٢"

أحبّك أحبّك والبقيّة تأتي حديثك سجادةٌ فارسيّه.. وعيناك عصفورتان دمشقيّتان.. تطيران بين الجدار وبين الجدار.. وقلبي يسافر مثل الحمامة فوق مياه يديك، ويأخذ قيلولةً تحت ظل السّوار..


.........،.،.......
من حسن حظها أن خالد عندما اختار فستان الزفاف تعمد أن يجعله بسيطاً وليس ضخماً متعرجاً يحتاج لكم يد لحمله ، بل كان من السهولة التحرك به ورفعه قليلاً عن الأرض بنفسها ، ولذكائها ايضاً رغم امتعاض أخواته أنها اختارت أن ترتدى حذاء رياضي وعملي وإن كان باللون الأبيض بالطبع يعلوه أشرطة من لون البنفسج ...ها هي تجد نفسها تشكرها بحرارة بعد أن كشفت رحلة "العذاب الخاصة بزوجها الوغد المغيظ..."
زوجها ؟! عند إقرارها لأول مرة بالأمر الواقع ،وجدت بداخلها حيرة مرافقة باضطراب شديد وهى ترفع وجهها بغته تتأمل جانب وجهه وهو منشغل في التحدث مع رجل ما يبدو أنه السائق الذي رتب معه مسبقاً لأخذهما من أرض مطار" أسوان"
استدار إليها بدوره يقترب منها وبطريقة ما وجدت أصابعها تنزلق في دفء أصابعه يضغط عليها بتشدد إنما برقة وهو يقول بهدوء " هل أنتِ بخير ؟"
هزت رأسها نفياً بنفس الشرود قبل أن تخفض رأسها وهي تتمتم "بخير حال "
تحرك خالد يجذبها جواره بلطف وهو يقول "كنت لأسعد بإجابتكِ هذه ، إلا أن شحوب بشرتكِ يخبرني بكذب إجابتكِ "
قالت متهربة" ربما ارهاق الرحلة بعد تعب الأيام الماضية ..."
صمت لبرهة وعينيها تدور في الصالة المخصصة لاستقبال كبار الزوار تنظر للناس الذين يحدقون فيها بتأمل بتمهل ثم أكملت " وربما نظرات البشر تربكني ،تعلم لا أحب أن أكون ملفته للأنظار"
حرر خالد أصابعها ثم حاوط كتفيها تحت ذراعه قاومته بخجل لبرهة قبل أن تشعر به يمنحها تحذيراً صامتاً ألا تقاوم فسكنت بخجل وهى تسمعه يقول بهدوء " أولاً هذا طبيعي أنتِ بفستان زفافكِ وأنا أيضاً ببذلة عرسي وهذا المشهد يثير الكثيرين...ثانياً من الليلة يجب عليكِ اعتياد وضعكِ تحت الأنظار كزوجة لي"
زوجة لوريث ياسر الراوي الوحيد ،الفارس الذهبي الذي انقذ عائلته في أكثر أوقاتهم حساسية ،الشاب الصغير الذي صعد سريعاً وبثقة ووجد لنفسه مكاناً بين منافسيه ؟! هذا يشرح كل شيء باختصار ...ولكن هذا أحد أسباب تخبطها بالأصل من قال أنها أرادت هذا الشرف؟!...بالماضي كل ما رغبته هو الانتماء إليه ، لخالد وحده دون مناصب، دون دور يتطلب منها تمثيلة...دون هذا الدور الذي لا يليق بها بالمطلق ليس لمشكلتها العويصة فقط ،بل لأنها باختصار لا تليق به... أليس هذا ما قد أخبرها به ياسر بوضوح ؟!"
خبطة خفيفة على جبينها اخرجتها من شرودها مجدداً حدقت في خالد الجالس بجانبها في المقعد الخلفي بعينين واسعتين ؟! متى خرجوا من المطار ومتى أدخلها السيارة التي شقت طريقها نحو وجهتهما ؟! سمعته يطلق تنهيدة متعبة قبل أن يقول بهدوء " ليس الليلة يا سَبنتي "
همست بخفوت" ماذا تعني ؟"
تأملها بتلكؤ وكأنه يسبر أغوارها يفهم خطوط عقلها المتطرف قبل أن يقول ببساطة" أياً ما كان ما يسرقكِ مني"
أخفضت رأسها تنظر ليديها اللتان تفركهما في بعضهما بمزيدٍ من التوتر قبل أن تقول بخفوت" أنا هنا ، فقط أفكر كيف حال راشد الآن ...و شوشو؟"
سحب يدها من كفها راحمها من عنفها ضدها ، ثم مسد عليها برفق وهو يقول " دعينا من راشد سيتعلم تدبر أمره دونكِ منذ الآن ...أما عن شوشو فهي تعيش سعادتها الخاصة ولا تحتاج لحارستها الشخصية لتفسد لحظاتها مع زوجها"
زمت شفتيها بغضب قبل أن تقول بخفوتٍ جاف" أتعجب منك ألا تغار عليها ؟"
ابتسم ابتسامة صغيرة قبل أن يقول " أغار الغيرة الطبيعية الخالية من الأحقاد أو المبالغة في رد الفعل ...عالماً أن زوجها يحبها وسيحسن إليها ،متمنياً لها بكل حب أحمله لها بأن يرافقها التوفيق والسعادة التي تستحقها "
صمت خالد ثم رفع أصابعها يمسها بأطراف شفتيه وهو ينظر لوجهها الذي تورد ، ولجسدها الذي اجفل وهى تبادله تحديقه بذهول؟!
ثم همس " كما أتمناهما لكِ أيضاً!"
الهجوم عليه حامية مشاعرها التي تلين طالبة وده وحنانه ،كان هو خير وسيلة عندما قالت من بين أسنانها " وطبعاً هذا متوقف على جنابك ..بحق الله من الأحمق الذي أفهم الرجال أن نجاح المرأة أو سعادتها متوقفة عليهم .."
من الجيد أن المرافق لهم لا يتنصت ؟! وجمت ملامح خالد قبل أن يترك يدها ببرود ثم قال في نبرة آمرة غليظة أخرسي حتى نصل "
الوقت الذي استغرقوه للمكان لم يكن طويلاً بينما هي تحاشته نهائياً مقررة أن تستمتع بعظمة المكان تتأمل مبهورة الجبل الشامخ الذي يحتضن الأراضي المترامية والبيوت الحديثة والطينية ويطل على نهر النيل وكأنه يخبره عن سرٍ طويل تعاقد بينهم منذ آبد الآبدين مانحين للمكان المميز طلة سحرية ولدت من رحمها أرض الكنان....توقفت السيارة على أرض ممهدة نحو الأعلى مزروع جانبيها بالورود واشجار الكركديه المميزة...بالطبع التفت إليها خالد يساعدها للخروج وهو يقول بهدوء " يجب أن نصل للمكان مشياً على الاقدام "
لم تعترض بل استسلمت لسنده لها وهى تكمل تأملها المنبهر لسطح النيل الذي يتراءى لها متراقصاً بانعكاس نور القمر الذي لم يختفي بعد حتى وإن كانت تستشعر بزوغ فجر نهار جديد أخيراً...
ومن مشيها المتمهل خمنت أنه لم يحجز غرفة في فندق وإنما من شكل المنازل الطينية التي تعلوها قبة تشبه أسطح المساجد و المطلية باللون الأزرق المريح في ديكور متوحد خمنت أنه حجز أحدها ..ولم يطل تخمينها طويلاً عندما مال جانب أذنها وهو يقول بخفوت خبيث " الفنادق لا تمنح خصوصية نحتاجها، منزل صغير خاص بنا أفضل"
قرقعت معدتها ،حتى شعرت أن ذلك الصوت كان كافياً لأن يسمعه عندما رفع حاجبيه ينظر إليها بتحدي متلاعب...لقد وقعت في فخه فعلاً حتى وإن أرادت النجدة ،من قد يستطيع انقاذها منه وهما على بعد آلاف الأميال ،والمغيظ أنه يملك عقد زواج بمباركة الجميع وموافقتها الحمقاء...
لم ترد ،بل تناهى لمسامعها وابصرت عينيها من جديد فرقة صغيرة مكون من عشرين رجلاً أو يزيد يتراصون على الطريق أول البوابة وحتى باب بيت يطل على النيل مباشرة ...يدقون على دفوف بصخب آثر للحواس ويتغنون بنغمة لم تفهمها ولم تفسر كلماتها ..فسر هو من جديد بعينين ضاحكتين "لا تستخدمي ذكائكِ ،أنتِ تجهلين اللغة النوبية"
لم تكن لتخبره أن كل هذا يسعدها لذا قالت ببرود" مزيد من الاحتفال والغناء ،وكأنك افلحت في السابق ولم تبقى ملتصقاً بجانب الرجال وكأنك خائف أن أكلك؟!"
نظر إليها بدهشة قليلاً قبل أن ينفجر في الضحك قبل أن يقول بخبث" إذاً أنتِ لم تكوني مستاءة من تواجدي كما تظاهرت ،بل أردتِ أن التصق بكِ؟"
تباً كما تكره تهورها في الحديث.... "لا إنما متعبة أريد أن أنام .."
وصلا أمام باب المنزل أخيراً والذي قابلهما بجانبه أحد العاملين مانحه المفتاح وهو يقول بابتسامة مرحبة كبيرة " مبارك لكما ،لقد استلمت الحقائب بنفسي من الأمس ستجدها بالداخل ، وتلك الزفة هدية خاصة من أرض النوبة "
شكره خالد بلطف قبل أن يفتح الباب ،ويحيّ الرجال ثم دخل وأغلق الباب وراؤه وهو يقول بهدوء " ظالمة ..هل رأيتِ إنه كرم منهم يمنحونه لأي زائر لأراضيهم "
منحته ظهرها وهى تقول باقتضاب "حسناً"
لم تنطق غيرها إذ أن الاضطراب الذي تعيشه الآن كافي جداً...هي أخيراً معه في مكانٍ واحد ،لا بل غرفة واحدة ..دون أي حماية ،دون أدرعة ..ومطالب منها أن....رباااه لا ،لا هذا لن يحدث ..لن يتحقق بينها وبين خالد بالذات...خالد الذي تربت معه في منزلٍ واحد ،خالد الذي كان يحذرها يحاوطها ألا تقع في الخطأ يوماً " أين خطأ يا غبية أنه زوجكِ...الرجل الذي تحبينه منذ علمت ما الذي يعنيه الحب..."
قفزت من مكانها وهى تشهق بذهول "لم يكن من لمسته الخفيفة لخصرها من فوق قماش فستانها بل من اعتراف خرج منها مواجهاً قلبها بقسوة....
يفهم توترها كأي عروس تجد نفسها تنفرد بزوجها لأول مرة ..يكشف المرض العضال الذي لم تشفى منه وإنما مؤكد خالد لم يعرف بعد ،الجانب الآخر من سَبنتي ،ذلك الشبح الذي مازال يتغذى على سلامها جاعلها ترفض الانصياع ،تتمرد على منحه ثقة يستحقها ...تبغض دون أن تجرب بعد ما قد يحدث بينهما...!
سمعته أخيراً يقول بصبر" تجولي في المكان وألقي نظره ،أنا أحتاج لتجديد وضوئي"
أومأت ببطء ثم سألته باهتزاز" ما الذي عناه بوصول الحقائب أنا لم أجهز شيئاً"
صمت خالد لبرهة قبل أن يقترب منها وهو يضع يديه في جيبي بنطاله قاصداً أن يرسل لها تفكه صغير ،لن ألمسكِ مرة أخرى طالما تقفزين كأن عفريت خرج لكِ من الظلام " وما الذي جهزته أو شاركتِ به تحديداً منذ أن شرعنا في الاستعداد للزفاف؟!"
اشاحت بوجهها بعيداً رافضة الإجابة ..فقال هو بهدوء "بدور محل ثقتي ،لذا هي من قامت بتجهيز حقيبتكِ "
همست "إذاً يعلمون أننا هنا؟!"
انصرف من جانبها وهى يقول ببرود "بدور فقط أهل لثقتي...إذ أني تعمدت أن ابتعد عن السفر للخارج أو أي مكان يتوقعه أحد "
"لماذا؟' سألت بحيرة دون أن تستدير نحوه بل ظلت مانحة إياه ظهرها وأجابها في برود هو أيضاً دون أن يستدير نحوها "لأني أردت وهذا كافياً لذا لا تجادلي؟!"
اختفى خالد داخل الحمام ...بينما هي استدارت ببطء تتأمل أثره مشتمة أثر عطره باضطراب و خوف ؟!
" لماذا تحول عائداً للوغد القاسي الذي كان ؟! هل استسلم سريعاً يأساً منها قبل أن يبدأ حتى؟!...ألا يفهم الغبي أن ما يحدث معها أمراً فوق طاقتها...
نفضت أفكارها جانباً وهي تمتثل لأمره متجولة في أرجاء المنزل الريفي ،لم يكن المكان واسعاً أو مبهرجاً بل البساطة والرسوم النوبية المشهورة ما بين لون بني محمر وأخضر وبعض النقوش الصفراء والزرقاء أضافت راحة نفسية رهيبة لداخلها...كان هناك في ما يشبه حجرة استقبال طاولة خشبية مسنودة على الحائط المزركش وبعض المقاعد الملونة أيضاً بنفس لون الجداران...انتشرت أيضاً وسائد في الأرض مشغولة يدويا في مثلثات توافقت مع باقي الديكور ...غرفة أخرى جانبية وضع فيها سريران صغيران متقابلان...جيد مؤكد ستحتلها في وقتٍ لاحق هاربة منه...تنفست بارتياح ،بالطبع لأنه اختار منزلاً من غرفتين ..إذاً هو يفهم أنها لن تستسلم وإن وقف على شعره الأسود الكثيف الناعم الذي تمنت مرة وهو يقبلها أن تغرس أصابعها فيه مستمتعة بكثافته .."تباً ..تباً توقفي يا غبية ..هل أنتِ منحرفة حقاً وترغبينه كما أخبركِ متفاخراً؟!"
أغلقت عينيها علها تبدد عن عقلها المتطرف الفكرة ثم واصلت سعيها حتى وصلت للمرر الطويل الذي اختفى خلفه ! والذي لم يكن إلا غرفة نوم رغم ضيق مساحتها إلا أنها كانت مبهرة ...نوع جديد لم تره قط رغم سكنها طوال عمرها في أفخم المنازل والقصور...سرير عريض يتوسط الغرفة حُدِد جانبيه بطاولات خشبية صغيرة بأرفف وعلا ظهره نافذة خشبية بزجاج ملون نصف مستديرة خطت جانب كبير من الفراش ،والحائط المطلي بلون البنفسج ...

عطرة المسكي المميز نبهها أنه عاد إليها قبل أن تسمعه يقول "أعجبكِ المكان ؟!"
استدارت ببطء تواجهه ترفع رأسها لأعلى وهى تنظر إلى جسده الضخم الذي اظهره قميصه الذي احتضن صدره بتملك مظهراً كل خط في عضلاته ..بصورة مخيفة ..انكمشت تلقائياً وهى تغلق عينيها عنه صاعدة نحو وجهه الوسيم خشن الملامح .. فكه العريض ،شعره الذي كان محل أفكارها منذ برهة كان ينسدل على جبينه إثر المياه التي بللته ..دفه خالد راحتيه على جبهته قبل أن يزيح خصلاته للوراء مصففها وهو يرفع حاجبيه بخبث "ليس الآن ؟!
اجفلت وهى ترجع خطوة للوراء صارخة باعتراض وكأنها تحاول نفي تهمة تأمله " ماذا تقصد؟"
هز كتفيه بلا معنى وهو يقول ببراءة " عنيت وقت تجمدكِ ...أريد أن أصلي بكِ أولاً"
سألت دون تفكير "لماذا؟!"
رفع طارف فمه باستنكار وهو يقول "ما هو الماذا...أريد الصلاة ألا تعرفين أننا يجب أن نقيم ركعتي بناء؟"
فغرت فمها قليلاً قبل أن تقول "لم أفكر في الأمر"
تصنع ابتسامة وهو يقول باستهزاء " بالطبع أنتِ لم تفكري في أي شيء يجمعنا بالأصل ..أتساءل أحياناً إن كان حبكِ لي بالأساس فكرتِ فيه يوماً؟!"
رغم اهتزاز حدقتيها وشعور من الألم تملكها إلا أنها قالت بصقيع "أنت محق ،لم أفكر فيه ،إذ أنه كان مجرد غباء من قبلي"
لم يرد بل ظل ينظر لها بهدوء غامض قبل أن يقترب منها يدفعها نحو الحمام وهو يقول " اذهبي للوضوء ،وبعدها لدينا عمر مديد للتعامل مع حماقاتكِ"
حاولت الاعتراض "أنا لست حمقاء"
دفعها وأغلق ورائها وكأنه لا يطيق صبراً للتخلص من وجودها أمامه وهو يقول "كنتِ ومازلتِ سيدة الحمق"
بعد دقائق كانت تقف أمام المرآة تزيل زينتها بعنفٍ وكأنها ترغب في مسح كل مشاعرها الغير متزنة لترسيها على برٍ واحد...
وحينما فرغت واطمأنت لخلو بشرتها أخيراً من بقاياها ..كانت تتمسك في الحوض بقوة تتأمل عينيها الواسعتين بلونهما النادر الذي يحرقه ..تعلم أن مغازلته المخفية عبر وضع كل لمسة حولهما بلونهما يعصفان به ..ورغم تميزهما الذي يلفت النظر إليها دائماً ..لم تتوقف من قبل وتتسأل عن سر الاعجاب بهما ..عن فتنتهما التي يتحدث عنها؟! هل رغبها خالد لسحرهما؟! ...ولكنها لم ترغب في هذا أبداً بل توسلت في الماضي ليحبها كما هي دميمة كانت أو عادية! أليس هو من خبرها يوماً أن الجمال شيءٌ عارض ويُقيم بنظرات الطرف العاشق؟!!
" سَبنتي ،هل أنتِ بخير لقد اطلت؟"
هتفت من وراء الباب دون أن تفارق تأمل وجهها الشاحب " نعم.. امنحني دقائق وسآتي"
سمعت صوت زفرة طويلة فاقدة الصبر قبل أن يدعى الهدوء وهو يقول بإغواء" الطعام وصل...طعامٌ شهي معد منزلياً ،ألن يشجعكِ للخروج؟"
اقتربت سَبنتي من الباب وهي تقول من خلفه بدهشة "هل تغريني بالطعام كما القطط؟!"
اقترب خالد أيضاً وأمسك المقبض دون أن يديره ثم قال بنبرة بطيئة بتلكؤ على الحروف حرفاً حرفاً "لا ...بل أغريكِ كما حشرة الدعسوقة في موسم التزاوج ،إذ أن الذكر إن أراد استسلامها يجذبها لغصن ملئ بالثمار التي تصلح للطعام "
توسعت عينيها بذهول ، قبل أن تسأله وكأن موضوع التزاوج هذا لم يجذب اهتمامها " بئس الذكر الأحمق يستغل نهمها وجوعها ليصل لأغراضه الدنيئة!"
اسند خالد رأسه على اطار الباب كاتماً ضحكة اهتزت لها عضلات صدره ثم قال أخيراً بخشونة زائفة" لماذا تسبيه ؟ الرجل يعرف نقطة ضعفها ويقدمها لها بطيب خاطر من أجل أن يصل لهدفه النبيل "
"وما النبل في استغلال المسكينة ؟!"
لم يسيطر على ضحكته من جديد وهو يقول بمرح "الحفاظ على نوع البلهاء من الانقراض ..إذ أنه مُسلي"
امتعضت وهى تقول هازئة "الشهم وأنا من ظلمته "
تحشرجت أنفاس خالد وهو يهمس" أنتِ دائماً ظالمة"
بهتت وهى تهمس " ربما لم يكن احدنا ظالماً يا خالد ،بل الظروف المعقدة التي حاوطتنا واصابتنا بشظايا لم تكن من صنعنا"
سمعته يطلق تنهد مستغفراً قبل أن يقول "اخرجي أو سأدخل أنا ،لن نجري حديثاً كهذا وأنتِ مختبئة كطفلة مذعورة..
تنقل مزاجها في برهة وهى تهتف بغيظ "أنا لا أخافك لأذعر"
ردد "اخرجي وواجهي بشجاعة إذاً"
لم ترد وهي تبتعد عن الباب مرة أخرى وشرعت في خلع الجاكت وهى تخلع البروش الثمين بحرص ثم وضعته هناك فوقه وشرعت في الوضوء
خمس دقائق أخرى وكانت ارتدته من جديد دون أن تغلقه بل امسكت في يدها هدية بدور كما تقول "إرثها الذي وهبته لها ..في اعتراف ضمني منها أنها تراها جزء من العائلة أخيراً قاضية على أخر بقايا سلبية بينهما!
أخذت نفساً قانطاً قبل أن تفتح الباب هامسة لنفسها بشجاعة " إنه خالد ..فقط بعبعكِ الضخم لن يؤذيكِ ، أين كلامكِ القديم وتلويحكِ في وجه الجميع بأنه يهتم ،بأنه خالد والاسم وحده يكفي لتسكن كل مخاوفكِ ...رباه ما هذه الورطة المصيبة الفعلية أنه خااااالد...!
عندما عادت إليه اخيراً كان يقف على سجادة الصلاة شارعاً بدايتها أو ربما كان صلى بالفعل ركعتين قبل أن يؤمها...
ارتبكت عندما التفت إليها ينظر إليها بابتسامة حنان وبريق عيناه يزداد ناراً متوهجة ..إلا أنه لم يقل شيء فقط أشار نحو حقيبة مفتوحة على الفراش اسند جانبها حجاب للصلاة وهو يقول "ارتديه "
اومأت دون جدال ..وعادت نحوه بخطوات غير موزونة ..قبل أن يعدلها بجانبه تقف متأخرة عنه خطوة سمعته يقول بهدوء" اهدئي لن انقض عليكِ ،أنا لن المسك إن لم ترغبي!"
زفرت بارتياح وهى تقول باستفزاز "جيد ،هذا معناه أنك لن تقترب مني أبداً"
"سخيفة" قصفها بالكلمة قبل أن يشرع في التكبير مجبرها للاستماع لصوته الشجي ...هل اخبرته من قبل أنها تحب صوته عندما يرتل عليها آيات الذكر الحكيم ..أن كلها يرتاح وينجلي عنها صديد الوجع ويصبح قلبها خفيف صافي عائداً لنقائه الذي كان...لا تعتقد أنها فعلت ...ولن تخبره أبداً ..لن تمنحه أيا من نفسها القديمة لن تلاحقه ،لن تنكشف إليه...ربما اعترافه لمسها ..ربما كيانه حولها يضعفها ..إلا انها مازلت لا تقدر على تخطي ذلك السد المنيع الذي بُني بينهما رافضة منحه سلطة على فؤادها ،خائفة هي أن يعود يلقيها وراء ظهره من جديد إن حدثت أزمة بينهما !

بعد وقت كان فرغ من الصلاة، وفور تسليمها خلفه حاولت أن تقف سريعاً لتجد لها مكاناً تختبئ فيه إلا أنه امسك ساعدها يجلسها أمامه على ركبتيها ثم وضع يده على رأسها من فوق الحجاب وأخذ يتلو أدعية كثيرة مستمر في خشوعه رافضاً ذلك الإلحاح المؤلم الذي يصرخ فيه بأن يسكنه بضمها إليه بقوة ...
" اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه، وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه"

ظل كليهما في مكانه دون أن تجرؤ وتحاول التحرك من جديد وكأنها بسكوتها هذا ستجبر الوحش المتربص بها على التزام الهدوء أيضاً...
حتى قالت بحماقة " أريد أن أغير ملابسي!"
ادعى الصدمة وهو يقول بعينين جشعتين فيها " وأنا من كنت أبحث عن كلمة اخبركِ بها ..دون أن تجزعي! "
الاحمرار زحف على وجنتيها مبدداً الشحوب تماماً عندما أغلقت عينيها سريعاً وهى تهتف بحلق تورم من الحرج "لم أقصد ما يجري في عقلك..."
مال نحوها يجذبها إليه لتقع كلها على صدره صرخت فيه بإجفال قبل أن يرفع وجهها إليه بأطراف أصابعه ثم قال بتلكؤ دون أن ينزع عينيه عن حصار عينيها " وهل تعرفين ما يدور في عقلي الآن يا بقة؟"
التصاقه بها ..مع ضيق الغرفة ونسمة صافية عبقه برائحة جلده المميز التي تسللت من خلال قميصه المفتح أول ازراه ..كلها تعاونت لتغزل حاجب ضبابي مانع عقلها من التفكير...
فقط عيناها تتألقان ببريق النجوم المميز بتلك النظرة التي كانت تكافئه بها بالماضي ...
داعب وجنتها المخملية برقة قبل أن يهمس أمام شفتيها" هل فقدتِ فصاحتكِ في الرد ،أم أني اعتديت عليكِ في وقتٍ مفقود وقصصته؟!"
لم تبهت نظرتها ولم تبتعد عن مرماه حتى عندما قالت بنبرة هادئة عادية وموزونة "جرب أن تضرني بأي سوء وأنا من سأكسر أضلعك المبالغ فيها "
أخفض رأسه وكاد أن يحط بشفتيه على شفتيها وهو يهمس "أنتِ الضئيلة أكثر من اللازم ...لذا أشك أنكِ تستطيعين تنفيذ تهديدكِ"
قبل أن يقتنصها أخيراً ساحبها من جديد لعالمه ..كان يشعر بها تضربه في خصره بكلا قبضتيها وهى تبتعد عنه ثم تقفز كالعفريتة ملتصقه بأخر الغرفة وهى تهتف "لا .."
وقف خالد وهو يخلع قميصه بملل ثم قال بجمود " سأنتظر خارج الغرفة أمامكِ عشر دقائق أخرى تغيرين فيها ملابسكِ ،وبعدها سنرى معنى تلك "اللا"
قالت كمن تلبسها عفريت "لا داعي، بل ستتركني أبيت في الغرفة الأخرى قبل أن ...أن ...."
اقترب منها وهو يقول ببرود وقح " ماذا هل ستصرخين...حسناً لن تسببي لأحد الاحراج إلا لنفسكِ ..إذ أن صراخكِ متوقع "
توسعت عينيها بذعر وهى تتذكر تلك الجلسة النسائية وما اخبروها إياه ..اللعنة عليكِ يا نوة لكم أكرهكِ"
توقف خالد مكانه ..ثم قال بحيرة " ما دخل نوة في الأمر؟"
كان اقترب منها ..اقترب حد أنها حدقت في صدره الأسمر العضلي المرعب بذعر أكبر .شاعرة أنه إن نقل خطوة أخرى سيطولها ويدعسها تحته ..لم تجد أي مكان للهرب غير القفز فوق الفراش وهى تحمل طرف فستانها بين أسنانها...تلتصق في ظهر السرير بحماية قبل أن تحرر الفستان المسكين لافحه إياه تقريباً فوق كتفها وهى تقول بنبرة مهددة بالبكاء" تعقل يا خالد ..وابتعد عني ..أنا سَبنتي، الدعسوقة الحمقاء الصغيرة ،كيف ستتحمل نفسك إن غررت بها ؟!"
ثبت خالد مكانه يعقد يديه على صدره مصدوماً من حماقة المنطق ثم قال ببرود" لا تقلقي سأتحملها وأشكرها فخراً لأداء المهمة!"
رفعت إصبعاً محذراً نحوه بينما عيناها تقيم سريعاً المسافة بين وقوفه ومخرج الباب ...تباً ساقاه الطويلتان ستلحقانها بخطوة وحداة حتى إن جرت أمامه عشر خطوات...
عادت تنظر إليه بإحباط وهي تهتف باختناق " أنا ابنة ناس على فكرة وما تريد فعله سيجعل راشد يعلقك على حبل مشنقة إثره ...
ممتعة...لذيذة ، بها أنوثة وطفولة متناقضتان وملهبتان لحواسه الرجولية فكيف الحال إن كان يحبها أيضاً ؟!يكاد يجن ليظفر بها حلالاً بين ذراعيه ويسحقها فوق صدره ، مازجها بكل إنش فيه ...
قال أخيراً بجدية " ثقي بي ، راشد سيفتك بي إن لم أفعلها "
تهدل كتفيها بإحباط وهى تقول بنبرة مضحكة" الخائن لقد باعني بالكامل ...لم يكن عشمي بك يا أبي"
كان خالد قد نقل خطوتين نحو الفراش عندما قال بضجر " إن كنتِ انتهيتِ من نعي نفسكِ وسبه، هل يمكن سيادتكِ الانتباه معي قليلاً؟"
نقلت خطوتين لطرف الفراش وهى تقول بحذر " ماذا إن توسلتك ..ألم تخبرني أني إن لم أرد لن تقترب؟"
عقد حاجبيه وهو ينظر إليها كمن يخضع لتقيم ما ثم قال أخيراً بغلظة " كنت اخدعكِ لتهدئي...أنا لم انتظر لما يفوق خمسة وعشرين عاماً مدة عمرى البائس لأترك زوجتي ليلة الزفاف بالنهاية ..دقيقة أخرى لن أصبر لابد أن أدخل بكِ ..!"

هل عاد لنفس اللعبة ؟!اللعنة اللعنة ستبكي.... بحثت عن أي عذر ..عن أي مبرر فلم ينر في عقلها الفذ إلا القول بمنطقية تامة" اسمع، لماذا لا نمنح أنفسنا الفرصة ، نعقد خطبة فيما بيننا نتعرف على بعضنا بشكلٍ كافي عن قرب وبعدها نرى إن وجدنا انجذاب من الطرفين ،واستعداد نفسي ..نكمل ما تريده وإن لم نجد "وإن شاء الله لن نجد " كل منا يرحل لحال سبيله؟!"
كانت كل كلمة منها تهبط على عقله كالصاعقة جاعلة عيناه تتوسع شيئاً فشياً حتى شعر بأن كل نسمة هواء تجرح مقلتيه ...
"فكرة عبقرية وتُحترم للحقيقة ، ولكنى لن أحترمها"
قال أخيراً بصوتٍ عميق فظ...
صمت لبرهة قبل أن يراقب كتفيها يتهدلان بإحباط ،متسلى بها عندما قال "لن اخدعكِ لقد رأيت كلللللل شيء ،وإن كان هناك ذرة صبر فقد تبخرت بعد سخائكِ "
رفعت رأسها إليه كالطلقة وقبل أن تتحفه بالسؤال أشار نحو ساقيها العاريتين إلا من جورب نسائي أبيض يصل حتى أسفل ركبتيها وقد ثبت من على الجانبين بشرائط من الدانتيل ، لم يكشف بعد أين ينتهى...
شهقت بذعر أكبر وهى تخفض فستانها ..وبين شعورها المريع بالحرج وتفكيرها المبهر بالهرب كانت تجد نفسها تُسحب من قدميها لتعرقل وقفتها وتنبطح على ظهرها فوق الفراش ...لهثت انفاس سَبنتي بعنف وهى تراقبه يزحف فوقها مثبتها بجسده فمه يهمس بصوت ارهقته العاطفة المقيدة فوق بشرتها " يا مجنونة ،لقد خلقنا لبعضنا ..لماذا العناد إذاً وتلويع قلبكِ قبلي؟!"
اشاحت بوجهها دون أن ترد إلا أن أيا ما كان تنويه باستخدام الصمت كسلاح تبخر مع الريح وهى تصرخ بذعر لامحة الحقيبة المفتوحة التي يخرج منها قميص نوم أ حمر ناري " هل فتحت هذه الحقيبة.. أخواتك عديمات الاخلاق ...جميعكم يتواطأ ضدي ..ابتعد ..ابتعد "
ازاح خالد الحقيبة بطول ذراعه لتقع أرضا مصدرة صوتاً مكتوماً على سجاد الغرفة ثم عاد يجبرها للنظر إليه وهو يقول متعذب " فلتحترق الحقيبة، ويغصصن أخواتي بخبثهن ..من قال أني أحتاج لشيء صغير شفاف مثير ليشعل حاجتي نحوكِ؟!"
اغمضت عينيها بقوة وكلها يتشنج تحته غير قادرة على النظر إليه أو الرد...ووجدها هو فرصة عندما مس شفتيها برقة مذيبة ،تماس يعقبه تماس كله يشتعل يتصلب بألم يزأر بداخله شعورٌ وحشي بتملكها دون تمهل دون مهادنة... جاعلها تدخل عالمه لتبادله رغبته العنيفة بعنفٍ مماثل ....
إلا أنها لم تفعل التزمت بالتشنج ..إلا أن أنفاسها وتفاعل جسدها الذي يلمسه ينذر بما تتمنع صاحبته عن البوح به ...
حررها خالد من هجوم فمه ، ثم ربتت على وجنتها برفق فقط صفعات خفيفة للغاية وكأنه يريد افاقتها عندما قال بغلظة " سَبنتي هل متِ ؟!"
وإجابتها كانت هادئة كهدوء عاصفة أمشيرية! "لا أفكر ماذا استخدم لضربة تتسبب في اغمائك!"
منحها ابتسامة ساحرة قبل أن يجبرها على فتح عينيها الواسعتين عندما انقض على فمها ملتهم شفتيها في قبلة عنيفة شرسة ..أججت مقاومتها الممتعة.....
وفعلت مانحة إياه ما يريده ،تكور كفيها ضاربة إياه في كتفه وذراعيه ..عينيه لا تفارق عينيها ...فمه الثابت الواثق مستمر في تحطيم حصونها ، محو كل اعتراضاتها ..تكسير كل افكارها ليبقى شيء واحد لمسه تفاعل معه سالباً كل قدراتها الذهنية ،ثم شتتها بعيداً ليبقى هو وهي فقط...هدأت يديها أخيراً وفردتها دون وعي على صدره العاري وكأن بركان اضطرب فيه مكان لمستها الناعمة ..شاعرة به هي عندما ارتبكت وهى تحدق فيه بذهول انفصل خالد عنها أخيراً فقط لبرهة وهو يهدر فيها أمراً بأنفاس مقطوعة " المسيني...أشعري بي كما أشعر بكِ"
هزت رأسها نفياً ، ليس لأمره وإنما لمشاعر تجتاحها دون أن تفهمها ،لإحساس يسيطر عليها غير راغبة في تفسيره...
انحدر يدفن شفتيه تحت أذنها يمس بنعومة ذلك الشريان الذي يضرب بجنون هناك ...وهمس من فوقه بنفسٍ ناري لفحها" هل أنتِ خائفة مني حبيبتي ؟"
" ألم يتأخر سؤاله كثيراً نظر للوضع المتداخل الذي أصبحا فيه؟!"
إلا أنها هزت رأسها بنفي شعره من فوق بشرتها الشهية...
" ما الذي يعيقكِ إذاً"
كانت يديه تعمل على خلع معطفها بينما يهمس داخل أذنها بنبرة حسية قادتها للضياع ...وكادت أن تستسلم بيأس! ..أن تحتضنه كما تمنت مرة ليس لتقديم ما يرغبه منها بل لأنها كانت بحاجة وحشية أن تشعر بذراعيها حوله تختبئ فيه من العالم ،من مشاكلها من كل ما يعيقها...من كل احزانها ..هي ارادته بقدره ..ولكن يبقى ما يطلبه منها في المقابل عائق كبير كيف لها حتى وهم في هذا الوضع أن تتخيل ....." رباااه أنت خالد!"
إلا أنه كان أكثر انشغالاً من أن يسمع اعتراضها ويفسره عندما ركع على ركبتيه فوق الفراش ثم دفن يديه تحتها يرفعها بالمقابل لتستقر على صدره.. وحققت أمنيتها عندما ارحات وجنتها على قلبه تلف يديها حول خصره بتشدد ..توقفت يدا خالد عن فتح سحاب فستانها وتركه هناك معلق حتى المنتصف مأخوذ بمبادرتها، بملمسها الناعم برقتها الفطرية ..بيديها التي تستدير حوله تضم نفسها إليه بتشدد..
وهادنها لم يجد إلا هذا طريق وهو يكبح مشاعره المتأججة للمرة التي يعجز عن عدها..
أخذ في ضمها أكثر لصدره القوي يغمرها بحبه ،بإحساسه بقوته وضعفه معها ...حتى تحولت الغمرة لإحساس أقوى مبهر في جنونه ، في لهفته كأي رجل يتأثر لوجود امرأة لأول مرة معه في خلوة ، لاستقرار الحبيبة بين ذراعيه ..يداه تنحدران يكمل ما بدأه أنامله تداعب جلد ظهرها الذهبي بإلحاح ،ينحني من جديد ليجد مكاناً تستقر فيه قبلاته فوق كتفيها، ناعمة كبشرة الأطفال ..ذهبية كحجر النار ..متقدة كالجمر ..شهية كثمرة التوت الذي طاب أكله وحلا طعمة ...مسكرة كالخمر الذي استلذ اشتهائه رغم تحريمه، داعبه هوى نفسه للنهل منه حد الثمالة...أما عنها تاهت المعاني وضاعت الكلمات ، وتشتت كل الرهبة وإن بقى بداخلها هاجس الخجل الذي يعيق تحررها معه واقفاً بينهماً سداً منيعاً حتى وإن وجدت نفسها تستسلم دون مقاومة عندما أخذت يديه في تحريرها من الفستان برقة وخطوة خطوة حتى اسقط كميه وبقى معلقاً فوق خاصرتها...رغماً عنها وجدت نفسها تشهق كمن بقى وجوده تحت غمرة الماء متنعماً إلا أنه في لحظة ضرب الحاجة للهواء رئتيه فاخرج رأسه عالياً ... وهى تحجب عن عينيه ما كشف منها بكلا ذراعيها
البسمة في عينيه الهفة في صوته وتلك المشاعر المجتاحة في وجهه الذي يتألم جعلتها تصمت تماماً كمن أصابه الخرس تتحرك بين يديه كزهرة يانعة في مهب ريحٍ عاتي ...
امسك ساعديها بلطف محاولاً أن يبعدها ..إلا أنها هزت رأسها برفضٍ مميت وهى تقول بتحشرج "لا أستطيع ...أرجوك"
حاول التحدث بلطف ،متصنعاً الود إلا أنه لم يقدر عندما قال من بين أسنانه "اوقفي عقلكِ عن المقاومة ..وستملكين القدرة"
هتفت بذعر عندما اندفع إليها يبسطها من جديد دافعها على الوسائد الحريرية " نتحدث أولاً ..سأعترف بصراحة أنا .."
قال بشيء من الصرامة " أنتِ مُتعِبة يا بقة ..وأنا أحجم نفسي عن الفتك بكِ حتى الآن !"
انفجرت شفتها العلية بما يشبه الاستنكار ثم هتفت تجادل " أتساءل كيف سيكون عدم تحجيمك ..إن كان تحجيمك بهذا الشكل "
ابتسامته الشرسة لم تبشر بالخير عندما نظرت إليه بتوجس وهي تراه يتخلص من باقي ملابسه ...صرخت سَبنتي بعنف معترض وقبل أن تهرب كانت تشعر به ينخفض من جديد يقبلها بعاصفة ..مرة وراء مرة بشوق جاعلها ترتجف ..نزع عنها أخر افكارها كما باقي ملابسها ...
هي لم تعلم متى باتا مشتبكين لا يفصل بينهما حتى مرور الهواء ، لا تدرك متى توقف العقل والكلام ،ولم تبقى إلا حروف يدغدغ بها أنوثتها ...تجهل كلياً متى انتقلت لقمة العاطفة عابرة معه طريق ليس منه عودة مكتفية بالتحديق ...بعينين واسعتين لم تتزاحم فيها أية مشاعر تاركين "للذهول فقط " حرية التعبير بهما...في وجهه خشن الملامح ...بذهول تراقب فمه الشهواني الذي يترك بصمته فوقها بالغريزة يغزو جندها ويستبيح منها حرمة أماكن ارهقت أفكاره منذ زمن بعيد كما يهمس بصوتٍ خشن داخل أذنها...
لا هي لم تغلق عينيها لم تستطع إذ عجزت أن تفعل .. فقط فمها فاغراً بصدمة أنفاسها تتلاحق بطبيعة الجهد الذي يجبرها عليه ..مشاعرها تتقيد ،أنوثتها المجهولة تتمرد ..متى شعرت بالأصل بتلك الانوثة التي يتغنى بها هاتفاً من بين لمساته وهمساته والإجابة أبداً .. إلا أنها تجدها الآن تتمرد على كل ظنونها ، مدللة في وجهه سائقة إياه إلى الجنون...
وحاله لم يكن أقل منها رغم المشاعر التي أطلق لها حرية التصرف بعد طول تقيد ..إلا أنه كان يحدق في بنفسجها الآسر مقيداً بسحرها "بذهولٍ مماثل "
صوته يهدر فيها لامسة فيه توسلاً لم ينفيه " المسيني يا عبثية"
سمحت لذراعيها أن ترتفع بحذر إلا أنها لم تجرؤ على وضعهما على صدره من جديد ،بل لفتهم حول عنقه ..سامحة له أن يرفعها قليلاً نحوه ليصبح كلاهما يجلسان نصف جلسة كلها يلتف على عضلاته وخاصرته ...تملكه فيها يزداد حرارة وشوقاً ..مفتوناً بامرأته الأنثوية التي لم يغادرها فضول المراهقة وبراءة الطفولة ..شهية بعذريتها ،ليس عذرية الجسد الذي يبذل جهداً خرافياً ليهادنه ..وإنما عذرية الفكر الذي يتخبط لمسه في كل حركة منها حتى استسلامها للدوامة التي انفصلا بها عن الواقع ..عن كل الموانع ، عن التحفظات ،عن الأفكار...تحت تأثير عاطفة مسكرة عالية...
تلاشى العالم من حولهما ..حاجبهما تحت ستار شفاف ..كلا منهما يحدق في عيني الآخر بنظرة واحدة لم تتبدد" الذهول البحت" وكأنهم يصعدان لقمة جبل عالي بعيد شاهق تفلحهما برودة الثلج فيه كلما ارتفعا خطوة ..وتدفئة نار الجسد المتلاحم كلما ارتعش كلاهما بتناغم ..حتى كان اجفالها ودمع سبح من عينيها وهي تدفن وجهها سريعاً داخل صدره تكتم شهقة ألم ..صرخة خسارة لم يحدد أيا من الأسباب التي تعددت في تلك اللحظة قد يكون سر إطلاقها ..
"سَبنتي هنا ...سَبنتي له ...سَبنتي زوجته وحلاله ...هل له أن يصدق ، أو يستوعب حلماً اصبح واقعاً بين ذراعيه، يتملكها ،ويمنحها نفسه ...واضع بها وفيها أخر خيوط الترابط التي لن يقطعها إنسٌ أو جان إن فكر يوماً أن يجرهما لخبث شيطانيهما ..هل له ألا يخشى أخيراً من وحوش الماضي البشعة أن تظهر من جديد وتحول بينهما ...وما بين هذا وذاك وبين تفكير وغمرة عمر سرقت حتى أنفاسه ..كانت كل مشاعره لم تكتفى منها بعد ..باسط روحه و نفسه فيها وإليها أعمق واقوى، وأقل تحكماً في نفسه رافضاً تحريرها ليتوحد كيانهما ....حتى وإن ضربها الضعف والوهن ،غامر تعانقهما هذا نور الشمس التي اقتحمت بأشعتها أجواء الغرفة الحميمة الصغيرة التي شهدت على حبه لها كما حلم يوماً ..إذ لطالما كان يراها زهرة عباد لن تتفتح له سبلها إلا في نور الشمس الساطع الذى يغمر الدنيا بضيائه ووضوحه بعيداً عن ظلام الليل الدامس بضباب شياطينه وأسرارهم المخزية...
.......................
"يا إلهي ،ما أجملكِ ...ما أجملكِ وأجمل تذوق حسنكِ "
أنفاسه لم تكن هدأت بعد عقب انتهاء العاصفة التي جرفت كليهما يشرف عليها من علو يوازن جسده الضخم على كفيه المحيطان برأسها وهو يتأملها بشغف لم تتركه صدمة اللقاء بعد ...
إلا أنها لم تبادله أياً من أحاسيسه ..وقد أغلقت عينيها أخيراً رافضةً النظر إليه حرجاً و ذلاً؟!
صوته العذب كان يهمس لها من جديد وهو يهبط بجانبها ناوياً أن يحيطها بذراعيه مهدئ انفعالها الطبيعي ،مطمئناً لها أنهما بخير وقد تخطيا أول عقبة ...إلا أنها لم تستسلم هذه المرة بل ازاحته بمقاومة عنيفة وهى تبحث بألم الخجل عن أي شيء تستر نفسها العارية منه!
بحيرة يغلبها التعاطف كان هو يجذب طرف الغطاء يدثرها به ..إلا أنها رفضت مساعدته أيضاً عندما جذبته بيدين منتفضة وفم مضموم بقوة وكأنها تقاوم ألا تنفجر في البكاء وعندما لفت نفسها من رأسها حتى اخمص قدميها تتكور حول نفسها على طرف قصي من الفراش المشترك ..راقبها تدفن وجهها كله في الوسادة كتفيها يتقلصان في مزيدٍ من التماسك ..الذي لم يفلح إلا لدقائق ..إذ أنها انفجرت أخيراً في بكاء عنيف ،بشهقات متقطعة ..تشنج لها كله وهو يحدق فيها بتصلب...حاول خالد أن يقترب منها يجبرها على الترفق بنفسها ، أن يفهم ما يحدث ..إذ أنها لم تبدي أي رفض حقيقي ،لم تُخرج اعتراض واحد اثناء لقائهما...ولكن صرختها المجفلة لمجرد لمسه لها من فوق الغطاء جعله يتراجع وهو ينظر إليها بعينين كالزجاج عاجزاً عن الفهم وغاضب من رد الفعل ..ألم تخبره الطبيبة أن يعجل بالزواج ، وإن حانت له الفرصة ولمس ضعفاً فيها نحوه فليمض في طريقه !! أين الخطأ فيما حدث إذاً؟!
ظل جالساً في مكانه لا يتحرك لا يرمش حتى مكتفي بسماع نحيبها العظيم ،بملامح مغلقة خلت منها المشاعر ..قانطاً في إيجاد سبيل واحد معها واضح وصريح ليتبعه!
غافل أنه وحده في هذه اللحظة سر انهيارها ..سبب عذابها ،المتسبب الأوحد في بكائها مخرجاً كل مخاوفها ؟!
لطالما كان خالد ابن العم "رغم أنه الحبيب!"
لقد فكرت إن سلمته ما يريد ،إن رضت بضعفها معه وحققت له ما يرغب قد تتجاوز هذيانها ..ويذهب مع الرياح كرهها العاصف لتخيل نفسها معه...إلا أن ما حدث زاد الطين بله، معززاً بداخلها كرهاً غير محتمل لنفسها قبله ..كيف سمحت بما حدث ، كيف لخالد أن يخوض معها ذلك الطريق دون تردد من جانبه دون تذكر ما الذي كانت تعنيه له ..أهذا هو الحب العذري الذي صدعها به حد أنها صدقت بحقيقته وإمكان تواجده بينهما ؟!
تتخبط تائهة ..مضطربة كانت يديها تتقبض بعنف حول نفسها تتكور أكثر فأكثر بحماية ،أسنانها تنبش في الوسادة بقهر لن تتخطاه ..كيف لها أن تنظر إلى عينيه من جديد ..وهى ترى في انعكاسهما صورة بطيئة موجعة لتسليمها الغبي ..واجتياحه إياها ...
هل سيتركها الأن بعد أن نال منها ما رغبه...بعد أن خاض طريق لم يجد صده بداخلها إلا الندم ؟!"هل هذا ما شعرت به أمها عقب الاستسلام لمشاعرها ؟!"
"توقفي توقفي أنتِ زوجته يا غبية ...خالد لا يشبه أحداً ...ولكن تبقى المشكلة المؤلمة أنه بالفعل خالد وهذا يختصر كل الموانع لديكِ ..."

قلبها المنفطر في البكاء عاد يتجدد دقه بجموح غريب عندما شعرت به يريح رأسه فوق رأسها المدفون...إحدى يديه يدفنها تحت جسدها الملفوف في الغطاء والأخرى تستقر على خصرها محاوطتها ككماشة عتية ،كيانه العفي يديرها إليه جبراً قاومت قليلاً رفضت. بتعب ..رافضة النظر إليه ومواجهته ،إلا أنه لم يحاول بالأساس أن يجبرها على ما لا تطيق بل أكتفى أن يستبدل الوسائد بصدره الملهب ..سامحاً لها بترك بصمة عذابها على آنين فؤاده ، مال قليلاً يطبع قُبلة اعتذار هادئة فوق جبهتها ،ثم وضع كفه في خصلات شعرها يمسد فروة رأسها برفق ..جاعلها تهدأ شيئاً فشيئاً أنفاسها المفطورة تخدع ، وكل ألمها يسكنه بينما تسمعه يقول بصوتٍ أجش رخيم وجد له صدى داخل روحها مذكرها بعهدٍ كان
"أخيراً توحد كلانا في روحٍ واحدة بعثوري عليكِ ،وشفيت حالتي البشرية التي كُتب عليها الانقسام بالاكتمال "

صمت كما صمتت وهدأت أنفاسها على دقة قلبه ،اختفى البكاء وإن ظلت بقايا لانهيار....ولكنها بعد برهة تجرأت أن ترفع يديها المرتعشتين تلفهم حوله ..تضم نفسها إليه بقوة محققة أمانيها الخاصة فيه أخيراً.. منكمشة وصغيرة ،ضئيلة جداً على جسده كاللعبة... لم يحاول أن يضغط عليها بالمزيد وإن تمنى أن يفعل ،تاركها هي للبحث عما تريده حقاً بداخله ... وعندما استقرت أنفاسها أخيراً شاعر بانتظامها دون أن تحاول ترك ملجئها إليه ..كان يسبل جفنيه هو الأخر ،شاعر بتصاعد نبضات مضخته داخل صدره هادرة الدماء في عروقه ساخنة حارة ومؤلمة... واستمر في تلك الحالة يضمها إليه بقوة تارة ،يربت على ظهرها مهدداً تارة أخرى ..حامد الله أنها بالنهاية لم تنفره ولم يلمس منها اشمئزاز نحوه...همس دون صوت بقنوط "فقط لو تعلمين كم أحبكِ ،ما كنتِ استسلمتِ لكل افكاركِ تلك يا سَبنتي ..وكأنهم استبدلوا حقاً حبيبتي المشاغبة القوية التي كنت أعرفها ،ولم يبقى إلا مجرد ظل معتم يطعن دون سلاح "

...........................................
ht]يتبع الأن



التعديل الأخير تم بواسطة رغيدا ; 27-10-20 الساعة 11:25 PM
Nor BLack غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس