عرض مشاركة واحدة
قديم 19-11-20, 09:12 AM   #5

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الفصل الثالث
عشقتكِ فرضًا لا اختيار..
وخضعت لسلطانكِ بكل انبهار..
وبسهولة من نظرةٍ، عليكِ اغار..
لا تبتعدي فأنا غريب الأطوار..
لا أحرر ولا اعترف بالأعذار..
انتِ كتابي وقلمي بكِ يُحار..
بعنادكِ شغفي اليك يُثار..
وبمكركِ انتهي وتختفي الأفكار..
القي سحركِ فأنتِ كالبحار..
دوامة لا نهاية لها ولا قرار..

---------------------------
لم تتوقع ان يأتي الى مدرستها وان يجدها خاصةً بموقف كهذا.. إبتلعت ريقها ثم قالت بتوتر وهي تُعرّفهما على بعضهما البعض:
- اليكس زميلي في المدرسة.. ومحمد ابن عمي.

تعمدت ان تقول ابن عمها فقط لأنها ستنفصل عنه دون شك..
ضغط محمد على خصرها بغيظ وقرّبها اكثر الى حضنه بينما يضيف:
- وزوجها ايضًا.

مدّ أليكس يده بإحراج ليصافحه وقال:
- أعتذر منك ولكنني كنت اقول رأيي بها فقط ولا اعلم اذ كنت تتقبل ذلك ام لا.. ولكنك محظوظ جدًا بها دون ادنى شك.

ارتفع حاجب محمد بسخرية غاضبة من كلمات هذا الأرعن التي تشي عن اعجابه بزوجته.. فينسحب أليكس دون كلمة أخرى والحسرة تلازم قلبه.. كان معجبًا بها.. بكل ما بها ولكنها متزوجة.. منذ متى لا يدري صدقًا..

أغضمت الاء عينيها للحظات قصيرة وهي تلعن حظها التعيس الذي يجعل محمد يأتي بأوقات اقل ما يقل عنها حرجة..
كتمت تأوهها وهو يضغط على خصرها بينما يهمس بهسيس:
- فقط ابن عمك انا.. اليس كذلك؟

ابعدت يده عن خصرها بقوة وهتفت بتحدي:
- اجل.. الم نتفق ان ننفصل؟ كيف تخبره انني زوجتك؟

جزّ على اسنانه بعصبية مفرطة وهو صدقًا يكاد ان يخنقها بيديه الإثنتين ليرتاح من استفزازها له وعنادها:
- آلاء!! انا بالكاد اتمالك نفسي حتى لا اتهور عليك.. احاول ان اقنع نفسي انك غاضبة وحقك ذلك ولكن ان لصبري حدود وانت عبرتِ هذه الحدود.. من الأفضل لك ان لا تختبري صبري كثيرًا.. والآن دعيني اعرف كيف تسمحين لشخص مثل هذا الأحمق ان يقف معك ويقول هذا الكلام؟ كيف؟ اجيبي.

- ذلك ليس من شأني.. هو أتى وتكلم ولا يحق لي ان امنعه.. ثم هذه وجهة نظره وهذا رأيه بي.. فأين المشكلة، لا افهم؟!
قالت بهدوء جعله يهدر بجنون:
- الم تري كيف كان ينظر اليك؟ انت متزوجة هل تفهمين؟ متزوجة.. هل تفهمين ذلك ام لا؟

- لا، لم أفهم.. وسبق وقد اخبرتك ان لا يوجد اي علاقة بيننا بعد الآن.. وحتى انني اخبرت والدتي بما حدث وانني لا اريدك.. وهي ستتحدث مع أبي حتى ننهي كل شيء.. لذلك لا ترهق نفسك عبثًا بعد الآن.
هتفت بحدة لتستولي قبضته على معصمها ويقرّبها اليه بخشونة ويهتف بغضب أشوس:
- هيّا امشي امامي الى المنزل دون حرف واحد.. وبعد ذلك سنتحدث عن هذا الموضوع اللعين.. لقد نفذ صبري بسببك.

- كفى.. لا يحق لك ان تتدخل بي بهذه الطريقة.
هتفت بحدة وهي تنتزع يدها من قبضته بخشونة ليضع سبابته على شفتيه ويقول بتهديد جاد وخضار عينيه يصبح كشرارات الغابة داكنًا مرعبًا:
- اخرسي.. كلمة واحدة لا اريد ان اسمع منك.. اذا بقيت دقيقة واحدة اخرى في هذا المكان سأدفنك به.. فهيّا الى المنزل.
ودون ان يمنحها ثانية واحدة لإستيعاب تهديده كان يدفعها امامه بخشونة قبل ان يفتح لها باب السيارة فتضطر ان تصعد بسبب تهديده وهي تتبرطم بحنق وتشتمه بأفظع الألفاظ بصوت لم يصل الى اذنيه..

هدر محمد وهو يطلق سبابًا من شدة حنقه:
- ما هذه الأخلاق؟ انت متزوجة فكيف تسمحين لشخص مثل هذا ان يقف ويتكلم هكذا بل والأدهى مسرورة جدًا بكلامه وغزله لك!

صمتت ولم تعقب على كلامه ليصمت هو الآخر وغضبه قد وصل الى قمته وفور ان توقفت سيارته بجانب منزلها ترجلت من السيارة مسرعة وتوجهت بشكل فوري الى غرفتها ليغادر وهو يتوعدها بإعادة تربيتها..

***************

اتكل محمد على والدته التي اخبرته انها ستقوم بدعوة آلاء وعائلتها لتناول الغداء.. وهو يدري جيدًا ان امه حذقة تجيد التصرف.. فرغم محاولة الآء رفض الدعوة الا انها اقنعتها.. تريد التهرب منه؟.. أتعتقد انه سيتركها يومًا ويحقق لها ما تريده بالإنفصال؟.. لا زالت لا تدري بعد ربما انها تنتمي له دون حتى ان تدرك.. هي ولدت لتكون زوجته.. امرأته..

ومضت عيناه الخضراوان بخبثٍ وهو يتطلع الى ساعة يده.. الآن لا بد انها ستكون في المنزل وقد حضرت لتلبي دعوة والدته.. ربما الآن مرتاحة بغيابه وهذا ما لن يسمح به..
دلف الى منزله بعد والده لتتدلهم حدقتاه وهو يرى ماذا ترتدي.. ألن تتوب بحق الله؟ الى متى ستبقى هذه القصيرة العنيدة تستفزه؟

شتم بغضب كلما يستعر في ثناياه من تصرفاتها الملتوية لتتجاهله تمامًا وهي تلقي السلام على عمها وتتحدث اليه..
بخطوات سريعة صعد الى غرفة شقيقته ثم عاد بعد اقل من دقيقة بسترة خفيفة ووضعها على كتفيها ليغطي عري كتفيها وقال بهدوء ظاهري:
- ارتدي هذه السترة.. الجو ليس ثابتًا.. تارةًحار وتارةً اخرى بارد.

- لكنني لا اشعر بالبرد.
همست آلاء بتعجب ليحدجها بنظرة مرعبة وبتهديد صريح ان تتجرأ وتنزع السترة عن كتفيها.. فتزم شفتيها بضيق وتصمت وهي تراه يعود ليجلس امامها ويتطلع اليها بنظرات غير راضية البتة.. يحتاج ان يغيرها من جذورها بسبب هذه الملابس اللعينة التي ترتديها ولكن صبرًا جميلًا..

ابتسمت بخبث فجأة وهي تلقي نظرة سريعة على محمد قبل ان توجه بصرها الى والده وتقول:
- عمي.. الم تقل لي ان اشكو لك اذا ضايقني محمد وانت ستعاقبه؟

- اجل، لماذا؟ بماذا احزنك؟ اخبريني والآن سأخذ لك حقك منه.
اجاب والده ضاحكًا لتتطلع الى محمد وترى التساؤل بعينيه عما تنتويه فتجاهلته وغمغمت ببراءة وحزن مصطنع:
- والله يا عمي يحزنني كثيرًا كثيرًا.

إتسعت عيناه بصدمة وهي تتبرم وتسترسل:
- يحزنني جدًا يا عمي.. كل يوم مشكلة مختلفة حتى ولو لم يكن هناك اي سبب.. يستخرج شيئًا من اسفل الأرض لكي يتشاجر معي.. وهو عصبي جدًا ولا اعرف كيف اتحدث اليه.

إبتسم عمها بمرح ثم تساءل:
- الان انت حزينة وغاضبة بسببه، اليس كذلك؟

هزت رأسها بموافقة كطفلة بريئة ليردف:
- ما هو اخر شيء فعله احزنك الى هذا الحد وجعلك تشكين لي غير عصبيته ومشاكله؟

- هل يسعدك يا عمي ان يخرج ويسهر حتى بعد الفجر واتصل به ويتجاهلني في حين لا زال لم يمر اسبوع على الخطوبة؟
غمغمت وهو يكاد لا يصدق انها تشكو لوالده بكل هذه البراءة!..
اجابها والده قبل ان يؤنبه:
- لا اطلاقًا لا يسعدني ذلك.. محمد كيف تخرج لتسهر بدلا من الخروج برفقة خطيبتك؟

- ابي!!
اعترض محمد بضيق ليقاطعه والده بحدة:
- لا تتحدث وانهض وقبّل لها رأسها واعتذر.

احتقن وجهه وهو يسمع اخوته الصغار يضحكون فنهض راضخًا لأمر والده وقبّل جبينها وهمس بصوت لم يسمعه غيرها:
- حسابك لاحقًا.
ثم استطرد بصوت عال:
- أسف.. وها انا اعتذر منك امام الجميع.. ان شاء الله راضية الآن؟

هزت رأسها بخجل اصطناعي:
- اجل راضية.

عاد الى مكانه لعدة دقائق قبل ان ينهض قائلا:
- اريد ان اخذ آلاء إلى مكان ما.. هناك شيء اريدها ان تراه.

- لا.. لن تأخذها الى مكان وعد الى مكانك.. جلوس لوحدكما ممنوع!
هتف والده ليصمت وهو يتمتم بكلمات غاضبة حانقة الا انه صمت.. لا بد من ايجاد طريقة ليحاصرها بها.. وبسرعة وجد وعرف كيف سيحاصرها حينما فاجئها بمرافقته لشقيقه غياث التي طلبت منه ان يعيدها واخوتها الى منزلها..

لم تتوقع مرافقة محمد لهم.. كانت تود التهرب فقط منه.. خاصةً من نظراته التي لم تعتقها بدايةً من وجودها في منزله ثم في طريق العودة الى المنزل..
لذا فور توقف السيارة بجانب منزلها كانت اول من تترجل وهي تلقي تحية الوداع ثم تدخل سريعًا الى المنزل لتهرب من محمد..

استغربت عدم دخول اي احد من اخوتها لتخرج من الغرفة وتسير نحو باب المنزل الخارجي حتى تتفقدهم وتعرف سبب اختفائهم فتطمس شهقتها بسرعة وهي ترى محمد قبالة وجهها:
- الى اين يا جميلة؟

شحب وجهها وهي ترد بتوتر:
- اشقائي.. اريد ان ارى اين هم ولماذا تأخروا.

- لم يتأخروا.. انا قلت لغيّاث ان يقوم بأخذهم لشراء بعض الاشياء وبعد ذلك يعيدهم.
قال قبل ان يغلق باب المنزل ويدنو منها ضاحكًا بمكر لتهتف بحذر:
- الى اين تدخل؟ الن تغادر؟

- لا لن اغادر قبل ان تسامحيني.
اجابها لتردف بسرعة:
- لقد سامحتك.. ولكن غادر فقط.

- لا يا روحي.. لن اغادر.. والآن دعيني اعرف كيف تتجرأين وتشكيني لأبي؟
تساءل محمد لتزدرد ريقها وتجيب:
- مثلما اشتكيت لأبي وقبلها لأمي عني.. وانا فقط اشتكيت لعمي وليس مثلك.

- فقط لعمك؟! امام العائلة كلها وجعلتيني اتصرف كطفل صغير بل واعتذر ايضًا لك امام اخوتي الصغار!
تمتم بإستنكار وهو يتطلع اليها لتهز كتفيها دون مبالاة:
- اجل.. تستحق ذلك.. لأنني لا اطيقك بالإضافة الى كوني غاضبة منك.

علق محمد ضاحكًا دون فائدة:
- هذا اللسان الطويل.. اليس له نهاية!

ارتفع حاجبها الأيمن وتمتمت:
- ما خطبه.. لا يعجبك؟

- لا.. اكاد اموت لتجربة طعمه!
قال غامزًا لها بعينه بوقاحة ليمتعض وجهها وتتمتم:
- وقح.. قليل ادب!

- لماذا ترتدين هذه الملابس؟ هل لديك مشكلة بالسمع؟ انا اقول شيئًا وانت تفعلين شيئًا آخر.
قال بنفاذ صبر وهو ينظر الى ما ترتديه لتغمغم:
- لم يكن هناك احد غريب.. فقط انتم الوحيدين الذين كنتم.

- انا لا احب حتى ان يروك اخوتي هكذا.. ادري انني احزنتك، وانا استحق كل الذي تفعلينه بي ولكن كفى ارجوك ارحميني.. منذ اكثر من خمسة ايام وانت فقط تتشاجرين معي.. لا غير.. كما وانتي اعتذرت لك.. الا يكفي ذلك؟
قال بجدية لتهمس بألم:
- انت لم تعتذر.. لقد جرحتني فعلًا وانت تشك بي.. كيف تشك بي يا محمد؟

- لم افعل حبيبتي.. لم اشك.. لو انني حقًا اشك بك لكنت قتلتك بنفس الساعة.. ولكنني فقط فعلت ذلك لأنني احبك ولا احب ان يتحدث احد عنك بسوء.. وربما انت لا تعلمين ايضًا انني ذهبت اليه وضربته واخذت حقك منه.. انا اسف حبيبتي.. اسف.. انت تخيلي فقط ان يعتذر محمد.. تخيلي مقدار اهميتك ومكانتك في قلبي حتى اعتذر.

صمتت ولم تعلق ليزلف منها الى ذلك الحد الخطير فتتسع عيناها وترفع حاجبيها بتحذير صريح بعدم الاقتراب منها..
ابتسم وهمس بلا خافتة وهو يغلغلها داخل حضنه.. يطوّقها بذراعيه.. فإعترضت بأسمه وقبل ان تنهي حروف اسمه كان يقبلها.. بشغف.. بتوق.. بعشق.. يقبّلها بخشونة بعثرت قواها وتفكيرها.. لم تفهم ما الذي يفعله بها.. لم تفهم كمية الخجل التي تسربت الى وجنتيها والى قلبها.. لم تفهم اي شيء حتى وهو يبتعد عنها ليهمس بصوت أجش:
- آسف مرة أخرى يا قلبي.

ثم عاد ليقبلها مرة اخرى.. بشغف اكبر.. برغبة مجنونة بعدم تحريرها ابدًا.. يا الله كم يعشقها ويعشق كل تفاصيلها..
حاولت التحرر منه ونجحت وهي تبتعد قليلًا مغمغمة بضعف:
- كفى لقد سامحتك.

- يعني انتهينا من هذا الموضوع.. لان اذا لم يتم الانتهاء منه سأعود لمتابعة عملي.
قال بمرح لتهتف بسرعة:
- لا لقد انتهى والله.

- حسنًا اذًا لنأتي الى الموضوع الآخر.. لا يوجد غير طريقة واحدة حتى تكفين عن ارتداء هذه الملابس.
- ما هي؟
تساءلت بحيرة ليهمس بتفكير:
- آه ما هي؟
وقبل ان تستوعب ما قال كان يعود ليقبلها ولكن هذه المرة بجنون اكبر كان يقصده وهو يترك خلفه آثار ملكيته وخاصةً على عنقها حتى تكف عن ارتداء ملابس تكشف اكثر مما تستر..

كفى.. همست اعماقها وهي تشعر انها ضعيفة.. ضعيفة اكثر مما يجب وهي تختبر ما يفعله بها للمرة الأولى في حياتها.. يداه كانت تحيط بخصرها بخشونة تثبتها في حضنه.. ترسخ قدميها بالأرض التي تقف عليها..
لم تتجرأ ان ترفع عينيها اليه وهو يبتعد عنها ليرفعها ويضعها على طرف الطاولة ثم يقول:
- انظري الي.

لم تفعل.. كانت اضعف مما تعتقد.. بسبب خجلها والمشاعر الغريبة التي داهمتها ربما.. جلّ ما تتمناه هو الإختفاء بعيدًا عن عينيه.. بعيدًا عن قوته الرجولية بكل ما يبذر منه من افعال توهنها..
ابتسم برضى وهو يتطلع الى الآثار التي قصد فعلها بعنقها:
- ممم لا بأس.. عدة ايام وستذهب هذه الآثار.. ولكن ليس قبل اقل من اسبوع.

تساءلت بإستغراب:
- لماذا؟ ماذا فعلت بعنقي؟

انحنى برأسه اليها ليقبلها مرة اخرى وهمس:
- لا تحزني مني.. لأنني احبك فعلت ذلك.. لا تنصدمي حينما ترينها في المرآة.

رفعت رأسها تنظر اليه بتشوش فزفر بحنق:
- ذلك لا يصح يا ربي.. كيف سأصبر كل هذا الوقت؟!

تخضبت وجنتاها وهي تخفض رأسها بسرعة ليقول بحنو:
- لولو حبيبتي لا تخجلي مني.. انت امرأتي وحلالي.. هذا الشيء طبيعي بيننا.. وهذه مجرد قبلة لا شيء آخر.. أما بالنسبة للآثار فإنت تستحقين.. كلما ترتدين ملابس كهذه ستجدين مثلها على جسدك.. وذلك أحب على قلبي من العسل.

شكرت الله ان جرس المنزل اخذ يرن فجأة كي لا ترد عليه..
فرا هاربة الى غرفتها وخفقات قلبها تكاد ان تتوقف من شدة صخبها.. ثم أوصدت باب المنزل وهي تسمع صوت اخوتها الصغار واختفاء صوت محمد فتدرك انه غادر..
سارت نحو المرآة الموجودة بغرفتها ووقفت قبالتها لتشهق وهي ترى الجنون الذي احدثه على عنقها.. شتمت بحنق وهي لا تدري ماذا تفعل حتى تخفي افعال هذا الرجل المجنون التي تزوجت به..

******************
وقف يتأملها للحظات وهي جالسة على احد مقاعد محطة الباصات تنتظر الباص ان يأتي لتعود الى منزلها.. لا زالت تعمل حتى بعد خطوبتها من ابن عمها.. لو كان مكانه ما كان سيدعها تكمل عملها..
ومض الإصرار بعينيه، عازمًا ان يتحدث اليها فسار نحوها وتساءل:
- هل بإمكانني الحديث اليك؟

لم تتوقع ان يأتي الى عملها فهتفت بخشونة:
- ماذا تريد؟

- لدي شيء لك يجب ان اخبرك به وبعد ذلك انت حرة.
اجاب لتقول:
- ماذا هناك؟ تحدث.

- هل تعلمين من الذي دمر علاقتنا.. من الذي اوصل الكلام لي وقال "هي مخطوبة ويجب ان تتركها".. هل تعلمين ان محمد الذي فعل ذلك؟ هذا يعني انه كان معجبًا بك ويريدك له وفعل كل ذلك حتى يفرق بينا ويفصلنا عن بعضنا البعض ليأتي هو ويتقدم اليك ويتزوجك؟
قال كريم بقهر لتقلب آلاء عينيها بضجر:
- إذًا؟

- إذًا ماذا؟ بالتأكيد لم يخبرك عن حقارته.. بالتأكيد لم يفعل ويقول انني فعلت هذا هالشيء.
تطلعت آلاء اليه ببرود وقالت:
- انا اعلم بكل هذا الكلام الذي قلته.

- ماذا؟ انت تعلمين!
هتف بعدم تصديق لترد بحقد سيطر على قلبها:
- آجل، اعلم.. منذ اليوم الأول للخطوبة اعترف لي واخبرني انه هو من ابعدني عنك.. وانا صدقًا اشكر الله ثم اشكره هو لأنه ابعدني عنك فأنت لا تستحقني.

- انتبهي الى الكلام الذي تتفوهين به.
هتف كريم بتحذير لتغمغم بإستخفاف:
- انا منتبهة وكثيرًا.

لقد تغيرت.. صدقًا تغيرت.. نظر اليها وهو لا يصدق انها تعلم بهذا الكلام ولا زالت مستمرة بعلاقتها بمحمد.. لماذا لم تتركه؟ لماذا؟
- كيف ترضين لنفسك ان تستمري بعلاقتك بشخص كهذا؟

وثبت عن مكانها ووقفت قبالته ثم قالت بتشفي:
- يعجبني الإستمرار مع شخص كهذا.. هل تعلم لماذا؟ لأنه رجل! حينما يريد شيئًا يفعل المستحيل ليحصل عليه.. لم يصدق بسرعة الكلام الذي يصله مثلما فعلت انت.. مجرد ان اخبروك انني مخطوبة أدرت عني وجهك وغادرت.
ثم استرسلت بقهر:
- كيف تصدق من الأساس انني من الممكن ان افعل شيئًا كهذا وابقى على علاقة بك؟ اخبرني كيف؟ الهذه الدرجة تراني انسانة ليست لديها اي قيمة لنفسها؟ كيف تفكر قط انني قد ادخل بعلاقة بك وانا مرتبطة برجل اخر؟ كنت معك طيلة الوقت.. نتحدث على الهاتف منذ الصباح حتى يحل الليل وانام.. وتأتي الي ونخرج معًا.. وفي النهاية ماذا؟!
ابتسمت بإستهزاء مرير وتابعت:
- في النهاية تصدق هذا الكلام بسرعة.. بل والأدهى من ذلك تختفي وتعود بعد شهر لتسأل اذا كان الكلام صحيحًا ام لا! غادر يا كريم.

- وانت ايضًا لم تبرري لي.. اخترتِ السكوت وقلتِ ان الكلام الذي سمعته صحيح وبعد ذلك لم تتحدثي.
اعترض وهو يهز رأسه بقهر لتردف بوجع:
- أجل، سكتُّ.. لأن الألم الذي تسببتَ لي به كان كبيرًا جدًا.. لم أتوقع ان تصدق بكل هذه السهولة.

- آلاء انت لا زلت تحبيني وانا احبك ايضًا وذلك الشخص هو من فرّق بيننا.. دعينا نتخلص من هؤلاء المتطفلين ونعود لبعضنا البعض.. انت تفسخين خطوبتك وانا افسخ خطوبتي وبعد ذلك نعود لبعضنا البعض.
قال كريم بإصرار لتضحك بتهكم:
- هل فقدت عقلك؟ انا اذا كنت اشكر محمد على شيء فهو انه حررني منك.. افضل شيء فعله انه اراحني منك.. اخبرني انت ماذا تراني حتى انفصل عنه لأعود اليك؟ الى هذه الدرجة تراني رخيصة؟ وللتصحيح فقط هو ليس خطيبي.. هو زوجي.. يعني ليس مجرد خاتمًا انزعه واخبره ان ما بيننا قد انتهى.

تنهدت وجروحها كلها تنفتح لتحرقها:
- كفى كريم.. انسى كل شيء بيننا وتابع حياتك بعيدًا عني وانا كذلك مستمرة بحياتي.. تصرف كأنك لم تراني وتابع حياتك.. انا لا ينقصني المزيد من المشاكل.. وخطيبتك تبدو فتاة لطيفة.. استمر بعلاقتك بها.. هي لا تستحق ان تخونها او تقوم بفعل اي قذارة خلفها.. وها قد اتى الباص.. اتمنى ان لا اراك مجددًا تحضر لي اي معلومة لأنني اعلم بكل شيء.. وداعًا.

غادرت وهو يتطلع اليها بينما يكاد ان يفقد السيطرة على نفسه.. ترفض ان تعود اليه بسبب الحقير محمد.. تريد الإستمرار بعلاقتها به وهو سبب فراقهما!.. شتم بعصبية شديدة وهو لا يدري ماذا عليه ان يفعل ليردها اليه.. هي تحبه.. محال ان تنساه بهذه السهولة وتفضل البقاء مع محمد بدلًا منه.. هي مجروحة فقط.. آجل فقط مجروحة وستعود اليه يومًا ما..

*****************
لم تتوقع ان يتجرأ ويقول "عودي الي".. خاصةً بعد خطوبتها من محمد امامه.. وبعد كل ما فعله بداية من خطوبته ثم الى محاولته التفرقة بينها وبين محمد وهو يتهمها بكونها غير عذراء..
تعترف انها لا زالت تحبه ولكنها مستحيل ان تعود اليه.. هي مجروحة منه.. مقهورة.. ما بينهما انتهى ومحال ان يعود.. لم تود ان تجرحه ولكنها مقهورة وقلبها يؤلمها.. عدم ثقته بها دمرت كل شيء بينهما.. لم يعد يجدي نفعًا الندم فمحمد لن يتركها وهو ايضًا خاطب.. ما ذنب خطيبته؟ والأهم من ذلك كيف تعود اليه؟ كيف؟ بأي حق؟

لم تعرف ماذا يجب ان تفعل.. خائفة منه ومن محمد.. خائفة وتائهة ولا تدري ماذا عليها ان تفعل.. لم يكن امامها غير صديقتيها ليسا وسما.. هما من بإمكانهما مساعدتها.. اخبرتهما بما حدث بينها وبين كريم فأقنعتاها بالحديث الى محمد خشيةً ان يكون قد رأها احد تقف معه ويخبر محمد فيحدث مشاكل..

لم تقتنع كثيرًا بكلامهما.. كيف تخبر محمد عن امور تتعلق بكريم وهو يفقد عقله من مجرد اسمه؟ لم تدري كيف تخبره من الأساس.. ولكن صديقتيها قالتا دعيه يُدرسك لإمتحانك وبعد ذلك اخبريه..
تذكرت ماذا فعل صباح اليوم حينما أتى ليوصلها من المنزل الى المدرسة.. كانت قد اخفات أثار جنونه بأدوات التجميل وارتدت ما ترغب به كما تشاء فيتطلع الى ما ترتديه ويتفاجأ بإختفاء أثار ملكيته ليكاد ان يجن بإختفائها فيصر على معرفة كيف اخفتها..
محمد وكريم فعلًا دوامة لا قرار لها..

تنهدت ومحمد يتصل بها.. لا تدري هل تسمع بنصيحة ليسا وسما ام لا.. تحدثت اليه قليلًا وهي تشعر انها ضائعة ليسألها:
- ما خطبك؟ لا تبدين على ما يرام.

صمتت تفكر مرة اخرى.. أتخبره السبب الحقيقة ام تتجاهل الأمر كله وتنتظر لوقت آخر..
استغرب صمتها فقال:
- آلاء.. هل تسمعيني؟

- أجل، ولكن لدي امتحان غدًا والمادة صعبة ومملة بعض الشيء ولست ادري كيف ادرسها.. هل بإمكانك ان تساعدني؟
غمغمت ليقول:
- بالتأكيد.. سأنهي عملي وأتي اليك بشكل فوري بأذن الله.. ولكن هل انت متأكدة ان هذا هو الأمر فقط؟

- أجل.
- حسنٌ اذًا.. سأنهي عملي وأتي اليكم.
بعد عدة ساعات أتى وجلسا بصالة المنزل لتحضر كتبها وتقول:
- هذه هي المادة.

- لنرى هذه المصيبة التي لا تعلمين كيف تدرسينها وجعلتك بهذا المزاج السيء.
قال محمد ثم فتح الكتاب وبدأ بتحديد الأمور المهمة لها ليستغرب حينما جذبت آلاء الكتاب فجأة ووضعته جانبًا وهي تغمغم بتوتر:
- محمد.. أريد ان أخبرك شيئًا.

عقد حاجبيه وتساءل بتعجب:
- ما الأمر؟ ألا تريدين مني ان أدرسك؟

- ألم نتفق ان لا نخفي اي شيء عن بعضنا البعض.. وانا في الواقع حدث معي شيئًا اليوم.
همست بتوجس فهتف وهو يتطلع اليها بتركيز:
- ما الذي حدث معك؟

- كريم!.. لقد أتى الى عملي اليوم ليوصل لي شيئًا مهمًا كما يقول.
اجابت لتتغير ملامحه بسرعة الا انه قال بهدوء:
- وما هو هذا الشيء المهم؟

- كيف اقبل الزواج بك.. وانك انت من دمر علاقتنا!
اجابت بشكل مختصر دون ان تخبره حرفيًا بالذي حدث.. لا ردودها ولا عرضه بالإنفصال عن محمد والعودة اليه..
انتظرت رده لعدة لحظات ثم سمعته يهتف بعصبية:
- انت كيف تقفين معه من الأساس وتتحدثين اليه؟

هدرت آلاء بحدة:
- انتبه للكلام الذي تقوله.. لست انا من ذهبت اليه.. هو الذي أتى ولم اكاد ان اخرج من عملي حتى اعود الى المنزل الا وانا اجده قبالتي يقول هذا الكلام.. انا لم افعل اي شيء خطأ.. ولو انني كنت مخطئة لم أكن سأتي واخبرك.. فلا تعاملني كأنني مخطئة.. هل تفهم؟ ولو انني لا اريد ان اخبرك لكنت اخفيت عنك هذا الموضوع من الأساس ولكن ها انا اخبرك.

أخذ نفسًا عميقًا متمنيًا فقط ان يجد رأس كريم امامه ليقتله.. ذلك النذل.. لا يزال يتجرأ ويحاول العبث..
أخرج هاتفه من جيبه ليتصل بإبن عمه لكريم ويقول:
- أريد ان أرى كريم غدًا ولكن إياك ان تدعه يعلم انني أتٍ.
ثم أنهى المكالمة تحت نظرها وتساءل:
- اين عمي؟

- جالس في الصالة الثانية يشاهد الأخبار.. لماذا.. ماذا تريد ان تفعل؟
غمعمت بتوجس ليتجاهل الرد عليها ويذهب الى الصالة الثانية فيجد عمه جالسًا ليقول:
- عمي هل بإمكانني ان اطلب منك شيئًا؟

- تفضل بني.
اجاب والدها لينقبض قلبها خشيةً ان يخبره محمد عن كريم..
هتف محمد بإصرار:
- عمي.. حينما أجد شقة وأجهزها سنتزوج.. انا محال ان انتظر سنة كاملة.. انتم لستم بحاجة لتجربة أخلاقي او السؤال عني.. واذا كانت تريد ان تتابع دراستها بإمكانها ان تفعل وهي متزوجة.. انا لن امنعها.

تنهد والدها وهو يستنبط الإصرار والشغف بعينيه للزواج بإبنته فقال:
- والله يا بني منذ اليوم الذي عقدتما قرآنكما به اصبحت آلاء ضيفة في منزلنا وايامها معدودة هنا.. ما تريده تم يا محمد.

- حسنًا اذًا.. عن اذنكما سأغادر.
وقفت مصدومة بطلبه ومن رد والدها عليه.. ثم مغادرته هكذا دون ان يدرسها حتى.. ماذا سيفعل غدًا مع كريم؟ قضمت شفتها السفلى بتوتر وهي تعود الى غرفتها لتجلس وتدرس لوحدها.. دون محمد وجنونه..

******************
طيلة الليلة الماضية وهو يكاد ان يرتكب مصيبة ما.. لا زال ذلك اللعين يدور حول امرأته.. لا زال لديه امل ان تعود اليه وكأنه سيحقق له ما يريد ويترك آلاء له.. ولو قتله لن تصبح له.. لن تصبح لكريم ابدًا.. هي فقط له هو.. لمحمد الأيهب.. ومحال ان يفرط بها لأحد آخر او يمنحه المجال لسرقتها منه..

انتظر ان يأتي الى عاصم على أحر من الجمر.. يقسم انه لن يرحمه.. لن يدعه احد ينجو من قبضته..
عاصم حاول ان يفهم منه لماذا يريد رؤية ابن عمه كريم الا انه لم يمنحه اي جواب.. وفور ان وصل الى المكان الذي من المفترض ان يلتقي به بكريم ترجل برفقة شقيقه غياث من السيارة ودخل دون ان يلقي حتى تحبة السلام..

ابتسم كريم بسخرية ونهض عن مكانه قائلًا:
- أهلًا وسهلًا.. على ما يبدو انك طلبت من عاصم ان نلتقي؟ ماذا هناك؟

دنى محمد منه ووقف قبالته وقبل ان ينبس بحرق كان يلكمه بكل غل على وجهه فيرتد كريم الى الخلف متأوهًا..
زمجر محمد بتهديد:
- ابتعد عنها.. هل تفهم؟ ابتعد عنها.

حاول كريم ان يرد اللكمة اليه الا ان محمد كان اطول منه وأقوى منه.. وعصبيته وجنونه مستحيل ان يصل كريم لهما..
تدخل عاصم بسرعة قائلًا:
- محمد لا تنسى انه ابن عمي وانني لن اسمح لك بفعل ذلك.. فقط اخبرني ما الذي فعله حتى تضربه؟

هتف كريم بحقد وهو يضع يده على انفه الذي نزف:
- انت لا تستحقها.. انت الذي فرقتنا عن بعضنا البعض.. هي تحبني.. تحبني انا فقط رغم كل هذه السنوات التي مرت.. فلا تتوقع ان تحبك يومًا.

همّ محمد بالهجوم عليه مرة اخرى فيمنعه سريعًا غيّاث محاولًا السيطرة عليه من التهور الا انه يضطر ان يتركه وهو يسمع ذلك المجنون يقول بجنون:
- ستعود الي.. لا تتوقع انها ستبقى معك في حين قلبها ملكي وحدي.. ستنفصل عنك وسأتزوجها انا.. ستكون لي انا.

دفع غيّاث بعنف وهجم على كريم بغضب اسود جاهرًا كليث خائفًا ان يخطفوا امرأته منه:
- لن أسمح لك.. هل تسمع؟ أقتلك.. قسمًا بالله اقتلك اذا فكرت بالمجيء الى عملها مرة اخرى او حاولت العبث معها! لن أرحمك! وتذكر انني لا اهدد بل انفذ فقط.

بصعوبة شديدة ابعداه غياث وعاصم عن كريم ليهتف عاصم بسرعة:
- غيّاث خذه وغادر وانا سأتصرف مع كريم ولن ادعه يقترب مجددًا من زوجته.

اخرج غيّاث محمد بصعوبة وهو يسمعه يشتم بعصبية مفرطة.. ذلك اللعين حرق دمه.. يعتقد انه سيسمح له بأخذها منه.. سيضمن ان تكون في منزله بعد أقل من شهر.. وسيرى من سيبعدها عنه..

*****************
بعد ثلاثة ايام..
اخذت تتجول في الشقة التي وقعا عقد ايجارها قبل عدة دقائق.. جميلة وعصرية ولكن تحتاج الى اثاث بكل تأكيد..
تساءل محمد وهو يدنو منها:
- ما هو رأيك؟ هل اعجبتك؟

- أجل.. تبدو جميلة.
اجابت آلاء ليقول:
- وحتى يصبح بها ذكرى جميلة لا تُنسى...
أخرج علبة صغيرة من جيبه ثم فتحها لتتطلع الاء بإنبهار الى خاتم الخطوبة.. كان الخاتم جميلًا جدًا.. مرصعًا بثلاثة شذرات زرقاء كلون السماء..
- عندما رأيت هذا الخاتم تخيلتك ترتدينه.. وكأنني رأيته على يدك انت حبيبتي...
أدخل الخاتم في بنصرها اليمين ثم قبّل يدها وهمس بحب:
- مبروك حياتي.

ابتسمت آلاء بنعومة:
- شكرًا.. ليبارك الله بك.
ثم استأنفت:
- ولكنني خائفة ان يحزنوا اهلنا لأننا لم نفعل حفل خطوبة.

زفر بخشونة ثم هتف:
- سأفعل لك كل ما ترغبين به.. ولكن هذا الخاتم فقط حاليًا حتى لا يتجرأ احد بالنظر اليك.. فحينما يرى هذا الخاتم بيدك سيعلم انك مرتبطة وملك لرجل واحد فيبتعد عنك.
ثم انحنى قليلًا اليها ليرتشف دوائه من ثغرها.. صبره الوحيد..
- هذه بمناسبة الشقة والعقد.
همس ثم قبّلها مرة اخرى واضاف:
- وهذه بمناسبة خاتم الخطوبة.. واي شخص يحاول ان يلومك اخبريه "هذا ليس ذنبي.. ليست لي اي علاقة.. اذهبوا وتحدثوا الى محمد".. حسنًا؟

ضحكت آلاء بخجل ليبتسم بحنو:
- أجل اضحكي.. وانسي بقية الأمور.
توسمت حدقتاه الخضراوان النظر بوجهها المليح ثم تمتم بنفاذ صبر:
- لا.. يجب ان اتحدث الى عمي وأشد همتي اكثر حتى يتم الزفاف بشكل أسرع.. الوضع هكذا لا يجدي نفعًا اطلاقًا.. هيّا اذهبي من امامي قبل ان ارتكب مصيبة حالًا في الشقة.. نحن وحدنا والشيطان موجود وانا شيطاني قوي جدًا ولا أرهقه.. من النظرة الأولى انصاع اليه.

ابتعدت عنه سريعًا وهرولت مغادرة الشقة والبناية كلها ثم صعدت الى سيارته ليتبعها ضاحكًا:
- اعتدتِ على الركض كما يبدو.. انا يجب ان اجتهد اكثر هذه الفترة وانهي تأثيث الشقة.

- محمد لا يوجد داع للإستعجال.
غمغمت آلاء بتوجس من القادم ليتطلع اليها ويقول قبل ان ينطلق بالسيارة الى منزلها ليعيدها:
- لا تخافي حبيبي.. ودعي انت هذه الأمور جانبًا.. انا لست على عجلة من أمري.

*****************
تنهدت والصداع يكاد ان يفتك برأسها بسبب كمية العتاب والإتصالات التي حصلت عليها بعد معرفة الجميع بما فعله محمد..
الجميع يعاتبها لأنها تخلت وتنازلت عن اجمل لحظة بعمرها ورضت بخطوبة فقط حدثت بينها وبين محمد.. دون احتفال ودون اي شيء آخر..

- انا وهو موافقان.. لا نريد احتفالات ولا شيء آخر.
قالت لوالدتها وخالتها التي تتحدث اليهما على الهاتف لتهتف امها بضيق وغضب:
- لا يحق لي ان افرح بك مثل سائر البنات.. انت اول واحدة من بناتي تتزوج.. انت فرحتي الأولى.

لم تمنحها امها خيار الرد فأغلقت الخط دون ان تسمع ردها لينال محمد دوره بالعتاب والتوبيخ..
والدتها لم تتحدث الى والدها وتخبره انها تريد الإنفصال عن محمد.. وحينما سألتها لماذا لم تفعل قالت
"انا ايضًا كنت مثلك خلال فترة خطوبتي بوالدك.. كل يوم اقول لا اريده واريد الطلاق منه.. لذلك لم أخذ كلامك على محمل جد"

الأيام كانت تمر بسرعة رهيبة.. كل شيء يقترب وهي تحس انها شبه غائبة عن الواقع.. ما بين الوعي واللا وعي.. لا تدري كيف كل شيء يحدث بهذه السرعة.. حصار محمد يلتف حول عنقها ليمنع عقلها عن التفكير لتشعر انها تلفظ اخر انفاسها.. فمحمد بدأ بتأثيث الشقة وتم تعيين تاريخ ارتداء ذهب الخطوبة فور ان تعود والدتها من العراق..

بعد اسبوع..
الجميع مضغوط بسبب التحضيرات لحفل زفاف حسام ابن عمتهما.. ومحمد حتى لم يتمكن من رؤية آلاء بسبب انشغاله بعمله وتأثيث الشقة ثم التحضيرات لزفاف ابن عمته.. الضغط كان كبيرًا عليه وبعدها عنه يقتله.. الحديث اليها في المساء لا يكفيه.. لا يشبعه منها ابدًا..

حاول ان يعرف اكثر من مرة ماذا سترتدي في حفل زفاف حسام وحذرها انه لن يدخلها القاعة اذا كانت ترتدي ملابس فاضحة وشبه عارية.. فتطمئنه انها سترتدي فستانًا محتشمًا اشترته لها والدتها من العراق.. لا يعلم انها تقوم بخياطة فستانًا من العيار الثقيل.. وهذا ما يرعبها.. الا انها مصرة على ارتدائه فهذا اول احتفال لهما معًا ويجب ان تكون فائقة الجمال..

في صالون التجميل..
ألقت الاء نظرة اعجاب على نفسها وهي تتوسم النظر عبر المرآة الطويلة بفستانها الاحمر ذو الفتحة الطويلة التي تمتد من منتصف الفخذ حتى اسفل قدمها.. بدت في غاية الجمال بشعرها الذي تم رفعه للاعلى بطريقة محترفة وبزينتها الغير مبالغ بها.. على الرغم من قامتها القصيرة الا ان الفستان الذي يحدد تفاصيل جسدها وهبها جاذبية غير عادية اطلاقًا..

استدارت فجأة لتطالع محمد الذي ولج برفقة العريس حتى يأخذها.. كانت تدري بوصوله فقبل عدة دقائق اتصل بها ليسألها اذ كانت جاهزة حتى يدخل هو والعريس..
كانت واثقة بجمالها وبكونها ستعجبه ولكن نظراته وهدوئه بعد أن اقترب العريس من عروسه ليلقي السلام عليها وعلى والدتها كانا ابعد توقعاتها..

للحظات قصيرة فقط بقي محمد ينظر اليها بعينين غير مقروئتين من الاسفل الى الاعلى.. وأخذ يكرر هذه العملية أكثر من مرة حتى بدأت تعابير وجهه تتغير رويدًا رويدًا الى تعابير مبهمة مخيفة بغموضها..
سمعت صوت ابن عمتها حسام يتساءل:
- هل نغادر الان يا محمد؟

تجاهله محمد نهائيًا وبدى وكأنه من الاساس لم يسمع اي كلمة تفوه بها حسام..
أحست بترقب وتوتر رهيب بسبب نظراته وبصعوبة كتمت تأوهها حينما جذبها من ذراعها بخشونة وقسوة وهتف:
- هل ستخرجين هكذا؟

-----------------------
يتبع يوم الأربعاء..

بداية من الفصل القادم سنقول مرحبا للمصائب الحقيقية..

رأيكم بالفصل؟

قراءة ممتعة..
مع حبي:
اسيل الباش



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس