عرض مشاركة واحدة
قديم 19-11-20, 09:26 AM   #16

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل الثالث عشر
حبيبتي..
انتِ كالمياه.. رغم شفافيتك مرئية..
ناعمة مع البعض من خشونتك..
تارةً حارة حارقة.. وتارةً باردة صاعقة..
يصعب تكهن تقلباتك.. والوثوق بحركاتك..
هادئة احيانًا.. وثائرة احيانًا..
تخدعين بسهولة.. وتجذبين بسهولة..
العالم كله يعتمد على عطائك وسخائك..
حبيبتي انتِ الحياة والضياع والزوال..
انتِ الأمل والقوت والياقوت..

----------------------
فتحت عينيها لتنظر حولها بصدمة.. ماذا تفعل على السرير في الغرفة في حين انها نامت على الأريكة في الصالة؟ كيف وصلت الى السرير؟ أيعقل انها استيقظت في ساعات الليل واتت لتنام بجواره.. لا يا الله كيف ستخبئ وجهها منه اذا صدقًا فعلتها.. ولكن كيف لم تشعر بنفسها؟

رفعت حدقتيها لتتطلع الى محمد الذي دلف الى الغرفة وعلى عنقه مستريحة منشفة بيضاء كان يجفف بها شعره على ما يبدو..
زمت شفتيها وهي تسمعه يقول بهدوء وكأن شيئًا لم يحدث:
- صباح الخير حبيبتي.

- صباح النور.. ما الذي أتى بي الى هنا؟
تساءلت آلاء بضيق ليأخذ محمد نفسًا طويلًا عسى ان يغمر اعصابه الهائجة منذ الأمس بذرات الاوكسين الباردة ثم قال بتروي:
- انا الذي أحضرتك وهذه آخر مرة سأسمح لك بفعلها.

عقدت حاجبيها بعدم فهم فأردف بجدية وتهديد موضحًا:
- العناد والقسم على شيء كهذا.. لم يطاوعني قلبي بتركك نائمة في الصالة.. انتظرتك حتى تنامي وبعد ذلك حملتك ووضعتك لتنامي على السرير.. من المفترض انك تفهمين ان مكانك بجانبي فقط.

طأطأت برأسها وهي تعلم انه محق.. ولكن العصبية تحركها كلعبة الماريونيت.. هي ليست هكذا.. ابدًا ليست هكذا..
همست آلاء بخفوت متحاشية النظر اليه:
- انا.. لا اعلم ما خطبي.. انا لست عصبية هكذا.

رفع وجهها اليه ليتطلع الى عمق عينيها الحائرتين.. هذه الحيرة التي تتلألأ بعينيها كل مرة تسحره.. كالمغناطيس تجذب خفقات قلبه ليتعالى صداها وهو يتأملها بأبهى حلة بنظره كيفما كانت.. اللون القاني يزخرف وجنتيها بألماس نادرة اللون.. لطالما عشق خجلها رغم التمرد الذي يميزها.. غريبة ولكن ساحرة دون ان تفقه ماذا تفعل به من جنون لا يطاق..
غمغم وحدقتاه تأبى الإبتعاد عنها ولو لثانية واحدة:
- اعلم.. ولاحظت هذا الشيء ولا بأس عليك حبيبتي.. حاولي ان تتحمليني وتتأقلمي مع أطباعي مثلما انا أحاول تقبل أطباعك والتأقلم معها.

اومأت موافقة وهي كلها يقين انه محق.. هما يجب ان يتفهما اطباع بعضهما البعض ليتمكنا من التعايش والإستمرار بهذه العلاقة..
تقلصت معدتها حينما نظر اليها بطريقة عابثة تعلم الى ما ستؤول جيدًا.. إسترطت ريقها وهي ترفرف برموشها بتوتر عجيب لينحني سريعًا ويقتنص قبلة ناعمة من شفتيها سرعان ما تحولت الى أخرى عاصفة.. لا مثيل لها..

لا تعلم متى وكيف تجاوبت معه برومانسيته الغربية.. الثائرة.. المشتعلة.. أطلقت العنان لشغفها وهي تبادله جنون غرامه...
تحب تفهمه.. ورومانسيته.. تحبه حينما يكون هكذا ولكنها تكره تحكماته وعصبيته..
محمد يلقيها وسط متاهة لا تعرف كيفية الخلاص منها.. هل تحبه وتريده ام تبغضه وتود الابتعاد عنه؟.. هي نفسها لا تفهم..

*****************
"لا اشتهي الآن سوى قربك والمزيد من جنونكِ"
إبتسمت وهي تقرأ الرسالة التي أرسلها لها محمد.. هو يطلب منها الجنون وهي اكثر من تعشق الجنون فلا بد انها ستلبي هذه الدعوة برحابة الصدر..
ولجت الى الدائرة الحكومية التي يعمل بها وسألت عن مكان مكتبه.. وبعد ان عرفت بأي طابق واي قسم يعمل إستخدمت المصعد وصعدت الى الطابق الرابع حيث يعمل..

كان المكان فخمًا بحق.. ثقيلًا.. ويجذب الأنظار..
تطلعت حولها بفضول.. تستكشف بعينيها كل شيء في هذا المكان الذي يعمل به زوجها.. معظم العمال كانوا رجالًا شبابًا والقليل منهم كبار السن وهذا طمئنها بعض الشيء على الرغم من وجود القليل ايضًا من النساء..
زمت شفتيها وارتفع حاجبها بترقب حينما تريثت قدميها بجانب القسم الذي يعمل به..
تمكنت من رؤية المتواجدين بواسطة الباب الزجاجي المغلق.. كان يجلس ويتحدث مع بعض الرجال..
تقصت عيناها عن سكرتيرة او موظفة او حتى صديقة كما تشاهد في الأفلام والمسلسلات.. ولكن استراحت خفقاتها حالما خابت ظنونها ولم تجد غير الشباب في قسمه..

طرقت الباب بخفة ثم فتحته ببطئ وتوقفت بجانبه لتعتلي الصدمة ملامحه وهو يراها هنا.. في عمله.. تسمر مكانه للحظات غير مصدقًا.. ثم سرعان ما احتدمت خفقاته وثباً ووصلتها لهفة عينيه وهو يقول:
- آلاء! إقتربي.

دنت منه ببطء وهي تشعر بنظرات الرجال الفضولية ولكنها وضعت جل تركيزها على محمد الذي نهض سريعًا ليحيط وجنتيها ويقبلها برقة قبل ان يبتعد قليلًا ويتساءل بينما ينظر اليها بذلك الشغف الذي يؤثر بها بعمق:
- حبيبتي.. هل انت بخير؟ هل حدث شيئًا ما؟

هزت رأسها بنفي وهي تغمغم بإبتسامة رقيقة:
- لا، لم يحدث اي شيء.. لا تقلق!

- اذًا؟
تمتم بحيرة لتقول بخجل:
- محمد الرجال الذين هنا ينظرون الينا.

طوق خصرها بذراعه وهو يستدير اليهم معرِّفا اياهم بكونها زوجته.. وكذلك الأمر عرّفها عليهم ليمدوا أيدهم حتى يصافحونها فتطلعت الى محمد بتساؤل اذا كان يوافق ام لا..
إبتسم محمد وهو يومئ لها بهزة بسيطة من رأسه لتبتسم آلاء بلطف وتبادلهم السلام.. وبعد دقائق قصيرة استأذنوا الرجال قبل خروجهم بنية تركهما لوحدهما..

بعد ان تأكد محمد من اغلاقهم للباب بعد خروجهم جذبها سريعًا الى حضنه ثم إرتجفت شفتاها وهي تشعر بيديه تلامسان ظهرها برقة شديدة جعلت اوصالها تقشعر تأثرًا..
غمغم محمد وهو يتطلع اليها مبتسمًا:
- حسنًا سيدة لولو.. ما الذي اتى بك الى هنا اليوم؟

زخرفت الإبتسامة محياها المليح وهي تنظر الى ملامح وجهه الرجولية:
- لا شيء.. فقط قرأت رسالتك واتيت.. ألست ترغب بنوع من انواع الجنون؟ نفذت لك طلبك ولكن بشيء بسيط وصغير جدا.

في الواقع هي كانت تنتظر هذه الفرصة على أحر من الجمر.. ان تأتي لتفحص المكان الذي يعمل به زوجها كما أتى هو الى مدرستها ليرى الوضع والطلاب الذين يدرسون في صفها.. وهذه الفرصة أتتها على طبق من ذهب..
أطلق محمد ضحكة مرحة ويداه تعمل على تقريبها منه أكثر.. أهو متخلف متزمت اذ قال انه يرغب بدسها بين عظامه؟ ان تسري بدمائه؟ يريدها له فقط.. بكل ما بها من ايجابيات وسلبيات يعشقها ويريدها..

- ممم... وهل انت جاهزة لتحمل عواقب فعلتك حبيبتي.. عواقب هذا الجنون؟
غمغم محمد وسط ضحكاته العالية فرفعت آلاء حاجبيها بغرور وهي ترد بثقة:
- بالتأكيد! انتَ مشتاق الي وانا ايضًا مشتاقة اليك.. ولذلك أتيت لأراك ولكن على ما يبدو ان هذه المفاجأة لم تعجبك.

قضم شفته السفلى وحدقتاه تتوسمان النظر بعسل عينيها وتعبثان بأغوار فؤادها.. رفعت رأسها بخفة بإنتظار جوابه ومع ذلك لم يمنحها اي جواب بل رفع يديه عبر ظهرها وصولًا الى عنقها ومؤخرة رأسها ليثبت رأسها بين راحتيه ثم رسى بشفتيها على ميناء ثغرها وقبلها كالقبطان الذي يجيد الإبحار..
إبتعد عنها بعد دقائق طويلة ليأخذ نفسًا طويلًا مرتجفًا بينما يغمغم بصوت أجش يصف قوة عاطفته:
- احبك.. انت لا تعرفين كيف كل تصرف كبير او صغير كان منكِ اراه كبيرًا وجدًا بنظري..

انحنى مرة أخرى ينوي تقبيلها فهمست متلعثمة وحمرة الخجل تهيمن على خديها كلعنة ابدية لقلبه:
- محمد.. ماذا تفعل؟ انت في العمل!

- لا يهم.. وماذا اذ كنت في العمل؟ ما الفرق؟ ومن ثم انت زوجتي فليس من شأنهم ولا يحق لهم التدخل.
قال مبتسمًا ثم قبّلها مرة اخرى لتضغط اناملها المستريحة على الجهة اليسرى من صدره على قميصه وهي تسمع الدوي العنيف لدقات قلبه..
ابتعدت عنه بعد دقائق قصيرة ثم غادرت بحجة المدرسة وهو العمل.. وخرجت بوضع مضطرب كما فعلت به تمامًا..

*******************
كتمت ضحكتها بصعوبة وهي ترى التجهم والإحباط على وجهه.. لقد عادت من المدرسة لتجد الشقة كلها مختلفة.. الشموع والورود متناثرة في الصالة بطريقة رومنسية فرنسية.. رائحة العطر ورائحة الطعام الشهي الذي أعده لها بنفسه تغلغلت الى اعماقها لتبتسم بإنتشاء والسعادة تلهو بروحها دون تصديق.. تتمنى ان لا تزول هذه السعادة ابدًا..

بحثت بعينيها عنه ووجدته يقف في شرفة المنزل يشرب سيجارته كالمعتاد.. كان يقف بقامته الطويلة حافي القدمين ويستند بساعديه على حافة الشرفة مرتديًا سروالًا قصيرًا رمادي اللون وبلوزة سوداء ضيقة بعض الشيء تحدد مبنى منكبيه.. بدى في قمة الوسامة وهو يقف بهذه الطريقة بينما اصابعه تلاعب السيجارة وتضعها في فمه لينفث دخانها..

تسللت بخفة وبإبتسامة واسعة عانقته من الخلف هامسة بنعومة:
- لقد عدتَ مبكرًا حبيبي.

اطفأ محمد سيجارته في المنضدة الحديدية قبل ان يستدير ليواجه وجهها المشرق بإبتسامة شغوفة ويضمها الى صدره اكثر..
- اليوم هو نهاية الأسبوع فقررت ان نمرح قليلًا ونقضي بعض الوقت معًا.

همهمت وهي تتطلع الى الخريف الهائج في مقلتيه فتتسع إبتسامتها وهو يطلب منها تغيير ثيابها ريثما ينتهي من تسخين الطعام..
- محمد..
همست حروف اسمه بعذوبة جعلت روحه ترفرف بلا تلبُّث فغمغم محمد بهيام مستجيبًا بسرعة عجيبة لفتنتها:
- عيون وروح محمد!

- أحبك!
نطقتها بعذوبة أشد ليطلق تنهيدة عميقة ثم يبتعد عنها.. هذه الأنثى تفعل الويلات بقلبه المسكين دون ان تعلم.. توهن قوته وتبعثر صموده وتفاقم من تشتت خفقاته.. هي جميلة.. جميلة جدًا.. جميلة الروح والقلب.. جميلة الوجه والجسد.. ربما هي ليست أجمل نساء الأرض.. ولكنها امرأة قلبه الجميلة.. تستحوذ على روحه بكلمة جميلة منها.. هو هائم بها.. دومًا متلهف اليها.. عشقه لها كلما يزداد.. يتحكم به دون هوادة..
قال محمد بخشونة لا يقصدها:
- هيّا اذهبي وافعلي ما قلت لأنني اذا اقتربت منك الآن لن نتناول الطعام اطلاقًا.

رفعت يديها بإستسلام مضحك ثم همت بالمغادرة ليوقفها اتصال عمتهما ليرد محمد وسرعان ما كان ينقلب حاله حينما عرف ان عمتهما في طريقها اليهما برفقة زوجها.. حاولت آلاء تهدئته بينما تنطلق ضحكاتها كموسيقى صاخبة رغمًا عنها فتغيظه اكثر مما هو مغتاظ..

بعد ما يقارب النصف ساعة كانا يجلسان معهما لتكتم آلاء ضيقها وعمتها كل بضعة دقائق تقول "تبدين حامل.. ولكن كيف بهذه السرعة؟"
اجابتها آلاء بهدوء قدر الإمكان:
- لا عمتي.. كل ما في الأمر انني متعبة من المدرسة واعمال المنزل فقط.

- اذ كنتِ تتعبين هكذا لماذا لا تتركين المدرسة وتجلسين في المنزل؟ انتِ الآن متزوجة وغدًا سيصبح لديك اطفال وسيزداد تعبك لاحقًا ما بين زوج ومنزل ودراسة واطفال لذلك اتركي المدرسة حتى لا تتعبي.
تطلعت آلاء الى محمد بضيق شديد فأجاب هو بدلًا عنها على كلام عمتهما:
- حتى لو كانت هي من لا تود الذهاب الى المدرسة انا لن اسمح بهذا الشيء.. هي يجب ان تتابع تعليمها وتنهي دراستها وتعمل ايضًا.. الذين انهوا تعليمهم وعملوا ليسوا بأفضل منها.. بالإضافة الى ذلك نحن لسنا لدينا اي سبب يجعلها تتوقف عن متابعة تعليمها وحتى لو صار هناك سبب انا سأكون موجودًا لأساعدها وأهلنا كذلك الأمر سيساعدونا.. وآلاء لا تقصر بشيء معي فلماذا احرمها من شيء هي تحبه؟

إمتقع وجه العمة صفاء من رد محمد فقالت بإبتسامة باهتة:
- بالتأكيد حبيبي اذا كنتما قادران على تنظيم وقتكما بين العمل والمنزل فلا بأس.. انا فقط اتحدث لآجلها لأنني ارى التعب واضحًا عليها.

نظرت آلاء اليه بإمتنان ومنحته ابتسامة شغوفة ليرد محمد اليها الابتسامة ويقول موجهًا حديثه للعمة صفاء:
- لا.. انا منذ الصباح حتى المساء في العمل وهي حينما تنتهي من المدرسة تعود الى المنزل وتنهي اعمال المنزل كلها وخلال هذا الوقت أكون لم أعد بعد...
ثم اشار على واجب الضيافة الموضوع على الطاولة وتابع:
- انظري الى هذه المعجنات والحلويات التي امامك.. جميعها من صنع أيديها أي اننا لم نشتري اي شيء من الخارج فلماذا تجلس يا عمتي في المنزل اذا كانت تستطيع القيام بكل شيء؟

تمتمت صفاء متبرمة:
- بناتنا كلهن هكذا.. ليوفقكما الله.

********************
لا بد انها يجب ان تكافئه عن دفاعه عنها امام عمتهما صفاء بهذا الكلام الرائع ولا شك انها ستفعل.. إرتدت فستانًا احمر اللون لا بد انه سيفقده صوابه بتحديده لكل منحنيات جسدها الأنثوية بدقة ووضعت احمر شفاه قاتم اللون.. وبعد ان جهزت نفسها كما يجب خرجت اليه حيث ينتظرها في الصالة..

إبتسمت بخفة وهي تراه مندمجًا بعمله في الحاسوب خاصته لدرجة انه لم ينتبه الى وجودها.. على ما يبدو انها تأخرت عليه اكثر مما يجب..
وضعت اغنية "ماشي براحتك" للمغنية ميريام فارس عبر هاتفها فرفع رأسه سريعًا بغيظ من الصوت العالي في هذا الوقت المتأخر من الليل..

سيطرت الصدمة عليه لأقل من دقيقة قبل ان تنطق عيناه بالإنبهار.. تأملها من اخمص قدميها الحافيتين حتى وجهها الفاتن..
اخذت تتمايل امامه وهي تردد كلمات الأغنية بإنطلاق فتتيح له رؤية مفاتنها اكثر.. شعرها المنسدل اخذ يتحرك مع حركاتها المحترفة ليكشف عن بهاء ظهرها العاري..

بدت كإحدى الأساطير.. امرأة من العهد القديم.. تتفنن بغنائها ورقصها.. امرأة تجيد الإغراء.. تقتل دون عذاب..
لا هي ليست سحرًا بل تعويذة عجيبة لا فكاك ابدًا منها..
عيناه كادت تلتهمها وهو يدخن سيجارته بينما يراقب كل حركة بسيطة تقوم بها.. رباه هذه المرأة ربما ستقتله يومًا ما من فرط عشقه اليها.. آه كم ان العشق مهلك رغم حلاوته وعذوبته..

لا زالت منطلقة برقصها والخجل يرتسم على محياها.. ولكنها آلاء.. عاشقة الرقص.. القصيرة ذات المفعول الأقوى من الطويلة بألاف المرات.. الجريئة الخجول..
قبل ان تنتهي السيجارة كان يطفئها وينهض اليها دون اي سيطرة على جسده.. قدماه فقط من تقوده اليها..
توقفت عن الرقص حينما جذبها الى حضنه بقوة وهمس بتوله:
- حرام عليك! ما الذي تفعلينه بي؟ انت تدمريني.. انا سأموت فقط على يدك!

- لا زلت لم انتهي بعد.
غمغمت آلاء مبتسمة فقال بخشونة محببة:
- لاحقًا سأدعك تفعلين.. الآن دعيني أرتوي منك.

- محمد!
همست بخجلٍ فقال بلوعةٍ:
- ماذا تريدين يا عيون محمد؟ ارحمي قلبي.
ضحكت بخجل ودلع بينما الإحمرار يغزو بشرة وجهها وعنقها بالكامل فهتف متأوهًا:
- سأموت يا الله.. تدلعي اكثر ليتوقف قلبي عن العمل.

- أحبك.
قالت بإبتسامة فقرّبها الى حضنه اكثر وتصنع عدم السماع:
- ماذا قلتِ؟

- أحبك.
- لم اسمع.. ماذا قلت؟
- قلت انني أحبك حيات...
إبتلع بقية حروفها بشفتيه.. كان عطشًا كما لم يكن يومًا.. كان ظمآنًا حتى الألم.. وغيرها لا شيء مستطاب.. إرتشف من رحيق شفتيها بنعومة.. بعذوبة.. كأنها أرق من ملمس الحرير..

وبعد ان حررها من زوبعة قبلته راقبته بإندهاش وهو يتصل بوالدها ليقول هذا الكلام عنها من بين حديثهما:
"عمي اتصلت بك حتى أشكرك على هذه الجوهرة الثمينة التي منحتها لي.. لو شكرتك العمر كله لن أجزيك حقك.. انت اعطيتني جوهرة وليست فتاة.. ولا تقلق عليها.. هي بأيدي أمينة"
"لا، لا تقلق عليها.. انا اخاف عليها من ذرات الهواء ويحق لك ان تخاف عليها ايضًا.. اتصلت بك فقط حتى أشكرك لأن ابنتك ونعم التربية.. جمال واخلاق وملاك وكل شيء.. وشكرًا يا عمي انك وافقت ان تعطيها لي"

توردت وجنتاها من قوة كلماته لوالدها.. هو يراها فعلًا شيئًا كبيرًا.. ويحبها كثيرًا ولا بد انها ستحبه ذات يوم مقدار ما يحبها..
تطلع محمد اليها بحب بعد ان انهى المكالمة ثم انتهت الجلسة بشغف جديد ككل مرة يقترب منها بعاطفة مختلفة أشد من سابقتها..

******************
تتوالى الأيام بالسعادة عينها.. البهجة تملأ حياتهما.. بدلاله المفرط لها.. ورومنسيته الفتّاكة..
لقد أخذها الى باريس وبقي يتجول بها من مكان الى آخر فقط ليفاقم من بهجتها التي تأسر روحه.. وبصعوبة نال على رضاها ليشتري كلبًا صغيرًا مع تهديدها له بكونها لن تهتم بالكلب ابدًا وحذرته من الاقتراب منها..

وكما يقال لا شيء يدوم طويلًا فبعد سفر والديه الى العمرة إضطر محمد ان ينتقل وإياها الى منزل أهله ليعتني بأخوته.. التوتر طغى عليهما معًا فمحمد لم يعد يستطيع أخذ راحته معها كما يشاء وهي كذلك الأمر لم تعد تستطيع التصرف بحرية اذ ان محمد طيلة الوقت يهتف بها بعصبية وغيرة..
"ملابسك عارية.. عدّلي جلستك.. أحسني كلامك.. أخفضي ضحكتك.. زوج شقيقتي غريب فلا تتحدثي معه.. اخوتي... الخ..."

لقد سئمت صدقًا هذا الوضع.. تود ان تتصرف بحرية.. مخنوقة في هذا المنزل الكبير بكثرة الممنوعات وتوتر محمد الذي نقل كل توتره اليها.. بالإضافة الى شعورها بالدوار الذي اخذ يتزايد يومًا بعد يوم..
بعد اصرار صديقتها ليسا التي تقول لها انها ربما حامل قررت ان تقوم بإجراء تحليل الحمل المنزلي.. لأنها هي حتى لم تعد تطيق نفسها بسبب عصبيتها وإرهاقها الدائم..

إبتلعت ريقها بمشاعر شتى وهي ترى النتيجة التي ظهرت.. هي حامل! لا لا ربما ذلك ليس صحيحًا.. يجب ان تذهب الى المستشفى لتتأكد قبل ان تقول لمحمد.. ولكن منذ متى هي حامل؟ شعور غريب سيطر عليها.. لا تعلم أيهما مفعوله اكبر الفرح بحملها ام خوفها من هذا الحمل الذي سيربطها بمحمد الى الأبد؟

بعد يومين..
خرجت من المدرسة متعبة كعادتها هذه الأيام.. اكثر من ثمانين طالب واقفًا بإنتظار الباصات.. وعلى الرغم من ان الليل قد أسدل ستائره بقي الحال كما هو.. حاولت الإتصال بمحمد اكثر من مرة والنتيجة هي نفسها.. هاتفه مغلق!.. فلم يكن امامها اي خيار سوى الإتصال بشقيقه غياث..

من اجابها كان محمد الذي هتف بعصبية:
- اين انت؟ لماذا تأخرت؟

- لتوي انهيت دوامي ولا يوجد باصات.
اجابته بهدوء فقال:
- مسافة الطريق فقط وسأكون عندك.

وبالفعل لم يتأخر.. فبعد ربع ساعة كان يقف بسيارته امامها..
تساءل محمد وهو ينظر الى تجمهر الطلاب بجانب محطة الباصات:
- ما الأمر؟ لماذا كل الطلاب تقف هنا؟

- لا اعلم.. كل ما في الأمر انه لا يوجد باصات.
غمغمت بإرهاق ليقول:
- لماذا تأخرتِ؟

هتفت آلاء بسخرية:
- أعتذر ولكن الآن فقط انتهيت من عملي.. كان هناك اليوم اقبالًا كبيرًا من الزبائن.. وجميعهم يريدونني بالأسم الشخصي ان ارقص لهم!

حدجها محمد بنظرات حادة وقال بصرامة:
- تكلمي بطريقة لبقة مؤدبة ام أنك لا تعرفين!

- سؤالك ليس منطقيًا فكيف تريدني ان أجيبك! انت تعلم انني لدي امتحانات هذه الفترة فبالتأكيد ساتأخر.
وانا منذ الساعة الخامسة عصرًا انهيت دوامي ولكن لم يكن هناك باصات لأعود الى المنزل وانت ايضًا لا ترد على اتصالاتي.
تمتمت بسخط فصمت الى ان اقتربا من المنزل..
- لا تصعدي بسرعة الى الغرفة.. اجلسي قليلًا مع اهلي وبعد ذلك أصعدي.

****************
لقد تعبت.. ما بين الإعتناء بعائلة كبيرة وما بين مدرستها وامتحاناتها وإرهاقها الدائم كما يبدو لها بسبب الحمل..
أنهت امتحانها ونهضت لتسليمه ثم عادت الى مقعدها لتوضب اغراضها بينما الصداع يشتد برأسها..
فجأة اخذت الدنيا تظلم بعينيها والدوار يعصف برأسها لتفقد وعيها سريعًا وتقع على الأرض..

بعد نصف ساعة إستيقظت لتجد نفسها في الإدارة.. كيف وصلت الى هذا المكان؟ آخر ما تتذكره انها كانت في الصف توضب اغراصها حتى تغادر وبعد ذلك لا تعلم اي شيء..
عرفت من السكرتيرة انهم اتصلوا بمحمد ليأتي.. وبالفعل بعد عدة دقائق كان يدخل محمد إدارة المدرسة حيث تجلس بوجه شاحب مرعوب..
تساءل محمد بقلق شديد وهو يتفقدها بعينيه:
- ما الذي حدث؟ هل يؤلمك شيئًا ما؟ كيف تشعرين الآن؟

بعد ان تأكد من سلامتها هدر بتأنيب وهو يكاد يفقد عقله من شدة خوفه عليها وإهمالها بصحتها:
- اذا كنت تعلمين انك متعبة فلماذا تذهبين من الاساس الى المدرسة ام انك فقط تودين العناد سيدة آلاء؟

أطلقت العنان لضحكاتها لتنطلق دون ان تسيطر عليها.. تشعر انها تجلس امام شخص مجنون متقلب المزاج.. تارةً خائفًا مرعوبًا عليها وتارةً أخرى غاضبًا منفعلًا عليها..
إستفزته وهي تضحك هكذا فهتف بإقتضاب:
- أنظروا اليها كيف تضحك بحق الله! هل قلت شيئًا مضحكًا؟

نفت برأسها وهي تقول:
- لا لم تقل شيئًا نضحكًا ولكن سيطرت علي رغبة قوية بالضحك.. فماذا افعل؟ ومن ثم انا خرجت صباحًا من المنزل بحال جيد ولكنني الآن فقط تعبت.. الموضوع ليس عنادا ولا اي شيء اخر.

هتف محمد بتهديد:
- اذًا هيا انهضي لأخذك الى المستشفى وارى سبب تعبك هذا وسبب وقوعك كل قليل.. ولكن يا آلاء أقسم بالله اذا كان نقص فيتامينات بسبب قلة الأكل سترين شيئًا في حياتك كلها لم تريه مني.. انت تشعرينني وكأنني ادعك تعيشين في مجاعة!

لم تنبس ببنت شفة وإكتفت بمحاولتها إلجام ضحكاتها من التحرر.. كانت مطمئنة لانها تعلم ان سبب فقدانها الوعي وإرهاقها هو الحمل لا غير.. ولكنها لم تود ان تخبره فالآن سيتأكدان بأنفسهما اذ كانت حاملًا او لا..
بعد ان سألتها طبيبة النساء بعض الاسئلة واجرت لها بعض الفحوصات جلست بإبتسامة امامهما وقالت:
- مبارك لكما انتِ حامل في الأسبوع العاشر.

لم يصدق اذنيه وهو يوثب سريعًا عن مقعده ليعانقها ويقبلها أمام الطبيبة المبتسمة.. رباه لا يصدق! هي حامل بطفله! معشوقة قلبه تحمل قطعة منه.. رغم السعادة التي تفشت في روحه لم يستطيع ردع وقاحته وعبثه فغمز لها وقال امام الطبيبة التي لم تفهم اي كلمة من لغتهما:
- مبارك لنا حبيبتي.. اجل بالتأكيد ستكونين حامل.. هل يعتقدون اننا كنا نلعب بعبثٍ؟ نحن ناس تعمل بضمير وإجتهاد قوي!

طأطأت بخجل وصمتت الا انها لم تقدر على منع الفكرة القاسية التي هاجمت رأسها وحطمت فرحتها.. هي حامل منذ ليلة زفافهما.. منذ تلك الليلة القاسية التي اذاها بطريقة محال ان تنساها يومًا!

---------------------------
يتبع..
أعتذر على التأخير..

٥٠٠ لايك و ٢٥٠ كومنت ينزل بسرعة الفصل اللي بعده..

رأيكم بالفصل؟
توقعات؟
ما تقلقوا النكد في الطريق..
استمتعوا شوي بس بهاللحظات..

قراءة ممتعة..
مع حبي:
أسيل الباش


فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس