عرض مشاركة واحدة
قديم 19-11-20, 09:20 AM   #11

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الفصل التاسع
حبيبتي يا اجمل النساء.. يا ريحانتي الساحرة..
عاقبيني.. عذبيني.. اسحريني بكل دهاء..
ولكن لا تتركيني ولا تجافيني..
فدونك انا لست انا.. انت هي انا..
انتِ من تأسر وطني.. تحتله وتحكمه بسلطتها
بكل خيلاء.. خذي بثأرك ولا تتنازلي
فأنت هي اقوى النساء.. اعتاهن واعلاهن..
انتِ انثى التاريخ.. انثى الماضي والحاضر والمستقبل..
انت امرأتي الوحيدة.. احبك ويشهد الله
ان ما الحب الا انتِ.. ولكنني احمق يعشق التهور..
فعاقبي وتجبري ولكن لا تبتعدي..

--------------------------
اغرقت النساء اذنيها بالهلاهل والزغاريد.. معظم العائلة تجمهرت في صالة المنزل ليطغي عليها احساس كبير بالتعب.. هي مرهقة.. مستنزفة تمامًا.. منذ ايام وهي لا تعلم ما هو مذاق النوم.. تود ان ترتاح جسديًا ونفسيًا.. ولكن اين هي الراحة في عصمة محمد؟

شحوب وجهها يصرخ بالألم.. بالإرهاق والحزن.. وذلك بدى واضحًا لعيون العائلة لتشع ملامحهم بالإستنكار.. هل هذا حال عروس بعد ليلة زفافها؟ لا شيء يوحي بذلك اطلاقًا!
الجمت ضحكتها الساخرة من الإنطلاق بمرارة حينما تساءلوا بتعجب عن حالها واذ كانت بخير واجابهم بهدوء كاذب:
- مرضت قليلًا ليلة امس بسبب التكييف البارد في الغرفة ولم نستطيع ان نقلل درجة حرارة الغرفة او نغلقه وبالاضافة الى ذلك ان المكان غريب عليها فلم تتمكن من النوم.. سأعطيها الآن دواءًا وستصبح بخير.

لم تبالي بسماع رده الكاذب امامهم.. صمتت دون تعليق.. ماذا قد تقول؟ هل سيشفع الكلام الآن؟ مصيبتها الحقيقية حاليًا تكمن في عيون الشباب الوقحة.. هي مريضة وتعليقاتهم ستكون وقحة لا بد..
جلست بصعوبة بجانبهم لتغمض عينيها بضيق وهي تسمع تعليقاتهم الوقحة لمحمد فيتجاهلهم ويتركهم ليقف بالقرب من والدته ويهمس لها:
- ساعديها بالصعود الى الغرفة لأن حرارتها كانت مرتفعة طيلة الليل.

تقصت حدقتاها عن احد افراد عائلتها وحينما لم تجد احدًا منهم تساءلت:
- اين عائلتي ؟

- ذهبوا لزيارة شقيقك محمود.
اتاها ردهم لتقف بمساعدة خالتها وبصعوبة شديدة تصعد السلالم.. حاولت ان تتحامل على نفسها ولكن الامها كانت شديدة.. عظيمة بقوتها.. ليلعنه الله على ما تسبب لها به..
هتفت سميرة بريبة:
- ما خطبك؟

- لا شيء ولكن اشعر بالدوار قليلًا.. على ما يبدو ان درجة حرارتي ارتفعت كثيراً.
تمتمت بهدوء لتهز سميرة رأسها بتفهم قبل ان تقوم بالنداء على ابنها:
- محمد تعال وساعدني بحمل زوجتك فهي لا تستطيع الصعود لأنها تشعر بالدوار.

مجرد ان لمحت اقترابه منها دبت القوة في جسدها لتصعد بسرعة عجيبة الى الأعلى وكأنها لم تعد تشعر بأي الم..
- لا خالتي.. انا بخير بإمكانني الصعود لوحدي.

- انتظريني قليلًا لأساعدك.
هتفت خالتها وهي تراها بتعجب تهرول الى الأعلى كالحصان لتتابع آلاء صعودها وكأنها لم تسمعها..
فتحت سميرة لها باب الغرفة التي ستمكث بها برفقة محمد وقالت:
- هذه الغرفة لك ولمحمد.. ستجلسان بها حتى سفركما.
ثم تطلعت الى ارهاقها الشديد وسألتها بلطفٍ:
- آلاء هل هناك شيء اخر يؤذيك غير مرضك؟

- لا خالتي فقط لأنني لم انام جيدًا.
اجابت وهي تود الصراخ ان ابنها هو من يؤذيها.. انه اكبر اذى لها.. ولكنها لم تفعل.. يجب ان تتمهل بكلامها حتى تستطيع الحديث كما يجب..
لم تقتنع سميرة بجوابها فتساءلت مرة اخرى:
- هل محمد يعاملك جيدًا؟

اومأت بنعم خافتة لتتنهد سميرة قبل ان تخرج من الغرفة بعدم اقتناع فحال آلاء لا يبدو بخير ابدًا..
استلقت على السرير والضياع يحوم حولها بمكرٍ وخبث.. ها هو اليوم الذي يُفترض ان يكون اجمل يوم في حياتها يصبح اكبر وارعب كابوسًا لها..
هاجم الضعف كيانها لتنتفض روحها وتصرخ بلا! هي ليست ضعيفة.. هي قوية.. ولكنها لا تستطيع ان تفعل اي شيء الآن لأن العائلة كلها في الأسفل.. هي مقيدة بوجودهم وهذا يكاد ان يفقدها صوابها..
جالت عينيها حولها واعتلت الإبتسامة المريرة ثغرها.. غرفة العروسين معدة كما يجب.. وهي فعلًا عروس ولكن ليست اي عروس!

*********************
لم تخبر عائلتها شيئًا على الرغم من اطمئنانهم عليها بعد عودتهم من المستشفى.. ارتدت قناع التمثيل وتصرفت كأي عروس مريضة قليلًا بسبب البرد فكانت كل ما تحتاجه في الوقت الحالي هو اعتزال الجميع لتنقي فكرها ذهنيًا.. يجب ان تفكر بحل لهذه المصيبة التي سقطت في وعرها المخيف.. يجب ان تجد طريقها للتسلق والتغلب على ظلمة هذا الوعر المسمى بمحمد..

إستغلت انشغال محمد بالضيوف التي أتت لتبارك لهما وبإضطرار اهلها لمغادرة الغرفة بعد تمثيلها النوم لتفكر اكثر واكثر.. ولكن الآن عليها التخلص من انفرادها به لتناول الغداء برفقته ولوحدهما فهذا الشيء ضمن العادات والتقاليد..
اخبرت الفتيات انها مرهقة وليست لديها شهية لتناول الطعام وبحاجة الى النوم حتى لا تراه وجهه.. ولكنه لن يتنازل ابدًا عن فكرة اختلاءه بها ولوحدهما خاصةً..

- انهضي يا آلاء وتناولي الغداء.
هتف محمد بهدوء لتدثر نفسها جيدًا وتتجاهل كلامه فكرر بصيغة امرة صارمة بينما يضع صينية الطعام على فراش السرير:
- هذا ليس وقتًا للعناد.. انهضي وتناولي الطعام لكي تتحسن صحتك.

ابتسم برضى حالما اعتدلت بجلستها على السرير لتبدأ بتناول الطعام.. تناولت بضعة لقيمات فمنذ امس لم تأكل اي شيء وهي في الواقع تشعر بالجوع.. وما ان انتهت التقطت علبة الدواء لتأخذ منها قرصًا ثم عادت وتمددت على السرير..
لم يرضيه الكمية القليلة التي تناولتها فزفر وعلّق:
- أفضل من اللا شيء على الاقل.
ثم تابع بإستفزاز:
- لا بكل صراحة مطيعة وذكية.. سمعتِ الكلام بحذافيره.

ستنهض لتخنقه لا شك.. ذلك اللعين يستفزها.. زفرت انفاسها الثائرة ليبتسم بعبث قبل ان يضطر للخروج من الغرفة بسبب الضيوف الذين اتوا..
متى ستعود الى بلجيكا لتأخذ بثأرها؟ وكأنها تقفز بقدميها على جمر محترقة من صعوبة الإنتظار.. ذلك اللعين يستفزها ويعتقد انها ستسمع كلامه.. لا يعلم انه حينما يعود الى بلجيكا سيحلم بشيء اسمه آلاء.. قال سابقًا انها الحلم البعيد.. والآن هي ستغتال له حلمه وتخفيه عن الوجود..

ما يمنعنها حاليًا من اخبار العائلة هو وضع شقيقها محمود وانشغال عائلتها بوضعه الصحي بالإضافة الى تركيز عماتها على وجه الخصوص بكل ما يدور بينها وبين محمد.. وبالتأكيد بما انها العروس يجب ان تتزين بكل اناقة لتستقبلهم بإبتسامة ولباقة.. يريدونها ان تتصرف بطبيعية كأي عروس.. اذًا ستفعل مؤقتًا..
ارتدت فستانًا طويلًا ووضعت زينة خفيفة وجلست امام النسوة في صالة النساء في الطابق الأعلى.. وحمدت لله ان الصالة في الطابق الثاني حتى لا يصل صوتها للرجال الذين يجلسون في الأسفل..

ليس بوسعها الانتظار حتى عودتهم الى بلجيكا.. محال ان تتمكن من تحملها لوجوده في غرفتهما.. سيسدل الليل ستائره عليهما وسيفرض نفسه بجنونه عليها مجددًا.. مجرد فكرة نومه بجوارها على نفس السرير يبث الرعب في عظامها.. ستموت اذا لمسها مجددًا..
يجب ان تتكلم الآن.. يجب ان تفشي لهم بجنون هذا الرجل الذين ضربوا بأيدهم على صدورهم بوثوقهم به..
اذا صمتت الآن لن يأخذوا لها حقها كما يجب وهو سيستمر بإعتقاده انه عريس فعلًا!!

اختمرت فكرة اخبارها لهم في رأسها لترسل رسالة الى عمها ووالدها تطالبهما بالحضور دون ان ينتبه لهما احد..
بعد ان نزلت النساء دخلا لتبقى جالسة على طرف السرير.. فتساءل والدها بقلق:
- ما الأمر يا ابنتي.. لقد اقلقتنا.

- تفضلا واجلسا.. وأعذراني فأنا لا استطيع الجلوس مثلكما على الأرض لان حالتي لا تسمح بذلك.
قالت وهي تشير لهما على الفراش الأرضي فتطلعا الى بعضهما البعض بإستغراب ثم تساءلا:
- ما الذي حدث؟

نظرت اليهما ولم تتردد ابدًا وهي تستهل بكلامها.. كانت مصرة على التخلص من وجوده في حياتها..
- في اليوم الذي طلب محمد مني الزواج أمام الناس قلتَ لي يا عمي لا تقلقي او تترددي.. انت ستأخذينا نحن لا هو وفي اي يوم قد يحزنك لا تذهبي لوالدك بل تعالي الي.. وانت يا ابي قلت ان هذا ابن شقيقي الكبير.. ماذا سأقول له اذا رفضتِ؟ ماذا سيكون موقفي امامه؟ وفي اليوم الذي امسكتَ به يدي لتسلمني اليه قلت له اعتني بها وحافظ عليها.. واخبرتني ان باب منزلك سيبقى دائمًا مفتوحًا لي.. زواجك لا يعني ان نغلق الباب في وجهك.. ولذلك فقط احضرتكما انتما الاثنان.. لأن انتما من كفل محمد حينما طلب يدي للزواج.. أحدكما قال انت ستأخذينا نحن وليس هو والأخر يشعر بالخجل والخوف ان ارفض ابن شقيقه.

- ماذا فعل لك؟
تساءل عمها بقلق لتهتف بنبرة مرهقة الا انها ثابتة:
- دعني اكمل كلامي يا عمي وبعد ذلك تحدث.
اغمضت عينيها تتذكر تفاصيل الليلة الماضية بأسى ثم اخذت تقص عليهما اوامره وكلامه..
- حينما دخلنا الغرفة وبقينا لوحدنا بدأ بسلسلة اوامره والأشياء التي ممنوع ان افعلها وانا لم اعترض فجزء من كلامه انا اوافقه به.. وبالتأكيد انا ايضًا احب الخصوصية ونحن لسنا صغيران.. وبعد ذلك ماذا فعل؟
تنهدت بتعب وتابعت:
- اولًا سأخبركما بالذي حدث بيننا قبل حفل الزفاف بيوم.. نحن تشاجرنا لأنني كنت مقهورة وموجوعة على محمود فنفثت عن غضبي وعصبيتي به وقلت كلامًا لا يجب ان اقوله ولكن والله كنت ضائعة وموجوعة.. قلت انه لا يهمه احدًا غير نفسه وشهواته الحيوانية.. اعلم انني مخطئة واعتذرت له الاف المرات.. تهورت وتصرفت بجنون ولكن بسرعة ندمت واعتذرت..
ومع ذلك لم يصمت ويمررها لي مرور الكرام بل انتظر ان ينفرد بي وقام بالرد على كلامي بعد انتهاء سلسلة اوامره.

- هل ضربك؟
هتفا معًا بصوت واحد لتهز رأسها نفيًا بأسى:
- يا ليته ضربني.. يا ليته فعلها فكنت سأتألم فقط لساعة واحدة وبعد ذلك سيخف الألم.. ولكنه لم يفعل ذلك بل فعل شيئًا أقسى واصعب من مجرد الضرب.. هو ضربني فعلًا ولكن بطريقة مختلفة.

ارتجف جسدها وتأوهت روحها وهي تسترجع الرعب التي تنفست في طياته بينما تسترسل:
- لقد اخذ حقه مني بطريقة حيوانية ورغمًا عني مبررًا بقوله "انتِ قلتِ انني حيوان اذا لتري هذا الحيوان.. انا لا احب ان تكون امرأتي مخطئة.. وكي تفكري الف مرة قبل ان تتهوري بقول كلمة لا يجب قولها" لقد اغتصبني.. هل تعلمان ما معنى انه اخذ حقه مني رغمًا عني؟ وبعد ان انتهى من انتقامه اللعين ذبحني بكل قسوة وهو يقول "أسف.. الآن نحن متعادلان"

تحشرج صوتها وانهارت تمامًا ودموعها تتصبب بحرارة على خدّيها:
- هل تتخيلان مدى المي وانا اتوسل به طيلة الليلة الماضية ان يتركني ويرحمني فيزيد من جنونه وكأنه لا يسمعني؟! هل تعلمان اين كنت في صباح اليوم؟ كنت في المستشفى.. لماذا؟ لأنه حيوان لم يستوعب ولم يراعي معنى انني عذراء.. لا أعلم من اقسى الألم الجسدي ام الألم النفسي الذي اشعر به.. لا اعلم اياهما يؤلم وينحر اكثر!

هدرت بوجع وهي تحرك يديها بإنفعال انثى مجروحة:
- هل هذا هو الحال الذي يجب ان اكون عليه؟ هل هذا مظهر عروس؟ اخبراني هل هذا الرجل الذي قمتما بإختياره لي؟!! لقد احضرتكما انتما الاثنان لأنكما من كفلاه وضربتما على صدركما قائلان "هذا رجل ولا تخافي.. انتما تستحقان بعضكما البعض.. واذا فعل لك شيئًا سيئًا تعالي الينا فقط".. وها انا قد أتيت لأرى ماذا ستفعلان وكيف ستأخذان حقي منه.

جذبها والدها الى حضنه ليطبطب على ظهرها بينما يطمئنها ببعض الكلمات.. لم يتوقع ابدًا ان تمر ابنته يومًا بهذه المعاناة وخاصةً من ابن شقيقه.. لسعته حرارة دموعها لتحرق له قلبه قهرًا ووجعًا فنظر الى شقيقه بعتاب..

استقبل سليم نظرات شقيقه بخجل وخزي شديد ليطئطئ بعد ان اتصل بإبنه البكر يأمره بعصبية ان يصعد الى غرفته.. ولم يتأخر محمد بالصعود.. خلال دقائق قليلة كان يقف امام والده الغاضب بجنون فإضطرمت النار في عينيه وهو يراها في حضن والدها تبكي.. وحينها فهم سبب امر والده له بالقدوم.. فهم كل شيء لتقسو ملامح وجهه ويتأجج الغضب في اوصاله ليصبح عاصفًا مخيفًا.. وقبل ان يهم بالتحدث كان يغلق عينيه بقوة بسبب صفعة والده التي تهاوت على وجهه بعنف..

انتفض جسدها بفزع من صوت الصفعة.. وبخوف نظرت اليه.. لقد اخبرت والده ووالدها.. فعلتها ولم تصمت.. فضحته فعلًا.. وستأخذ حقها بنفسها..
كوّر محمد قبضتيه بعصبية مفرطة دون ان يعترض بحرفٍ واحدٍ ليهدر والده بخزي:
- انت لا تستحق آلاء.. الزواج ليس لأمثالك.. انت مقامك ومستواك امرأة قذرة من الشارع فقط!

- انا لا اعلم ماذا قالت لكما بالضبط ولكن هي تعرف جيدًا سبب الذي فعلته وايضًا ماذا هي فعلت.. والاهم انها تعلم كم احبها وان كل الذي فعلته ليس الا رد فعل طبيعي.. هي اذتني بالكلام وهي التي دفعتني الى فعل هذا الشيء.. ولكنها تعلم انني اعتذرت لها وانتهى الامر.
قال محمد بهدوء مخادع قبل ان يقضم شفته السفلى حينما اتته الصفعة الثانية من والده الذي زمجر بإحتدام:
- انت لستَ رجلًا.. والكلام الذي قالته لك في الأصل قليل بحقك.. انت حيوان.. لا انا اظلم الحيوانات هكذا لأن الحيوانات لديها مشاعر ورحمة اكثر منك.. هذه زوجتك.. عرضك وشرفك.. وابنة عمك التي تقول انها حبيبتك.
انهى والده كلامه بإستهزاء ليوزع محمد نظراته بينها وبين والده.. فيردف سليم بجدية:
- آلاء لن تبقى دقيقة واحدة على ذمتك بعد الآن.. الشيء الذي لا ارضاه لبناتي لا ارضاه ايضًا لابنة شقيقي التي هي اعز من بناتي.

اتسعت عيناه بصدمة من كلام والده وسريعًا زمجر كليث بربري يقاتل بأسنانه للحفاظ على ما هو ملكه:
- ماذا تقول؟ محال ان افعلها وأطلقها.. منذ متى لدينا بنات تتطلق؟!.. اجل انا اعترف انني اخطأت ولكنني اعتذرت ومستعد ان اعتذر مرة أخرى.. ولكن طلاق لا.. مستحيل!

- ستطلقها اذا قالت انها لا تريدك ورغمًا عن انفك.. هل تفهم؟
هتف والده ببرود قبل ان ينظروا اليها فتدس رأسها في عنق والدها هربًا من نظرات محمد..
قال سليم موجهًا حديثه لشقيقه:
- ما هو رأيك؟ قل شيئًا.

- لا يوجد شيء لأقوله.. ابنك لم يدع اي شيء حتى يُقال.. انا اعتقدت انه رجل بإمكاني الوثوق به وان حينما أميزه عن الجميع واعطيه ابنتي سأكون مطمئنًا عليها ولكن للأسف خاب ظني وصرتُ اخاف على ابنتي منه.. غدًا محمود سيخرج من المستشفى في الصباح وسنعود الى بلجيكا بإذن الله في المساء وآلاء ستعود معي ولن يهمني كلام اي احد.. ابنتي ستعود برفقتي.
اغتاظ محمد من كلامهما امامها.. الا يكفيهما انه صُفع مرتين امامها؟
فتمتم بضيق:
- عمي لا يصح ان تقول هذا الكلام امامها وتجعلها اقوى اكثر.. دائمًا يحصل خلافات بين المتزوجين ولكن لا يصل الأمر بينهما الى الطلاق.. منذ المشكلة الأولى تقول طلقها!

- صحيح تحصل خلافات ومشاكل ويتغاضون عنها ولكن لا يذهب الزوج ويغتصب زوجته!
هتف رحيم بحدة ليهدر محمد بإستنكار وذهول:
- يغتصبها!!!!! هي امرأتي.. انا لم ارتكب اثمًا! اعلم انني اذيتها واذيت نفسي كذلك الأمر ولكن ذلك لا يعني ان يصل الامر الى الطلاق.

قال رحيم بنفاذ صبر:
- سليم دع ابنك يخرج من الغرفة.. لا اريد ان ارى وجهه الآن.

امتثل سليم لأمر شقيقه واخرج ابنه ثم عاد مرة اخرى الى الغرفة وغمغم بأسف وحنو:
- انا اعتذر منك يا ابنتي.. والله لا اعلم ماذا حدث حتى يتصرف هكذا.. ذلك ليس محمد ابدًا.. بالتأكيد هناك شيئًا خاطئًا.. اي شيء تريدين حدوثه سنفعله لأجلك ونقف بجانبك.

- انا اريد الطلاق فقط ولا اريد شيئًا آخر.. لا استطيع البقاء بعد الآن مع ابنك.
همست بنبرة واهنة الا انها عازمة حازمة فإعترض سليم بهدوء:
- لن يحدث ذلك يا حبيبة عمك.. انت لا زلتِ عروسًا فأي طلاق ذلك الذي تريدينه؟! ماذا سيقولون عنك الناس؟ لو كنتما مخطوبين كان سيكون الموضوع اسهل ولكن هذا زواج.. الكلام الذي قلته له لم يكن الا لكي اشعره بالخوف حتى يتعلم من خطئه.

تطلع سليم الى شقيقه يطلب منه العون ليتنهد رحيم بضياع.. فمن ناحية شقيقه وخوفه على ابنته من كلام الناس ومن ناحية أخرى معاناة ابنته التي مرت بها..
- ماذا قد أقول؟ اخشى ان اقول نعم وأهدم لها بيتها الذي لم يتم بناءه بعد واخشى ان ارفض واقول لا فتشبع ذل ومهانة من ابنك.. نحن لن نكون معهما طيلة الوقت ولن ننام معهما حينما يُغلق باب الغرفة عليهما.. انا اعلم من هو محمد ومستغرب تصرفاته.. وحقًا لا اعلم كيف تصرف هكذا.. لا اعلم يا سليم.. اشعر بالضياع والعجز فعلًا.

صمتت وهي ترى مشاعر والدها ترتسم على وجهه بإرهاقه.. رأتهما ينهضان ليقفا بجانب نافذة الغرفة ويتهامسان بكلامٍ لم تتمكن من سماعه.. وبعد دقائق اقتربا منها وقال سليم:
- سننزل الآن لنعاقبه كما يستحق.. وسوف يأتي ليعتذر منك ولكن تجاهليه وكأنك لم تسمعيه واذا حاول ان يقترب منك او يزعجك بكلمة واحدة ستريننا امامك خلال اقل من دقيقة.

ثارت خفقات فؤادها بذعر وعقلها يصور لها مشاهد سينمائية مرعبة حينما تنفرد به بعد كل الذي حدث.. لا يا الله! سيقتلها لأنها قالت لوالده ووالدها.. لن يرحمها ابدًا..
هتفت برعب شديد:
- لا.. لن ابقى معه.. سأذهب لأنام بجانب والدتي.. فأين تريده ان يأتي بحق الله يا عمي؟

قال سليم بتفهم قبل ان يخرج برفقة رحيم من الغرفة:
- لا يا ابنتي.. يجب ان تبقي بغرفتك لكي يعرف انك لست جبانة.. واعدك ان الذي حدث لن يتكرر مرة أخرى.. والاهم من ذلك نحن لا نريد لأمك وخالتك ان تعرفا ونحن من سنأخذ لك حقك منه.. ولكن لا تخرجي من غرفتك ولا تخبري احدًا لأنك ترين الوضع الذي نمر به وحينما نصل بلجيكا سيتغير الكلام.. وكل الذي أريده منكِ الآن هو التحلي بالشجاعة وعدم البكاء واياك والخوف منه.

هل هذا كل الذي بوسعهما فعله؟ شبت النار في روحها لتحرقها دون هوادة.. ليس ذلك الذي تريده.. هي تريد الطلاق فقط.. لماذا لا يمنحوه لا؟ لماذا بحق الله؟
وهناك حيث الأسفل.. وقف يسمع كلامهما بغضب وخوف.. غاضب لأنها اقحمت العائلة بشؤونهما الخاصة وعارضت قوانينه.. وخائف ان تبتعد عنه ويحرمانه منها قسرًا.. سينفذ لهما كل شيء يودان منه فعله الا الطلاق.. سيدعها تأخذ بحقها.. سيجعلها تنتقم لأوجاعها ولكن الطلاق سيكون بالنسبة لهما المستحيل.. هي ولدت لتكون امرأته فقط وستكون ملكه وحده..

بعد اقل من ساعة ولج الى الغرفة برفقتهما ليسمع والده يقول:
- لقد اخذنا حقك منه ولن يؤذيك مرة اخرى ابدًا.. وانت تعرفين ما عليك فعله اذا حاول التقرب منكِ.
استأنف سليم بنبرة قوية:
- اذهب الآن وقبّل رأس زوجتك واعتذر منها.. وحينما نعود سيكون لكل حادث حديث.. نحن سنغادر الآن ونترككما لوحدكما.

همّ بالدنو منها لتقبيل رأسها الا انها ابتعدت سريعًا عنه وتشبثت بيد والدها تمنعه من الخروج من الغرفة وهي تغمغم بخوف:
- هل ستتركني لوحدي هنا؟

رشقه والده بلهيب نظراته الغاضبة وهدر:
- حقير وعار!
ثم ابتسم لها وهمس بنبرة ناعمة حانية:
- لا تخافي حبيبتي.. لن يتجرأ ويؤذيك مجددًا.

خرج سليم برفقة شقيقه بعد ان نظر بوعيد الى ابنه ليغلق محمد الباب خلفهما ثم زلف منها بملامح مبهمة وتساءل:
- هل نستطيع الكلام الآن؟

وثبت عن مكانها وجلست بجانب النافذة ووضعت السماعات في اذنيها بتجاهل تعمدت فعله ليكاد ان يفقد عقله من الحال الذي وصلا اليه.. ثم بإستنكار علّق وهو يراها ترمي له وسادة ودثار على الأرض:
- ما هذا؟ على الأقل ضعيهما بإحترام على الأرض.

لم تمنحه اي رد واكتفت بتوسد السرير لتغفو بكل سهولة بسبب ارهاقها ومرضها والإجهاد النفسي والجسدي التي تعرضت لهم.. ومع ذلك لم ترأف بها درجة حرارة جسدها التي ارتفعت لتزعج وتؤرق نومها..

*******************
في صباح اليوم التالي..
زفرت انفاسها براحةٍ حينما لم تجده في الغرفة.. ودت النهوض ولكن جسدها لا زال يؤلمها بسببه.. ومع ذلك نهضت لتتفاجأ به يدخل الى الغرفة بعد خروجه من الحمام ويتساءل:
- هل تشعرين بالتحسن؟

استمرت بتجاهلها له ليكتم غيظه وضيقه مجبرًا فخطئه كبير وعليه بالتحمل.. ثم دخلت الى الحمام لتستحم وحينما خرجت لم تجده في الغرفة فتأزرت فستانًا ابيض اللون تزينه بعض الورود وحزام رفيع يمتد ليحيط خصرها وتركت شعرها حرًا.. ثم نزلت الى الاسفل لتجلس مع النساء دون ان تسمح لعينيها بالنظر الى الجهة التي يجلس بها برفقة الشباب..
تململت بضيق بسبب نظراته التي تلاحقها وتراقب كل حركة تقوم بها.. تناست ضيقها هي تفكر ان اليوم سيعود شقيقها محمود من المستشفى وحمدًا لله اخيرًا ستطمئن عليه بعينيها..

حالما رأت محمود يدخل كانت هي اول من تقف ولكن لعنةً الله على من كان السبب بألامها حتى يردعها من الهفو الى شقيقها سريعًا وتوسد صدره..
بهدوء لا يناسبها ضمته وقبلته وهي تحمد الله على سلامته فضحك محمود وعلّق بمرح:
- تركتك ليومين فقط وتزوجتِ! وكما يبدو لي انك اصبحت عاقلة وهادئة اكثر مما يجب.

اجابه محمد الذي لم يحيد بعينيه عنها وهي تضم شقيقها.. يتمنى ان يكون هذا السلام الحار له.. متى ستحبه كما تحب الجميع؟ الا تعلم انه يتمنى ان يكون مكان شقيقها ليتذوق بشغف لهفتها وعاطفتها.. هو يحتاجها.. يحتاجها كثيرًا.. ويريد حبها كثيرًا وكثيرًا..
- ماذا اعتقدتَ اذًا؟ انه تأثيري يتضح من اللحظة الاولى!

- واضح جدًا والله.. ولكن اياك وان تفكر ان تحزنها.
هتف محمود بشقاوة ليقول محمد وهو يتطلع اليها بحنين:
- حاضر.. آلاء بعيوني أضعها.

- لم اكن ادري ان الزواج يجعل الشخص عاقل الى هذا الحد.
علق ايلام ضاحكًا لتزجرهما آلاء بحنق:
- لا تعتقدا انني سأصمت لكما ولكن الآن انا مريضة ولذلك فقط لا اتحدث.. انتظرا فقط قليلًا لأتحسن وسألقنكما درسًا لن تنسياه.

- هذه هي آلاء التي نعرفها .
ضحكوا بحنو وتمنى من محمد ان يرى ابتسامتها الصادقة التي تنبع من قلبها ولكنه يعلم انه سبب تعاستها ولا بد انها ستحتاج المزيد من الوقت حتى تعود كما كانت..

*****************
اشتاق اليها.. لم يراها منذ الصباح بسبب انشغاله مع الضيوف.. يريد ان يختليا ببعضهما البعض.. يريد ان يراها.. ان يتمتع بجمالها وبجمال عنفوانها.. يريد ابتسامتها الساحرة وقوتها الحادة..
يريد ان يحذف الليلة الماضية من عقلها وعقله.. شعوره بالذنب يؤلمه.. يعتريه فَيضنيه.. ولكن كيف سيفعل بحق الله اذ كان هو بنفسه يتألم ولا يغفر لنفسه؟

بلهفة اخفاها بصعوبة دخل الى الغرفة ليجدها توضب حقيبة سفرها فتساءل:
- وماذا عن حقيبتي؟

- لديك يدين وساقين فقم بتوضيبها بنفسك.
اجابته ببرود ليقهقه قائلًا:
- حمدًا لله ان لسانك لا زال موجودًا.. ظننتك فقدتِ النطق.
تجمدت ملامحها دون ان تتفاعل معه ليدنو منها ويهمس بأسمها بأستنجاد عاطفي بينما يمد يده الى كتفها..
ارتكست آلاء خطوة الى الخلف وصاحت:
- لا تدنو مني!

رفع يديه بإستسلام وغمغم بنعومة:
- لا تخافي مني.. انا فقط اريد الحديث معك عن ليلة الزفاف.

رفعت عينيها الغاضبتين وثبتتهما عليه بغضب:
- اسمع يا محمد اذا اتيت لكي تفتح موضوع الزفاف والتصرفات الشنيعة التي قمت بها بذلك اليوم فمن الافضل ان لا تفعل لأنني لا اريد الحديث عنه.. انت في ذلك اليوم لم تكن محمد.. واتمنى صدقًا ان تقول ان ذلك لم يكن انت او انك لم تكن بوعيك او انك شربت شيئًا ما.. انت بعد كل الذي فعلته اكملت مجزرتك وقتلتني بقسوة اكبر بأسفك القاتل.. انت مزقت وحطمت كل ذرة مودة بقيت في قلبي تجاهك بكلامك.. كل الذي فعلته أضعه في كفٍ واحدٍ وكلامك واعتذارك بكفٍ اخر.

اخشوشن صوتها وهي تستأنف:
- انت لم تكن بشرًا في ذلك الوقت.. لو انك اعتذرتَ كإنسان صادق بندمه ربما كان ذلك سيخفف الذي عانيته منك.. ولكن للأسف بسيفك ذبحتني.. قتلتني وكأنني عدوتك ولست ابنة عمك وزوجتك...
طفح بها الألم وهي تبتسم بسخرية وتتابع:
- ولا حتى حبيبتك كما تقول.. هل تعتقد انني حينما وقفت امام ابي وعمي واخبرتهما بالذي حدث كان سهلًا علي؟

اخفض رأسه كي لا يرى الوجع المدفون في مقلتيها الشجيتين الا انها لم تستسلم بل اكملت بحرقة:
- بماذا تريد مني الحديث معك وماذا تود مني ان اسمع منك؟ هل تريدني ان اعود اليك؟ انا لن افعل يا محمد.. انا لم اعد اثق بك واخاف ان اكون معك في مكان ما لوحدنا.. انت اوصلتني الى هذه المرحلة.. هل تعرف معنى ذلك؟

- الهذه الدرجة لا تثقين بي وتخافين مني؟
تساءل بألم يضاهي المها.. حبيبته وامرأته الوحيدة تخشاه ولا تثق به.. تأوه فؤاده وهو يسمعها تغمغم:
- انا حتى هذه اللحظة اتمنى ان انام واستيقظ لأجد نفسي كنت في حلم.. وان ذلك الذي حدث لم يكن الا كابوس.. انا لا اصدق ان محمد الذي كنت اقول انني احبه بسبب حبه الشديد لي واستعداده لفعل اي شيء حتى لا يخسرني ويؤذيني او حتى يدع احد اخر يؤذيني؟ اخبرني انت في النهاية ماذا فعل؟

- ألهذا الحد؟
همس محمد بذهول فنهضت آلاء لتتأكد اذا كان الباب موصدًا ثم وقفت امامه ونزعت فستانها وهدرت بحسرة على نفسها:
- انظر الى جسدي.. انظر اليه كيف تشوه بسببك.. وهذا فقط جزء بسيط من التي تستطيع عيناك رؤيته.. اما الداخل فهو مدمر تمامًا وبسببك انت.

اشاح بوجهه بعذاب وهتف:
- ارتدي ملابسك.

ضحكت بإستهزاء:
- لماذا الا تعجبك رؤية إنجازاتك ورجولتك التي فرضتها علي! من المفترض ان تشعر بالإفتخار بنفسك.

زمجر محمد بغضب:
- ارتدي ملابسك الاء.. هل تتصورين ان الذي فعلته سهل بالنسبة الي؟ اذا كنت انت قد تأذيت مرة فأنا اذًا تأذيت الف مرة.. هل جربتِ يومًا ان تأذي وتجرحي اقرب شخص الى قلبك؟.. انا اتألم اكثر منك لأنني اذيتك بهذه الطريقة.. اذهبي الى منزل اهلك عدة ايام ترتاحين بها وبعد ذلك سنتحدث.

كان صعبًا عليه ان يتنازل عنها.. ان يضحي بفردوس قربها بعد ان عاش به قليلًا.. الجميع يطمع بالجنة.. وهو يرى جنته في الدنيا تكمن بوجودها قربه.. لعنته كانت انه عشقها لسنوات.. حارب كثيرًا للحصول عليها وليس بوسعه غير الانتظار لينالها صدقًا.. يريدها بكل ما بها ولكنه غبي حطم كل شيء في لمح البصر..
تغاضى عن نظراتها المستحقرة له ثم انسحب بعيدًا عنها ليفكر بالمصيبة التي ارتكبتها يداه بأغلى ما يملك..

-----------------------
يتبع..
الفصل العاشر يوم الخميس..

رأيكم بالفصل وتوقعاتكم بمسألة الاء ومحمد؟

قراءة ممتعة..
مع حبي:
اسيل الباش


فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس