عرض مشاركة واحدة
قديم 03-11-20, 10:07 PM   #21

Fatima Zahrae Azouz

مشرفة قصرالكتابة الخياليةوقلوب احلام وقاصةهالوين وكاتبةوقاصةفي منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية Fatima Zahrae Azouz

? العضوٌ??? » 409272
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,042
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » Fatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل الرابع
................
أن ترتبط بشخص آخر تقتسم معه كل تفاصيل حياتك التي اعتدت أن تفعلها وحدها , وحينما تجد نفسك مدفوعا من باب الاحترام لتقدم مبررا لأفعالك أو حركاتك ..أشياء لم تكن قد فكرت فيها حياة حينما وافقت على الخطبة من يزن !
الآن وهي ترى أن تلك الخطوة الغير محسوبة العواقب لا من جانبه ولا من جانبها تأخذ حيز التنفيذ .. بكل جدية .. بدأت تفكر !
ماذا لو لم يتقبلها الأولاد كيف ستكون حياتهم وهل سيكون يزن في موضع يختار بينها وبين أولاده , أو أنه لن يفكر بالاختيار أصلا ؟
تنهدت , لينظر لها مهران فهي لأول مرة تبدو له مشتتة لهذا الحد , ولا بدّ داخلها يعج بالفوضى ..
-ما الأمر ؟
تساءل من باب الفضول , فقد أمضى معظم سنوات عمره معها وحدهما بعد وفاة والديهما , لذلك رؤيتها بهذا الشكل بالفعل كانت مثيرة للدهشة لطالما كانت واثقة متمكنة من كل الخيوط التي تدور حول حياتها ..
-أفكر !
اكتفت بهذه الكلمة التي قالتها بغيظ , وكأن التفكير بحد ذاته أمر يزعجها ..
-بشأن يزن ؟
مجددا أراد مهران أن يتطفل أكثر ويقتحم عقلها ليعرف كيف تفكر أخته الكبرى ..
تنهدت مجددا مما جعله يرفع حاجبيه مستغربا ..
حياة ليست على طبيعتها مطلقا .. ومجددا أصر
-ما الأمر ؟
تنهدت بحنق من تطفله وفضوله الغير مرغوب به حاليا من قبلها
-أنا أحاول التفكير هنا ألا ترى !
إلا أنها وبسرعة زفرت مستاءة كونه قطع سلسلة أفكارها التي عملت جاهدة على وصلها وسألت بدورها
-ألم يخبرك مجد ما قصة ابنة العم التي ظهرت فجأة من لا شيء ؟
-بلا ..
قال مهران وزم شفتيه مفكرا , متذكرا حديث مجد عنها
-تبدو عدائية غير متقبلة لهم ..
قال وهز كتفيه بلا اكتراث , ثم تلبست ملامح وجهه الجدية وهو يسألها
-دعك منها الآن , أخبريني , ما الذي تشعرين به نحو يزن ؟
واستدرك على الفور قبل أن تقول أي شيء
-كوني على ثقة أن علاقتي بمجد لن تتأثر بما يحصل بينك وبين يزن .
عبست حياة واعتدلت بجلستها تمرر كفها بشعرها الكثيف الذي صبغته حديثا باللون الأحمر فقط للتجربة , ثم تربعت مكانها لتنظر له
-أنا لا أعرف يا مهران , يزن رجل راق جدا بالفعل , لكنه جامد .. أنا وهو لا نليق ببعض ! هذا ما أشعر به ..
ضحك مهران من تفكير أخته التي بدت قلقة بالفعل ..
-حياة ! أنت بالفعل لم تجلسي معه بما فيه الكفاية حتى تعرفي عليه بشكل جيد , أتدركين ذلك ؟
-أدرك ذلك !
هتفت مغتاظة من مهران
-حسنا نحن لا نجد الوقت ..
-بل أنت !
قاطعها مهران ثم ندم على الفور فقد رمته بنظرة حانقة تهمس من بين أسنانها
-أنا ماذا أستاذ مهران أتحفني !
ابتلع ريقه بصعوبة من نظرات حياة النارية التي تنظر له وكأنها تنوي قتله
-هممممممم
همهم مهران وأجاب مبتسما بوسع
-لن يجد يزن من هي مناسبة أكثر منك .. أنت رائعة ..
لانت ملامحه بحب ونهض ليجلس قرب حياة يسحبها من كتفيها لصدره مداعبا شعرها الأحمر
-أنت كنت أختا رائعة , ستكونين أما رائعة للأولاد , ربما ستواجهك بعض المشاكل ولكن ..
رفع وجهها ليتبادلا النظرات
-أنا واثق يا حياة أنك ستجدين طريقة لتكسبي تلك العائلة لتكون جزءاً منها.
قبل جبينها مؤكدا
-أنا واثق ..
-أوه
تأوهت حياة لتقفز عليه ويقعا على الأريكة لتعلو ضحكات مهران
-أنت أروع أخ في العالم ..
-أوه بالطبع وأنا حاليا جائع جدا ..
مهران استمر بضمها والضحك بينما حياة جمدت حركتها لتبتعد عنه ببطء ثم هتفت بغضب
-أتقول أنك جائع !
قطب مهران اجبه بحيرة لا يفهم سبب غضبها منه الآن
-أتعلم كم انتظرتك على العشاء أين كنت للآن ها ! ألم أقل لك ألف مرة اتصل بي حينما تنوي أن تتأخر ؟
ثم نقرت رأسه بقبضتها بينما لا زال على الأريكة وهي تجلس على بطنه ثم انهالت عليه بالشتائم والضرب وانتهت بعضه في كتفه وهو يحاول الهرب منها مستمرا بالضحك معتذرا
-آسف آسف يا إلهي ...
ثم هرب مسرعا من قبضتها يدلك عضتها الشرسة
-أنا أشفق على يزن وأولاده منذ الآن ..
وفر هاربا منها قبل أن تصل الوسادة التي رمتها عليه ..
وحياة ظلت تراقب طيفه الهارب مبتسمة للحظة قبل أن تعود لعبوسها وتفكيرها بينما بتلقائية نهضت كي تجهز العشاء لمهران , وحديثه كله يعيد نفسه في خيالها , فهل ستكون فعلا أماً للولدين ؟
كيف ستقدر على ذلك ؟
هما ولدين وليسا مجرد طفلين فأحدهما مراهق تقريبا ..
-تعال وتناول عشاءك ..
نادته وتركت المطبخ متجهة لغرفتها تتمتم
-مع أنك لا تستحق !
..........................
-تبا ما الذي يجري !
يازد هتف بغضب , فهناك سيارة تزعجه على الطريق منذ أن توجه للطريق الفرعي المؤدي إلى منطقتهم الريفية ..
بحث عن هاتفه بين مجموعة الأوراق على المقعد المجاور له ..
-ها أنت ذا ..
هتف وزاد من سرعته , وقد تأكد أن تلك السيارة تستهدفه بالفعل ..
اللعنة ..-
هدر غضبا , حينما ضربته من الخلف وبصعوبة سيطر على سيارته وزاد السرعة بينما بجنون يحاول فتح هاتفه ليقول وعيناه على السيارة التي تتبعه بذات سرعته
-مجد أين أنت , هناك سيارة تتبعني على طريق بيتي , وأنا أحاول الهرب منها تعال بسيارتك بسرعة !
قال بسرعة بينما يأمل أن مجد بالبيت ولم يتركه طالما أن اليوم هو يوم عطلة بالفعل ..
وفجأة داس على الفرامل موقفا سيارته , مستمتعا بمنظر السيارة الأخرى التي ارتبكت من حركته , وبسرعة مجنون دار بسيارته بجنون ليصبح مواجها لها
-تريدون اللعب ؟ ومعي ! كم أنتم أغبياء !
السيارتان تواجهان بعضها بتحدي ..
يازد وبتهور , داس على البنزين وانطلق مسرعا نحو تلك السيارة التي فعلت مثله وظلت تتجه نحوه مسرعة دون أي تردد , وقبل أن يصل لها يازد حرك سيارته جانبا , لتلتف حول نفسها غير قادر على التوازن ..
ما لم يتوقعه يازد حينما خرجت سيارته عن الطريق , ونزل منها بينما يشعر بالدوار من حركته الرعناء , هو أن يضطر للانبطاح أرضا محتما بسيارته التي تم إغراقها بالطلقات النارية !
زحف مبتعدا عنها , حينما رأى الدخان يتصاعد من مقدمتها , منتبها كون السيارة الأخرى قد رت بعيدا .
-لا .. لن أسمح بأن يضيع كل شيء !
قصف صوته الغاضب يسيطر على الدوار الذي ضرب رأسه ..
وركض ليفتح الباب الأمامي لسيارته , ودون تردد سحب حقيبة أوراقه وحاسبه , والمحرك أطلق شرارة غاضبة ليشتم بحنق , ماسحا جبينه بكم قميصه , ليرى بقعة من الدم لا يعرف من أين أتت , وتحرك مبتعدا حينما فشل بالوصول لهاتفه , ليخطو مبتعدا بالكاد عشر خطوات ليسمع طقطقة سيارته , حاول الهرولة بعيدا عن المكان , لكن على ما يبدو أنه أثناء تهوره بسيارته قد تعرض لضربة على رأسه وهي السبب بما يحدث لدماغه من دوار في هذه اللحظة ..
كانت بالكاد دقيقة قبل أن يقع أرضا على حقبته التي بيده وقد أنهكه الدوار , مغمضا عينيه بشدة من صوت الانفجار الذي دوى في المكان !
انقلب على جانبه بسرعة عندما فتح عينيه ورأى قطعة ما تتجه نحو ..
لكنها أصابت ذراعه ليصرخ ألما يدفعها دون وعي بعيدا ..
لم يجد في نفسه القوة للنهوض من مكانه , ورغما عنه كان جسده ينهار شيئا فشيئا , بينما عقله لا يصدق أنه كان على موعد مع الموت في هذه اللحظة بالتحديد !
آخر ما فكر فيه وهو يتمسك بأطراف وعيه ..
من فعل هذا ولماذا ..
من سيجد وقتا للاهتمام بتلك الغبية بينما هم غارقون بخبر موته !
..........................
-يازد ..
نزل مجد من سيارته حينما رأى السيارة المشتعلة على جانب الطريق , هذا الطريق تحديدا يعتبر لأملاك خاصة لذلك لن تجد عليه أي سيارة إلا إذا كانت قاصدة للبيت ..
لكن منظر السيارة الآن جعل قلبه يقفز من مكانه ..
-يازد ..
صرخ مجددا , عيناه تجولان في المكان , ويده تدق رقم الطوارئ , يطلب منهم القدوم معطيا العنوان لهم ..
عاد لسيارته , بعد أن كان قد نزل متجها للسيارة المشتعلة ليأخذ أسطوانة الإطفاء الموجودة لديه في الخلف , ليحاول إطفار النار المتأججة في المقدمة .. بينما لا زال ودون وعي يصرخ مناديا أخاه الذي لا يرد ..
وما هي سوى لحظات حتى كان يزن يركض نحوه بعد أن جاء مسرعا إثر اتصال مجد به ..
-ما الذي يجري !
هتف يضرب رأسه بكفيه
-أين يازد يا إلهي ما الذي يجري ..
دار حول السيارة , ليتفقدها
-الباب مفتوح ..
هتف يتلفت حوله مجيلا نظره في المكان , ليترك مجد ما يفعله , ناقلا نظره قبل أن يشير
-هناك ..
ثم ركض ليبتعه على الفور يزن , وقد تمكنا من رؤية جسد يازد الساكن تماما , وهناك خط دماء من رأسه وحرق واضح على ذراعه ..
ركع يزن قرب رأسه يرفعه برفق , ليرى مدى تأذيه , ومجد يتفقد ذراعه المصابة
-إنها سيئة ..
قال مجد بألم , يكاد يلمس ذراع يازد حتى لا يؤلمه ..
-لماذا لا يصحو ..
قال بصوت متحشرج , ويزن يضرب خده برقة , يحاول إيقاظه ..
-يازد .. أتسمعني ؟
أنزله يزن على الأرض مجددا ليحضر عدة الإسعاف من السيارة منبها مجد بغصة
-لا تحركه .. نحن لا نعرف كيف أصيب وما مدى إصابته ..
وافقه مجد بهز من رأسه , مختنقا بالقهر
-ستصل بالوحدة الصحية قريبا ..
-يازد ؟
مجد مرر كفه على وجه يازد برقة شديدة يخشى إيذائه
-أرجوك أخي رد علي .. افتح عينيك .
ترجاه بصوت مختنق , بينما يداه لا تعرفان أين يلمسه , لا يقدر على تحريكه , لينحني فوقه يحاول ضمه لصدره
-فقط افتح عينيك ..
-لا تحركه ..
هتف يزن بحنق مبعدا مجد عن يازد , ليخرج القطن ويمسح الدم عن وجهه بحرص , ثم سأله وقد استعاد رباطة جأشه
-ما الذي جرى ؟
هز مجد رأسه بيأس , وهو يتناول المقص ليقص القميص عن إصابة ذراعه , ليغمض عينيه من منظر الحرق السيء ..
-لا أعلم , اتصل بي ليخبرني أن هناك سيارة ما تتبعه ثم أغلق !
أبعد القطعة المدنية المتفحمة التي ولا بد هي السبب بحرق يازد ..
ثم تناول القطن من يزن وبدأ بمسح المكان المحيط بالحرق دون أن يجرؤ على لمسه ..
يزن رش الماء على وجه يازد محاولا إيقاظه من جديد ..
ليتنهد , بعجز , منتبها لمجد الذي انتفض من مكانه حينما سمع صوت سيارة الطوارئ ليتجه نحو الطريق ليدلهم على مكان يازد ..
ويزن مسح على وجهه هامسا
-ستكون بخير , أعدك ..
ثم تركه للفريق الطبي , ليذهب لمجد الواقف مع الشرطي يخبره بما يعرفه مراقبا الذي يتفحصون السيارة , محاولين معرفة ما جرى ..
يزن نظر إلى حيث كان يازد , ليعبس منتبها لحقيبة الأوراق ..
فعاد لها على الفور , متذكرا أن باب السيارة كان مفتوحا , ليخبر الشرطي بذلك , ومجد تفقد الأوراق
-إنها أوراق العمل .. لا شيء غريب بها نحن نعمل عليها منذ بضعة أيام .
قال مجد ,وعينيه تتفحص بدقة الأوراق ..
لا شيء يدعو للريبة فيها بالفعل ..
لكن يزن تساءل بعبوس
-إن لم يكن لأجل شيء يتعلق بالعمل.. من سيحاول استهداف يازد ؟
سيظل التساؤل دون جواب حتى يفيق يازد ويعرفون منه ما جرى .
ساعات مرت قبل أن يحدث ذلك ..
لم يخبر يزن و مجد أمهما بما حصل بل تحججوا بأن لديهم عمل معا حتى وقت متأخر , ليرسل يزن عدي طالبا منه أن يأخذ الأولاد لحياة !
التي لم تناقشه إنما استقبلت الولدين في بيتها دون أن تدري ما الذي تفعله لهما , سوى أنها وضعت لهما ما قد يريدانه من مسليات , وقد غرق كلاهما بالواجبات الدراسية وقراءة الدروس !
هما حتى لم يحاولا الحديث معها ولو بفضول , نفذا فقط رغبة والدهما دون نقاش ...
حينما فتح يازد عينيه أخيرا تنهد كل من مجد ويزن , ليفسحا المجال لضابط الشرطة حتى يأخذ أقوال يازد بعد أن سمح الطبيب المعالج بذلك ..
طمأنهم الطبيب أنه بخير ويمكنهم أخذه معهم , وأن فقدان الوعي بسبب الضربة التي تلقاها على رأسه ..
كان الخشية من وجود نزيف داخلي , ولكن والحمد لله .. كل شيء كان بخير , خلال بضعة ساعات من المراقبة يمكنه أو يعود للبيت ..
ما إن أصبحوا وحدهم , حتى جلس يزن بالقرب منه
-ما الذي يجري يازد ؟
بتعب هز يازد يده السليمة
-لا شيء مهم !
هدر مجد بغضب من استهزاء يازد بما حصل معه
-لا تقل لا شيء مهم , هناك سيارة كانت تراقبك , تنوي الأذى لك , بل أذتك بالفعل بغاية التخلص منك , فلا تقل لي لا شيء مهم ..
سكت قليلا يدلك جبينه بتفكير , بينما يذرع الغرفة جيئة وذهابا , وأشار بسبابته نحو يازد
-أنا واثق أنه شيء ما من العمل مع هذا العمران .. لم أرتح له حينما جاء..
تأوه يازد متذكرا عمران
-اطلب من راكان أن يخبره بما حصل معي ..
صر مجد على أسنانه
-لا تفكر سوى بالعمل !
ثم خرج من الغرفة غاضبا , ليغلق الباب خلفه بعصبية , لينظر يزن نحوه بلوم
-لا يمكنك أن تخفي عنا ما يجري معك يازد ..
أمسك بيده يشد عليها
-نحن أخوتك ونريد الخير لك , لذلك رجاء لا تجعلنا نعيش الخوف عليك في كل لحظة !
-سيكون كل شيء بخير ..
قال يازد بضعف يغمض عيناه بشدة متألما ...
-المهم أني نجوت ..
تمتم بذلك , ليبتسم يزن ببرود ودون مرح يخبره بأمر لا طلب
-ومن اليوم لن تخطو خطوة واحدة لوحدك دون حراسة ..
أمرا لا يسمح ليازد بعدما حصل أن يناقش به
..............................
-ألا تجيدين صنع شيء !
تلقت شيرا ضربة على رأسها من كف أم محمود التي تنام عندها منذ يومين تماما , بعد أن جاء يزن مع يازد وقال هم عائلتها ولن يتخلوا عنها لم يظهر أي منهم مجددا ..
ومنذ ذلك الوقت وهي تشعر بالوحدة أكثر من ذي قبل , لماذا جاؤوها لها إن كانوا ينوون التخلي عنها لاحقا ..
الحزن بدا على ملامحها , لذلك حاولت أم محمود جاهدة حتى تخرجها من أفكارها وها هي ذي تحاول تعليمها شغل سنارة الصوف التي لا تفارق حقيبتها الضخمة لكن شيرا لم تتمكن من تعلم القطبة البسيطة على الإطلاق مما جعل أم محمود تضربها على رأسها المتوج بجديلة من شعرها ..
رفعت شيرا عينيها لأم محمود دامعة لتتنهد أم محمود وقد علمت أنها فشلت بتغيير مزاج الصغيرة بين يديها ..
-والله لا أعرف ماذا أفعل بك ..
قالت بعجز , وسحبت وجه شيرا لتمسح عينيها من الدموع التي تجاهد للنزول على خديها ..
-ما قصتك يا فتاة , لا أعرف لك برا ولا مرسى !
-اشتقت لأمي ..
قالت شيرا , وقد فهمت أم محمود ما تقوله , سامحة لها أن ترتمي على صدرها تبكي وحدتها وحزنها ..
وكل خذلا آخر قد تعرضت له منذ وعت لحياتها وحتى الآن ..
حينما أخذتها أمها قبل أعوام صغيرة لا تفقه شيئا , حينما رفضها زوج والدتها , لترسلها مرة أخرى إلى البلد الذي اقتلعتها منه رغم أن جذورها فيه .. البرود الذي رأته من والدها , عانقها مرة واحدة فقط .
كان العناق الأول والأخير , قبل أن يغرقها بالمال ليموت بعدها بكل هدوء , يتركها وحدها دون أن تدري ماذا تفعل ..
-لا أريد أن أبقى وحدي ..
قالت من بين دموعها لتربت أم محمود على رأسها مواسية
-لن تبقي .. أنت فقط اعملي على تعديل لسانك وكل شيء سيكون بخير .
رفعت شيرا رأسها من صدر أم محمود تخبرها شاكية
-لساني لا يؤلمني !
نظرت أم محمود لها بوجهها المحمر من البكاء وأنفها الصغير الذي تستنشقه كل حين , بينما تزم شفتيها ببكاء
-ليس فقط لسانك !
همست أم محمود , ثم وقفت وسحبت شيرا لتقف معها ..
-لا تفكري الآن بشيء وحاولي أن تمشي ..
لم تنفذ شيرا ما قالته , لتعبس أم محمود بعدم رضا , وركعت أرضا قرب قدم شيرا المصابة تتفقدها كما اعتادت منذ يومي وكما طلب منها يازد , وانتبهت أن التورم قد خف , والألم يبدو خف أيضا ..
لكن شيرا الجبانة التي تخشى الألم لا تجرؤ على السير عليها بعد ..
أمسكت يديها الاثنتين بعد أن نهضت ورغما عنها سحبتها لتجعلها تمشي رغم اعتراضات شيرا المتألمة بالهندية ..
لكن أم محمود لم تهتم وتابعت مهمتها بجعلها تمشي
-يكفي دلالا واسكتي ! أشعر أنك ببغاء أحمق اختلطت عليه الأصوات التي يقلدها ..
وأجبرتها على بضعة خطوات قبل أن تسمح لها بالجلوس لتهتف شيرا بقهر منها وقد عادت للبكاء
-أنت شريرة !
ارتفع حاجب أم محمود ..
-سكت دهرا ونطق كفرا !
علقت بذلك , وابتعدت قليلا لتعود بمنديل ورقي تمسح به وجه شيرا المليء بالدموع وأنفها بقوة ألمتها وجعلتها تتأوه ..
ثم عادت وسحبتها لتقف وأعادتها مشيا إلى حيث تفضل الجلوس دائما ..
-أترين كيف تساعدك هذه الشريرة أيتها الغبية !
جلست شيرا قرب النار تشعر بالبرد وبالألم في قدمها , لكنها لم تنجو من أم محمود التي رمت عليها السنارة والصوف مجددا
-افعلي شيئا مفيدا بدل من بكاءك .. قال شريرة قال ! تعلمي الكلام ثم أطلقي الشتائم ..
بدأت هي بإكمال القطعة التي تمل عليها
-الحق عليّ أنا التي تهتم بك ألا يكفي أنك خرقاء لا تجيد لا الحديث ولا فعل شيء ..
تركت ما بيدها ونكزت شيرا بكتفها ..
-لا تجيدين سوى البكاء والنواح ..
عادت لعملها بينما شيرا فركت كتفها ترمقها بعبوس , ثم عادت لتجاهد أن تنجح بالعمل المجهد المعذب الذي ترغمها عليه هذه العجوز ..
تراقبها بعين وتحاول تقليدها ..
لكنها لا ترغب بالعمل , رمت ما بيدها جانبا تبرم وجهها عنها لا تريد أن ترد عليها ..
-ابرمي شفتيك ابرمي .. لا تجيدين سوى ذلك !
أم محمود برطمت , لتطرق شيرا برأسها ثم التفتت لها , وسحبت تنورتها بيدها تسألها
-يزن ؟
ارتفع حاجب محمود , وهي ترى ملامحها المتسائلة ...
-من بين الكل تسألين عن يزن !
هزت كتفيها لا تعرف بم تجيبها
-مثلي مثلك لا أعرف عنهم شيئا ..
ثم تركت ما بيدها مفكرة , أن يازد طلب منها أن تبقى لدى شيرا حتى يطلب منها العكس , لكن لا يمكنها البقاء هنا دائما وبنفس الوقت لا يمكنها ترك هذه المشردة لوحدها , لكن ليس بالعادة ألا يتصل بها ..
داعبت شعر شيرا المجدل بعناية بشرود مفكرة بمصير هذه الفتاة ..
لا عائلة تهتم .. ولا مستقبل مضمون ..
-هل أنت جائعة ؟
سألتها أم محمود لتلمع عيني شيرا لهذا السؤال فمنذ جاءت أم محمود وهي تأكل أكلات غريبة شهية وغير مألوفة .. لكنها تجعله يأكل كثيرا وبشهية مفتوحة ..
-أكيد ..
تلك الكلمة الممطوطة حفظتها من أم محمود التي تريد بها أن تؤكد على شيء ما , وشيرا حفظتها منها وأعجبتها
-إذن تعالي لنجعلك تأكلي ولا تفكري بشيء حتى يأتي الوقت المناسب له , ولا تقلقي بمجرد لسانك الأعوج سيعاقبون بشكل جيد
ابتسمت أم محمود بخبث من أفكارها ونفذت ما قالته , مصممة على تعليم شيرا كيف تتحدث بشكل جيد
.......
ترك يزن يازد مع أمه التي ما زالت رغم مضي يومين تلومهم لإخفاء الحادث عنها , لم يخبرها أحد بحقيقة ما حصل ..
ضرب جبينه بكفه , متذكرا شيرا
-يا إلهي كيف ستثق بنا هذه الفتاة !
خرج للحديقة الضخمة دون أن يهتم بلبس معطفه السميك رغم البرد ..
عدي طمأنه أنه حل مشكلة السيولة ولم يعرف بعد ما الذي فعله فلم يمر على المعرض منذ أن وقع الحادث ل يازد , وكذلك هناك زفاف عائلة الوجدي الذي يجب أن يحضره بالغد ..
من الجيد أن مجد وراكان قد تدبرا أمر فريق حراسة ليازد .
من الجيد أنه يملك المال الكافي ..
اتصل هاتفيا بأم محمود حتى يطمئن على أحوالهما ويسألها إن كانت تحتاج شيئا تاركا يازد مع أمه ومع عمران صديقه ..
انتظر عمران حتى أصبحا لوحدهما ثم التفت بسرعة ليازد
-أخبرني الحقيقة ما الذي حصل معك ؟
يازد لم يجد بدا من إخبار عمران بما حصل , ليتنهد عمران بقلق
-ربما ما كان يجب أن تتسرع بالتحدي يا يازد أنت لا زلت جديدا في السوق !
لكن يازد لم يكن يفكر بذلك , بل زفر بضيق
-أريد منك خدمة يا عمران ..
أعطاه عمران كامل انتباهه
-أنا لها يا يازد , والدي لديه معارف في الشرطة ويمكنه أن يطلب تكثيف التحقيق في ..
قاطعه يازد بكف يده
-لا لا لا ..
اعتدل بجلسته لاعنا بهمس كون أمه لا تسمح له بمغادرة السرير وكأنه طفل صغير ,صحيح أن عضده محروق لكنه ليس معاقا وإصابته لم تكن بتلك الخطورة .. لكن من يقنعها بذلك ..
-ما أريده منك لا علاقة له بالحادثة ..
عبس عمران وقد زاد قلقه فهل تورط يازد بشيء لا يعرف عنه شيء ؟
تنهد يازد مدركا صعوبة ما يطلبه
-أنت تعرف البيت الذي اشتريته من عمي أليس كذلك ؟
عمران أومأ برأسه دون أن يعلق بشيء ..
-حسنا..
حك يازد رأسه لا يعرف كيف يطلب منه ذلك , هو أكثر الناس يعرف كم عانى عمران حتى تزوج نور ..
لكنه بنفس الوقت لا يقدر أن يرسل أمه , ولا يثق بزوجة عمه التي بالمناسبة لم يخبروها حتى الآن بأن شيرا لا تزال هنا ..
لذلك بكلمات منتقاة طلب منه أن يجعل نور تتعرف على ابنة عمه شيرا !
عمران أراد حقا أن يعتذر , فمما حكى له يازد شيرا نسخة من نور ولكن بنكهة غربية !
هل يجوز وضع الزيت قرب النار ؟
لكنه لم يملك إلا أن يوافق على طلب صديقه ..
..........................
تأفف مجد مستاء من المهمة الموكلة له ..
لما هو ؟
لديه عدي الذي يعمل كالخادم لديه بكل شيء , لما لا يحضرهم هو من المدرسة كما كل مرة ؟
لماذا الآن يريدونه ؟
كان وقت الانصراف , وقف قرب سيارته ينتظر أن يظهر دانيال وفاطر من باب المدرسة بملل , عقله دون إرادة منه يعود للتفكير بما حصل مع يازد , ما الذي كان سيحصل لو لم يرد عليه ؟
تنهد بينما ينقل نظراته بين جموع الطلاب المتدافعة , ليرى دانيال يخرج حاملا ورقة ما يناقش بها مع ..
اتسعت عينيه هامسا
-شبر القاع !
-دانيال .. فاطر ..
نادى ليجذب انتباههما له , وبالفعل اتجها له , بينما حلا وقفت تنظر له عابسة للحظة ثم قررت فجأة كونها لم تتعرف عليه بشكل شخصي من قبل
-سيد يزن ..
هتفت تناديه ليعبس مجد يراها تقترب منهم , لتقول بلطف لدانيال وفاطر
-هلا تركتمانا قليلا ؟
تساءلت , وعلى الفور وبكل أدب ابتعدا ..
لتنظر حلا على الفور نحو مجد بلوم
-أتعلم ؟ لو كنت تخصص لولديك القليل من وقتك كما تخصص للنادي الرياضي لكان ذلك أفضل !
حلا على الفور تذكرت أنه من رأته في النادي حين ذهبت لابن عمها هناك , حاول مجد أن يبرر نفسه ويخبرها أنه ليس والدهما لكنها لم تسمح له
-الولدين ليسا على ما يرام , كتومان .. ليسا اجتماعيان ..
هزت رأسها وطالبته بقوة
-اهتم بهما قليلا اجلس معهما أكثر أو على الأقل وظف مربية لهما إن كنت مشغول عنهما لهذه الدرجة ..
ثم تركته برأس مرفوع مبتعدة عنه ..
-شبر القاع تلك !
تمتم هامسا بينما عاد دانيال وفاطر للركوب بالسيارة ..
غير منتبهين لعمهم المشدوه بالنظر لقصيرة تتقافز بخطواتها على الأرض مبتعدة عنه بعد أن كالت عليه أكوام من الاتهامات
............................




Fatima Zahrae Azouz غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس