عرض مشاركة واحدة
قديم 10-11-20, 03:25 AM   #6218

Nor BLack
 
الصورة الرمزية Nor BLack

? العضوٌ??? » 455746
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 593
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Nor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   star-box
Rewitysmile7

الفصل الثامن والأربعون المشاركة " ٣"


"اثبتي يا متجبرة، لقد اهتزت يداي مرة أخرى بسبب تحرككِ"
هتفت في وجهه بنزق وهي تمد كلا كفيها للأمام سامحة لطلاء أظافرها أن يجف وهي تقول "أنت الجاهل دوحا، لا تفهم في أمور الفتيات"
كانت قدماها الصغيرة يرتفعان على حجره بينما هي تجلس في مقعدها الطفولي الذي جسد السيارة الحمراء الصغيرة التي ابتاعها لها مع الغرفة الصبيانية.. وقد اختارت الأثاث بكل تسلط بنفسها.. قال ممدوح بغيظ "ربما لأني لم أكن فتاة بالسابق يا ابنة أمكِ"
عبست وهي تقول "أنا ابنة دوحا وليست أمك"
سخر منها "وأنتِ للشهادة تحترمين تلك الأبوة يا متجبرة"
رفعت حاجباً واحداً قبل أن تقول بتهديد "أطلي أظافري سريعاً بدل أن أفتح رأسك دوحا"
"أعتقد أنها ترغب في قول (نقطنا بسكاتك)" قالت لورين التي دخلت الغرفة تمسك في يدها كوب ضخم من القهوة.. تضحك سراً على عذابه مع (النذلة) الصغيرة منذ وقتٍ ليس بهين، لقد ساومته تقريباً أن تقبل بالبقاء مع عمتها أثناء انشغال كليهما لبضع ساعات للانتهاء من أوراق إقامتها هي.. فتجبرهما ليهبط كليهما لمحل صغير بجانب المنزل لشراء أنواع وأشكال كثيرة من طلاء الأظافر وأدوات زينة هي نفسها لا تملك كل هذا العدد...
"يبهجكِ ما تفعله بي أليس كذلك؟"
حركت لورين كتفيها بلا معنى وهي تجلس على مقعد خشبي مقابله ثم وضعت ساق فوق الأخرى وهي تقول ببرود "أنت من أردت أن تعيش لحظات الأبوة معوضاً ما فاتك معها.. ليست معاناتك مشكلتي بالنهاية"
رفع عينيه الخضراوين ينظر إليها.. نظرة مبهمة ثم قال بوجوم "يمكنك مد يد المساعدة، فكما نلاحظ أنا وأنتِ أمل تحتاج لإعادة صياغة شاملة"
حركت أصابعها على سطح الكوب الدائري ثم قالت بجفاء "إعادة صياغة!! هل تعتقد أنها أحد برامج حاسوبك يا بشمهندس؟!"
نظر إليها من جديد بطريقة غريبة ثم قال بصوتٍ متشدد قاس "بل ابنتنا التي خبأتها لزمن.. وانشغلتِ عن تنشئتها... لذا من حقي التدخل الآن لأزرع فيها كل ما حرمنا أنا وأنتِ منه.."
أطلقت ضحكة ساخرة في وجهه فتمتم بنفور "ما معنى هذا بالضبط.. هل ترين أن محاولتي لإصلاح ابنتنا مادة للسخرية؟"
وقفت من مكانها وهي تنصرف من المكان،قبل أن تتوقف تنظر إليه من فوق كتفها وهي تقول ببرود جاف "لا.. بل تعني أني ما زلت أرى أن الدور كله لا يليق بك يا ممدوح لأتتمه.."
أظلمت عينا ممدوح وهو ينظر لها عاقداً حاجبيه بقتامة.. حتى أخرجته يد ابنته التي تربت على كتفه ثم رأسها الذي مال على صدره في نوع من الاعتذار الصامت وكأنها تدرك ما يحدث "مولي تحب بابا كثيراً"
قبل ممدوح رأسها بقوة ثم جبهتها وهو يضم جسدها إليه بتشدد ثم قال بخفوتٍ رحب "ودوحا يحب أمل أكثر من روحه.. لأجل مولي سيفعل أي شيء"
ضحكت الصغيرة برقة قبل أن تقول بخبث ممتع "هل ستأخذني لشركتك إذاً؟"
أبعدها عنه ينظر إليها مدعياً العبوس وهو يقول "ليست شركة أخبرتكِ بل مكتب صغير جداً،وبعمل مولي وبابا سوياً سيكبر ليكون مكان ضخم جداً جداً.."
رفعت إصبعها المحذر في وجهه وهي تقول بتسلط "أريد مكتب جانبك...ومقعد سيارة،لن أذهب لبيت الأحمق سيف..بل سآتي معك"
حرك رأسه مدعيا التفكير ثم قال "دعينا نتفق، أمل ستذهب للمدرسة صباحاً.. وليلاً ستأتي معي للعمل ما رأيكِ؟"
قفزت بحماس وهي تسقف وتهلل مطلقة أصوات جلبت إلى قلبه ضحكة مدوية "مولي كبيرة، سوف تذهب للمدرسة"
"هل أنتِ سعيدة؟"
رفعت حاجبيها بالترافق مع توسع عينيها الكبيرتين ثم دست إصبعها في فمها وهي تومئ عدة مرات مؤكدة على بهجتها..
"إذاً سنذهب اليوم لشراء حقيبة أمل وأدوات مدرسية...والأسبوع القادم سنذهب للمدرسة الكبيرة جداً لتريها"
قالت بسعادة وهي تخرج إصبعها من فمها "أريد ملابس جميلة دوحا، لا أريد فستان أحمق أنا لست فتاة تذكر"
ضحك من كل قلبه وهو يقف يعرج على ساقه حتى وصل إليها يختطفها من الأرض وهو يلقيها للأعلى ثم يستقبلها بين ذراعيه وهو يقول محذراً بطريقتها "ولكن لا أريد شكوى من أحد، أمل ستكون فتاة مهذبة، وليست صبي مجنون لذا لن تضربي أحداً"
نظرت إليه بذهول مضحك ثم قالت "كيف أعاقب من يزعج مولي إذاً؟"
قال بجدية شديدة حازماً "ستخبرين معلمتكِ، أو تنتظرين لتشكي لي من أزعجكِ وسأتولى الأمر"
جادلته "ولكن مولي تحب ضرب الفتيان"
قال بنفس الحزم"على مولي أن تتوقف،وإلا سأغضب منها ولن أحدثها"
وجدها تلف ذراعيها حول عنقه وهي تقول سريعاً"هل ستسافر إن غضبت مني،لا أريدك أن ترحل من جديد بابا سأحزن كثيراً.. سأبكي, سأبكي بقوة حتى تعود إليّ"
أغلق ممدوح عينيه وهو يضمها إليه بتشدد وهمس لها بمرارة "بابا لن يسمح لأمل بالابتعاد..ولا لأم أمل بتعذيبنا"
"لن أضرب أحد، سأنتظر لأخبرك ثم أضربهم هل هذا جيد؟"
من السهل جداً على تلك المعجزة كما وصفها أيوب أن تخلق بداخله أجمل إحساس مبددة كل أوجاعه "تبدو صفقة جيدة حتى حين يا مستبدة"

شعر ممدوح بيد تنستد على كتفه..التفت بحيرة ينظر إلى عودتها ..يتأمل النظرة الغير مفسرة في عينيها...هل كانت تبكي؟!...
الآن الصدمة كانت أعمق وهو ينظر إليها ببلاهة وقبل أن يفكر في السؤال...كانت تمنعه وهي تقول باستياء"جرحت أصبعي،لقد فكرت أن أحضر لكما الغداء وليتني ما فعلت؟!"
"وأين ضمادة الجرح إذاً؟"سأل ببساطة
قالت بجفاء"جرحاً لا يستحق..المهم أعطني المستبدة...أريدها "

هتفت أمل بنزق معترضة"ولكن أنا أريد بابا..لم أطلبكِ يا لورين"
زفرت لورين نفساً حادًا من بين شفتيها وهي تقول باستياء"إسمعي يا ابنة ممدوح أنا لستُ لعبة بين يديكِ،لقد ناديتني ماما أخيراً ولن أسمح لك بالتراجع!"
أخذتها من بين يديه ثم أوقفتها على الأرض وركعت أمامها تخرج شيء من علبة زرقاء اللون...بينما هو بقي لثوانٍ يتأملهما تتناطحان بنفس القوة والجبروت بإنبهار ثم قال"من شابهت أمها ما ظلمت"
صححت لورين وهي تنظر إليه ممتعضة"اسمها"اكفي القدرة على فمها ...الأخرى تطلق على الصبي وأبيه"
قال ممدوح بلكنته العربية المميزة ساخراً"والله هذه هى كل ما أملك الآن،لذا عليكِ تقبل ان أطلق عليها الأمرين معاً"
اطرقت لورين برأسها لبرهة ناظرة للأرض..ذلك الشيء معلق بين يديها هو يقف مطلا عليهما من علو..بينما ابنتها أمامها تتنازل و تحرك أصابعها الصغيرة في طيات شعرها الطويل والناعم في نوع من التواصل...ماذا عليها أن تفعل الآن..الورطة تزيد ومشاعرها تعود من جديد لتنجذب لفخ الدب،تدخل قفصه المحكم،تقتحم غابته المخيفة..بل انها سمحت لدُبها أن يحتضنها أن تبات على صدره أن تنهل منه ذلك الشيء المبهم الذي لا يقدر أحد في الكون سواه على منحه لها..هل قال أن فراشها حمم،ووجودها عذاب...ماذا عن تواجده كله حولها..عن معاناتها ووجعها وهى تراقبه يوماً وراء الآخر مع صغيرته..القلب يريد..النفس تريد..والألم يريد مسكنه رافضاً توحشها فيما تنتويه..كيف ستقدر أن تحرم أمل منه..ومن أين لها القدرة لتعود العنقاء تنهض من الرماد لتحارب وتقاوم...لقد اخترقت العنقاء خاصتها،ولم تعد قادرة على التجديد...فما بالها من مجرد رؤيتها منذ قليل لتلك الصورة الرائعة بينه وبين الصغيرة، تعد توقظ فيها نار العنقاء ملحة عليها بالنهوض...هل سوف تستطيع التخطي فعلاً...ولكن كيف...كيف لها أن تأمنه على نفسها أن تنسي ما كان منه ومنها ...
مازلت أمل تنظر إليها نظرة توجع القلب..بينما شعرت به يجلس موازياً لها يده تمسد ظهرها صعود وهبوط برفق وهو يقول بقلق" لورين هل أنتِ بخير،هل تشعرين بالتعب؟"
رفعت وجهها نحوه تنظر إليه بإبتسامة بطيئة ثم همست بخفوت شجن"أردت أخبارك،أنك أباً رائعاً،بل أفضل من رجال كثيرين كبروا في بيئة سوية متوفراً لهم كل متطلبات الحياة...أنت والد بالفطرة يا ممدوح وهذا ما لم أكن أتخيله أبداً"
ارتد وجه ممدوح للوراء قليلا وهو ينظر إليها بعجب،محاولا أن يصل لسر تقلبها العجيب..إلا أنه قال بالنهاية بنبرة بطيئة خافتة " ليس هذا جوهر الأمر،قد أكون أباً رائعاً،ولكني فاشل فيما تحتاج لأمنحه لها..لذا أحتاج لوالدتها معي..لنساند بعضناً مصححين كل ما يخفق فيه الآخر"
هزت رأسها ولم ترد ثم استدارت نحو أمل تمسك يدها وتفردها وهو تقول " إجعلها ثابتة بهذا الشكل "
قلب ممدوح عينيه بتعجب" ماذا تنوين؟"
أخرجت لورين كف بلاستيك مقوى طبي.. يمسك يد الطفل وبه أصبع واحد فقط ضخم قليلاً..ثم وضعته هناك أمام نزق أمل واعتراضها بل وبدايتها في البكاء ثم قالت بهدوء" كل يوم كنت أُؤجل علاج مشكلة هذا الإصبع مخبرة نفسي أنها ستكبر وتمتنع من تلقاء نفسها،ولكن كما ترى لن تفعل قط،لذا حان وقت تدخلي خاصةً مع نيتك في أن تلحقها بمدرسة"
بكت أمل مما جعله يتشتت للحظة خاصة عندما اندفعت تلتجئ إليه وهي تحاول باستماته وضع إصبعها المعزول،في فمها فتفشل وتزيد بكاء صارخ"لا أحب لورين سيئة..بابا أخلع هذا الشيء القبيح"
نظر إليها ممدوح بتردد ثم سأل"أليس هناك حلٌ آخر؟"
حاولت لورين أن تقترب منها أن تحتويها إلا أن العنيدة رفضت بكل قوة،قالت بخفوت"تلك الطريقة الطبية الوحيدة باقي الحلول متداولة بوصفات شعبية..مستحيل أن ترضى أنت بها،أو أقدر أنا على فعلها.."
نظر إليها بجهل بحت للمعنى فشرحت باختصار"يضعون شطة حارقة وصبار ووو..."
أوقفها وهو يقفز بالفتاة بعيداً مستوى على قدميها وهدر"لا..لا ما هذا الاجرام والقسوة.."فلتمتصه باقي عمرها "
وقفت لورين بدورها وهي تقول بعجز"أخبرتك أن تقبل،لذا عليك مساعدتي لتتقبل مستبدتك علاجها من هذا الطبع"
ظلت أمل للحظات طويلة تختبئ على كتفه محاولة خلع هذا المانع تارة..تصرخ في وجه لورين تارات ثم تتوسله هو النجدة ...
حتى قال هو أخيراً" آن لهذا أن ينزع..أنتِ كبيرة الآن ولست مجنونة المجانين فقط من يمتصون أصباعهم"
مدت شفتيها بعبوس باكي مصرة على الرفض ..
فقال ممدوح من جديد"ما رأيكِ نذهب لشراء النوتيلا لأمل والكثير من الشكولاتة..مقابل أن تجربي ارتدائه ليومٍ واحد؟"
أطلقت لورين اعتراضاً فأوقفها بحزم..وهو يعود لابنته التي بدأت تقبل الأمر ثم همست من بين بكاء التردد"سأبقيه ليومين كهذا ..رفعت أربعة أصابع..مسببة ضحكة خافتة..ثم ذهول مستنكر عندما أكملت"ولكن بشرط أريد رؤية صديقي إياب واللعب معه لقد اشتقته"
ظل ممدوح ينظر إليها بذهول وبلاهة ..بينما ضحكت لورين بقوة وهو تخبط كفيها بشماتة هامسة من بين أنفاسها "ونعم الصياغة،يا ممدوح ابنتك منحلة"
...............................
دفع ممدوح عربة المشتريات أمامه،بعد أن اتفقا للنزول سوياً كأسرة حقيقية أخيراً لشراء بعض المستلزمات الناقصة للمنزل، ومخزون من الطعام والمشروبات ....
بينما كانت لورين وراءه ترتدي بنطال نسائي رياضي وحُلة مماثلة محتشمة رابطة شعرها الأسود في ديل حصان أشبه بكرباج لاذع...يتراقص حتى أسفل ظهرها بقليل..منحها مظهرًا متحرراً جذاباً وكأن السنون العجاف لم تترك بداخلها أثراً وكأنها كما هي عندما رآها أول مرة..نظر قليلاً لأمل التي تجلس أمامه عابسة تضم يديها لصدرها بسخط ممتع،وقد ألبستها أمها حله مماثلة وعقدت لها شعرها المشابة لها في تصفيفة مماثلة"لما الغضب،يا مستبدة؟"
قالت أمل دون أن تنظر إليه"لا أتحدث معك..أنت تحب لورين أكثر مني"
مال نحوها وهي يقول بعبوس"دوحا لا يحب أي فتاة إلا أمل"
قالت معترضة بسخط:"لم تعد دوحا بل بابا فقط"
نظر إلى لورين متسائلا وهو يقول"هل نفهم من هذا أن لقب ماما وبابا نوع من العقاب؟"
قالت بحيرة مماثلة متخوفة"يبدو هذا فعلاً..يا إلهي كيف سنتصرف..على الأقل أنت تدعوك دوحا..لكن أنا أصبحت ماما دائماً أي أني في عقاب مفتوح"
قال ممدوح بجدية شديدة وهو يلتقط أحد أنواع الجبن من الثلجات المرصوصة"إن كنتِ تبحثين عن تعاطف،فطلبكِ مرفوض..إذ أن فكرة العقاب بحدة ذاتها مريحة"
امتعضت شفتيها وهي تنظر إليه ببرود...لوح ممدوح أمام عينيها وهو يسألها بنبرة عادية"أيهما أفضل لنأخذه؟"
ضيقت جفنيها في خط متقوص،وملامحها ترتسم نوع من الإستكانة المريبة..بينما قوامها الجميل المتناسق يتهدل في وقفة تمسكن ووداعة جعلت قسمات وجهه يحتلها التشكك..ثم قالت أخيراً بنبرة بسيطة للغاية خاضعة لا تليق للورين مطلقاً ولو من باب المزاح
"وكيف لي أن أعرف يا سي ممدوح ؟ أنت المتحكم مالك زمام الأمور كبير البيت وسيد حياتي..لا رأي بعد رأيك طبعاً"
مد ممدوح عنقه للأمام مع انحناء رأسه نحوها ينظر إليها بارتباك ثم قال دون سيطرة على نبرته التي خرجت سوقية للغاية"نعم يا طبيبة الغبرة؟!"
حركت كتفيها للأمام بلا مبالاة ثم قالت بنفس تلك النبرة المريبة
"كما سمعت يا سيد الناس وسيدي،أنا من المستحيل أن أبدي رأي حتى ولو في علبة صلصة وأنت موجود"
ضيق عينيه بطريقة مضحكة وهو يهمس"أيها الخبيثة..هل حقاً تريدين لعب هذه اللعبة...أنتِ تعلمين جهلي بأشياء المنزل..أنا أعجز حتى عن عمل كوب قهوة لنفسي"
تبخطرت أمامه في مشية متمهلة مغرورة قاصدة استفزازه ثم قالت بخبث"عليك التعلم إذاً يا سيد الناس والمنزل،السلطة يا حبيبي ليس بشيء هين ولا سهل.لذا تحتاج لبعض الجهد منك"
هل إن فتح رأسها بعلبة النوتيلاً وإدعى أن ابنته من فعلت..ستكشفه كاميرات المراقبة؟!ربما عليه الانتظار حتى تنام ثم يقيدها في الفراش ليس لشيء منحرف حاشى لله أن يقترب من الجاحدة وإنما ليجلدها على القدمين..احم وربما منطقة مستفزة أخرى ملفتة للنظر ...
أثناء تفكيره الخطير الذي جلب له البهجة..رن هاتفه قاطعاً عليه حتى خيالاته الجميلة..أخرج الهاتف ونظر للرقم وفور أن رأى المتصل تجمد في وقفته وشحبت ملامحه قليلاً..كانت لورين عادت تحمل بعض الأشياء تضعها في العربة..وهي تنظر إليه بقلق وللهاتف في يده"من المتصل؟!"
تمتم ممدوح باقتضاب وهو يبتعد عنها سريعاً ناوياً الخروج من هرج المكان بين المتسوقين"مكالمة عمل هامة..انتبهي لأمل"
حدقت في أثره بجمود وشعور من الغيرة التي ليس له معنى يحرقها..من شحوب ملامحه إرتباكه والسواد القاتم الذي سكن عينيه..كل هذا لا يفسره إلا شيء واحد هل نقض وعده وعاد يلاحق تلك الفتاة بهوسه من جديد...لا لن تسمح له،أبداً لن يعود لهذه النقطة يجب أن أجد له حل رادع أن تنقذه من غيه أن......!
توقفت لورين وعينيها تتوسع بذعر مصدوم من التفكير الذي سيطر عليها من جديد ما لها هي ومال ما يفعله بنفسه..بل كيف بعد كل ما حدث تعود لنفس النقطة المريعة تريد الغوص في الظلمات والتفاف حوله وعلاجه جبراً..ألم تتعلم من درسها بعد"غبية..غبية يا طبيبة.. ثم ..ثم ما دخلها أصلاً أليست هي معه لمدة معينة ثم ستأخذ ابنتها وتفارق..فما الذي حدث الآن لتعود وتهتم به..لينهشها شيئاً حارقاً يسلعها بسياط من نار..!هل هذه غيرة بدافع الحب يا لورين..هل تغارين على ممدوح فعلاً..ولما لا أليس زوجها؟أليس من حقها أن يصبها الكمد من مجرد زيارة أنثى سواها لتفكيره؟!"
رفعت لورين كفيها تغطي وجنتيها اللتين التهابتا خجلاً وحرقة من الاعتراف ثم همست بخفوت"أيتها المجذوبة المريضة هل تعترفين بحبه..تغارين عليه أليس هذا ممدوح الذي عاهدتي نفسكِ أنه لو أخر رجل بالعالم،لن تمنحيه لورين أيوب من جديد..!ولكن أليس ما حدث بالأمس بينهما من استسلام ونوم ‏‏هانئ بين ذراعيه يُعد تسليم بالأمر الواقع واعتراف بالحب؟!"
............
" تميم بك؟!"
قالها ممدوح بنبرة متعجبة بها بعض الكبت"
رد تميم على الطرف الآخر بهدوء شديد الغموض"لم تتوقع اتصالي بك صحيح؟!"
قال ممدوح بصوت] مظلم متوتر"وما الذي يدفعني لاعتقاد ذلك؟ آخر مرة بيننا أعذرنى كانت..!"
قاطعه تميم وهو يقول بجمود"كانت إقدام زوجتك على قتلي..ولم تحاول حتى الاتصال لتطمئن هل مات وارتحتوا من وجودي أم مازلت حي أُرزَق؟"
ممدوح لم يكن من النوع العاطفي..ولا يفهم في الواجب والأصول هو بالكاد يبدأ حياته محاولا أن يتعرف على العادات والتقاليد والخيوط العريضة للتعامل مع البشر هنا...لذا رد بسخرية سوداء " طالما أنك تحدثني معناه أنك نجوت..!"
هز تميم رأسه بيأس لاعناً حظه الأسود الذي أوقعه مع هؤلاء الجليدين باهتي الإحساس...قال أخيراً بقوة"أنا مازلت عند اتفاقنا..ماذا عنك؟"
توتر ممدوح لبرهة وعاد تنازعه للسطح وتفكيره القاتم إن قال نعم ..فهذا معناه كشف مرح بالكامل..وإن قال لا سيحكم على لورين بعيش وجع الفشل من جديد...عندما طال صمت ممدوح تكلم تميم بصوت شديد القتامة والخطورة"من ترددك..يعني أنك تخشى عليها مني..ولكن أريد أن ألفت نظرك لنقطة هامة تغيبت عنك وأعذرني لا وقاحة..امتناعك عن اتمام الاتفاق..لن يمنعني عنها ان أردت الوصول اليها..فأنت بت تعرف قدرتي للوصول للجن في باطن الأرض إن رغبت"
ازاد تنفس ممدوح بشكلٍ أهوج وهو يصرخ فيه دون سيطرة"فكر بالاقتراب منها خطوة واحده وأنا من سأقتلك هذه المرة؟!"
ساد الصمت للحظات قبل أن يتكلم تميم بنبرة خشنة غامضة"أيهن تقصد السيدة لورين..أم مرح الصغيرة"
اضطريت ملامح ممدوح وبهتت عينيه،شاعر بالغباء الشديد بالسخافة والسخرية،أين كان عقله العبقري بالضبط عندما تجاهل من هو تميم الخطيب،مدعياً أن مرح زوجته فعلاً...أسيصعب على رجل مثله إن أراد حقاً أن يتوصل للحقيقة خاصة أنه هو بالأساس من ساعد إيهاب في التوصل لمكانهم....اشتدت أصابع ممدوح على خصره وهو ينفخ بنارية ثم قال بجمود"ماذا تريد سيد تميم؟"
وكأن أفكار كليهما إلتقتا فجأة متفقتان على نقطة مبدئية زائفة ...عندما قال تميم بصرامة"أريد ما وعدت به بكل المميزات التي أثبت إنك قادر عليه ...وبالمقابل ستذهب هي بكل أمان بصحبتي شخصياً حتى أي بقعة تريدها داخل الأراضي المحتلة"
ابتلع ممدوح ريقه بجفاف وهو يعتدل ينظر من البعيد لزوجته وصغيرته بخوف..وقبضة غاشمة تمسك قلبه..هل هو قادر على ارسالها لخطوط النار فعلاً بعد عذاب عودتها إليه..أقادر هو فعلاً على التفريط بها"ستذهبان وحدكما ألم تخبرني،انك ستدبر أمر وجودها وسط مؤتمر ما؟!" قال ممدوح بجمود رافضاً الفكرة المبدئية لسفرها معه وحدها بالطبع...
رد تميم بهدوء مختصر"لقد أخبرتك أني ذاهب معها،ولم أذكر أي شيء عن التنقل وحدنا هذا غير مقبول..وسوف يثير أسئلة غير مرغوب بها"
"هناك مؤتمر إذاً؟"
" نعم .."
ساد صمت أخر وعينيه لا تفارق وقوفها القلق دون أن تقدم على التحرك خطوة واحدة..وعندما تكلم كان يقول بصوت ميت"عليكّ أن تفهم،أن هذه المرأة..نور عتمة طويلة عشت بها..هي ليست زوجتي وأم طفلتي فقط بل حياة..حياتي كلها سيد تميم"
ألم..ألم مجنون محموم هو ما شعر به تميم في هذه اللحظة..وكأنه أتى بمائة سكين مماثلين لسكين مرح وغرزه فيه دون شفقة....
"المقدسي لا يخون..ولا يفقد أمانة أو يمسسها بسوء..سيد ممدوح"
ظل ممدوح على صمته لدقائق هل يخبرها له صراحة الآن أن الشخصين ليسا واحداً كما يعتقد بل هما مختلفين تماماً...تمالك نفسه في اللحظة الأخيرة وهو يقول بثقة شديدة"لا يهمني ما أنت عليه حتى وإن كنت كشفت بعض من ألغازك دون قصدك...ولكن ما يدفعني لارسالها هو ثقتي أن امرأتي حرة..من أرض حرة وتراب حراً لا يقبل أو يخضع "
..::::::.:::......
بعد ساعات وقفت لورين تجهز العشاء...بينما كانت أمل أمام فتحت المطبخ الضيق قليلاً تلعب أمامهم...أم هو كان تبرع لمساعداتها في رص المشتريات بالمبرد..وأماكن التخزين...
"هل يمكنني السؤال من كان المتصل الذي قلب كيانك؟!
لم يعتدل ممدوح من انحنائه وهو يرتب بعض أكياس"الرومن" الخاص بالطبيبة خاصته وليس ابنته كما أعتقد...عندما رد بهدوء"سأخبركِ في الوقت المناسب"
اعتدلت تنظر إليه بغضب بارد"ألا وهو متى؟!"
نفخ بضجر وهو يعود نحو الأكياس من جديد مضيق عينيه وهو يحاول ربط كلمات العربية ببعضها..تباً لقد نسى كيف يقرأ ويكتب من عدم استعماله من وقت طويل لها يجب عليه أن يبحث عن كورس مكثف ليستعيد مهارته فيها"لم تجيبني؟"
شوح بيده بلا اهتمام وهو يقول"بالي ليس رائق يا لورين..أجلي خططكِ وأسبابكِ وغموضكِ لوقتٍ لاحق إن تكرمتِ..!"
اقتربت لورين وهي تدرك أنه يعاني من أمرٍ ما ثم نظرت من أعلى كتفه بفضول..مدركة حيرته بسخرية من قراءة بعض أسماء المغلفات ليرصهم بدقة ونظام لم يتوافق مع بعضهم..شيء آخر تذكره عنه جيداً عكس ما قد يعتقده البعض..هذا الأسود البارد لديه حس نظام عالي جداً ودقيق..هي لا تذكر مطلقاً أنها نظفت خلفه مرة أو ترك مكان استعمله متسخاً..حتى وهو مجرد قعيد على كرسي متحرك..كان يحاول بكل طاقته تنظيم وترتيب كل ما يخصه"هل تجهل القراءة؟"
تجمد،وهو ينظر إليها من مكانه المنخفض بعينين قاتمتين"لا بأس يا ممدوح لن أخذها نقطة ضعف..أتفهم جداً أنك عشت عمرك أمريكي"
ظل ينظر إليها بنفس القتامة حتى تنازل أخيراً وهو يقول بصوتٍ متوتر"كنت أجيد قرأتها والكتابة بها أيضاً..الفضل لابن عمي الأكبر..إلا أن التوقف عن ممارستها لأعوام..جعل لدي بعض الصعوبة بها"
جلست لورين بجواره وهم تبتسم بدفء بدا مُحيراً منها ثم قالت"لا بأس سأساعدك اليوم..وبعدها سنبحث عن حل سوياً..أو حتى إن رغبة يمكنني البدء في تذكيرك بها حتى أجد عملاً لى"
ابتسم ممدوح ابتسامة باهتة وهو يحمل بين يديه بعض البقوليات ينظر إليها كمن يقيمها دون أن يراها حقيقية حتى قال أخيراً بصوتٍ أجش"أتمنى في هذه اللحظة التي نبدو فيها كعائلة حقيقية، حتى وإن كنا نبدأ من تحت الصفر حرفياً...أن نترك الماضي خلفنا..ويظهر طريق المستقبل مستقيماً ذو"أمل"
توترت شفتا لورين وهي تدعي الانشغال مادة ذراعاها وجزء من ظهرها يتناغم منساب بنعومة مع كل حركة نحو الأرض تجذب غرض ثم تكتب عليها بقلم أسود اسمه بالانجليزية حتى تسهل عليه قرأته"نحن عائلة حقيقية بالفعل يا ممدوح..نحاول بجهد ومن أول ليلة كما تمنيت أنت..أم عن الأمل..ها هي بالخارج سعيدة كما يستحق كل طفل في عمرها تحبك بجنون..ولا ترغب في عالمها الصغير إلا حنان وأمان أبيها"
ترك ممدوح ما بيده ثم لمس جانب نحرها بتردد ممسك خصلة سوداء ناعمة جداً وثقيلة تتمرد متطايرة متحدية إياه لتحمل نعومتها وسوطها اللاسع"وأمها..هل ستظل تنأى بنفسها..محتفظة بمشاعرها ..ورفضها؟"
لم تستدر نحوه ولم تحاول الابتعاد بل تركت له كل حرية بأن يلمسها بأن يغمرها بعبق..بأن تشعر بجسده الرجولي النحيل الذي أصبح على بعد انشٍ واحد منها كلما مالت أو اعتدلت بجلستها تحتاط فيه متلامسه معه بتمرد وتزمت..تاركه بداخله جموح عاطفي غير محتمل ....
أجابته أخيراً بهدوء"أمها تنوي أن تعيش..ولكنها تحتاج الفرصة للتعاطي مع التغيرات،مهما طال توجسها ونفورها منك...ولكنك بالنهاية تعرف جيداً انها ستسلم بالأمر الواقع..."
صمتت لبرهة قبل أن تتوقف عن ما كانت تفعله مستديرة نحوه بوجه ممتقع وهي تهمس بنبرة غَرُبَتْ منها الحياة"ومن يعرف،قد أسلم بقدري حد أن أنجب مِنكَ مزيداً من الأمل "
نظرة هاربة حريصة اقتنصها سريعاً نحو مكان ابنته التي تركته وذهبت لغرفتها كما توقع
...
كما جعله يحاوط وجهها جابرها على النظر إليه قارئاً الضياع في عينيه..الخوف في ملامحها ثم يلمس العزم الكريه داخل قلبها ...قال أخيراً ببطء عذب"أنتِ غير عادلة...غير عادلة بالمرة ،تجهزين معي منزلاً،تتخيلين أشياء ورحلات نفعلها ثلاثتنا..ثم تجلسين هنا تعيدينني بالجنة..بنهاية وردية بطريقنا..بينما كل ما يدور في عقلك شيئاً واحدًا يا لورين كيف تخلقين فرصة لتهربي بعيداً عني من جديد محطمة قلبي"
فغرت لورين شفتيها مطلقة نفساً خشناً وهي تنظر إليه بعجزٍ حقيقي بوجع من أجله..رباه هي جُنّت..أم حَنّت..لا لا لن ينفع.."
عندما لم ترد قربها منه أكثر يمس جبهتها بجبهته لثوان ثم ابتعد وهو يقول بصوتٍ أجش رجولي خافت"الطبية لورين أيوب..عالجت بالفعل قدمي العاجز منحته فرصة للطريق السليم ..إلا إنها أدمت قلبه وأمرضت كيانه..وسرقت منه حياته..وعندما عادت بكرمها تعيد له ما سرق ها هي تتهرب من مداوة قلبه العليل"
أطلقت لورين تأوهاً مختنقاً وهي تنظر إليه بعجز أكبر من قبله ..تنظر إليه بلوعة بتشرد..فاقدة جزء من نفسها"أحبيني"
" ما..ماذا ؟"
كرر من بين أسنانه ضارباً لكل هرائهم على قمم الجبال القفره التي ما يذهب اليها لا يعود مفقودا"أحبيني يا لورين..أحبيني بعيداً عن الماضي الأسود الأليم...أحبيني بعيداً عن القهر والألم...أحبيني وتمردي عن كل الحزن والكبتِ..أحبيني لدهر لعمراً فأنا وأنتِ نستحق..أحبيني وامنحيني قدراً وحياة ...أحبيني يا جاحدة وكوني أرضاً تقبل لاجئ ضائع في رحابها ..أحبيني وكوني وطناُ لمغتربٍ يسألك الصحوة.."
كانت تلهث..صدرها يعلو وينخفض بإرتفاع مجنون تحدث فيه بذهول بصاعقة مصدومة مبهورة...وفاقدة تماماً صوتها عقلها تفكيرها...وكل دروعها..تنظر إلى ملامحه القاسية التي خلت من أي ضعفٍ يفترض أن يكن بعد ما قاله..عيناه العميقتين الملتهمتان بنيران خضراء معتمة فمه المتشدد في خط شرس ويديه الآن تضغط على وجهها بحزم وتسلط أربكها..وعندما مال رأسه قليلاً عارفة ما ينتويه به بالضبط لم تبتعد ولم تذعر بل رفعت وجهها إليه بلهفة وكأنها واحدة أخرى تماماً لا تشبهها ولكنها نسخة محسنة طيبة وجميلة جميلة جداً مزهرة" أحبيني،ولا تتردي في الضياع داخلي، فدائماً سأكون حارساً يهب ليجدكِ.."
وأخر ما تذكرت قبل أن تغرق في نغمات الصيف وألحان الشتاء وتضارب أحاسيس الخريف هو همسها الخائن باسمه وكأنه طلب نجدة " ممدوح "
"نعم ...حبيبتي الجاحدة.."
وعندما تلاقت شفتاهما أخيراً ضاع كل شيء ولم يبقى فقط إلا كلماته وطلبه وقبلاته،ووشمه الصارخ في خلاياها

انتهى

قراءة سعيدة



Nor BLack غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس