عرض مشاركة واحدة
قديم 19-11-20, 09:27 AM   #17

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الفصل الرابع عشر
سألوني كثيراً يا ابتسامتي الرغيدة..
أين هو وطنك الذي تعشق فيه العيش؟
وهل تعرفين ما كانت إجابتي الزهيدة؟
لا وطن ما دامت امرأو روحي عني بعيدة..
سألوني يا حبيبتي أين ارضك الصامدة؟
فأجبت شامخًا برأسي بكل خيلاء
امرأتي هي أرض لا تحطمها مدافع ولا حديد..
وسألوني مرة أخرى يا كاردينتي الحبيبة..
هل انت في عشقها اسير ام هي في غرامك شهيدة؟
فابتسمت دون ان اجيب للعيون التي لحبنا حاسدة وهمست: هل الطفل في ملاذ امه فقيدا؟

---------------------------
جلست في منزل أهلها براحة كما تمنت ورغبت.. كانت قد دعوتهما والدتها الى الغداء بمناسبة حملها.. لم يبقى احدًا من عائلتهما الا واخبرهما محمد بحملها بكل غرور وإفتخار..
قال والدها بغيظ موجهًا كلامه لمحمد:
- ألم تشعر بالخجل وانت تتصل بي وتقول ابنتك حامل؟!

اجابه محمد بشقاوة ووقاحة:
- ماذا تريدني ان اقول لك في حين انها منذ اكثر من شهرين تنام بجانبي؟ ماذا تعتقدني سأفعل كل هذا الوقت؟ هذه هي نهاية التي تنام خارج المنزل.. عيب يا عمي ان أعيدها اليك فارغة.. يجب ان املئها.. وانت تعلم انها لم تكن في اي منزل.. بل كانت في منزل محمد الذي يحافظ على الأمانة ويعيدها لصاحبها بإضافات.. يعني انا اخذت ابنتك منك لوحدها والآن هي صارت شخصين وليس واحدًا.. من المفترض ان تشكرني يا عمي بدلًا ان تقول هذا الكلام.

وتابع محمد بذات العبث دون ذرة خجل:
- ومن ثم عمي نحن كنا نعمل.. يعني حينما اتصلت لك قبل فترة اشكرك على هذه الجوهرة واخبرتك ان تدعي لي فورائي عملًا لأنني اريد تبييض وجوهكم وانهيت المكالمة ماذا ظنننتي افعل؟ هذه هي نتيجة العمل بجدارة.. انا لم اكن الهو وانت تضحك!

لم تعرف أين تخفي وجهها الذي كان ينفجر من شدة احمراره بسبب هذا الوقح عديم الخجل الذي ابتلاها الله به.. ويلومها على لسانها الطويل وهو...؟
تشبثت بسترة شقيقها ايلام تخفي وجهها بظهره وهي تسمع والدها يقول:
- إخجل يا ولد.. انا عمك وهذه ابنتي.. إعمل للعيب حساب قليلًا ولا تتواقح هكذا.

هتف ايلام بعبث وهو ينظر بطرف عينه الى شقيقته التي تختبئ خلف ظهره:
- اخرجي.. ولا تختبئي خلفي.. كيف تعيشين مع هذا الرجل بحق الله؟
ثم تطلع الى محمد وقال بغيظ:
- آجل لقد فهمنا سيد محمد ماذا كنت تفعل.

تمتم محمد دون اكتراث:
- انت ايضًا تفعل مع شقيقتي نفس الذي افعله مع شقيقتك وقبلي ايضًا.

- بالتأكيد.. انا قبلك بفترة طويلة.. هل تريد بعض الدروس؟
قال ايلام بوقاحة هو الآخر ليرد محمد عليه بإبتسامة ملتوية:
- لا.. اسأل شقيقتك اذ كنت بحاجة لدروسٍ او لا.

رباه ما هذه الوقاحة التي تسري بدماء رجال هذه العائلة.. شعرت بجسدها كله يتضرج بحمرة قانية وليس فقط وجهها.. شتمت بصوت منخفض وهي تلعن الساعة التي تزوجت بها من هذا عديم الذوق والخجل.. الا يراعي خجلها قليلًا؟
شكرت الله وكادت ان تهرع لوالدها الذي أخذ يوبخهما على وقاحتهما وتقبله.. ولكن بأي عين ستنظر الى والدها الآن بعد كلام هذا الوقح الذي يتطلع اليها بتباهي وكأنه يفتخر بوقاحته!

**************
بعد مرور ثلاثة ايام..
الضيق اخذ يستشري في روحها حالما دخل الى المطبخ ووجدها واقفة تنظف.. التعب بلغ مبلغه منها.. طلبات محمد لا تنتهي وهي من شدة التعب لم تعد تحقق له شيئًا منها.. الحمل يرهقها والإعتناء بالمنزل والعائلة يزيد من إرهاقها بدرجة لا تطاق..

وكالمعتاد وقف محمد يتكلم بغيظ لتتجاهله وتفضل الصمت فهدر بحدة:
- ألست أكلمك؟

- ماذا افعل محمد اذ كانوا اخوتك مدللين اكثر مما يجب واختك الكبيرة تقول انا ضيفة والأخرى تقول لا استطيع ان اعمل لأن أمي مسافرة وانا حزينة عليها؟ كل شيء يقع على عاتقي انا.. منذ الصباح حتى المساء ابقى أعمل ولا اصدق ان يأتي الليل لأنام وارتاح قليلًا!
هتفت آلاء بإنفعال ليقول محمد بعناد وإصرار:
- ذلك لا يهمني.. انا أريد ان استفرد بك وليعتنوا هم في المنزل.. أقسم بالله انني سأفتعل فضيحة في المنزل اذا استمر هذا الحال... هل تفهمين ماذا يعني منذ يومين؟ منذ يومين...

دخل غياث الى المطبخ متسائلًا:
- ما خطبك تصيح منذ يومين؟ منذ يومين ماذا؟

إستدارت سريعًا لتستمر بغسيل الأطباق وهي تسمع محمد يرد بسخط:
- لا شيء.. منذ عدة ايام لم اتناول الطعام.

- الم تكن جالسًا معنا قبل قليل تتناول الطعام؟
تمتم غياث بتعجب وهو ينظر الى محمد فحدجه الآخر بنظرة حارقة وزمجر بإحتدام:
- غياث اخرج من هنا.. رجل يتحدث مع زوجته فما شأنك انت؟

لم يحتاج غياث كثيرًا حتى يفهم المعنى من كلام محمد خاصةً وآلاء تدير وجهها عنهما وكأنها لا تسمع ما يجري في المطبخ فقال بإبتسامة خبيثة:
- آه حسنًا.. وماذا ستفعل للذي يجعلك تتناول طعامك اليوم؟

- كيف ذلك وحضراتكم لا تنامون الا حينما ينام الجميع كخفافيش الليل؟
تمتم محمد بحنق فضحك غياث بإستمتاع:
- ماذا ستعطي للذي يفرغ لك المنزل بعد قليل؟

- أدعه يسهر غدًا.
اجابه محمد ليقول غياث قبل ان يخرج ضاحكًا:
- حسنًا اذًا.. انتظر لنصف ساعة وسترى المنزل كله فارغ لآجلك.

صعدت الى غرفتهما والضيق يستحكم روحها.. كيف يتحدثان هكذا امامها دون اي اعتبار لوجودها؟ شتمت بحنق وهي تجلس على السرير بينما الموقف عينه يتكرر امامها.. رباه ألا يوجد حدود للوقاحة التي تمشي في دماء رجال هذه العائلة اللعينة؟ الإحراج يخنقها ويثير عصبيتها.. سحقًا لهم جميعًا..

حينما دخل محمد خلفها متباهيًا بكون المنزل قد فرغ من الجميع عداهما هدرت آلاء بعصبية لم تسيطر عليها:
- كيف تتحدث هكذا مع غياث بينما انا موجودة؟

- انا لم أقل له اي شيء.. هو فهم الموضوع لوحده.. ودعيني الآن احتفل بمناسبة حملك لأنني لا زلت حتى لم القي تحية السلام على ابني.
قال محمد بعبث فتمتمت بغيظ:
- قليل ادب!

- وانا اعشق قلة الأدب حبيبتي.
همس وهو يدنو منها ليلقي تحية السلام على طفليهما بحرارة.. طفله الحبيب هذا.. المتربع في رحم امرأته الحبيبة.. فلا بد ان يكون السلام مختلفًا..

********************
لم تصدق انه قد وافق ان تنام في منزل اهلها بعد الإسطوانة المعتادة ورجائها له بكونها متعبة جدًا..
رغم غضبه من طلبها البقاء والنوم في منزل اهلها الا انه وافق بعصبية شديدة ثم غادر منزل اهلها..
رباه.. لماذا لا يبقى لطيفًا متفهمًا كما كان صباح اليوم؟ لماذا يجب ان يتحول الى محمد العصبي المخيف؟

صباح هذا اليوم استيقظت متعبة للغاية ليست لديها القوة لتحمل اي شيء والضيق يسيطر عليها فأرغمها على النهوض حتى يذهبان لشراء الملابس لها..
وفعلًا أحست بإمتنان كبير تجاهه لأنها كانت بحاجة للترفيه قليلًا عن نفسها.. وبعد ذلك اصطحبها الى منزل اهلها لتجلس وسطهم وطلبت منه ان تنام في منزلهم الا انه رفض فحزنت الاء ليهتف بموافقته رغمًا عنه..

لم تطمئن لموافقته الغريبة.. ولكن مع ذلك كانت بحاجة للإبتعاد عن منزل أهله وعن الضغوطات كلها.. تنفست الصعداء وهي تتطلع برضى الى غرفتها.. هذه هي المرة الأولى التي تنام في منزل اهلها منذ زواجها.. اخيرًا تحقق مبتغاها..

في المساء..
اتصلت به اكثر من مرة ومع ذلك لم يرد على اي من اتصالاتها.. قضمت شفتها السفلى وهي تحاول الإتصال به مرة اخرى دون اي نتيجة تُذكر..
ارسلت رسالة الى غياث تسأله عن مكان محمد.. وكادت تجن من شدة الغيظ وهو يرد على رسالتها..
"خرجنا لنسهر مع اصدقائنا في ملهى ليلي"

اللعين.. هل ينتقم منها لأنها رفضت ان تعود معه الى المنزل؟ ليرى اذًا من هي التي ستعود غدًا برفقته.. يلوي لها ذراعها حتى لا تتجرأ وتطلب مرة اخرى النوم في منزل اهلها.. حسنًا اذًا لن تكون آلاء اذا لم تدمر له سهرته..
"محمد.. لقد اتصلت لأخبرك انني الآن في منزل صديقتي.. جميع الفتيات تجمعن في منزلها وانا خرجت اليهن ايضًا لأنني لم اراهن منذ فترة طويلة وكما تعلم اليوم هو نهاية الأسبوع.. اتصلت عدة مرات لأخبرك ولكنك لم ترد على مكالماتي.. ما يهم ان تعلم الآن انني اجلس برفقتهن ومن المحتمل ان انام برفقتهن او ربما اعود بعد الساعة الثالثة ليلًا.. تصبح على خير"

بعثت الرسالة لمحمد وجلست بإبتسامة ماكرة تنتظر جوابه فلم تمر دقيقة واحدة حتى ترى اسمه يضيء شاشة هاتفها.. إحتدت وطأة الوميض الماكر في حدقتيها وهي ترد عليه بصوت ناعم ليهدر بعصبية:
- اين انت؟

- في منزل صديقتي اسراء.
اجابت آلاء بهدوء فهتف محمد بغضب وإهتياج:
- الآن وحالًا تعودين الى منزل.. هل يوجد امرأة محترمة تبقى حتى هذه الساعة خارج المنزل؟

- اولًا انا لست في ملهى ليلي حتى تقول لي هذا الكلام! انا في منزل صديقتي واجلس مع فتيات مثلي ولم اخرج لأسهر واشرب الخمر والهو مع الفتيات وارقص.. ولن اعود سيد محمد مهما فعلت وقلت الا بعد ساعتين.
القت كلماتها العنيفة ودون ان تسمع رده الغاضب كانت تعلق الخط ثم الهاتف ببرود شديد وتنام قريرة العين.. بعد ان دمرت له سهرت واثارت جنونه في هذا الوقت المتأخر..

****************
- ابي هل بإمكانك الإتصال بمحمد لتطلب منه ان ابقى ايضًا اليوم هنا لأنني مرهقة ولا اود ان اعود.
قالت آلاء لوالدها بعد تناولها الفطور فغمغم كريم:
- لقد اتصلت به قبل ان تطلبي يا ابنتي وقلت له اننا لم نراكِ البارحة منذ الساعة الحادية عشر مساءًا وطلبت منه ان تبقي ايضًا اليوم ولكنه لم يوافق وقال انكما مدعوين على العشاء ولا يستطيع ان يعتذر من الناس ووعدني انه سيدعك تنامين مرة اخرى.

كاد ان يُغمى عليها وهي تسمع كلام والدها.. لمذا قال لمحمد هذا الكلام وجعلها تبدو كاذبة؟ رباه محمد سيقتلها اليوم لا سيما لأنها كذبت عليه.. كيف ستنقذ نفسها من هذا الموقف التي وضعت نفسها به بيديها؟
بعد ساعتين كان تجلس بجواره في السيارة.. الغضب يرتسم على وجهه بمهارة خاصةً بعد ان سأل والدتها مرة أخرى متى نامت وأجابته في تمام الساعة الحادية عشر..

لم تعرف كيف تخرج سليمة وبأقل اضرار من هذه المصيبة ولكن لا بد انها ستجد طريقة ما تنقذ نفسها بها..
تساءل محمد بعصبية:
- لماذا كذبت؟ هل يعجبك ان ترفعي لي ضغطي؟ انتِ ترتاحين كما يبدو لي حينما ترينني غاضبًا.

كادت ان تتحداه وتقول "آجل، ارتاح نفسيًا حالما اراكً غاضبًا" ولكنها عوضًا عن ذلك فضلت إستخدام المكر لتمنع نفسها من تلقي عقابه..
- لا حبيبي، في الواقع انا كنت اشعر بشوق شديد اليك وخجلت ان اقول لك.. ولذلك فقط قررت اثارة غضبك حتى احدث مشكلة وبالتأكيد انت ستأتي الي.. لأنني اعلم انك محال ان تدعني ابقى خارج المنزل حتى هذا الوقت المتأخر من الليل.. كنت واثقة انك ستأتي الي لأراك ولنعود الى شقتنا ولكنك لم تلقي لي بالًا وفضلت ان تتابع سهرتك مع اصدقائك بدلًا من العودة الي لنبقى معًا.

نظر اليها بطرف عينه بغيظ لثوان معدودة قبل ان يعيد نظره الى الطريق امامه ويقول بصرامة:
- اقسم بالله لو انك لستِ حاملًا كنت سأجعلك تندمين على هذه الأفعال.. وكأنني لا أعرفك وافعالك يا الاء!

لم تتجرأ وترد عليه فإختارت الصمت لتلوذ بالفرار من هذا الجدال العقيم.. وكما أيقنت كان يكذب فلا يوجد عزومة.. المصيبة انهما يفهمان بعضهما البعض.. هو يعلم انها تكذب بكل كلمة نطقتها وهي تدري انه يكذب بموضوع العزومة.. محمد ذكي وهي كذلك الأمر وهذا صدقًا صعب عليهما معًا لأن كل منهما يفهم ماذا يخطط وماذا يفكر الآخر..

حينما وصلا جلسا مع العائلة يتبادلون اطراف الحديث.. ثم نهضت بسبب طلب محمد منها ان تعد له كوبًا من الشاي..
نفذت طلبه بهدوء شديد وحينما عادت وناولت محمد الكوب قال سمير زوج شقيقته ايمان:
- انا ايضًا اريد كوبًا من الشاي.

استفزها.. حقًا استفزها.. لماذا لم يطلب منها قبل عودتها من المطبخ ام انه يراها خادمة تعمل لديهم؟
تطلعت آلاء بعصبية مكتومة الى زوجته ايمان وقالت بإستفزاز:
- انهضي انت واحضري لزوجك ما يريد.

ثم استدارت لتجلس فيردعها صوت محمد الغاضب وهو يصيح بأسمها:
- آلاااااااااء!

إنتفض جسدها من عنف صوته فسارت بجمود نحو المطبخ ثم عادت ووضعت كوب الشاي على الطاولة وصعدت الى غرفتهما مسرعة وهي تتمنى الصراخ وتحطيم هذا المنزل اللعين على رؤوسهم كلهم.. لقد صاح بها امامهم جميعم! جميعهم يرونها خادمة.. ماذا يعتقدونها!! تبًّا لهم وله..
شعرت به يتبعها وما ان اغلق الباب استدار اليها وهتف بحدة:
- ما هذا الذي فعلتيه في الأسفل؟

- لم افعل اي شيء.
قالت ببرود فهتف:
- بل فعلت وتعلمين انك مخطئة ايضًا.

- انا لست خادمة هنا لديكم.. عملي ان ارى طلباتك انت فقط.. زوجته كانت جالسة لماذا لا تنهض هي وترى طلبات زوجها ام ان كل شيء الحمقاء آلاء يجب ان تقوم به؟
صاحت آلاء بعصبية وتابعت بصراخ وهي تتطلع اليه بوحشية:
لماذا تزوجتني؟ لماذا اخذتني من اهلي؟ هل احضرتني لأخدمك انت وأهلك؟ انا من الاساس مخطئة لأنني وافقت على الزواج بك.. لماذا تصيح بي امامهم في حين انا لم اخطأ؟ اين الخطأ فيما فعلت؟ انا لست مخطئة.

رغم تمرد عصبيته واهتياج عروقه نظر محمد اليها بهدوء وقال:
- سأتصل بوالدك واخبره ان ابنتك عديمة التربية ولا تلمني اذا أذيتها!

انهارت تماما وهي تصيح بينما تضرب نفسها كمن فقدت رشدها:
- اذا كنت عديمة تربية لماذا تبقيني هنا؟ اذا كان لساني طويلًا كما تقول لماذا تبقيني بجانبك؟ أعدني الى أهلي.. أعدني....

لم يسكت تدفق كلماتها المجنونية سوى يده التي هوت على وجنتها بصفعة قاسية بينما يهدر بصوت متحشرج غاضب:
- سأتصل بوالدك!

جلست على السرير تبكي بعد خروجه.. مرعوبة جدًا.. خائفة ان يخبر والدها بالذي حدث وينقل اليه التفاصيل بصورة خاطئة فيحزن ويغضب منها.. لم تكن خائفة من محمد ابدًا.. الحقير لعنه الله.. لقد صفعها رغم قسمه انه لن يضربها ابدًا..

لا تعلم كيف ومتى كانت تنام وما اوقظها فقط هو شعورها به يولج الى الغرفة في الساعة الثالثة ليلًا ورائحة الخمر تفوح منه بعد ان اختفى طيلة اليوم..
وكأن اخر ما يتردد في ذهنها قبل ان تجذبها دوامة النوم الى اعماقها هو ان محمد يشرب الخمر..
لا تعلم اذا كان معتادًا دومًا على احتساء الخمر او ان هذه هي المرة الأولى له..

منذ ذلك اليوم الذي تشاجرا به وهي لم ترى وجهه او تسمع حتى صوته.. كانت تنام قبل ان يعود الى المنزل وتستيقظ صباحًا بعد ان يغادر الى عمله.. وحقًا هذا الشيء طمئنها وأراحها..
كانت هي الأخرى تقضي معظم وقتها خارج المنزل.. حتى انها لم تكن تتناول الطعام في منزل عائلته.. تجنبت التواجد مع كل اخوته.. لا تنظف.. لا تجلس معهم.. ولا تتحدث اليهم..

لقد مرّ ثلاثة ايام بالضبط دون ان تراه وتتمنى صدقًا ان لا تراه اطلاقًا.. اهانته لها امام عائلته لا تنساها ابدًا ولن تتهاون بعد الآن.. هي ليست مجبرة على الاعتناء بأحد منهم.. ناهيك عن ضربه لها بعد ان قسم امام عائلتها انه لن يفعل ابدًا..
في هذا الوقت اي حاليًا فعلًا كرهته.. يرفعها دومًا لعنان السماء بغزله ورومنسيته ثم يلقيها بكل قسوة في غور الأرض.. لقد ملّت من تقلبات مزاجه.. من قسوته اللا منتهية ومن رومنسيته وحنانه.. لماذا لا يرتكز على حال واحد بحق الله؟

اليوم بعكس الأيام السابقة اضطرت ان تعود مبكرًا الى المنزل بما ان دوامها انتهى مبكرًا.. دلفت الى المنزل بهدوء لتتمنى بشكل فوري لو انها تعود الى صديقاتها وتجلس معهن عوضًا عن رؤيته في المنزل هو الآخر..
كان الغداء جاهزًا فجلست على الطاولة تتناول الطعام بهدوء دون ان تتفوه بكلمة واحدة على الرغم من نظراته التي تكاد تفترسها دون اي خجل.. عيناه تراقبان كل حركة تقوم بها بتركيزٍ شديد..

اشتاق اليها.. حينما كان يعود الى المنزل في الأيام السابقة كان يراها نائمة بسلام بينما هو يحترق.. يعلم انها محقة بغضبها ويلعن يده التي خانت قلبه وصفعتها.. لم يكن يود ان يصل الحال بهما الى ما هو عليه الآن ويعود الى نقطة الصفر مرة أخرى ولكنه لم يستطيع السيطرة على عصبيته..
غضبه كان متراكمًا منذ رسالتها وكذبها بكونها خارج المنزل في وقتٍ متأخر وبعد ذلك رؤيته لها تفقد السيطرة على نفسها وتضرب نفسها بهيستريا.. فلم يكن امامه خيارًا اخر سوى ضربها عسى ان يعود اليها رشدها بعد كلامها المثير للإستفزاز..

في ذلك اليوم خرج والغضب يعصف به عصفًا من نفسه قبل ان يكون منها هي.. لقد ضربها رغمًا عنه.. يده بعد خروجه بقيت ترتجف بإنفعال.. كره نفسه لآجلها.. هو يراها تتعب ولكن ليس بوسعه ان يقول اي شيء فهؤلاء اهله.. وحينما يصل الموضوع اليهم يكون الخط احمرًا..
لقد غادر المنزل بأكمله وذهب ليجلس مع صديقٍ له والضيق يجثم فوق صدره ويثقل روحه غضبًا.. لم يكن يريد ان يشرب الخمر ولكن حينما عرض عليه صديقه كأسًا من الخمر اغراه شيطانه واحتسى الكأس كله عسى ان ينسى ما دار بينه وبينها..

في الأيام السابقة قصد البقاء خارج المنزل لوقت متأخر والمغادرة قبل ان تستيقظ من نومها فلم يكن جاهزًا للمواجهة.. رغم اشتياقه اليها كان يبتعد عنها ليمنحها فرصة كبيرة حتى تهدأ ولكن اليوم كما يبدو حانت المواجهة فها هي تجلس امامه تتناول الطعام ببرود شديد دون ان تأبه بنظراته التي تكاد تخترقها..

راقب غيّاث ما يدور بين شقيقة وزوجته بإستمتاع صامت.. شقيقه الغاضب والذي يكاد ان يلتهم زوجته بدلًا من الطعام من قوة نظراته.. وزوجته الباردة التي لم تنظر اليه ولو خطئًا!
إبتسم بمرح ثم تساءل موجهًا كلامه لآلاء العابسة:
- ما هي الأخبار؟

ضحكت آلاء قاصدة ان تغيظ الأحمق زوجها وقالت:
- الأخبار كلها خير.. لقد احضرت لك الشيء الذي طلبته مني.. ولكن لا تنسى الوعد الذي قطعته علي وسأكون دائمًا في الخدمة يا قلبي.

- انتِ فقط تأمرين.. وفي أي وقت ترغبين ان أخذك سأفعل.
قال غيّاث ضاحكًا ليهدر محمد بحدة:
- وفقًا لما اعتقد ان الكلام لا يصح على الطعام.. واذا كنتما تريدان الحديث بشيء ما بينما نحن جالسون تحدثوا بوضوح لا بألغاز.

تطلعا غيّاث وآلاء الى بعضهما البعض وضحكا ليهم محمد ان ينهض ويحطم فم شقيقه.. تتجاهله وتفضل الحديث مع شقيقه بدلًا عنها.. وتعقد صفقات ايضًا دون علمه! ستفقده عقله هذه المرأة حتمًا..
وثب محمد عن مقعده بعصبية وهتف بينما يتطلع الى شقيقه:
- حينما تنهي طعامك تعال الي.. لا اريد ان اجدك جالسًا مع النساء.

- ان شاء الله اخي.
اجابه غيّاث بمرح ليحدجهما محمد بنظرات ساخطة قبل ان يسير مبتعدًا..

*******************
وقفت تقطع حبوب الفاكهة في المطبخ لآجلها.. فلم يعد يهمها اي احد منهم..
شعرت به يقترب منها من عطره الرجولي التي حفظته دون الحاجة للنظر اليه فتابعت يداها ما تفعله دون ان تلتفت اليه..
وقف محمد خلفها وقال بهدوء بينما يتطلع اليها:
- أسف.. أعلم انني لا يجب ان ارفع يدي عليك.. ولكنها كانت ساعة لعب بها الشيطان في عقلي.. وانت كذلك قمتِ بإستفزازي جدًا ولم تكوني في وعيك.. لا اعلم اذا كان ذلك بسبب هرمونات الحمل او شيء آخر.. ولكن استمحيني عذرًا انتِ ذاك الوقت كنتِ غير طبيعية البتّة ولم اجد أي خيار أمامي سوى ضربك حتى تعودي الى رشدك وتعرفين ماذا تتكلمين.

غلف الجمود ملامح وجهها بتبريره الواهي واعتذاره البارد.. مثير للسخرية حقًا!
حينما لم ترد عليه اردف محاولًا جعلها تتحدث اليه:
- ماذا تفعلين؟
استمرت بتجاهله ليهتف بحنقٍ:
- هل رأيت؟ تصرفاتك هذه هي من تخرج الشخص عن طوره.. رجاءًا آلاء حينما اتحدث اليك أجيبي ولا تبقي صامتة هكذا.

- حينما اتكلم لا يعجبك ويتم ضربي ايضًا وكذلك حينما لا اتكلم لا يعجبك.. ماذا افعل؟ هل اهرب كي لا يجدني احد وترتاح مني؟
تشدقت آلاء بتهكم فقال بجدية:
- لا، تكلمي.. ولكن بطريقة لبقة وأوزني كلماتك قبلًا.

استدارت اليه وهتفت:
- لا أجيد قول غير هذا الكلام.. لا اعلم كيف أجامل ولا كيف اكون منافقة.. انت تريدني ان اكون منافقة حتى ارضيك وأرضي الموجودين في هذا المنزل.

ثم التقطت صحن الفاكهة خاصتها وتركته لتذهب وتجلس قليلًا مع شقيقاته رغم نظراته الغير راضية وبعد ذلك صعدت الى غرفتهما ليلحق بها ويقول بتروي بينما يجلس على طرف السرير:
- تعالي واجلسي لنتحدث.

- ماذا تريد؟
تساءلت بضيق فقال بحزم:
- تعالي واجلسي لنتابع حديثنا.. لا تلقي كلماتك وتهربي دون سماعي.

- محمد ماذا تريد؟
هتفت آلاء بنفاذ صبر فتمتم حانقًا:
- هل افهم من كلامك هذا انك ستعيدين ما فعلتِ مرة اخرى؟

- ما الذي اعيده؟ من منا الذي اخطأ؟ انا ام انت؟
هدرت بعصبية فأجاب بهدوء:
- نحن الإثنان.. انت بطول لسانك وعدم احترامك لي.. وانا بضربي لك.. واعلم ان خطئي اكبر ولكنني أعتذر منك وأعدك انها لن تتكرر ابدًا مرة اخرى.. وان شاء الله يدي تنكسر قبل ان ترتفع عليك وتؤذيك.

بحقد هتفت:
- ليتها يا رب تنكسر وتتحطم الى قطع صغيرة جدًا حتى لا تنفع لشيء اذا عدتها او حاولت ان تعيدها.. وحتى لو اعتذرت دعني الآن لوحدي لأنني لا زلت غير مستوعبة الذي فعلته.. انت كل مرة تفعل مصيبة ما ومن ثم تأتي وتعتذر وانا كالعادة يجب ان اسامحك.
نظرت اليه واستأنفت بجدية:
- محمد هل انت متأكد من كونك تحبني ام انك تكذب علي؟ لأن الذي يحب احدًا لا يؤذيه.. او ربما تقول اضحك عليها بكلمتين؟ تارةً اغتصاب وتارةً أخرى ضرب.. حسنًا.. في المرة المقبلة ماذا ستفعل؟ ما هي المصائب والمفاجآت التي تخفيها لي؟ لأن انت في كل مرة تقوم بفعل امور لا يتقبلها العقل او يفكر لها اطلاقًا!

- كل هذا الحقد تجاهي تحملينه بقلبك؟ حسنًا تابعي...
غمغم وهو يعلم انها محقة.. لقد اذاها كثيرًا ودومًا تغفر له.. ولكن لماذا لا تفهمه؟ لقد اعتذر منها فلماذا لا تسامحه؟!

تنهدت آلاء قبل ان تقول بيأس:
- ليس بقلبي يا محمد.. ولكن انت كل مرة تفعل شيئًا يؤذيني.. كل مرة تجرحني وانا يجب ان أغفر لك اخطاءك لكي تستمر الحياة! ومع العلم ان كل الذي تفعله بي لا يُحذف بكلمة أسف! ومع ذلك اقول لنفسي كبّري عقلك يا آلاء وسامحيه لأنه يحبك وانتِ ايضًا تحبينه.
استشرست عيناها وهي تضيف:
- لو انني اسمع امرأة تقول زوجها ضربها او فعل شيئًا مما تفعله انت بي سأقول لها انفصلي عنه واحرقيه واحرقي بيته كله بينما يكون نائمًا.

- اعوذ بالله! منذ الآن سأنام في الصالة.
قال محمد متفكهًا لترمقه بضيق وتقول:
- ظريف جدا اليس كذلك؟ محمد إفعل اي شيء.. صرخ.. إغضب.. ولكن ممنوع ان ترفع يدك علي وتضربني.. انا مهما قمت بمصائب كبيرة قبل الزواج لم يضربني احد من اهلي.. اكبر عقاب لي كان حرماني من شيء احبه.. انا لست حيوانًا لتضربني.. وحتى الحيوان لا يتم ضربه.. الم تقسم امام والدي ووالدك انك لن تضربني ابدًا ام انك أقسمت عبثًا؟

- سأصوم لثلاثة ايام.
اجابها بهدوء ثم إستطرد:
- لقد اخرجتِ كل ما في قلبك وكأنك تحملين كل هذا الكلام منذ سنة كاملة.. لقد قلت لك انا أسف ومن الأساس هذه هي المرة الأولى لي التي اضرب بها فتاة.. الا يكفيك حبيبتي انني اعاقب نفسي منذ ثلاثة ايام بعدم رؤيتي لك؟ هذا اكبر عقاب بالنسبة الي.

- حقًا؟ كثّر الله خيرك.. كسرت قلبي بكل صراحة.. سأجلس الآن وابكي!
علّقت آلاء بإستهزاء فغمغم محمد بتعب:
- آلاء انا أسف ومستعد ان افعل اي شيء تريدينه منه لتسامحيني.

- لا أريد اي شيء غير ان تحترمني ولا تكرر الذي فعلته مرة اخرى.. لأنك لو كررته لن تراني بعد الآن ابدًا وهذا ليس مزاحًا وانا لا اتكلم عبثًا يا محمد.. انا جدية في كل كلمة قلتها.
هتفت بتهديد فإرتفع حاجبه الأيسر بتسلية وقال:
- وماذا ايضًا؟
تطلعت اليه بضيق شديد فزفر قبل ان يردف:
- أعدك ان ما حدث لن يتكرر.. فقط قولي ماذا تريدين مني الآن أن افعل حتى أحققه لك.

- لا شيء ولكن فقط خذني الى المستشفى لأن صدري يؤلمني.
غمغمت بألم فهمس بأسى:
- أعلم انه متعب منذ ساعتين حيث كنت تجلسين في الأسفل.. انهضي لنذهب الى المستشفى.

*****************
لا تصدق الخبر.. جدها الحبيب توفي.. اسوأ خبر قد تسمعه في صباح اي يوم..
لقد عادت من المستشفى ليلة البارحة مرهقة والوهن يفاقم من اوجاعها ومن اعباء حملها.. لم يستطيعوا الأطباء ان يساعدوها بشيء غير منحها الأوكسجين بما انها حامل.. ولم تستيقظ الا على خبر وفاة جدها..

إعتزلت الجميع وبقيت في غرفتها تبكي وكل كلمة قالها لها جدها يوم زفافها تدوي في اذنيها كأغنية عذبة.. كانت تحبه.. كانت تحبه كثيرًا..
أحست بحضن محمد الذي ضمها الى صدره بحنو وغمغم:
- لا تبكي حبيبتي.. ادعي له عوضًا عن ذلك.. لا تنسي انك حامل ومثلما هو جدك فهو جدي لذلك كفى حبيبتي ولا تبكي.
كفكف دموعها بأنامله واستأنف:
- سأنهض لأوضب حقيبتي حتى اسافر الى العراق مع اهلك.

- ستذهب؟ وماذا عني؟
همست بنبرة واهنة من شدة بكائها وارهاقها فقال بتفهم:
- حبيبتي لا ينفع ان تأتي معنا.. ماذا ستفعلين هناك اذا أتيت؟!

- محمد خذني معك!
غمغمت آلاء ببكاء وهي تتطلع اليه بعينين متوسلتين فمرر يده برقة على شعرها وقال بحزن على حالها:
- والله لا ينفع يا روحي.. انتِ لا زلتِ في بداية حملك.. السفر خطر عليك.

- متى ستعودون؟
تساءلت وهي تجفف دموعها التي تنهمر دون توقف فأجابها مطمئنًا:
- لا اعلم.. ربما بعد اسبوع سأعود اي بعد انتهاء العزاء.

- حسنًا اذًا سأنهض لأوضب لك حقيبتك.
همت ان تنهض فمنعها قائلًا:
- ارتاحي فأنت متعبة جدًا اليوم لذا انا سأفعل.. وجهزي نفسك فبعد قليل سيصطحبك غياث الى منزل اهلك وستبقين هناك ريثما اعود.. واريدك ن تعديني انك لن ترهقي نفسك بشيء.

- أعدك.. ولكن آلا ينفع ان اتي معكم؟
همست بينما تنظر اليه كيف يوضب ملابسه بعينين دامعتين ليتنهد ويقول:
- لا حبيبتي.. والله لا يصح ولا ينفع.. ابقي هنا واعتني بنفسك وبطفلنا.
ثم دنى منها بعد ان انتهى من توضيب حقيبته وجذبها الى حضنه بقوة غير راغبًا بتحريرها وتركها..
قبّل رأسها وإستنشق عبيرها بعمقٍ ثم همس:
- ابريني الذمة وسامحيني.

رفعت رأسها لتتطلع اليه ودون سبب تشعر بإنقباض غريب في قلبها فهتفت بضيق:
- محمد ما هذا الكلام؟! انت ستسافر لأسبوع فقط ومن ثم ستعود.. وانا سامحتك.

قبّلها قبلة أخيرة طويلة على شفتيها بادلته اياها ثم إبتعد عنها وأسند جبينه على جبينها مستمتعًا بأنفاسها اللاهثة التي تصفع وجهه بنعومة ساحرة وغمغم:
- انتبهي الى نفسك حبيبتي ولا تبكي اذا كنتِ تحبيني.

اومأت بموافقتها فإبتعد عنها بصعوبة لتشعر برعب يداهم قلبها خوفًا عليه على الرغم من كونها لا زالت لم تسامحه بعد ولا زالت غاضبة منه..

******************
رغم تعبها وعدم قدرتها على تناول اي شيء بسبب الحمل قررت اخيرًا ان تذهب الى المدرسة..
جلست في حديقة المنزل وكماشة حديدية صلدة تعتصر قلبها.. تشعر بإختناق رهيب..
رفعت رأسها سريعًا حينما شعرت بأحد يقف فوق رأسها فإنصدمت وهي ترى كريم يقف امامها ويقول:
- البقية بحياتك.. لقد اعتقدت انك في العراق لأنني لم اراك منذ يومين في المدرسة.. أتيت لأتفقدك أكثر من مرة ولم أجدك.

قالت آلاء وهي تتطلع اليه بهدوء:
- وحياتك الباقية.. لا، لم اسافر الى العراق.

- ها هم عشاقك كثيرون.. تقفين معه بإعتياد اما نحن فقط لا.. ممنوع!
شحب وجهها وهي تسمع كلام ليبان وكلادس اللذان اقتربا منها من حيث لا تدري.. لا يا الله! ليس امامه.. ليس امام كريم.. لا تريده ان يتحاقر معها ويتسبب لها بمشاكل جديدة عقيمة مع محمد او يستغل خوفها لصالحه..
خفق قلبها بتوجس مذعور وهي ترى كريم يهجم على ليبان ويجذبه بعنفٍ من ياقة قميصه بينما يزمجر بشراسة:
- كرر الكلام الذي قلته!

ضحك ليبان بدناءة وحقارة لتقف آلاء سريعًا بينهما كحاجز وتهتف:
- أتركه يا كريم.. الف مرة اخبرتك ان لا تأتي الى مدرستي او الى مكانٍ اكون متواجدة به.

دفع كريم ليبان بقوة وصاح بعصبية:
- ماذا يريدان هذان الرجلان منك؟

تجاهلت الرد عليه واكتفت بالنظر الى ليبان وكلادس والقول:
- هذا شقيقي وليس كما تعتقدان.

- وايضًا تبررين لهما؟
هدر كريم بجنون ليبتعدا ليبان وكلادس بعد كلامها قليلًا عنهما فأغمضت الاء عينيها تناجي الله بالتحلي بالصبر حالما زلف منها كريم وتابع بغضب أشوس:
- من هما حتى تبررين لهما؟ ماذا يريدان منك؟ وزوجك اين بتركك هكذا؟

صمتت قليلًا تحاول استجماع طاقتها لمواجهة هذا المجنون الذي يأبى الخروج من حياتها على الرغم من زواجها منذ أشهر..
يجب ان تغلق هذا الموضوع بأسرع طريقة قبل ان يتدهور اكثر فقالت آلاء بإنفعال:
- ومن انت حتى أخبرك؟ لا شأن لك! ماذا تريد مني يا كريم؟ هذا يكفي! إبتعد عني.. الا تسمع الكلام الحقير الذي صرت اسمعه بسببك؟ الف مرة اخبرتك انني لا اريد ان اراك.. لو رأك محمد او شخص أعرفه معي ماذا سيقول عنا وماذا سيحدث بي؟

- لقد أتيت لأعزيك فقط.
غمغم مبهوتًا برد فعلها العنيف فقالت بحدة:
- لقد وصلت تعزيتك.. شكرًا لك وارجوك غادر.

رأته آلاء يغادر بصلابة رغم ترنح قلبه الموجوع المقهور لتتهاوى ارضًا وتجلس على ارضية الحديقة بخورٍ شديد..
لقد اكتفت منهم جميعًا.. اكتفت من العذاب الذي يتسببونه لها.. لماذا لا يدعونها وشأنها بحق الله؟ اغمضت عينيها بوهن والكرب يطوق روحها المكلومة بكل قسوة لتعزم على الحديث مع والدة كريم حتى يكف عن ملاحقتها..

------------------------
يتبع..

رأيكم بالفصل؟
توقعاتكم؟

قراءة ممتعة..
مع حبي:
اسيل الباش



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس