عرض مشاركة واحدة
قديم 16-11-20, 01:26 PM   #1294

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

شعور بالإنقباض يحيط بها وهي تقف في طريق مقبض تنظر حولها ولا تجد أبناءها وفجأة تجد جبلا حاد المنحنيات وترى سهر تقف على قمته فتصعد إلى الجبل بمشقة حتى أن وجهها كله يتعرق وما أن تصل إلى قمته حتى تجد سهر أمامها تتشبث بحافة الجبل فتهرول نحوها لتلحقها وما أن تقترب منها حتى يأتي صوت من خلفها فتنظر خلفها لتجده تيمور كان يصعد خلفها وما أن وضع قدمه حتى انزلقت قتقف هي في المنتصف وتصرخ بأعلى صوتها ولا تعرف هل تهرول لتلحق بسهر أم تعود لتمسك بيد تيمور

"فريدة قومي...."

شهقة فزع تخرج من حلقها وهي تستجيب لنداء تيمور الذي كان يجلس بجوارها يهزها برفق وما أن وجدت نفسها في حجرتها حتى ألقت نفسها في حضنه وهي تنتفض فقال لها بقلق :"إحكي لي هذا الحلم الذي تحلمين به كل يوم منذ ماحدث ...."
أخذت نفسا عميقا وهي لا تزال تُلقي برأسها على صدره وقالت له:"كابوس كابوس ياتيمور.."
ثم قصت عليه تفاصيله وما أن انتهت حتى قال لها :"هل هذه أول مرة في حياتك تنتابك كوابيس بهذا الشكل؟.."
لم تجد حرجا في أن تقول له خاصة بعد أن بدأ يبذل أقصى مابوسعه في الفترة الأخيرة حتى لا يتأثر أي منهم بالماضي فأردفت:"بعد طلاقي ظل كابوسا ينتابني لسنوات ولكن على فترات لم يتوقف الأمر إلا بعد أن ذهبت إلى العمرة وبعد عودتي مباشرة تعرفت بك ولم ينتابني ولا مرة بعدها أي أن لي عام تقريبا لم يحدث لي ذلك..."
غرز أصابعه بين خصلات شعرها من الخلف ثم أبعدها عنه برفق وهو لازال يتخلل خصلات شعرها بانامله وقال لها:"لم أعرف بعد هل الفضل في توقفها للعمرة أم لي؟..."
ابتسمت قائلة :"الإثنين معا..."
أردف قائلاً وهو يضع جبهته على جبهتها :"أنا بجوارك وتأتيكِ فلما لا نذهب معا لنعتمر ...."
قالت من أعماق قلبها:"ياليت ...."
اقترب منها أكثر فمس شفتيها فابتعدت بسرعة وهي تنظر إلى شيري النائمة بجوارهما قائلة:"البنت...."
قال لها موبخا:"قلت لكِ من البداية لا تعوديها على ذلك..."
استقامت واقفة وضحكت وهي تقول له:"حسنا سأعودها ولكن موعد السحور اقترب سأخرج لأجهزه.."
خرجت بالفعل وجلس هو في الفراش يتابع الأخبار من هاتفه
خرجت فريدة لتجد الأولاد كما تركتهم يشاهدون التلفاز فقالت لهم :"ألم تناموا ..."
فقال عبدالرحمن:"لا أمي سننام بعد الفجر بإذن الله ..."
أما البنات فكانت شروق وسمر تشاهدان التلفاز وسهر وشمس تتابعان مسلسلا آخرعلى اللاب توب فتركتهم ودخلت هي لتعد السحور

****************
بعد اسبوع

بعد أن تناول فادي الإفطار في بيت علية استأذن والدها في أن يأخذها ساعتين فقط لتختار معه ألوان الدهانات النهائية للشقة ورغم أن والدها لم يكن يحبذ الفكرة إلا أن والدتها هي من أثرت عليه ليتركها
وقفت علية معه تختار ألوان الدهانات ورغم أنها لم ترى الشقة بل والدها وزوج اختها هم من ذهبوا وشاهدوها إلا أنه صورها لها غرفة غرفة وأصبح لديها تصورا لكل جزأ فيها
وبعد أن انتهيا من اختيار كل ألوان الشقة خرجا معا من المحل وكان يلاحظها ساهمة حتى وهي تختار الألوان معه فقال لها وهو يسير بجوارها في اتجاه السيارة:"ماذا بكِ حبيبي لما يبدو على وجهك الانزعاج؟.."
نظرت إليه بتردد وقالت :"لا شيء..."
كانا قد وصلا إلى السيارة ففتح لها الباب المجاور لمقعده فجلست وأغلق الباب وجلس في مقعده واستدار لها قائلاً بجدية:"ماذا بكِ علية هناك كلام على لسانك لا تريدين قوله..."
رفعت وجهها إليه وكانت الحيرة في عينيها ثم تشجعت وقالت بعد أن كانت قد اتخذت قرارا بعدم فتح هذا الموضوع ثانية:"أشعر بالضيق من أني سأعيش في شقة كانت من الأساس لامرأة أخرى ربما تكون شاهدتها واختارت بعض التفاصيل فيها"
استدار نحوها بكليته قائلا بجدية :"لا... أقسم لكِ لم تطأها قدم امرأة سوى فدوى وفريدة وأمي رحمها الله ولم تختار أي امرأة أي شيء فيها ،كل ماتم حتى الان أنا من اخترته "
صمتت وظهر على وجهها بعض الإرتياح فأردف وهو يميل نحوها قليلاً:"أنا أحبك ياعلية أحبك وأريد....."
توقف الكلام على شفتيه وهو يتأملها من هذا القرب فقالت له وعينيها تتعلق بعينيه :"تريد ماذا؟..."
ظل على صمته وهو ينظر إليها ثم أردف باستكانة:"أريد حبا وحنانا.."
ضيقت عينيها قائلة باستنكار:"ماذا..؟؟؟ ثم أردفت وهي تبتعد عنه قليلا:كان لديه حق أبي حين رفض في البداية أن أخرج معك..."
قال لها بتعجب:"هل كان يرفض؟.. لماذا؟؟..ثم أردف مماطلا :هل تفهمين الكلام على هواكِ؟ أقول أريد حبا أسريا كالحب الأسري الذي أجده في بيتكم وحنانا كحنان أمك وطعامها الشهي الذي أصبحت أدمنه"
قالت له وهي تعقد ذراعيها فوق صدرها:"بمناسبة الطعام الشهي ألم تعرف أنني لا أطهو جيدا وأن آخر إبداعتي في البيض المقلي والنودلز..."
قهقه ضاحكا وهو يراها كفراشة منطلقة تطير حوله :"وما بها النودلز جميلة النودلز أنا في الأساس أحب النودلز ونستطيع أن نضيف إليها الخضروات لتصبح صحية أكثر..."
قالت له :"أنا أتحدث صدقا لا أطهو جيدا.."
قال لها بجدية:"لا تحملي هما معا تتعلمين كل شيء أنا لدي خبرة جيدة في هذا المجال لاتقلقي....ثم أردف وهو ينظر إليها نظرة أصبحت تعرف معناها، معناها أنه يشتاق إليها حتى وهي معه:علية لما لا تقولي لوالدتك أن تقنع والدك ونعقد القران؟..."
قالت له:"الطبيعي أن نعطي بعضنا فرصة للتعرف على بعض بشكل أفضل ..."
زفر قائلا:"لكِ عام تعرفيني ولم تتعرفي علي بعد؟."
قالت له بغنج:"ماذا لو أردت أن أغير رأي بعد الخطبة مثلا؟أكون تورطت في عقد قران .."
ضحك قائلاً:"تتدللين يالولي .."
"وإن لم أتدلل عليك على من أتدلل؟أنا الصغيرة وتعودت على التدليل"
قالتها بتساؤل لا يخلو من دلال أنثوي متأصل في شخصيتها
أخذ نفسا عميقا قائلاً:"إن كان هكذا فتدللي كما يحلو لكِ..مادمتِ لا تشعرين بي.."
تنحنحت قائلة:"اقترب موعد العودة هيا حتى لا نضايق أبي..."
أدار سيارته وانطلق وهو ينوي أن ينهي كل شيء في الشقة بأقصى سرعة هو يعرف نفسه لن يتحمل هذا الوضع كثيرا أما هي فكانت تنظر من النافذة وكل مايتردد في ذهنها أنا لا أشعر بك؟ بل أنت من لا تشعر بي
فلو علم مافي قلبها من مشاعر نحوه لما صدق نفسه

****************

كانت الفترة الأخيرة من أصعب الفترات عليهما
القلق والتوتر والصراع الذي دخلته رغما عنها للنجاة بأبناءها جعلوا أعصابها بعد انتهاء الأزمة متعبة، لم تتركها الأحلام المزعجة يوما واحدا حتى شعرت بروحها قد أُرهقت،الأحلام التي لم تكن سوى تعبير عما كان يدور في عقلها الباطن من صراع لفترة طويلة
أما هو فكان بالفعل يشعر بأنه يريد أن يشحن طاقته فهذه الفترة كما كانت صعبة عليها كانت صعبة عليه هو الآخر ،يعلم الله وحده كم بذل من مجهود حتى يلجم انفعالاته ويهذبها في مواجهة هذه الأزمة واضعا نصب عينيه فقط حبه لها لذلك ما أن عرض عليه صديقه صاحب شركة السياحة وجود تذكرتين للعمرة آخر أيام شهر رمضان المبارك حتى شعر وكأن الفرصة جاءته فماذا سيهديء من روعها ويطمئن قلبها وقلبه سوى القرب من الله في هذه الأيام المباركة في هذه البقعة المباركة
فاستأذن إياد أن يبقى مع عايدة والبنات الأيام التي سيقضيها هو وهي في العمرة وكان يعرف أن فريدة لن توافق أن تترك أبناءها في غيابها فاستأذن فادي أن يكونوا معه هذه الأيام و لم يعارض

كان اليوم هو موعد إفطارهم عند فدوى فاجتمع فادي وسامر وتيمور وفريدة وفدوى ينتظرون آذان المغرب في غرفة الصالون في حين كانت وفاء وعايدة تجلسان في الشرفة تسترجعان ذكريات عمرهما في السنوات الماضية أما الأولاد جميعا فكانوا أمام التلفاز في غرفة المعيشة
ربت فادي على كتف فريدة التي يجلس بجوارها قائلاً :"لما تخافي من السفر يافريدة قلت لكِ أني سأراعيهم في هذه الأيام القليلة.."
فأردفت فدوى:"وأنا أيضا لن أتركهم سأذهب إليهم ..."
فأردف سامر بجدية :"لما لا يأتون ويجلسون معنا هذا الأسبوع؟.."
أردفت فريدة بحيرة من قرار تيمور المفاجيء بالسفر:"هم من الأساس جدهم يريدهم أن يجلسوا معه عدة أيام وأنا وعدته أني سأرسلهم له ولكني أشعر بالقلق أن نسافر ونتركهم هكذا.."
قال تيمور الذي يجلس بجوارها ويستمع إلى محاولات الجميع لإقناعها:"صدقيني فريدة فرصة لا تعوض وجاءتني دون سعي شعرت أن الله أرسلها لنا..."
قال سامر بجدية مصطنعة وهو يحيط كتف فدوى بذراعه :"اتركيهم معنا يافريدة وبإذن الله حين تلد فدوى سأفعل مثل تيمور ونترك الأولاد معكِ ،ها أنا أقدم السبت..."
ابتسمت فريدة وقالت له:"بإذن الله ياسامر تقوم هي بالسلامة واذهبوا كما يحلو لكما ولا تحملان هما للأولاد.."

كان القرأن الذي يسبق الآذان مباشرة قد بدأ والطعام جاهزا فقامت فريدة وفدوى ليضعا الأطباق على الطاولة فمالت فدوى على أذن فريدة هامسة:"اذهبي معه وبإذن الله ستعودين أفضل مما ذهبتِ هل تتذكرين عمرة العام الماضي بعدها تغيرت حياتك نهائيا.."
قالت لها فريدة بأمل في الله:"يارب يافدوى يارب..."

أٌذن لصلاة المغرب واجتمعوا جميعا حول الطاولة وعلى رأس الطاولة جلست وفاء بجوارعايدة وتناولوا الطعام وهم يتحدثون جميعا أحاديثا عامة من الماضي والحاضر
أنهى تيمور طعامه فاستقام واقفا وأردف:"سلمت يداكِ يافدوى.."
فأردف فادي وفمه مملوء بالطعام :"تيمور ياحبيبي الطعام جاهزا ألم تدرك بعد فدوى لم تفعل أي شيء.."
أردف تيمور ضاحكا:"سلمت يداها على كل حال .."
فقال سامر لفادي بفخر:"أنا زوجتي حامل في تؤام ولا تطيق رائحة الطعام ولكن طعامها رائعا،ثم أردف بخبث:نريد فقط أن نتذوق طعام زوجتك المستقبلية فحين تناولنا الإفطار لديهم من عدة أيام كان الطعام كله من صنع والدتها..."
تنحنح فادي قائلاً:"انا لا أهتم بهذه الشكليات أهم شيء الجوهر...."
قهقهوا جميعا ضاحكين فقال تيمور الذي غسل يده وعاد إليهم مشاكسا فادي:"ولكنك يافادي قلت لي أن هناك نوعا من الطعام هي بارعة فيه ...."
نظر إليه فادي بحنق مصطنع قائلا:"ألا تصون سرا أبدا؟.."
قال تيمور ببراءة:"وماذا فعلت أنا ؟لم أقل شيئا..."
صاح سامر وهو يرفع حاجبا واحدا:"أنا لابد أن أعرف عما تتحدثون "
فأردف فادي وهو يحك شعره بسبابته :"سأقول دون ضغط ،خطيبتي بارعة في النودلز...."
فانفجر الجميع ضاحكين فقالت عايدة بابتسامة حلوة:"تتعلم مع الوقت بني لاتقلق..."
وقالت وفاء:"جميعنا كنا كذلك ونحن صغيرات..."
فأردف تيمور وهو يرفع حاجبيه لفادي:"لا أنا زوجتي طباخة ماهرة..."
وقال سامر وهو يحيط ظهر مقعد فدوى بذراعه:"وأنا أيضا..."
فناظره فادي بابتسامة ساخرة قائلاً وهو يشير إلى المائدة:" وهذا خير دليل ...."

قالت فريدة لفدوى ما أن أنهت طعامها :"نريد أن ندعو أهل علية عند كل منا يوم.."
فأردفت فدوى:"بإذن الله، كنت بالأمس فقط أقول لسامر.."
أنهوا جميعا طعامهم وبعد ذلك بقليل نزل سامر وتيمور وفادي وعبدالرحمن للصلاة في المسجد تاركين النساء معا


في المساء

بعد أن عاد تيمور وفريدة من الخارج كان الجميع يريدون النوم فدخلوا إلى غرفهم البنات مع عايدة وأبناء فريدة في غرفتهم معا
أما فريدة فأخذت حماما وخرجت لتجد تيمور ينتظرها وما أن جلست بجوراه على الفراش حتى قال لها بتساؤل وصوت خرج به قدر من اللهفة:"فريدة لما لم يحدث حمل حتى الآن؟؟.."
نظرت إليه بقليل من التعجب وقالت له:"هل أنت تريد ذلك؟.. لم نتحدث في هذا الأمر من قبل..."
مط شفتيه قائلاً:"ربما للظروف التي كنا نمر بها ولكني بالطبع أريد..."
قالت بحرج وهي تخفض وجهها :"ربما لأننا لم نكون مع بعض أبدا بشكل منتظم ،نحن منذ زواجنا لم نتواجد مع بعضنا في حياة مستقرة إلا منذ أيام.."
رفع وجهها ونظر في عينيها قائلاً بعينين تقطران عشقا:"أنا أريد أن أنجب منكِ وأتمناه ولدا كعبدالرحمن.."
ابتسمت قائلة:"أنت بذلك تُصعِب الأمر يادكتور مالذي يضمن أن يأتي ولد ماذا لو جاءت فتاة؟..."
ضحك قائلا:"هل سنعيدها مثلاً؟...أنا أرضى بكل مايهبه لنا الله ولكنني فقط أتمنى ثم أردف :حين نقف أمام الكعبة بإذن الله أول دعوة ندعوها أن يرزقنا الله بمالك عاجلا غير آجل "
"أنت أسميته أيضا..."
قالتها وهي تحيط وجهه بكفيها بحنان وتمسد على لحيته
قال لها بابتسامة جذابة :"طبعا..."
فقالت له بجدية وبدا التردد على وجهها:"وماذا عن الأولاد ألا يجب أن نأخذ رأيهم ماذا لو كان سيضايقهم هذا.."
قال لها باستنكار:"لما سيتضايقون يافريدة وماذا ستقولين لهم أنا أريد أخذ رأيكم ننجب أم لا بالعكس هم يتفاجأون بالأمر وسيتقبلوه بإذن الله..."
شعرت بالحيرة فغير الموضوع قائلاً:"جهزي نفسك على آخر الشهر بإذن الله للسفر.."
انقبض قلبها وقالت له:"هل تصر ياتيمور؟أنا أخاف على الأولاد ..."
قال لها وهو يحيط كفيها بكفيه ويضغط عليهما فيضغط عليها تلقائيا للقبول :"هذه فرصة وجاءتنا ،عدة أيام ليس أكثر وعبدالرحمن والبنات جميعهن موافقات وكما قلتِ كنتِ سترسلين الأولاد من أجل جدهم فنستغل نحن هذه الأيام والحمد لله العمال يعملون في الشقة الأخرى وعلى نهاية الشهر يكونو أنهوها بإذن الله.."
ظلت حائرة فقالت له وهي تضع رأسها على كتفه:"دعها على الله ،ثم أردفت وهي ترفع وجهها نحوه وتدير وجهه نحوها بيدها :تيمور إن أنجبت لك صبي لا أحب أن نسميه مالك أتمنى أن نسميه فؤاد"

**********
اقترب الشهر الفضيل على الإنتهاء واقترب بيت فريدة وتيمور الجديد على الإكتمال وانتهى فادي من شقته وبدأ فعليا في شراء الأثاث فحين يكون الحماس قائما تنتهي كل الأمور بيسر

بعد أن عادا معا من معرض الأثاث حيث كانت تختار معه حجرة السفرة التي كانت الوحيدة المتبقية ولم يشتروها بعد..
صف فادي سيارته أسفل بيتها ونزل ليحمل معها أكياس المشتروات التي اشتراها لها ،كلها ملابس وأحذية وأوشحة أصر أن يشتريها لها على ذوقه رغم أنها أقسمت له أنها أنهت شراء كل ذلك
حمل الكثير من الأكياس في يده وحملت القليل هي في يدها وما أن خطت أول درجة في السلم وهو خلفها حتى انقطع الضوء عن البناية كلها فشهقت علية فقال لها فادي ضاحكا:"تخافين؟.."
قالت له بتوتر :"ليس خوفا ولكن...."
قال لها بتساؤل:"ولكن ماذا؟.."
قالت له بجدية:"أعطني الأكياس وارحل أنت حتى لا يكون مظهرنا غير جيد ونحن نصعد أمام أبي في هذه العتمة..."
قال لها وهو يُخرِج قداحته من جيبه ويشعلها:"لا تقلقي سأوصلك حتى باب الشقة وأنزل مباشرة حتى لا تتعثري بكل هذه الأكياس..."
صعدت بجواره ببطء وقالت له وهي تنظر إلى وجهه على الضوء الخافت جدا لشعلة القداحة:"ألم نتفق على أن تتوقف عن التدخين صدقني لا أتحمل رائحتها..."
قال لها وهو ينظر إلى وجهها الساحر على هذه الإضاءة الخافتة:"ومن قال إنني لم أتوقف؟.."
قالت بابتسامة حلوة ازدادت حلاوتها مع شعاع الضوء الخافت:"القداحة التي في يدك خير دليل..."
أغلق القداحة بسرعة قائلاً بشقاوة:"أي قداحة ليس معي أي قداحات.."
بدأ التوتر يعود إليها وقالت له:"لا تمزح أعد القداحة كان نورها ينور لنا قليلاً..."
قال لها بخبث:"هل تخافين من الظلام في حد ذاته أم تخافين من تواجدك معي في مكان مظلم؟.."
زفرت قائلة وهي تصعد بجواره في الظلام الدامس:"هل تفرق؟.."
قال لها بجدية:"طبعا تفرق يالولي لإني أخاف عليكِ أكثر مماتخافين أنتِ على نفسك...وضع يده في يدها وضغط عليها قائلاً وهو يجذبها برفق لتصعد :أنا أحبك وتأكدي انكِ معي في أمان .."
كان الظلام دامس حولهما ولكن الدفء الذي كان يسري من لمسته وكلماته جعلها فعلا تشعر بالأمان فقالت له بصدق:"أنا أعرف يافادي وأثق بك جدا.."
كانا قد وصلا إلى باب الشقة فوضع لها الأكياس بهدوء أمام الباب وقال لها بمزاح وهو يشعل القداحة مرة أخرى:"لا ليس لدرجة جدا ...."
كان يقف أمامها مباشرة ويشتاق إليها واشتياقه يبدو في عينيه وكانت كل يوم تزداد جمالا على جمالها فشعر أنه عليه أن يمشي بالفعل قبل أن يضعف أمامها فقرب راحتها التي في راحته من شفتيه وطبع قبلة في باطن كفها ثم أعطى لها القداحة قائلا:"دعيها معكِ أنا كنت أضعها معي فقط للطواريء.."
ثم تركها وأسرع في النزول فوقفت أمام الباب لا تستطيع الطرق عليه أو فتحه فقط تشعل القداحة وتضع يدها الأخرى على صدرها وهي تشعر أن قلبها ذهب معه

*****************
بعد أن ارتديا ملابس الإحرام وعقدا النية على أداء العمرة وقف تيمور وفريدة في المنزل يصافحون بنات الأول بحرارة فقال تيمور للبنات :"ماذا تريدون أن نحضره معنا؟.."
قالت شروق التي تلتصق به وهي تعطيه ورقة مطوية:"كتبت لك كل مانحتاجه نحن الثلاثة في هذه الورقة..."
أما شيري فكانت لحسن الحظ نائمة فاكتفى كل منهما أن يقبلها وهي نائمة لأنهما يعرفان أنها ستتمسك بالذهاب معهما
فقال لعبدالرحمن والبنات الذين كانوا يرتدون ملابسهم للذهاب مع فادي بعد أن صافحهم هو وفريدة:"وأنتم أحبائي مذا تريدون؟.."
قالت له فريدة:"قالوا لي ياتيمورعلى مايريدون.."
فقال لها وهو ينظر في ساعته :"حسنا هيا بنا..."
اقتربا من عايدة وصافحوها فقالت وهي تربت على كتفه:"تعودون بألف سلامة حبيبي...."
قال شهاب الذي كان سيوصلهم:"هيا بنا ياتيمور حتى لا
نتأخر ..."
فصافح الأولاد بعضهم ثم استسلموا جميعا لفراق قصير بعد أن اجتمع شملهم من وقت قريب

في المطار

بعد أن أنهيا جميع الإجراءات وصعدا الطائرة جلسا متجاورين فشعرت فريدة بالرهبة وتمسكت في يده قائلة:"أشعر بالخوف ياتيمور..."
ربت على كفها قائلاً:"هذا توتر السفر ليس أكثر لا تقلقي ما أن تري الكعبة المشرفة أمامك حتى يزول كل شيء ثم أردف قائلا وهو يثبت عينيه في عينيها:ولا تنسين الدعوة التي قلت لكِ أن تدعي الله بها ما أن تريها..."
ابتسمت له ووضعت رأسها على كتفه وأغمضت عينيها
حتى يهدأ توترها


يتبع


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس