عرض مشاركة واحدة
قديم 19-11-20, 09:16 AM   #8

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الفصل السادس

ارفع عليكِ راية عشقي..
فحبي سيهزم جأش كبريائكِ..
وسيجعلكِ قانتة لتجاسري..
فليس لك سلطة القرار حبيبتي..
عشقي حكم عليكِ ان تكوني
كل ما يرفضه منطق الميثاقِ..
واجبرك على الإذعان امام جبروتي..
لذا لا تحاولي الإبتعاد يا اميرتي..
فليس هناك مفر من سلطان حبي..

---------------------------
رأسها يؤلمها من قوة الضربة.. والنار تحرق روحها.. هي فعلًا لا يهمها ما رأته ولا حتى تغار عليه ولكن كرامتها تزأر.. الحقير يدافع عن تلك المجنونة ويرفع يده عليها بسببها.. فقط تتمنى ان تكسر له يده التي امتدت عليها.. ان تهشمها له ولتلك اللعينة..
ستذهب الى المدرسة رغمًا عنه وليفعل ما يشاء فلا يحق له ان يحرمها من المدرسة.. اساسًا هو المخطئ وليست هي..
في الواقع هذه المدرسة للطلاب الذين هم فوق الثامنة عشر سنة وخاصة بالطلاب الذين لم يتابعوا تعليمهم في مدرستهم او ان شهاداتهم التي حصلوا عليها من بلادهم غير معترف بها.. وتعتبر سنتين لغة وسنتين تخصص وتمهيدي للجامعة وللقسم الذي يودون ان يدرسوه في الجامعة..
قبل ان تنهض عن سريرها لتجهز نفسها دخلت والدتها غرفتها قائلة:
- صباح الخير.. ماذا فعلتِ؟

- لماذا؟
تساءلت بإستغراب لتهتف جميلة:
- لقد اتصل محمد قبل قليل قائلًا انك ممنوعة من الخروج ابدًا الا برفقتي وسيأتي بعد قليل ايضًا فما الذي حدث؟

اخذت آلاء نفسًا طويلًا قبل ان تقرر ان تقص على والدتها ما حدث دون ان تخبرها انه ضربها.. فضحكت والدتها بإعجاب:
- لقد اعجبني تصرفكِ معها دون ان تلقي اهتمامًا لها ولكن لم يعجبني فقط كلامك مع محمد.. لا يصح ان تتكلمي مع الرجل بهذا الأسلوب.. ممنوع يا ابنتي.. يجب ان تعرفي كيف تتحدثين اليه ومتى ايضًا حتى تقلبين الطاولة لصالحك ولكن الآن انت اصبحتِ المخطئة.. على اي حال هو قادم بعد قليل سأتفاهم معه انا ولكن اريدك ان تصمتي حتى اقدر اخذ لك حقك منه حسنًا؟

- ان شاء الله!
اومأت لتقول جميلة بلطف:
- اذًا هيا انهضي وافطري ريثما يأتي.

بعد اقل من ساعة كانت تجلس امامه وهي تتطلع اليه بإستفزاز بينما والدتها جلست بجواره..
تطلعت جميلة الى محمد..
- ما الأمر؟ لماذا تشاجرتما؟

اجابها محمد بضيق:
- هل توافقينها يا خالتي بالذي فعلته؟ هل يصح الذي فعلته؟ لم تدع لي اي كرامة.. هل يوجد امرأة تقول لزوجها "ذوقك كالقمامة.. وانا اريد زوجي واخاف ان يتم سرقته مني!".. هل تراني طفلًا حتى تأتي امرأة لتضحك على وتأخذني! وليس ذلك فقط بل وتقول ايضًا "هذه الأشكال تناسبك.. انت تركض خلف النساء اللواتي من هذا المستوى والطيور على اشكالها تقع.. وانت هكذا مستواك تركض وراء النساء مثل الكلب".. هي لم تتابع هذا الكلام وصمتت.. ولكن هذا كان قصدها..
نظر الى آلاء واستأنف:
- الم يكن هذا قصدك؟

- افهمها كما ترغب!
قالت آلاء ببرود ليهتف محمد بعصبية مكتومة:
- انظري اليها.. لا زالت مستمرة بوقاحتها وبطول لسانها.. يعني ماذا تريدين مني؟ ان اخذها بالأحضان بعد كل ما فعلته؟

- لا.. لا تأخذني بالأحضان ولكن اريدك فقط ان لا تقول انني لست مؤدبة ولساني طويل.. واساسًا لماذا اتيت؟ عد اليها اذا كانت الى هذا الحد تهمك.

- ستعتذرين منها!
هتف بإصرار لتهدر بشراسة:
- لن افعل ولو متَ.. هل تفهم حتى لو تموت لن اعتذر لها.. انا لم اقول اي شيء خاطئ.. هي بالفعل ساقطة!

بغضب شديد كاد ان ينهض ليضربها فتصرخ جميلة بهما بنفاذ صبر:
- كفى! اليس لديكما اي احترام لي؟ انتِ انتبهي للسانك.. وانتَ هل تريد ان تضربها امامي؟

- اعتذر منك خالتي.. ولكنك رأيتي طريقة كلامها المثيرة للإستفزاز.
قال محمد لترد آلاء عليه باحتدام:
- انت هو الوحيد المثير للإستفزاز.. تدافع عنها امامي وتريدني ان اصمت!

قبل ان يتحدث قاطعته جميلة بصوتها العالي:
- كفى!!!!!!! اذا تركتكما هكذا حتى الغد لن تنتهيا.. اكاد لا اصدق اعماركما بإفعلاكما هذه.. وكأنك لست في الثاني والثلاثين وهي في السادسة والعشرين.. كأنكما اطفال لا غير!
استرسلت بجدية تامة:
- محمد نحن حينما وافقنا ان نعطيك ابنتنا وافقنا فقط لاننا واثقين انك ستصونها وستحفظ كرامتها ولن تجرحها في يوم من الأيام.. قلنا الذي يقف امام العالم حتى يطلب يدها للزواج فهو بالتأكيد يستحقها.. ولكن ان تأتي الآن وتريد ان ترفع يدك عليها وامامي وفي منزل والدها فهذه كبيرة جدًا.. هل تفهم ذلك؟
اذا كان لسانها طويلًا ولا تحترمك فتعلمها الأدب.. تدعها تفهم خطئها.. فربما تكون قالت هذه الكلام بسبب غيرتها وكرامتها.. بالاضافة الى ذلك حينما تذهب وتتحدث مع امرأة كنت سابقًا على علاقة بها في حين زواجكما بعد عدة أيام فهذا صعب للغاية.. سنفهم يعني ان ابنتنا لا تشبع عينك ولا تعجبك.. وانت لا زلت لم تتزوجها وهكذا تفعل فكيف حينما تصبح زوجتك؟ انتما الاثنان اصبحتما شخصًا واحدًا.. لذلك احترامها من احترامك.

اضافت بينما تتطلع الى طفلتها:
- وانت أيضًا كذلك الأمر.. هذه ليس تربيتي لك.. لم اعلمك ان تتواقحي على من هو اكبر منك.. هذا خطيبك وغدًا سيصبح زوجك فرغمًا عن انفك ستحترمينه.. الخطأ يقع على كلاكما .. توقعتكما كبيران ولكنكما للاسف صغيران.. لا هو يعرف كيف يحتوي الموقف ويهدئ من حدة الوضع ولا انت ايضًا.. واحد كبريت والأخر بنزين وبسرعة تحترقان.. ذلك لا يصح ابدًا!

- أسف خالتي.. ولكن ابنتك مثيرة للإستفزاز.
قال محمد بهدوء لتهتف آلاء بحدة:
- وانت ماذا اذًا؟

- كفى آلاء واعتذري منه الآن.
قالت جميلة بحزم لتطلع اليه دون اي رد فيضحك محمد بسخرية:
- الم اخبرك؟ على اي حال المهم انها ممنوع ان تخرج من المنزل الى ان تعترف بخطئها.

- لن تخرج الا معي.. غادر الى عملك الآن انت فقط.
هتفت جميلة فنظر الى آلاء بنظرات متوعدة وقال:
- حسنًا.. تابعي بشراء اغراضك الخاصة بالزفاف مع خالتي.. من الجيد ان اقترب موعد الزفاف حتى ارى ما هي نهاية هذا اللسان الطويل.

- محمد!
تمتمت جميلة بتحذير ليلقي تحية السلام ويغادر..
تطلعت جميلة الى آلاء وقالت بعتب:
- هل هذا هو الذي اوصيتكِ به؟

- الم تسمعيه يقول لي ان اعتذر منها.. هذا ما يهمه.. ان اجرح مشاعر تلك المرأة!
هتفت بغيظ لتهز جميلة رأسها بإرهاق:
- لا يوجد اي فائدة.. سأبقى أعلم بك.. الآن فقط انهضي وجهزي نفسك حتى نخرج لنشتري بقية اغراض العرس.. لا يوجد امامك غير بضع أيام للسفر فأنهضي الآن.

*****************
في المساء..
توغلت كلمات سما وليسا الى عقلها بعد ان قررت ان لا تتحدث اليه.. ولكن اليوم هو الجمعة، نهاية الأسبوع اي انه سيخرج ليسهر وهي ستجلس كالغبية غاضبة منه بينما هو سينسى كل شيء ويستمتع بليلته.. وهذا ما لن تسمح به.. سفرها بعد عده أيام وحتى رغم ما حدث امام والدتها لن يحدث الانفصال.. لذا كان همها الوحيد هو ان لا يسهر اليوم فبعثت له برسالة..
"أريد ان اراك الآن"

"هل هناك مصيبة جديدة ام كلام نسيتِ ان تخبريني به وتذكرتِ الآن؟"
"لا.. صدقًا يجب ان اراك"
"سأتي بعد ساعة"

حينما وصل اخبرها انه في الأسفل ينتظرها داخل السيارة..
فنزلت بعد لحظات اليه ليسألها:
- ما الأمر؟

تنهدت قبل ان تدخل في صلب الموضوع بشكل مباشر:
- محمد انت مخطئ وانا كذلك.. لم يكن يجب ان اقول هذا الكلام لك ولا اتواقح عليك امام أمي .. ولكن تلك المرأة محال ان اعتذر منها وانا مصرة انني لست مخطئة بتصرفي معها.. واعتقد ان عليك ان تفهمني.. انا رأيتك تجلس مع امرأة غريبة تضحك بكل راحة.. فماذا تتوقع مني بحق الله؟ وليس ذلك فقط بل تخبرني انك كنت على علاقة بها في الماضي وتريدني ان لا اتفوه بكلام مجنون!
تطلعت اليه منتظرة رده بعد صمت.. وحينما لم يفعل قالت بغيظ:
- قل شيئًا.. لماذا لا تتحدث؟

تطلع اليها بملامح لينة لا تخلو من الصدمة التي لم تتمكن من استنباطها..
- مصدوم! لم اتوقع ان تعتذري مني.. ظننت انك طلبتِ مني المجيء حتى نتشاجر او حتى تقولين انك تريدين الانفصال او اي شيء مجنون ولكن ليس ذلك.. ابدًا لم اتوقع! كالمعتاد تصدميني بردود فعلك.
استأنف بجدية:
- انت تعلمين جيدًا كم احبك وانني محال ان اخونك مع اي امرأة كانت.. لست أنا من اركض وراء البرازيليات او غيرهن من النساء.. جلوسي برفقتها لم يكن به شيئًا قد يضرك او يمس بكرامتك والله.. انا محال ان افعل اي شيء خطأ بينما انت على ذمتي وانا مرتبط بك.. مستحيل والله! ومن الأساس لو كان بيننا شيئًا ما بالتأكيد لن اجلس برفقتها في مطعم وامام العالم كله وفي مكان ايضًا قد تريني به! رجاءًا افهمي ذلك.. وانا اعتذر منك لأنني ضربتك ولكنك قلت كلام لم يجب ان يُقال ولم استطيع ان اسيطر على نفسي.

- اعلم ذلك.. انا اسفة.
همست بهدوء ليقول:
- وانا ايضًا اسف لأنني تصرفت بعصبية معك امام خالتي واردت ايضًا ان اضربك.

- حسنًا.
- حسنًا ماذا؟
تساءل بعدم فهم لتغمغم:
- لقد تأخر الوقت.. تصبح على خير.
ثم قبلته على خده وابتعدت سريعًا وقبل ان تهم بفتح باب السيارة حتى تترجل كان يوصد الباب بسرعة لتقول بتوتر:
- محمد افتح باب السيارة.. اريد ان اخرج.

ارتسمت على شفتيه ابتسامة جميلة:
- لماذا تخافين الى هذا الحد حينما نبقى في مكان ما لوحدنا؟ ابقي قوية مثلما اعرفك.. لا يهمها اي شيء.

- من انا؟ لماذا اخاف؟
قالت بشجاعة ليرد بمرح:
- لا اعلم.. اخبري نفسك.

- لا.. لست خائفة.. دعنا نجلس في السيارة بقدر ما تشاء فلا يوجد ورائي اي شيء لأفعله.
قالت بتحدي تواري به توترها وخوفها ليبتسم بإستمتاع:
- اذًا تعالي يا جميلة.. ما هذا الذي فعلتيه قبل عدة دقائق.

- لم افعل اي شيء.. فقط قبلة اعتذار!
غمغمت ببراءة ليرتفع حاجبه الأيسر قائلًا بغيظ:
- وهل هذه تسمى قبلة اعتذار حبيبتي؟

- ذلك لأنه يتعلق بقدراتي.
تمتمت ضاحكة ليقول محمد بخبث:
- اقتربي وانا سأعلمك قبلة الإعتذار كيف تكون.

دنى منها بنفسه ثم قبّلها ليعلمها درسًا طويلًا في الإعتذار وفنونه..
أخيرًا عتق شفتيها من قبلته وهو يهمس بصوت ثقيل:
- هل عرفت الآن؟

بوجنتين متخضبتين اومأت:
- اجل.. افتح الباب الآن حتى اخرج.

هز رأسه برفض:
- لا.. ليس الآن.

- ماذا هناك ايضًا؟
غمغمت بحنق ليقول بجدية ماكرة:
- انا احب ان يكون اعتذاري نابعًا من القلب.. القبلة الاولى كانت اعتذارًا لضربي لك بالسيارة.. وبقي اعتذاري لكلامي امام والدتك.. وهنا ستكون القبلة الثانية.
وقبل ان تتجرأ على الحديث كان يقبلها مرة اخرى.. برقة شديدة.. بنعومة جعلت وجنتيها تتضرج اكثر بلون احمر قانٍ..
- هل الآن عرفت جيدًا كيف تكون قبل الإعتذار؟ ليس على الخد بل يجب ان تكون بمكانها الصحيح تمامًا.

- محمد كفى.. ارجوك افتح الباب!
همست بنبرة محتقنة خجلًا وارتباكًا ليرأف بها ويقول بعبث:
- حاضر حبيبتي.. ولكن سأفتحه فقط خشية ان اتهور وأخطفك ونغادر لأي مكان بينما الظلام يسود.. انظري الى السماء كم تساعد بسرعة على ذلك.

- قليل ادب.. وقح.
هتفت وهي تترجل من السيارة ليرد بوقاحة:
- اعشق قلة الأدب.. هل تريدين ان تجربي؟
القت عليه نظرة حارقة ثم توجهت سريعًا الى منزلها ليضحك بإستمتاع ومرح بينما تتغلغل الراحة الى قلبه..

*****************
ابتسم حينما رأى اسمها يضيء شاشة هاتفه.. ثم سريعًا ما اجابها ليسمعها تقول:
- اريد ان اخرج معك اليوم.

- اليوم صعب.. لا استطيع ان اخرج لأن تم دعوتي من قبل اصدقائي.. ولكن بإمكاننا ان نخرج معًا غدًا.
اجابها لتقول بإصرار:
- محمد فقط لساعتين وليس اكثر.. سنخرج العصر ولن نتأخر.

تمتم بموافقته على مضض لتبدأ بتجهيز نفسها ريثما يصل.. ارتدت فستان احمر قصير يصل الى ما قبل الركبة بقليل وانتعلت حذاء ذو كعب عال.. بينما انسدل شعرها بنعومة لينتشر حول وجهها كغمامة عسلية.. واكتفت بوضع زينة خفيفة على وجهها بالإضافة الى احمر شفاه قان..
بخطوات واثقة نزلت اليه حينما اتصل بها معلنًا عن وجوده في الأسفل.. ثم فتحت باب السيارة لتتسع حدقتاه وهو يتطلع اليها من الأعلى الى الأسفل ثم رويدًا رويدًا ادلهمت حدقتاه لتصبح عاصفة.. كشرارات صفراء تحتل خضار حدقتيه..

- الا يبدو الفستان قصيرًا؟
هتف محمد بعدم رضى لترد بغيظ:
- شكرًا لك عيناك الجميلتان.. اعلم ان الفستان جميل وانني ايضًا جميلة.
ثم اعتدلت بجلستها ووضعت حزام الأمان ليقول:
- هو جميل وانت ايضًا جميلة ولكنه لو كان اطول اكثر.

- هيّا محمد.. هذا كله من وقتنا.. الست تود الذهاب الى اصدقائك؟
تمتمت بحنق من قلة ذوقه.. ليعينها الله فقط عليه..
فحدجها بنظرة غير راضية البتة ثم تساءل:
- الى اين سنذهب بملابسك هذه؟

املت عليه العنوان وقالت:
- سنذهب الى هذا المطعم.
- لماذا سنذهب الى مطعم؟
تساءل لتردف بضيق:
- سأدعوك على الغداء فقط.. لا شيء آخر.

ترجلت من السيارة فور وصولهما ليسير بجانبها ويدخلا الى المطعم.. كانت قد حجزت طاولة مسبقًا في المطعم فبسرعة دخلا وجلسا..
تطلعت اليه ثم قالت وهي عازمة على اغلاق هاتفه الذي لم يصمت طيلة الطريق:
- محمد هل من الممكن ان تعطيني هاتفك قليلًا؟

- لماذا؟
علّق بتعجب وهو يمد لها هاتفه.. فتناولته واغلقته ثم وضعته امامها على الطاولة وابتسمت:
- اسمع حياتي.. هاتان الساعتين لي.. يعني الهاتف ممنوع.. كلها مجرد ساعتين وستذهب لاصدقائك فلذلك ممنوع استخدام الهاتف.. وكي لا تقول انني دكتاتورية سأضع انا الأخرى هاتفي على وضعية صامت.. وانت فقط هاتفك سيُغلق لماذا؟ لان مكالماتي اقل من مكالماتك.

- واضحة جدًا ديمقراطيتك.. بإمكانك ان تضعي الهاتف صامت فلدي عمل.
قال لتهز رأسها برفض تام:
- انسى ذلك نهائيًا.. اعتبر نفسك نائمًا خلال هذا الوقت.
- لنرى آخرة هذا اليوم.

تحدثا قليلًا عن السفر وترتيبات الزفاف بعد ان طلب كل منهما وجبة طعام له.. ثم نهضت الى الحمام حتى تعدل احمر الشفاه خاصتها وفور ان عادت سمعته يقول بنفاذ صبر:
- هل بإمكانك ان تعطيني الهاتف قليلًا.. لدي الف موعد ولدي اعمال مهمة يجب ان انهيها عبر الهاتف.

- ممنوع محمد.. ممنوع الى ان ينتهي الوقت.
هتفت بإصرار ليرمقها بغيظ شديد فتجاهلته آلاء وهي ترفع رأسها لتنظر الى النادلة فهزت لها رأسها ليقول بإستغراب:
- ما الأمر؟

- لا شيء.. فقط النادلة ابتسمت لي وانا رددت لها الابتسامة.
اجابت لينظر اليها في نفس الدقيقة التي اتت بها النادلة وهي تحمل كعكة بينما يصدح المطعم بأغنية "happy birthday to you"..
كادت ان تقهقه عاليًا صدقًا وهي ترى تعابير الخجل كلها تحتل وجهه.. انتهزت الفرصة وابتسمت وهي ميقنة ان هذه هي المرة الأولى والأخيرة التي ستراه يخجل بها..

وثبت عن مقعدها ثم امسكت بيده وقبلت خده ليضمها الى صدره دون ان يتركها تبتعد عنه..
- كل عام وانت بألف خير.
همست ثم اخرجت علبة من حقيبتها تحتوي ساعة فضية اللون واهدتها له وغمغمت:
- كل سنة وانت سالم حياتي.. تمنى امنية لتطفئ الشمعة.

تمنى الأمنية وهو ينظر اليها.. فلا شيء غيرها يتمنى.. ثم اطفأ الشمعة ليتعالى صوت تصفيق الناس الموجودة في هذا المطعم وصوت التهنيئات بينما حدقتاه لا تبرح مقلتيها دون ان يتكلم..
- لماذا تنظر الي هكذا؟
تساءلت بنعومة ليقول:
- كيف عرفتِ ان اليوم عيد ميلادي؟ لقد اعتقدت انكِ غير مهتمة ولا تعلمين من الاساس.

- عيب هذا الكلام.. هل يوجد فتاة لا تعرف موعد عيد ميلاد حبيبها؟
اجابته ليقول عاقدًا حاجبيه:
- ماذا!
- ماذا ماذا؟
تمتمت ليتساءل:
- ماذا قلتِ؟
- لا اعلم.. ماذا قلت؟
- ما هي آخر كلمة قلتيها.. الجملة كلها لا تهمني ولكن الكلمة الأخيرة ماذا كانت؟
هتف لتغمغم:
- حبيبها.

- هل انت متأكدة حبيبها؟
تساءل بعدم تصديق لترد بإبتسامة حتى تزيد من جمال هذه الذكرى بالنسبة اليه:
- اجل متأكدة.. حبيبها وحياتها وكل شيء جميل.
لم يقدر ان يرد او يعلق.. صدمته.. كان اقصى توقعاته ان يسمع كلامًا جميلًا منها..
اخرجت آلاء العلبة الثانية والتي كانت تحتوي على خاتمًا فضيًا من حقيبتها وفتحتها ثم قالت وهي تتطلع اليه:
- بما ان اليوم عيد ميلادك فأحببت ان ترتدي الخاتم الخاص بك في هذا اليوم.. ولا تعتقد ان هذا مجرد خاتم عادي.. لا يا قلبي.. بإمكانك ان تقول انه مثل الجاسوس.. وضعت به جهاز تتبع لأعرف عنك كل شي من خلاله.. وممنوع ان تنزع هذا الخاتم ابدًا من يدك ريثما احوله انا الى اليد الأخرى في يوم زفافنا .
ثم ختمت كلامها بوضعها الخاتم في بنصره الأيمن..

- هل تعلمين انني للمرة الأولى في حياتي لا اعرف ماذا اريد ان أقول من شدة الفرحة التي تغمرني الآن ومما تفعلينه بي.
قال بصدق وقوة مشاعره تتبعثر بوضوح في الذهب الغريب الذي يتوسط خضرتيه..
تطلعت الى عينيه الساحرتين بلونهما الغريب جدًا.. ثم ذقنه الخفيفة الغريبة ايضًا كعينيه وشعره بسواده وبعض الخصلات الذهبية التي تتخلله.. ثم اخيرًا عادت الى عينيه لترى الفرحة الحقيقة التي تحتلهما.. والعشق الذي يكاد يسيل من مقلتيه حبًا وعشقًا وشكرًا صادقًا.. فإبتسمت وهمست:
- احبك!

- لحظة لحظة.. انا ارى انك انت المسيطرة اليوم!
قال ضاحكًا والسعادة تكاد لا تسع قلبه فضحكت هي الأخرى:
- حسنًا احبك.

- وانا لست فقط احبك لا.. انا اعشقك واموت عليك.. ولو ان هناك شيء يعبر عن الحب الذي بداخلي تجاهك غير اعشقك واحبك لقلته.. الآن المشكلة اننا امام ناس.. ولا استطيع ان أعبر براحتي ولكن استطيع ان افعل ذلك.
غمغم بهيام ويده تمتمد لتحيط وجنتها قبل ان ينحني ليقبلها لتنتابها احاسيس غريبة.. للمرة الأولى تشعر ان مشاعرها متبعثرة بجنون هكذا.. فوضى عارمة تدور في قلبها بسبب قربه منها.. كل مرة تعتقد انه يريد ان يثبت شيئًا ولكن ماذا لا تعلم؟ او انه يعشق الإكتشاف ويريد ان يستكشف اعماق روحها.. يود استنباط اغوارها..
طالت القبلة وطالت حتى شعرت انها لا تنتهي والعالم يدور حولهما فقط لا غير.. ولكن التصفيق الحار من قبل المتواجدين في المطعم اخرجهما من سحر دوامة مشاعرهما ليبتعد عنها وهو بالكاد يلتقط انفاسه..

تطلع اليها بإبتسامة عاشقة شغوفة ليتأمل الخجل الذي انتشر على صفحة وجهها فتتورد بطريقة تخطف انفاسه وتزيد فقط من هيامه بها..
حمدت الله انه لا يوجد العديد من الناس في المطعم ثم بالكاد جمعت شتات نفسها وغمغمت:
- لقد تعمدت الحديث هنا حتى لا تتمكن من فعل اي شيء وفي النهاية لم تبالي وفعلت!

- والله انا اشعر انني لا استطيع ان افعل اي شيء.. اشعر انني مقيد ولست قادرًا على الرد كما يجب.
تمتم ضاحكًا ملئ شدقيه لترمقه بنظرات مذهولة:
- كل الذي فعلته وتقول انك مقيد وغير قادر على فعل اي شيء!

- هل تعتقدين انك رأيت شيئًا؟ لا زلت لم تري شيئًا حبيبتي.. انت فقط اصبري لأسبوع وسترين.
قال ضاحكًا بوقاحة جعلتها تتضرج اكثر بحمرة الخجل لتختار الصمت وهي تسكب لنفسها كأسًا من المياة باضطراب واضح.. فضحك مرة اخرى بمرح على خجلها وتوترها ثم تساءل بشرود:
- هل تعلمين منذ متى تمنيت ان اسمع منك هذه الكلمة؟

- لا.. لا اعلم.. اخبرني منذ متى يا حضرة المحامي.
ردت وهي تشكر الله انه قام بتغيير ذلك الموضوع اللعين ليرد:
- منذ اربع سنوات تقريبًا.

- منذ اربع سنوات وتصمت الى الآن!
قالت والصدمة تحتل حواسها.. منذ اربع سنوات فترة ليست قليلة ابدًا.. فأجابها بهدوء:
- اجل.. منذ اربع سنوات.. لم استطيع ان اعترف لك لأنك كنت تحبين شخصًا آخر.. بالإضافة الى انك حينما كنتِ تأتين الينا كنت اراك تأخذين راحتك مع الجميع ومع غياث ايضًا ولكن حينما تصلين الي مجرد سلام وتهربين مني.
ثم تساءل بفضول:
- لماذا كنت تعامليني بطريقة تختلف عن طريقة تعاملك مع غياث والبقية؟

ضحكت الآء قائلة:
- انا اعتبر غياث كشقيقي.. ونحن تقريبًا في نفس العمر.. ولماذا لا اتعامل معك مثلهم لأني اخاف منك.. اشعر ان نظراتك الي تختلف عن البقية.. ولذلك لم اكن احب ان أقترب منك.. مجرد سلام واهرب.. كنت اشعر ان هناك شيء ما ولكن ماذا لا اعلم.. فقط هو هذا السبب الذي يجعلني ابقى بعيدة عنك.. الآن اخبرني كيف عرفت انني احب؟

- ذات مرة كنت في منزلنا وأنا كنت لتوي عائدًا من الخارج.. وحينما دخلت المنزل سمعتك تتحدثين عبر الهاتف وتقولين "كيف يعني لا تريدني ان اتي الى منزل عمي.. لا، لا احد موجود غير غياث وانت تعلم كيف علاقتي به جيدًا.. لا محمد غير موجود.. ملابسي جدية.. لن اتأخر.. بعد قليل سأعود الى المنزل.. حاضر.. انتبه لنفسك وانا ايضًا أحبك"
قص عليها ماذا سمعه وتابع:
- انتِ كنت تتحدثين وغير منتبهة انني كنت واقفًا واسمع هذا الكلام فإنسحبت بهدوء وخرجت مرة اخرى وحينما عدت حاولت ان اسأل عبير ولكن لم اعرف كيف اتحدث اليها.. الى ان وجدت اخيرًا الطريقة.. وبدأت بالحديث اليها وقلت انني اريد ان اخطب الاء.. هل تعتقدين انها ستوافق ام لا بما انكما صديقتان مقربتان؟

استأنف وهو يعود بذاكرته الى الوراء اكثر:
- رأيتها ترتبك واجابتني انها لا تعلم ماذا سيكون رأيك وانني يجب ان اسألك بنفسي حتى اخذ الجواب.. وحينها ادركت انها تعلم من هو ذلك الشخص الذي كنت تقولين له احبك.. حاولت ان أتعمق معها بالكلام حتى قالت اخيرًا "لا، لن توافق لأنها على علاقة بشاب ما وهو يريد ان يخطبها ويتزوجها".. ضغطت عليها كثيرًا حتى اعرف اسمه واخيرًا اعترفت وأقرت بأسمه لأنصدم.. لأنني اعرفه للشاب يكون صديق ابن عمتي وايضًا طبيب اسنان.

استرسل بهدوء:
- استمريت بالسؤال عنه والبحث خلفه.. اردت ان اعرف نيته والى اي حد وصلت العلاقة بينكما الى ان تعرفت على ابن عمه واخبرته ان يبعده عنك لأنك مخطوبة لي ولكن بشكل غير رسمي واذا أتى وطلب يدك للزواج لن ينال غير الرفض والاحراج فقط لأنه سيأتي ليخطب فتاة محجوزة لابن عمها والموضوع منتهي.. بعد ذلك تأكدت انه انفصل عنكِ وأردت ان اتقدم اليك انا ولكنني فكرت اذا الآن تقدمت اليك لن توافقي او توافقين ولكن سأصبح الشخص الذي تنسين به شخصًا آخر وتريد ان تسترد كرامتها او انها سترفضني وستكون كارهة الرجال كلها.. لذلك من الأفضل ان ادعها تهدأ هذه الفترة.

تنهد وتابع:
- حاولت ان اراك حتى اتقرب منك.. ولكنك توقفت عن المجيء الينا.. قطعتِ علاقتك بالجميع.. حتى حينما كنت أتي اليكم لم اكن اراك.. ولم اراك الا بعد اربعة اشهر وانصدمت حينها.. تغيرتِ كثيرًا.. لم تكوني آلاء نفسها.. ذبلتِ ونحفتِ كثيرًا.. فقلت انني يجب ان انسى ذلك الموضوع نهائيًا الآن.. محال ان اتمكن من الحديث حول موضوع كهذا معها الى ان تنسى فعلًا.. قليلًا قليلًا بدأت تعودين طبيعية.. وخلال هذه المدة كنت انا اراقبك واتابعك واتابع كل خطواتك ولكن من بعيد.. من مكان غير مرئي بالنسبة لك.. عدت افكر بالحديث اليك ولكن في نفس الوقت يدي كانت على قلبي خشيةً ان يعود كريم اليك..

تطلع الى عينيها الفضولتين لمعرفة المزيد بينما يستمر بكلامه:
- في اليوم الذي عرفت به انه سيخطب من فتاة ما قلت اذا كانت هذه الفتاة آلاء لن يهمني اي شيء وسأدخل الى عمي واخبره انني اريدك.. وبالتأكيد والدك لن يفضل الغريب علي.. بما يخصك عدت الى اصلي وتربيتي وعاداتي وتقاليدي.. نسيت اوروبا وماذا تربيت ودرست بها.. ولكن لاحقًا حينما تأكدت انه خطب فتاة ثانية ارتحت قليلًا وقلت ان خلال شهرين سأتحدث الى اهلك لأنها حينها كان قد مر على موضوع انفصالك من كريم سنتين وبضعة اشهر.. يعني انتهى موضوعه من حياتك..

زفر ثم سرد القسم الأخير لها:
- تحدثت الى اهلي وغمرتهم السعادة وقالوا "متى تريد ان نذهب لنخطبها لك.. انت فقط حدد الموعد" ولكنني اخبرتهم ان يصبروا قليلًا ريثما ارتب وضعي.. حينما رأيت انكما الاثنان موجودان في الخطوبة رغبت ان ارى رد فعلكما.. ركزت معك وانتبهت الى عبير حينما همست لك بشيء لتنظري اليه قبل ان تعيدي نظرك اليها..فهمت وقتها ماذا قالت وانتِ على ماذا ضحكتِ يعني انه لا يهمك.. بعد ذلك اتيت انا لألقي تحية السلام عليكِ ورايتك تضحكين معي ومستمرة بالحديث الي وطبعاً هذه من اللحظات النادرة والتاريخية.. انا في ذلك الوقت لم اكن أخطط لأي شيء ولكن رأسًا داهمت فكرة ان اطلب يدك للزواج في هذه اللحظة وامام الجميع.. وانت هكذا لن تتمكني من الرفض وقول كلمة لا.. لأنني لوفعلت ذلك في يوم عادي سوف ترفضين بحجة الدراسة اما الآن مستحيل حتى ان تتمكني بالتفكير بالرفض.. فهذه افضل فرصة ولن تتكرر.. وسألتك اذًا تقدم لك شخصًا لخطبتكِ هل ستوافقين وانت قلتِ "اذا كان لديك صديق وسيم بالتأكيد سأوافق".. فنفذت وها انت الآن جالسة امامي.

تشتتت احاسيسها ولكن في نفس الوقت لا تنكر السعادة التي شعرت بها من قوة حبه اليها.. كانت واثقة ومتأكدة انها ستحبه من حبه اليها.. فدون شعور غمغمت وهي تقبله على خده:
- احبك.

ابتسم بخفة:
- حياتي انت الآن تتجاوزين الخطوط الحمراء.. هيا انهضي الآن لأعيدك الى المنزل وانا سأذهب الى اصدقائي ساعتين وبعد ذلك اعود لمتابعة السهرة معك.. انت قلتِ ساعتين ونحن تجاوزنا الأربع ساعات.. فهيا حبيبتي انهضي.

- ولكنني استحق هذه الساعات.
علقت بمرح لينظر اليها بحب ويقول:
- انت تستحقين العمر كله وليس فقط مجرد ساعات.. الأن انهضي لأننا اذا بقينا اكثر هنا احتمال ان اخذك الى الشقة لذا من الافضل ان أعيدك الآن.

- لا.. سأنهض الآن.
هتفت بسرعة ليعيدها الى المنزل وقبل ان تترجل قال بإبتسامة:
- شكرًا على كل شيء.. اليوم كان اجمل عيد ميلاد واجمل يوم يمر في حياتي كلها خلال الحادي والثلاثون سنة الماضية.. لأول مرة احتفل به بهذا الشكل واشعر بطعمه.. شكرًا يا قلبي!
اقتطف من شفتيها قبلة اخيرة ثم قال:
- لن اتأخر.. انتظريني ولا تنامي.

--------------------‐-------
يتبع..
الفصل القادم سيكون يوم الأحد بإذن الله لأنني سأكون على سفر..

رأيكم بالفصل؟
قراءة ممتعة..

مع حبي:
اسيل الباش



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس