عرض مشاركة واحدة
قديم 31-10-20, 09:21 PM   #302

رحمة غنيم

? العضوٌ??? » 475679
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 431
?  نُقآطِيْ » رحمة غنيم is on a distinguished road
افتراضي

مساء الجمال يا قمرات الفصل وصل ❤❤❤


الفصل الرابع عشر


تتابع تعابير وجهه الممتقعة بهدوء عجيب تنتظر منه ان يجيب على تساؤلها الذى ألقته بهدوء ثلجي أمامه عّن صحة ما عرفته .... لكن إجابته جاءت لتمزق روحها المتعبة بنبرات خافته مستهزئة

( ماذا كنتِ تظنين تاليا !! ... هل حقاً توقعتِ ان يظل مع ذكراك للأبد ؟! )

ازدردت ريقها المتحجر و هى تحاول اخفاء ذلك التشرس الذى دب بأحشائها تردف و هى تشدد من ضم كفيها الباردتين

( لماذا لم تخبرنى بالأمر سابقاً ... لماذا لم تبعث لى قبل ان يتم ذلك الزواج عزام؟! )

كانت ضحكته الهازئة هى إجابته عليها لكنه زاد من نيرانها المشتعلة بحقد نحوه داخلها حينما اكمل بنبرات ذات إيحاء وصلها بشكل كامل

( هل تظنين أننى بعثت لك من اجلك و كاننى اهتم بأمر علاقتك معه مثلاً ؟!! .... ماذا يحدث معك تاليا هل تحاولين إقناعى الأن أنكِ تتالمي ... أليس أنتِ من تركته و قتلت طفلكما بكامل إرادتك من أجل أحلامك طموحاتك ؟!)

كلمات انغرست بعمق داخل روحها المظلمة ... كلمات أخذت تقبض بعنف على كيانها و شعور بالندم ينهش قلبها كلمات جعلت ملامحها تتوحش و هى تهتف باختناق نحو عزام

( كم كنت حمقاء حينما استمعت الى كلماتك الشيطانية ... كم اود لو يعود بى الزمن فحينها ... )

بترت كلماتها الحادة اثر ضحكة عزام الشرسة ترى جسده يهتز بعنف و كلماته تخرج متقطعة بين ضحكته التى أخذت صداها بنبضاتها

( أجل الأن أصبحت أنا الشيطان أليس كذلك ؟! .... أنا هو المخطأ .... أنا من استغلك حتى يصل الى احلامه ؟! )

صمت للحظة أخذت ملامحه تتوحش بها بقسوة كما احتدت نبراته و هو يكمل مع التماع عينيه المتحفز

( لا يليق ذلك الدور بك تاليا ... فانت قمت باستغلالي لتحقيق أحلامك اتتذكرين ؟! .... و الأن سوف تدفعين ذلك الثمن كما أريده أنا !! ... فكلانا يعلم أنكِ تمتلكين روح لا تليق بمظهرك البرئ هذا .... فأنتِ من سعى للنجاح و النفوذ بكل قوته ...... حتى هذا الوقت الذى عاد لك به أردال ماذا فعلت حينها رفضت التخلي عن ما وصلت له ؟! ... لذلك لادعى لهذا الدور حقاً لا يليق بك .... فأنا هو الشخص الوحيد الذى يعرفك جيداً ! )

ابتسم عزام و هو يرى اهتزاز حدقتى تاليا العنيف و ملامح وجهها المظلمة و كما توقع رآها تسيطر على انفعالاتها ببراعة و هى تردف

( ما الذى تريده ؟! )

حك عزام اسفل ذقنه يريح ظهره على ذلك المقعد الوثير يردف بهدوء مستفز لخلايا اعصابها

( هكذا أريدك ايتها القطة مطيعة ! .... فأنا لن أتردد بمساعدتك حينما احصل على ما أريد ؟! )

أغمضت تاليا جفونها بعنف شعورها بالتقزز المتعاظم اتجاه ذلك القابع أمامها لتعود و تتساءل بخطورة

( لا تلعب معى عزام و قل ما الذى تريده ؟! )

تنهد و داخله يستمتع بهيئتها المترقبة تلك لكنه عاد ليردف بعد عدة لحظات من الصمت المتعمد

( حملة منتجع بالمز !! )

عقدت تاليا حاجبيها بعدم فهم تصنعته لكن عزام لم يعطيها تلك الفرصة و هو يكمل

( أنتِ المهندسة المسؤلة عن تلك الحملة أعلم فأنتِ حتى لم تاتي الى هنا تاركة كل شئ خلفك من أجل حبيب القلب أردال ... فحقا أنا معجب بدهائك المهنى كم أنتِ تلميذة نجيبة )

زفرت تاليا انفاسها بعنف هذا الكبت المستعر داخلها لكنها لم تسيطر على تجهم نبراتها حينما اردفت

( انسى عزام ! )

ارتد راسه يتصنع الصدمة بحركات تمثيلية مبتذلة و هو يردد باستهزاء

( إجابة خاطئة قطتي !! ... أعلم أنكِ كنتِ تطمحي للعمل مع شركة أردال بتلك الحملة لكننى سوف اجد لك حل سحرى بذلك الخصوص فأنا أسعى لشئ خرافى )

صمت عزام يتابع تعابيرها المتساءلة برضى لكنه أضاف بملامح شيطانية و هو ينهض بهدوء

( كما أننى أكثر شخص يستطيع مساعدتك بالتخلص من تلك الفتاة ..... ان اردتِ ! .... لذلك فكرى جيداً ايتها القطة البرية سوف انتظر ردك فلم يعد لدينا الكثير من الوقت ! )

***

اخذ اردال يحك راسه بعنف ذلك التخبط الذى يحتل افكاره لماذا تقفز داخل تفكيره بهذا الشكل العجيب ؟! ... لماذا يشعر بهذا الفضول حولها و حول ما تفعل بتلك اللحظة ... ألقى القلم الذى كان يكمن بين أنامله و عقله و تفكيره ينحصر نحوها هى فقط ! ... ذلك التغير الذى حل عليها منذ ذلك اليوم !! ... هذا البعد الغريب الذى بدأت تتعمده !!

لقد مر يومان بشكل غريب عليه و هو يحاول فهم تصرفاتها .... لماذا أصبح يخنقه تعاملها بحدود معه هكذا ؟! ... الم يكن يريد هذا ان تبتعد و تتركه ليستطيع العودة الى سابق عهده ماذا حدث معه الأن ؟!

هز راسه بعنف يمنع الشعور بالندم الذى يتسلل اليه و هو يتذكر كلماته لها ... كلمات ادرك جيداً كم المتها فهو لايزال يرى الالم بنظراتها الموجهه نحو حينما يلتقيان صدفة !! ... فقد أصبح يدرك ايضاً هروبها منه فهى تهرب منه طوال اليوم بالشركة و تكمل هروبها منه بالنوم حينما تعود !

ازدرد ريقه و هو يستشعر تلك الغرابة التى تتسلل لنبضاته يهرب من شعور الفقد الذى لا يجد له اى مبرر .... مسح أردال على ملامحه و هو يعود الى تلك الأوراق مجبراً لكن هذه الطرقات التى أخذت تخط على باب مكتبه عادت لتشتته و دخول طارق الهادء يثير استفزازه و هو يعى تعبيراته لكن كلماته كانت أكثر استفزازاً لحواسه

( لقد تم إيصال السيدة الصغيرة بسلامة الى قسم المتدربين ؟! )

زفر أردال انفاسه بتجهم بينما اخذ يردد و هو يهرب بنظراته نحو الأوراق القابعة باهمال على سطح المكتب

( آلن تكف عن طريقتك هذه طارق .... ما الذى تحاول الوصول له بأفعالك تلك ؟! )

تنهد طارق هو الآخر لكن بشكل مسرحي مرح بينما يتقدم ليتكئ بجسده على سطح المكتب بالقرب من هيئة أردال المستنفرة

( فى الحقيقة أريد الوصول لما حدث بينكم ؟! )

ارتفعت نظرات أردال النارية نحو طارق مما جعله يبتسم رغماً عنه و حماسه يتزايد .... انها حقاً أصبحت نقطة أردال الفاصلة ... أصبح كل شئ يخصها يجعل أردال يفقد اتزانه و فولاذيته ! ... تدارك طارق تعابيره بينما تحدث بهدوء و نبرات صادقة

( انها تعيسة أردال !! )

شعر طارق بتصلب ملامحه و اهتزاز حدقتيه بالرغم من تلك القوة و الثلجية الظاهرة على هيئته و هو يتساءل

( هل تحدثت معك ؟! )

تنهد طارق و هو يهز راسه نافياً تساءله الخافت بينما ردد

( لم تنطق بحرف واحد مع كل محاولاتي معها !! ... لكن هناك تغير بها حتى عندما التقيتها أول مرة لم تكن بتلك التعاسة أردال ! )

انعقاد قاسى ظهر بوضوح على ملامح أردال بينما شعور مؤلم بدأ يتسلل اليه جعله يردف دون وعى

( انها تخلط الأمر ! )

كان انعقاد حاجبى طارق هو ما قابل أردال ليشعر انه حقا أردف ما كان بداخله بصوت مرتفع ليعود يهرب من شعوره مع نظرات طارق

( كيف يسير أمر تدريبها ؟! )

شعر طارق بالاستفزاز من هروب أردال الذى يدركه جيداً مما جعله يجيبه باستهزاء

( لما لا تسألها بنفسك ؟! )

هز طارق رأسه بعجز و هو يرى ثلجية أردال للمرة الذى لم يعد يستطيع عدها لكنه ايضاً استشعر هذا الصراع المرعب الذى يحدث داخله و الذى جعله يردف بنبرات حماسية

( حسناً نستطيع القول انها تنسى ذاك البؤس فى تلك الأوقات ! ... انها تعمل بجد حقاً و خاصتاً أمام الحاسوب .. انها لم تتحرك من أمامه فى اليومين المنصرمين تريد أجادت جميع البرامج انها حقاً لا تيأس و ايضاً تتعلم بشكل سريع للغاية )

لم يستطيع أردال منع تلك الابتسامة التى ظهرت على صفح وجهه و الذى سارع بإخفائها حينما لمح ارتفاع حاجبي طارق ببعض التعجب .... ابعد طارق نظارته عن أردال يندم على ردت فعله و هو يرى نظرات صديقة الهاربة ليردف و هو يقلب تلك الأوراق القابعة بجانبه على سطح المكتب

( هل تعمل على عرض المنتجع ؟! )

عادت ملامح أردال الى برودتها و نظراته تتجة الى تلك الأوراق بشكل فورى

( أجل يجب ان ننهيه اليوم فأنت تعلم غداً الحفل السنوي الخاص بالمؤسسة و لن أستطيع ان اعمل عليه )

ارتفعت نظرات أردال نحو ملامح طارق ليرى شروده الذى جعله يتساءل بدوره

( هل سوف تاتى ؟! )

أومأ طارق بهدوء و هو يردد

( أجل بما أننى حصلت على دعوة شخصياً من رئيس مجلس الادارة بنفسه )

عقد أردال حاجبيه و شعور بالقلق يدب داخله شعور لخصة بتلك الكلمات التى خرجت من بين شفتيه

( أنا اشعر ان هناك شئ خلف تلك الدعوة طارق ... ربما من الأفضل لك الا تاتى !! )

ابتسم طارق بتفهم و هو يربت على كتف أردال قائلاً

( أعلم أردال أعلم لكن ليس أنا الشخص الذى يهرب من المواجهة ... ثم أنا لن اتركك وحدك بجحر الثعابين هذا فكلانا يعلم ان عزام لن يمرر يوماً كهذا دون ان يفعل شئ !!! )

خطت كف أردال على قبضة طارق القابعة على كتفه و هو يردد

( أنت تعلم كم أنا اجيد التعامل معهم طارق و عزام هذا اجبن من ان يفعل شئ بمثل ذلك اليوم لكن كما تشاء )

***
يتبع...


رحمة غنيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
كاتبة بقصص من وحى الاعضاء