عرض مشاركة واحدة
قديم 07-11-20, 09:31 PM   #327

رحمة غنيم

? العضوٌ??? » 475679
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 431
?  نُقآطِيْ » رحمة غنيم is on a distinguished road
افتراضي

ضجيج يصدح بالارجاء ... ذلك الضجيج الذى يرتفع مع التحام الكاؤس ببعضها البعض .... ضجيج تلك المجاملات الاجتماعية التى يجيدها هذا المجتمع الراقى !! ... مجتمع رجال الاعمال المخملي !

زفرت ميرال بسخط و هى تجول بنظراتها ارجاء المكان .... تبحث عنه !! .... تُدرك انها لن تستطيع ان تتعامل معه أمام تلك العيون المتربصة .. لكنها ... لكنها تمنت ان تراه !! .... رفعت أناملها بارتباك تزيل خصلاتها الداكنة للخلف و داخلها يتساءل ... ما الذى تريده من طارق تحديداً ؟! ... انها تعى جيداً هذا التناقض الذى يحدث معها منذ هذا اليوم نحوه !

حركت رأسها بعجز و هى تتذكر كلماته لها .... هل حقاً ما شعرت به بتلك القبلة ليس سوى ..... توقف تفكيرها بنفور و نبرات آسر المستفزة تتسلل بالقرب منها

( هل تبحثين عنه ؟! )

كانت ميرال تعى لوجوده بجانبها على ذات الطاولة لكنه لم يكون متواجد بالنسبة لها سوى لإكمال تلك الصورة العائلية التى ارادها والديهم ... فهم بالأساس كانوا ولازالوا أحد التماثيل الخاصة بهم !

التفتت ميرال نحوه تطالعه باستهزاء أجادت رسمه مع ابتسامتها الثلجية تجيبه بتهكم

( لماذا لا تبحث عن أحد عشيقاتك و تبتعد عنى آسر ؟! )

رفع حاجبيه بصدمة و نبراته تجيبها باستهزاء مقزز

( متى أصبحتِ متصالحة مع عشيقاتى بهذا الشكل ميرال ؟!! .... ام ربما حينما وجدت عشيقك الخاص ؟! )

رمقته ميرال باستحقار و حقدها يتزايد نحو هذا المخلوق ... كم كانت حمقاء حينما ألقت بنفسها لترتبط بذلك الوغد

( ليس الجميع مثلك آسر .. فكلانا يعلم جيداً لماذا تسعى بادعاءتك تلك ! )

تجمدت ملامح آسر للحظات قبل ان تزيد ميرال من صدمته و هى تكمل

( فأنت تسعى لإثبات أننى خائنة مثلك حتى تستطيع ان تقف أمام والدك و تُطالب بالانفصال !! )

احتدت ملامحه بعنف و داخله يشتعل اثر كلماتها المقللة له .... ليردّد بحدة متزايدة

( انا لا اخشى شئ ميرال و سوف ترين هذا قريباً ... سوف انفصل عنك و والدى سوف يقبل ذلك لانه يريد حفيد يحمل اسمه ! .... هذا الحفيد الذى لا تستطيعين اعطاءه له و لن يستطيع والدك فعل شئ حينها ! )

ابتلعت ميرال تلك الغصة التى شعرت بها تحرقها قبل ان ان تردف بشموخ و هى تشير برأسها نحول طاولة والدها و والد آسر

( انهم هناك أمامك ... يمكنك ان تقص مشكلتك عليهم فأنا مللت كلماتك )

تحركت ميرال بهدوء أمام نظراته المشتعلة بالكره نحوها .... تتحرك بالم تلك الأنثى الجريحة بداخلها ... تحاول ان تخفى الم روحها المكلومة و كبريائها الجريح و دون اراده منها أخذت تبحث عن هيئة طارق !

تبحث عن نظراته التى لا طلما أشعرتها انها امرأة ... امرأة كاملة كما لم يراها أحد غيره .... فهو الوحيد الذى كان يرى بها ذلك الجانب الذى اهمله الجميع حتى جعلوها تهمله ايضاً حتى تناسته !!! .... و كان لها ما تمنت فقد شعرت بجسدها يتصلب و هى تقابل نظراته البعيدة عنها و هو يدلف نحو الاحتفال .. لم تسيطر على اهتزاز حدقتيها و هى تتلمس بنظراته ذلك الفضول !

انه هكذا دائماً كان يلتقط جميع اختلاجاتها من نظراتها فقط ... و كأنها مرآته الخاصة !! ... ابتسمت نحوه باهتزاز تبحث عن ثبات روحها التى تسربت منها قبل قليل .... لكنها وجدت بعض منها بتلك النظرات التى التقطتها من مقلتيه الهادئة ببريق

أجل انها ذات النظرة التى كانت تفكر بها ... تلك النظر التى تعيد لها كبريائها !! ....... شعر طارق بأنين متألم بدأ يغلف نبضاته حينما وقعت عيناه عليها .... لن ينكر انه اخذ يبحث عنها رغماً عنه ... كم كان يحفز نفسه ان لا يفعل لكن كما الحال دوماً تسقط حصونه دون اى مقاومة أمام نظراتها ... اخذ يتساءل عن سبب هذا الالم المطل من نظراتها ... هو يعلم جيداً حالتها هذه ... لقد رآها العديد و العديد من المرات !

لمح طارق قامة قادير الأنيقة و هو يقترب منه بخطوات واثقة متعالية .... يرمقه بابتسامة غريبة لم يستطيع تفسيرها و للعجب رَآه يمد كفه ليصافحه و هو يردد بغموض

( لقد اتيت ؟!!)

ابتسم طارق برسمية يصافح كفه التى ضغطت بقوه على قبضته لكنه اردف دون ان يفلت قبضته

( كيف لا البى دعوتك الشخصية لى سيد قادير ! )

مال فم قادير بشبه ابتسامة بينما أردف و هو يسحب كفه

( كنت أعلم أنك شجاع ... لكن لا تنسى ان تكبح تلك الشجاعة عند اللزوم ! )

ازدرد طارق ريقه بثبات فهو كان يعلم جيداً انه تلقى تلك الدعوة ليتلقى أحد الدروس العظيمة بعدم تخطى الحدود ... يعلم ان الأمر ربما لن يتوقف عند هذا الحد لكنه أراد ان يثبت انه لا يخشى هذه الرسائل المبطنة

أومأ طارق براسه باحترام يعلم انه يرضى هذا الذى يقف أمامه جيداً .... ليرى بعدها قادير يغادر متجهاً نحو عزام الذى يقف بأحد الزواية يرمقه بشراسة قاسية

تحدث عزام فور وصول قادير باتجاهه و نبراته تحاكى ذلك الغضب المستعر بداخله

( ما الذى أتى بهذا الحقير الى هنا ؟! ... هل أردال هو من دعاه ؟! )

حرك قادير راسه نافياً و هو يردف دون اهتمام

( بل أنا من دعوته ! )

ارتفع حاجبي عزام بعدم تصديق و بنبرات مستنكرة تحدث

( هل فقدت عقلك قادير ؟! ... كيف تفعل ذلك و أنت تعلم تلك الشائعات ! )

زفر قادير لهب انفاسه قبل ان يستدير ليواجه نظرات عزام الناقمة نحوه مردد بنبرات واثقة

( لهذا تحديداً دعوته ... لكي يعلم الجميع انها ليست سوى شائعات مغرضة لا أكثر ... كى نخرس تلك الأفواه التى تتحدث من خلف ظهرنا ... الا ترى نظرات الجميع لنا و أنا أقوم بمصافحته )

مال رأس عزام بتلك النشوة التى شعر بها من كلمات قادير و نبرات خرجت مبهورة عكس ملامحه الثابتة

( لقد اعجبتني قادير ... لاطلما اعجبني تفكيرك ... لا اعلم لماذا لم يرث آسر منك هذه العقلية ... حينها كان تمكن من كسب ابنتى و العبث مع تلك الفتاه دون ان يورط نفسه بالمشاكل كما كنّا نفعل نحن !!! )

لحظات من الصمت الغريب الذى تمازج مع غموض مظلم طغى على ملامح قادير و نظراته و دون اى قصد أخذت عيناه تبحث عن طيف كان ولازال يراقبه فى صمت .... هذا الطيف الذى لم يستطيع الحصول عليه مهما فعل ... حتى وصل به الحال لقتل روح كانت غالية عليه بيوم من الأيام أكثر من نفسه !

قبضة غليظة خطت على كتفيه جعلته يعود من شروده و نبرات عزام تعود لتقتحم تلك الذكريات المريرة داخل عقله

( أين ذهبت يا رجل ؟! ... هل تريد ان نعيد تلك الأيام التى كنّا نلهو بها معاً ؟! )

لم يتغير الغموض الذى حل على قادير و هو يردد بنبرات متحجرشة نحو عزام

( ربما كنّا نفعل لاننا لم نحصل على من تستطيع السيطرة علينا بالكامل ! )

عقد عزام حاجبيه بعدم رضا واضح و هو يردد باستنكار

( هل تعنى ان تلك الفتاة الحقيرة استطاعت ان تفعل ما لم تفعله ابنتى ؟! )

اغمض قادير جفونه يحاول ان يسيطر على ردت فعله التى أفلتت منه و هو يردف

( أنت تعنى ما تقوله عزام ما علاقة ذلك بذاك ؟! ... و هل كنت تقارن يوماً ما نعبث معهم بزوجاتنا ؟! )

لم يستطيع عزام الاجابة على تساءل قادير و هو يستمع الى سؤاله المباغت

( ما الذى أتى بهذه الفتاه الى هنا ؟! )

التفت عزام باتجاه نظرات قادير و التى كانت تتوجه نحو هيئة تاليا التى دلفت بأنوثتها المعهودة بارجاء الحفل

كم كان يريد ان يمتلك هذه القطة البرية بين مخالبه حقاً ... مال فمه بابتسامة ذات مغزى و هو يطالع هيئتها بثوبها القانى الذى حدد ثنايا جسدها المغرى و هو يردد

( أنا ايضاً لدى مدعوينى الخاصين قادير !! )

التفت قادير بصدمة نحوه و بفحيح معترض اردف

( هل فقدت عقلك ... لماذا تفعل شئ كهذا عزام .... هل تريد ان تقلب الوسط .... ان بهار سوف تحملني هذا الأمر لماذا فعلت ؟! )

لم يحرك عزام ساكناً و هو يجيبه

( لطالما تساءلت لماذا تهتم براى تلك المرأه العابسة حقاً ؟!! )

ضغط قادير على فكه بعنف و هى يردد بحده

( عزاااام لا تتجاوز حدودك .....صدقاً لماذا لا تُخرج أردال من رأسك و تتوقف عن العبث معه ؟! .... لماذا تسعى لاثارة غضبه الذى يجعلك تغضب أضعاف بعدها ؟! )

***

( ياااااااالهى كم تبدين خارقة الجمال يا ابنتى ! )

ابتسمت نارفين بخجل و هى ترى نظرات بشرى التى تشع نحوها و التى لحقتها نبرات بهار و هى تثنى على اختيارها لذلك الثوب قائلة

( كنت أعلم انه سوف يناسبك لكن لم اكن أتوقع انه سوف يكون بتلك الروعة .... أليس كذلك بنى ؟! )

وجهت بهار التساءل نحو أردال الذى كان يحاول جاهداً تجنب هذا الخفقان المربك الذى يشعر به داخل جانبات صدره بتواجد نارفين بجانبه و هم يخطان هذا الممر الذى يؤدى الى مكان الحفل .... شعر بارتجاف رقيق يداعب أوتاره و هو يرى نظراتها التى انتقلت بشكل فورى نحوه و كأنها تنتظر إجابته !! ... بل هى حقاً تفعل .... ما تلك الهالة التى أصبحت ترافقها ؟!! ... بل لماذا هو أصبح يتاثر بها هكذا !

لم يستطيع سوى ان يؤما براسه اجاباً بخفه وقورة و هو يشعر بنظرات ثلاثتهم الموجهة نحوه تنتظره .... عادت نظرات نارفين لتتجه نحو بهار و ملامحها المشرفة تُحاكى هذه الاحاسيس المختلطة داخلها .... تبتسم و هى تردد بشكر خجول

( شكراً لك على هذا الثوب الرائع سيدة بهار )

اقتربت بهار بخطوات هادئة نحو نارفين تمسد على خصلاتها البنية القصيرة و هى تردف

( سيدة مجدداً .... لماذا لا تتوقفين عن تلك الألقاب ابنتى )

كانت نظرات أردال تتعلق بذلك المشهد بتعجب لم يظهر على ملامحه ... و داخله يتشتت أكثر... و هو يواجه طريقة أمه بالتعامل مع نارفين !!! ..... هل تدعوها ابنتى حقاً ؟؟! .... ما الذى وجدته بها لتتقبلها بذلك الشكل الغريب و السريع ايضاً منذ اول لقاء بالرغم من كل شئ !! .... هذا التقبل الذى طالما سعى ليحصل على ربعه مع تاليا من قبل و لم ينجح لم يسمع أمه تنعتها هكذا لقد كانت دائماً تتعمد نطق اسمها بطريقة جافة و رسمية !!!

عاد من تخبته و هو يستمع الى نبرات نارفين المتساءلة الموجهه نحو بشرى

( لماذا لم تستعدي حتى الأن ؟! )

ابتسمت بشرى ببشاشة و هى تحرك رأسها معترضة

( لا يا ابنتى أنا لا أشارك بتلك الحفلات ... أنا لا أستطيع ان اتعامل ما هذا الكم الهائل من النفاق القابع بالخارج )

حركت بهار رأسها و هى تردد بمشاكسة

( دعك منها نارفين لا تحاولي حتى .... فهى تمتلك رأس عنيد كالحجر و مع الأسف لقد نقلته لهذا الولد الذى يقف بجانبك و أصبحت اعانى مع كلايهم )

ابتسامة مرحة أشرقت على ملامحهم جميعاً لكن نبرات بشرى قطعتها و هى تردد بعتاب

( سامحك الله بهار )

رفعت نارفين أناملها تعيد خصلات شعرها للخلف بحركة خفيفة حازت على انتباه أردال لتجعل نظراته تتوقف نحوها و هى تردف

( يجب ان يكون أردال رجل هكذا و هو يمتلك امهات رائعة مثلكم )

لم يكن يدرك البريق الذى طغى على محيطه و نظراته التى تُطالعها ... هذا البريق الذى تسلل داخل كل من بشرى و بهار لينير بنوره الأمل أكثر و أكثر و كان ذلك البريق انتقل الى مقلتيها بعد ان التفتت لترى نظراته ... انها أصبحت تنزلق بعنف ... تنزلق دون اى مقاومة بجنونها هذا !! .... شعرت بارتجاف لذيذ يسرى داخل عروقها و هى ترى ذراعه الذى امتد نحوها حتى تتعلق به ! .... انها تفقد نفسها ... تفقد نبضاتها و كيانها

***
يتبع...


رحمة غنيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
كاتبة بقصص من وحى الاعضاء