عرض مشاركة واحدة
قديم 31-10-20, 09:26 PM   #307

رحمة غنيم

? العضوٌ??? » 475679
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 431
?  نُقآطِيْ » رحمة غنيم is on a distinguished road
افتراضي

دلفت نارفين تجلس خلف مكتبها بخفقات متسارعة لاتزال تشعر بقشعريرة تداعب أعماقها و صورة تلك الحلقة المعدنية تقفز أمام مقلتيها بين الفنية و الاخرى

تنهدت بعمق و هى تغمض مقلتيها تعود بذاكرتها الى تلك المشاهد الصباحية التى جمعتها معه .... ابتسمت برضا تشعر بروحها تهفو نحوه ... لقد جنت بالتأكيد !! ..... اجفلت بعنف على نبرات طارق المشاغبة الذى اخذ يرددها و هو منبهر من هذا التغير العجيب بحالها ... و ملامحها !!

( لقد اعتقدت أنكِ لن تأتين اليوم ... ما هذا التاخير ايتها السيدة الصغيرة ؟! )

رفعت أحد جفونها بحركة مشاغبة هى الاخرى تبتسم باشرق بينما تردف بحرج

( فى الحقيقة اعتذر حقاً ... لكننى كما تعلم اتيت مع أردال اليوم ! )

مط طارق شفتيه بصدمه و هو يردف بانشداه مصعوق

( حقاً نارفين !! ... اى تقولين أننى اتيت مع المدير لذلك لا يحق لك ؟! )

شهقت نارفين بصدمة لتهم بالحديث لكن تعبيرات طارق جعلتها تدرك فخه الذى تأكد لها و هو يقول

( لقد كنت امزح معك اهدئي )

ابتسمت نارفين و هى تخفض نظراتها نحو لوحة المفاتيح الخاصة بالحاسوب و التى زادت من ابتسامتها و هى تتذكر هدية أردال لها تشرد بلا وعى منها !! .... حك طارق اسفل عنقه و هو يتابع حالتها العجيبة لقد كانت تبدو باهته تماماً أمس ما الذى حدث معها لتتحول هكذا ... بل ما الذى حدث مع أردال جعلها تبدو بتلك البلاهة المشرقة الأن ؟!

انسحب طارق بهدوء من أمامها يعلم جيداً أين سوف يعثر على إجابة تساءله .... و حماسته تتضاعف عن حالة أردال فى هذه اللحظات !

***

طرق طارق بخفه على باب المكتب قبل ان يتقدم بهدوء نحو الداخل .... ليعقد حاجبيه و هو يطالع ملامح أردال الشاردة !! و فضوله يزداد حول ما حدث .... تنحنح طارق بصوت مسموع اجفله على اثره ليردّد

( طارق أنت هنا ؟! )

تقدم طارق ليجلس على أحد المقاعد المقابلة للمكتب و هو يقول بايحاء واضح

( أجل أنا هنا لكن أين أنت تحديداً ؟!! )

حرك أردال رأسه بتيه تعجب له طارق و هو يضيف بنبرات مرهقة

( لا أعلم أين تحديداً ! .... للمرة الاولى لا أعلم أين أنا !!! )

ابتسم طارق و هو يستمع الى تنهيدة أردال المشتتة يراه و هو يهرب نحو الأوراق الملقاة على مكتبه ... يعلم ذلك الشعور الذى يراوده عن كونه افلت الحروف من بين شفتيه دون قصد ... كم يزعجه حقاً !! ... انه يلقى كل شئ بداخله بشكل مزعج .... ارتفع حاجبى طارق بصدمه و هو يلتقط بريق الحلقة المعدنية بكف أردال !

صدمة تداركها و ابتسامته تتسع بسعادة ... ان صديقه يعود للحياة من جديد ..... سحب طارق انفاسه قبل ان يردد كلماته التى جعلت كف أردال تتوقف عن الحراك

( أنت بالعمق تحديداً يا صديقى .... فحينما لا تعلم أين تضع أقدامك .... هكذا تكون أصبحت بالعمق .... لذلك .... اترك نفسك للطيار ... لا تقاومه ... حتى لا تلقيك الأمواج لحيث لا تريد ! )

نهض طارق بهدوء بعد ان انهى كلماته تاركاً خلفه أردال يتخبط بشكل عنيف .... لا يريد ان يستسلم لتلك الكلمات ... من المستحيل ان تنطبق معانيها عليه .... لا .... لا بد ان هناك شئ خطئ !!!! .... هذا التشوش حتماً لا يعنى ابداً اى شئ !!

***

تنهد أردال بعد عدة ساعات و هو يلقى أحد الأقلام بضجر من بين أنامله .... يحك رأسه بعنف و هو يطالع هذا العرض الذى قام بتهجيزه للمناقصة الخاصة منتجع بالمز !!

يشعر بالرضا نحوه لكنه يشعر ان هناك شئ غريب يشعره بالقلق !!! ... لا يعلم لماذا قام بالمشاركة بهذه المناقصة و هو يعلم جيداً انها تخص شركة تاليا كم أراد ان يبتعد عن كل شئ يخصها ... لكنه يعلم جيداً انه شارك من أجل تلك الفرصة التى سوف توفرها هذه الشركة لشركته بالخارج لكنه يشعر بشئ غير مريح يسرى بداخله شئ يجعل خفقاته تتقافز و صوره نارفين تظهر أمامه مع هذا القلق !!

ضغط أردال على مقدمة رأسه بعنف ينفض الأفكار من عقله المشوش .... بينما اخذ يلملم الأوراق حتى يلقى عليها النظرة الاخيرة للمرة التى لا يعرف عددها !! فهو يعلم جيداً انه يجب ان يربح هذه المناقصة و يعلم جداً انه سوف ينافس أكبر شركات البلد ... لكن تلك الطرقات التى اخذت تنبعث من خلف باب مكتبه جعلته يرفع انظاره عن هذه الأوراق من جديد و هو يردد بعمليه

( تفضل )

لحظات من الصمت مرت باضطراب عجيب عليه و هو يطالع هيئة آسر التى قابلته !!

صمت عجيب جلب اختناق مرعب الى رئتيه و قد زاد هذا الاختناق بعنف و هو يستمع الى نبرات آسر الذى تقدم منه بهدوء

( أردال هل أستطيع ان اتحدث معك قليلاً ؟! )

أومأ أردال راسه بثبات ليعود آسر ليتحدث من جديد

( لم نتحدث منذ فترة ! )

أبتلع أردال ريقه ليشعر بطعم مر صدئ يسرى بعروقه لكنه ارتدى ذلك القناع الثلجي و هو يردف بنفور متعجب

( حقاً !! ... كنت أظن أنك لن تتحدث معى مجدداً ... فأنت من كان يهرب من الحديث و ليس أنا ! )

زفر أردال انفاسه بتعب حاول إخفاءه ... ما الذى يحدث معه ... لماذا يشعر بذلك التوتر العجيب نحو آسر و ما سوف يقوله .... لماذا يشعر ان قدومه اليوم ليس سوى إنذار لعقله و أحاسيسه المشتتة !!

طأطأ آسر راسه يرسم الالم على ملامحه و هو يردف بنبرات خافته

( أعتذر أردال .... لقد .... لقد كنت اخشى النظر بوجهك .... و أنا اعى ما فعلته من أجلى .... بينما أنا ماذا فعلت ... كما قلت هربت .... لكننى لم اكن اهرب منك أردال ... لقد كنت اهرب من ضعفى و قلة حيلتي !! .... فأنا يجب اشكرك لما فعلته من أجلى طيله حياتى !! )

رفع آسر رأسه بهدوء حذر يريد ان يرى ردت فعل أردال على كلماته و كما توقع فقد طالع ملامح أردال الشاردة بالم غريب ! ... فقد كان أردال يشعر بوخز مؤلم يتسلل الى جانبات صدره ... وخز جعله يغمض مقلتيه بأسى و تشوشه يزداد بل يتضاعف بطنين مزعج ... لتخرج نبراته اخيراً مشوشة رغم تلك السيطرة الواهية التى حاول فرضها على نفسه و هو يتساءل

( ماذا تقول آسر ! ... أنا لا أريد ان تشكرني ... أنا حقاً فعلت كل شئ من اجلك ... لكن ذلك كان فى بداية الأمر !! )

حبس آسر أنفاسه و هو يدرك الى اى مدى غضبه يتصاعد لكنه تساءل بعدم فهم مصتنع

( ماذا تقصد أردال ؟! )

رفع أردال رأسه ببعض الحدة و شعوره بآلام يعصف بأعصابه

( لقد فعلت من أجل ذلك الطفل و من أجل ... اجلها ايضاً .... فأنت لم تستطيع حمايتها بل لم تحاول حتى ! )

اغمض آسر مقلتيه بعنف يحاول رسم البرود الذى لا يمت بصله الى النبرات التى تأكل داخله و هذا المشهد الذى رَآه يعود ليقفز داخل عقله ... لكنه تحايل على هذا الغضب و هو يفتح مقلتيه التى تفاجأ أردال بلمعانها الغريب .... ذلك اللمعان الذى اشعل صدره بحرقه قاتله و هو يستمع الى نبرات آسر الواثقة

( لا أردال لقد انتهى ذلك الوقت .... أنا ... أنا سوف احميها منذ اليوم .... لن احتاج لان تفعل هذا بدلاً عنى يا أخى !! )

شدد آسر على اخر كلماته ليصمت بعدها بترقب بينما أخذ يضيف و هو يبتسم و نظراته المتقنة برجاء تخترق محيط أردال الغامض بظلام عاصف

( سوف أواجه ابي اليوم ... لقد قررت أردال .... سوف انفصل عن ميرال .... لن احتمل أكثر من هذا .... أنا لا أستطيع ان اكمل حياتى دون نارفين ... أنا ... لا أستطيع ان انظر بعينيها ان أواجهها !! .... نظراتها الصافية من هذا الالم الذى زرعته انا بها .. أريد ان تعود اليها )

طنين مرعب .... كاد ان يفتك برأس أردال و هو يستمع الى تلك الكلمات المسممة التى شعر بها تنغرس بقسوة داخل قلبه .... سكاكين باردة تنشر البرودة بعروقه المشتعلة !!

حاول التحكم بأنفاسه المخنوقة التى كادت ان تفجر رئتيه و هو يتساءل بخفوت متحجرش

( لماذا تخبرنى بذلك آسر ؟!! )

رفع آسر حاجبيه بتعجب و هو يردف

( ماذا تقول أردال ..... أنت اخى الذى فعل كل شئ من أجل حماية حبيبتى .... يجب ان اخبرك بذلك أعلم أنك تريد ان تتخلص من هذا الأمر الذى القيته على عاتقك ...... أنا مثلك تماماً... كم أتوق لانهى هذا الأمر لم اعد احتمل ... سوف افعل اى شئ لأعود لها من جديد )

نهض آسر من على المقعد الذى شرع ليجلس عليه و هو يلقى حروفه الدامية يردف

( كم اود ان أراها الأن لكن لا لن أفعل قبل ان اتفق مع عمك اليوم ..... شكراً لك أردال سوف أغادر الأن اراك فى الحفل مساءاً أخى ! )

التفت آسر ليغادر و ابتسامة نصر حاقدة ترتسم على شفتيه بعد ان راى ملامح أردال المظلمة بغموض يعلم جيداً انه نجح ... يعلم جيداً انه استعمل وتر لا يستطيع أردال تخطيه ... تمتم بعد ان غادر الغرفة بملامح متجهمة

" سوف انجح بمفردى تاليا ... فأنا أعلم أنكِ لن تترددي بالتخلص منها ان علمت الحقيقة ... لن احتاج لمساعدتك ... لن احتاج لمساعدة أحد منذ الأن"

اظلمت ملامحه بعنف و قست تعبيره بعد ان صمت للحظات قبل ان يعود ليكمل و ابتسامة هازئة ترتسم على صفح وجهه

" لقد وضعت خاتمها أردال ... كيف استطعت ان تفعل بى هذا يا أخى ؟! "


نهاية الفصل الرابع عشر.....❤

يارب تكون الأحداث عجبتكم 😍


رحمة غنيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
كاتبة بقصص من وحى الاعضاء