عرض مشاركة واحدة
قديم 19-11-20, 09:22 AM   #13

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل الحادي عشر
في عينيكِ،
حيرة تتراقص
تأسرني وتستفزني..
في عينيكِ،
كلمات كالشذى
ودموع مترقرقة
تعبث بوتين قلبي
وتجعلني اسرح في خيالي..
لن اصف عينيك،
سأكتفي بوصف شفتيكِ..
واخبرك كم انا مسعورٌ لملمسها
وتذوق شذاها..
سأصف لك رسمتها
وكأنني فنانٌ في رسمكِ..
وسأكون مهندسًا
لرسم بقية تفاصيلك
باتقان مغرَم جاهل..

---------------------
جلست في حديقة المدرسة والأفكار تتلاطم في أروقة عقلها.. تزدحم داخله وتشوشه.. تود معرفة كيفية ايجاد الخطوة الاولى التي يجب ان تتخذها كي تنفصل عن محمد وتحقق مبتغاها بالطلاق..
ترنحت افكارها وإذبهلت حدقتاها وهي تسمع الصوت التي عشقته لسنوات طويلة يصل الى اذنيها.. كريم.. مستحيل! ما الذي أتى به اليها بعد زواجها؟

- السلام عليكم.. حمدًا لله على سلامتك.
تطلعت اليه مصدومة.. رباه صوته هرع الى قلبها ليطعنه بخشونة.. يا ليته لم يصدق الكلام الذي قيل عنها.. كانت الآن ستكون زوجته.. كانت ستكون له ولن يكون هذا حالها مع محمد.. تأوه قلبها ورغمًا عنها شقّ العتب طريقه الى عينيها ليغلفهما.. ها هو يقف امامها.. كما تمنت تمامًا.. كما ارادت.. كما حلمت.. ولكن بعد انتهاء كل شيء.. بعد انعدام الأمل وفوات الآوان!

بصعوبة سيطرت آلاء على مشاعرها وردت التحية بخفوت ليجلس امامها على احدى الطاولات الخشبية الموضوعة في الحديقة ويتساءل:
- كيف حالك وحال العراق؟ كيف هو الزواج.. اقصد ما هو حال حياتك الجديدة؟

سألها وعيناه تغترفان من ملامحها العذبة بحسرة.. صعب جدًا ان يسألها عن زواجها بغيره في حين كان يتمناها ان تكون زوجته منذ فترة طويلة..
الحسرة التي غشت عينيه هي نفسها غشت روحها لينطق فؤادها قبل شفتيها:
- كريم لماذا صدقتَ محمد؟ لماذا انسحبتَ بسرعة حينما قال انني مخطوبة؟ لقد كنت معك طيلة اليوم إما أكلمك عبر الهاتف وإما نخرج معًا.. فلماذا صدقت كلامه وبسهولة انسحبت وبعد ذلك عدت؟

باغته سؤالها.. لم يتوقع ان تسأله هذا السؤال وبهذه النبرة التي تفيض عتبًا وألمًا بعد زواجها؟ الا زالت تحن اليه كما هو يفعل؟ يقسم انها اذا انفصلت عن محمد لن يتردد مرتين بإعادتها اليه.. سيتزوجها ويسترد حقه بها..
للحظات طويلة فقط بقي ينظر اليها.. يتأمل الضياع والحزن الذي يصرخ بمقلتيها.. هي حزينة.. تتألم.. هو أكثر من يعرفها.. كانت اقرب الى قلبه من وتينه.. آه ما اصعب كلمة كانت! كانت ولم تعد!
همس اخيرًا:
- كان يجب ان أصدق لأن المعلومة وصلتني من فرد من افراد عائلتك.. لا يستطيع اي احد من عائلتك قول انك مخطوبة الا اذا كان واثقًا من كلامه.. لم يكن امامي اي مجال اخر عدا التصديق.. حتى انني حينما تحدثت اليك لم تبرري او تنفي.. فقط انسحبتِ بسرعة فكان يجب ان أصدق يا آلاء.. لماذا تسألين الآن يا آلاء؟ اليس هذا السؤال اتى متأخرًا؟

- لا دعك من هذا الكلام وتابع كلامك.
ردت وهي تعلم انه محق.. لو سألته قبلًا.. على الأقل قبل ان تصبح امرأة لمحمد.. ولكن رغبتها بالإنتقام منه سيطرت على تفكيرها..
علّق كريم بحيرة:
- أتابع ماذا؟

بالكاد تحكمت بقهرها وهي تسأله بهدوء قدر المستطاع:
- لماذا عدت؟ الم ترتبط بفتاة غيري وتبدأ بحياة جديدة؟

بصدق اجابها كريم:
- انا لم ابدأ بأي شيء يا الاء.. حاولت فقط ان استمر بحياتي بعد ان تلقيت اكبر صدمة قد أتلقاها يومًا بالإنسانة الوحيدة التي احببتها لأربع سنوات.. بالإنسانة التي غيرتني للأفضل وجعلت مفاهيمي المعقدة تتغير لأجلها.. كل ذلك كان كذبًا وفي النهاية اكتشفت ان لا يوجد شيء اسمه حب! ادركت انك كنتِ كالبالون الذي بقيت أنفخ به حتى انفجر بوجهي.. اعتذر منك على التشبيه ولكن هذا هو الواقع الذي شعرت به حينما اكتشفت انك كنتِ تخدعيني.. وانك لستِ الا مجرد كذبة كانت بحياتي لسنوات.

افعوعمت الغصة في حلقه وهو يعود بذاكرته الى تلك المعاناة التي قضاها قبلًا وتابع:
- امي بحثت لي عن فتاة اخطبها ووافقت.. في ذلك الوقت لم يكن يهمني اي شيء.. قريبة امي او غيرها لا يهم.. كانت الفتاة مؤدبة ولطيفة وايضًا تعمل في نفس مجالي.. كانت طبيبة اسنان.. وافقت لأتخلص من اصرار والدتي على الزواج.. حاولت ان اتابع حياتي.. أصبحت امثل انني نسيتك وان كل ما بيننا قد انتهى وان هذه هي الحياة ستستمر ولكن... ولكن حينما رأيتك في الحفل شعرت ان الدنيا توقفت.. عدت الى رشدي وكأنني كنت مسافرًا واليوم عدت.. وكأننا لم ننفصل عن بعضنا البعض ولا يوجد اي مشكلة بيننا.

تلهفت اذنيها لسماع المزيد.. كانت بحاجة ان تعلم بالذي حدث وما هو شعوره.. وصدقًا لا تعلم ما هو السبب.. فقط تود ان تسمع وتعرف..
اومأت برأسها تحثه على الإسترسال ففعل:
- تمنيت ان اتي للسلام عليك ونتفق حتى نخرج معًا ونستمر بعلاقتنا وكأن لم يحدث شيئًا بيننا.. نسيت كل شيء.. كان شعوري تمامًا كأنني مسافر وعدت من السفر مشتاقًا لحبيبتي واود ان اسألها عن حالها وماذا فعلت بغيابي وأخبرها انها تغيرت.

رفع رأسه وصب كل تركيزه على عينيها وهو يشير بأصبعه الى وجهها بينما يقول بثقة:
- انا واثق لو انني لم اكن موجودًا في الحفل ما كنتِ ستوافقين على طلب محمد الزواج منكِ.. وانتِ وافقتِ وامامي كي تنتقمي لكرامتك.. رددتِ الضربة لي وبجدارة ايضًا.. رغم كوني اعلم انني استحق انتقامك الا ان شعور اناني تولد بداخلي انك ملكي.. ممنوع ان يأخذك احد مني.. ويجب ان تعودي الي مهما كلفني الثمن!

- تعيدني اليك بالأذى والكذب؟ وانت تعلم ماذا اقصد.
هتفت الاء وهي تتأمله بحاجب مرفوع فقال كريم وهو يتطلع اليها ليستنبط الحسرة في مقلتيها المقهورتين اللتين لم تنسياه بعد:
- في الحب والحرب كل شيء مباح لكسب المعارك.. لا يوجد شيء اسمه قانون.. وانا كنت متأكدًا انه لن يؤذيك بما انك في منزل اهلك ولا بد انه سيتركك.. بالإضافة الى ذلك، كنت واثقًا انك لا تحبيه لأن في يوم حفل الخطوبة رأيت عينيك بوميضهما الساحر تلاحقني.. كان لدي املًا انه حينما يتركك ستعودين الي بكل سهولة لأنني احفظك اكثر مما انت تحفظين نفسك.. ولكن عندما رأيتك بعد الخطوبة ادركت ان كل ما بيننا قد انتهى.. وكلامك اثبت لي هذا الشيء.. ولكن بوسعنا ان نبقى اصدقاء، اليس كذلك؟

ضحكت بقهر ساخر:
- ومنذ متى نحن اصدقاء؟! انت تعلم جيدا اننا محال ان نكون صديقين.

- اعلم ذلك ولكن يجب ان نجرب.. واكبر دليل لكلامي هو انني اريدك ان تبحثي لي عن عروس بنفسك واريدها طيبة القلب مثلك وتحمل الكثير من صفاتك لتتمكن من تحملي.
قال كريم بعبث يخفي به رغبته الحقيقية بكونه يريدها هي دون غيرها.. كلامه اعاد لها صوابها.. ما الذي تفعله بحق الله بجلوسها معه؟ حتى لو كانت تكره محمد وتود الإنفصاله عنه ممنوع ان تجلس برفقة حبيبها السابق..
بحركة سريعة متوترة نهضت واستأذنت بحجة انها يجب ان تعود للصف فإبتسم كريم وقال متعمدًا:
- مع السلامة.. ولكن لا تنسي العروس!

******************
استباح اللوم كيانها.. طوّقها العتب بشرنقة فتاكة.. ما الذي فعلته بحق الله؟ رباه لو عرف محمد! مجرد التفكير زرع الذعر الذي لا يطاق في قلبها.. هي امرأة متزوجة.. لم تعد تلك الحرة الطليقة..
قضمت شفتها السفلى بعنف من شدة التوتر لتبعث لمحمد رسالة تطالبه بعدم المجيء الى المدرسة لأنها عادت الى الشقة..
اجل هي تريد الانتقام من محمد ولكن ليس بهذا الأسلوب الدنيء.. اللوم كله يقع عليه.. هو الذي أوصلها الى هذا الحال.. الخيانة ليست من اطباعها.. ولكن هو من اعاد فتح مذكرات حبها القديم لتلهو كلماته بعقلها وتجذبه اليها كالمغناطيس..

تخشى ان يخبر كريم محمد عن مجيئه الى مدرستها.. تكفيها مصائبها الحالية ومحمد اذا عرغ فلا شك انه لن يطلقها كي لا تعود الى كريم.. كرهتهما.. كرهت الدنيا كلها.. كانت بأفضل حال قبلًا.. فما الذي اوقعها بمصيدة العشق؟
كانت تعلم انه في طريقه الى المنزل.. هل تخبره بنفسها قبل ان يعرف من كريم ام تصمت وتتجاهل الأمر كله؟

إتخذت قرارها اخيرًا لتقف بجانب النافذة الزجاجية لتعلم متى سيأتي ومجرد ان لمحت سيارته جلست على الأريكة وضمت ساقيها الى صدرها بوضعية حزينة جدًا.. ثم بدأت تجبر عقلها على تذكر الظروف الحزينة التي تعرضت لها مؤخرًا واشياء اشتاقت لها كثيرًا لتنساب دموعها تلقائيًا.. وصدقًا شكرت دموعها الغالية التي تستجيب لأوامرها بكل سهولة..

دلف محمد الى الشقة ليتفاجأ بها جالسة على الأريكة تبكي! إنقبض قلبه بقوة ليهرع اليها بسرعة وبجلس قبالتها متسائلًا:
- ما الذي حدث؟ لماذا تبكين؟ هل اذاك احد؟

- لا ولكنني اريد الذهاب الى منزل اهلي.. لقد اشتقت اليهم.
قالت بنبرة بريئة تخفي مكرها ليهتف محمد بتعجب:
- منزل اهلك! هل انت مشتاقة اليهم أم انني فعلت شيئًا جعلك تشعرين بالضيق فأردتِ الذهاب اليهم؟

- لا، فقط لأنني مشتاقة اليهم.. هذه هي المرة الأولى التي ابتعد عنهم كل هذه المدة.
اجابت بنبرة شجية كاذبة فتنهد محمد ثم قال براحة:
- حسنًا اذًا.. بعد قليل سنذهب اليهم ونعود مساءًا.. هل هناك شيء آخر؟

إزدردت ريقها وهي تتطلع الى خوفه الذي يحتل ملامحه ولهفته الشغوفة عليها فأنحت توترها جانبا.. ربما سيشفع لها مظهرها البريء المسكين التي اتقنت دوره فهزت رأسها وغمغمت:
- اجل، فعلت شيئًا لا يجب ان افعله.. اعلم انه خطأ الا انني يجب ان اخبرك.

تأملتها عيناه محاولًا اكتشاف طعم ملامحها ليعلم ماذا يدور برأس هذه القصيرة الخبيثة.. وقال:
- وما هو؟

- لقد أتى كريم الى المدرسة اليوم.
همست بتوجس وهي تترقب ملامحه بتركيز فهز رأسه لها لتتابع:
- وبارك لي وطلب مني ان ابحث له عن عروس.

- وماذا كان جوابك؟
تساءل محمد بهدوء لتقول:
- لم أجبه.. تركته وغادرت.

- وماذا هناك غير هذا الموضوع؟
قال ببرود لتتسع عينيها وتفغر فاهها دون تصديق فأضاف:
- ما الأمر؟

- الن تغضب وتذهب اليه لتضربه؟
تساءلت بتوجس وصدمتها برد فعله تسيطر عليها فهتف محمد بهدوء يناقض الغيرة التي اضطرمت في عروقه:
- ولماذا اغضب عليك انت؟ انتِ ليس لك اي علاقة.. هو من اتى الى المدرسة لا انت من ذهبت اليه! وهل تريدين ان اذهب واتشاجر معه وأضربه؟

- لا.
هزت رأسها نافية فقال بلطف:
- اذًا سأعتبر نفسي كأنني لم اسمع اي شيء.. حسنًا؟

اومأت وهي تشعر ان أنفاسها ستنقطع في اي لحظة.. هذا محال ان يكون محمد! هل يمثل عليها ويتقن دوره كما تتقن هي دورها ام ماذا؟ بالتأكيد يمثل عليها لكي تسامحه وبعد ذلك سيعود الى اطباعه القديمة الصعبة.. او انه سيذهب الى كريم ليضربه دون علمها..
لم يردع تدفق افكارها في مجرى عقلها سوى صوته فهزت رأسها تنفض كل هذه الأفكار بعيدًا..
- بما ان لا يوجد اي شيء اخر انهضي وغيري ثيابك حتى نخرج لشراء بعض الأغراض للشقة وفي نفس الوقت نذهب ونتناول الطعام في مكان ما لأنك بالتأكيد لم تطهي اي شيء كالمعتاد!

- حسنًا ولكن عليك ان تعلم انني لا زلت لم اسامحك.. فلا تنسى نفسك!
هتفت آلاء بتحذير ليستغفر الله قائلًا:
- استغفر الله! ماذا قلت انا؟ لم انسى نفسي واعلم انك لم تسامحيني فلا تقلقي.

******************
تنهد بتعب حينما دخل الى الغرفة ووجدها تتوسد السرير بملابس قصيرة مجددًا.. هو يحبها وهي تلعب على وتره الحساس بحرمانه منها والاكتفاء بالمشاهدة..
تسدل شعرها القصير حول وجهها فيغطي جانبيه بنعومة تخطف الأنفاس..
تأملتها حدقتاه وهي تدرس بتركيز شديد لدرجة انها لم تنتبه الى دخوله الغرفة فهتف بصوت خشن مرهق:
- هل ستبقين هكذا؟

رفعت رأسها اليه فيحتد فؤاده وثبًا من شدة شوقه لزرعها داخل صدره وتقبيل هذه الوجه الطفولي الساحر دون ملل لساعات طويلة جدًا..
رغب صدقًا ان يهفو اليها ليضربها عدة مرات حتى تكف عن تعذيبه وتصنع الغباء بجدارة..
- ماذا تعني؟ لم افهم!

اخذ نفسًا عميقًا ليتغلغل اريجها الى اعماق روحه ويقول:
- أعني البقاء بهذه الملابس.. الا تشعرين بالبرد؟

- لا، الغرفة دافئة.
ردت ببرود ثم تابعت:
- وهكذا افضل.. كلما خفت الملابس كلما دخلت المعلومات الى الدماغ بشكل اسرع.

تغاضى عن جوابها وقال بجدية:
- انا اود الحديث اليك.

- عن ماذا؟
- عنا وعن علاقتنا وكل الذي حدث بيننا!
هتف بحزم ليلتوي فؤاده وتترنح عزيمته وهو يرى الدموع تزمجر في مقلتيها رغبةً بالانهمار.. يعلم ان هذا الموضوع صعب جدا عليها.. لا داعي ليفكر كثيرًا حتى يدرك انها تحاول التناسي ولكن يجب ان يفتح هذا الموضوع معها والآن خاصةً..
فغمغم محمد برجاء جاد:
- آلاء ارجوك لا تنظري الي بهذه الطريقة.. اعلم انني اخطأت كثيرًا بحقك واعلم ان كلمة اسف لا تمحو ذنبي.. لا شيء يغفر ذنبي.. ولذلك فقط انا صامت.

زلف منها ثم جلس امامها لتمتد يده برفق الى ذقنها حتى يرفع وجهها التي اخفضته اليه وقال:
- انظري الي.. انا تلك الليلة لا اريد ان اتذكرها لأنني لم اكن بوعيي.. يا ليتك ابرحتني ضربًا حتى اعي على نفسي حينها وادرك ماذا افعل.

- وما هو المطلوب مني الآن؟
تمتمت آلاء متبرمة فقال:
- المطلوب ان تمنحيني فرصة حتى اقترب منك.. لا يعقل ان تستمري بصدي طيلة هذه الأيام.. وأعيد واكرر انا محال ان اقترب منك الا اذا انتِ طلبتِ مني هذا الشيء.. ولكن والله هذه ليس منطقيًا ان انام على الأرض او في الصالة.. ظهري يكاد ان يتحطم!

اشاحت بوجهها بعيدًا عنه وقالت:
- لا زال هناك وقتًا للحديث عن هذا الموضوع.

- لا زال هناك وقتًا لماذا يا الاء؟ لا زال هناك وقتًا لأعيش حياة طبيعية؟! كل الذي اطلبه منك ان نكون طبيعيين.. هل هذا الشيء صعب؟
هتف بنبرة هادئة الا انها منفعلة فهدرت:
- اجل، صعب لأنني الآن...
صمتت فتابع بدلًا عنها بمرارة:
- لماذا صمتِ؟ تابعي كلامك وقولي انك لا تحبيني.. قولي انك تشعرين بالقرف مني ولا تطيقيني.

- انا لم اقل ذلك.. كنت اريد القول انني لا اطيقك فقط.
دمدمت بضيق فإنفرجت أساريره ليسألها بعبث:
- هذا يعني انك لا زلتِ تحبينني؟
رشقته بنظرة حارقة فضحك بمرح وقال رافعًا يديه بإستسلام وهمي:
- حسنًا حسنًا.. سأدعك الآن تأخذين حقك مني اضعافًا حتى تخمد نيران قلبك.. لن اعترض ابدًا وكل يوم سأتي اليك واجلس هكذا اتحدث معك ريثما يهديك الله ويحنن قلبك علي.. اعلم انك عنيدة ورأسك يابس كالحجر ولكن لم اكن اعلم ان ايضًا قلبك قاسي الى هذا الحد.

احتدت نظراتها ليهتف سريعًا:
- اذًا يجب ان اقوم الآن كالأسد وأخذ فراشي لأنام على الارض، اليس كذلك؟

- كما تشاء.. بإمكانك ان تنام إما في الصالة او على الأرض.
غمغمت بلا مبالاة ليتشدق وهو ينهض ليأخذ وسادة ودثار حتى ينام على الارض:
- كريمة ما شاء الله! سأنهض لأنام على الأرض.. هذا افضل.

*********************
بعد مرور أسبوع..
جلست وسط عائلتها والحنين يملأ قلبها.. رغم حزنها منهم وعتبها عليهم الا انها اشتاقت اليهم.. منذ فترة طويلة لم ترى اهلها وهذه هي المرة الأولى التي تبتعد عنهم هكذا..
تحدثوا جميعهم عن احوالهم واخبارهم وسار كل شيء كما ودت ورغبت حتى اتت الصدمة التي صعقت أوداجها بسؤال والدتها وخالتها:
- متى تنويان ان تخططا لإنجاب طفلًا يؤنسنا ويؤنسكما؟

كلتاهما تعلمان انها تود الطلاق منه ومع ذلك تسألان عن شيء لا تريده!.. دون ان تأبه بإلقاء نظرة واحدة على محمد أجابت:
- لا زال هناك الكثير من الوقت للحديث عن هذا الموضوع.. على الأقل بعد ان انتهي من دراستي اي بعد أربع سنوات.

- محمد ما هو رأيك؟
تساءلت سميرة التي تثق بتربيتها وتعلم ان ابنها محال ان يرضى بكلام زوجته..
استدار محمد الذي كانَ يتحدث مع إيلام اليها وقال بإستفهام:
- رأيي بماذا؟ لم انتبه الى حديثكن.

- رأيك بمسألة انجاب طفلًا.. زوجتك تقول انها لا تفكر بذلك الا بعد انهاء دراستها اي بعد أربع سنوات.
اجابت لينظر محمد الى آلاء للحظات قليلة ثم ابتسم بإستهزاء وقال:
- من أين سيأتي الطفل ما دامت لا تسمح لي بالإقتراب منها؟ من الهواء مثلًا؟ والله هي تكون بمثابة اختي حينما نبقى لوحدنا.. لا احصل منها على اي شيء من حقوقي كزوج!

أطلقت سبابًا لاذعًا دون ان تخرجه من شفتيها.. اللعين.. ما الذي يود الوصول اليه بحق الله؟ تطلعت اليه بعينين هائجتين وهي تراه ينهض بإستفزاز ليحمل ويلاعب ابنة إيلام الذي علق ضاحكًا:
- مسيطرة ما شاء الله!

ضحك محمد بشماتة وهو يراها تسير خلف والدته وخالته اللتان امرتاها بغضبٍ ان تسير خلفهما وإكتفى هو بالرد على إيلام والإستمرار باللهو مع الصغيرة أليس..
قلبت آلاء عينيها بضجر حينما استهلت والدتها وخالتها بالتحقيق معها وتأنيبها دون ان تملا خاصةً حينما اخبرتهما ان محمد لا ينام بجانبها بل ينام في الصالة او على الأرض..
رباه كم وبختاها.. عدد الشتائم التي تحملتها منهما لا تُحصى وبصعوبة منعت ضحكاتها من الإنبلاج كي لا تنال قدرًا اكبر من التوبيخات..

هتفت آلاء بعد ان انتهت كلتاهما من تأنيبها وتحذيرها من عقاب الله عز وجل اذا زوجها نام وهو ليس راضيًا عنها ستلعنها الملائكة..
- انا عدت اليه بسببكم وليس لأسمع هذا الكلام واراكما تحلمان وتتأملان ان ننجب لكم الأطفال!

قالت سميرة بجدية:
- يجب ان تخافي على بيتك وزوجك يا ابنتي لأنك اذا لم تمنحيه حقوقه سيبحث في الخارج عن امرأة تلبي له احتياجاته.. لكل رجل يوجد احتياجات واذا زوجته لم تمنحها له لن يبقى مكتف الأيدي.. انا بنفسي اخبرك منذ الآن ان ابني محال ان يطلقك.. وفي النهاية انت هي التي ستتعذب لا احد غيرك لذلك تعوذي من الشيطان الرجيم وانتبهي الى منزلك وحافظي عليه لأنك ستكونين الخاسرة الوحيدة اذا لم تفكري مليُا وتجيدين التصرف.. فلا تغضبي زوجك يا ابنتي لأن ربنا لن يبارك لك.. هل تفهمين؟

- اجل كفى.. لقد فهمت.
تمتمت بضيق شديد.. هذا ما ينقصها صدقًا.. كلام والدتها وخالتها! خرجت ورائهما لتكفهر ملامحها وهي ترى الإبتسامة الشامتة التي لم تبرح ثغر محمد..
رشقته بصوان غضبها.. ليحلم فقط ان يؤثر بها كلامهما.. لن يحصل منها على اي شيء.. فقط في احلامه ان تسمح له بالإقتراب منها..

غادروا جميعم بعد ان وشمت سميرة كلماتها في عقل ابنها وقامت بتوصية كنتها بالأخبار الجميلة..
استدارت الاء اليه بعصبية شديدة وصاحت:
- كيف تقول هذا الكلام امامهم؟

تطلع اليها ببرود وابتسم بإستهزاء:
- انا لم اقل اي شيء.. الم تقحميهم بنفسك بمشاكلنا؟ اذًا دعيهم يتدخلون حتى تنتهي هذه المشكلة وتحملي نتيجة افعالك.

تركته لوحده دون ان تعلق وتوجهت لترتيب الشقة وتنظيفها.. تكاد تنهار فعلًا.. تشعر انها محاطة بقوقعة ليس لها مخرجًا.. يطمس انفاسها داخل صدرها ضغط والدتها وخالتها على تفكيرها.. هي تريد الطلاق وجميعهم يريدون ان تستمر بزواجها به.. وكأن كل ما حدث سهلًا بالنسبة اليهم.. لماذا لا يفهمون بحق الله انها لا تريده؟ لماذا يضغطون عليها بغرزهم مسننات ضارسة في قلبها؟ لماذا يا الله!

دلفت الى الغرفة معتقدة انه قد غادر الشقة بما انها لم تجده في الصالة بعد خروجها من الحمام..
فإتسعت عيناها بذعر وتسمرت مكانها وهي تراه يحتل السرير الذي يتوسط الغرفة وزمجرت:
- ماذا تفعل هنا؟

- كما ترين نائم بمكاني.. اين الخطأ بذلك؟
اجابها دون ان يرفع عينيه عن هاتفه الذي يتصفح به البرامج ومواقع التواصل الاجتماعية ثم أضاف بعد ان أحس انها تكاد ان تتخشب على الأرض تحتها:
- ولا تقلقي.. انا لن اقترب منك.

تعمدت ان تضع مرطب الجسم امام عيناه التي تراقبها رغم تصنعه النوم.. ثم رشّت القليل من عطرها لترى الى متى سيتحمل البقاء بجوارها.. تريده ان يترك الغرفة بنفسه مستسلمًا تمامًا.. ليتحمل اذًا بما انه يريد النوم بجوارها..
توسدت السرير بجانبه ثم التقطت هاتفها لتحادث صديقاتها دون اي اهمية لذلك الذي يجاهد لكي ينام ويتغلب على سحر تلك الفاتنة التي تتعمد ان تعاقبه بأقسى طريقة..

ابتسمت رغمًا عنها حينما وثب عن السرير وخرج من الغرفة ليدخن قليلًا ثم عاد اليها ليجدها لا تزال تضحك وهي تراسل صديقاتها..
إستلقى على السرير وقال بغيظ:
- هل انتهيت من ضحكك هذا؟ هل يوجد عروس تزوجت حديثًا تتحدث بهاتفها مع صديقاتها حتى هذا الوقت المتأخر! ماذا سيقولن الآن عنا؟

لم ترد عليه فهدر بإحتدام:
- لا تديري ظهرك لي.. وهيّا نامي.

استمرت بتجاهلها له ثم سرعان ما خفق قلبها بعنف حالما ادارها اليه بخشونة وجذبها لتصبح بحركة غير مرئية تحته وهو فوقها..
إرتعشت يدها المتكئة على صدره الصلب وهي تسمعه يتساءل بنبرة عصبية:
- لماذا تعانديني ولا تسمعين الكلام؟

هذا القرب المميت يذعرها.. ونظراته التي تسير على ملامحها وتتركز على شفتيها الممتلئتين وعنقها المغري اثارت رعبها.. لا لا! هل سيعيد الذي فعله بها ليلة الزفاف مرة اخرى؟.. فكرت بخوف حقيقي.. لا يا الله.. ستموت تحت يده ولن يسعفها اي احد.. لن تنجو ابدًا هذه المرة..
مرر اصابعه على ذراعها بلسمات شغوفة اقشعرت اوصالها رعبًا.. عيناه الخضراوان تنتهكان ملامحها بتوق وكأنه يلمسها بشفتيه.. لأول مرة تشعر ان العيون تكاد تلمس..
أحست بملوحة مريرة تتكدس في حلقها وهي تغمغم بصوت مخنوق:
- لقد وعدتني.. انت وعدتني ان لا تقترب مني الا بإرادتي.

رباه نبرة صوتها المكتومة.. إحمرار وجهها.. وإرتجاف شفتيها يتوسلوه ان يدنو منها.. ان لا يدعها وشأنها الا بعد ان يبثها غرامه لساعات طويلة.. كيف يتمالك نفسه وهي لا تتوانى بإغراءه بجمال جسدها الغض وبزيادة لهيب شوقه اليها.. كيف سيفعل بحق الله؟ يود ان يشعر بها ملكه مجددًا.. يريدها ان تمنحه قلبها لتنتمي اليه وتطرب اذنيه بهمساتها الناعمة بأسمه..
تفرست حدقتاه النظر بها لثوان طويلة ثم همس بصوت ثقيل قبل ان يحررها ويستدير الى الجهة الثانية:
- اذًا اسمعي الكلام ونامي.

*****************
منذ الصباح والدهشة تسيطر على كيانها كله.. تصرفات محمد بدت غريبة جدًا اليوم.. تختلف عن سوابقها ليراودها الشك.. هناك شيء حدث لا بد.. استيقظ نشيطًا مرحًا والأدهى انه قبّلها على خدها بعد فترة طويلة لم يلمسها خلالها! ومنحها بطاقة الائتمان خاصته لتشتري ما تشاء وفعلت.. اشترت الكثير حتى كاد ينتهي المال المتوفر في بطاقته الخاصة.. وبعد ان غادروا الضيوف نظف بدلًا عنها لأنها متعبة..

تخشى ان تحسده.. يبدو كالملاك اليوم غير ما هي معتادة عليه.. محال ان يكون هذا محمد..
إستحمت وخرجت ليجذبها شكله.. مهما انكرت الا ان محمد وسيم.. وسيم جدًا.. سيجارته مندسة بين أصبعيه وملفات كثيرة مبعثرة حوله على الطاولة يدرسها ويكتب بأصابع طويلة على حاسبته الخاصة وكأنه يدرس قضية ما..
تلقائيًا سألته دون تفكير:
- هل انت دائمًا هكذا؟
تطلع اليها بإستفهام لتوضح:
- يعني منذ الصباح تذهب الى العمل وتعود لتأكل وبعد ذلك تكمل بقية اعمالك في المنزل ومن ثم تنام.. لا يوجد شيء اخر تفعله في حياتك غير العمل والنوم! منذ ما يقارب الأسبوعين وانا اقطن معك في نفس المنزل ومع ذلك نظامك هذا مستمر.

إبتسم بلطف ثم اجابها:
- لا ولكن هذه الفترة انا مضغوط قليلًا لأنني كنت مسافرًا ولذلك اضطررت ان اتابع عملي في المنزل.. ولكن حينما انتهي سأعود كما كنت.. لن اعمل في المنزل مجددًا.
ثم استطرد:
- هل بإمكانني ان اسألك سؤالا؟

اومأت برأسها موافقة:
- اجل، تفضل.

- هل ترتدين شيئًا تحت الروب ام ان لا يوجد اي شيء تحته؟
تساءل محمد وهو يتأمل ما ترتديه.. روب اسود قصير بالكاد يصل الى منتصف فخذها.. وملمسه كالحرير يجعله يتوق لإزالته بنفسه حتى يرى ما يوجد اسفله بنفسه..
إرتفع حاجبها الأيسر وأجابت بنعومة قصدتها:
- لا.. لا يوجد الا بعض القطع الخفيفة!

- هذا غريب.. لم تقولي انني قليل ادب ووقح!
قال بتعجب لتغمغم:
- انت سألت مجرد سؤال وانا أجبت.. على اي حال سأدعك الآن تتابع عملك وسأدخل الى الغرفة.

اوقفها صوته قبل ان تتابع طريقها الى الغرفة:
- آلاء سأطلب منك طلبًا.. رجاءًا لا ترتدي شورتًا!

تصنعت عدم الفهم وغمغمت:
- لماذا؟ انا ارتاح به.

- انت ترتاحين به وانا أتمزق داخليًا واعاني.. ارتدي اي شيء آخر عدا الشورت.. لسلامتك انا اتحدث لا لشيء اخر.
قال بنبرة تشي معاناته فهزت رأسها ثم ولجت الى الغرفة لترتدي قميص نوم! هو طلب منها ان لا ترتدي اي شورت ولكنه لم يقل قميص نوم!
بعد نصف ساعة دلف الى الغرفة ليتسمر مكانه ويتعالى صدى خفقات قلبه من الحورية التي تجلس امامه.. ترتدي قميص نوم اسود اللون يفضح اكثر مما يستر.. أهي دعوة صريحة ليهفو اليها ويبثها غرامه وشوقه ام انها لا زالت مستمرة بإنتقامها القاسي حد الجحيم منه..
لدقائق طويلة لم يطاوعه قلبه ويسمح لعينيه بالإبتعاد عن ما هو حلاله.. بقي يتأملها.. يتنشق من عبق خمرها دون ان يرتوي من مرارته اللاذعة.. ثم اخيرًا تساءل بصوت خشن منفعل المشاعر:
- ماذا تفعلين؟

ببراءة طلبت منه ان يقترب منها حتى يدرسها لإمتحان الغد ففعل وهو بالكاد يتمالك نفسه.. بإستمتاع شديد شاهدت كيف ترتسم مشاعره الهائجة على وجهه كصفحة مقروءة بدت لها..
أغلق الكتاب بحركة عنيفة بعد ان سألها اذ كان فهمت على شرحه واجابت بالنفي..
قال محمد بصدق:
- وانا ايضًا لا افهم اي شيء.. ولم اعد استطيع التركيز لأشرح لك.

- اليس من المفترض انك درستَ هذا الموضوع سابقًا؟
تمتمت بغباء لم تفلح به بإتقانه وهو يهدر:
- الاء كفى غباءًا.. اخبرك ان لا ترتدي شورت فتذهبي لترتدي قميص نوم! انتِ بهذه الطريقة تمنحيني اشارة لأفهم ان الحصار قد انفك عني وبإمكانني التصرف كما اشاء.

- انت منعتني من ارتداء الشورت مع انك تعلم انني لا استطيع الدراسة الا بملابس خفيفة ولذلك فقط ارتديت قميص نوم فلذلك اللوم يقع عليك انت.. انا هذه هي نظريتي في الدراسة واحب ان اطبقها.
قال متبرطمة ليضع الكتاب جانبًا ويقترب منها الى حد خطير بينما يهمس بمشاعر شفافة:
- الا يكفي ذلك حبيبتي؟

رفعت يديها محاولة ان تردعه عن الإقتراب منها اكثر وهي تغمغم:
- محمد لقد طلبت منك ان تدرسني لا ان نفتح مواضيع ثانية.

سيّجت يداه خصرها ليحاصرها بجسده ويقرّبها اليه اكثر.. كما يرغب تمامًا ان تكون.. وكأنه يريدها ان تكون داخل عظامه..
قال بتيه وهو يتأملها بشغف:
- والله حبيبتي انا الذي احتاج من يدرسني لا انت.. لا تعبثي معي هكذا لأنني بالكاد اتمالك نفسي.. كيف تريدين مني التحمل حينما ادخل الى الغرفة واجدك بهذا الجمال الذي شلّ حواسي وافكاري.. انا مشتاق اليك حبيبتي.. اريد البدء معك كما يجب مرة اخرى دون مشاكل.

سمحت له ان يقترب كما يشاء منها وهي تسمعه يسترسل بنبرة تلين الصخر من شدة عذوبتها:
- انا احبك.. اعشقك.. صعب جدا علي ان ارى الفتاة التي اعشقها واتمناها منذ سنوات طويلة امامي وحلالي دون ان اتمكن من لمسها والتعبير عن حبي وشوقي لها.. دون ان اتمكن من فعل اي شيء غير النظر والتحسر مع انني بإمكانني ان افعل في الخارج كل ما ارغب به.. ولكن انا غيرك لا اريد ولا يعجبني.

استرسل وشوقه تنطق به عيناه قبل ثغره:
- انا مشتاق اليك حبيبتي.. اشتقت الى حضنك ومذاق...
وضع أصبعه على شفتيها وتابع بالفعل وهو ينحني لتتلكأ كلماته بالقرب من شفتيها المنفجرتين اللاهثتين:
- دعيني معشوقتي ارتوي منك.

قبّلها وهو لا يصدق انه اخيرًا عاد ليتذوق طعم النعيم.. شفتيها كالسلسبيل.. كالشهد يأخذه الى عالم آخر يجعله هائم بخيوطها اكثر واكثر.. وكأن مياه البحر تطفو به في الهواء الطليق..
شعر بها تتشنج بين ذراعيه ومع ذلك لم يبتعد.. لم يستطع.. كيف يعود الى الهلاك بقدميه؟ كيف يدعها وشأنها ويحررها من ذراعيه..
همس محمد لها مطمئنًا:
- لا تخافي حبيبتي.. لن اؤذيك.

غزت شفتاه ثغرها مرة اخرى.. بنعومة جعلتها تتقبله رغمًا عنها.. لم تشعر بالخوف منه.. لا لم تفعل وكرهت نفسها لذلك.. ارتعبت من فكرة انها قد تتجاوب معه في عاطفته الجياشة فإبتعدت سريعًا عنه وقالت بتعثر:
- اسفة! لا استطيع..

إبتعد عنها ليسير ذهابا وايابًا بغضب شديد وهو يشتم ويلعن نفسه وجملة واحدة تتردد كل عدة ثوان على لسانه قبل ان يخرج من الشقة بأكملها:
- تبًا تبًا.. انا السبب.. انا السبب..

--------------------
يتبع..

رأيكم بالفصل؟
وتوقعاتكم؟

قراءة ممتعة..
مع حبي:
اسيل الباش



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس