عرض مشاركة واحدة
قديم 30-10-20, 10:57 PM   #3207

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 6

(6)


آخر النهار
في مركب صغير يقف على مقدمته أحد الأشخاص يجدف بمجداف طويل .. كان شامل وونس يتابعان البيوت الأثرية حولهما في مدينة البندقية .. حيث كان الجو شاعريا حولهما وصوت لغناء شجي باللغة الإيطالية يأتيهما من مكان ما مختلطا بعزف آلة موسيقية يؤجج العاطفة في الصدور رغم برودة الطقس ..
تطلع شامل في ونس المبهورة بما حولها وداعب أنفها الأحمر من البرودة ثم تأكد من غلق معطفها حولها جيدا فالطقس كان باردا .. لكن الأجواء حولهما رومانسية وممتعة ..
لقد أصر أن يركبا القطار السريع من روما لمدينة البندقية فور وصولهما صباح اليوم .. ورغم إرهاق السفر لكن الأمر كان يستحق بعد أن وعدها بأنهما سيستقلان مركبا ليتجولا به في المدينة.. في زيارة سريعة ستنتهي مساء اليوم ليعودا مجددا لروما بالقطار .
استمر في التقاط الصور لهما فقالت ونس بانبهار" يائع جدا"
(رائع جدا)
سألها مناغشا "هل أعجبتك المدينة؟"
ناظرته بعينين لامعتين تهز رأسها بالإيجاب فقال لها" أين مكافأة الجنيّ إذن ؟"
هذه الجملة تعرف ماذا يقصد بها فاحمرت وجنتاها واختلست النظر للرجل الذي يحتل أول المركب أمامهما يجدف في صمت ليقول شامل" هذا تقليد ونوس ..أي ثنائي يأتي للبندقية لا بد أن يقبلا بعضهما في المركب"
اتسعت عيناها تناظره باندهاش ثم عادت وضيقتهما وهي تلتقط نظرته المتسلية فقالت " أنت تكذب "
قال ضاحكا " أكذب فيما يخص التقليد لكني صادق فيما يخص القبلة "
قالها وأنزل الهاتف الذي كان يصور به وسحبها إليه يقبل شفتيها الباردتين قبلة حارة في مدينة البندقية.
××××
ترجلت بسمة من السيارة وفتحت بوابة بيت الجد صالح دون أن تستدير خلفها .. فتطلع كامل في ظهرها بضيق ثم أخرج حقيبتين صغيرتين وكيسا وضعت فيه فاطمة علبا من الطعام وتوجه يعبر البوابة خلفها قائلا "هل ستظلين تلوين فمك هكذا ..ألا يكفي أنه بسببك لم استطع الأكل جيدا"
توقفت خطواتها العصبية عند باب البيت واستدارت إليه هاتفة باستنكار" لم تستطع الأكل!!.. لم .....( وتحكمت في غضبها أمام نظرة الاستنكار التي حدجها بها وقالت) لن أقول إلا ما شاء الله لا قوة إلا بالله"
أدارت ظهرها إليه وهمت بفتح الباب فقال بلهجة آمرة "انتظري"
تجمدت فأزاحها ليخرج مفاتيحه يفتح الباب ثم تقدم يضع ما في يده في مدخل البيت من الداخل وهي تهم بالدخول فهتف من جديد "قلت انتظري"
تجمدت مرة أخرى باندهاش خاصة مع جدية وجهه فخرج كامل ومال يرفعها فوق ذراعيه .
تفاجأت بسمة وأطلقت صرخة قصيرة قبل أن تحيط ذراعيها بعنقه وتنظر له بوجنتين متوردتين ..فقال لها بلهجة موبخة" هذا يثبت أني أكثر رومانسية منك.. انظري ماذا تفعلين وكيف تفسدين اللحظة"
هتفت باستفزاز "وأنت لم تفعل شيئا.!!"
تحرك ليدخل وهو يقول "أنا شخص لطيف"
أطلقت شهقة ساخرة قصيرة من حنجرتها فقال وهو يدلف من الباب بساقيه الطويلين" اشششش"
أغلق الباب خلفه بقدمه فأخذت بسمة بضع ثوان تتأمل فيهن وجهه الوسيم وهي في هذا الوضع الأكثر راحة على الاطلاق محمولة فوق ذراعيه .. يخطو بها إلى بيتهما الجديد ..ثم أدارت وجهها تتطلع في البيت لأول مرة بعد الحريق وسرعان ما اتسعت عيناها بانبهار ممزوج بالصدمة وكامل ينزلها لتقف على قدميها..
كان البيت بنفس روح البيت السابق تقريبا رغم أن الأثاث جديد وكل شيء حولها جديد ..لكنه كان من نفس الطراز مع تغير بعض الألوان وإضافة بعض الإضافات وكأن بيت جدها صالح رحمه الله قد تم تجديده فأضحى خليطا من روح الأصالة مع الحداثة ..بذوق كامل وبسمة .
استدارت إليه تقول بتأثر والدموع تترقرق في عينيها" شكرا يا كامل ..حقا ألف شكر"
شاكسها واضعا يديه في جيبي بنطاله وهو يقول" أرأيت من منا أكثر رومانسية"
تطلعت في المكان حولها من جديد ..وتحركت تلمس الأشياء الجديدة .. التي تخصها والتي صنعت من أجلها.. هرولت نحو الغرف تفتح الواحدة تلو الأخرى بتفقد سريع ثم استدارت إليه واسرعت مهرولة نحوه تتعلق بعنقه وتحضنه.. فأخرج كامل يديه من جيبي بنطاله وضمها بحنان أنساها ما يفعله من حماقات عند الغضب.
ابعدت وجهها عنه تناظره بامتنان فقال هامسا بمداعبة " هل أستحق حضن فقط!"
استطالت على رؤوس أصابعها وعانقت شفتيه بشفتيها فلم يمنحها كامل إلا لحظات قبل أن يميل بها وينقض على شفتيها ملتهما في قبلة قوية خاطفة للروح .
اطلق سراح شفتيها بعد قليل فظلت مستسلمة له تناظر وجهه الذي يشرف عليها من علو ومقدمة شعره التي سقطت على وجهه بينما قال كامل بهمس حار" أتذكرين تلك المرة التي دخلت فيها إلى هنا وأنت تظنين بأني قد رحلت؟"
هزت رأسها بابتسامة محرجة فقال كامل "كان البقاء معك لبضع لحظات وحدنا صعبا .. وكانت مغادرتك بعدها أصعب .. بينما التصرف الأسهل وقتها حين قبضت عليك تقلدينني وتسخرين مني هو هذا "
وأطبق على شفتيها بقبلة عنيفة جعلت رأسها يدور ثم أطلق سراحها يعدلها لتستقيم على قدميها الخائرتين وقبل أن تجد طريقها للتوازن مال يحضن ساقيها بذراعيه ثم رفعها يلقي بها فوق كتفه فصرخت بسمة معترضة" كامل ماذا تفعل ..كامل !!"
غمغم وهو يتجه لصعود السلم حيث الطابق الأعلى" أكمل لك ما كنت أتمنى أن أفعله بك وقتها"
هتفت معترضة" كامل انزلني"
قال وهو يصعد السلم" ليس قبل أن أحقق أحلامي وأمنياتي كلها التي تمنيتها لنا في هذا البيت"
××××
قال بدير في الهاتف بوجه مظلم الملامح "اممم ..إذن تشاجر مع طبيب البهائم مرة أخرى.. تُرى ماذا فعل ذلك الطبيب من جديد؟"
قال له محدثه " لا أحد يعرف لكن بدا واضحا بأنه يمنحه الإنذار الأخير"
شرد بدير قليلا يقلب الأمر في رأسه ثم قال لمحدثه "تمام إن جد جديد أبلغني .."
أغلق الخط وجلس على الأريكة في إحدى غرف الدور الأرضي في منزله والغل والحقد لا يتركاه منذ أن رآهما ظهر اليوم وصورتهما السعيدة في السيارة لا تريد أن تتركه في حاله .. خاصة وأن حديث أهل البلدة عن المشروع الذي ستعيد بسمة افتتاحه بشكل أكبر وأضخم بعد أن شاركت بنت الصوالحة معها فيه يستفزه ..هذا بالإضافة لغيظه الشديد لمبيتهما الآن في بيت الجد صالح بعد أن أعاد فارسها المغوار تجديده.
كل هذا يغضبه .. يشعره بالهزيمة ..
ألا يكفي الشهور الماضية التي عاشها في غضب وكبت وحرقة أعصاب بسبب كامل هذا الذي جاء متفاخرا بنقوده وسيارته الفارهة ليخطفها منه بعد أن كان واثقا بأن قبولها بالزواج منه مسألة وقت لا أكثر ..
هل أتى كامل هذا حتى يحرق دمه؟! .. حتى يهزمه المرة بعد الأخرى؟!.. حتى يفسد عليه مخططاته؟ .. انتصر عليه يوم أن فضح حصاره لبسمة في ساحة المشروع.. وانتصر عليه حين قلب الأمر لصالحه وتزوجها .. وانتصر عليه حين ألقى بنفسه في النار لينقذها من البيت الذي أوصى هو بحرقه ليبعدها عن القرية فظهر كامل أمام الجميع بمظهر المنقذ الجبار وها هو يعيد تجديد البيت لها من ماله الخاص .. فالكل بات يعلم بتلك المعلومة ..وكأنه يقصد بأن يوصل له هذه المعلومة ويبيت في البيت معها ليميته كمدا ..
عليه أن يفعل شيئا .. لابد أن يفعل شيئا ليبرد ناره ويشفي غليله من كامل هذا .
دخل عماد الغرفة فخرج بدير عن شروده ولوى فمه قائلا "خيرا"
طحن عماد ضروسه وتقبض إلى جانبيه يقول وهو يبذل مجهودا كبيرا ليكون هادئا ودبلوماسيا حتى يحصل على ما يريد " لقد خسرت في البورصة"
قال بدير بلهجة متهكمة" وما الجديد في هذا الخبر ؟!"
قال عماد " لا يا بدير ..هذه المرة الخسارة كبيرة جدا .. لقد تداينت ووضعت الأموال في البورصة لأعوض خسارتي.. وصدقني كان ذلك في أسهم مضمونة جدا لكن لا أعرف ماذا حدث وخسرت "
قال بدير بامتعاض وهو يقلب في هاتفه "والمطلوب؟"
بلع عماد ريقه بصعوبة وقال " المطلوب أن تقرضني مبلغا من المال وسأكتب لك ...."
قاطعه هاتفا باعتراض " لا يا روح أمك فالإيصالات القديمة موجودة ولم تدفع ثمنها بعد .. معتمدا على أني من أجل اسم العائلة وحتى لا ننفضح ويقولون بدير سجن أخاه صابر عليك حتى الآن .. لكن لا تستغل كرم أخلاقي معك أكثر من ذلك "
قال عماد بلهجة متوسلة " بدير أرجوك أنا في مصيبة كبيرة"
تطلع فيه الأخير وهو يمسك بسبابته وإبهامه طرف شاربه ثم قال "إن أردت المزيد من المال تنازل لي مقابله عن نصيبك في الأرض"
انفجر فيه عماد قائلا باستنكار "هل جننت؟!! .. إن تنازلت عن أرضي لك كيف سأعيش أنا وأولادي؟.. وماذا سأقول لهم حينما يكبرون؟.. فرطت في أرض جدكم بدلا من أن أزيدها ومنحتها لأولاد عمكم !!"
هز بدير كتفيه ورد ببرود " حسنا هذا شأنك أنت وأولادك ولا يخصني في شيء ..لكن إعطائك المزيد من إيصالات الأمانة انتهى"
عاد عماد ليمسك أعصابه ويقول بتوسل "بدير أنا في كارثة حقيقية "
استقام بدير واقفا يهم بمغادرة الغرفة وهو يقول ببرود كاد أن يسبب لأخيه جلطة "إذن عليك أن تضحي حتى تنقذ نفسك وأن تكف عن المضاربة في البورصة والاستمرار في الخسارة"
انقلبت مقلتا عماد وهتف بغل " الحقيقة أنا لا أملك تجارة مشبوهة مثلك لأنمي بها أموالي ..فبيع المحاصيل كما تعلم لا يكفي "
انقلبت عينا بدير وتحرك نحوه ليمسك بفكه ضاغطا بقوة وهو يقول بلهجة خطرة "تحدث مرة أخرى وأذكر أمر تجارتي وسترى مني وجها آخر .. لقد حذرتك أكثر من مرة .. قسما بالله سأجعلك ترى النجوم في الظهيرة وأنت تعلم ما الذي يقدر بدير على أن يفعله .. لذا إما أن ترضى بشرطي أو تبحث لنفسك عن مكان آخر لتقترض منه"
قالها وهو يترك فكه بخشونة ويربت على كتفه بطريقة مهددة ..بينما الأخر يناظره بغيظ مكبوت فتحرك بدير يترك الغرفة تاركا أخاه الأصغر يتفتت من الغل والغضب وهو يقول من بين أسنانه " حسنا يا بدير .. إن دخلت السجن لن أدخله وحدي .. فما كان يمنعني عنك طوال هذه السنين العار الذي سيلحق بعائلة العسال للأبد .. لكن ما دمت سأدخل السجن .. فلندخله معا يا شقيقي "
××××
العاشرة مساء
نزل كامل السلم ولاحت ابتسامة رضا دافئة على وجهه وهو يتطلع في ذلك البيت الذي له وقع خاص في نفسه.. إن وجودهما وحدهما فيه الآن يشعره بالحميمية وبدفء الأسرة ..ورائحة الطعام التي تنبعث من المطبخ بعد أن طلب منها أن تسخن له العشاء تشعره بالسكن والاكتمال .
تحرك نحو المطبخ ووقف على بابه يتطلع فيها ثم قال بحاجب مرفوع "أريد أن آكل باقي الممبار"
استدارت إليه وهي تعدل المنشفة على رأسها قائلة بتنهيدة "حاضر يا سيدي ..هل لديك أوامر أخرى؟"
غمغم بشفتين ممطوطتين وهو يتأمل منامتها الشتوية الملتصقة بجسدها الأنثوي المغري بشدة وقال" سأخبرك حين أتذكر"
وضعت مقلاة الزيت على النار وأخرجت الممبار الذي أرسلته والدتها معهما حتى تقليه ثم استدارت تقول وهي تثبت المنشفة" الجو بارد .. هذا البيت يحتاج للتدفئة"
قال كامل مشفقا "لماذا لم تجففي شعرك بمجفف الشعر قبل نزولك"
ردت بلهجة ساخرة "ماذا أفعل فيمن لا يصبر ...(وقلدته) جوعان .. جوعان"
ابتسم ابتسامة وسيمة أمام عينيها ثم قال بلهجة حانية" سأجفف لك شعرك حين تنتهين"
استدارت تغرف باقي الطعام ..فاخرج الهاتف من جيبه يقول معترفا" احساسي وأنت تعدين لي الطعام في بيت يخصنا وحدنا أنا وأنت في ليلة شتوية كهذه يغمرني بالدفء ويشعرني بالتأثر"
استدارت إليه تبادله الشعور وهي تقول "غالبا ارتبطت الأنثى في الأذهان بتجهيز الطعام ..حتى لو كان أفضل وأمهر الطباخين في العالم من الرجال فالشعور بالدفء في عملية الإطعام ذاتها تكون مقترنة بالأنثى "
هز رأسه مؤيدا وقال" اتفق وبشدة .. فمثلا أبي طباخ ماهر وربما أمهر من أمي لكن اليوم الذي تطهي فيه أمي يكون للطعام وقع أخر وكأنه ممزوج بعاطفتها وحنانها "
ابتسمت له ابتسامة دافئة ثم نظرت للهاتف الذي وقف يقلب فيه وسألته" هل أرسل شامل المزيد من الصور؟"
مط شفتيه وقال بامتعاض "أغرق هاتفي بالصور وهو لم يصل إلا اليوم .. إنسان مزعج"
سألته مدققه في ملامحه" هل تشتاق إليه حينما يبتعد عنك؟"
اتسعت ابتسامته دون رد وهو يضغط على بعض اشعارات الفيسبوك التي أتته فوجد إشعارا بذكر اسمه من صديقته دعاء .. ليعبس ويضغط عليه مندهشا ..فليس له تعامل مباشر معها ..إنهما مجرد معارف على الفيسبوك من بين مئات المعارف بدون احتكاك حقيقي أو تعامل.
تصلب ظهره فجأة واتسعت عيناه ثم اكفهر وجهه وهو يقول بحشرجة" متى حدث ذلك؟؟؟؟"
استدارت إليه بسمة عاقدة حاجبيها فرفع أنظاره لها يقول بلهجة خطرة "متى حدث ذلك ؟؟؟"
توترت بعدم فهم فأضاف بصوت أعلى "متى تقابلت مع طليقك؟؟؟؟"
هربت الدماء من وجهها وسقط قلبها بين قدميها بينما عاد كامل ليدقق في الصورة ليفهم وهو يتساءل" هل هذه صورة قديمة؟!!!"
اقتربت بسمة تجرجر قلبها بين قدميها لتنظر في الهاتف في يده المرتعشة من الغضب بينما انتبه كامل بأن الصورة منشورة على صفحة القناة التي كانوا يحضرون حفلها قبل يومين ضمن منشور عبارة عن ألبوم صور لفاعليات الحفل يضاف إليه يوميا عددا من الصور التي التقطت في الحفل فكانت الصورة أمامه مضافة بتاريخ اليوم وفوقها كتب مسئول الصفحة معلقا" حضر الملحن سيد صبرة برفقة زوجته السابقة .. وهناك أخبار بأنه قد انفصل عن زوجته المذيعة آية سماحة وبأنه قد عاد لطليقته "
اتسعت عينا بسمة بينما دقق كامل في صورتها تقف متكتفة أمام سيد وهي ترتدي ملابس الحفل التي كانت ترتديها قبل يومين .. ودعاء قد قامت بالتعليق تحت الصورة بعد أن ذكرت اسم حساب (كامل نخلة) قائلة ( هذا الكلام غير صحيح فهي الآن زوجة كامل نخلة .. الأخ التوأم للشيف شامل نخلة).
أما باقي التعليقات فكانت تشيد بجمالها وفتنتها وبأنه من الطبيعي ألا يفرط فيها وهي بهذا الجمال ..ومنهم من علق بوقاحة (كيف تملكه الغباء لتطليق فاتنة مثلها !).
تمنت بسمة لحظتها أن تنشق الأرض وتبتلعها بينما رفع كامل أنظاره لها يقول مصدوما" متى قابلتيه؟.. متى؟؟"
أسرعت بالرد بصوت مرتجف "كانت صدفة .. كان في الحفل وكانت صدفة"
ألقى بالهاتف بعصبية فاصطدم بإحدى خزائن المطبخ الأرضية بينما غرز كامل أصابعه في لحم ذراعيها وهو يصيح غاضبا "صدفة .. صدفة يا بسمة ..وقفت تتحدثين معه صدفة من خلف ظهري!!"
حاولت السيطرة على شعورها بالتوتر الشديد وهتفت بلهجة مستنكرة " ما معنى (من خلف ظهرك) ؟.. هل تشك بي؟"
صرخ في وجهها وهو يناظرها بعينين تقدحان شررا " لا تغيري مجرى الحديث "
رفعت ذقنها بكبرياء تقول وهي تمنع نفسها من البكاء " لا... فهذا هو المجرى الصحيح ..هل تشك بي يا كامل؟"
قال من بين أسنانه يهزها فازداد شعورها بالألم في ذراعيها "لا تستفزيني وأنا في هذه الحالة ..لو كنت أشك بك ما كنت ستقفين أمامي حية الآن تدافعين عن نفسك"
صرخت أمام الإعصار الذي يتشخص أمامها شاعرة بالإهانة "أنا لم ارتكب جرما ولست مدانة بشيء ..الأمر حدث صدفة ..كنت عائدة من الحمام وتقابلنا صدفة"
شعر بأن أعصابه ستفلت منه وبأن الغضب يتوحش بداخله فتركها ورفع يده لجبينه يحكه بقوة ثم ضرب دورق بلاستيكي بجواره فوق المنضدة وهو يقول "ووقفت لتتحدثي معه؟"
انتفضت مرتعبة من ارتطام الدورق بالأرض ثم قالت موضحة " لم أقف سوى دقيقة"
استدار إليها يضرب على المنضدة بجواره يحاول ألا يؤذيها بما يتكاثر بداخله بسرعة من غضب " لماذا ..لماذا وقفت معه ؟.. لماذا سمحت له بأن يتحدث معك؟.. لماذا سمحت لعينيه بأن تدققان بك؟!"
حاولت أن تكون هادئة وقالت مشيرة بيديها لتهدئه "كامل أرجوك اهدأ وافهم الأمر.. كنت قد وعدته بأني سأسامحه إن وجدت السعادة ..فسألني إن كنت قد سامحته.. الأمر لم يستغرق سوى..."
ضرب الخزانة بقدمه بعصبية هاتفا "لماذا سامحتيه؟.. لماذا تكلمت معه من الأساس.. أكان سعادة البيك يتحجج بسؤالك حتى يقف ويتأملك؟!! ..وربما كان هو من طلب من الصحفي تصويركما ليحرق دمي ..( وأشار على الهاتف الملقى في الأرض قائلا ) انظري ماذا يقولون.. انظري لشكل التعليقات (وارتجف كمن تأكل النار قلبه مضيفا ) انظري لوقاحة التعليقات يا بسمة قبل أن تطلبي مني الهدوء والتعقل "
تكلمت موضحة " صدقني الأمر حدث بالصدفة ..هو نفسه بدا متفاجئا"
قبض على مرفقها هادرا بوحشية " لا تدافعي عنه ..لا تذكريه ..لا تفكري به"
اشفقت عليه .. فالغضب الواضح وضوح الشمس على ملامحه والغيرة التي حولته لبركان منفجر أمامها مستعد لإحراق كل شيء مثلما يحترق هو ما جعل حبها ينتصر على غضبها فقالت موضحة بلهجة ترتعش من البكاء" يا كامل كانت مجرد دقيقة ..بعدها قررت فورا أن أترك الحفل منعا للمشاكل بينك وبينه ..لهذا أخبرت عمي غنيم وهو أخبر شامل وطلب منه المغادرة .."
قال بلهجة ساخرة ونظراته تلمع بغضب جم " أبي وشامل يعرفان أيضا !!( وضرب على صدره بقوة ) وأنا القرطاس بينكم .. أنا شوال الدقيق الذي سحبتموه خارج القاعة بسرعة"
صرخت في وجهه والدموع تنهمر فوق وجنتيها "حتى لا تثير المشاكل كما تفعل الآن"
تحدث بوعيد وهو يترك ذراعها ويعود خطوتين للخلف " لا ..أنتم لم تروا المشاكل بعد ..القناة والصفحة سأتصرف معهما ولكن بعد أن أتصرف مع هذا ال***"
استدار ليخرج من المطبخ فكاد الخوف من تهوره أن يقضي عليها لذا قطعت المسافة بينهما بسرعة وأمسكت بملابسه تقول بترجٍ" أرجوك ..أتوسل إليك لا تفسد حياتنا بتهورك .. أرجوك يا كامل"
أفلت ملابسه من يدها واستدار إليها مبتعدا وهو يقول من بين أسنانه "اتركيني ..فهذا الوقح يحتاج لتأديب حتى يحترم حرمة غيره .. إن كان يشعر بنفسه شهريار زمانه يتسامر مع هذه ويتصور مع تلك حتى لو كانت ملك غيره (وضرب بيده على باب المطبخ مواصلا قذف صواريخ غضبه ) فأنا سأوقفه عند حده .. سأعلمه أنك خط أحمر لا يرفع عينيه فيك "
صرخت فيه بعصبية من بين دموعها " أنا لست (هذه) أو (تلك) يا كامل ..أرجوك تحكم في أعصابك لأنك ستلقي بكلام جارح لن استطيع نسيانه "
دموعها وتوسلها آلموا قلبه فزادوا من احتراقه الذاتي ليعود ليمسك بذراعها قائلا بوعيد " وأنتِ حسابك معي فيما بعد .. حسابك معي أن وقفتِ معه حتى ثانية واحدة دون علمي"
ترك ذراعها واستدار فقالت متوسلة "حلفتك بالله يا كامل"
غمغم وهو يتحرك مبتعدا "سألقنه درسا لن ينساه"
كان الغضب يعميه تماما والدخان يخرج من أذنيه و منخريه المتسعين بانفعال وهو يغادر المطبخ ويسرع لصعود السلم المؤدي للطابق الأعلى.. يشعر وكأن نارا تأكل في جسده .. نار الغيرة المؤلمة .. وهو يستعيد الصورة والتعليقات تحتها التي توشك أن تُذهب عقله في نفس الوقت الذي سمع صرخة بسمة المرتعبة ..صرخة سقط بسببها قلبه بين قدميه وجعلته يستدير بسرعة ويهرول نازلا نحو المطبخ في لمح البصر.. ليجد في استقباله نارا حقيقية تخرج من المقلاة على الموقد وبسمة تمسك بكوب ماء فهتف صارخا وهو يندفع نحوها" لا ..لا إياك"
لم تكن في وعيها الكامل ومنظر النار يعيد لها ذكريات احتراق البيت الذي تقف فيه الآن وهي تقف مذهولة تحدق في النار أمامها .. ولم تكن قادرة من الأساس على رفع الكوب ..فأمسك بها كامل يدفعها نحو باب المطبخ وأسرع بالتقاط غطاءً معدنيا مقتربا من النار المشتعلة في مقلاة الزيت .
صرخت بسمة "حاذر يا كامل"
بهدوء وضع الغطاء فوق المقلاة فخمدت النار وهدأ المنظر المخيف فوق الموقد في لحظات فأسرع كامل بإغلاق مفتاح الغاز ووقف متخصرا يلهث أمام الموقد لثوان يتأكد من انطفائها.. ثم استدار إليها ليجدها تجلس القرفصاء على باب المطبخ تحضن نفسها وترتجف بشكل واضح فأسرع إليها ينزل على ركبتيه ويأخذها إلى حضنه قائلا "حمدا لله .. حمدا لله (وأبعدها يتفحصها قائلا) هل أصابك شيء .. أأنت جاهلة لتفكري في سكب الماء على الزيت المشتعل!!"
غمغمت بحشرجة "توقف عقلي فجأة و.."
انفجرت في البكاء ودفنت وجهها في صدره متشبثة بملابسه في حالة انهيار شديد ...فحضنها كامل بقوة وهو يقبل رأسها عدة مرات مطمئنا ..ثم مال يضع ذراعه تحت ركبتيها وهو يستقيم واقفا يحملها فوق ذراعيه وتوجه صاعدا للطابق الأعلى قائلا ببحة مرتجفة" قدر الله ولطف بنا الحمد لله.. الحمد لله "
دخل غرفتهما بعد دقيقة ووضعها على السرير يتفحصها من جديد ليتأكد من أنها لم يصبها شيء ..فأخذت من بين بكائها تضربه بقبضتها .. ببطء أول الأمر ثم بدأت وتيرة الضربات تزداد في غيظ فبقي ساكنا يناظرها بملامح مظلمة..
وعيناهما تتلاقيان في عتاب مؤلم على إيقاع قبضتها فوق صدره.. تضربه بغيظ .. بشكوى .. بترجٍ .. برغبة في قتله .
ولم تعرف بأن قوتين كانتا تتصارعان بداخله لحظتها .. غضبه وغيرته من ناحية .. وحبه الجارف لها من ناحية أخرى .. كدُبين شرسين يتقاتلان .. أسود حالك وأبيض ناصع .. وهو الجاني .. هو الملام .. وهو الضحية ..
أمسك كامل بقبضتها بعد لحظات وقد صرع الأبيض الأسود بداخله ومال يغرقها في حضنه .. فأطلقت بسمة نحيبا عاليا مزق قلبه وجعله يردد في استسلام لا يخرج أبدا إلا لها " حاضر .. حاضر .. أنا باقي بجوارك ولن أذهب إلى أي مكان"
××××


يتبع











Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس