عرض مشاركة واحدة
قديم 01-11-20, 05:50 PM   #119

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




Part 43 *

" الكذب لا يُخفي الحقيقه ! إنما يؤجل إنكشافها "
- ألدوس هكسلي -






لم يدم فقدانه لوعيه سوى دقائق قليله فقد إستيقظ بعدها تدريجياً بسبب الألم الكبير الذي يشعر به ..
أمسك بمؤخرة رأسه جالساً وهو يُحاول إستيعاب ما حدث ..
رفع رأسه ونظره شبه مشوش إلا أنه لاحظ رجل ضخم الجثه يقف أمامه مُباشرةً ..
أغمض عينيه وفتحها مراراً وتكراراً كي يستعيد الرؤيه وهو يسمع هذا الرجل يقول لشخص ما: لقد إستيقظ ..
سمع صوتٌ هادئ يقول: مرحباً آندرو ..
وقف آندرو وهو يترنح قليلاً ونظر بإتجاه الصوت ليجد رجلاً يجلس بهدوء على أريكة منفرده ويقف بجانبه رجل آخر ..
نظر إليه والى الرجل بجانبه ثم نظر الى الضخم القريب منه وهو لا يفهم ماذا يفعل هؤلاء في منزله ..
شد على أسنانه عندما زاد الألم في رأسه ونظر الى الرجل الجالس يقول: ماذا تفعل هُنا وكيف دخلت ؟!
إبتسم الرجل والذي لم يكن سوى باتريك نفسه وقال: ألقيتُ التحيه لذا من الأدب ردُّها ..
آندرو: بل من الأدب عدم دخول بيوت الناس من دون إذنهم !
باتريك: حسناً دخلنا وإنتهى الأمر ، لا جدوى من البُكاء على الماء المسكوب ، دعنا نُدردش ..
نظر آندرو إليه لفتره ومن هيئة من هم حوله أيقن بأنهم يتبعون لمنظمة ليس إلا ..
المنظمة الشريره الوحيدة التي تبادرت الى رأسه هي مُنظمة قتلة والده لا غير ..
ظهر بعض الحقد في عينيه يقول: كيف لكم أن تكونوا وقحين حتى تظهروا أوجهكم أمامي بعد مافعلتموه بوالدي ؟
إبتسم باتريك وقال: أُهنئك على ذكائك ، ضننتُ بأن نصف دردشتنا ستضيع في إخبارك عمن نكون ..
حاول آندرو كبت أعصابه وهو لا يعلم حتى ما سبب زيارتهم له بهذه الطريقة المُستفزه ..
هل من المُمكن أنّ أخاه ثيو قد تمادى معهم وهم الآن ينتقمون منه عن طريق أخاه الأصغر !
أشار له باتريك بمقعد أمامه يقول: إجلس ..
أدخل آندرو يده في جيب معطفه يقول: سأتصل بأمن المبنى لكي ...
عقد حواجبه وتوقف عن الحديث وهو يبحث عن هاتفه فقال باتريك: لا جدوى فلقد أخذناه ..
إلتفت آندرو حتى يتجه الى الباب ويطلب الأمن فسد عليه الرجل الضخم الطريق فقال آندرو بهدوء يُحاول ضبط أعصابه فيه: إبتعد ..
الرجل: لم نأتي سوى للحديث ، من الوقاحة الذهاب ..
آندرو: بل الوقاحة دخول المنزل بدون إذن !
باتريك: يا إلهي يبدو بأن دخولنا بدون إذن أكثر ما أغضبك هُنا ..
شد آندرو على أسنانه وإلتفت إليه يقول: بل وجودكم بحد ذاته هو المُستفز !
إبتسم باتريك يقول: ‏لما تكرهنا إلى هذا الحد ! فلستُ أنا من انهى حياة والدك بتلك الوحشيه ؟
جُنّ جنون آندرو وتقدم بهجوم كي يسكته ولكن الرجل الضخم أمسك به فتصنع باتريك الدهشه يقول: اوه ‏آسف آسف لم أتوقع أن تغضب هكذا !
سحب آندرو نفسه من الضخم يقول: أتركني !!
تركه ليتقدم آندرو خطوة من باتريك مُكملاً: حذاري أن تتمادى بالكلام مرة أُخرى !
باتريك: وإن فعلت ؟
آندرو بحده: لن آبه بإتفاق أخي معكم وسأدفنُك هنا !
باتريك: وكأن هذا الإتفاق ما زال جارياً بعدما فعلتموه ؟
عقد آندرو حاجبه يقول: لم يُخل أخي بشيء !! بل يبدو وكأنكم أنتم من تماديتم بمجيئكم إليّ هكذا !
باتريك: عجباً أهذا صحيح ؟
إنزعج آندرو من سخريته هذه وعندما فتح فمه ليتحدث قال باتريك: لا تصطنع الغباء يا آندرو ، فأنا أعلم عن خطتكم التي شارككم ريكس بها ..
آندرو بإستنكار: عن ماذا تتفوه أنت ؟!! وما شأن ريكس بأمرنا ؟
إبتسم باتريك بسخريه ولم يُعلق فعندما لم يجد آندرو إجابةً قال: هل لي أن أعرف سبب زيارتك الغير مُرحّبٌ بها ؟!
باتريك: إذا تصنعت الغباء فلا مجال أمامي سوى إنتظار ريكس ..
آندرو بدهشه: مجدداً !! وما شأنه حتى تذكره في كل مره ؟!!!
إنزعج وتقدم خطوةً أُخرى يُكمل بتهديد: مُشكلتكم مع عائلتي فإياكم أن تُدخلوا ريكس فيها !
رفع باتريك إحدى حاجبيه ونظر الى الرجل الذي يقف بجانبه فإنحنى الرجل وهمس بإذنه: ربما فهمنا الأمر خطئاً ألا تضن ذلك ؟
باتريك ببرود: أو ربما هو مُمثل بارع ..
الرجل: ولكن فكر بالأمر ، ثيو تنازل عن الكثير مُقابل ألا نلمس عائلته ، لا يُعقل أن يستخدم أخاه بخططه صحيح ؟
باتريك: من المُمكن أن آندرو خطط لهذا دون الرجوع إليه ..
الرجل: حسناً ، معك حق هذا مُمكن ..
عاود باتريك النظر الى آندرو بتفكير قبل أن يقول: أتسائل ، من منكما يستعمل الآخر في خططه ؟
مجدداً لم يفهم آندرو ما يرمي إليه بجمله الغامضة هذه فقال: هل أتيت لتُدردش في أمور لا تعنيني ؟ إن لم يكن لديك ما يُقال فغادر حالاً ..
باتريك: أنت من يجعل دردشتنا دون فائدة بكذبك المُستمر ..
ظهر الإستنكار على وجه آندرو فوقف باتريك وإتجه الى مكتبةٍ أنيقة موجوده بالصاله وهو يقول: آندرو أنا أكره العنف لذا لما لا تجعلنا نُنهي حديثنا بسلام ؟
وأمسك بعدها برواية وهو يُكمل: أتُحب قراءة الروايات ؟
آندرو: لا تلمس شيئاً لا يخُصك !
إلتفت باتريك الى جهته وهو يتصفح الكتاب قائلاً: حسناً ، سأُعيد عليك السؤال بصيغة أُخرى ، أنت وريكس ، من منكما يستعمل الآخر للإطاحة بنا ؟
آندرو: وما شأن ريكس لتتحدث عنه ؟
إبتسم باتريك يقول: لابد من أنه يسعى للإنتقام هو أيضاً فمؤخراً علمتُ عن ما حدث لوالدته ، ربما تم ضمه بنية طيبه وريكس بالمُقابل يُريد الإنتقام ليس إلا .. فإذاً ما نوع علاقتكما ؟ هل تقرّب أحدكما للآخر من أجل مصالحه ؟
غطت ملامح الإستنكار على وجهه تماماً وهو يقول: عن ماذا تتحدث ؟
نظر باتريك إليه لفتره وهُنا تأكد بأن آندرو لا شأن له بشيء فردات فعله واقعيه للغايه ..
إلتفت مُعيداً الكتاب قبل أن تظهر على شفتيه إبتسامة خبيثه ..
إلتفت على آندرو يقول: أوه إذاً ريكس تقرّب منك لأجل جمع المعلومات التي يملكها أخاك بشأننا ..
عقد آندرو حاجبه فقال باتريك: لما ألا تعلم ؟ ريكس عضو فعّال وجيد من منضمتنا التي تكرهها أكثر من أي شيء آخر ..
إتسعت عينا آندرو بصدمه يقول: ماذا تقول أنت ؟
باتريك: كلامي كان واضحاً ألم تفهمه ؟ حسناً بصيغةٍ أُخرى صديقك ريكس كلباً وفياً لقتلة والدك ..
تقدم منه وهو يُكمل بهدوء: فهو يعمل بطاعة تامه تحت إمرة البروفيسور الذي أمر بإنهاء حياة والدك والآن بكُل برود يتقرب منك كي تُخبره بتحركات أخاك وخططه ..
جُنّ جنون آندرو وأمسكه من ياقة قميصه يقول بغضب: كف عن التفوه بالهُراء !!!
أمسكه الرجل الضخم وأبعده عن باتريك بِكُل عنف ليسقط جسده بين الأريكة بعدما كسر الطاولة الصغيره التي تنتصفها ..
شد آندرو على أسنانه بألم فتقدم الرجل وإنحنى ليُمسكه من قميصه ويُعطيه لكمة قوية في وجهه وهو يقول: حتى تتعلم المرة القادمه ألا تلمسه لمسةً واحده ..
لم يهتم آندرو بهذا التهديد ولم يهتم بالآلام التي تنتشر بجسده بل دفع الرجل بعيداً عنه وهو بالكاد يقف متقدماً من باتريك يقول: مالذي ستستفيده من هذا ؟!! لما تكذب في مثل هذه الأمور التي ....
قاطعه باتريك ببرود: لا تُحاول إنكار الواقع فأنت تعلم بأني لن أستفيد من الكذب شيئاً ..
صرخ في وجهه: كاذب !!!
باتريك: أعلم بأنه من الصعب تقبل حقيقة كون صديقك خائن ويستغلك طوال الوقت ..
شده آندرو من ياقته بكُل عنف يقول: توقف عن قول الهُراء فأنا يستحيل أن أُصدقك !!
باتريك ببرود: لا أضُنك غبياً لدرجة أنك لم تُلاحظ مطلقاً أي تصرف غريب منه ..
فتح آندرو فمه ليُسكته لكنه لم يستطع أن ينطق بشيء فإبتسم باتريك يقول: كُل شيء غريب حوله ، أتسائل لما لم تشك بهذا ولا لمرةٍ واحده ؟ خصومه يتم تصفيتهم إما بالقتل أو بسقوط أعمالهم الى وحل الإفلاس ، لم يُنافس ريكس أي أحد إلا وتضرر آخرهم فابريان ألا تتذكره ؟ الذي وُجِد مقتولاً في كراجٍ مهجور ، ماذا بشأن كارلوس ؟ هل سمعت عنه شيئاً مؤخراً ؟ لقد أفلست شركته تماماً ومن برايك فعل هذا ؟ .. كُل شيء واضح ولكنك كُنتَ أعمى ، لقد أعماك جيداً يا آندرو ، أرثى لحال والدُك فهو أنجب طفل يُخدع بسهوله من قِبل أعداءه ..
هز آندرو رأسه بعدم تصديق من كُل ما سمعه الآن !

***

‏1:33 pm


موقع جغرافي دون أي كلمة أُخرى
هذه كانت مُحتوى الرسالة التي أتت على هاتف ريكس مرسلة من باتريك ..
لابد من أنه يطلب لقاؤه مرة أُخرى ، ألم يمل حتى الآن ؟
تجاهل الرسالة وقرر عدم الذهاب إليه بسرعه كما حدث يوم أمس ..
لن يضيره الإنتظار قليلاً فلديه الآن ماهو أهم ..

دخل الى قصر والده ناظراً في الأرجاء ليجد آلبرت يجلس بهدوء على أحد الكراسي الخارجيه بالحديقه وأمامه كوبا عصير برتقال ..
رغم أنها الظهيره إلا أن أشعة الشمس مختفيه ونسمات الهواء البارده هي ما تُداعب أجسادهم وكأنهم لا يزالون في ساعات الفجر الأولى ..
تقدم منه وجلس في الكرسي المُقابل يقول: أتمنى ألا يكون موضوع إستيلا نفسه ؟
إبتسم آلبرت يقول: كلا ، طلبتُ رؤيتك لسببٍ آخر ..
أشار الى كوب العصير الذي أمامه يطلب منه رشف القليل منه فتنهد ريكس وهو لا يُفضل البرتقال بتاتاً ..
إنه يعرف هذا منذ أن كانوا أطفالاً فلما يُقدمه له ؟
تجاهل هذا وأخذ الكأس يشرب قليلاً منه فقال آلبرت: ولكن سؤالك شدني ، ماذا تقصد بموضوع إستيلا ؟ أعني إن كان يخص إستيلا فلما قد أستدعيك أنت لأُحدثك عنه ؟
ريكس: إسألها هي ، على أية حال ماذا أردت مني ؟
آلبرت: ولما أنت مُستعجل ؟ نحن لم نجلس مع بعضنا هكذا منذ فترة طويله ، دعنا نُدردش قليلاً ..
ريكس: في وقت آخر فأنا على موعد مع أحدهم ..
نظر آلبرت إليه لفتره بعدها قال: حسناً ، أُريد التحدث معك بخصوص تلكم الأوراق التي تُدينك ..
رفع ريكس حاجبه يقول: تحدثنا بخصوصها سابقاً ..
آلبرت: أعلم ، ولكن الآن أُحدثك بعدما عرفتُ من أرسلها إلي ..
إسترخى ريكس في مقعده يقول: أوه حقاً ؟ ومن كان ؟
آلبرت: لا يبدو عليك وكأنك ستتقطع شوقاً من أجل معرفة من يكون ..
ريكس: لا بأس أخبرني ، فأنا أملك الفضول لمعرفة من يكون ..
ضاقت عينا آلبرت يقول: كُف عن السُخريه !
ريكس: أنا لا أسخر فبالفعل أملك فضولاً لمعرفة من الذي تقصده ..
آلبرت: لما ؟ ألهذه الدرجة تُشكك في قدرتي على معرفته ؟
صمت ريكس ولم يُجيبه فأكمل آلبرت: إنه أنت ، أنت من أرسلها لي ..
شبح إبتسامة غريبه إرتسمت على شفتيه يقول: ولما قد أُرسل ما يُدينني إليك ؟
آلبرت: هذا السؤال الذي أُريدك أن تُجيبني عليه !
ريكس ببرود: إن كان لا يُمكنك إيجاد سبب فهذا يدل على أن تخمينك خاطئ يا شيرلوك ، لا تستدعيني مُجدداً لتطرح إستنتاجاتك علي ..
عقد آلبرت حاجبه يقول بإستنكار: لا أفهم سبب إنكارك هذا ! أتضنني قُلتها هكذا دون أن أملك دليلاً ؟ لما تكذب ؟ ولما تُرسلها لي ؟ لما كُل تصرفاتك غريبه وغير منطقيه ؟ ما الذي تهدف إليه من كُل هذا !
ريكس: ولما قد يُهمك الأمر ؟
آلبرت: لأنك أدخلتني بمخططاتك الغريبه لذا يجب عليك أن تشرحها لي ..
وقف ريكس يقول: إن كُنتَ مُصراً على كوني من أرسلها لك فوالدي موجود ، إذهب وإعرض عليه الملفات فهذه فرصتك كي يتوقف والدي عن جعلي وريث أعماله .. أو قم وأنشرها للعامه كي يتوقف الآخرين عن التعامل مع مُخادع مثلي ..
مشي قليلاً ليبتعد فوقف آلبرت يقول: لما تضع حياتك في يدي أنا ؟
تجاهله ريكس وغادر دون أن يقول كلمة واحده ..
جلس آلبرت ينظر الى كأس ريكس الشبه مملؤ وهو بحق سيُجن منه !!
هو واثق تمام الثقة من أنه المُرسل ولكن لا يُمكنه فهم سبب تصرفه هذا !!!
ماذا يريد ؟ ما الذي يهدف إليه ؟!!!
ولما يجمع كُل ما يُدينه ويُعطيني إياه !
ما سبب فعلته هذه ؟ وما الذي ينتظره في المُقابل ؟!!!
لا يُمكنه إيجاد أي سبب لذلك ..
ولا حتى سبب واحد !!

***

بعد خمسة عشر دقيقة تقريباً أوقف ريكس سيارته أمام المبنى الذي يسكنه آندرو ونزل من السياره عاقداً حاجبيه ..
نظر مُجدداً الى الموقع الجُغرافي فوجد أنها بالفعل توصل الى هُنا ..
إتسعت عيناه بصدمه وأسرع بعدها الى الداخل صاعداً الدرج بخطوات واسعه حتى وصل الى الدور المقصود وحاول فتح الباب ..
شد على أسنانه وطرقه مراراً وتكراراً حتى فتح له الرجل الضخم الباب وإبتسم بعدها ..
صُدم ريكس من رؤيته ودفعه عنه وهو يدخل الى الداخل ليتوقف فوراً حالما وجد جسد آندرو ملقياً على الأرض دون حِراك ويبدو وكأنه ضُرب حتى فقد الوعي ..
إرتجفت قدمه للحضه قبل أن يتقدم ويجلس محركاً إياه وهو يُنادي عليه ولكن من دون أي مُجيب ..
شد على أسنانه قبل أن يرفع نظره الى باتريك الذي كان يُراقبه بهدوء تام ..
وقف وتقدم منه حتى وقف على بُعد مسافةٍ قصيرة منه ..
ريكس وهو يضغط على كلماته: ما الذي تهدف إليه ؟!!! ألم أُخبرك بأنك مُخطئ بتوقعاتك السخيفة هذه !! لما تُهاجمه !! ما شأنه هو ؟!!
باتريك بهدوء: إعترف بهدفك من دخول المنظمه وحينها صدقني لن نفعل أي شيء مرةً أُخرى ..
إتسعت عينا ريكس بغضب يقول: أخبرتُك بأن لا هدف لي وإذهب إسأل البروفيسور بنفسك إن كُنتَ تشك بشيء فهو من أدخلني بنفسه الى هُنا !!
ضاقت عينا باتريك فلقد كان يضن بأن دارسي من أدخله وليس البروفيسور بنفسه !!
لما قد يفعل البروفيسور هذا وهو أكثر من تضرر من تلك المرأة الروسيه ؟!!!
وجد نفسه صامتاً تماماً لا يقدر على قول أي شيء فلما طال صمته قال ريكس: كان عليك ألا تظهر بمظهر الغبي أمامي وتتوقف عن النبش عن أمور لا تخُصك !
ضاقت عيناه وأكمل بعدها بتهديد: خسرتُ الكثير بحياتي لذا قطعاً لن أُسامح من يتسبب بإيذاء أي قريب لي فهمتني يا باتريك !
إبتسم باتريك بهدوء بعدها وقف وتجاوز ريكس وهو يقول: هذا إن بقي بجانبك بعد الآن ..
إتسعت عينا ريكس بصدمه وإلتفت مُمسكاً بكتف باتريك يقول: ماذا قُلتَ له ؟!!!!
أبعد باتريك يد ريكس عن كتفه وهو يقول: الحقيقه ..
وبعدها غادر تحت أنظار ريكس المصدومة للغايه !
ثوانٍ بعد خروجهم حتى رمى بجسده على الأريكة التي بجانبه ينظر الى الأرض بعينين جاحضتين تماماً ..
أغمضهما وتكأ برأسه على يديه وهو لا يُصدق ما حدث فآخر ما كان يتمنى حصوله هو هذا ..
ماذا يفعل ؟ كيف سيشرح له الأمر بعدما كذب عليه طوال هذه المده ؟
وهل سيستمع إليه أصلاً ؟!
كم كان غبياً عندما كان يضن بأنه سيُخفي الأمر حتى ينتهي كُل شيء ويموت بعدها بهدوء ..
أخذ نفساً عميقاً بعدها رفع رأسه ونظر الى آندرو لفتره ..
وقف وتقدم منه ورفعه قليلاً وبالكاد إستطاع حمله حتى السرير بداخل غرفته ..
جلس أرضاً وهو مُتعب ثُم بدأ يُفكر بخطوته القادمه ..
فعلى الرغم من أنه قلق بشأنه إلا أنه لا يُريد منه أن يستيقظ وهو موجود ..
لا يمكنه رؤية وجهه بعد الآن ..
سُحقاً لباتريك !!

***

2:46 pm
Paris


تنهد كلود ونظر خلفه حيث كانت تقف كلير فقال: هل ستفقين خلفي طوال الوقت ؟
كلير ببرود: ألن تدخل لتطمئن على صديقك ؟
هز كتفه بقلة حيله قبل أن يمد يده يوفتح الغرفة التي يرقد فيها صديقه بهذا المشفى الكبير ..
دخل فتبعته كلير بهدوء وهي تنظر الى سرير جاكي بقلق كبير..
فتح جاكي عينيه عندما أحس بدخول أحدهم فإبتسم له كلود يقول: مرحباً كيف حالُك الآن ؟
جلس جاكي بالكاد وهو يقول بصوت مُتعب: أحسن بكثير ..
إختفت إبتسامته حينما لاحظ كلير فأبعد نظره عنها ناظراً الى ما يحمله كلود بيده وقال: شوكولا !! إنه لا يُناسبك هههههههه ..
كشر كلود في وجهه ووضع الشوكولا على الطاولة المجاوره يقول: لقد إشتريتُها بثمن باهض إن كُنتَ لا تدري ..
جاكي: ههههههههه حسناً شُكراً شُكراً لكرمك ..
تجاهل كلود ذلك ونظر الى رجل جاكي التي يلفها الضماد بكثره وقال: متى سيُمكنك المشي عليها ؟
جاكي: قال لي الطبيب أن الأمر بسيط ومن الجيد أن الرصاصه مرت دون أن تقطع الأوتار أو تؤذي العظام ، حسناً ربما بعد شهر تقريباً ..
كلود: هذا جيد ! وماذا بخصوص الكليه ؟
أشار جاكي الى الخلف يقول: إمتحاناتُنا إقتربت لذا لا خيار أمامي سوى حظورها بالعكاز كما ترى ..
نظر كلود الى العكاز قبل أن يُعاود النظر الى جاكي يقول: سيكون مُتعباً ..
جاكي: حسناً سأتحمل ، لا أملك خياراً آخر ..
تنهد كلود وقال: سحقاً لهم ، ليتني لحقتُ بك عندما خرجت ..
جاكي: كف عن لوم نفسك ، أخبرتُك هذا الصباح بأنه لا ذنب لك ..
كلير بهمس: آسفه ..
تجاهلها قائلاً لكلود: هل إستجوبتك الشرطه ؟
كلود: أجل ، بعد خروجي من عندك صباحاً أمسكت بي وطرحت العديد من الاسئله ، بالكاد تملصتُ منهم للحاق بآخر مُحاظراتي لهذا اليوم على الأقل ..
جاكي: ما كان عليك إنتظارهم حتى يُنهوا علاجي !! محاضراتك أهم ..
كلود بإبتسامه: هل أنت جاد ؟!! قطعاً لن أذهب قبل الإطمئنان عليك ، لا تقلق فقد إستطعتُ حظور آخر واحده ..
تنهد جاكي وهمس: سحقاً .. ليتني كُنتُ أقوى ولو قليلاً ..
قطب كلود حاجبه يقول: يكفي جاكي !!! لا تلم نفسك في شيء كان أكبر منك ! كان هذا سيحدُث سواءاً كُنتَ قوياً أو لا فهم كانوا ثلاثة كما أخبرتني ! لم يكن بوسعك التصدي لهم وأيضاً توقف عن القلق فعلى الرغم من أنهم أشراراً إلا أنهم لن يؤذونها كما وعدتك تلك الفتاة ! هم يُريدون رين لذا ....
قاطعه جاكي بهدوء: ماذا بخصوص آريستا ؟
دُهش كلود وظهر الضيق على وجهه هامساً: الأمر مُختلف ، فرين القذره لن تتخلى عن أُختها كما تخلت عن آريستا ..
جاكي: توقف عن ذلك ، نحنُ لسنا متأكدون ، تلك عصابة حقيره ، إنها تُنهي حياة الناس دون أن يأبهوا بشيء ، أنا واثق بأنها لم تكن لتتخلى عنها ، إنها آريستا يا كلود !! أقرب صديقات رين الى قلبها ..
كلود: دعنا نُنهي هذا الحديث فأنا لا أُريد أن أُضايقك بكلامي ..
صمتوا بعدها لدقائق قبل أن تتقدم كلير قليلاً تقول: هل تشعر بألم ؟
لم ينظر إليها فمطت على شفتيها تقول: حسناً أنا آسفه ولكن هذا ليس خطأي !! أخبرتُك من قبل أن تلك الفتاة تتربص بك فلما خرجت غاضباً مني حينها !
تقدمت منه وأكملت: إعتذرتُ مِراراً فلما لا يقسى قلبك سوى عليّ أنا ؟!!
نظر إليها وقال: لا تتصرفي كالمسكينه ! أخبرتُك صباحاً بأن تُعطني رقم ذلك الشاب وماذا كان ردك حينها ؟
إنزعجت وقال: جاكي سافعل أي شيء تُريده لكني قطعاً لن أُعطيك رقمه ! إنسى أمر رين وأُخت رين وعائلتها كُلها ، عش حياتك كما كُنتَ تعيشها قبل دخول تلك المشؤومة إليها ..!
نظر إليها جاكي ببرود يقول: لا تنسي بأنك دخلتِ حياتي في الرقت ذاته ، فأرى بأن نسيانك أنتِ أفضل بالنسبة لي ..
عضت على شفتيها وبدأت عيناها تغوران بالدموع فهمست له: أكرهك ..
بعدها رمت باقة الورود التي أحظرتها معها في وجهه وغادرت الغرفه ..!
أبعد الباقة عن وجهه متألماً فقال كلود: لقد كُنتَ قاسياً معها ، إنها تُحبك كما تعلم لذا ألم يكن من اللطيف إختيار كلمات أفضل من هذه ؟
وضع الباقه جانباً يقول: أكره أنانيتها يا كلود ! لقد أتعبتني بها جداً ماذا عساي أن أفعل !!
كلود: جاملها ..
جاكي: جاملتُها كثيراً لكنها تُريد تملُكي بالكامل ، ممنوع علي الإهتمام بأي فتاة غيرها ، ممنوع علي القلق بشأن أي واحده أخرى حتى لو كانت طفله ! هذا مُبالغ ، ضِقتُ ذرعاً منها ..
تنهد كلود ولم يجد تعليقاً آخر سوى قول: لا ألومك وبالمُقابل لقد أحزنتني ..
لم يتحدث جاكي وفضّل الصمت ..

***

4:22 pm


دخل إدريان الى القصر الكبير وهو يسحب حقيبة سفر صغيرة وراءه ..
هرعت إليه إحدى الخدم وأخذت منه الحقيبة وهو يقول لها: جميع الملابس متسخه فإحرصي على تنظيفها ..
هزت رأسها وذهبت الى الداخل بالحقيبة وهو يمشي ناظراً حوله فلم يجد أثراً لأي أحد ..
أين الجميع يا تُرى ؟
ما إن أنهى تساؤله حتى ظهرت فلور في وجهه فأشاح بنظره يقول: أي أحد غيرها ..
رفعت حاجبها حينما لاحظته فتكتفت تقول: هاقد حظر مشهورنا المشغول أخيراً ..
نظر إليها مُبتسماً يقول: ما الذي فعلتُه في حياتي لأُعاقب بك كأول وجه أراه بعد عودتي ؟
ظهر الإنزعاج الشديد على وجهها تقول: إدريااان !!
تقدم منها وضرب بإصبعه على جبينها يقول: لا تقطبي جبينك غاضبةً فهذا سيتسبب بظهور التجاعيد عليه مُبكراً ليس إلا ..
وبعدها مر بجانبها وهي تُمسك جبينها بإنزعاج تنظر إليه ..
ما إن إبتعد حتى فتحت هاتفها النقال وكتبت في مُحرك البحث "ظهور التجاعيد مُبكراً بسبب الغضب" ..
وإنهمكت تقرأ المواضيع واحداً تلو الآخر بدهشةٍ كبيره فلقد كانت تضنه يستفزها ولكن الأمر حقيقي بالفعل !!!
إرتجفت رعباً عندما علت ضحكته الكبيره من خلفها فإلتفتت تراه يضحك بشكل هيستيري عليها فغضبت وبدأت بضربه تقول: إيها الوقح لا يحق لك التجسس !!!
أمسك بيدها يقول بنبرةٍ جاده: التجاعيد يا فلور التجاااعيد !
دُهشت وتوقفت عن قطب جبينها فإنفجر ضاحكاً عليها فاستفزها هذا كثيراً فإلتفتت وذهبت مُبتعدةً عنه ..
إبتسم بعدما أنهى ضحكه يقول: إنها مُمتعة حقاً ..
دخلت والدته للتو وعندما شاهدته قالت: أهلاً إيدي ، عُدت من السفر أخيراً ..
إبتسم وتقدم منها يقول: أوه إشتقتُ الى جميلتي الشقراء ..
بعدها أمسك بيدها وقبلها بطريقة كلاسيكيه قبل أن يقول: سُحقاً لما أنتِ والدتي ؟ الآن من أين لي أن أجد عشيقةً بجمالك آنستي ؟
إبتسمت له وعبثت بشعره تقول: توقف عن المجامله فعشيقتك بالفعل أجمل بمراحل ..
تجاوزته مُكمله: وكيف لي أن أكون آنسه وأنا قد أنجبتُ طفلان يتجاوزانني بالطول ؟
جاء صوتٌ من بعيد يقول: تقصدين ثلاثة أطفال ..
إلتفتا الى حيث الصوت فكان كين يتقدم منهما وهو يُمسك كتابه بيده بينما من خلفه آلبرت ويبدوان قادمان من الجناح الرياضي فظهر البرود على وجهها بسبب جملته ليبتسم كين يقول: أولم تقولي لعمي بأنك تعتبرين ريكس إبنك ! لما نسيته ؟
همس آلبرت وهو يتجاوزه: ألم آمرك بالتوقف عن تصرفاتك هذه ؟
كين ببراءه: في ماذا أخطأت ؟
لم يُعلق آلبرت فهو لا يرى أي خطأ في جملة كين ولكن ردة فعل جينيفر جعلته يشك بأن أخاه الصغير يستفزها ..
قطب إدريان حاجبه يقول: آلبرت ؟ ما الذي جعلك تعود بهذه السرعه ؟
آلبرت: مشاكل لا أعلم من تسبب بها ، أين كُنت أنت ؟
إدريان: حياة المشاهير صعبه ..
توقف آلبرت أمامه وحدثه قائلاً: حسناً يا أيها المشهور ، من الجيد أني قابلتُك فلدي طلب لك ..
عقد إدريان حاجبه يقول: ماذا ؟
آلبرت: ألا يُمكنك وضع حد للصحافه ؟ لقد إستطاعوا الوصول الى مدرسة فلور وحاولوا مضايقتها بأسئلتهم الكثيرة عنك وعن الفتاة المجهوله وعن علاقاتك ..
دُهش إدريان قبل أن يميل بشفتيه قائلاً: إنهم كالحشرات فعلاً ، لكني حقاً لا أستطيع فعلها ، إنهم صائدوا الفضائح لذا لا شيء يردعهم ، بالعكس إن صرحتُ بإنزعاجي لتدخلهم بأقربائي فسيضنون بأني أُخفي شيئاً وأخشى وصولهم إليه ..
تقدم كين يقول: بسيطه ، هددهم بمُقاضاتهم ..
نظر إدريان إليه يقول: لا فائده ، أنا مشهور بالمجال الفني ولستُ بتاجر أو سياسي ، أي أن شُهرتي بيد المُراهقين والمُتعصبين ، لو هددتُ ونفذتُ تهديدي فهذا لن يفيدني بل على العكس سأظهر بمظهر الرجل السيء الذي يستفز مُعجبيه ، على أمثالنا أن يكونوا مثاليين تماماً ..
كين: هذا مُقرف ..
هز إدريان كتفيه يقول: علي التحمل ما دُمتُ أُريد هذا المجال ..
قطع حوارهم صوت فلور المرتجف تقول: أخــي !!
إلتفت الجميع الى حيث الصوت لتتوقف فلور عندما رأتهم والدموع تملؤ عينيها ..
من أعلى الدرج لم تُشاهد سوى آلبرت وضنته لوحده في حين عقد آلبرت حاجبه وهو يرى دموعها فتقدم منها يقول: مابك ؟
ضغطت على هاتفها برجفةٍ تامه والإنهيار التام واضح عليها ..
تعجب إدريان من مظهرها فللتو كانت على أحسن ما يُرام !
وقف آلبرت أمامها وسألها مُجدداً: مابك ؟ لما تبكين ؟
أخفت الهاتف خلفها تقول برجفة وبصوتٍ منخفض: أرجوك ، أرجوك لا تغضب مني ..
زاد تعجبه وقال: لما ؟ ماذا حدث ؟
نزلت دموعها تقول: عدني أولاً بأنك لن تغضب علي !
زاد توتر آلبرت وقال بحده: فلور تحدثي !!
إرتجفت رُعباً فعادت خطوتين الى الخلف ومن ثُم ركضت الى الأعلى فصرخ بإسمها ولكن لم تستمع إليه فصعد خلفها مُباشرةً ..
تقدم كين وذهب خلفهما في حين كانت الدهشة التامه تُغطي على إدريان فهمس: ما بها ؟
إبتسمت جينيفر بهدوء وإتجهت الى الداخل فنظر إدريان إليها لفتره قبل أن يعقد حاجبه ومن ثُم ينظر الى حيث كانت فلور تقف ..
هل من المُمكن ...؟


دخل آلبرت خلف فلور التي إرتمت على سريرها تبكي فجلس على طرف السرير يقول: فلور !! ماذا هُناك ؟
هزت رأسها نفياً تقول: لا شيء لا شيء أتركني ..
إنزعج وكاد أن يصرخ عليها لكنه توقف وهدء نفسه قبل أن يسألها مُجدداً: فلور ماذا هُناك ؟ ما خطبُك ؟ تحدثي وأعدك بأني سأتفهم الأمر أياً كان ..
وصل كين وبقي واقفاً عند باب الغرفة للحضات ثُم دخل مُغلقاً الباب خلفه ..
تقدم قائلاً: لابد بأنه وصلتها رسالة ما ، لقد كانت تُخفي هاتفها عنك قبل لحضات ..
نظر آلبرت الى يدها فوجدها تُخفيها تحت جسدها المُرتمي على السرير ..
تنهد وقال: فلور ... حدثيني ..
توقفت عن البُكاء ولكنها لم ترفع رأسها إليه ولم تنطق بأي كلمه ..
كين بإنزعاج: ‏أن كنتي في مشكلة فأخبري البرت عنها قبل أن يعلم عمي بذلك ، لقد سئمتُ من المشاكل التي ظهرت تباعاً في مدةٍ وجيزه ..
جفُلت حينها ذكر عمها فرفعت رأسها عن السرير ونظرت الى آلبرت بعينيها الحمراوتين ..
حاول آلبرت أن يكون لطيفاً وهو يسألها: ‏ما بك يا فلور ؟
شتت نظرها في الأرجاء قليلاً قبل أن تقول بتردد: ‏عدني بأنك لن تغضب ؟
‏أخذ نفساً عميقاً قبل أن يقول: ‏حسنا أعدك ..
ترددت قليلاً وقالت بتوتر تام وهي تكتم شهقتها: أنا أملك حساباً في موقعٍ للبث المُباشر ..
عقد حاجبه فأكملت: إنه موقع تصور فيه فيديوهات وعلى حسب عدد المشاهدات تستفيد فإن تجاوزت مئات الآلاف تكسب المال من خلالها ..
بلعت ريقها وحاولت إلا تنظر الى عيني أخيها وهي تُكمل: كُنتُ أُصور لهم بشكلٍ شبه يومي ..
أكملت بسرعه وبتبرير: ولكنها كانت فيديوهات عاديه صدقني ، أُشغل أغنيةً ما وأرقص عليها وأنا أضع قناعاً ، صدقني أخي كُنتُ أضع قناعاً في كُل مرة ولم أُزله ولا لثانية واحده وحتى إسمي كان مُزيفاً ومعلومات وعمري كُل شيء كان مُزيفاً تماماً ، يستحيل أن يعرفني أحد ! لم أتحدث حتى مُطلقاً بالبث وإن حدث فقد عدلت على الصوت عبر برنامج لتعديل الأصوات ، صدقني حرصتُ على ألا أُسبب أي مُشكلةٍ للعائله !
تمالك آلبرت أعصابه قدر المُستطاع فما فعلته أخته خاطئ ويُريد حقاً توبيخها ولكنه أيضاً يُريد معرفة ماذا حدث وما الذي دفعها للبكاء لدرجة أنها أخبرته عن الأمر ..
بالطبع لم يأبه لأمر وعده لها ، فقط رغبته بمعرفة ما حدث هي ما جعلته يصمت وينتظرها تُكمل حديثها ..
شعرت فلور ببعض الراحة عندما لم تر أي علامات لغضب أخاها فقالت بتردد: أنا ..... أنا ....
آلبرت بصوتٍ حنون مصطنع للغايه: أنتِ ماذا ؟ أكملي لا تقلقي ..
إبتسمت لنبرته الحنونه بينما رفع كين حاجبه ونظر الى أخاه هامساً في نفسه: "قُنبلة ستنفجر في أي لحضه" ..
فلور: آسفه يا أخي ، أُقسم لك بأني لم أفعلها ، أُقسم لك بهذا صدقني ..
آلبرت: حسناً أنا أُصدقك ولكن ما الذي حدث بالضبط ؟
فلور: لا أعلم ، أنا حقاً لا أعلم ، عندما دخلتُ الى حسابي تواً وجدتُ كُل شيء قد غُيّر ، صورتي ذات القناع قد بُدلت بصورةٍ تُظهر وجهي كاملاً ، معلوماتي المُزيفه بُدلت بمعلوماتي الحقيقيه ، إسمي كاملاً وسكني وعمري وكُل شيء !!! لقد أصبح حسابي في قمة حسابات هذا اليوم من حيث عدد التعليقات والمُشاهدات ، الكُل عرفني وربطني بإسم إدريان المغني المشهور وآليكسندر الغني صاحب مجموعة كبيره من الشركات ، أُقسم بأني لم أفعلها ولا أعلم من فعلها ، إني حتى لا يُمكنني تسجيل الدخول وتغير كُل هذا فقد غُيّرت جميع كلمات المرور التي إعتدتُ إستخدامها ، أنا آسفه ، اُقسم لك أن لا شأن لي ولم أقصد أن يصل الأمر الى هذا الحد .!
بقيت عينا آلبرت متسعتان من الصدمه لثواني قبل أن يشد على أسنانه ويمد يده قائلاً: أعطيني هاتفك !
أعطته الهاتف فنظر الى الملف الشخصي والى التعليقات ثُم قلّب في فيديوهاتها ذات الأعلى مُشاهده وهو مصدوم بالكامل !!!
إنها كانت تقتنص أي فرصة مناسبة عالميه لترتدي ملابس تُناسب ذلك ، حتى أن بعضها كان فاضحاً للغايه ..
هو مصدوم منها ، مصدوم الى درجةٍ كبيره !
بدأ القلق والخوف الشديد يتسلل الى قلبها وهي ترى وجهه ..

في حين لاحظ كين ذلك فلم يُرد أن يُسلط أخاه غضبه عليها لذا سألها فوراً: أيعرف أحد بأمر ذلك ؟ صديقة لك أو قريب أو أي أحد ؟
هزت رأسها نفياً فقال: حاولي ، تذكري اي شيء ..
شتت نظرها بالأرجاء مُفكره قبل أن تتسع عيناها بصدمه تقول: بلى بلى هُناك شخص ما ..
رفع آلبرت عينيه إليها فأكملت: إدريان ، لا أعلم كيف أكتشف ذلك لكنه يعلم بأمر الحساب فقد إستفزني مرةً بخصوصه ..
كين بدهشه: إدريان ؟!!
دُهش بحق ، نعم هو مُستفز للغايه ولكنه لا يفعل أموراً حقيره كهذه !!
في حين وقف آلبرت يقول: متأكده بأن إدريان يعرف ؟
هزت رأسها تقول: أجل واثقه للغايه !
نظر آلبرت في الأرجاء قبل أن يُدخل هاتفها النقال في جيبه وهو ينظر الى كين قائلاً: قم بجمع جميع أجهزتها الكهربائيه وضعها بغرفتي ، هي محرومة منه حتى إشعار آخر ..
وغادر تحت صدمة فلور العارمه من كلامه ..
وقفت وحاولت اللحاق به فأمسكها كين يقول: هل جُننتِ ؟!!! ألم تري غضبه ؟!! حرمانك من الأجهزه نعمة كبيره لذا لا تُفكري أبداً بأن تُحادثيه الآن فهو بالكاد يُسيطر على أعصابه ..
ظهر الإستنكار على وجهها تقول: لا يُمكنني العيش بدونها !!
رفع كين حاجبه يقول: تُخطىء ومع هذا ترفض أقل أنواع العِقاب ..
تقدم منها وأكمل: فلو وصل الأمر لإستيلا فأنتِ تعرفين ماذا قد تفعل فيك ! لذا كوني هادئه وفكري بخطأك جيداً وأدعي ألا يصل الخبر لا الى عمي ولا الى إستيلا ..
هز كتفه وأكمل: مع أنني أشك بذلك فلقد إنتشر في الموقع إنتشاراً مهولاً وخلال فترة قصيره سنراه إما في مواقع أُخرى أو في مواقع إخباريه ..
بعدها ذهب يجمع أجهزتها وهي تجلس على السرير بخوف شديد تهمس: لما يحدث هذا معي !!! سُحقاً لك يا إدريان ، أكرهك ..! أتمنى أن يقتُلك أخي تماماً ..
عقدت حاجبها وإلتفتت تنظر الى مين فوجدته يتكئ بيديه على مكتبها منزلاً رأسه الى الأسفل فسألته: مابك ؟ هل أنت على ما يُرام ؟
ثوانٍ حتى رفع رأسه مُجدداً هامساً: أجل ، مجرد تعب بسيط ناتج عن الإرهاق ..
فلور بتعجب: إرهاق من ماذا وأنت الفترة الأخيره دائم النوم والبقاء في غرفتك ؟
حمل الجهاز اللوحي مع حاسبها المحمول وهاتفها الآخر وخرج وهو يقول: ولما تسألينني ؟ أنا لستُ بطبيب ..
نظرت الى حيث رحل قبل أن تهمس: هذا غريب ..


مشي آلبرت بهدوء متقدماً من الغرفة وهو يُرتب الأحداث في رأسه قبل أن يفتح الباب ويدخل فوراً من دون إستئذان ..
رفعت رأسها الى المرآة حيث كانت تمسح زينتها فتعجبت عندما رأت إنعكاس صورته فإلتفتت إليه وربما تكون هذه هي المرة الأولى التي يدخل فيها الى غرفتها الخاصه ..
تقدم حتى وقف أمامها وقال: أنتِ خلف كُل هذا صحيح ؟ لستُ واثقاً بأمر إستيلا ولكن أنتِ من أخبرتي عمي بشأني ومن أيضاً قام بفعل هذا بحساب فلور !
ظهر التعجب على وجهها تقول: عن ماذا تتحدث ؟
آلبرت: أعرف إدريان جيداً ، قد يكون مُستفزاً ومُزعجاً بعض الأحيان ولكنه قطعاً لن يكون لئيماً ويفعل مثل هذه الأمور لإبنة عمه حتى لو كانت تزعجه دائماً فهي مُجرد مُراهقه ولن يأخذ إزعاجها له بمحمل الجد ، ولكن ما دام إدريان وحده من يعلم بذلك فلابد من أنك سمعتي بهذا منه ، قالها صدفةً أو أنك سمعتي إستفزازه لها بهذا الأمر وسألته من باب الفضول المحض ... ما الذي ستستفيدينه من كُل هذا ؟
تكتفت تقول: عجباً ، أرى أنك تتهمني فجأه بشيء غير معروف ..
آلبرت: لا بأس معي ومع إستيلا ، فنحنُ بالغين وذو حروب دائمه معك ولكن لما تفعلين هذا مع فلور ؟ إنها مُراهقه بسيطه لا تمتلك ذاك الدهاء أو المكر كي تفعلي هذا بها ! لا يوجد أي سبب ..
جينيفر: كُن واضحاً كي أستطيع الرد ..
آلبرت: بل أنتِ كوني واضحه فلا جدوى من إدعاء الغباء معي فأنا أكثر من يعرفك ..
صمت قليلاً بعدها تقدم خطوة منها يقول: لمن الدور التالي ؟ كين ؟
شد على قبضة يده يقول بتهديد: إياك والإقتراب منه أو من أي أحد آخر ، وصدقيني بأني لن أدع ما فعلتِه يمر مرور الكِرام ، صدقيني يا جينيفر ..
إلتفت مُبتعداً لكنه توقف قليلاً قبل أن يلتفت إليها يقول: كانت آليس أفضل منك بفرق سنين ضوئيه ، ليتك أنتِ من مُتي وليست هي فحالنا جميعاً ستكون أفضل وأروع بوجودها ..
ظهر الحقد التام في عينيها فإبتسم ساخراً: حسناً ، سمعتي هذا ، أنا من إستفزك لذا إسعي خلفي أنا وليس خلف أخوتي ، أنتظرك ..
بعدها إلتفت وأغلق الباب خلفه تاركاً إياها في أوج غضبها ..
إلتفتت ونظرت الى إنعكاس وجهها بالمرآة هامسه: ماذا عساي أن أفعل أكثر حتى أقطع إسم هذه المرأة من عقول الجميع ؟!!

***

5:10 pm
Paris




ريتا بدهشه: ماذا تقول ؟!!
كينتو: لما أنتِ مُنصدمه ؟ أخبرتُك سابقاً بأن الرئيس موريس طلب منك الذهاب بعيداً من البدايه ولكنك طلبتي أن تُكملي مُهمتك وسمحنا لك بذلك ، والآن عليك الرحيل ..
شتت ريتا عينيها تقول: لكن نحنُ لم نُمسك برين بعد ، عليّ أن ....
قاطعها كينتو: انتهى الأمر ، الإمساك بإبنة فينسينت ليست من مهامك أنتِ بل من مهام الرئيس ..
مد لها الأوراق وقال: أمر الزعيم بتجهيز كُل هذا ، جواز سفر وهوية جديده ، ستُسافرين الى مارسيليا وتبدأين حياةً جديده هُناك ..
ريتا بإستنكار: إنها بعيدة جداً عن باريس !!!!
كينتو: وهذا هو المطلوب ، هيّا خُذيها وغادري ..
إبتسمت ريتا تقول: لكن نينا تُحبني ، لن يُمكنكم التفاهم معها من دوني .. بقائي أمر مُهم ..
كينتو بإنزعاج: ريتا الأمر مفروغ منه !!
جفُلت برعب وهزت رأسها فمد يده مجدداً لتأخذ الأوراق بهدوء دون تعليق ..
إلتفت وغادر فتنهدت ونظرت الى الأوراق بعينين دامعتين وهي تهمس: لكني لا أُريد الرحيل ..
أخذت نفساً عميقاً ثُم أخرجت هاتفها النقال لترى الإشعارات ولكن لا يوجد أي شيء ..
لما ؟
لقد إنحنت هذا الصباح لجاكي ليس فقط لتعتذر بل لكي تُخبئ في جيبه ورقة تحوي رقم هاتفها ..
أولم يكن سيموت من أجل حماية نينا ؟!!
لماذا إذاً لم يهتم ولم يتواصل معها بعد الآن ؟
همست بقلق: هل من المُمكن أن تلك الرصاصة آلمته كثيراً ؟ هل هو بخير ؟ أنا قلقه ..
تنهدت بعمق ثُم قررت المرور بنينا قبل رحيلها وهي تهمس: سأبقى لسنة واعود ، عشت بباريس ولا اتخيل نفسي في مكان اخر ..
إبتسمت واكملت: لو اطلتُ شعري وصبغته بلون اخر لن يتعرف علي احد وهكذا سيسمح لي السيد موريس بالعوده ..
وقفت أمام الباب حيث نينا بالداخل وتلفتت حولها فعندما لم تجد أحداً أدارت المُفتاح ودخلت ..
رفعت نينا رأسها عن الوساده فما إن رأت ريتا حتى عاودت الدموع الرجوع الى عينيها تقول: هل مات أخي جاكي ؟
دُهشت ريتا وقالت: من قال هذا ؟! كلا لم يمت !! هو بخير ..
دُهشت نينا وقالت: حقاً ؟ هل أنتِ واثقه ؟!! هل هو حقاً حي ؟ هل هو على ما يُرام ؟!!
ريتا: أجل أجل إنه حي وبأحسن ما يُرام لا تقلقي بتاتاً فلقد كانت خدشة صغيره وضع عليها لاصقاً ليس إلا ..
شعرت بأنها بالغت في كلامها وخشيت ألا تُصدقها نينا لكنها تفاجئت بها تبتسم وتمسح دموعها بسعاده ..
واااه لقد صدقت كذبتها الواضحه بسهوله !
ثوانٍ مرت قبل أن تقول نينا بتردد: أنتِ من هؤلاء الأشرار ؟
أزاحت ريتا بعينيها بعيداً تقول: نعم ..
ثم أكملت بسرعه: ولكن لا تخافي ، إنهم طيبون مع الأطفال ، لن يؤذونك أبداً ..
نينا بهمس: اكرهك ..
تفاجأت ريتا وبشكل غير متوقع شعرت بالحزن الشديد من كلمتها هذه ..
بلعت ريقها وحاولت الإبتسام وهي تُخرج هاتفها النقال تقول: سآخذ لك صورة من أجل جاكي ، ابتسمي ..
رفعت نينا عينيها إليها ولكن لم تبتسم فالتقطت ريتا الصورة بهدوء ثُم إلتفتت وغادرت الغرفه دون التفوه بأي شيء ..
مشت بهدوء تفكر بنينا حتى قاطعها صوت اشعار رسالةٍ نصيه ..
أخرجت هاتفها ورأت بأنه من هاتف مجهول ففتحت الرسالك فوراً فهي من جاكي من دون ادنى شك ..
ولكن محتوى الرسالة كان مختلفاً ..
كان يؤكد لها أن من أخذ الورقة لم يكن جاكي بل شخصاً آخر ..

**


من جهة أُخرى إتسعت عينا موريس بصدمه يقول: ماذا قُلت ؟!!!
روماريو: البروفيسور بنفسه طلب التوقف عن متابعة موضوع فينسينت وابنته ، الامر مفروغ منه فقد ارسل مُغتاليه ليُنهوا عليها ..
موريس بعدم تصديق: ولكن ما سُرق مهم !! لما يأمر بقتلها ؟!! كيف لنا أن نجد ما سرقه والدها إذاً ؟!!
هز روماريو كتفه يقول: لا أعلم ، إنها أوامر البروفيسور ..
هز موريس رأسه محاولاً إستيعاب ذلك في حين قال روماريو: أتعلم ؟ عندما علم دارسي بهذا غضب كثيراً ، هل لأن البروفيسور لم يرسله هو بصفته أفضل المُغتالين ؟
موريس بإنزعاج: أنا منزعج من أمر القتل هذا وأنتَ تُحدثني عن دارسي ؟!!! فليذهب الى الجحيم لا يهمني أمره !
وبعدها بدأ بتمشيط الغرفة ذهاباً وإياباً وهو غير مصدق وغير مستوعب !
إلتفت بعدها الى روماريو يقول: في هذه الحالة ماذا بشأن تلك الطفله ؟ ماذا بشأن خُططي ؟ لقد إقتربتُ كثيراً فلما يُفسد علي كُل شيء !!!
دُهش روماريو وتلفت حوله فلم يجد أحداً ، تنهد براحه وهو يقول: أرجوك كُف عن التحدث بقلة إحترام عن البروفيسور ، إنه مُخيف ، سيقتُلك حالاً ..
دُهش لحضةً وأكمل: لحضه نسيت ...
موريس بإنزعاج: ماذا أيضاً ؟
روماريو بتعجب: لا أعلم لما ولكنه غاضب بعض الشيء وأمر أن يأتيه من قتل صديقة الفتاة ، تلك المدعوة بآريستا ..
رفع موريس حاجبه يقول: ماذا ؟
هز روماريو كتفه يقول: كما سمعت ، أتسائل لما يُريد ذلك ؟
ضاقت عينا موريس بتفكير في حين أكمل روماريو بهمس: البروفيسور غريب للغايه ..

***

6:12 pm


كان الثلج يهطل بشده في الخارج وإمتلأت الشوارع بألوان المظلات الزاهيه والبرد شديد حتى لمن هم يحتمون بمنازلهم ..
أغلقت المرأة المُسنه الستائر على النافذه وغطت الشاب جيداً بمعطف آخر لتحميه من البرد ..
وقفت ودارت بالغرفة ذهاباً وإياباً وهي تنتقده بداخلها لعدم توفيره لندفأة بغرفته ..
إنهم في شتاء فرنسا ، البرد حينها يُصبح لا يُطاق ..
ياله من مُهمل !
سمعت بعض الهمهمات فإلتفتت بسرعه وتقدمت من سريره لتجده يعقد حاجبيه بألم قبل أن يفتحهما ..
مسحت على شعره تقول: مرحباً آندرو ، هل أنت على ما يُرام ؟
نظر آندرو الى وجهها وعرفها فهي جارته العجوز التي يراها كُل صباح تقريباً ..
نقل نظره في أرجاء غرفته المنخفضة الإضاءه وعندما حاول الجلوس شعر ببعض الآلام في عظامه ..
أمسكت به المرأة المُسنه تقول: أرح جسدك يا عزيزي وسأُحظر لك حساءاً ساخنا ، إنه جاهز فقط إنتظرني قليلاً ..
وخرجت فعقد حاجبه وشعر بثقل فيهما ..
رفع يده يتحسس جبينه فلمس ضمادة جروح تلتصق فيها ..
إتسعت عيناه من الدهشة تدريجياً عندما تذكر كُل شيء ..
شد على أسنانه ناظراً الى باطن يده بألم كبير ..
شد على قبضة يده وكلام باتريك كُله يدور في رأسه ..!
تدريجياً تذكر تحذيرات أُخته من ريكس ، تذكر كلام أخيه ثيو الأخير الغريب ..
همس: كُنتُ مُغفلاً !
عاود الألم إعتصار صدره من الداخل وهو يُجاهد نفسه ألا يدمع ولا دمعة واحده من أجل شخص لا يستحق !!
سُحقاً سُحقاً !!!
مر وجه ريكس في مُخيلته فأفمض عينيه بقوه هامساً: لا أُصدق !!! لا يُمكنني تصديق ذلك !!
دخلت المرأة المُسنه وبيدها صحن فيه بعض الحساء وخبز الثوم المحمر ..
وضعته بالطاولة التي بجانب السرير تقول: أنت راقد منذ الظهيرة وأُراهن بأنك لم تتناول طعام الغداء ، تفضل غذي نفسك ودفء جسدك ..
وظر آندرو إليها لفتره قبل أن يقول: كيف دخلتي ؟
تنهدت تقول: إستدعاني صديقُك من أجل أن أعتني بك ، لقد تعب معك كثيراً فقد ضمد جروحك بنفسه ، ما نوع المُشاجرة التي دخلت فيها حتى أصبحتَ هكذا ؟ لم تبدو لي بتاتاً بأنك من هذا النوع !
أشاح آندرو بنظره عنها هامساً: شُكراً لك يا خالة على الإهتمام ، يُمكنك العودة وإراحة جسدك ..
تنهدت وقالت: حسناً ، إن إحتجت إلي فأنا سأكون متواجده في منزلي طوال اليوم ..
هز رأسه فربتت على كتفه قليلاً قبل أن تقف وتُغادر ..
نظر الى صحن الطعام لفتره ثُم أخذ هاتفه الذي كان موضوعاً على الطاوله وفتح قائمة الأسماء حتى وصل الى رقم ريكس ..
إرتجف أصبعه الذي كاد أن يضغط على الإتصال عندما وقعت عيناه على الإسم الذي أعطاه إياه "الغبي جداً" ..
بقي ينظر في الإسم لفترة طويله ليهمس أخيراً: أنا من كُنت الغبي للغايه ..
وبعدها حظر الرقم وحذفه من هاتفه تماماً ..

**



في جهة أُخرى من المدينه ..
كان ريكس يقود سيارته على الطريق المُثلج وتفكيره كُل في آندرو ..
هل إستيقظ أم بعد ؟
هل كل مافيه هي جروح خارجيه أو أن أحد أضلاعه قد كُسرت ؟
هو قلق بشأنه كثيراً ولكن لا يجرؤ بتاتاً على الإتصال به ..
لا يعلم كيف سينتهي الأمر ولا يُريد مواجهته أيضاً ..
ليس الآن على الأقل !
أوقف سيارته أمام قصر والدته المهجور وبقي فيها مُغمض العينين يتكأ برأسه على المقود ولا يزال يُفكر بأمر آندرو ..
حاول تجاهل الأمر وهو يهمس: لا بأس ، ربما هذا هو الأفضل للمُستقبل كي لا .....
بعدها صمت ولم يُكمل كلامه ..
دقائق عديدة مرت لم يشعر بها كاد فيها أن يغفو لولا أن البرد القارص منعه من ذلك ..
نزل من سيارته وتقدم من باب المنزل لكنه توقف عندما لاحظ أحدهم يجلس في الحديقة سانداً ظهره على جدار المنزل ..
تقدم منه حتى وقف أمامه وعرفه فوراً فقال بهدوء: أين كُنتِ طوال تلك المُده ؟
رفعت رأسها عن رُكبتيها ونظرت الى وجهه لفتره قبل أن تُجيبه بهدوء: أُريد أن أتحدث معك ، في مكان بعيد عن المنزل ، هل يُمكنني ذلك ؟
بقيت عيناه مُعلقتان بها لثوانٍ قبل أن يلتفت الى سيارته قائلاً: حسناً ..
وقفت وقالت: لحضه ..
نظر إليها فقالت: لا أريد الذهاب بسيارتك ، دعنا نوقف سيارة أُجره ..
رفع حاجبه مستنكراً طلبها الغريب فقالا: أرجوك ، سأُخبرك بأي شيء تُريده ، حسناً ؟
تنهد وقال: حسناً ..
وعندما كاد أن يخرج الى الشارع قالت بسرعه: لحضه ..!
ظهر الإنزعاج على وجهه ونظر إليها يقول: ماذا بعد !!
إبتسمت إبتسامه صفراء وأشارت خلفها تقول: لنأخذ من الشارع الآخر ، آخر طلب صدقني ..!
سيُجن حقاً منها ومن طلباتها الغير منطقيه بتاتاً ..!!
بقي ينظر الى نظرة الرجاء في عينيها فقرر التنازل لآخر مره وذهب حيث أشارت فلحقت به بهدوء وهي تشد بيديها على جسدها فعلى الرغم من أنها ترتدي معطفاً إلا أن البرد تخلخل الى عظامها ..
برد قارس لم يعد بأمكانها تحمله ولم تعلم بأن هذه الليله ستكون أكثر برودة وستواجه ماهو أصعب بكثير !




End


فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس