عرض مشاركة واحدة
قديم 31-10-20, 09:25 PM   #306

رحمة غنيم

? العضوٌ??? » 475679
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 431
?  نُقآطِيْ » رحمة غنيم is on a distinguished road
افتراضي

أخذت تسير بجانبه بهذا الممر الطويل بتشوش و هى تطالع هيئته التى تتحرك معها بخفه ..... تعيد كلمات بشرى من جديد داخل عقلها .... تعيد على نفسها ذلك العهد التى اتخذته لكنها حقاً لم تستطيع ان تمنع هذا التساءل الذى يضرب نبضاتها بعنف عن إمكانية ترك رجل كأردال ؟!! ... توقفت قدمها دون ان تشعر مع حركة جسده التى توقفت و هو يطالع تلك الغرفة !!!

شعرت بالم غادر يعود ليسكن روحها و هى ترى اتجاه نظراته المصوب على هذه الغرفة دون سواها " المكتبة " هل من الممكن ان تكون أصبحت تكره الكتب و تنقم عليها بعد ان كانت تعشقها ؟!!

اجفلت نارفين من تخبطها و هى تستشعر تلك الحركة الكثيفة من حولها بارجاء المنزل و لم يكن صعب عليها ان تدرك ان تلك الحركة سببها الرئيسى تجهيزات هذا الحفل المعهود ... ازدردت ريقها بعنف تستشعر غصة المتها و هى ترى هذه الصناديق التى خرجت بواسطة أحد العاملين من الغرفة !!!

لتسارع بنظراتها تتابع أردال القابع بجانبها تتوقع ردت فعل عنيفة منه على هذا الذى تجرأ على اقتحام ذلك العالم المظلم خاصته .... لكنها تسمرت بعدم تصديق و هى تستمع الى نبرات العامل بعد ان ألقى التحية بحفاوة على أردال

( سيد أردال لقد اخرجنا الصناديق كما طلبت هل تريد منا شئً اخر ؟!!!!! )

تحركت رأسها بشكل عنيف غير مصدق لما سمعته نحو أردال التى صدمتها ملامحة الهادئة و التى صحبتها ابتسامته الرسمية المتمازجة مع نبراته الممتنة

( لا شكراً لك .... سهل الله عملكم )

أفلتت منه التفاته نحوها يُدرك نظراتها المدهوشة .. لا يعلم لماذا شعر براحة غريبة اثر رؤيتها لهذا المشهد تحديداً .... يُدرك ايضاً هذا التساءل المنبعث من جميع ملامحها لكنه جاء بنبرات شخص آخر غيرها !!

( أردال ما الذى يحدث هنا بنى ؟! )

التفت كل من أردال و نارفين نحو بهار التى كانت تتجه نحوهم بخطوات سريعة و عيناها تدور بفضول لما يحدث

( أمى أنتِ الذى ما يحدث منذ الصباح ... هل بدأت ترتيبات الحفل منذ الأن ؟! )

عقدت بهار حاجبيها بتعجب و هى ترى ملامح أردال الثابتة بهدوء صادق تتلمس تلك الدعابة بجملته المباغتة لها ! مما جعلها تتراجع عن تكرار تساءلها من جديد

( منذ الأن ؟!! .... كان من المفترض ان نبدأ أمس بنى ... )

صمتت بهار تنقل نظراتها على ملامح نارفين ترى بوضوح هذا التساءل المشع من مقلتيها ... و كم كانت تريد هى الاخرى ان تتاكد من حدسها !! .. ان تتاكد من الشرارة التى استشعرت بزوغها من اليوم الاول

( ما هذه الصناديق بنى ؟! ... هل أنت من سمح لهم بالدخول الى الغرفة !! )

حانت التفاتة خفيفة من أردال نحوها مجدداً ... هادئة صامتة تصرخ ملامحها بتساءل يرضيه و يشبع روحه بشكل عجيب و كما شعر هو بالرضا اجاب ليجعل نبضاتها تتسارع

( نعم انها أشياء لم اعد بحاجة لها !! .... لهذا اردت ان أتخلص منها ... نارفين هيا لقد تأخرنا حقاً )

اومأت بخفه تحاول منع تلك الابتسامة الحمقاء التى تحارب من أجل الظهور على صفح وجها ابتسامة امتزجت مع تعجب مرتبك احتل كيانها و إجابته تداعب روحها لكن نبرات بهار عادت لتقاطع حركة أردال و هى تقول بنبرات مرتفعة بعض الشئ

( نارفين لقد جلبت لك ثوب من أجل الليلة سوف أضعه بغرفتكم ... هيا الأن اذهبا قبل ان تنفلت اعصاب هذا الولد ... فهو يكره التاخير عن العمل )

ابتسمت بهار تتابع حركة نارفين الخرقاء و هى تتبعه بينما كان هو يحرك رأسه مع كلماتها و عيناها تلتمع ببريق سعادة جعلتها تتمتم و هى تتابع اختفائهم من أمامها

( لقد تخلصت منها بالفعل بنى !! .... لقد تخلصت حقاً من تلك الأيام )

***

كانت تخطو نحو السيارة و داخلها يهفو ... نشوة غريبة احتلت كيانها و أخذت تُداعب روحها برقة ... حتى انها مع كل محاولتها لم تستطيع ان تمنع نظراتها المتسللة نحوه و هو يسير معها ... لم تستطيع ان تمنع التنهيدة العميقة التى بعثرت بها ضيق رئتيها اثر تسارع انفاسها ... لكن هذا التسارع عاد بشكل أعنف حينما استمعت لنبرات أردال و هم يتوقفوا بجانب سيارته

( اليوم لن يطول عملى بالشركة .. هل تريدي العودة معى كى تتجهزي من أجل الحفل ؟! )

بينما كانت هى تحرك رأسها بخفة تردد بشرود أمام نظراته

( لا اعلم ! )

عقد حاجبيه بعدم فهم بينما تساءل هو الآخر

( ما الذى لا تعلمينه نارفين ؟!! )

صدمة احتلت ملامحها للحظات .... فهى لم تكن تعلم انها أجابت على تساءلها الداخلي عن قدرة تحملها أمام هذا المخلوق قد خرج حقاً بنبرات مسموعة من بين شفتيها لتعود و تردد مع حركة رأسها المرتبكة

( أقصد أجل سوف يكون أفضل )

لحظات مرت عليها لتشعر بحلقها يجف و هى تلتقط نظرات محيطه العجيبة !! ..... نظرات تجعل روحها تأن رغم سحرها و هى تطالب به أكثر و أكثر.... تجعله يتملك كيانها بشكل أعنف فى كل مرة !

نظرات لم تستطيع الهروب من مرماها او السحر المنتشر من حولها سوى مع هذا الصوت الذى جعلها تجفل ... صوت نباح اعتادت عليه من قبل .... صوت ساعدها على الهروب من ارتجافها المتزايد و هى تهتف بسعادة صادقة حقاً نحو أردال

( ريتشارد !! )

ازدرد ريقه و هو يتابع ردت فعلها العفوية التى جعلت نبضاته تضرب بعنف داخله .. حرك راسه بخفه يريد ان يعود من ذلك الجنون الذى احتله ما الذى يحدث معه لقد تمادى كثيراً .... و قبل ان يردف بما كان يخطط باغته هذا التعبير الطفولى الذى احتل ملامحها و هى تردد برجاء تسلل مباشرة لأعماقه

( هل أستطيع ان أراه قليلاً ؟! )

حمحم أردال يجلى نبراته الهاربة من ثباتها و هو يجيبها بهدوء

( نارفين لقد قلت لكِ سابقاً انه شرس و قد يؤذيكِ )

ظل ذلك الرجاء يتقافز داخل سمائها بعنف لكنها حقاً لم تكن تدرك اثر تلك الكلمات التى ألقتها بعفوية على روحه حينما اردفت

( لكنك معى الأن .. لن يفعل لى شئ بوجودك ! )

و كم كان ذلك عجيب لقد أومأ لها بعجز مرعوب من هذا التأثير العجيب ... ما الذى يحدث حقاً لم يكن هكذا من قبل ... أخذت ملامحها تتسع بابتسامة مشرقة احتلت تفاصيل وجهها باكمله كما احتلت الخفقات المجنونه بصدره و هو يطالعها

ابتسمت نارفين و هى تتقدم بخطوات سريعة نحو ريتشارد تستمع الى صوت نباحه الذى اخذ يرتفع بشكل عنيف يدل على عدم قدرته على التقدم نحوهم اثر السلاسل التى تقيد حركته ... لكنها استمعت ايضاً لنبرات أردال القلقة و هو يردد

( نارفين انتظرى ! )

لم تستمع نارفين لكلماته القلقة و هى تتقدم أكثر حتى جثت أمام ريتشارد الذى هدأت حركته قليلاً .... انها لا تخشاه ابداً كما لم تخشى صاحبه .... لا تعلم ما هذا الرابط العجيب بينهم لكنها الأن أصبحت تُدرك هذا التشابه بعد كلمات بشرى معها !!

ريتشارد ليس شرس كما يراه الجميع كصاحبه تماماً .... ذلك الذى يتحصن بغلاف القسوة ... توقف أردال يتابع منظر نارفين التى تداعب رأس ريتشارد الذى اخذ يحرك ذيله و هو يتقافز بسعادة واضحة .... يتابع هذا المشهد الذى لم يستطيع ان يستوعبه بشكل كامل !!! .... كيف .. ما الذى تمتلكه هى ليستشعره ريتشارد حتى يتعامل معها بهذه الوداعة ؟!! ..... اجفل من تخبطه و هو يستمع الى ضحكتها التى صدحت فى الارجاء بشكل عجيب !!! ..... ليعود له الانشداه من جديد و هو يجد ريتشارد يلعق وجهها و يداعبها بحميمية مريبة .... لا يعلم تحديداً ما الذى اثاره أكثر هل صوت ضحكتها الذى يستمع لها للمرة الاولى ام تقارب ريتشارد منها بذلك الشكل ؟!

رآها تنهض بإشراق تردد نحوه بملامحها التى لاتزال تحمل الابتسامة الخاطفة للأنفاس من وجهت نظره

( شرس ؟!! ... لماذا تقولون هذا عنه !! .... انه لطيف للغاية !! )

هل تهرب الحروف منه ! .... هل يحدث معه حقاً ؟! ..... عقد حاجبيه و هو يدرك انه عاجز عن إجابة تساءلها لكنها عادت لتكمل كلماتها التى تلقيها عليه كتعويذة

( انه يشبهك اتعلَّم ذلك ؟! )

ازداد انعقاد ملامحه أكثر و نبراته تصدح اخيراً بخفوت و هو يتساءل بفضول

( كيف هذا ؟! )

لحظات تحدثت بها النظرات .... مزيج ساحر هذا الذى يشع من سمائها و هى تطل على محيطه بتناغم خلاب لكن هذا التواصل العجيب انقطع و هى تشعر بجسدها يختل توازنه اثر قفزة ريتشارد نحوها حتى يحصل على انتباهها الذى تركز على أردال ... لم تشعر بتلك اللحظة سوى بذراعه التى حاوطتها لتحميها من التعثر بينما تحدث بقلق

( احذري )

تشعر بهذا الشعور الذى يرافق دائماً احتواءه لها بين ذراعيه .... شعور مشبع لروحها لكنه مربك لكيانها بذات الوقت !

وضعت نارفين كفها على كفه بحركة تلقائية تستند عليه .... لكنها شعرت بارتجاف أناملها الباردة و هى تتشبع من دفئه ! لكن لحظة فقط شعرت بها ببرودة معدن يبرز حول بنصره !

بروده جعلت جسدها يرتعد و نظراتها تنزلق ببطء ينافى تسارع خفقاتها نحو أنامله لتلجم الصدمه كيانها و هى ترى الحلقة تطوق بنصره حقاً !!! ..... و عقلها يتوقف بادراك انه ارتدى الخاتم الخاص بها ... بل الخاص بهم !!

ابتلعت ريقها بارتجاف و هى ترفع رأسها ترفرف بجفونها نحو مقلتيه ... و قلبها لا يحتمل المزيد ... حتى لا يحتمل السؤال عن السبب .... و دون ان تحسب شئ اخرجت حروفها بخفوت تجيب تساءله و هى تطالع تفاحة آدم خصته التى تتحرك باضطراب كحال نبضاتها التى تبعثرت بعنف .... لكنها هربت من ذلك الارتجاف ..... من التشوش الذى غزى كيانها لتعود لتتساءل دون ان تعلق على تلك الحلقة التى جعلت أحشاءها تتقلص

( الجميع يُسيئ فهمه ! .... مثلك ! )

ابتلع أردال ريقه هو الآخر بينما اخذ يبعدها عنه برفق .... يبعدها و هو يرفض هذا التقارب ... بل يرفض الضعف الذى أصبح يشعر به نحوها بينما كان يعى معنى كلماتها و يعى إدراكها عن أمر الحلقة الذى شعر بأناملها تتلمسها بارتجاف منذ قليل ..... و مع ادراكه الى ذلك و ذاك ادرك ايضاً انه يهرب و هو يردد متجاهلاً ضيق صدره الذى كاد ان ينفجر

( هل نذهب ؟! )

***
يتبع...


رحمة غنيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
كاتبة بقصص من وحى الاعضاء